|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2011-11-01, 22:58 | رقم المشاركة : 1246 | ||||
|
|
||||
2011-11-01, 23:01 | رقم المشاركة : 1247 | |||
|
" الدولة العباسية " بحث كامـل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مقدمة شغلت الخلافة العباسية حيزًا كبيرًا من الزمن طال عدة قرون، وقد توسعت هذه الدولة توسعًا كبير، وضمت في أرجائها أعراقا وأجناسا شتى من البشر، ولكن الباحث في تاريخ هذه الدولة يواجه صعوبات كثيرة في دراسته، ولهذا أسباب، يجدر بنا الإطلاع عليها: أسباب صعوبة دراسة التاريخ العباسي: 1ـ دولة مترامية الأطراف فيها أقاليم عدة: وصف المملكة الإسلامية حين استيلاء بني العباس: كانت المملكة الإسلامية تمتد من أقصى المشرق عند كاشغر إلى السوس الأقصى على شاطئ بحر الظلمات.. وتمتد عرضًا من شاطئ بحر قزوين إلى أواخر بلاد النوبة، وهي مقسمة إلى أقسام كبرى، وكل قسم يشتمل على عدة ولايات، وها نحن أولاء نذكر هذه الأقسام وما فيها من الولايات: 1ـ جزيرة العرب: وتشتمل على أربع كور جليلة: ـ الحجاز. ـ اليمن. ـ عمان. ـ هجر. وبهذه الجزيرة مكة وبها بيت الله الحرام والكعبة المقدسة التي جعلها الله قيامًا لناس وهي قبلة المسلمين كافة في صلاتهم، وبها طيبة: وهي مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعث النور الإسلامي.. أمة هذا القسم عربية محضة، تتكلم اللسان العربي إلا بصحار ـ قصبة عمان على شاطئ بحر الهند ـ فإن نداءهم وكلامهم بالفارسية وأكثر أهل عدن وجدة فرس إلا أن لغتهم عربية، ومذاهبهم السياسية: التشيع ببلاد اليمن، والخوارج بعمان وهجر، والسنة فيما عداهما.. 2ـ إقليم العراق وبه ست كور: ـ الكوفة. ـ البصرة. ـ واسط. ـ المدائن. ـ حلوان. ـ سامراء. وهذا الإقليم كان يسمى في القديم: إقليم بابل، وهكذا كان اسمه في التقويم الأول عهد العباسيين، ولقد كان زهرة ملك العباسيين وأجمل بلدان الدنيا وأثراها وروافده الدجلة والفرات من أحسن أنهار الدنيا.. وأمة هذا الإقليم نبطية، دخل عليها العرب في بلادها، فزاحموها وصارت كأنها لهم، ولذلك صارت لغة هذا إقليم عربية، وأصبح لغاتهم الكوفية لقربها من البادية وبعدهم عن النبط وأما البطائح فنبط، والذين نزلوا بهذا الإقليم من العرب أكثر من الذين نزلوا منهم بأي إقليم آخر ما عدا الشام والجزيرة، وقد كانوا بهذه الأقاليم الثلاثة قبل الإسلام، وكان بها منهم ملوك المناذرة بالعراق، والغساسنة بالشام، إلا أنهم لم يكونوا مستقلين بالملك، بل كانوا تحت رعاية الفرس والروم، فلما جاء الإسلام اتسق لهم الملك بالإقليمين، وكان الشام مهد الدولة الأموية، كما كان العراق مهد الدولة العباسية.. 3ـ إقليم الجزيرة: جزيرة أقور أو أثور أو أشور وهي ما بين دجلة والفرات، بها ثلاث كور: ـ ديار ربيعة. ـ ديار مضر. ـ ديار بكر. وقد نزل العرب قبل الإسلام بهذا الإقليم،وكانت به قبائل شتى من جميع العدنانيين حتى سميت كورة بأسمائهم، ولذلك يعتبر إقليمًا عربيًا محضًا، لأن من كان به من الآشوريين وغيرهم درست آثارهم، وينتهي هذا الإقليم إلى حدود الروم وأرمينية.. 4ـ إقليم الشام وبه ست كور: ـ قنسرين. ـ حمص. ـ دمشق. ـ الأردن. ـ فلسطين. ـ الشراة. وهذا الإقليم دخله العرب قبل الإسلام، وملكوا به، وزاحموا من كان به من الأمم القديمة.. ولما جاء الإسلام، كان مهدًا عظيمًا من مهود الحضارة العربية الإسلامية، ولغة أهله عربية.. وبهذا الإقليم: بيت المقدس، وهو ثالث المساجد المقدسة، بناه سليمان بن داود عليهما السلام حينما كان ملكًا على بني إسرائيل، ويعظمه جميع الأديان السماوية.. 5ـ إقليم مصر، وبه سبع كور على حسب التقويم القديم: ـ الجفار. ـ الحوف. ـ الريف. ـ إسكندرية. ـ مقدونيا. ـ الصعيد. ـ الواحات. وأمة هذا الإقليم كانت في القديم مصرية قبطية، ساكنها كثير من الأمم التي ملكتها كاليونان والرومان وغيرهم، وكان بالحوف بعض قبائل عربية تقيم فيها.. وعندما جاء الإسلام جاءها كثير من العرب الفاتحين، فأقاموا في مدنها الكبرى، ثم جاءت قبائل كثيرة من قيس في عهد الدولة الأموية، وأقامت بالحوف (الشرقية)، ثم اختلطت هذه الأمة الفاتحة، بالمصريين تمام الاختلاط، فتزاوجوا حتى غلب على الجمهور اللسان العربي والدين الإسلامي وذلك بعد تملك الدولة العباسية.. أما أول عهدها: فكان أكثر الفلاحين بالقرى أقباطًا لا يزالون على دينهم.. 6ـ إقليم المغرب، وهو سبع كور: ـ برقة.. ـ إفريقية. ـ تاهرت. ـ سلجماسة. ـ فاس (السوس الأدنى). ـ السوس الأقصى. ـ الأندلس. وهذا الإقليم كان يسكنه قبل الإسلام البربر، وساكنهم فيه كثير من الرومان والويز الذين ملكوا المغرب قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام دخله العرب الفاتحون وزاحموا البربر، إلا أنهم لم يكثروهم لقتلهم، ولم يكثر العنصر العربي بها إلا بعد ذلك في منتصف القرن الخامس، فأمة هذا الإقليم الغالبة عليه لهذا العهد بربرية، واللسان الغالب هو اللسان البربري.. 7ـ إقليم المشرق، وهو إقليم ذو جانبين: ـ في الشرق، ويسمى جيحون أو أموداريا، ويسمى بما وراء النهر أو هيطل. ـ في الغرب، وهو ما كان غربي جيحون ويسمى خراسان. أولاً: ما وراء النهر: قال البشاري: "هذا الجانب أخصب بلاد الله تعالى وأكثرها خيرًا وفقهًا وعمرة، ورغبة في العلم، واستقامة في الدين، وأشد بأسً، وأغلظ معروفًا وضيافةً وتعظيمًا لمن يفهم".. وبهذا القسم ست كور: ـ فرغانة. ـ أسبيجاب. ـ الشاش. ـ أشروسنة. ـ الصغد. ـ بخارى. ثانيًا: خراسان، وبها تسع كور: ـ بلخ. ـ غزنين. ـ بست. ـ سجستان. ـ هراة. ـ جوزجانان. ـ مرو الشاهجان. ـ نيسابور. ـ قهستان. وهذا الإقليم من أعمر الأقاليم الإسلامية، وأهل خراسان منه هم الذين أقاموا الدولة العباسية وشيدوا صرحها، ومعظمهم كان شيعة لهم، أما أهل ما وراء النهر فجلهم من التركمان ولم يكن الإسلام قد شملهم لأول عهد العباسيين، وقد دخل العرب هذا الإقليم ولم يتجاوزوا النهر إلا في عهد الدولة الأموية، وقد كثرت فتوحاتهم فيما وراء النهر في عهد قتيبة بن مسلم الباهلي العامل من قبل الحجاج بن يوسف ولم تتغلب اللغة العربية على هذا الإقليم وما يأتي بعد من الأقاليم الفارسية، ولكن الدين الإسلامي شملهم فصار منهم أمة إسلامية قادرة، عمَّها العلم ـ ولا سيما الديني ـ ووجد منهم أفاضل الفقهاء من الشافعية والحنفية والمحدثين والعلماء في العلوم كافة.. 8ـ إقليم الديلم، وبه خمس كور: ـ قومس. ـ جرجان. ـ طبرستان. ـ الديلمان. ـ الخزر. وهذا الإقليم لم يفشُ الإسلام به إلا في عهد الدولة العباسية، ولم يتأثر كثيرًا باللغة العربية.. 9ـ إقليم الرحاب، وهو ثلاث كور: ـ أران. ـ أرمينية. ـ أذربيجان. وهذا الإقليم به كثير من الأجناس والألسنة، فيه الكرد والأرمن والفرس وغيرهم، ولم يفش الإسلام بهذه البلاد إلا في عهد الدولة العباسية، واللغة العربية به قليلة.. 10ـ إقليم الجبال وبه ثلاث كور: ـ الري. ـ همذان. ـ أصفهان. 11ـ إقليم خوزستان، ويعرف بالأهواز وبه سبع كور، وهي: ـ السوس، وهي تتاخم العراق والجبال. ـ جنديسابور. ـ تستر. ـ عسكر مكرم. ـ الأهواز. ـ الدورق. ـ رامهرمز. ولهذا الإقليم لسان خاص به يعرف باللسان الخوزي.. 12ـ إقليم فارس وبه ست كور: ـ أرجان. ـ أردشيرخرة. ـ درابجراد. ـ شيراز. ـ سابور. ـ أصطخر. وبهذا الإقليم عدد عظيم من الأكراد وباسمه سميت البلاد الفارسية كلها.. 13ـ إقليم كرمان، وبه خمس كور: ـ بردسير. ـ نرماسير. ـ السيرجان. ـ بم. ـ جيرفت. 14ـ إقليم السند وبه خمس كور: ـ مكران. ـ طوران. ـ السند. ـ ويهند. ـ قنوج. فهذه أربعة عشر إقليمًا منها ستة عربية وثمانية أعجمية، والمراد بكونها عربية: تغلب اللسان العربي على أهلها، وإلا فأصل إقليم العرب هو جزيرتهم فحسب.. وتشتمل هذه الأقاليم على ثلاث وثمانين كورة يجبي منها جميعها الخراج إلى حاضرة الدولة حيث يحمل منها ما بقي عن مصروفها، وذلك شيء عظيم.. هذا هو الملك الطويل العريض الذي ورثه العباسيون بهمة شيعتهم من أهل خراسان، وليس عدد ولاة هذه الدولة بعدد الأقاليم التي بيناها، بل كان بعض الأقاليم فيه الواليان والثلاثة، وبعضها قد يضم إلى إقليم آخر حسب الأحوال.(1) الأحداث المعقدة والمتشابكة في التاريخ العباسي : في الواقع إن أحداث تاريخ دولة الخلافة العباسية معقدة، ومتشعبة ومتشابكة، وذات تكوينات سياسية متعددة، وقد شكلت دولة إسلامية مترامية الأطراف، تُعَدُّ امتدادًا لدولة الخلافة الأموية، تفاعلت عليها عناصر متعددة عربية وفارسية وتركية، وشهدت بنى اجتماعية وعنصرية متباينة، وتطورات سياسية واقتصادية واجتماعية مهمة، حددت مسيرتها ونهجها، وظل العامل الأبرز في صنع هذه الأحداث والتفاعلات العقيدة الإسلامية بفعل تأثيرها الجذري في المجتمع الإسلامي. (2) وترجع هذه الأحداث المعقدة والمتشابكة إلى: (أ)ـ العرقيات المؤثرة سواء عربية أو تركية أو فارسية بالإضافة إلى عرقيات أخرى.. (ب)ـ المذاهب المختلفة سواء سنية أو شيعية، والشيعة مذاهب كثيرة متنوعة، وأحيانًا كان هناك خلاف بين المذاهب السنية.. أولاً: العرقيات المؤثرة: بعد أن توقفت الفتوحات الإسلامية منذ أواخر العصر الأموي، انصرف الناس إلى الصراع الداخلي، حتى إذا نهض العباسيون بالأمر، واستقر لهم وخلد الناس إلى الراحة قليلاً استغل هذا الوضع كل من كان يخفي في نفسه شيئًا، وكان معظم هؤلاء المستغلين من المجوس حيث أظهروا التشيع وساروا مع أبناء جلدتهم من المسلمين الفرس وراء العباسيين حتى إذا نهضوا بالحكم تسلم بعض الفرس سلطات واسعة، فاستفاد المستغلون من العصبية، وعملوا على تهديم الإسلام، وظهرت بينهم حركات سنباذ والمسيلمة والرواندية والمقنعية والبابكية، بل وأصابع الاتهام تشير إلى داعية بني العباس الأول، أبي مسلم الخرساني، إذ نسبت بعض هذه الفرق نفسها له، أو طالبت بدمه، وإن كان هذا يبدو استغلالاً وإفادة من وضعه، ومن هنا بدأت العصبية تبزغ بقرونه.. وكانت أرجاء الدولة الإسلامية متسعة وعدد السكان كبيرًا وخاصة في العاصمة، وقواعد الولايات، التي تضم أشتاتًا من الناس، وهذا يستدعي جندًا كثيرًا يوطِّد أركان السلطة، ويحفظ الأمن، ولما كان أهل البلاد يعيشون في حالة من الرخاء والرفاه فهم بعيدون عن حياة الجندية، وما دامت الفتوح الإسلامية قد توقفت، ولم يعد الجهاد على نطاق واسع كما كان، وإنما في أوقات محددة تقضيه الظروف ولهذا فإن السكان لا يرون ضرورة للانخراط في الحياة العسكرية، وكان الخليفة عندها مضطرًا لاستقدام جنود من مناطق لا تزال غير مترفة بعد، أو قد دانت بالإسلام منذ وقت قصير، أو يأتي بالأسرى والمماليك وينشئهم تنشئة عسكرية بعد أن يدخلوا في الإسلام، وقد جِيء بجند من الترك، وترقوا في الرتب حتى غدوا قادة ثم أصبح الأمر بيدهم يخلعون الخليفة إن شاءوا، ويعينون من أرادوا فضعفت هيبة الخلافة، وانخفضت مهابة السلطة. (3) ـ وقد تأثرت دولة الخلافة العباسية بذلك الصراع على النفوذ بين العرب والفرس والترك، وقوى نفوذ الفرس بفعل عدم قدرة الخلفاء المحافظة طويلاً على التوازن بين هذه الشعوب، فسيطروا على معظم المرافق، فكان منهم الوزراء والقادة المتسلطون بدءًا من عهد المنصور، حتى اضطر هارون الرشيد إلى نكبة وزرائه البرامكة، ثم رجحت كفتهم بعد انتصار المأمون على أخيه الأمين، وبلغ بنو سهل، وهم فرس، منزلة كبيرة في عهده، ورأى المعتصم أن يصطنع لنفسه عنصرًا جديدًا يعتمد عليه، فاتخذ من الأتراك بطانة وأداة، ووزراء، وقادة فقضى بذلك على النفوذ الفارسي.. وبوفاة الواثق في عام (232هـ/ 847 م) ينتهي العصر العباسي الأول.. وفقدت دولة الخلافة العباسية فعاليتها في العصر العباسي الثاني الذي ابتدأ في نفس العام، وذلك نتيجة لضعف لهيئة الحاكمة، مما أدى إلى إضعاف السلطة المركزية للدولة سياسيًا وإداريًا وماليًا وبالتالي أخذت الولايات تنفصل عنها.. لكن المباديء التي نادت بها الثورة، ظلت تؤتي ثمارها على الرغم من ضعف الخلافة وانتقلت الدولة من المركزية إلى اللامركزية في نظام الحكم، وقامت في الأطراف دول انفصالية ودخلت شعوب جديدة في المجتمع الإسلامي، تمكنت من الوصول إلى الحكم، ووقع الخلفاء تحت نفوذهم، مما أدى إلى تحجيم دورهم السياسي الفاعل، فبرز الأتراك على الساحة السياسية وقد حملوا عبء إدارة الدولة وتوارى الخليفة في الظل.. وتحول مسار التاريخ السياسي، الذي لم يعد تأريخًا للخلافة، وإنما أضحت الشعوب الإسلامية هي التي تصنع هذا التاريخ وتوجهه، فقد برزت العنصريات في ظل شعار المساواة بروزًا للامركزية، و