قررت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، أن يتم ترسيم الأساتذة الاحتياطيين مباشرة في مناصبهم دون شروط، بالموازاة مع منح رخصة استثنائية من الوظيفة العمومية تسمح للمترشحين في مسابقة التوظيف الأخيرة، من الذين لا تقل معدلاتهم عن 10 في الامتحان الكتابي، بالتعيين، لتغلق بذلك ملف الاستخلاف نهائيا ماعدا في حالات العطل المرضية.
كشفت وزيرة التربية، نورية بن غبريت، أمس، عن منشور وزاري جديد سيتم الإفراج عنه خلال الأيام القليلة المقبلة، يحدد آليات تطبيق قرارها الذي أعلنت عنه على هامش الزيارة التي قادتها، أمس، رفقة والي الجزائر، عبد القادر زوخ، إلى بعض المؤسسات التربوية بالعاصمة، والقاضي بموافقة مصالح الوظيفة العمومية على تثبيت الأساتذة الاحتياطيين في مناصبهم مباشرة.
وقالت بن غبريت إن مصالحها افتكت من الوظيفة العمومية رخصة استثنائية تسمح للناجحين في مسابقة التوظيف الأخيرة، من الذين تحصلوا على معدل عشرة في الامتحان الكتابي، رغم رسوبهم في الشفوي، بالتعيين في القطاع، وهو قرار لجأت إليه وزارة التربية، تضيف بن غبريت، لمعالجة مشكل الشغور نهائيا وبصفة جذرية، لتغلق الباب نهائيا أمام الاستخلاف، حيث شددت قائلة: “لن يتم اللجوء إلى الاستخلاف إلا في حالات العطل المرضية”.
وأكدت وزيرة التربية أن الدخول المدرسي مر في ظروف عادية، مثلما أكدته تقارير اللجنة المنصبة على مستوى الوزارة، واللجان التي عملت على تقييمه في الولايات، لكنها اعترفت بالمقابل باستمرار ظاهرة الاكتظاظ التي تسجل كل عام، غير أنها أكدت أن مصالحها لجأت إلى حلول انتقالية ومؤقتة كون المرحلة التي يعيشها التلاميذ المعنيون، خاصة في المناطق التي شهدت عمليات إسكان عائلات البيوت القصديرية، “انتقالية”. وطالبت بن غبريت الأولياء بتفهم هذه المرحلة ووضع مصلحة أبنائهم فوق كل الاعتبارات، مثمنة عمليات الترحيل التي شهدتها مختلف الولايات، حيث قالت إنها “إيجابية”، ومكنت من تحرير 190 قسم من بين 500 قسم كانت تحتلها عائلات استفادت مؤخرا من الترحيل في العاصمة فقط.
وهو ما شدد عليه والي الجزائر عبد القادر زوخ، الذي أكد أن جميع الأحياء السكنية الجديدة تحتوي على مؤسسات تربوية، البعض منها سلم وعدد آخر لا يزال قيد الإنجاز، مضيفا أن مصالحه عمدت إلى توفير حافلات لنقل تلاميذ هذه الأحياء إلى مؤسسات تربوية توجد في أحياء أخرى في انتظار تسلم مدارسهم.
من جهة ثانية، تأسفت وزيرة التربية لنتائج مسابقة توظيف المديرين الأخيرة، حيث قالت إن نتائجها كانت ضعيفة وأن العديد من المترشحين لم يحالفهم الحظ، غير أنها شددت على أنه لن يتم التساهل في هذا الجانب والتسامح مع هؤلاء قصد سد الشغور المسجل، وسيتم بناء على ذلك، الاستعانة بالنظار لشغل منصب المدير بالنياية، باعتبار أن تنظيم مسابقة ثانية للمديرين غير ممكنة حاليا، وسيتم الإعلان عن نتائج المسابقة، تضيف الوزيرة، ابتداء من اليوم وإلى غاية بعد غد. وأشارت إلى أن مصالحها لم تتلق ولا شكوى من قبل أولياء تلاميذ رفضت المؤسسات التربوية استقبال بناتهم بسبب الحجاب.
من جهة ثانية، قررت وزيرة التربية فتح تحقيق مستعجل في حادثة أستاذة اللغة العربية صاحبة السيلفي مع تلاميذها داخل القسم، واعتبرت هذا السلوك بـ”الخطير جدا”، ولا يمكن السكوت عنه. وقالت بن غبريت إنه من غير المقبول السماح بمثل هذا التصرف الذي يقحم التلميذ، متهمة الأستاذة صاحبة السلفي بتجاوز أخلاقيات المهنة، والدوس على خصوصية التعليم، مشددة على أنه لا بد من تكريس “أخلقة” القطاع ومحاسبة كل من يتعدى عليه.
ويذكر أن أستاذة تعليم ابتدائي صورت يوم الأحد الماضي، أي في بداية الدخول المدرسي 2016-2017 مقطع فيديو تظهر فيه رفقة تلاميذها، وهي تلقنهم بعض الجمل التي كانوا يرددونها بعدها، ومن بين الجمل التي رددتها المعلمة والتي أحدثت ضجة واعتبرت بمثابة رد على وزيرة التربية نورية بن غبريت، هي حديثها عن اللغة العربية حيث قالت: “هذا العام سيكون لساني عربيا” و”لن أعبر بغير اللغة العربية... لغة أهل الجنة العربية”، وهي العبارات التي اعتبرها كثيرون، عبر الشبكة العنكبوتية، تحديا لبن غبريت المتهمة بـ”معاداة اللغة العربية”.
-