ولكن قبل أن نقدم الطرق لإبعاد الأطفال عن مشاهدة التلفاز, نذكر الوالدين بما يلي:
لا يمكن أن نقلل من ساعات مشاهدة التلفاز إذا كان مفتوحًا طوال الوقت, ومثلما نستطيع أن نفتح التلفاز, يجب أن يكون بإمكاننا إغلاقه. لذلك:
لابد أن نتفق مع الأطفال على قوانين معينة للتعامل مع التلفاز, ويتم الاتفاق على هذه القوانين بالنقاش, وقد تُكتب القوانين ويوقع عليها الأطفال وتوضع قرب التلفاز مثل: لا يفتح التلفاز إلا بعد استئذان الوالدين أو يمكنكم مشاهدة برنامج واحد في اليوم, وغيرها.
إن عملية فطام الأطفال عن التلفاز تحتاج إلى وقت, لذلك نبدأ بالتدريج, ونضع برنامجًا لذلك مع التواريخ مع مرونة في ذلك.
يلزم تقديم البديل المغري وقضاء الوقت مع الأطفال للقيام بأنشطة مختلفة. كما سيكون من المفيد أن نعرف أن التغلب على مشكلة التلفاز سيؤدي إلى التغلب على مشاكل كثيرة, وذلك بقضاء أوقات أطول مع الأطفال. في الحقيقة, فإن الطرق التي سنقترحها لملء وقت الفراغ عند الطفل سوف تؤدي إلى تنميته عقليًا وعاطفيًا, وتشعره بالانجاز وبالثقة بالنفس.
ومن هذه النشاطات نذكر:
تحديد مكان في المنزل ونسميه (منطقة العمل) (م.ع).
نضع فيه طاولة صغيرة وكراسي, سلة قمامة, ألوانًا, مقصًا, صمغًا, أوراقًا ملونة, مجلات وجرائد قديمة, كتالوجات, علب الكرتون الفارغة, لفات مناديل الحمام الفارغة, علب بلاستيك فارغة, كرتون البيض, ورق الألمنيوم, قناني البلاستيك الفارغة, صناديق الكرتون الكبيرة, مرطبانات الكريم الفارغة...إلخ, أي أغلبيتها من الأشياء التي نرميها, إضافة إلى الصلصال (المعجون), والحصى وأوراق الأشجار والصدف.
من المفيد أن نضع خطة بحيث يحفظ الطفل شيئًا جديدًا, وليكن آية أو شعرًا أو معلومة علمية أو رياضية.
توفير مقص صغير آمن, فيعمل الأطفال على قص الجرائد والمجلات والصور, وبعد ذلك يقوم بلصق ما قصه على ورق مقوى.
يمكن أن نوفر للطفل جوارب قديمة نظيفة, حيث يعمل الطفل على حشوها بأوراق الجرائد والمجلات, وهكذا سيكون لديه كرات ملونة تساهم في نشاط الطفل الجسدي.
وكذلك نستطيع أن نقص جانبي صندوق كرتون كبير ونعمل مع الأطفال على تلوين الكرتون, أو لصق الصور عليه, ومن ثم يصبح لدينا نفق يمر فيه الأطفال من جهة إلى أخرى.
لوحة مشتركة: في ورقة كبيرة يبدأ الأب أو الأم برسم خط أو شكل هندسي, ثم بالتناوب مع الأطفال, نبدأ برسم أشكال وخطوط مختلفة, ونلوّن مع الأطفال المساحات الفارغة, وفي النهاية سيحصل الأطفال على لوحة يثبتونها على أحد جدران المنزل.
مدينة اللعب: يمكن أن يصنع الطفل من العلب الفارغة بعد أن يلونها أو يلصق عليها صور عمارات وجسورًا ومباني أو مساجد أو مدارس...إلخ.