من الطبيعي في هذا الوضع الشاذ، أن تتجه جهود المؤرخين إلى تأريخ سياسات الشعوب الإسلامية كجماعات إقليمية تسعى إلى تنمية شخصيتها ومصالحها، وتقوية قبضتها على ما تسيطر عليه، بدلاً من الاتجاه إلى تأريخ أعمال الخلفاء.. وتلاشت في هذا العصر، فكرة جمع العالم الإسلامي تحت قيادة سياسة واحدة، وتأرجحت علاقات الخلافة مع الدول الإقليمية بين العداء السافر حينًا والتعاون المثمر أحيانًا أخرى.. وشكل العصر العباسي الثالث الذي ابتدأ في عام (334هـ/ 945م) ردَّه فعل مناهضة للنفوذ التركي الذي سيطر على مقدرات الخلافة في العصر العباسي الثاني، ومثل حركة فارسية ـ شيعية تزعمها بنو بويه الذين أسسوا دولاً انفصالية في فارس والأهواز وكرمان والري وأصفهان وهمذان، وتمكنوا من فرض هيمنتهم الفعلية وبسط سلطتهم على العراق حتى عظم نفوذ هذه الأسرة وسمي باسمها العصر العباسي الثالث.. وقد حافظ البويهيون بعد تردد، على منصب الخلافة، لكنهم سيطروا على مقاليد الأمور، وتصرفوا بشكل مطلق، واستمرت مظاهر ضعف الخلفاء، وفقدان هيبتهم مسيطرة طيلة هذا العصر.. وشكل العصر العباسي الرابع، الذي ابتدأ في عام (447هـ/ 1055م) ردَّه فعل مناهضة للنفوذ الشيعي، ويتشابه هذا العصر مع العصر السابق من حيث تركيز السلاجقة الذين حلوا محل البويهيين، على المشرق الإسلامي فبسطوا هيمنة فعلية على مقدرات الخلافة مع احترام شخص الخليفة ومركز الخلافة، ويختلفان من حيث المذهب الديني بفعل اعتناق السلاجقة المذهب السني الذي يعتبر الخليفة العباسي رئيسه الروحي.. وتأرجحت علاقة الخلافة بهؤلاء السلاجقة بين التعاون المثمر والعداء السافر، خاصة في فترة تفكك وحدة السلاجقة، فمال الخلفاء إلى الانعتاق من الطوق السلجوقي، لكن الخلافة رأت نفسها عاجزة عن وضع حد للاضطرابات الناجمة عن تنازع الأسرة السلجوقية مما دفعها إلى الاستعانة بالخوارزميين للقضاء على السلاجقة، وأوقعها ذلك في نزاع مع القادمين الجدد أيضًا بفعل طمعهم في الهيمنة على اختصاصاتها.. وحتى تتخلص من سيطرة الخوارزميين عمدت الخلافة إلى الاستعانة بعنصر جديد هو العنصر المغولي الذي تميز بقسوته ووحشيته وقد سقطت تحت ضرباته الموجعة في عام (656هـ/ 1258م). (4) ثانيًا: المذاهب المختلفة: كان لتعدد المذاهب واختلاف الفرق أثر سيئ وخطير على الإسلام والمسلمين، فالإسلام الموسوم بالسماحة، الداعي إلى السلام قد تخضبت أيدي أبنائه بدماء بعض نتيجة للخلافات المذهبية، وضيق الأفق الذي حَلَّ بهؤلاء المتعصبين لمذاهبهم، وانتهى الأمر في كثير من الأحيان ـ ولفترات طويلة من الزمان ـ إلى القتال الدامي الذي ترك رواسب كثيرة في نفوس المسلمين من أبناء الطوائف المختلفة.. وقد بدأت دماء المسلمين تسيل أول الأمر على يد الخوارج، الذين رأوا أن الإسلام لا يتم إلا بالجهاد وقتل باقي المسلمين ممن لا يعتنقون مذهبهم، ومن بعد الخوارج قام القرامطة الذين قضوا مضجع العالم الإسلامي، وحل شرهم في كل بلد، وأسالوا الدماء في كل صعيد ووادٍ.. هذه الآلآف من أرواح المسلمين التي أزهقت بسيوف الخوارج والقرامطة لم يكن سبب إزهاقها إلا الأفق الضيق والتعصب الأعمى، والإسلام من كل ذلك براء.. ومع عجلة الزمان أخذ الخطر ينتشر من مكامنه وأخذ الصراع بين المذاهب المختلفة ـ بخاصة الشيعة والسنة ـ يحتال مكانًا ظاهرًا في حياة المسلمين، والغلبة للقوى صاحب السلطان من الطرفين، وهكذا نجد الشيعة حينًا معتدين غالبين، ثم ينتقل الأمر لم يكن مقصورًا على معسكري الشيعة والسنة بل كثيرًا ما وقع الخلاف بين أحزاب السنة أنفسهم.. وإذا ما تتبعنا المصادمات والخلافات التي وقعت بين الشيعة والسنة، سواء أكان المعتدون هؤلاء أم أولئك، فإننا سنجد صفحات دامية سوداء لوثت أفق الحياة الإسلامية لبضعة قرون من الزمان.. فرجل فاضل مثل أبي عبد الرحمن النسائي ـ وكان متشيعًا ـ يُسأَل في دمشق عن معاوية رضي الله عنه وفضائله فيرد ردًا به مساس بالخليفة الأموي، فإذا بالناس يدفعونه ويخرجونه من المسجد، ويدوسونه حتى يموت بسبب ذلك.. وينشب في مصر في يوم عاشوراء سنة 350هـ خلاف بين الجنود السنة من أتراك وسوادنيين من جانب، والشيعة من جانب آخر، ويسير الجنود في الشوارع يسألون من يجدونه في الطريق: من خالك؟! فإذا لم يقل: معاوية يلقي من الضرب والأذى ما لا طاقة له به.. وتقع فتن دامية أعوام 408هـ، 444هـ، 445هـ، 449هـ، ويجري قتال رهيب بين كل من الشيعة والسنة وتسيل الدماء أنهارًا، وتخرج نساء الشيعة ناشرات شعورهن حزنًا على من ماتوا من أزواجهن، ويلهبن عواطف العامة، فيشتد الأمر، وتشتعل الحرائق إلى أن تأتي على الأخضر واليابس لغير ما سبب إلا أن فريقًَا من المسلمين يخالف فريقًا آخر في الرأي.. وفي مصر نقرأ في أحداث سنة 353هـ أن أحد كبار الشيعة يحبس لغير سبب فيموت في الحبس، فيحمل إلى قبره، ولكن يأبى التعصب الكريه أن يترك جثة الرجل تمر في أمان، بل يلتحم الجند بأصحاب الشيخ، وتقع بين الفريقين معارك دامية.. على أن بعض الشيعة أنفسهم كانوا مسئولين عما يصيبهم من الأذى في بعض الأحيان لإظهار تعصبهم ضد الصحابة الكرام، ولعنهم جهارًا، الأمر الذي كان يثير عليهم جمهور المسلمين، ففي أحداث سنة 345هـ قامت فتنة كبيرة في أصبهان ـ وكان سكانها سنيين ـ لأن رجلاً من أهالي قم ـ وهم شيعة غلاة ـ قد سبَّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فوقع كثيرٌ من القتلى، ونهبت أموال التجار من أهل "قم". (5) ويقال إن "قم" هذه كان يسكنها قوم من الغلاة هم "الغرابية" ومذهبهم أن المال كله للبنت، فلم ولى أمرهم قاض حكم للبنت بالنصف فهددوه دون قتل، وإنما يحكمون للبنت بكل المال تكريمًا للسيدة فاطمة الزهراء.. على أن الشيعة لم يكونوا المعتدى عليهم بصفة دائمة فكثيرًا ما كانوا المعتدين، خصوصًا إذا كانت الأمور في يد دولة شيعية كالبويهيين أو الفاطميين، أو حيث يكثر تجمعهم فلم يكن إنسان يستطيع أن يذكر الصحابة بالخير في بعض الأزمنة في الكوفة، لأن مصيره يكون القتل السريع، ولذلك قيل: من أراد الشهادة فليدخل دار البطيخ بالكوفة وليقل: رحم الله عثمان.. وكان في القيروان قاضٍ سنيٍّ اسمه أبو سعيد، فاستدعاه داعي الدعاة الفاطمي وطلب إليه أن يعتنق المذهب الشيعي فرفض القاضي قائلاً: لو نشرتني إلى اثنين ما فارقت مذهب مالك، فأمر به داعي الدعاة فقطع لسانه.. وكان البويهيين لتعصبهم للتشيع يكرهون أهل السنة، وكثير ما أوقع معز الدولة البويهي الأذى بالخلفاء من قتل أو سمل عيونهم لا لشئ إلا أنهم سنيون.. على أن أكثر ما حل بأهل السنة، من أذى كان على يد الشيعة من الفاطميين، فقد ضرب رجل من مصر وطيف به القاهرة لأنهم وجدوا عنده "الموطأ" للإمام مالك، وأمر الحاكم بأمر الله نائبه بدمشق بعقاب رجل مغربي ضرب وطيف به على حماره ونودي هذا جزاء من أحب أبا بكر وعمر، وبعد انتهاء الطواف ضربت عنقه.. وقد بالغ الفاطميون في إيذاء أهل السنة، فعزلوا كل السنيين من المناصب الحكومية، وحبسوا قاضي القضاة لأنه رفض أن يعترف بإمامة على، وسبوا الصحابة والخلفاء الراشدين بكتابات منقوشة على جدران المساجد وفي الشوارع، ولعنوا أهل السنة على المنابر، إلى غير ذلك من أصناف الأذى التي أريق بسببها الدماء حينً، و حلَّ الأذى والتحقير مكان الدماء حينًا آخر.. ولم يقف أمر الخلاف الدامي بين المسلمين على السنة والشيعة وحدهم، بل إنه جرى بين المعتزلة بمساعده بعض أهل السنة ممن رفضوا القول بخلق القرآن.. ولعل أياديَ خفية كانت حريصة على إذكاء نار الفتنة بين المسلمين حتى بين أبناء الطائفة الواحدة، فقد جرت خلافات ومصادمات بين أهل السنة أنفسهم، ولقد كان الحنابلة (أنصار أحمد بن حنبل) على رأس المعتدين دائمًا، واشتهروا بالعنف في معاملة خصومهم من أبناء المذهب الشافعي، فقد ثاروا عليهم، وألحقوا بهم الاعتداء وأرادوا أن يجعلوا لأنفسهم مركزًا حصينًا ينقضون منه على خصومهم، فبنوا مسجدًا في بغداد جعلوا منه وكرًا للمشاغبة، واستعانوا بفريق من العميان مسلحين بالهروات كانوا يطلقونهم على الشوافع فيوسعونهم ضربًا حتى شارفوا على الموت.. وبلغ الأمر بالحنابلة وعنف خصومتهم أن منعوا دفن ابن جرير الطبري، فاضطر أصحابه أن يدفنوه في داره ليلاً، فقد استعانوا بالعامة في ذلك، لا لشئ إلا أن الطبري لم يعترف بابن حنبل كفقيه واعتبره محدثًا ليس غير. (6) 3ـ الدول الانفصالية الكبرى: طال عهد العباسيين (132 ـ 656هـ) فوصل إلى ما يقرب من خمسة قرون وربع القرن، وضعفت أيامهم في آخرها إذ زاد ظهور العصبيات فقامت دول على أساسها، ولم يكن ثمة داعٍ لقيامها لولا فكرة العصبية التي حملتها، واللغة التي أحيتها من جديد؛ فظهرت الدولة السامانية، والغزنوية، والخوارزمية، ولا شك فإن الطموح السياسي كان أساسًا في نشأتها، ثم نما باسم العصبية لداومه، ودعم الشعب لها.. كما انفصلت أجزاء عن الدولة رسميًا، وأعلنت عن قيام خلافة مستقلة فيها، فكانت الخلافة الأموية في الأندلس، والفاطمية في مصر وأجزاء من إفريقية، ولم تكن هذه الدول الإسلامية على تفاهم فيما بينها، بل على العكس كانت معاديةً بعضها لبعض، وكل منها على صلة بأعداء الثانية، فالعباسيون في بغداد يصادقون حكام الفرنجة خصوم الأمويين في الأندلس، هذا مع العلم أنه لا يوجد في دار الإسلام سوى خليفة واحد، والمسلمون جميعًا تضمهم دولة واحدة، وهذا يدل على ضعف الروح الإسلامية لدى المسلمين في ذلك العهد بالنسبة إلى ما كان عليه المسلمون الأوائل في الصدر الأول. (7) 4-ظهور المدارس الفكرية المختلفة والمتباينة: نتيجة الترجمة، واختلاط المسلمين ببيئات متنوعة، وثقافات مختلفة، نتجت تحليلات كثيرة مختلفة لنفس الحدث، مما أدى إلى بلبلة فكرية كبيرة فهذا يمدح في شخصية، وآخر يذم في نفس الشخصية، وهذا يصف رجلاً بالفكر المتنور المتحرر وآخر يصف نفس الرجل بالإلحاد والزندقة وهكذا.. فإذا نظرنا إلى أفكار المعتزلة بصفة عامة وجدناهم أكثر الفرق الإسلامية أخذًا بلباب الفلسفة اليونانية والانتفاع بها، فلا نكاد نقرأ لواحد من أئمتهم حتى نلمس ظلال الفلسفة اليونانية متمشية في جنبات أفكاره، لعل هذه الفلسفة كانت أوضح ما تكون عند أبي الهذيل العلاف، وإبراهيم النظام، والجاحظ.. ومن أهم المسائل التي نادى بها المعتزلة "مسألة الاختيار" مما دفع كثير من المسلمين إلى مناصبتهم العداء، فنسبوا إليهم أنهم متأثرون فيها بمذهب زرادشت، وذهب البعض إلى تسميتهم "بمجوس الأمة الإسلامية".. وظهر على أيدي المعتزلة بعض القضايا الخطيرة مثل "قضية خلق القرآن"، وتبني بعض الخلفاء العباسيين هذه القضية وعملوا على نشرها بين الأمة الإسلامية أمثال الخليفة المأمون، والمعتصم، والواثق. (8) فلذلك نظر المعتزلة إلى هؤلاء الخلفاء باعتبارهم أصحاب فكر متنور ومتحرر، أما أهل السنة فقد وصفوهم بالإلحاد والزندقة.. 5ـ تشويه التاريخ العباسي عن طريق: ـ الشيعة (الطالبيين). ـ المستشرقين. ـ المستغربين. (أ)ـ الشيعة (الطالبيون): لقد لعب الشيعة في تشويه تاريخ بني العباس الدور نفسه الذي لعبوه في تشويه صفحات بني أمية بالاشتراك مع العباسيين خصوم بني أمية السياسيين، وحكام العصر الذي دُوِّنَ فيه التاريخ، ذلك أن آل البيت الذين كانت الدعوة باسمهم، وعلى أساسها انفرط عقد بني أمية قد انفرد من بينهم بنو العباس الذين استأثروا وحدهم بالسلطة دون بني عمومتهم من أبناء أبي طالب، وأزاحوهم من وجهم، بل ومن جانبهم...