15 قتيلا بجمعة "الله معنا" بسوريا
قتل 15 شخصا على الأقل على أيدي قوات الأمن السورية التي حاولت احتواء المظاهرات الحاشدة التي خرجت في عدة مدن وبلدات سورية للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد واختارت لها في أول جمعة من شهر رمضان الفضيل شعار "الله معنا".
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن 15 متظاهرا لقوا مصرعهم جلهم في مدينة عربين (محافظة ريف دمشق) والتي شهدت مقتل 12 من المتظاهرين الذين خرجوا اليوم بعشرات الآلاف في عدة مدن للتأكيد على مطالبهم بالتغيير وإسقاط النظام.
وفي مدينة حمص (وسط البلاد) قتل متظاهران وفي بلدة المعضمية بمحافظة ريف دمشق قتل متظاهر واحد. وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن أول جمعة من شهر رمضان سجلت مشاركة كثيفة من مختلف المدن بما فيها تلك التي تقع تحت الحصار العسكري كدير الزور والبوكمال.
وحسب الاتحاد فإن مدينة حمص سجلت أعلى كثافة من حيث عدد المتظاهرين حيث خرج سكان أغلب الأحياء للتظاهر رغم أن قوات الأمن بادرت إلى إطلاق الرصاص بشكل كثيف على سكان حي كرم الشامي وتجولت بالمدرعات في بعض أنحائه.
وفي باقي أنحاء البلاد تظاهر مواطنون سوريون في مدينة الكسوة بمحافظة ريف دمشق. وبث ناشطون على الإنترنت صوراً قالوا إنها التقطت اليوم بعد صلاة الجمعة. كما شارك مصلون بعد صلاة الجمعة بمسيرة في بلدة ناحتة بمحافظة درعا جنوبي البلاد.
المتظاهرون خرجوا بعدة مدن وبلدات سورية رغم التعاطي الأمني مع الاحتجاجات
قتلى بمظاهرات ليلية
وتأتي مظاهرات "الله معنا" بعد سقوط قتلى في مظاهرات خرجت بعد صلاة التراويح ليلة أمس في عدة مدن أطلقت عليها قوات الأمن النار.
وأفاد ناشطون بأن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا برصاص الأمن ومسلحين يوصفون بالشبيحة في مدينة نوى بمحافظة درعا، كما نقلت وكالة رويترز عن ناشطين, قولهم إن القوات السورية قتلت نحو 45 مدنيا على الأقل, خلال هجوم بالدبابات للسيطرة على وسط مدينة حماة.
كما أكدت المصادر أن قوات الأمن اقتحمت مسجد الرفاعي في منطقة كفر سوسة بالعاصمة دمشق وسط إطلاق نار، واعتقلت عددا من الشبان، قبل أن يقوم المصلون بإخراجها وفك الحصار عن المسجد.
وفي محافظة ريف دمشق، أطلقت قوات الأمن النار بكثافة على متظاهرين في بلدة المعضمية، كما خرجت مظاهرات مماثلة في بلدتي دوما والزبداني.
وقالت المصادر إن عدة مظاهرات خرجت من مساجد في دمشق، وخصوصا جامع الدقاق في حي الميدان وجامع الحنابلة في حي الصالحية وجامع الرفاعي بحي نهر عيشة، وواجهت قوات الأمن جميع المظاهرات بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع.
وشهد حيا الميدان وكفر سوسة في دمشق خروج مظاهرات ليلية تطالب بسقوط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد، كما خرجت مظاهرات مناوئة للنظام بعد صلاة التراويح في كل من حلب وحمص وكفر زيتا بريف حماة.
المحتجون خرجوا للتظاهر حتى في المدن التي تقع تحت الحصار العسكري
حماة تحت الحصار
من جهة أخرى لا تزال مدينة حماة وسط البلاد تعيش حصارا عسكريا لليوم الخامس على التوالي، والكهرباء والاتصالات مقطوعة عنها، في ظل نزوح مئات العائلات.
وقدر حقوقيون عدد العائلات التي نزحت من حماة حتى الآن بنحو 1500 عائلة، في حين قال آخرون إن النزوح توقف بعد أن أغلق الجيش منافذ المدينة.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن سكان قولهم إن ما لا يقل عن 250 شخصا قتلوا في المدينة منذ السبت الماضي، كما أكد حقوقيون أن نحو ثلاثين شخصا قتلوا فيها أول أمس الأربعاء.
وبدورها نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رامي عبد الرحمن، من المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له، قوله إن "الناس يموتون بالعشرات في حماة، والبعض يموت في المستشفيات بسبب قطع النظام للكهرباء عن المدينة"