لعبة العد: يمكن استخدام العد كوسيلة لقياس الزمن حتى العشرة أو العشرين أو الثلاثين...إلخ, ونشجع الطفل أن ينهي عملية تنظيف محددة قبل أن ينتهي الوقت (بناء معين أو ترتيب السرير أو ترتيب جرار...إلخ...).
تأمل السحاب: يمكن أن يستلقي الطفل في مكان مكشوف مثل الحديقة أو الشرفة, ونطلب منه أن يتأمل السحاب ويتخيل الأشكال التي يمكن أن تكوّن السحاب (أرنب, فيل, قطار, سيارة, أسد...), أيضًا يتأمل النجوم في الليل.
مزج الألوان: توفير أوعية مختلفة صغيرة, ملعقة, قطارة, سيقضي الطفل وقتًا طويلاً في مزج الألوان, واكتشاف تكون ألوان جديدة من هذا المزج.
يوم الصدقة: تخصيص يوم في الشهر أو في الفصل للتخلص من الزائد من الألعاب أو الألبسة, وإعادة ترتيب الخزائن والمكتبة, ووضع ما لا نحتاج إليه في صندوق وتقديمه لمن قد يكون بحاجة إليه, ومن هنا يتعلم الطفل العطاء وأن يكون كريمًا.
اللعب مع الأطفال ألعابًا شعبية قديمة مثل (طاق طاق طاقية) أو لعبة المربعات أو لعبة العصفورة.
مزرعة النمل: نضع علبتين من البلاستيك الشفاف أو الزجاج الواحدة داخل الأخرى, ثم نملأ الفراغ بالتراب, ونضع فيه نملاً, ونغطي العلبة بقماش باستخدام مطاط أو خيطان, ونضع فيها قطعة حلوى أو سكرًا, وندع الطفل يراقب النمل.
معلقات الأبواب: يصنع الطفل معلقات للأبواب كما في الفنادق من الورق الملون, ويرسم عليها ويزيّنها ويكتب عليها عبارات مثل: أنا مشغول, أنا نائم, الرجاء عدم الإزعاج.
حديقة الجزر: لندع الطفل يزرع الجزء من الجزر الذي تعلوه الخضرة في وعاء فيه القليل من الماء قرب النافذة, وينتبه إلى عدم جفافه ويراقبه وهو ينمو.
كما يمكن أن يزرع في أوعية صغيرة حبوبًا من الحمص أو الفول أو العدس بعد أن يضع فيها القطن ويبللها بالماء.
يكلف الطفل برعاية نبتة أو شجرة في المنزل أو الحديقة ويسقيها وينظفها ويراقب نموها.
دخول الطفل إلى المطبخ مع الأم أو مع الذي يحضر طعام العائلة كنز من المعرفة المفيدة للطفل للتعرف على أسماء الخضار والفاكهة والأسماك والطيور وأسماء أجزائها وألوانها وطعمها مثل البندورة لونها أحمر, ملمسها ناعم في داخلها بذور..إلخ.
تربية الحيوان أمر ينمي عند الطفل الكثير من المهارات والمشاعر, فنشجع الأطفال على تربية السمك أو الأرانب أو العصافير, والعناية بها, والمحافظة عليها.
تعويد الأطفال استخدام الموسوعات ومعاجم اللغة, وذلك بأن نذكر كلمة لا يعرف الأطفال معناها, ونطلب منهم أن يأتوا لنا بمعناها باستخدام المعاجم والموسوعات.
تخصيص يوم لزيارة أماكن معينة في المدينة أو خارجها واستغلال هذا النشاط بعد ذلك من أجل الكتابة والرسوم والمحادثة والتعبير عن الأفكار والمشاعر.
تكملة قصة: يشكل المجهول بالنسبة للطفل مصدرًا للشعور بعدم الأمان. الطريقة الفضلى للتقليل من مشاعر عدم الأمان هي في اقتراح حلول عدة لمواجهة هذا المجهول.