الأمر الذي جعل أبناء أبي طالب يحقدون على بني العباس، وينازعونهم الأمر، ويعملون على تشويه سمعتهم وبالتالي تاريخهم. (9) ينظر المسلمون إلى آل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرة احترام وتقدير، وكان لهذه النظرة أثر كبير في الحياة السياسية عامة، وينحصر آل البيت في أبناء أبي طالب عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا وهم: علي، وجعفر، وعقيل، رضي الله عنهم، وفي آل العباس عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي أسلم مع أخيه الحمزة رضي الله عنهما من بين أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن حمزة سيد الشهداء لم يعقب، ولم يشمل آل البيت في أبناء أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الزبير، والحارث، وأبي لهب، حيث جاء الإسلام هؤلاء الأبناء متأخرًا، وربما انحصر آل البيت في أبناء علي رضي الله عنه، من زوجه فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث انقطع عقب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا منها، هذا إضافة إلى قرابة علي، وسابقته في الإسلام، وجهاده أعداء الله، وإصهاره لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى رأى بعض المسلمين في هذا سببًا في أحقيته بالخلافة، وأحقية أبنائه من بعده، رغم ما في هذا القول من مجانبة عن تعاليم الإسلام، لأن الخلافة ليست وراثية، وإنما لها شروط يفرضها الصلاح والتقوى والقوة في الحق، وتحق لأي مسلم تتوفر فيه الشروط... وعندما قامت الدعوة العباسية على "الرضا من آل محمد" ظن أبناء علي رضي الله عنه أن لهم في الدعوة نصيبًا، فلما قام العباسيون بالأمر، واستأثروا بالحكم، وقف شيعة أبناء علي موقفًا معاديًا للعباسيين وقاموا يعملون ضدهم، فمن جانب ثاروا ضدهم، واستمرت حركاتهم، ومن جانب آخر اتهموهم بالظلم، ورموهم بالمفاسد، وأشاعوا الدعايات ضدهم، والسخرية منهم ومن تصرفاتهم، وبالمقابل فقد لاحق العباسيون خصومهم السياسيين من شيعة أبناء علي رضي الله عنه وشددوا عليهم، واضطهدوهم، ونكَّلوا بزعماء ثوراتهم كي يلقوا بينهم الرعب، وأحيانًا حاولوا استرضاء بعضهم اتقاءً وخوفًا من حركاتهم، فتقوقع الشيعة على أنفسهم، بعد أن أصابهم ما أصابهم؛ وجعلوا لأنفسهم عقيدة خاصة بهم اختلفت عن الإسلام إذ جعلوا لأئمتهم العصمة، وعَدُّوهم مخصصين من عند الله، ونسبوا لهم التأويل والمعرفة دون سواهم، وطعنوا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسبوا هذا كله إلى أعلام المسلمين من آل البيت فدوَّنوا كتبًا ونسبوها لسابقين مثل: نهج البلاغة الذي نُسِبَ لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما أوجدوا فقهًا خاصًا ونسبوه لجعفر الصادق رحمه الله وهكذا.. وأشاعوا الكذب على الخلفاء العباسيين وخاصة الأقوياء منهم والصالحين أمثال: هارون الرشيد الذي كان قويًا، ولننظر إلى بعض هذه الافتراءات التي يبدو فيها الاختراع مباشرة، أخرج السلفي في الطيوريات بسنده عن ابن المبارك قال: لما أفضت الخلافة إلى الرشيد وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي، فراودها عن نفسها، فقالت: لا أصلح لك، إن أباك قد طاف بي، فشُغِفَ بها، فأرسل إلى أبي يوسف، فسأله: أعندك في هذا شئ؟ فقال: يا أمير المؤمنين أو كلما ادَّعت أَمَةٌ شيئًا ينبغي أن تصدق، لا تصدقها فإنها ليست مأمونة، قال ابن المبارك: فلم أدرِ ممن أعجب من هذا الذي وضع يده في دماء المسلمين وأموالهم يتحرج على حرم أبيه، أم بهذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين، أم من هذا فقيه الأرض وقاضيه! قال: اهتك حرمة أبيك، واقصد شهوك، وصيِّرْه في رقبتي، وذكروا أشياء عن الرشيد وأبي نواس يندَي لها الجبين، وأبو نواس لم يَرَ الرشيد، ولم يدخل عليه، وذكروا أشياء أكثر من ذلك عن صلة أبي نواس بزوج الرشيد زبيدة بنت جعفر بن المنصور، فقالوا: إن أبا نواس دخل مرة قصر الخليفة فرأى الرشيد نائمًا مغطى فاستلقى فوقه، فرفع الرشيد رأسه ونهره، وقال: ما هذا يا أبا نواس؟ فقال: معذرة يا أمير المؤمنين فقط ظننتك السيدة زبيدة ـ والله .. ويتهمون الأمين بكثرة شربه الخمر، ثم نراهم يصفونه بأنه أراد قتل أبي نواس عندما انتهى إليه أنه يشربها.. (10) إلى غير ذلك من هذه القصص المكذوبة التي ألفوها وملأوا بها كتب التاريخ.. فإذا كان الخلفاء بهذا اللهو المفرط، وهذا المجون الواسع فمن الذي كان يسوس أمور البلاد، ويذود عنها، ويرسل الجيوش، وينطلق أمامها أحيانًا، وأحيانًا أخرى ينطلق الأمراء من أبناء الخليفة، وإخوته وأبناء عمومته، والذين من المفروض حسب هذه الروايات أن يكونوا مثل إمامهم.. وإذا كان الخلفاء على هذه الصورة المدونة في التاريخ فمن الذي شاد هذه الحضارة لعظيمة التي نفتخر بها بين أمم الأرض، وهي في أعلى مستو مما شادته الأمم الأخرى.. أهكذا جاءت ودون تعب، ومن غير جهد، أم أقامها غير أسلافنا ثم نسبت إليهم.. حقيقة إن الذين شادوا حضارتنا رجال عظماء، ولكن التاريخ الذي دُوِّنَ بأيدٍ مغرضةٍ قد حَطَّ من شأنهم كثيرًا.. وإن توارِي كثيرٍ من الطالبيين واختفائهم قد سهل ادعاء كثير من الرجالات النسب الهاشمي، وبسبب حب المسلمين لآل البيت فإن كثيرًا من الطماعين في السلطة نسبوا أنفسهم لآل البيت حتى يلتف الناس حولهم ثم يقوموا بحركات ضد الدولة، ومن هذه الحركات كانت فتنة الزنج، ودعوة العُبَيْدِيين الفاطميين وبعض القرامطة، والفرق الباطنية، حتى اختلط الأمر على كثير من المؤرخين. (11) (ب)ـ المستشرقون: إذا نظرنا في كتب المستشرقين التي تبحث في العصر العباسي الأول وجدناها تعطي أبشع صورة لذلك العصر، بل إن أغلب التشويه الذي نراه عند الباحثين العرب والمسلمين مقتبس عنهم، وما هو إلا ترديد ونشر ونقل لآراء المستشرقين الذين تتلمذوا لهم ولمصادرهم وكتبهم ومناهجهم، وصدقوا ما شاع من موضوعية المستشرقين.. وقد دخل النقص والخطأ على تلك الدراسات الغربية من عدة وجوه منها: ـ أولاً: الاستجابة الناقصة للحادثة التاريخية وتفسيرها، وعن ذلك يحدثنا الأستاذ / سيد قطب ويقرر على الإنسان الذي يريد فهم حادثة أو تفسيرها: "أن يفتح روحه وفكره وحسه للحادثة، أو يستجيب لوقوعها في مداركه ولا يرفض شيئًا من استجاباته لها إلا بعد تحرج وتمحيص ونقد، فأما إذا كان يتلقاها بادئ ذي بدء وهو معطل الروح أو الفكر أو الحس ـ عن عمد أو غير عمد ـ فإن هذا التعطيل المتعمد أو غير المتعمد، يحرمه استجابة معينة للحادثة التاريخية هذه الاستجابة الناقصة هي أول ظاهرة تتسم بها البحوث الغربية عن الموضوعات الإسلامية، وذلك أن هناك عنصرًا ينقص الطبيعة الغربية ـ بصفة عامة ـ لإدراك الحياة الشرقية بصفة عامة والحياة الإسلامية على وجه الخصوص.. عنصر الروحية الغيبية وبخاصة في العصور الحديثة بعد غلبة النظريات المادية، والطريقة التجريبية على وجه أخص وكلمات كانت هذه الموضوعات الإسلامية ذات صلة وثيقة بالفترة الأولى من حياة الإسلام كان نقص الاستجابة إليها أكبر في العقلية الغربية الحديثة.. هذا النقص يُعَدُّ عيبًا في منهج العمل التاريخي ذاته، وليس مجرد خطأ جزئي في تفسير حادثة أو تصوير حالة، ومن ثم فالمنهج الأوروبي في البحث يسبب تعطيل أحد عناصر الاستجابة سواء كان ذلك ناشئًا عن الطبيعة الغربية ذاتها وملابسات حياتها البيئية التاريخية، أو ناشئًا عن تعمد المؤرخ الأوروبي تعطيل هذا العنصر، استجابة لمنهج معين في الدراسة، هذا المنهج غير صالح لتناول الحياة الإسلامية بل لتناول الحياة الشرقية على وجه العموم، ولكن عدم الصلاحية يتجلى في جانب الدراسات الإسلامية أوضح وأقوى.. ومن هنا ندرك الخطأ الذي وقع فيه الأستاذ/ ريسلر عند تفسيره للفتوحات حيث يقول: "إذا كانت هذه الغزوات الحربية قد استجابت للغرائز العريقة في القدم لرجال تعودوا أن يقاتل بعضهم بعضً، وإذا كان هؤلاء الرجال قد كفوا عن القيام بهذه اللعبة على أرضهم الخاصة، فإن هذا يفسر لنا أسباب انتشار فتوحاتهم كما يبرر كذلك وفرة هجماتهم وعنفه...."، وهذا ينافي واقع الفتوحات التي اشتهرت بسموها ورفعتها وغايتها النبيلة، فما انطلقت تلك الفتوحات إلا تنفيذًا لغرض الجهاد، وتوطيدًا للدعوة إلى الإسلام، وأما الاستجابة للغرائز، وتنفيذ الرغبات والشهوات فأمور حاربها الإسلام وأمر بكبح جماحها. (12) ـ ثانيًا: ومما أدخل النقص في الدراسات الغربية تلك النظرة إلى الأحداث والوقائع من زاوية رؤية معينة، صبغوا ولونوا بها تاريخنا وحضارتنا وعن ذلك يقول الأستاذ/ سيد قطب: "إنه لا يخفي أن كل امريء يختلف شكله باختلاف زاوية الرؤية، وكذلك الشأن في الأحداث والوقائع، والأوروبي بطبيعته، ميال إلى اعتبار أوروبا هي محور العالم، فهي نقطة الرصد في نظرة، ومن هذه الزاوية ينظر إلى الحياة والناس والأحداث ومن هنا تتخذ في نظره أشكالاً معينة ليس هومن يملك الجزم بأنها أصح الأشكال، وهو يدركها في هذه الأوضاع ويفسرها ويحكم عليها كما يراها، وإذا كان بديهيًا أن أوروبا لم تكن هي محور العالم في كل عصور التاريخ، وكان الأوربي لا يملك اليوم أن يتخلص من وهم وضعها الحاضر حين ينظر الى الماضي.. أدركنا مدى انحراف الزاوية التي ينظر بها الأوروبي للحياة الإسلامية التاريخية، ومدى أخطاء الرؤية التي يُضطر إليها اضطراراً، ومدى أخطاء التفسير والحكم الناشئة من هذه الرؤية المعينة". فالأوروبي ـ مثلاً ـ ينظر إلى الفتاة المسلمة بنفس نظرته إلى الفتاة الأوروبية فيقول أحدهم عن تعليم البنات المسلمات: "يقوم تعليم البنات على تلقينهن تربية دينية قويمة، وعلى تعويدهن الصلاة وجعلهن في وقت مبكر صالحات للأعمال المنزلية، وبعد سنوات أيضًا، يعلمن قرض الشعر، والفنون الزخرفية والموسيقى والرقص في المدارس المخصصة لذوي اليسار في المجتمع الإسلامي.."، فكما أن الفتاة الأوروبية تتعلم الرقص والموسيقى ـ ولا يثلب ذلك فيها ـ فكذلك الفتاة المسلمة في نظره بالرغم من الخلاف الكبير بين الحالتين: فالرقص والموسيقى محرمان في الإسلام ويثلبان في شرف الفتاة المسلمة.. ـ ثالثًا: التعمد في تشويه الأخبار، وافتعال الأكاذيب، ووضع الافتراءات ومسخ التاريخ والحضارة الإسلامية مسخًا، وهذا التعمد بسبب العداء الموجود بين الصليبية والإسلام، والصراع بين الاستعماروالشرق، وبسبب نوايا الاستعمار الخبيثة ، ولأن هذه الطريقة في الدراسة ترسخ في أذهان الجيل المعاصر أنه ليس له أمجاد، وليس له تاريخ مشرف، وأنها تساعد على نشأة جيل لا يكن لأمته سوى البغض والاحتقار، ولا شك أن مثل هذا الجيل يملك الاستعداد التام لتغريب شخصيته.. وهذا ما حصل فعلاً لأننا نحن الأمة الإسلامية إنما ننظر الآن إلى أنفسنا وإلى سوانا بعدسة صنعتها أيد أجنبية عنا، أجنبية عن عقيدتنا وتاريخنا، أجنبية عن مشاعرنا وإدراكنا، أجنبية عن فهمنا للأمور وإحساسنا بالحياة وتقديرنا للأشياء ثم هي بعد ذلك كله ـ مغرضة في الغالب ـ تبغي لنا الشر لا الخير؛ لأن مطامحها ومطامعها ومصالحها الخاصة وأهدافها القومية كلها تدفع بها دفعًالأن تبغي لنا الشر؛ لأن خيرنا لا يتفق مع خيره، ولأن مصالحنا تعطل مصالحها.. ولذا فقد أصبحنا ندرس في مدارسنا ومعاهدنا على وجه الخصوص تاريخًا إسلاميًا مشوهًا وتاريخًا أوروبيًا مضخمًا، لا عن مجرد خطأ غير مقصود، ولكن عن نية مبيتة من الاستعمار الغربي الذي يهمه ألا نجد في تاريخنا ما نعتز به، وأن نرى أوروبا على العكس هي صاحبة الدور الأول في التاريخ الإنساني فإذا يئسنا من ماضينا واستعرضنا دورنا في الحياة البشرية، وامتلأت نفوسنا مع ذلك إعجابًا بالدور الذي قامت به أوروب، وإكبارًا للرجل الأبيض.. سَهُلَ قيادتنا على الاستعمار.. وذلت رقابنا للمستعمرين.. وما أكثر الحوادث المفتعلة، والحقائق المزيفة، والأخبار الكاذبة الموضوعة التي نجدها في كتب المستشرقين التي لا تحصى، والأمثلة على ذلك كثيرة فعلى سبيل المثال ما كتبه "جاك. س.ريسلر" في كتابه "الحضارة العربية" تحت عنوان "البغاء" حيث يقول: "الدين من حيث المبدأ يحرم البغاء، لكن الدولة كانت تأذن به وتنظر إليه على أنه مصدر للدخل...".. فهو لم يُشِرْ إلى المصدر الذي أخذ عنه هذا الخبر، وهذا يثبت الوضع والدس لأنه كان يتكلم عن الدولة الإسلامية في القرون الأولى، وحالها معلوم، ولم يقل أحد بوجود مثل هذا، بل إن الحدود بقيت مطبقة إلى قرننا الحاضر، فكيف تبيح تلك الدولة البغاء بالحجة الواهية التي ذكرها ومع الأسف الشديد وبالرغم من كل هذا يقول المترجم في تقديمه الكتاب: "ولا ريب أن المؤلف قد أنصف الحضارة العربية وأبرز مكانتها ودروها الكبير في تاريخ الإنسانية، وكيف تأثرت شتى الحضارات بها؛ نظرًا لأصالتها وعمقها وشموله، وسعة آفاقها الرحبة وذلك كله بطريقة موضوعية، وتحليل دقيق، وتركيز رائع على الجوانب المضيئة فيها..".. وهكذا نرى البلاء الذي حل بأهل الإسلام متمثلاً في الاقتداء بالغربيين والثقة المتناهية بهم، ومدحهم وإطرائهم حتى في المواطن التي يستحقون فيها كل الذم. (13) (ج)ـ المستغربون: المستغربون هم أحد عناصر الهدم والتشويه في التاريخ الإسلامي، فقد كان الاستعمار حريصًا على طمس معالم التاريخ الإسلامي بتشويه صفحاته، ومحو الصورة لناصعة من أذهان المسلمين.. فالجامعات الأوروبية وجهت تيار السياسة إلى خدمة الرغبات الاستعمارية، ثم انتقلت العدوى الفكرية إلى البلاد الإسلامية عن طريق المبعوثين الشرقيين إلى جامعات أوروبا، وصارت البرامج التعليمية وسيلة لإبعاد الشباب الإسلامي عن تاريخه وماضيه، وستارًا سميكًا على كل ما يرفع من شأن الإسلام، سواء في رجاله أو في تعاليمه.. ثم دعموا أساليبهم الاستعمارية الموصلة إلى أهدافهم، فلجأ العلماء المستشرقون إلى تحريف الحقائق، وتزييف الوقائع الإسلامية وانتهزوا فرصة إقبال الشباب الإسلامي على مُؤَلَّفاتهم وجامعاتهم فسمموا أفكارهم، وهونوا عليهم عزة دينهم، وطعنوا في الإسلام ورجالاته وصوروهم لهؤلاء الطلاب في صورة تافهة.. وما زالوا بكثير منهم، حتى انخدع بما سُمَّ، وآمن بما قرأ، فكانوا أبواقًا تنعق بما سمعت من خصوم دينهم ووطنهم، وأسندت إليهم مراكز التوجيه العلمي في دور التعليم الإسلامي، فنشروا السموم التي شربوها هناك من أوروبا، واستهانوا بأمجاد أسلافهم العرب، وحفظوا لكل شخصية مثالية ما يحط من قدرها،ويسقطها في نظر كل دارس لها.. وأخذ كُتَّابهم ـ وصنائعُ الاستعمار الذين تخرجوا في مدارسهم وجامعاتهم ينشرون ويكتبون ما انطوت عليه صدورهم من الحقد على هذا الإسلام وأصحابه.. وهكذا يعاني الإسلام من خصومه إلى الآن، أساليب جديدة تمليها الكراهية، ويدفع إليها الخوف من أن يصبح الإسلام قوة تعيد أيامه الأولى، فلا تستطيع قوة في الأرض أن تقف في سبيله.(14) الشيعة والسلطة: لقد استغل كل طامح للسلطة حب آل البيت بل محبة أبناء أبي طالب خاصة فأظهر التشيع لهم، وحاول تحقيق مآربه من وراء ذلك؛ لذلك ظهرت فرق كثيرة حملت المظهر الشيعي، وسلكت مسلكًا فيه كل بعد عن الإسلام، وتحت هذا المظهر قامت حركة الزنج في جنوبي العراق، وعليه قامت القرامطة، والنصيرية والإسماعيلية والحمدانيون، ثم قامت الدولة العبيدية (الفاطمية) ومنها نشأ الدروز، هذا بالإضافة إلى الفرقة الإمامية (الاثنا عشرية) التي بدأت تصوغ أفكارًا لها، وتبلورها، ثم تنسبها للعصور التي خلت، وللرجال الذين مضوا، وما هم كذلك، واختلط الأمر على المؤرِّخين المحدَثين، وظنوا أن هذه الأفكار قد نشأت منذ صدر الإسلام، وحمّلوها عظماء رجال ذلك العهد أمثال علي زين العابدين بن الحسين وابنه زيد وحفيده جعفر الصادق، وشاع ذلك، وما جاء القرن الرابع الهجري إلا ومُدَّعُو التشيع يسيطرون على أكثر أرجاء الدولة الإسلامية ولم يعملوا على وحدة صفوفهم؛ ذلك لأنهم لم يكونوا فرقة واحدة، ولم يحملوا فكرًا واحدً، بل ولا هدفًا واحدًا، وإنما لكل إمارة أو دولة رقعة من الأرض تحكمها، الأمر الذي يدل على أنهم رجال طامعون، وأصحاب مصالح وغايات اتخذوا من التشيع وسيلة لهم للسيطرة على الحكم،وتحقيق أغراضهم من وراء ذلك؛ فقد سيطر القرامطة على الجزيرة العربية كلها باستثناء منطقة عسير، ووصلوا إلى الشام، وطرقوا أبواب مصر، وحكم الفاطميون شمالي إفريقية، ثم أخضعوا مصر وجعلوها قاعدة ملكهم، وأخضع الحمدانيون شمالي بلاد الشام، وسيطر البويهيون على الدولة العباسية، ومع ادعائهم جميعًا للشيعة إلا أن دولهم بقيت متفرقة، بل كثيرًا ما اقتتلت وتناحرت، فقد وقف الفاطميون في وجه القرامطة، وصدُّوهم عن مصر، وقاتل البويهيون الحمدانيين. (15) حركة الزنج: (255 ـ 270هـ/ 869 ـ 883م): ـ طبيعة الحركة وأهدافها: قامت حركة الزنج في عام 255 هـ، وأنهكت دولة الخلافة العباسية قبل أن تقضي عليها، وكان عماد هذه الحركة في باديء الأمر بعض العرب المغامرين من المهالبة والهمدانيين وغيرهم، أما الفئات التي شاركت فيها فهي متنوعة: الزنج، أهل القرى، العرب الضعفاء، عشائر عربية ثائرة على السلطة.. أما فيما يتعلق بالشخصية التي قادت هذا الجمع، فهو علي بن محمد الفارسي الأصل، وهو شخصية محيرة فعلاً حيث يلاقي الباحث صعوبات جمة في معرفة نسبه، وذلك بفعل تقلباته السريعة، تبعًا للظروف التي كان يمر بها، واتصف بأنه رجل طموح وموهوب.. ويبدو أن حياته كانت غير طبيعية فقد بدأها كشاعر في بلاط الخليفة بسامراء، ثم حاول القيام بحركة ضد النظام في البحرين للوصول إلى الحكم، إلا أنه أخفق في تحقيق مبتغاه، فسلك نهجًا جديدًا، وظهر كقائد ديني ومتنبيء، فادعى نسبًا علويًا (16) محاولاً أن يستثمر ما للشيعة من عطف وتأييد بين الناس، وقد أحلَّه أتباعه من أنفسهم محل النبي حتى جُبِي له الخراج.. ويبدو أن جماعة كثيرة العدد في البحرين قد تنكرت له، مما دفعه إلى مغادرتها إلى البادية ليستقطب الأعراب، وادعى فيها النسب الشيعي على أنه يحيى بن عمر أبو الحسين، فالتف حوله بعض الأعراب استغلهم بإعادة السيطرة على البحرين، إلا أنه هزم وفر إلى البصرة.. ووقف أثناء إقامته القصيرة فيها على أوضاعها الداخلية السياسية والاجتماعية حيث كان المجتمع البصري منقسمًا على نفسه، فحاول أن يستغل هذه الخلافات لصالحه إلا أنه فشل، وفي الوقت نفسه رأى في حياة العبيد فيها الذين يعملون في المستنقعات المجاورة فرصة لتحقيق طموحاته لكنه طُرِدَ منها فذهب إلى بغداد، وفي بغداد استنبط نسبًا علويًا جديدًا فانتسب إلى أحمد بن عيسى بن زيد، ثم حاول الوثوب إلى السلطة مستغلاً الأوضاع المضطربة في حاضرة الخلافة، ولكنه لم يتمكن من ذلك بفعل إحكام الأتراك قبضتهم على الوضع، فعاد إلى البصرة في عام 255هـ ليتزعم حركة ثورية مدعيًا أن الله أرسله لتحرير العبيد وإنقاذهم مما كانوا يعانونه من بؤس كما ادعى العلم بالغيب، وانتحل النبوة.. والواقع أن فكرة المهدي المنتظر رافقت علي بن محمد في جميع مراحل حياته السياسية؛ فاستغلها بذكاء، وهو بادعائه المهدية، كان يضرب على وتر حساس في نفوذ جماعة العلويين الذين برح بهم الشقاء، فكانوا يأملون في ظهور مهدي منقذ يزيل عنهم الغمة، ويفرج عن أيامهم كربتها، وركز كثيرًا على عراقة أصله وكتبها على نقوده وسمي نفسه "المهدي علي بن محمد" المنقذ.. وجهر علي بن محمد في إحدى مراحل حياته بمذهب الخوارج الذين يلائم مبدأهم ميل أصحابه الشورية، فحارب من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة، وكتب شعاراته على الرايات باللونين الأخضر والأحمر وهما لون العلويين ولون الخوارج.. لقد تعارضت أفكار علي بن محمد عن الخلافة مع مفهوم الشيعة لها التي تؤكد على الوراثة، وتبنى رأي الخوارج القائم على الشورى، مما نفَّر منه الأعراب البسطاء، وعرب البصرة والأهواز وواسط والمناطق المحيطة بها، كما رفض قرمط أن يرتبط معه بعوامل دينية، أما شدته وقسوته تجاه أعدائه فقد جعلته خارجيًا متطرفً، يُضَاف إلى ذلك أنه عامل أسرى الحرب معاملة الرقيق، ووعد أتباعه بأنه سيملكهم المنازل والعبيد، وهذا يعني تحويل حياة الزنج من أرقاء إلى ملاك للعبيد. والواضح أن هذا التناقض في عقيدة الحركة يفرغها من أي صبغة عقائدية، ويجعلها حركة مسلحة ضد النظام ليس إل، كما يجعل من قائدها رجلاً مغامرًا طموحًا إلى السلطة..(17) دوافع الاستجابة لهذه الحركة: تعددت دوافع الاستجابة لهذه الحركة ما بين سياسية، واقتصادية واجتماعية: الدوافع السياسية: بسبب تردي أوضاع الخلافة، نتيجة تصاعد نفوذ الأتراك إلى جانب صراع خفي بين المترفين والعبيد وجد متنفسًا له في دعوة علي بن محمد.. الدوافع الاقتصادية: نتيجة الأوضاع المالية المتدهورة وظاهرة التكوين الطبقي داخل المجتمع الإسلامي من طبقة ثرية إلى طبقة تجار فالطبقة العامة العاملة.. واتسعت الهوة مع مرور الزمن بين هؤلاء وبين الطبقة الإقطاعية، وبلغ التناقض الاجتماعي مداه، مما كان دافعًا للاستجابة لنداء الثورة الذي أطلقه علي بن محمد.. الدوافع الاجتماعية: بفعل نمط حياة فئات العبيد التي كانت تعيش في ظروف قاسية وسيئة من خلال عملها في تجفيف المستنقعات وإزالة السباخ (18) عن الأراضي، ثم نقل الملح إلى حيث يعرض ويباع، لقاء وجبة طعام، فأرادت هذه الفئات التخلص من هذا العمل الشاق ومن ضنك العيش.. وقد سيطر علي بن محمد خلال عشرة أعوام (255 ـ 265هـ) على رقعة واسعة تمتد بين الأهواز وواسط، وهدد بغداد، عندئذ عهد الخليفة المعتمد إلى أخيه أبي أحمد الموفق طلحة بمحاربته؛ فاصطدم بمجموع الزنج وقتل علي بن محمد، واستسلم من بقى من أتباعه.. وبإخماد الثورة، أُسْدِلَ الستار على هذه الحركة التي قضَّت مضاجع الخلافة لعباسية، وكلفتها الكثير من الجهد والأموال والأرواح والتي دامت أكثر من أربعة عشر عامًا (255ـ 270هـ) (19) حركة الزنج في الميزان: لقد انطلقت حركة الزنج من واقع الألم والاضطهاد الاجتماعي والاقتصادي بين مستنقعات البصرة وسهولها، وكانت بدايتها ناجحة انسجمت فيها أهدافها مع أفعالها لكن النزعة الفوضوية التي طبعتها وهي في قمة مواجهتها أدت إلى تقلص أبعادها الاجتماعية، وقد زاد من تلك النزعة افتقارها إلى برنامج ثوري يصوغ تطلعات وأهداف القائمين بها، ويوضح العلاقة بين القيادة والأتباع، كما يلاحظ أن رجالها استهدفوا الانتقام لا الإصلاح، والانقلاب الاجتماعي لا التقويم، وأن قائدها لم يستطع أن يحرر ذاته من مسألة فكرة الزعامة القرشية، بالإضافة إلى أن أطرها الثورية كانت محلية ومحدودة ولم تكن لديها تطلعات شاملة، وندرك من هنا عدم نجاح علي بن محمد في اكتساب قطاعات كبيرة من المجتمع العراقي كالفلاحين وكبار الملاك والتجار والحرفيين، وحتى القرامطة، فأصبح العبيد بمفردهم ضعفاء رغم عددهم الكبير.. ومن جهة ثانية فإن سرعة الأحداث، وتصميم العباسيين على القضاء عليها، لم يعطيا قائدها مهلة لتنظيم صفوف قواته،وتمكنه من بناء مجتمع مستقر ذي أنظمة خاصة لذلك كان من الطبيعي أن تفقد هذه الحركة طابعها الإنساني والثوري مما دفعها إلى نهايتها المحتومة،لكن قاعدتها الثورية التي تشتت استطاعت أن تكون إحدى الدعائم الأساسية التي دفعت الحركة القرمطية إلى الظهور فيما بعد(20) الزيدية: حفل العصر العباسي بكثير من الحركات السياسية والدينية التي كان لها أثر بعيد في تاريخ هذا العصر، والعصور اللاحقة، فقد قام الشيعة بحركات تمخض عنها انفصال كثير من أجزاء الدولة، وانتشار المبادئ الشيعية، خاصة الإسماعيلية والقرامطة، وتكللت جهود الإسماعيلية بقيام الدولة الفاطمية في بلاد المغرب إلى جانب قيام الدولة العلوية الزيدية في طبرستان.. والواقع أن عهد المتوكل تميز بالتضييق على الشيعة عامة، وقد تأثر هذا الخليفة بآراء وزيره عبيد الله بن خاقان الذي اشتهر بكراهيته لهذه الفئة.. وقام الزيدية في عهد المستعين بعدة حركات ضد السلطة المركزية لعل أبرزها خروج يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن زيد في الكوفة ويبدو أن لخروجه علاقة مباشرة بتحسين أوضاعه المادية.. وجمع يحيى حوله عددًا من الأعراب وجماعة من سكان الكوفة ودخل هذه المدينة بعد أن هاجمها ودعا فيها إلى الرضا من آل محمد لكن حركته لم يكتب لها النجاح، إذا اصطدم به القائد العباسي الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب، وتغلب عليه، وقُتِلَ يحيى في المعركة.. أما الحركة الزيدية الأخرى التي تركت أثرًا فكانت خروج الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل في نواحي طبرستان عام (250هـ/ 846م) وكان سوء تصرف الولاة العباسيين في تلك المنطقة، السبب الأبرز لخروجه، مما دفع السكان إلى الارتماء في أحضان الطالبيين، وبايعوه كما بايعه رؤساء الديلم، ولقب نفسه "داعي الخلق إلى الحق"، أو "الداعي الكبير" وتمكن خلال ثلاثة أعوام من الاستيلاء على جميع طبرستان وقسمًا مهمًا من الديلم والري، وأخذ الطالبيون يتقاطرون عليه من الحجاز والشام والعراق، بعد أن ذاع صيته واشتدت شوكته..(21) الإسماعيلية: في الوقت الذي كانت حركة الزنج تُحْتَضَر ظهرت دعوة الإسماعيلية التي يعود تاريخ حضورها على المسرح السياسي إلى أواخر عهد الدولة الأموية عندما انضم عدد كبير من الزيدية إلى طائفة الإمامية من أنصار جعفر الصادق، وبعد وفاته انقسمت الشيعة الإمامية إلى قسمين بفعل اختلاف الرأي في كيفية تحديد الحق الوراثي لاختيار الإمام: وهما الإمامية الموسوية، وقد أُطلق عليها فيما بعد:الاثنا عشرية، اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق وهو عندهم الإمام السابع، والإمامية الإسماعيلية الذين اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق وهو أكبر أولاد أبيه، ومع أن وفاته حصلت في حياة والده، فقد حول أتباعه الإمامة إلى ابنه محمد المستور، وهو عندهم الإمام السابع، ومن ثم أطلق على هذه الطائفة اسم السبعية لتميزهم عن الاثنى عشرية.. ومن أشهر نواب الأئمة الإسماعيلية الذين عملوا على نشر المذهب وترأسوا الدعوة ميمون القداح (22) الذي وضع أسس المذهب الإسماعيلي ممهدًا السبيل لابنه عبد الله الذي أقام في سلمية من أعمال حماة في بلاد الشام، وانتشر دعاته في المناطق المضطربة لاستغلال تذمر بعض قطاعات من الناس من الإدارة العباسية.. انتظمت الدعوة منذ الثلث الأخير من القرن التاسع الميلادي في بلاد اليمن والعراق، والراجح أن الدعوة إلى هذا المذهب ظهرت عقب وفاة الحسن العسكري وهو الحادي عشر من أئمة الشيعة الاثني عشرية في عام (260هـ/ 874م).. تعرض الإسماعيليون للاضطهاد على أيدي السلطة؛ فاضطروا إلى الاعتصام في مواطن نائية ومنيعة يصعب على العباسيين اقتحامها، كما نشروا دعوتهم سرًا، واجتهدوا لاستقطاب الأتباع منطلقين من سلمية إلى كافة البقاع الإسلامية، لكن ركون الحركة الإسماعيلية في تلك الفترة إلى العمل السري، لم يمنعها من ممارسة العمل السياسي، فقد كانت تترجم أفكارها السرية في مضايقة الدولة كلما سمحت لها الظروف.. (23) القرامطة: توجهت الدعوة الإسماعيلية إلى كافة طبقات المجتمع، لكن التجاوب كان متفاوتًا في حين وجد الفرس فيها أسلوبًا للتعبير عن كراهيتهم للعرب، وهكذا أصبحت الدعوة الإسماعيلية، حركة ثورية كبيرة، تضم اتجاهات مختلفة لعل أبرزها: ـ الاتجاه الاجتماعي: لإقامة العدالة الاجتماعية.. ـ الاتجاه الشيعي: الذي شكلت المباديء الشيعية هدفه الأسمى. ـ الاتجاه العنصري الفارسي: الذي أدرك مناصروه أهمية تحقيق المباديء المزدكية.. لكن جمعت هذه الاتجاهات غاية واحدة هي حُلْمُ الخلافة، وقد نتج عن اختلاف الأهداف استحالة اندماج الميول المتعددة بشكل كامل، وهذا يفسر لنا السبب في تطور مراحل هذه الدعوة التي اتخذت طابعًا مختلفًا أو حتى متناقضًا، فقد نشأت عن المذهب الإسماعيلي قوتان كبيرتان هددتا دولة الخلافة العباسية، إحداهما الحركة القرمطية التي ضايقت العباسيين، وهددتهم في عقر دارهم، والأخرى هي الدولة العبيدية، التي انطلقت من سلمية وقامت في بلاد المغرب.. ظهرت الحركة القرمطية في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري وهي استمرار للدعوة الإسماعيلية رغم الأطوار العصبية التي مرت بها العلاقة بين الحركة الأم (الإسماعيلية) والحركة الناشئة (القرمطية) ووصولها إلى حد المواجهة المسلحة، ولدى العودة إلى المصادر الإسماعيلية، نراها تنظر إلى القرامطة نظرة فئة تمردت على قيادتها وانشقت عنها.. نشأت الحركة في سواد العراق في عام (261هـ/ 875م) في عهد الخليفة المعتمد، ثم انتقلت إلى بلاد الشام والبحرين واليمن وذلك لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية هي نفسها التي قامت في ظلها حركة الزنج، والراجح أن الاتجاه الاجتماعي ـ الاقتصادي قد غلب على اتجاهها الديني بالرغم من أن دعاتها كانوا متطرفين في آرائهم الدينية المتعلقة بالشريعة الإسلامية.. (24) ويعتبر حمدان بن الأشعث المعروف بقُرْمُط، وهو من أهل الكوفة أحد دعاة القرامطة الأوائل، وقامت دعوته في أعقاب القضاء على حركة الزنج، واتجهت إلى أولئك الذين نجوا في المناطق التي عمت فيها الحركة المذكورة، فصادفت رواجًا كبيرًا في صفوف الأعراب -الذين يتوقون للغنائم- وفلاحي السواد والطبقات الفقيرة، وسمي أتباعه بـ "القرامطة" نسبه إليه.. ثم حدث أن خبت الحركة في العراق بفعل الاختلاف الذي حصل بين قيادتها والقيادة الإسماعيلية، وآلت قيادتها إلى زكرويه بن مهرويه الفارسي وهو أحد تلاميذ حمدان، الذي نقل نشاطه إلى بلاد الشام، وامتد إلى بادية السماوة.. وأخذ ابناه يحيى بن زكرويه الملقب بصاحب الناقة، وحسين بن زكرويه الملقب بذي الشامة أو صاحب الخال، على التوالي مهمة نشرها، وتلقب كل منهما بأمير المؤمنين، فهاجما المدن والقرى وأثارا القلق والهلع في بلاد الشام قبل أن تقضي الدولة عليهما في عامي (290و 291هـ/ 903 ـ 904م).. وقام زكرويه لينتقم لمقتل ابنيه، لكنه قتل في عام (294هـ/ 907م) وانتهى بمقتله أمر القرامطة في بلاد الشام.. وتقترن الحركة القرمطية في البحرين باسم أبي سعيد الجنَّابي الفارسي وابنه أبي طاهر، وقد بسط الأول هيمنة فعلية على هجر والأحساء والقطيف وسائر البحرين وأنشأ دولة مستقلة عاصمتها المؤمنية، وقُتِلَ في عام (301هـ/ 914م)، فتسلم ابنه أبو طاهر سليمان رئاسة الدعوة، وتابع سياسة العنف بأساليب بالغة الخطورة؛ فعانت البصرة والكوفة من غاراته الوحشية، كما أغار على قوافل الحجاج، وهاجم مكة في عام (317هـ/ 929م)، فنهب أموال الحجاج وقتلهم في المسجد الحرام، واقتلع الحجر الأسود من الكعبة، واحتجزه لعدة أعوام (25) مع ما يمثل ذلك من تحد كبير لشعور المسلمين وقد ندَّد خصومه من أهل السنة، وحلفاؤه من الإسماعيليين والعبيديين بأعماله.. ويبدو أن هناك عاملين دفعا بالقرامطة إلى انتحاء هذا المنحى الديني والاقتصادي.. فمن الناحية الدينية حاول القائمون على الحركة باعتبارهم يمثلون فرقة باطنية غالية، إيجاد عقيدة جديدة توفق بين الإسلام والعقائد القديمة، فهم لم يعترفوا بالإسلام كدين، رغم تظاهرهم بذلك، بل أدخلوا عليه عقائد الحلول والتناسخ وقدسية الأئمة.. أما من الناحية الاقتصادية، فيبدو أن القرامطة أرادوا إيقاف الحج ومهاجمة القوافل التجارية نظرًا للمنافع المادية الناتجة عنه، كما أن هجماتهم التي نفذوها على البصرة كانت تهدف إلى بَثِّ الفوضى وعدم الاستقرار فيها لتحويل تجارتها إلى موانيء الخليج التي يسيطرون عليها بعد أن رفض الخليفة طلبًا لأبي طاهر أن يتنازل عن الأهواز والبصرة، بالإضافة إلى الهيمنة على تجارة الهند البحرية وصناعة خوزستان.. ومهما يكن من أمر فقد فقدت الحركة القرمطية في البحرين، تماسكها بعد وفاة أبي طاهر في عام (332هـ/ 942م) بفعل الصراع على الزعامة، بالرغم من أن الدولة القرمطية استمرت حتى عام (469هـ/ 1076م) وسط تيارات معادية أوجدها تعصبهم الديني المتطرف..(26) قيام الدولة العبيدية الفاطمية: أرسل الحسين بن حوشب، داعي الإسماعيلية في اليمن أبا عبد الله الشيعي إلى بلاد المغرب في عام (288هـ/ 901م) لنشر الدعوة في هذه البلاد، بعد وفاة داعييِّ الإسماعيلية فيها وهما: الحلواني وأبو سفيان، ونجح أبو عبد الله هذا في استقطاب جماعة من حجاج كتامة، وصحبهم إلى بلاد المغرب حيث بثَّ دعوته بين الناس، وقوى أمره بما التف حوله من الأتباع واستولى على القيروان في عام (296هـ/ 909م) وأزال دولة الأغالبة، ثم أرسل إلى عبيد الله المهدي في سلمية يدعوه للحضر إلى إفريقية لتسلم الأمر، رحب عبيد الله بالدعوة، فترك سليمة وتوجه إلى المغرب.. فوصل إليها في عام (297هـ/ 910م) حيث بويع له بالخلافة، وتلقب بالمهدي أمير المؤمنين واضعًا بذلك الأساس الذي قامت عليه دولة الخلافة العبيدية..(27) التاريخ العباسي مظلوم: التاريخ العباسي مظلوم ليس فقط بسبب التشويه، ولكن لأن التركيز كان على الجانب السياسي فقط، وأهمل الحديث عن جوانب الحياة الأخرى، والتي كانت حضارية في كثير من الأوقات كالجوانب العلمية والاجتماعية والاقتصادية.. وهذا الإهمال لهذه الجوانب كان عن عمد أحيانًا، وكان عن جهل أحيانًا أخرى، وكان للاعتماد على مصادر المشوهين للتاريخ في أحيان ثالثة.. |
|||
2011-11-01, 23:02 | رقم المشاركة : 1248 | |||
|
الأسباب التي أدت إلى تشويه التاريخ العباسي: |
|||
2011-11-01, 23:07 | رقم المشاركة : 1249 | |||
|
بحث حول ~ عادات وتقاليد و أعياد الجزائر بالفرنسية les tradition des algeriens
Thématique : Fêtes et traditions en Algérie Algérie, espace algérien de Firdaous.com
Les fêtes musulmanes sont établies selon le calendrier lunaire. Un mois lunaire correspond au temps qui sépare deux nouvelles lunes. L’année lunaire est plus courte de 11 jours que l’année solaire, et donc chaque année les fêtes ont lieu 11 jours plus tôt que l’année précédente. Eid Al-Saghir marque la fin du long mois de jeûne du Ramadan. Le matin les hommes vont prier à la mosquée, et ensuite les familles se réunissent autour d’un copieux repas. Tout le monde porte de nouveaux vêtements, et les enfants reçoivent des cadeaux et de l’argent. Il est aussi de coutume de faire l’aumône aux indigents. Eid Al-Saghir est férié, et en général les familles fêtent durant au moins deux jours. Eid Al-Kabir se fête le dixième jour de Zu al-Hijja, le dernier mois de l’année. Cette fête commémore l'agrément du prophète Abraham à offrir son fils en sacrifice à Dieu. Ce jour-là, les chefs de famille sacrifient un mouton selon les rites musulmans et partagent la viande avec leur famille, leurs amis et les nécessiteux. Les fêtes locales sont dénommées « moussems ». Ainsi, Moussem Taghit, à la fin octobre, fête la récolte des dattes à Taghit, une oasis de l’ouest de l’Algérie. Au printemps, se tiennent le moussem des tomates à Adrar et le moussem des cerises à Tlemcen. 1er janvier : Nouvel An 1er mai : fête du Travail 19 juin : fête de la Révolution 5 juillet : fête de l’Indépendance 1er novembre : anniversaire de la Révolution Quant aux traditions en Algérie, symboles de fraternité et de vie commune, elles demeurent la base de vie de tout un chacun. A l’est algérien se trouve « Constantine », appelée à une époque passé « Cirta » et de nos jours nommée « la ville du savoir et des savants ». Constantine est une ville ouverte à la civilisation mais protectrice. Elle est célèbre de par son cuivre de très bonne qualité, ses ponts suspendus et son musée « Cirta » qui représente la mémoire des civilisations. Du coté vestimentaire, la mariée constantinoise doit s’acheter une robe de majboud ou de fetla (des fils d’or) et la fête ne peut être intéressante qu’avec de la bonne nourriture : la baklawa, la qtayef et le makroud pour les gâteaux ; et la chakhchoukha, chorba frik et shtitha comme plats. Au centre du nord se trouve la capitale « Alger la blanche ». La convivialité dans cette ville est de rigueur. Les soirées de ramadhan et les boukalets son inséparables et témoignent de la chaleur et de la fraternité qui régissent la vie des gens. Du coté vestimentaire les Algérois préservent encore à l'occasion le sarwal shanka (pantalon ouvert sur les cotés) et la belle veste faite de fils d’or. Pour les gâteaux la table des deux fêtes musulmanes ne peut être présentable qu’avec l’emhancha, charak et le makrout ; et on ne peut se régaler qu’en mangeant le couscous algérois. Au sud se trouve le grand Sahara. Ses régions sont nombreuses et ses habitants sont à la fois sociables et sympathiques. Le Sahara algérien est célèbre pour ses magnifiques palmiers qui donnent des dattes d’une qualité rare dans le monde. Les traditions à Tamanrasset ou à Ourla (deux régions du sud algérien) sont simples tout comme les citoyens. Le « tiserness » des femmes est le vêtement des touaregs : il est composé de trois ou quatre pièce entre le noir et le bleu. Le chèche(une sorte de chapeau) est indispensable pour l’homme bleu. Ce n’est qu’un petit aperçu sur les traditions de quelques régions de l’Algérie formées de 48 wilayas ; chacune possédant un patrimoine élogieux qui mérite d’être présenté avec fierté |
|||
2011-11-02, 02:09 | رقم المشاركة : 1250 | |||
|
طلب
اسم العضو :vahiroa666 |
|||
2011-11-02, 14:35 | رقم المشاركة : 1251 | |||
|
السلام عليكم أبحث عن بحث الموضوع هو (الشعب الطاقوية) بارك الله فيكم |
|||
2011-11-02, 18:47 | رقم المشاركة : 1252 | ||||
|
اقتباس:
طرائق تدريس العلوم الحيوية والكيميائية والفيزيائية إن تدريس أي فرع من فروع المعرفة يجب أن يعكس طبيعته و بنيته و عملياته ، و عليه فان طرائق تدريس العلوم يجب أن تعكس طبيعة العلوم التي تتناول الظواهر الطبيعية الحية منها و غير الحية و العلاقات المتبادلة بينها و بين بيئاتها هذا و إن الطرائق التي نتبناها في تحقيق أهداف تدريس العلوم تنسجم مع التوجهات الحديثة من مشاركة التلميذ مشاركة عملية فعالة في الملاحظات و التجارب العملية و التطبيقات البيئية و النشاطات اللاصفية التي يقوم بها التلميذ بنفسه ، مما يمهد للانتقال من التعليم إلى التعلم و يغرس في نفوس التلاميذ الاتجاهات العلمية و يكسبهم مهارات التفكير العلمي ليتمكن من تفسير الظواهر الطبيعية التي تحيط به تفسيرا علميا و يربط ما يتعلمه التلميذ بحياته الفردية و الاجتماعية و البيئية التي يعيش فيها ، و أن ينظر إليها نظرة شمولية كما يتمكن التلميذ من تكوين وعي بيئي متكامل لديه فالطريقة التعليمية لم تعد مجرد وسيلة نقل للمعارف من الكتاب المدرسي إلى فكر التلميذ و إنما تتجاوز ذلك لتولد التفاعل الموجه في الدرس بين فكر المتعلم من جهة و بين المعلم من جهة أخرى طريقة التدريس في العلوم : هي مجموعة متكاملة مخططة و هادفة من النشاطات العلمية و اللفظية المبنية على الأسس النفسية للتعلم ، بحيث تمكن من حدوث تفاعلات بين الطالب و الوسيلة التعليمية و البيئة التي تتم داخل الصف أو في المخبر في الطبيعة و الميدان اختيار طريقة التدريس : لا توجد طريقة واحدة نموذجية شافية يمكن اعتمادها في كل درس لتحقيق الأهداف المرجوة من تدريس العلوم فهناك طريقة ناجحة و فعالة في موقف تعليمي تعلمي معين ، و لكنها غير ناجحة و غير فعالة في موقف تعليمي آخر ، و يتوقف اختبار طريقة التدريس على عدة عوامل منها : 1- المرحلة التعليمية: يتعلق اختيار الطريقة بالمرحلة التعليمية التي يدرس فيها المعلم ، مرحلة ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية ...فما يلائم مرحلة تعليمية قد لا يلائم مرحلة تعليمية أخرى 2- مستوى المتعلمين : يجب أن تراعى عند اختيار طرائق التدريس الفروق الفردية بين المتعلمين سواء من حيث التعلم و أساليب التفكير و طريقتهم في الحفظ و الفهم ، كما تراعى أعمارهم و جنسهم و خلفياتهم الاجتماعية 3- الأهداف المنشودة : فكل طريقة تسهم في تحقيق هدف معين ، فالطريقة المناسبة لتحقيق الأهداف في اكتساب المعارف لا تكون مجدية في تنمية التفكير العلمي و في اكتساب مهارات عملية يدوية أو في إكسابهم ميولا و اتجاهات و قيما 4- المحتوى العلمي للدرس و طبيعة المادة العلمية : لكل درس محتوى علمي معين يراد تحقيقه و لما كانت المادة متنوعة لذا فانه من الضروري تنويع طرائق التدريس لتتناسب و طبيعة المادة و محتواها العلمي 5- النظرة الفلسفية للعملية التعليمية التعلمية : يتعلق اختيار الطريقة بالنظرة الفلسفية للمجتمع و المعلم تجاه التعليم و مدى ارتباطه و انتمائه و حماسه لمهنة التعليم يخضع اختيار طرائق التدريس للشروط التالية : 1- التخطيط و الترتيب المنظم الهادف : على المعلم أن يقوم بالتحضير و التخطيط المسبق للنشاطات العلمية و كيفية استخدامها و متطلبات تنفيذها 2- التنوع و التكامل : على المعلم أن ينوع الطرائق في الدرس الواحد و هذا يساعد على إثارة الطلاب و شد انتباههم 3- الالتزام بالأسس النفسية للتعلم : مراعاة تدرج المعلومات و مدى مناسبتها للتلاميذ و أساليب تقديمها و عرضها و مستوى نضج المتعلمين 4- الفاعلية و العمل: و يرتبط ذلك باعتماد الطرائق على نشاط المتعلم و فاعليته و قيامه بالعمل نفسه بصورة إفرادية أو زمرية و تفاعله مع الوسائل التعليمية سواء في الصف أم في المخبر أم الميدان تصنيف طرائق تدريس العلوم : يمكن تصنيف طرائق تدريس العلوم استنادا إلى ما يلي أ- طبيعة النشاط : لفظي أو عملي ب- مصدر النشاط : معلم – متعلم – وسيلة تعليمية – بيئية إلى مجموعتين من الطرائق : أولا ً- طرائق التدريس اللفظية ( الكلامية ) و تشمل المحاضرة و القصة و المناقشة و الحوار ثانيا- طرائق التدريس العملية و تشمل: العروض العملية ، العمل التطبيقي ، العمل الميداني أولا ً – طرائق التدريس اللفظية ( الكلامية ) : 1 – المحاضرة هي الطريقة التي تستند على المعلم و ما يقوم به من إلقاء طوال الوقت المخصص للدرس مع الاستعانة أحيانا بالسبورة أو بوسائل تعليمية أخرى ، و على الرغم مما تتعرض له هذه الطريقة من نقد كبير أكثر من أية طريقة أخرى من طرائق التدريس ، فإنها لا تزال تستخدم استخداما واسعا و يرجع ذلك إلى رغبة المعلم في نقل المعلومات منه مباشرة إلى المتعلمين اختصارا للوقت من جهة و تغطية لكميات كبيرة من المعلومات من جهة ثانية و في طريقة المحاضرة يقترض المعلم أن المتعلمين قادرين على استقبال المعارف استنادا إلى خبراتهم السابقة كما يفترض أن المتعلمين قادرين على ترتيب نقاط المحاضرة بشكل يسمح لهم بالفهم و الإدراك شروط المحاضرة : يجب أن يراعي ما يلي : 1- أن يعد للمحاضرة اعداداً جيدا بحيث يرتب المعلم أفكاره و يحضر المادة التعليمية تحضيرا جيدا التي سيقدمها و التطبيقات المتصلة بها ، و أن يوزع الأفكار على الوقت المخصص للمحاضرة ، و أن يستعد لما يمكن أن يثيره التلاميذ من أسئلة و أن يحضر الإجابة المناسبة عنها 2- أن يبدأ محاضرته بتقديم مناسب لإثارة انتباه التلاميذ و تهيئة جو من الارتياح في نفوسهم 3- أن يكيف سرعة الإلقاء حسب الأهمية النسبية للنقاط و قدرة التلاميذ على متابعتها أو تسجيل ملخص عنها إن لزم الأمر 4- أن يكون لفظه للألفاظ و المصطلحات العلمية واضحا و صوته مشبع بالثقة و يسمعه التلاميذ كافة و أن يغير من نبرات صوته حتى لا تكون على وتيرة واحدة 5- أن يستخدم السبورة لبيان تسلسل عرض الأفكار بحيث يرى المتعلم ثباتا كاملا بالمفاهيم الأساسية للموضوع و كذلك أن يعرض بعض الرسوم التوضيحية مبررات استخدام طريقة المحاضرة : 1- يسمح بتغطية قدر كبير من المادة العلمية في وقت محدد و بعرض منظم 2- تواجه مشكلة كثرة عدد التلاميذ في الصف و ضعف الامكانات المتاحة للتعليم 3- رخيصة التكاليف فهي لا تحتاج إلى نفقات لإنشاء المخابر و توفير المواد و الأدوات و الأجهزة و ما إلى ذلك سلبيات طريقة المحاضرة : 1- لا تراعي الفروق الفردية فالمعلومات تقدم إلى المتعلمين جميعا دون استثناء و بنفس الطريقة و الوسيلة 2- لا يتفاعل التلاميذ خلال المحاضرة و يبقى موقفهم سلبيا يتلقون فقط من جانب واحد مما يشتت انتباههم و يسيطر عليهم الملل و السأم 3- لا تقدم للتلميذ فرص التعلم استنادا إلى الخبرة المباشرة بل تعتمد على الإلقاء اللفظي 1-المناقشة و الحوار: تعتمد هذه الطريقة على استخدام الأسئلة و الحوار بشكل كلام لفظي بين المعلم و تلاميذه و يكون التلميذ محور المناقشة ، و فيها يشارك التلاميذ في طرح الآراء و الأفكار و مناقشتها و يصبح المعلم مسؤولاً عن توجيه الأسئلة و إدارة دفة الحوار و تكتسب هذه الطريقة أهمية في تدريس العلوم لكونها تنقل التلاميذ من الموقف السلبي إلى الموقف الايجابي و الساهمة مع المعلم في التفكير و إبداء الرأي في حل مشكلة معينة مما يجعل كل تلميذ يشعر بأهميته كفرد فاعل و هذا ما يمنح المعلم ثقة بنفسه و بمجتمعه و بخاصة أن المناقشة تنمي روح الديموقراطية بين المتعلمين و هذا يؤدي إلى جو تسوده روح المودة و التآلف مما يزيد دافعيتهم نحو التعلم و المشاركة الايجابية ة هذا ما تهدف إليه عملية التعليم و التعلم شروط المناقشة : تلعب الأسئلة دورا هاما لا غنى عنه في تدريس العلوم لأنها تركز على البحث و تنمية التفكير العلمي و حتى تكون طريقة المناقشة فعالة تحقق الأهداف المتوفاة منها فعلى معلم العلوم مراعاة ما يلي: 1- التحضير الجيد للأسئلة بما يناسب الهدف المنشود منها 2- أن تكون الأسئلة مبنية على أساس معلومات التلاميذ و خبراتهم المتصلة بموضوع الدرس 3- أن تبدأ المناقشة بعرض شيق أي بالإثارة التي يفضل أن تكون وسيلة حسية كلما أمكن ذلك 4- أن تكون ألفاظ السؤال مألوفة في لغة التلاميذ و قصيرة و أن يدور كل سؤال حول فكرة محددة و أن يلقى السؤال بنبرة طبيعية تصلح للمناقشة 5- أن يتجنب المعلم طرح أسئلة التي لها إجابة ( نعم ) أو ( لا ) أي الأسئلة التي تبدأ بكلمة هل أو التي تتطلب الاختيار بين شيئين ، و أن تبدأ الأسئلة بما يلي : لماذا – كيف – وضح – فسر – ناقش – قارن 6- يجب أن يوجه السؤال إلى التلاميذ كافة ، و من ثم تحديد تلميذ معين للإجابة عنها ، إذ أن تحديد المجيب قبل السؤال قد يؤدي إلى عدم اهتمام بقية التلاميذ بالسؤال لذا ينبغي توزيع الأسئلة على جميع التلاميذ قدر المستطاع 7- يجب ألا يتهكم المدرس على التلميذ أو يسخر منه عندما يخطئ في الإجابة عن سؤال لأن ذلك قد يجعل التلميذ منعزلا سلبيا عديم الثقة بالنفس ، فقد يكون إخفاق التلميذ بالإجابة ناتجا عن صياغة السؤال أو في موضوعه أو في الاثنين معا 8- ينبغي أن يولي المعلم اهتمامه بالأسئلة التي يثيرها التلاميذ لأن أسئلة التلاميذ تكشف لما يدور في عقولهم فبعضها يكشف عن عدم فهم التلميذ لحقائق الدرس و بعضها الآخر يكشف عن حاجاتهم إلى معلومات إضافية أو سابقة لأوانها ، و في هذه الحالة ينبغي أن يوجه التلميذ إلى تأجيل سؤاله إلى مرحلة قادمة ، و قد يكون سؤال الطالب غير مفهوم فغلى المعلم عندها أن يساعده على إعادة صياغته ، و عندما يفاجئ المعلم بسؤال يحتاج إلى وقت طويل للإجابة عنه ، و عندما يسأل أحد الطلاب سؤالا لا يتمكن المعلم من الإجابة عنه فعلى المعلم إلا يتهرب من السؤال و أن يعد التلميذ بأنه سيجيب عنه في الدرس القادم ، فعلى المعلم ألا يتردد في أن يخبرهم بذلك مبينا لهم أن المعلم ماض في طريقه نحو الوصول إلى الإجابات المقنعة لهذا السؤال مما يشجع الطلاب نحو البحث العلمي 9- يجب ألا ينسى المعلم أن المناقشة تستهدف تدريب الطلاب على البحث و الاستقصاء و الاكتشاف و يجب أن تتمركز المناقشة حول الطالب و تجعله محور المناقشة 10-أن يلتزم المعلم في إدارة المناقشة بنظام ثابت فالطالب يجب أن يستأذن قبل أن يطرح السؤال ، و ألا يجيب عن سؤال إلا بعد الاستئذان و بنظام و بهدوء ، كما ينبغي تشجيع الطلاب جميعهم للمشاركة في المناقشة و أن يحسن المعلم توجيه الأسئلة حسب صعوبتها نحو الطلاب آخذا بعين الاعتبار الفروق الفردية بينهم ، و كذلك عليه أن يبتعد عن المناقشات الجانبية و على المعلم أن يقوم بتخليص النقاط الأساسية التي تسفر عنها المناقشة ، و أن ينهيها عندما يلاحظ تضاؤل اهتمام الطلاب بها مزايا طريقة المناقشة : 1- تجعل المتعلمين في موقف ايجابي حيث يشاركون بشكل فعال في الدرس و هذا يساعدهم على الفهم السليم و التعليم الصحيح 2- تحفز الطلاب و تحرك دوافعهم و تثير اهتمامهم 3- تعمل على إكساب المتعلمين مهارات المشاركة و التعاون 4- تساعد المتعلمين على اكتساب مهارات تحديد المشكلات و طرحها و كيفية حلها 5- تؤمن الجو المناسب لإثارة الحلول المبدعة 6- تتيح للطلاب فرص التدريب على التفكير العلمي التعبير السليم 7- تجعل المتعلم أكثر قدرة على توجيه الدرس حول حاجات الطلاب و اهتماماتهم الفعلية 8- تؤمن للمعلم و للمتعلم فرصته للتقويم الفوري للدرس عيوب طريقة المناقشة : 1- لا تعتمد على الخبرات الحسية المباشرة فقد توصل الطلاب إلى مفاهيم مبتورة أو خاطئة لاعتمادها على لغة لفظية عالية التجريد 2- تشجع الطلاب علة التخمين و هذا ما يجعل إجاباتهم إذا كانت صحيحة عائدة إلى المصادفة و ليس على فهم صحيح و خاصة عندما تكون الأسئلة غير محددة و غير مصاغة صياغة جيدة 3- تشتت انتباه الطلاب و خاصة إذا كانت أسئلة المعلم كثيرة 4- قد تؤدي إلى الفوضى و الإجابات الجماعية و مقاطعة الإجابات و خاصة إذا لم يحسن المدرس إدارة الصف و السيطرة على النظام 0 ثانياً – طرائق التدريس العلمية : و هي الطرائق التي تعتمد الوسائل التعليمية كمصدر أساسي للتعليم سواء كانت طبيعية أو صناعية و على أن ينبثق النشاط لكل المعلومات من المتعلم بشكل أساسي 0 و تشمل : العروض العلمية – العمل التطبيقي – العمل الميداني 0 العروض العلمية : التعريف : هي طريقة في التدريس تتضمن إجراءات علمية لعرض وسائل تعليمية طبيعية أو اصطناعية أو تجارب علمية يغلب عليها أداء المعلم بهدف إيصال أغراض تعليمية محددة إلى التلاميذ 0 - مصدر التعلم الغالب هو الوسائل التعليمية بنوعيها الطبيعي أو الاصطناعي 0 - النشاط العلمي هو الغالب و لكن من قبل المدرس فقط بينما الطلاب يشاهدون و يسمعون و يتأكدون من صحة ما يعرض أمامهم 0 - العروض يمكن أن تتم داخل الصف أو خارجه و أنها تشمل الملاحظات و التجارب العلمية 0 أنماط العروض العلمية : 1- عروض وسائل طبيعية : تكون الوسائل المعروضة و التي يتم من خلالها النشاط لتكوين المناهج الجيدة وسائل طبيعية أو حية مثل أحياء – أجزاء – أو أعضاء منفردة من أحياء ، أغصان - جذور – بذور – قلب – دماغ – عين – عظام – تربة – صخور – أوساط بيئية – و هي ذات فائدة واضحة في التعلم حيث تمكن التلميذ من رؤية الوسائل الحسية بشكل مباشر مما يزيد من واقعية المعارف النظرية 0 2- عروض وسائل اصطناعية : يتم فيها تكوين المفاهيم الجديدة من خلال عرض وسائل اصطناعية مثل نماذج – مجسمات – صور – رسوم – مخططات – أفلام ثابتة – أفلام متحركة – شفافيات – السبورة الضوئية – شرائح الدياسكوب ...الخ ، و تستخدم عندما يتعذر احضار المحضر الطبيعي أسباب عرض الوسائل الطبيعية 0 · طبيعة المحضر الخاصة ( أجزاء أو أعضاء داخلية للإنسان ) 0 · طبيعة البيئة و إمكانيات المدرسة ( فما هو متوافر من أحياء و وسائل إنتاج حيواني أو نباتي في منطقة قد يكون غير موجود في منطقة أخرى 0 · أهميتها التربوية أهم من الطبيعية : لأنها تمثيل للحقيقة كما أنها تحتاج إلى أجهزة عرض خاصة 0 · يفضل استخدام النوعين معا : الوسائل الحية و الوسائل الاصطناعية 0 3- عرض تجارب علمية : و فيها يتم تكوين المفاهيم الجديدة من خلال عرض تجربة أثناء الدرس أمام الطلاب و على المعلم أن يتدخل و يتحكم في الظروف و المتغيرات عن قصد ليظهر للطلاب أثر عامل أو عدة عوامل التي تتحكم في ظروف الظاهرة أو للتحقق من صحة غرض معين 0 · و تستخدم عندما توجد أسباب تمنع الطالب بشكل فردي أو زمري من إجرائها مثلا في حال عدم وجود الأدوات الكافية أو بسبب خطورة التجربة 0 - مجالات استخدام العروض العملية في تدريس العلوم و الصحة : 1- استخدام العروض العملية كمنبه أولي لاستثارة فعاليات و اهتمامات الطلاب 0 2- استخدام العروض العملية لتوضيح نقطة معينة في أثناء مرحلة تكوين المفاهيم الجديدة للدرس 0 3- استخدام العروض العملية في إثارة مشكلة و حلها في أثناء مرحلة تكوين المفاهيم الجديدة للدرس 0 4- استخدام العروض العملية في ربط المفاهيم الجديدة بالحياة و التطبيقات العملية 0 5- استخدام العروض العملية في مرحلة التعميم من الدرس0 6- استخدام العروض العملية في مرحلة التقويم من الدرس 0 7- استخدام العروض العملية في دروس المراجعة 0 8- استخدام العروض العملية في توضيح كيفية القيام بعمل معين 0 أسباب انتشار طريقة العروض العملية في التدريس : 1- توفر قدرا من خبرات تعليمية موحدة لجميع الطلاب و توجه تفكيرهم نحو الاتجاه المناسب نفسه فالجميع يرون و يسمعون الشيء نفسه 0 2- تمكن الطلاب من فهم الحقائق و المفاهيم و التعميمات و تطبيقاتها العملية بشكل أفضل من العروض الكلامية 0 3- تواجه كثرة الطلاب و نقص الإمكانات 0 4- تواجه مشكلة تغطية الموضوعات التي يقررها المنهاج 0 5- تواجه مشاكل المدرس في إدارة الصف و الوقت و الجهد 0 6- تواجه مشاكل الأمان في حال التجارب الخطيرة 0 المشكلات التربوية التي تثيرها طريقة العروض العملية : 1- الموقف السلبي للتلاميذ 0 2- عدم تحقيقها لأهداف اكتساب المهارات الحسية الحركية 0 3- لا تمكن الطلاب من استخدام حواسهم كافة 0 4- لا تراعي الفروق الفردية بين الطلاب 0 5- لا تمكن جميع الطلاب من رؤية العرض بالشكل الأمثل 0 - الشروط التي يجب أن تتوافر في العروض العملية : 1- مرحلة الإعداد و التخطيط للعرض : أ- تحديد أهداف العرض بحيث لا تخرج الأهداف عن أهداف الدرس 0 ب- اختيار العرض المناسب و ذلك بما يناسب الأهداف و محتوى الدرس و مستوى التلاميذ و توافرها كما و نوعا في المدرسة 0 ج- اختيار الأجهزة و الأدوات و المواد المناسبة و ذلك في ضوء تحقيقها للأهداف و أن تكون بسيطة غير معقدة و حجمها مناسب 0 د- تجريب العرض قبل الدرس للتأكد من صلاحية الوسائل و مكان تقديم العرض و الوقت المخصص لذلك 0 ه- توفير البيئة المناسبة في المكان الذي سيتم فيه العرض بحيث يتفقد المعلم المكان الذي سيجري فيه العرض و الإمكانات و التسهيلات المتوافرة فيه 0 2- مرحلة التنفيذ الفعلي للعرض : أ- استثارة موجهة لتهيئة الطلاب جسمياً و نفسياً قبل بدء العرض و هذا يساعد على ضمان مشاركة الطلاب بفاعلية في كل خطوة من خطوات العرض |
||||
2011-11-03, 19:23 | رقم المشاركة : 1253 | |||
|
اخواني ممكن هذه البحوث فانا بحاجة اليها بالفرنسية |
|||
2011-11-03, 20:35 | رقم المشاركة : 1254 | |||
|
السلام عليكم اخي المحب لبلاده ورحمة الله تعالى وبركاته. وبعد اني اريد من فضلك عناوين لمذكرات في علم النفس (العمل والتنظيم) لنيل شهادة ليسانس في علم النفس االعمل والتنظيم .وان امكن في اقرب الاوقات .وفي الاخير ادامك الله لفعل الخير وجزاك الله احسن جزاء. |
|||
2011-11-03, 23:05 | رقم المشاركة : 1255 | |||
|
انشغال اواستفسار وارجوا الفصل عنه |
|||
2011-11-04, 02:13 | رقم المشاركة : 1256 | ||||
|
اقتباس:
تعريف الفيضانات الفيضان ظاهرة طبيعية تحدث عندما يزيد منسوب المياه في أي نهر؛ ليفوق مستوى ضفافه فيطغى عليها، وكلما زادت سرعة جريان الماء من المنبع إلى مجرى النهر زاد الفيضان. وأظهرت الإحصائيات تزايد شدة الفيضانات في النصف الأخير من القرن العشرين، فنهر "اليانجتسي" في الصين مثلاً كان يفيض بشدة منذ قرون مرة كل عشرين عاماً أصبح الآن يفيض بمعدل تسعة أعوام من كل عشرة، أما نهر "الرين" في ألمانيا فقد ارتفع فقط 4 مرات بين عامي (1900، 1977 ) 7.6 أمتار أعلى من مستوى الفيضان، بينما ارتفع إلى هذا المستوى عشر مرات في الفترة بين عامي 1987، 1996. أسبابها أشارت أصابع الاتهام إلى الأنشطة الإنسانية كسبب مباشر لموجة الفيضانات العارمة التي تجتاح شرق ووسط أوروبا، كما أكد خبراء البيئة أن ظاهرة الاحتباس الحراري تعتبر أيضا من أهم الأسباب المؤدية للفيضانات. بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي أدت إلى تزايد ظاهرة الفيضانات،منها: 1- حدوث هزات أرضية في قيعان البحار. 2- انصهار الجليد و انصبابه في الانهار. 3- العواصف القوية و الأعاصير. 4- هطول الأمطار بمستويات 5- اقتلاع الغابات و النباتات التي تعيش قرب الأنهار فالغابات تستهلك كميات كبيرة من المياه و عند إزالتها يقل استهلاك المياه مما يسبب الفيضانات. فإن إزالة مساحات واسعة من الغابات التي تقع عند منابع الأنهار من أهم أسباب حدوث الفيضانات ، فالغابات كانت تستهلك كميات كبيرة من المياه لا تستهلكها الزراعة العادية أو الأراضي العشبية بالطبع، وبالتالي أدى نقص استهلاك المياه عند منابع الأنهار إلى زيادة كميات المياه التي تنحدر عبر مجاري تلك الأنهار فيفيض النهر بشدة. وأشجار الغابات تلعب دوراً مهماً في استهلاك المياه عند منابع الأنهار، فأوراق الأشجار تحتفظ ببعض مياه الأمطار لتتبخر مباشرة في الهواء، كما تقلل من أثر قطر الأمطار على التربة والذي يعمل على تفكيك التربة وبالتالي جرفها إلى مجرى النهر. أما جذور تلك الأشجار فإنها تمتص المياه من التربة فتجعل التربة أكثر جفافاً فتصبح أكثر قابلية على استيعاب المزيد من مياه الأمطار كما تحافظ على تماسك التربة وثباتها وتقلل من حركة الطمي والرواسب والتي تعوق مجرى النهر (تقلل من عمقه فيتسع لكميات أقل من المياه فيفيض من أقل زيادة في منسوب المياه). لذلك فإن عدم وجود الغابات أدى إلى غياب أحد أهم مستهلكي المياه، كما أدى إلى تفكك التربة وجرفها بسهولة إلى مجرى النهر وبالتالي أزال معظم العوائق التي كانت تعيق النهر في سريانه فيتدفق بسرعة عبر مجراه ويحدث الفيضانات الهائلة. أضرارها: وهي تؤدي لخسائر وأضرار متنوعة ( بشرية و ومادية): 1- هدم المنازل و تشريد ألاف من السكان و جعلهم بلا مأوى . 2- إفساد المزارع و المحاصيل الزراعية . 3- كما لا يقتصر ضررها على الأضرار المباشرة نتيجة شدة اندفاع المياه و غزارتها 4- فقط . بل يسبب في انتشار الأمراض و الأوبئة في المناطق المنكوبة و بين السكان والخطر يحوم حول بعض جزر المحيط الهادئ مثل جمهورية كريباتي المههدة بالاختفاء في أي لحظة فبحدوث فيضانات بقوة معتدلة ستختفي هذه الجزيرة في أعماق البحار. وبحسب التقرير فستكون آسيا مسرحا للدراما الإنسانية لظاهرة التغير المناخي فنصف سكانها تقريبا يقطنون مناطق ساحلية هي الأكثر عرضة لكوارث طبيعية مثل الفيضانات والأعاصير الناجمة عن التغير المناخي. أي أن نحو ثلثي سكان العالم سيجدون أنفسهم على خط المواجهة الأول مع مخاطر التغير المناخي. وتدعو وكالات البيئة الدول الصناعية الكبرى ومنها المملكة المتحدة لاتخاذ خطوات فعالة للحد من انبعاث الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض بنسبة 80 % على الأقل بحلول 2050. فوائدها: للفيضانات خسائر كثيرة و فوائد قليلة و من فوائده: 1- تقوم الفيضانات النهرية بتغذية خزانات المياه الجوفية. 2- يشبع الأرض بالمياه مما يجعل الأراضي خصبة صالحة للزراعة وهذا ما يساعد على ازدهار النشاط الزراعي في العالم . العوامل المؤثرة في الفيضانات : تساقط الأمطار الغزيرة وتؤثر فيها مجموعة عوامل مثل : طول زمن الهطول، كبر حجم قطرات الماء (شدته وغزارته ) . ونفاذية التربة ، ومدى رطوبتها ومدى انحدارها ومدى توفر الغطاء النباتي , انصهار الثلوج , حدوث الأعاصير, حدوث ظاهرة التسونامي وانهيار السدود . لتنبؤ بحدوث الفيضانات : استخدام التقنيات الاحصائية استخدام الخرائط وتقنيات الاستشعار عن بعد لبيان مدى امتداد الفيضان . مراقبة تطور العاصفة المطرية من خلال التنبؤات الجوية أو أجهزة الانذار المبكر . آثار الفيضانات : تؤثر الفيضانات في المناطق التي تحدث فيها ، وتسبب اختلالاً في لتوازن البيئي عن طريق التأثير في مكونات النظام البيئي وتعزى آثارها إلى مقدار كميتها وسرعة تدفقها . الآثار السلبية : القضاء على التربة الزراعية وتغيير تركيبها وتعرية المناطق المنحدرة . القضاء مع الكائنات الحية التي تعيش في مجرى النهر وعلى ضفافه الآثار التدميرية في المباني والمنشآت والطرق والصناعات القائمة في موقعها. الضرر الجسدي والاجتماعي والاقتصادي للإنسان . الآثار الإيجابية: إزالة نفايات النظام البيئي من مجرى المياه. صرف مسببات الأمراض إلى البحار ، حيث يتم التخلص منها بسبب ملوحة مياهها. تغذية خزانات المياه الجوفية . معالجة أخطار الفيضانات: يمكن تقليل أثر الفيضانات باتباع ما يأتي : المحافظة على الغطاء النباتي القائم بناء الجدران الاستنادية ، وزراعة الأشجار حولها حراثة الأرض بشكل يتعامد مع الانحدار بناء السدود في المواقع المحتمل حدوث الفيضانات منها تحديد مساحة معينة من مجرى الماء أو النهر بحيث تعد حرماً للوادي ، تعتمد على مدى ارتفاع منسوب مياه الفيضان ، ويمنع إقامة منشآت سكنية أو صناعية عليها . الخاتمة: تتعرض كثير من البلدان على ضفف الأنهار إلى الفيضانات و من أشهر هذه الفيضانات فيضانات تحصل بصورة سنوية في بنجلاديش نتيجة فيضان أكثر من نهر واحد . و في عام 1876 و 1737 قد حدث فيضان في نهر البنغال وقد قتل كل منهم حوالي 100 ألف شخص وقد حدثت هذه الفيضانات بشكل مشابه قبل 4000 أو 5000 سنة أثرت على الأرض في الخليج الفارسي في ذلك الوقت . و لاننسى أبدا الفيضانات التي حصلت العام الماضي في جنوب شرق آسيا و هو مايعرف بـ تسونامي حيث أن سبب الفيضان هو هزات في قيعان المحيط الهندي مما كونت أمواج مرتفعة و خلف هذا الفيضان ما يقرب من 212 ألف قتيل غير الجرحى طبعا |
||||
2011-11-04, 02:13 | رقم المشاركة : 1257 | ||||
|
اقتباس:
دراسة حول الزلازل تعريفها - أسبابها - قياسها الزلازل عبارة عن هزات أرضية تحدث من وقت لآخر نتيجة تقلصات في القشرة الأرضية ، و عدم إستقرار باطنها ( المائع الناري )، و تحدث في اليابسة أو في الماء أو كليهما و قد تكون أفقية أو رأسية .و يتساءل الإنسان عن مصدر هذه الحرارة الهائلة المنبعثة من باطن الأرض ، و يعلل ذلك الدكتور ( هرشل Herschel ) فيقول : " عندما بدأ كوكب الأرض في التشكل كان في حالة غازية تشبه حالة ( السدم Nebulae ) و أن القوة الطاردة المركزية و سرعة الدوران أعطياها هذا الشكل الكروي . نظرية الحرارة الباطنية: صاحب هذه النظرية هو الأستاذ ( هوبكنر Hopekiner ) ، و هو يفترض أن الحرارة الشديدة في باطن الأرض ناجمة عن مواد شبه سائلة و أن الأدلة تشير إلى تغيرات كيميائية تحدث فيها فتسبب تلك الحرارة . كلنا نعرف أن القشرة الأرضية مكونة من مركبات من الصخور و المعادن ، و يدخل فيها مركبات عضوية وغير عضوية و أن أي تغيير يحدث لتلك المواد في باطن الأرض يعمل على زيادة الحرارة زيادة قوية ، ويرى الأستاذ ( ليمري Lemery )أن عنصري الحديد و الكبريت إذا إتحدا ثم تعرضا إلى بخار الماء ، يعملا على زيادة الحرارة لا سيما في باطن الأرض حيث الحرارة و الضغط الشديدين ، كما أن عنصر إيودين النتروجين له تأثير في زيادة حرارة نواة الأرض. هل الغازات المحبوسة في باطن الأرض هي السبب في حدوث الزلازل ؟ يعتقد العلماء أن الغازات المحبوسة في باطن الأرض ، سواء كانت سائلة أم غازية لها تأثير كبير في إحداث إهتزازات عنيفة في قشرة الأرض أو إنفجارات بركانية ، و هذه الغازات تنكمش أحيانا و تتمدد أحيانا أخرى ، و في هذه الحالة تحدث موجة من المد تخترق طبقات الصخور في قشرة الأرض ، في إتجاه أفقي أو رأسي ، ينتتج عنها الهزة الأرضية . الأسباب الرئيسية لحدوث الزلازل: يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية فيما يلي : أولا – عامل الحرارة الباطنية الكامنة في باطن الأرض. ثانيا - تقلصات القشرة الأرضية نبعا لانكماش المائع الناري و تمدده . ثالثا – الحرارة تزداد باستمرار كلما تعمقنا في باطن الأرض و اقتربنا من المواد الباطنية المسماة (Magma) وهي المسؤولة عن حدوث الزلازل و البراكين عندما تتمدد . رابعا – تتمدد المواد الباطنية تحت تأثير الحرارة الناتجة عن التفاعلات الكيماوية المستمرة في نواة الأرض. خامسا – الموجات الكهربية التي تحيط بالأرض . سادسا – علاقة الموجات الكهربية بالتفاعلات الكيماوية . سابعا - المواد الإشعاعية ( Radeoactive ) الموجودة في باطن الأرض ، و الطاقة النووية الهائلة المنبعثة من تحطم الذرات في اليورانيوم و الثيوريوم . ثامنا – وجود الغازات المحبوسة داخل الأرض و تسخينها يساعد أيضا في حدوث الزلازل. طبيعة الزلازل و أعراضها و قياسها: أمثلة على الأعراض : 1 – حدوث إضطرابات جوية أو عواصف تعقبها فترة هدوء . 2 – سقوط أمطار غزيرة . 3 – إحمرار قرص الشمس . 4 – سماع أصوات من داخل الأرض . 5 – زيادة الأبخرة في الجو لدرجة لدرجة كبيرة . 6 – الشعور بدوار في الرأس . الزلازل و نمو النباتات: تساعد الزلازل في إنفلاق بذور النباتات و سرعة نموها و إزدياد خضرة المراعي و يرجع ذلك إلى الأسباب التالية : 1 – كثرة تولد غاز ثاني أكسيد الكربون . 2 – إنتشار السوائل المعدنية في التربة . 3 – إزدياد تولد الكهربية في التربة ، و هذا ملاحظ بصفة خاصة في كاليفورنيا . قياس الزلازل ( سيسموغراف Seismography ) تقاس الزلازل بجهاز خاص رصد خاص يسمى ( السيسموغراف Seismograph ) و هو آلة أوتومانيكية حساسة لتسجيل الهزات و عددها و وقت حدوثها . التوزيع الجغرافي العالمي للزلازل: 1 – منطقة ( الحلقة النارية Ring of fire ) ، و هي تمر بسواحل المحيط الهادي الشرقية و الغربية ، و هذه المنطقة من أشد جهات العالم عرضة للهزات الأرضية و كوارثها ، و من أهم مناطق ضعف القشرة الأرضية . 2 – المنطقة الثانية العالمية ، هي التي تمتد من جزر الهند الغربية و هي مناطق خطيرة للغاية ، و توجد فيها وتوجد فيها سلاسل جبال الأنديز و تشمل جزر المارتينيك و سان دييغو و جمايكا و بورتوريكو و هاييتي و الأنتل في البحر الكاريبي . علاقة الهزات الزلزالية بالجزر البحرية: منذ ملايين السنين ، تقوم البراكين ببناء جبال ترتكز على قاع المحيطات فترتفع بالتدريج حتى تتجاوز سطح الماء فتبرز قممها كجزر من (اللافا) ، كجزيرة بورمودا . و يختلف البركان الغارق في الماء ، عن البركان الموجود على السطح فبينما نجد الأول يتعرض إلى ثقل الماء الذي يبطئ نموه إلا أنه يسبب موجات مد كلما ثار ، نجد الآخر يلقي بحممه و صخوره المنصهرة من حوله و تنطلق غازاته في الجو إلى ارتفاعات شاهقة . و من أحدث الجزر البركانية الكبيرة في العالم ، جزيرة ( أسنشينغ Ascensiang ) في جنوب الأطلسي ، و هذه الجزيرة هي الأرض الوحيدة الواقعة بين البرازيل و أفريقيه . الأمواج الزلزالية البحرية: هناك فارق بين الأمواج البحرية الزلزالية المسماة ( تسونامس Tsunams ) و الأمواج البحرية العادية ، فالأولى تنتجها الزلازل العنيفة التي تحدث في أعماق البحر و هي في غاية الخطورة ، بينما الثانية تحدثها الرياح . أغلب أمواج ( تسونامس Tsunams ) و هذا هو إسمها باليابانية ، تتولد في أعماق أخادبد في قاع المحيط و قد تتسبب بالقضاء على آلاف البشر ؛ و قد تؤدي إلى تخريب السواحل و ما عليها من منشآت ، و هي أمواج ترتفع فجأة مسببة الكوارث ، فقد ارتفعت الأمواج عام 385 ميلادية على طول سواحل البحر البيض المتوسط الشرقية فهلك من جرائها آلاف البشر ،و في الإسكندرية تركت سفنا و أسماكا فوق أسطح المنازل . الزلازل خلال العصور الجليدية: يقول الأستاذ النمساوي الكبير الدكتور سويس( Dr.Suess )أن الكرة الأرضية خلال تاريخها الجيولوجي الطويل تعرضت إلى هزات و تقلصات كثيفة كانت تستمر لمدد طويلة أحيانا نتيجة لتمدد السيما ( Sima ) أو الماغما ، نتيجة نشاط المواد المشعة في باطنها ، و كانت على أشدها في الحقبة الثالثة لمولد الأرض عندما كانت قشرة الأرض لم تكتمل . و يستدل العلماء على ذلك من خلال دراسة الصخور و المعادن و الحفريات الطبقية ، و يقولون أن عصورا من الهدوء و أخرى من الإضطراب كانت تتعاقب على الأرض . هل للزلازل من فوائد ؟ يعتقد الدكتور سويس ، أن للزلازل بعض الفوائد ، فهي تشكل سطح الأرض فترفع الجبال و تخرج المعادن الثمينة من باطن الأرض ، و يعتقد الدكتور ( آرثر هلمز ) أن هذه الدورات الزلزالية و ما صحبها من إلتواءات في قشرة الأرض (Orogenesis ) هي التي كونت الجبال العالية كالهيمالايا و القوقاز في آسيا ؛ و البريناس و الألب في أوربا ؛ و الروكي في أمريكا الشمالية ؛ و الأنديز في أمريكا الجنوبية . أيهما أشد ضررا على البشر الزلازل أم الأبنية التي تهدمها يرى علماء الجيولوجيا و المختصون بمتابعة الزلازل ، أن الأبنية هي التي تقتل الناس أثناء و بعد الزلازل ؛ و أكبر دليل على هذا الرأي ما حدث مؤخرا في تركيا ؛ و يرجع ذلك إلى الأسباب التالية : 1 – استخدام مواد غير مناسبة في البناء ، كاستخدام رمال الشواطئ في تكوين الخرسانة ، و هذه الرمال تحتوي على كثير من الشوائب و الأملاح و الماء ، التي تسبب للخرسانة فيما بعد شقوقا تسمح للمؤثرات الجوية كالرطوبة العالية أن يصيب الصدأ حديد التسليح مما يقلل من تماسكه و اتصاله بالإسمنت من حوله ، و هذا من شأنه إضعاف قدرة الكتلة الخرسانية على تحمل الضغوط العالية . 2 – الأبنية ذات الطوابق المتعددة تكثر فيها الفتحات ( كالنوافذ و الأبواب ) مما يجعل البناء غير مترابط . 3 – عدم مراعاة المواصفات الفنية المفروضة بالنسبة للأبنية الواقعة على خطوط الزلازل . 4 – إضافة طوابق جديدة ، مما يشكل أعباء إضافية على الأعمدة و الجسور و الأساسات ، مما يؤدي إلى هبوط كلي حالما تبدأ الهزة الأرضية . و هناك إجراءات متعددة للتقليل من مخاطر الزلازل : 1 – تخطيط مبني على دراسة جيولوجية قبل السماح بالبناء مع تقوية الأبنية الضعيفة ؛ في مناطق النشاط الزلزالي. 2 – إزالة المنشآت الخطرة من الأماكن التي من المحتمل أن تتعرض للزلازل . 3 – إصدار القوانين و التشريعات الضرورية لدعم التخطيط البيئي و المدني . بعد حدوث الزلزال 1 – تصميم خطط الطوارئ ، و تحديد الأماكن التي يمكن استخدامها في حالة حدوث الكوارث الزلزالية ، و التدريب الكافي على عمليات الإنقاذ و الإخلاء السريع و إقامة الملاجئ و المستشفيات الميدانية ، يشارك فيها مدنيون وعسكريون 2 – الحرص على توعية الناس بالثقافة الزلزالية . هل يمكن التنبؤ بحدوث زلزال ؟ مكنت الخبرات و التجارب التي اكتسبها علماء الزلازل من التنبؤ بوقوع عدد من الهزات الأرضية ، بعضها أصاب و أغلبها خاب . أنجح التنبؤات كانت في الصين عام 1973 ، فقد تجمعت في أحد مراكز الرصد معلومات نقلها السكان والمختصون في علم الجيوفيزياء ، تشير كلها إلى حدوث ظواهر فير عادية ، كتبدل مستويات الماء في الآبار و مد وجزر غير عاديين على شواطء شبه جزيرة ( ليا ) و حدوث ذبذبات غريبة في المجال المغناطيسي ، و في منتصف اليوم الرابع من شهر شبا / فبراير لوحظ ظهور أعداد كبيرة من الثعابين تخرج من جحورها فوق حقول يغمرها الثلج . و اعتبر مركز الرصد أن هذه الظواهر كافية فأعلن حالة الطوارئ ،و قد أخليت البيوت و أطلق سراح الحيوانات ، و مرت بضع ساعات ثقيلة في انتظار المجهول ، و في الساعة السابعة و النصف مساء ، ضرب الزلزال المنطقة بقوة سبع درجات و ثلاثة أعشار ، فهدم 90% من المنازل و السدود و الجسور و لكن دون خسائر بشرية . و من حالات التنبؤ الفاشلة : فقد أخفق علماء الزلازل بالتبؤ بزلزال تموز/ يوليو سنة 1976 بقوة سبع درجات ، حيث تسبب بمقتل أعداد كبيرة من البشر . و في روسيا تنبأ العلماء بحدوث زلزال في وادي ( فرغانه ) و لكنه حدث على بعد 40 كيلومتر ، و كذلك حدث نفس الشيء في اليمن ، فخرج الناس من بيوتهم في صنعاء و لكن الزلزال لم يحدث أبدا . و في آخر سنة 1980 تنبأ العلماء في أمريكا الجنوبية بحدوث أعنف زلزال في التاريخ المعاصر ، إلا أنه لم يحدث. المقدار الزلزالي Earthquake Magnitude قياس مطلق لاتساع الموجات الزلزالية التي تعتمد على كمية الطاقة المنطلقة من الزلزال ، و يحدد مركزه ، و ذلك باستخدام ( سيسموغراف Seismography ) و هو جهاز حساس جدا لأي إهنزاز في قشرة الأرض . و قد بدئ باستخدام مقياس ( المقدار الزلزالي Earthquake Magnitude ) على المستوى العالمي سنة 1931 على يد العالم الياباني ( واداتي wadati ) ثم تطور على أيدي آخرين و الجدول التالي يوضح مقارنة بين مقياس ( ميركالي ) و( ريختر ) قوة الزلزال مقياس ميركالي مقياس ريختر شكل التأثير 1- بالغ الضعف أقل من 3.5 لا تشعر به سوى أجهزة القياس و بعض الطيور و الحيوانات . 2- ضعيف جدا 3.5 يشعر به الناس في طبقات الأبراج السكنية العليا 3- ضعيف 4.2 يشعر به الناس في البيوت 4- متوسط 4.4 تهتز الأبواب و النوافذ و المعلقات 5- قوي نسبيا 4.8 تهتز الأبواب بشدة و يتكسر الزجاج 6- قوي 5 يشعر به كل الناس و تتساقط محتويات المنازل 7- قوي جدا 6 يجري الناس في الشوارع و يصعب الوقوف على الأرض و تظهر أمواج في برك السباحة 8- مدمر 6.5 تتصدع المباني القديمة و قد تنجم خسائر في الأرواح 9- مدمر جدا 6.9 تتصدع الطرقات و تتلف الخزانات و أنابيب التديدات الصحية و المجاري 10- شديد التدمير 0 7 تنهار كثير من المباني و تتشقق الأرض و تحدث فيها الإنزلاقات ، و ينجم عنه خسائر كبيرة في الأرواح 11- بالغة التدمير 8. تنهار المباني بصورة شاملة و كذلك السدود ، و تتلوى خطوط السكك الحديدية ، مع خسائر كبيرة بالأرواح 12- كارثي 9 تتطاير كل المباني بلا استثناء ، و تغطس الشواطئ و ما عليها في البحر من آثار الزلازل 1 - حدوث تموجات و تشوهات فوق سطح الأرض قرب مركز الزلزال ، و ارتفاع منسوب المياه و ظهور أمواج عاتية رغم هدوء الرياح و خاصة إذا كان مكز الزلزال قريبا من الشاطئ 2 – تغير في مناسيب مياه الآبار على امتدادا خط الصدع . 3 – تغير في درجة التوصيل الكهربائي للصخور و تغير في المجال المغناطيسي . ظهور تغيرات واضحة في سلوك الحيوانات كالحركات العشوائية للفئران بعد خروجها من جحورها ، و استمرا طيران الحمام و عدم رجوعه إلى أعشاشه و نباح الكلاب بشكل ملفت . 4 – حدوث هزات أولية تتزايد بشكل تدريجي ، قبل حدوث الزلزال . الخلاصة تتفاوت درجات الزلازل و تتفاوت تأثيراتها ، و مع وجود بعض المؤشرات على قرب حدوثها فإنه لا زال من الصعب توقعها ؛ و الأمر الوحيد الممكن حاليا في مواجهتها هو تقوية الأبنية على طول خطوط الزلازل و تدريب فرق عالية الكفاءة على أعمال الإنقاذ ، و التعاون الدولي في حالات الكوارث الكبرى . |
||||
2011-11-04, 02:19 | رقم المشاركة : 1258 | ||||
|
اقتباس:
الكتب الخاصة في علم النفس التنظيمي ن وفي الحقيقة انا الأن اخصائي نفساني عيادي في احدى المؤسسات الحكومية واستعمل كثير هذه الكتب للتحليل العلاقة بين المسؤول والموظف واهم الصراعات الموجودة وكذلك الصعوبات التي تواجه العامل وتأثيرها على حياته النفسية كيفية تحميلها :اضغط على الرقم المشابه له في الخانات الموجودة اسم الكتاب: علم النفس الصناعي و التنظيمي اسم المؤلف: فرج عبد القادر طه,د التصنيف: علم النفس 011201.pdf مكتبة المصطفى الالكترونية تحميل كتاب -علم النفس الصناعي و التنظيمي-فرج عبد القادر طه,د-كتب عربية اضط على الرقم المشابه له في الخانات الموجودة اسم الكتاب: علم النفس الصناعي اسم المؤلف: كامل محمد محمد عويضه التصنيف: علم النفس الصناعي 004243.pdf مكتبة المصطفى الالكترونية تحميل كتاب -علم النفس الصناعي-كامل محمد محمد عويضه-كتب عربية |
||||
2011-11-04, 02:21 | رقم المشاركة : 1260 | |||
|
|
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
المستطاع, اوامر, تريدونه, تقدر, طلباتكم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc