الجهة,المكان,الحد,الحيز ,وخزعبلات أخرى هنا تفنيدها - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الجهة,المكان,الحد,الحيز ,وخزعبلات أخرى هنا تفنيدها

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-10-04, 21:30   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
عــــادل الميـــلي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة

نعم بارك الله فيك لأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
فإن كان المخلوق لا يمكنه الجمع بين العلو والقرب فالخالق لا يشبهه شيء من خلقه تبارك وتعالى.

القرب نوعان : معنوي وحسي.. والذي فهمتُه من کلامكَ أنّك تقصد ــ في مسألتنا هذه ــ القرب الحقيقي الذي يستلزم المسافة !!
فهل هذا هو قصدك ؟









 


قديم 2010-10-04, 22:23   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
القرب نوعان : معنوي وحسي.
نعم والتفريق بينهما يكون حسب سياق الكلام .

.
اقتباس:
والذي فهمتُه من کلامكَ أنّك تقصد ــ في مسألتنا هذه ــ القرب الحقيقي الذي يستلزم المسافة !!
اللازم في حق المخلوق لا يكون لازما في حق الخالق.
فمصطلح "المسافة" لم يثبت لا في كتاب ولا في سنة ,وقد بينت ذلك في الشبهة الخامسة عشر.

اقتباس:
فهل هذا هو قصدك ؟
كلمة(القرب)) واضحة المعنى فهي كلمة عربية وليست أعجمية فالله تعالى يقرب من عباده حقيقة كما يشاء والأدلة على هذا كثيرة.فالله تعالى قريب من عباده عال على عرشه ولا نقول كيف.
أما المعاني الذي ذكرتها فهي في حق المخلوق أما الخالق فإنه قريب من عباده(أي:ليس ببعيد.ولو وجدت كلمة أخرى مرادفة لها لجئتك بها لكن ستعود وتسألني عن معناها أيضا!). مطلع عليهم لا يخفى عليه شيء وهو أقرب إلى العبد من راحلته كما قال النبي عليه الصلاة والسلام .










قديم 2010-10-05, 12:24   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
dionysos93
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
نعم والتفريق بينهما يكون حسب سياق الكلام .

.
اللازم في حق المخلوق لا يكون لازما في حق الخالق.
فمصطلح "المسافة" لم يثبت لا في كتاب ولا في سنة ,وقد بينت ذلك في الشبهة الخامسة عشر.


كلمة(القرب)) واضحة المعنى فهي كلمة عربية وليست أعجمية فالله تعالى يقرب من عباده حقيقة كما يشاء والأدلة على هذا كثيرة.فالله تعالى قريب من عباده عال على عرشه ولا نقول كيف.
أما المعاني الذي ذكرتها فهي في حق المخلوق أما الخالق فإنه قريب من عباده(أي:ليس ببعيد.ولو وجدت كلمة أخرى مرادفة لها لجئتك بها لكن ستعود وتسألني عن معناها أيضا!). مطلع عليهم لا يخفى عليه شيء وهو أقرب إلى العبد من راحلته كما قال النبي عليه الصلاة والسلام .


القرب بالذات يستلزم أنه قريب بمسافة، و نحن لا نعلم قربا بالذات لا يستلزم وجود مسافة، و بهذا المعنى فاستلزامك بأن ما هو لازم في حق المخلوق لا يكون لازما في حق الخالق هو باطل بهذا المعنى، و أصل الغلط هنا هو قولكم أن الله مباين من خلقه بذاته الذي هو غلط في معنى ولفظ.
المعنى أن السلف عندما يقولون مباينا فهم يعنون المغايرة للمخلوقات أما ابن تيميه فيقرها بمعنى الإنفصال عنهم (فوق العالم) لأن البينونة بالذات بهذا المعنى تستلزم أن يكون المتصف بها قابلا للمحل و الجهة.
اللفظ أنه ذكر لفظ بذاته و هو لفظ منكر أنكره عليه العلماء المعاصرون أنه لم يرد في الكتاب و لا في السنة و لا عن أحد من الصحابة و التابعين ، فإن لفظة بذاته إذا ذكرت مع هذه الألفاظ أو ما شاكلها حصرت معانيها في المعنى الحسي الجسماني فلا يقال مثلا استوى بذاته و ينزل بذاته و يجيء بذاته و يقرب بذاته ثم يقال لا كاستوائنا و لا كنزولنا و لا كمجيئنا و لا كقربنا لأن هذا تناقض صريح.
قال ابن الجوزي: من قال استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات " دفع شبه التشبيه ص 102".
و قال الذهبي في ترجمة ابن الزاغوني :قد ذكرنا أن لفظة بذاته لا حاجة إليها و هي مشغب النفوس و تركها أولى و الله أعلم " سير أعلام النبلاء 19/607"
و قال الذهبي في كتاب العلو (ص263) ردا على قول يحيى بن عمار :بل نقول هو بذاته على العرش و علمه محيط بكل شيء .قال الذهبي : قولك بذاته من كيسك.
و قال في ترجمة الحافظ أبي القاسم التيمي :"سير أعلام النبلاء 20/86" :قلت الصواب الكف عن إطلاق ذلك ، إذ لم يأت فيه نص، و لو فرضنا أن المعنى صحيح فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله خوفا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا.

و قال الإمام بدر الدين بن جماعة: فمن جعل صفة الإستواء في حقه تعالى ما يفهم من صفات المحدثين و قال: استوى بذاته أو استوى حقيقة ، فقد ابتدع بهذه الزيادة التي لم تثبت في السنة و لا عن أحد من الأئمة المقتدى بهم.
و قال أبو الحسين المنادي كما نقل ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه ص 192 : و لسنا نختلف أن الجبار لا يعلوه شيء من خلقه بحال و أنه لا يحل بالأشياء بنفسه، و لا يزول عنها لأنه لو حل بها لكان منها و لو زال عنها لنأى عنها .

نفعنا الله و إياكم









قديم 2010-10-05, 12:54   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
القرب بالذات يستلزم أنه قريب بمسافة
يستلزم ذلك في حق المخلوق أما الخالق(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

اقتباس:
، و نحن لا نعلم قربا بالذات لا يستلزم وجود مسافة،
نعم في حق المخلوق لكننا نتكلم عن الخالق جلا جلاله فلا تخلط.

اقتباس:
و بهذا المعنى فاستلزامك بأن ما هو لازم في حق المخلوق لا يكون لازما في حق الخالق هو باطل بهذا المعنى،
هذا أمر معلوم عقلا وشرعا لأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

اقتباس:
و أصل الغلط هنا هو قولكم أن الله مباين من خلقه بذاته الذي هو غلط في معنى ولفظ.
المعنى أن السلف عندما يقولون مباينا فهم يعنون المغايرة للمخلوقات أما ابن تيميه فيقرها بمعنى الإنفصال عنهم (فوق العالم) لأن البينونة بالذات بهذا المعنى تستلزم أن يكون المتصف بها قابلا للمحل و الجهة.
.
البيونة تقال للرد على الحلولية أي هي عكس الحلول ولا يقصد بها المغايرة فخسب بل عدم الحلول.
روى الذهبي في كتاب "العلو" بإسناده إلى عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي وأبا زرعة رحمهما الله تعالى عن مذهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازا وعراقا ومصرا وشاما ويمنا، فكان من مذهبهم أن الله تبارك وتعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله بلا كيف، أحاط بكل شيء علما، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انتهى


ا
اقتباس:
للفظ أنه ذكر لفظ بذاته و هو لفظ منكر أنكره عليه العلماء المعاصرون أنه لم يرد في الكتاب و لا في السنة و لا عن أحد من الصحابة و التابعين ، فإن لفظة بذاته إذا ذكرت مع هذه الألفاظ أو ما شاكلها حصرت معانيها في المعنى الحسي الجسماني فلا يقال مثلا استوى بذاته و ينزل بذاته و يجيء بذاته و يقرب بذاته ثم يقال لا كاستوائنا و لا كنزولنا و لا كمجيئنا و لا كقربنا لأن هذا تناقض صريح.
قال ابن الجوزي: من قال استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات " دفع شبه التشبيه ص 102".
و قال الذهبي في ترجمة ابن الزاغوني :قد ذكرنا أن لفظة بذاته لا حاجة إليها و هي مشغب النفوس و تركها أولى و الله أعلم " سير أعلام النبلاء 19/607"
و قال الذهبي في كتاب العلو (ص263) ردا على قول يحيى بن عمار :بل نقول هو بذاته على العرش و علمه محيط بكل شيء .قال الذهبي : قولك بذاته من كيسك.
و قال في ترجمة الحافظ أبي القاسم التيمي :"سير أعلام النبلاء 20/86" :قلت الصواب الكف عن إطلاق ذلك ، إذ لم يأت فيه نص، و لو فرضنا أن المعنى صحيح فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله خوفا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا.

و قال الإمام بدر الدين بن جماعة: فمن جعل صفة الإستواء في حقه تعالى ما يفهم من صفات المحدثين و قال: استوى بذاته أو استوى حقيقة ، فقد ابتدع بهذه الزيادة التي لم تثبت في السنة و لا عن أحد من الأئمة المقتدى بهم.
و قال أبو الحسين المنادي كما نقل ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه ص 192 : و لسنا نختلف أن الجبار لا يعلوه شيء من خلقه بحال و أنه لا يحل بالأشياء بنفسه، و لا يزول عنها لأنه لو حل بها لكان منها و لو زال عنها لنأى عنها .

نفعنا الله و إياكم
أما عن لفظ(بذاته) فقد تم بيانه بالتفصيل كما في الإعتراض الثالث فلتراجعه في المشاركة رقم 62.
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...6&postcount=62









قديم 2010-10-06, 14:32   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
عــــادل الميـــلي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
نعم والتفريق بينهما يكون حسب سياق الكلام .


أنا إستعملت مصطلح الحسّي وأنت وافقتني فهل ورد في الكتاب والسّنّة مصطلح الحسّي ؟.


اقتباس:
اللازم في حق المخلوق لا يكون لازما في حق الخالق


ولماذا كانت فوقية الله تستلزم أنّ العرش أقرب إليه من السماء؟ وأنّ الصعود في السماء يزيدنا قربا من ذات الله تعالى ؟ وأنّ نزول الله يستلزم قربه من المخلوقات بذاته؟..فهذه لوازم في حقّ المخلوق جعلتموها كذلك في حق الخالق.


اقتباس:
فمصطلح "المسافة" لم يثبت لا في كتاب ولا في سنة ,وقد بينت ذلك في الشبهة الخامسة عشر.

كلام عجيب..فلو رجعت إلى المعاجم اللغوية لوجدت التعبير بقرب المسافة والمكان فيما يخص القرب الحسّي وربما لا تجد لفظ الحسّي..

وسأختصر لك الطريق مرتين ..قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى -- إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ --

الوجه الثالث: هو ما قرره بعض علماء العربية أنالقرب نوعان: قرب في النسب، وقرب في المسافة المكانية وفي الزمانية.

https://www.ibn-jebreen.com/book.php?...86&subid=29259


اقتباس:
كلمة(القرب)) واضحة المعنى فهي كلمة عربية وليست أعجمية فالله تعالى يقرب من عباده حقيقة كما يشاء والأدلة على هذا كثيرة.فالله تعالى قريب من عباده عال على عرشه ولا نقول كيف.


نعم هي عربية وقد نقلنا لك قول علماء اللغة..

اقتباس:
أما المعاني الذي ذكرتها فهي في حق المخلوق


كلامك هذا يهدم مذهبك في معرفة معاني الصفات الخبرية..

فهل أجد معنى القرب الحقيقي الذي تصف الله تعالى به في القواميس والمعاجم اللغوية أم لا؟

اقتباس:
أما الخالق فإنه قريب من عباده(أي:ليس ببعيد.ولو وجدت كلمة أخرى مرادفة لها لجئتك بها لكن ستعود وتسألني عن معناها أيضا!)


حديثنا عن القرب الحقيقي بالذات..فإذا نفيت عنه المسافة والمكان فهو ليس قربا حقيقيا وعكسه ليس بعدا حقيقيا.

اقتباس:
مطلع عليهم لا يخفى عليه شيء وهو أقرب إلى العبد من راحلته كما قال النبي عليه الصلاة والسلام .
اقتباس:


هل القرب عندك في هذا الحديث قرب بالذات؟!

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
عودة


قال الشيخ حمود التويجري في '' إثبات العلو''.. ص : 150 .. تقريض المفتي ابن باز رحم الله الجميع :
وأما قول ابن القيم [1] : فهو قريب من المحسنين بذاته ورحمته قربا ليس له نظير ، وقول المردود عليه [2] فأثبت له القرب الذاتي مع علوه قربا ليس له نظير .
فجوابه أن يقال : أما قرب رحمة الله تعالى من المحسنين فهو ثابت في القرآن ، قال الله تعالى :-- إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ -
وأما قرب ذاته منهم فليس عليه دليل ينص عليه لا من القرآن ولا من السنة ، وما ليس عليه دليل ينص عليه فليس عليه تعويل .



قلتُ :أذكر لنا يا أخانا جمال البليدي دليلك على القرب الذاتي لله تعالى ؟




[1] :وهو نفس القول الذي نقله الأخ جمال البليدي ويدافع عنه
[2] : الشيخ ابن عثيمين رحمه الله









قديم 2010-10-07, 14:22   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
dionysos93
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة

يستلزم ذلك في حق المخلوق أما الخالق(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).


نعم في حق المخلوق لكننا نتكلم عن الخالق جلا جلاله فلا تخلط.



هذا أمر معلوم عقلا وشرعا لأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

.
البيونة تقال للرد على الحلولية أي هي عكس الحلول ولا يقصد بها المغايرة فخسب بل عدم الحلول.
روى الذهبي في كتاب "العلو" بإسناده إلى عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي وأبا زرعة رحمهما الله تعالى عن مذهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازا وعراقا ومصرا وشاما ويمنا، فكان من مذهبهم أن الله تبارك وتعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله بلا كيف، أحاط بكل شيء علما، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انتهى


ا
أما عن لفظ(بذاته) فقد تم بيانه بالتفصيل كما في الإعتراض الثالث فلتراجعه في المشاركة رقم 62.
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...6&postcount=62



السلام عليكم

أول شيء أن الإستدلال بالآية "ليس كمثله شيء " لا يخدم البتة طرحك ؟ هناك تناقض واضح، كيف؟
هذه الآية هي الدليل الواضح على أن الله سبحانه و تعالى لا يشابهه شيء من مخلوقاته ، فهي بالإضافة لذلك تعتبر من المحكم كما أن حكمها مطلق أي إذا أردنا أن نبسط الفهم نقول لا يشبهه من خلقه أي شيء في أي شيء، و أنت تعلم أن هذه الآيه هي التي يرتكز عليها المنزهة في نفي التشبيه عن الله تعالى.
فالمغايرة هي أشمل و أعم من الإنفصال لا كما قلت ،و هي الأنسب في فهم " ليس كمثله شيء".
أما التناقض فهو : كيف تستدعي هذه الآية للإستدلال على أن ما يكون في حق المخلوق لا يجوز في حق الخالق ، بينما تثبت قبل ذلك أن الخالق مباين لخلقه بذاته، فقلت المباينة هي عكس الحلول ، فإذا قبلت أن الحلول هو الإتحاد أو المخالطة للخلق لزم أنك تعني بالمباينة الإنفصال عن المخلوقات، و هنا بيت القصيد إذ لا يمكن فهم الإنفصال إلا إذا تمت نسبته إلى المحسوسات ولا ننسب الإنفصال إلى معنى .
و أخيرا : لماذا تقول أن معنى الإستواء حقيقي بينما المباينة - التي هي هنا بمعنى الإنفصال- غير حقيقية - أي لا تستلزم مسافة- لأن ما يجوز في حق المخلوق لا يجوز في حق الخالق. أليس هذا تناقضا؟ فصح أن نقول إذن أن الإستواء ليس حقيقيا، فإذا أبيت ذلك فينبغي أن تقول أن المباينة - الإنفصال- هو أيضا حقيقي أي منفصل حقيقة بذاته.


فإذا فهمت عني ما تقدم علمت أن قول الذهبي الذي أوردته يؤيد كلامي لا كلامك ز ذلك من أوجه:
1- أنه قال مباين من خلقه و عنى بها المغايرة المطلقة، لأنه لم يقل مباين من خلقه بذاته، فهو إذن لا يقول : منفصل عن خلقه بذاته، ولو كان يعني الإنفصال حقا لأشار لذاته كما يقول المثبتة.و لكنه لم يقلها لأنها كما أوردنا عن العلماء قبل هذا أنها لفظة منكرة و تشغب النفوس، و الذهبي نفسه أنكر على السجزي الذي قال في كتاب الإبانة الذي ألفه في السنة ما يلي : أئمتنا كسفيان الثوري ومالك وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة والفضيل وابن المبارك وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان وأنه ينزل إلى السماء الدنيا وأنه بغضب ويرضى ويتكلم بماشاء .
قلت هو الذي نقله عنهم مشهور محفوظ سوى كلمة بذاته فإنها من كيسه نسبها إليهم بالمعنى ليفرق بين العرش وبين ما عداه من الأمكنة ). ا.هـ كلامه رحمه الله
فعلمت أن الذهبي الذي تحتج به يرفض قطعا كلمة بذاته.
كما أن ما سقته عن الذهبي عن ابن أبي زرعة :........أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازا وعراقا ومصرا وشاما ويمنا..... يؤيد مقالتي لا مقالتك، ففضلا عن عدم ذكر لفظة بذاته، ينضح بالتنزيه لا بالتشبيه" ليس كمثله شيء".
2- و ليستبين لديك مقصود الذهبي فانظر إلى الآية التي ساقها ليدلل على كلامه الذي يصدق ما قلته و هي ليس كمثله شيء فهل تتصور أن الذهبي يقول بالمباينة - الإنفصال- ثم يسوق ليعضد مقالته آيه محكمة تنفي المشابهة المطلقة من الخالق لكافة المخلوقات؟









قديم 2010-10-07, 23:17   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أخي الكريم حسب ما فهمت من كلامك ونقولاتك لكلام بعض أهل العلم أنك لا تفرق بين القرب العام والقرب الخاص مع أنني بينت هذا الفرق-ولو بالتلميح- في ردي على الشبهة الثانية عشر.
القرب الخاص هو من الأفعال الإختيارية التي يفعلها الله تعالى بمشيئته(إن الله يفعل ما يشاء)) مثل(النزول والكلام والخلق وغيرها من الأفعال الإختيارية)). فهذا قرب خاص من الله بذاته فقط من المحسنين والداعيين العابدين لله سبحانه وتعالى وليس قرب من كل موجود.
أما القرب العام الذي يقصد به القرب من كل موجود فهذا لا يقول به إلا الجهمية والحلولية الذي يقولون بأن الله في كل مكان.
وأنت اعتمدت على الثاني لإبطال الأول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية(وفي الحديث"أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الآخر" وقد بسطنا الكلام على هذه الأحاديث ومقالات الناس في هذا المعنى في"جواب الأسئلة المصرية على الفتيا الحموية" فهذا قرب الرب بنفسه إلى عبده,وهو مثل نزوله إلى السماء الدنيا.وفي الحديث الصحيح((إن الله يدنوا عشية عرفة)) الحديث، فهذا القرب كله خاص، وليس في الكتاب والسنة قط قرب ذاته من جميع المخلوقات في كل حال، فعلم بذلك بطلان قول الحلولية؛ فإنهم عمدوا إلى الخاص المقيد فجعلوه عامًا مطلقًا)) مجموع الفتاوى المجلد الخامس.
وكلامنا الآن يدور حول((القرب الخاص))أي:قرب الله تعالى من بعض عباده دون الغير كقربه من المحسنين والداعيين وقربه من الحجاج يوم عرفة.
وليس عن" القرب "بمعنى الإحاطة والعلم فهذا القرب عام للمسلم والكافر والمحسن والمسيء والداعي والجاحد.
أما الأول فهو خاص لبعض العباد دون غيره ,وهو من أفعال الله الإختيارية التي نثبتها لله تعالى ولا نقول:كيف.
قال شيخ الإسلام كذلك((

ففي الجملة، ما نطق به الكتاب والسنة من قرب الرب من عابديه وداعيه هو مقيد مخصوص؛ لا مطلق عام لجميع الخلق، فبطل قول الحلولية، كما قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} فهذا قربه من داعيه.
وأما قربه من عابديه ففي مثل قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} .
وقوله: «ما تقرب إليَّ عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه» وقال: «من تقرب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا» فهذا قربه إلى عبده، وقرب عبده إليه؛ ودنوه عشية عرفة إلى السماء الدنيا لا يخرج عن القسمين؛ فإنه صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة» فدنوه لدعائهم.
وأما نزوله إلى سماء الدنيا كل ليلة؛ فإن كان لمن يدعوه ويسأله ويستغفره، فإن ذلك الوقت يحصل فيه من قرب الرب إلى عابديه ما لا يحصل في غيره، فهو من هذا، وإن كان مطلقًا فيكون بسبب الزمان؛ لكونه يصلح لهذا وإن لم يقع فيه.
ونظيره ساعة الإجابة يوم الجمعة. روى أنها مقيدة بفعل الجمعة، وهي من حين يصعد الإمام على المنبر إلى أن تنقضي الصلاة؛ ولهذا تكون مقيدة بفعل الجمعة، فمن لم يصل الجمعة لغير عذر ويعتقد وجوبها لم يكن له فيها نصيب، وأما من كانت عادته الجمعة ثم مرض أو سافر، فإنه يكتب له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم، وكذلك المحبوس ونحوه، فهؤلاء لهم مثل أجر من شهد الجمعة، فيكون دعاؤهم كدعاء من شهدها.
وقد تكون الرحمة التي تنزل على الحُجَّاج عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وعلى من شهد الجمعة، تنتشر بركاتها إلى غيرهم من أهل الأعذار، فيكون لهم نصيب من إجابة الدعاء وحظ مع من شهد ذلك، كما في شهر رمضان، فهذا موجود لمن يحبهم ويحب ما هم فيه من العبادة، فيحصل لقلبه تقرب إلى الله، ويود لو كان معهم.
وأما الكافر والمنافق الذي لا يرى الحج برًا، ولا الجمعة فرضًا وبرًا، بل هو معرض عن محبة ذلك وإرادته، فهذا قلبه بعيد عن رحمة الله؛ فإن رحمة الله قريب من المحسنين، وهذا ليس منهم.
))مجموع الفتاوى/المجلد الخامس/فصل في تمام الكلام في القرب.)).

اقتباس:
أنا إستعملت مصطلح الحسّي وأنت وافقتني فهل ورد في الكتاب والسّنّة مصطلح الحسّي ؟.
وافقت إذا كنت تقصد بالحسي(الحقيقي)) وكلامنا ليس عن ما ورد في الكتاب والسنة إنما عن المعاني التي تنقسم إليها الألفاظ والمصطلحات وقد رددت على شبهة من ينكر إستعمال لفظ(بذاته) أو لفظ(حقيقة).

اقتباس:
ولماذا كانت فوقية الله تستلزم أنّ العرش أقرب إليه من السماء؟ وأنّ الصعود في السماء يزيدنا قربا من ذات الله تعالى ؟ وأنّ نزول الله يستلزم قربه من المخلوقات بذاته؟..فهذه لوازم في حقّ المخلوق جعلتموها كذلك في حق الخالق.
1-لا بد من التوضيح أنه في هذه الحالة أنك تتكلم عن(القرب العام)) لا(الخاص))فهنا يقال أن الله قريب بعلمه وإحطاته من كل موجود أما قرب ذاته هنا فإن حملة العرش أقرب من البشر.
2-أما عن الأدلة فهي كثيرة قد ذكرت بعضها في موضوعي((أقوى الردود على من أنكر علو العزيز الودود-الدليل الثامن)).
قال الله‎ ‎تعالى { فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ ‏بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‎ ‎وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ }(فصلت: من الآية38) وقال تعالى { وَلَهُ مَنْ فِي‎ ‎السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ‎ ‎وَلا يَسْتَحْسِرُونَ } ‏‏
وعن ‏أبي هريرة ‏ ‏وأبي سعيد الخدري ‏‎
أنهما شهدا على رسول‎ ‎الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه قال ‏ ‏((ما من قوم يذكرون ‏الله إلا ‏ ‏حفت ‏ ‏بهم‎ ‎الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله‎ ‎فيمن‎ ‎عنده)) رواه الترمذي .‏
فدلت هذه الآيات والأحاديث . أن‎ ‎الذين عنده هم قريبون إليه " ولو كان موجب العندية ‏معناً عاماً ، كدخولهم تحت قدرته‎ ‎ومشيئته وأمثال ذلك لكان كل مخلوق عنده ؛ ‏ولم يكن أحد مستكبراً عن عبادته ، بل‎ ‎مسبحاً له ساجداً ، وقد قال تعالى {إِنَّ ‏الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ‎ ‎عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر: من الآية60) وهو ‏سبحانه وصف‎ ‎الملائكة بذلك رداً على الكفار المستكبرين عن عبادته‎ .
‎" ‎مجموع الفتاوى ( 5‏‎ / 165 – 166 )‎
قال ابن القيم رحمه الله ‏‎:‎‏ لو لم يكن سبحانه فوق الورى ***كانوا جميعا عند ‏ذي السلطان ‏
ويكون عند الله إبليس وجبريل***هما في العند مستويان
)) الكافية الشافية ‏ص112‏
3-ومما يدل على ذلك أيضا حادثة الإسراء والمعراج وتردد النبي صلى الله عليه وسلم بين موسى وبين ربه ,وألفاظ الحديث تدل على القرب كذلك كقوله((((ودنى الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أوأدنى)).
بالمناسبة:التدني من معاني القرب الذي يثبته أهل السنة والجماعة.
اقتباس:
وأنّ نزول الله يستلزم قربه من المخلوقات بذاته؟.
ثبت ذلك في الحديث((أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الآخر))رواه النسائي وصححه الألباني.
وكذلك ثبت في حديث عرفة((إن الله يدنوا عشية عرفة)) والدنو من معاني القرب.
ولهذا نجد أن الكثير من أئمة السلف إذا ذكرو القرب يذكرون معه النزول.
قال الشافعي:« القول في السُّنة التي‎ ‎أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ‏ومالك‎ ‎وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله‎ ‎وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من ‏خلقه كيف شاء وأن الله‎ ‎تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء‎». ‎اجتماع الجيوش الإسلامية ص165‏‎ , ‎إثبات العلو ‏ص124 , وانظر مجموع الفتاوى (4/181-183) , والعلو للذهبي ص120‏‎ , ‎ومختصره للألباني ص176‏‎
اقتباس:
كلام عجيب..فلو رجعت إلى المعاجم اللغوية لوجدت التعبير بقرب المسافة والمكان فيما يخص القرب الحسّي وربما لا تجد لفظ الحسّي..

وسأختصر لك الطريق مرتين ..قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى -- إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ --

الوجه الثالث: هو ما قرره بعض علماء العربية أنالقرب نوعان: قرب في النسب، وقرب في المسافة المكانية وفي الزمانية.

https://www.ibn-jebreen.com/book.php?...86&subid=29259
نعم هي عربية وقد نقلنا لك قول علماء اللغة..
كلامك هذا يهدم مذهبك في معرفة معاني الصفات الخبرية..
فهل أجد معنى القرب الحقيقي الذي تصف الله تعالى به في القواميس والمعاجم اللغوية أم لا؟
.
1-المعاني قسمان:
المعنى الإضافي: وهو أن يضاف المصطلح إلى أحد الموجودات ,فهذا المعنى يختلف بإختلاف الموجود فمثلا لو أضيفت(اليد)) إلى الإنسان فإن معناها يختلف إذا أضيفت إلى"الطير" كما يختلف إذا أضيفت إلى "الأسد".
المعنى الكلي:هو المعنى الثابت الذي لا يتغير بتغير الموجدات ومثال ذلك: صفة(اليد) في معناها الكلي هي صفة للقبض والمسك والأخذ والعطاء والبسط.فهذا المعنى لا يختلف بإختلاف الموجود.وهو الذي نثبته للخالق.
أما معناها الإضافي فيختلف بين المخلوقات أنفسهم فكيف بالخالق الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
ونفس الكلام يقال في معنى صفة القرب فإن القرب إذا أضيف للمخلوق فقد يقصد به المسافة كما يقصد به النسب.
أما إذا أضيف للخالق فلا نقول:كيف هذا القرب.
بل نثبت المعنى الكلي فقط فنقول القرب هو فعل إختياري يفعله الله تعالى معناه التقرب والدنو وهو نقيض الإبتعاد والبعد.(وهذا الذي يدور حوله الخلاف بيني وبينك)).
وهناك القرب بمعنى الإحاطة والعلم ,وليس هذا محل خلاف بين الطوائف بل كل الطوائف الإسلامية تثبته.
قال الشيخ الإسلام ابن تيمية((

وأما قرب الرب من قلوب المؤمنين وقرب قلوبهم منه، فهذا أمر معروف لا يجهل؛ فإن القلوب تصعد إليه على قدر ما فيها من الإيمان والمعرفة، والذكر والخشية والتوكل، وهذا متفق عليه بين الناس كلهم، بخلاف القرب الذي قبله؛ فإن هذا ينكره الجهمي الذي يقول: ليس فوق السموات رب يعبد، ولا إله يصلى له ويسجد، وهذا كفر وفنَدٌ. )
والأول تنكره الكُلابية ومن يقول: لا تقوم الأمور الاختيارية به
.))مجموع الفتاوى المجلد الخامس.


2-أما عن القواميس والمعاجم فأغلبها تهتم بالمعنى الإضافي الذي يضاف إلى المخلوق لا" المعنى الكلي" الذي يشترك فيه كل موجود فتأمل. أما اهتمامها بالمعنى الكلي فنادر جدا وإن كان موجود في بعض القواميس فلا يخلوا من أمرين:
1((- مفردة مرادفة للمعنى الكلي لـ "اللفظ" المراد البحث عن معناه أو ما يضاده في المعنى كأن يقال "القدم" هي "الرجل" و "العلم" هو "الإدراك" و"الرضا" ضد "الغضب" واللفظ المستفاد هنا كما هو واضح إما أن يكون أخفى من اللفظ الأول أو أنه مساوي له في الظهور وهنا سيعيد هذا السائل السؤال بالنسبة لمعنى اللفظ الآخر .
2- أو تعطي هذه المعاجم بعض الأمثلة من حقائق هذا المسمى في الخارج لتقرب معناه الكلي من الذهن لكن لا يجوز أن يعتقد قط بأن كيفية صفات الله سبحانه تماثل كيفية صفات المخلوقين المذكورة تعالى الله سبحانه عن كل نقص وعيب.
فإن قيل فما هو المعنى المشترك لصفات ربنا سبحانه والذي قلتم بأنه واضح وجلي للسامع و الذي فارق به أهل السنة المفوضة المبتدعة قيل هو المعنى المتبادر الذي يفهم من خلاله أحكام الصفة والأفعال التي يصح تعلقها بها ولوازمها و آثارها ويفهم من خلاله -ولولاه لما فهمنا هذا-ما يقارب اللفظ في المعنى وما يرادفه وما يضاده ونحو هذا. وهذا المعنى هو الذي يُفهم من لفظة الصفة في سياقها الوارد ويفهمه كل من سلمت فطرته من تغيير ممن يفهم بتلك اللغة ")) نقلا عن رسالة بعنوان(إجابة الشيخ البراك على شبهات التفويض)).
اقتباس:
حديثنا عن القرب الحقيقي بالذات..فإذا نفيت عنه المسافة والمكان فهو ليس قربا حقيقيا وعكسه ليس بعدا حقيقيا.
هذا إضيف إلى المخلوق أما الخالق فلا نقول الكيف.
قرب المخلوق إلى المخلوق يستلزم وجود مسافة ومكان أما قرب الخالق فلا نقول فيه كيف!.
ومعنى القرب هنا واضح لكونه فعل إختياري يفعله الله تعالى فيقرب إلى خلقه ويدنوا منهم.




اقتباس:
عودة


قال الشيخ حمود التويجري في '' إثبات العلو''.. ص : 150 .. تقريض المفتي ابن باز رحم الله الجميع :
وأما قول ابن القيم [1] : فهو قريب من المحسنين بذاته ورحمته قربا ليس له نظير ، وقول المردود عليه [2] فأثبت له القرب الذاتي مع علوه قربا ليس له نظير .
فجوابه أن يقال : أما قرب رحمة الله تعالى من المحسنين فهو ثابت في القرآن ، قال الله تعالى :-- إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ -
وأما قرب ذاته منهم فليس عليه دليل ينص عليه لا من القرآن ولا من السنة ، وما ليس عليه دليل ينص عليه فليس عليه تعويل .

لقد ذكرت في ردي على الشبهة الثانية العرش أن هناك معنى للقرب فيه نزاع بين أهل السنة :
((وذلك لأن الله سبحانه قريب من قلب الداعي، فهو أقرب إليه من عنق راحلته. ‏وقربه من قلب الداعي له معنى متفق عليه بين أهل الإثبات الذين يقولون: إن الله ‏فوق العرش، ومعنى آخر فيه نزاع)) هذا ماذكرته لك في ردي على الشبهة الثانية عشر.-وهو من قول شيخ الإسلام-
والنزاع يكمن في تفسير بعض الآيات فمنهم من فسرها على أنها تتعلق بالقرب الذي هو بمعنى الإحاطة والعلم الذي يشترك فيه كل موجود ومنهم من فسرها على أنها تتعلق بالقرب بمعنى الدنو والتقرب بذاته وجعلها من الأفعال الإختيارية التي اختصها الله تعالى لبعض عباده.
لكن هناك أحاديث أخرى ليس فيها نزاع كدنو الرب تعالى يوم عرفة.
وظاهر كلام الشيخ التويجري رحمه الله يفيد بأنه ينكر على من جعل قرب الله تعالى الخاص بعباده الصالحين دليلا على قربه بذاته من كل موجود كالحلولية والجهمية.فهذا ينكره أهل السنة طبعا كما بينت لك من كلام من ابن تيمية.














قديم 2010-10-08, 00:19   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
لسلام عليكم

أول شيء أن الإستدلال بالآية "ليس كمثله شيء " لا يخدم البتة طرحك ؟ هناك تناقض واضح، كيف؟
هذه الآية هي الدليل الواضح على أن الله سبحانه و تعالى لا يشابهه شيء من مخلوقاته ، فهي بالإضافة لذلك تعتبر من المحكم كما أن حكمها مطلق أي إذا أردنا أن نبسط الفهم نقول لا يشبهه من خلقه أي شيء في أي شيء، و أنت تعلم أن هذه الآيه هي التي يرتكز عليها المنزهة في نفي التشبيه عن الله تعالى.
فالمغايرة هي أشمل و أعم من الإنفصال لا كما قلت ،و هي الأنسب في فهم " ليس كمثله شيء".
العجيب أنك تستدل بنصف آية فياريت تكمل الآية لأنها مهمة للغاية وهي الحد الفاصل بين أهل السنة والجماعة وبين أهل الكلام.
قال الله تعالى(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)).
الآية فيها نفي وإثبات وليس نفي فقط.
فإننا وإياكم متفقون على وجوب نفي مشابهة الخالق للمخلوق، ولكننا مختلفون في حدود هذا النفي، ونرى أن الناس فيه ‏طرفان ووسط.
فطرف أتخذ ذريعة التنزيه واستخدم نصف الآية ((ليس كمثله شيء)) لتعطيل كل صفات الله تعالى حتى نفى ‏الغلاة منهم أن يوصف الله بالوجود أو الحياة، فعندما يُسأل عن صفة الله لا يجد سوى النفي سبيلا لتعريف ربه، فيقول: لا ‏هو موجود ولا معدوم، ولا عَرَضٌ ولا جَوْهَرٌ، ولا حي ولا ميت، ويظن بذلك أنه فر من التشبيه وما علم أنه وقع في ‏التعطيل والتشبيه معاً؛ إذ نفى صفات الله التي أخبر الله بها، وشبه الله بالمحالات والممتنعات والمعدومات.‏
وطرف آخرى غلى في الإثبات واستخدم النصف الثاني من الآية فجعل صفات الخالق كصفات المخلوق وهؤلاء هم المشبهة.
أما أهل السنة فقد أثبتو الصفات ونفو المشابهة، وهو ما تنص عليه الآية الكريمة حيث صرّحت ‏بالتنزيه { ليس كمثله شيء } وفي ذات الوقت صرّحت بالإثبات { وهو السميع البصير } فأخذ مذهب أهل الحق بجزئي ‏الآية، أما المذهبان السابقان فأخذ كل منهم بأحد شطري الآية - وفق فهمه - ولم يأخذ بالآخر.‏

وبهذا يتبين أن قولك:
اقتباس:
أي إذا أردنا أن نبسط الفهم نقول لا يشبهه من خلقه أي شيء في أي شيء
هو قول في غاية البطلان إذ من المعلوم أن أهل الطوائف إجتمعوا وأثبتوا بأن الله(موجود)) والإنسان(موجود)) فهل هذا يعني أن وجود الله كوجود الخالق.وهل هذا تشبيه عندك؟!.
ما يقال في هذا يقال في الصفات الخبرية فالله تعالى يتصف بالعلو والإنسان يتصف بالعلو لكن علو الله تعالى ليس كعلو المخلوق(نفي وإثبات)).
اقتباس:
فالمغايرة هي أشمل و أعم من الإنفصال لا كما قلت
1-نعم أوافقك في هذا.وبما أنك قلت أن المغايرة هي أشمل وأعم من الإنفصال فهذا يعني أن إثباتك للمغايرة يستلزم إثباتك للإنفصال فقد رددت بنفسك على نفسك.

2- لفظ "التباين" جاء به أهل السنة ليردوا به على نفاة العلو من الحلولية لهذا وجب الرجوع إلى مقصودهم من هذا المصطلح .فسياق كلامهم يدل على أنهم يقصدون به الإنفصال الذي هو عكس الحلول بدليل أنهم استعملوه في سياق إثبات العلو لله تعالى.
قال الإمام الزاهد أبو عبد الله بن بطة العكبري شيخ الحنابلة في كتابه « الإبانة » , « باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه » : أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين أن الله على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه ))
‎وقال علي بن حسن بن شقيق : قلت لعبدالله بن المبارك‎ : ‎كيف نعرف ربنا ‏عز وجل ؟ قال : بأنه‎ ‎فوق السماء السابعة على‎ ‎العرش‎ ‎بائن من خلقه . ( أخرجه الدارمي في الرد على ‏الجهمية بسند صحيح ص / 67‏‎
فلو كانوا يقصدون به المغايرة فحسب لكان إستعماله في سياق إثبات العلو ليس له معنى.
اقتباس:
أما التناقض فهو : كيف تستدعي هذه الآية للإستدلال على أن ما يكون في حق المخلوق لا يجوز في حق الخالق ، بينما تثبت قبل ذلك أن الخالق مباين لخلقه بذاته، فقلت المباينة هي عكس الحلول ، فإذا قبلت أن الحلول هو الإتحاد أو المخالطة للخلق لزم أنك تعني بالمباينة الإنفصال عن المخلوقات، و هنا بيت القصيد إذ لا يمكن فهم الإنفصال إلا إذا تمت نسبته إلى المحسوسات ولا ننسب الإنفصال إلى معنى .
الأحرى بك أن تقول(الموجودات) بدل(المحسوسات) .ومعلوم أن الله تعالى (موجود) وليس عدم.
فهروبك من تشبيه الله تعالى بخلقه أوقعت في تشبيهه بالمعدوم.
أما أهل السنة فقد أثبتوا لله تعالى ما أثبته لنفسه مع نفي التشبيه(نفي وإثبات)).

اقتباس:
و أخيرا : لماذا تقول أن معنى الإستواء حقيقي بينما المباينة - التي هي هنا بمعنى الإنفصال- غير حقيقية - أي لا تستلزم مسافة- لأن ما يجوز في حق المخلوق لا يجوز في حق الخالق. أليس هذا تناقضا؟ فصح أن نقول إذن أن الإستواء ليس حقيقيا، فإذا أبيت ذلك فينبغي أن تقول أن المباينة - الإنفصال- هو أيضا حقيقي أي منفصل حقيقة بذاته.
مشكلتك أنك لا تفهم من حقيقة صفات الخالق إلا ما تراه في صفات المخلوقين فأنت لا تفهم من العلو إلا المكان والحيز والحد والمسافة ولا تفهم من النزول إلا الحركة ولا تفهم من صفة اليد إلا الجارحة .
جاء في رسالة(إثبات الفوقية) المنسوبة للجويني-الإبن-: (والذي شرح الله صدري في حالِ هؤلاء الشِّيوخِ الذين أوَّلوا الاستواء بالاستيلاءِ، والنُّزولِ بنُزُولِ الأمر، واليدينِ بالنعمتين والقدرتين هو علمي بأنهم ما فهِموا صِفاتِ الرَّبِ تعالى إلا ما يليقُ بالمخلوقين فما فهِموا عن الله استواءً يليقُ به ولا نُزُولاً يليقُ به، ولا يدَيْنِ تَليقُ بعظمته بلا تكييفٍ ولا تشبيهٍ، فلذلك حرَّفُوا الكَلِمَ عن مَواضِعِهِ وعَطَّلوا ما وصَفَ الله تعالى نفسَهُ به ونذكُر بيانَ ذلك إن شاء الله تعالى.)).
فأنت لا تفهم من حقيقة الصفات إلا ما يتعلق بصفات المخلوقين
فعندما نقول بالإستواء والعلو الحقيقي فإننا نعني علو يليق بجلال الله تعالى وعظمته كما أثبته الله لنفسه ولا نقول:كيف .
ولا نقيس ذلك بإستواء المخلوق.
اقتباس:
فإذا فهمت عني ما تقدم علمت أن قول الذهبي الذي أوردته يؤيد كلامي لا كلامك ز ذلك من أوجه:
1- أنه قال مباين من خلقه و عنى بها المغايرة المطلقة، لأنه لم يقل مباين من خلقه بذاته، فهو إذن لا يقول : منفصل عن خلقه بذاته، ولو كان يعني الإنفصال حقا لأشار لذاته كما يقول المثبتة.و لكنه لم يقلها لأنها كما أوردنا عن العلماء قبل هذا أنها لفظة منكرة و تشغب النفوس، و الذهبي نفسه أنكر على السجزي الذي قال في كتاب الإبانة الذي ألفه في السنة ما يلي : أئمتنا كسفيان الثوري ومالك وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة والفضيل وابن المبارك وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان وأنه ينزل إلى السماء الدنيا وأنه بغضب ويرضى ويتكلم بماشاء .
قلت هو الذي نقله عنهم مشهور محفوظ سوى كلمة بذاته فإنها من كيسه نسبها إليهم بالمعنى ليفرق بين العرش وبين ما عداه من الأمكنة ). ا.هـ كلامه رحمه الله
فعلمت أن الذهبي الذي تحتج به يرفض قطعا كلمة بذاته.
كما أن ما سقته عن الذهبي عن ابن أبي زرعة :........أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازا وعراقا ومصرا وشاما ويمنا..... يؤيد مقالتي لا مقالتك، ففضلا عن عدم ذكر لفظة بذاته، ينضح بالتنزيه لا بالتشبيه" ليس كمثله شيء".
2- و ليستبين لديك مقصود الذهبي فانظر إلى الآية التي ساقها ليدلل على كلامه الذي يصدق ما قلته و هي ليس كمثله شيء فهل تتصور أن الذهبي يقول بالمباينة - الإنفصال- ثم يسوق ليعضد مقالته آيه محكمة تنفي المشابهة المطلقة من الخالق لكافة المخلوقات؟
1-قولك أن الذهبي يقصد بالمباينة "المغايرة" بحجة أنه لم يطلق لفظ "بذاته " قول لا يقبله عقل ولا شرع وذلك لعدة أسباب:
الأول:أن الذهبي مثبت لصفة العلو فوق العرش وبالتالي هو مثبت للمباينة .
الثاني:جعل الذهبي مصطلح(العلو) مقابل مصطلح(الحلول)) فقال رحمه الله في كتابه(العلو)):"ويدل على أن الباري ‏تبارك وتعالى عالٍ على الأشياء، فوق عرشه المجيد، غير حالٍ بالأمكنة قوله تعالى {وَسِعَ ‏كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ})).
الثالث:لقد أورد الذهبي كلام أئئمة السلف في إطلاقهم لفظ(بذاته)) وإن كان لا يقول هو به وذلك لأنه معلوم بداهة فكيف لا يكون الله تعالى خالق بذاته؟!.
وهل إذا أخبرتك أن أبي في البيت تقول لي بذاته أم بغير ذاته! سؤالك ليس سؤال الفاهمين بل الجاهلين للعربية لأن هذا معنى العبارات وملزوماتها. . . ثم هل يجرؤ متقول على أن يقول: (الله خالق بذاته؟). فهذه الزيادة ركيكة، ولهذا كان الإمام الذهبي يستشنعها لأنها متضمَنَة غير مطلوبة رسماً، إذ كيف لا يكون الله تعالى خالقاً بذاته؟
لهذا قال رحمه الله((والله تعالى خالق كل شيء بذاته ومدبر الخلائق بذاته بلا معين ولا مؤازر
وإنما أراد ابن أبي زيد وغيره التفرقة بين كونه تعالى معنا وبين كونه تعالى فوق العرش فهو كما قال ومعنا بالعلم وأنه على العرش كما أعلمنا حيثيقول الرحمن على العرش استوى وقد تلفظ بالكلمة المذكورة جماعة من العلماء كما قدمناه
)) كتاب العلو ص235-236
ثم هل من العربية أن تسأل المتكلم عن أي شيء، كأن تقول له: هل أتى أبوك بذاته؟ هل أنت هنا بذاتك؟ هل أمك ولدتك بذاتها؟ بل هل يعقل أن يقول قائل: هل الله موجود بذاته؟))نقلا عن الشيخ أسامة مع بعض التصرف.
.
2-دعوى أن لفظ(بذاته)) لم تثبت عن السلف فدعوى عارية على الدليل بل كتب السلف تكذب ذلك بدليل أن الذهبي نقل عنهم ذلك.أما إنكاره فقد تبين سببه فلا داعي للتكرار.
















قديم 2010-10-08, 21:09   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
dionysos93
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة

العجيب أنك تستدل بنصف آية فياريت تكمل الآية لأنها مهمة للغاية وهي الحد الفاصل بين أهل السنة والجماعة وبين أهل الكلام.
قال الله تعالى(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)).
الآية فيها نفي وإثبات وليس نفي فقط.
فإننا وإياكم متفقون على وجوب نفي مشابهة الخالق للمخلوق، ولكننا مختلفون في حدود هذا النفي، ونرى أن الناس فيه ‏طرفان ووسط.
فطرف أتخذ ذريعة التنزيه واستخدم نصف الآية ((ليس كمثله شيء)) لتعطيل كل صفات الله تعالى حتى نفى ‏الغلاة منهم أن يوصف الله بالوجود أو الحياة، فعندما يُسأل عن صفة الله لا يجد سوى النفي سبيلا لتعريف ربه، فيقول: لا ‏هو موجود ولا معدوم، ولا عَرَضٌ ولا جَوْهَرٌ، ولا حي ولا ميت، ويظن بذلك أنه فر من التشبيه وما علم أنه وقع في ‏التعطيل والتشبيه معاً؛ إذ نفى صفات الله التي أخبر الله بها، وشبه الله بالمحالات والممتنعات والمعدومات.‏
وطرف آخرى غلى في الإثبات واستخدم النصف الثاني من الآية فجعل صفات الخالق كصفات المخلوق وهؤلاء هم المشبهة.
أما أهل السنة فقد أثبتو الصفات ونفو المشابهة، وهو ما تنص عليه الآية الكريمة حيث صرّحت ‏بالتنزيه { ليس كمثله شيء } وفي ذات الوقت صرّحت بالإثبات { وهو السميع البصير } فأخذ مذهب أهل الحق بجزئي ‏الآية، أما المذهبان السابقان فأخذ كل منهم بأحد شطري الآية - وفق فهمه - ولم يأخذ بالآخر.‏





الذين تتهمهم بالتعطيل من غير الغلاة ينزهون الله عن مشابهة المخلوقات بصريخ الآية "ليس كمثله شيء" و يثبتون الصفات التي وردت مباشرة بعدها فأين سمعت أن من تصفهم بالمعطلة ينفون السمع و البصر لله، فإذا كنت تقصد صفة العلو فقد أكثرنا فيها الكلام و أنت تعرف أدلتهم و هي الأدلة التي استشهد بها العلماء الأشاعرة ، أما التعطيل عندهم فهو تعطيل عن النقص (مشابهة المخلوقات ) لا عن الكمال ( ليس كمثله شيء). أما أهل السنة عندك فإنهم لا ينفون المشابهة و لا ينزهون الخالق . و كيف يفعل ذلك من يقول بائن بذاته و قريب بذاته.....إلخ







اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة



هو قول في غاية البطلان إذ من المعلوم أن أهل الطوائف إجتمعوا وأثبتوا بأن الله(موجود)) والإنسان(موجود)) فهل هذا يعني أن وجود الله كوجود الخالق.وهل هذا تشبيه عندك؟!.
ما يقال في هذا يقال في الصفات الخبرية فالله تعالى يتصف بالعلو والإنسان يتصف بالعلو لكن علو الله تعالى ليس كعلو المخلوق(نفي وإثبات)).





فلا قلت أن لله عز و جل واجب الوجود لأنه غير مستند لعلة سابقة و أن المخلوقات ممكنة الوجود لأن وجودها من غير ذاتها و هي مستندة إلى علة سابقة فيكون التشبيه مجرد سفسطة و تهافت؟ أما عن العلو فهو ليس علوا بالمكان و لكنه علو بالمكانه و القدر" و بذلك يكون " ليس كمثله شيء"








اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة


1-نعم أوافقك في هذا.وبما أنك قلت أن المغايرة هي أشمل وأعم من الإنفصال فهذا يعني أن إثباتك للمغايرة يستلزم إثباتك للإنفصال فقد رددت بنفسك على نفسك.






إذا كانت المغايرة المطلقة تعني عندك القول بالإنفصال فهذا مشكل في فهمك. ألم تقل في ردك أن المباينة لا تعني المغايرة فحسب بل ....ضد الحلول ، فيفهم من كلامك أنك تقول بالمغايرة - التنزيه المطلق- و بالإنفصال- التشبيه - فكيف يجتمع هذان النقيضان؟
قال ابن خلدون المباينة تقال لمعنيين أحدهما المباينة في الحيز و الجهة و تشعر هذه المقابلة على معنى التقيدبالمكان إما صريحا و هو تجسيم أو لزوما و هو تشبيه من قبيل القول بالجهة، ذكره التلمساني في شرح اللمع لإمام الحرمين و قال / ولا يقال في البارئ مباين للعالم و لا متصل به و لا داخل فيه و لا خارج منه. أما المعنى الآخر للمباينة فهو المغايرة و المخالفة فيقال البارئ مباين لمخلوقاته في ذاته و هويته ووجوده و صفاته و يقابله الإتحاد و الإمتزاج و الإختلاط، و هذه المباينة هي مذهب أهل الحقى كلهم من جمهور السلف و علماء الشرائع و المتكلمين و المتصوفة الأقدمين كأهل الرسالة( أي من جاء ذكرهم في رسالة القشيري) و من نحا منحاهم .ا.ه








اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة


الأحرى بك أن تقول(الموجودات) بدل(المحسوسات) .ومعلوم أن الله تعالى (موجود) وليس عدم.
فهروبك من تشبيه الله تعالى بخلقه أوقعت في تشبيهه بالمعدوم.
أما أهل السنة فقد أثبتوا لله تعالى ما أثبته لنفسه مع نفي التشبيه(نفي وإثبات)).






العقل من الموجودات و مع ذلك لا نقول انفصل العقل بينما نقول انفصل الشيء، و لو سلمت لك فقلت لا يمكن فهم الإنفصال إلا إذا تمت نسبته إلى الموجودات و الله تعالى موجود فيجوز إذن عليه الإنفصال كما يجوز على الموجودات و هنا وقعت في التشبيه من حيث لم تحتسب؟ أي يجب على الله -حاشاه- أن يتصف بالإنفصال حتى يكون موجودا، وقلت لك أن الله واجب الوجود بذاته أي دون علة سابقة فهو الخالق و بالتالي لا ينطبق عليه ما ينطبق على ممكن الوجود و هو المخلوق.







اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة



مشكلتك أنك لا تفهم من حقيقة صفات الخالق إلا ما تراه في صفات المخلوقين فأنت لا تفهم من العلو إلا المكان والحيز والحد والمسافة ولا تفهم من النزول إلا الحركة ولا تفهم من صفة اليد إلا الجارحة .
جاء في رسالة(إثبات الفوقية) المنسوبة للجويني-الإبن-: (والذي شرح الله صدري في حالِ هؤلاء الشِّيوخِ الذين أوَّلوا الاستواء بالاستيلاءِ، والنُّزولِ بنُزُولِ الأمر، واليدينِ بالنعمتين والقدرتين هو علمي بأنهم ما فهِموا صِفاتِ الرَّبِ تعالى إلا ما يليقُ بالمخلوقين فما فهِموا عن الله استواءً يليقُ به ولا نُزُولاً يليقُ به، ولا يدَيْنِ تَليقُ بعظمته بلا تكييفٍ ولا تشبيهٍ، فلذلك حرَّفُوا الكَلِمَ عن مَواضِعِهِ وعَطَّلوا ما وصَفَ الله تعالى نفسَهُ به ونذكُر بيانَ ذلك إن شاء الله تعالى.)).
فأنت لا تفهم من حقيقة الصفات إلا ما يتعلق بصفات المخلوقين
فعندما نقول بالإستواء والعلو الحقيقي فإننا نعني علو يليق بجلال الله تعالى وعظمته كما أثبته الله لنفسه ولا نقول:كيف .
ولا نقيس ذلك بإستواء المخلوق.







ما سبق من القول بالإنفصال الذي تقول به يغني عن الإجابة عن هذا الإفتراء فهل المشبه من ينفي الإنفصال و يقول بالمغايرة ( العبد الضعيف) أم من يثبت الإنفصال و يراه دلالة بل علة لوجود الله.





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة


1-قولك أن الذهبي يقصد بالمباينة "المغايرة" بحجة أنه لم يطلق لفظ "بذاته " قول لا يقبله عقل ولا شرع وذلك لعدة أسباب:
الأول:أن الذهبي مثبت لصفة العلو فوق العرش وبالتالي هو مثبت للمباينة .
الثاني:جعل الذهبي مصطلح(العلو) مقابل مصطلح(الحلول)) فقال رحمه الله في كتابه(العلو)):"ويدل على أن الباري ‏تبارك وتعالى عالٍ على الأشياء، فوق عرشه المجيد، غير حالٍ بالأمكنة قوله تعالى {وَسِعَ ‏كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ})).
الثالث:لقد أورد الذهبي كلام أئئمة السلف في إطلاقهم لفظ(بذاته)) وإن كان لا يقول هو به وذلك لأنه معلوم بداهة فكيف لا يكون الله تعالى خالق بذاته؟!.
وهل إذا أخبرتك أن أبي في البيت تقول لي بذاته أم بغير ذاته! سؤالك ليس سؤال الفاهمين بل الجاهلين للعربية لأن هذا معنى العبارات وملزوماتها. . . ثم هل يجرؤ متقول على أن يقول: (الله خالق بذاته؟). فهذه الزيادة ركيكة، ولهذا كان الإمام الذهبي يستشنعها لأنها متضمَنَة غير مطلوبة رسماً، إذ كيف لا يكون الله تعالى خالقاً بذاته؟
لهذا قال رحمه الله((والله تعالى خالق كل شيء بذاته ومدبر الخلائق بذاته بلا معين ولا مؤازر
وإنما أراد ابن أبي زيد وغيره التفرقة بين كونه تعالى معنا وبين كونه تعالى فوق العرش فهو كما قال ومعنا بالعلم وأنه على العرش كما أعلمنا حيثيقول الرحمن على العرش استوى وقد تلفظ بالكلمة المذكورة جماعة من العلماء كما قدمناه
)) كتاب العلو ص235-236
ثم هل من العربية أن تسأل المتكلم عن أي شيء، كأن تقول له: هل أتى أبوك بذاته؟ هل أنت هنا بذاتك؟ هل أمك ولدتك بذاتها؟ بل هل يعقل أن يقول قائل: هل الله موجود بذاته؟))نقلا عن الشيخ أسامة مع بعض التصرف.
.
2-دعوى أن لفظ(بذاته)) لم تثبت عن السلف فدعوى عارية على الدليل بل كتب السلف تكذب ذلك بدليل أن الذهبي نقل عنهم ذلك.أما إنكاره فقد تبين سببه فلا داعي للتكرار.







قال ابن عبد البر:و قالت فرقة منتسبة إلى السنة: إنه تعالى ينزل بذاته، و هذا قول مهجورلأنه تعالى ذكره ليس بمحل للحركات و لا فيه شيء من علامات المخلوقات. أما حجتك أن الذهبي يستشنع هذا اللفظ بسبب الركاكة فهذا واضح الغلط، إنما شنع على قائلها عندما اقترنت بالحوادث كالإنفصال و النزول و المجيء لأنها تشبه أفعال البشر . أما مثالك عن الخالق بذاته فهذا ليس ما يراد إذ ليس هناك خالق إلا الله و لا يتصور بشر خالقا فانتفى التشبيه ابتداء من هذا الوجه









قديم 2010-10-08, 23:43   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
الذين تتهمهم بالتعطيل من غير الغلاة ينزهون الله عن مشابهة المخلوقات بصريخ الآية "ليس كمثله شيء" و يثبتون الصفات التي وردت مباشرة بعدها فأين سمعت أن من تصفهم بالمعطلة ينفون السمع و البصر لله،
هنا مربط الفرس فإن كنتم نفيتم عن ربكم العلو والنزول والدنو وغيرها من الصفات الإختيارية بحجة أن المخلوقات يتصفون بها فلماذا لم تنفوا السمع والبصر بنفس الحجة؟!.
فهذا تناقض واضح فمعلوم أن للمخلوق سمع وبصر وللخالق سمع وبصر ومعلوم كذلك أن هذه الصفات تعود على الذات فإن قلتم سمع دون سمع وبصر دون بصر قلنا لكم:نزول دون نزول وعلو دون علو وقرب دون قرب.
فإن قلتم أن النزول قد يستلزم الحركة وهذا تشبيه فنقول لكم:وكذلك السمع قد يستلزم وجود خلايا سمعية وهذا تشبيه.


اقتباس:
فإذا كنت تقصد صفة العلو فقد أكثرنا فيها الكلام و أنت تعرف أدلتهم و هي الأدلة التي استشهد بها العلماء الأشاعرة
الأشاعرة يقولون:إن الله لا داخل العالم ولا خارج ولا فوق ولا تحت ولا متصل ولا منفصل .
فهل له دليل واحد فقط على هذا القول؟!.
ليس لهم أي دليل من وحي الأنبياء ألبتة.
وهذا الشبيه في حد ذاته فقد شبهتم ربكم بالمعدوم فالذي لا يتكلم ولا هو داخل ولا خارج ولا فوق ولا تحت ولا يأتي ولا ينزل ليس إلا معدوما
.
قال الإمام الذهبي(( مقالة السلف وأئمة السنة بل الصحابة والله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين : وأن الله فوق سماواته ... , ومقالة الجهمية الأولى أنه في جميع الأمكنة , ومقالة متأخري المتكلمين من المعتزلة والماتريدية و الأشعرية أن الله تعالى ليس في السماء ولا على العرش ولا على السماوات ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا هو بائن عن خلقه ولا هو متصل بهم ... , قال لهم أهل السنة والأثر : فإن هذا السلوب نعوت المعدوم تعالى الله جل جلاله عن العدم , بل هو متميز هن خلقه موصوف بما وصف به نفسه في أنه فوق العرش بلا كيف )).العلو 107 , 195 ,
اقتباس:
، أما التعطيل عندهم فهو تعطيل عن النقص (مشابهة المخلوقات ) لا عن الكمال ( ليس كمثله شيء).
1-من قال لك أن إثبات علو الله تعالى على خلقه نقص؟.
من قال أن نزول الله تعالى في الثلث الأخير من الليل نقص؟.
بل النقص هو نقيض ذلك فقد سلبتم عن ربكم ما أثبته لنفسه وأثبته له نبيه فالذي لا يتكلم ولا ينزل ولايأتي ولا هو داخل ولا خارج ولا بائن ولا متصل لا يكون إلا عدما وهذا أدنى مراتب النقص-ولا حول ولا قوة إلا بالله-.
كيف تجعل ظاهر كلام ربك أو كلام نبيك عليه الصلاة والسلام يفيد النقص؟.
لو كان يفيد النقص لبينه النبي صلى الله عليه وسلم!.
2-التشبيه إنما يكون إذا أثبت الصفة ولم تنفي المماثلة أما إذا أثبتها كما أثبتها الله لنفسه ثم نفيت المماثلة فهذا لا يعد تشبيها ألبتة.
‏يقول الإمام إسحاق بن راهويه :" إنما يكون التشبيه إذا قال: يد مثل يدي، أو سمع كسمعي، فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما ‏قال الله: يد وسمع وبصر، فلا يقول: كيف ولا يقول: مثل، فهذا لا يكون تشبيهاً، قال تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع ‏البصير }" ذكره الترمذي في جامعه .
ولو كان إثبات الفوقية لله تعالى معناه التشبيه, لكان كل من أثبت ‏الصفات الأخرى لله تعالى ككونه حيا قديرا سميعا بصيرا مشبها أيضا, ‏وهذا ما لا يقول به مسلم ممن ينتسبون اليوم إلى أهل السنة والجماعة ‏خلافا لنفات الصفات والمعتزلة .
((والمقصود هنا أن أهل السنة متفقون على أن الله ليس كمثله شيء, لا ‏في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله, ولكن لفظ التشبيه في كلام الناس ‏لفظ مجمل, فإن أراد بنفي التشبيه ما نفاه القرآن, ودل عليه العقل فهذا ‏حق, فإن خصائص الرب تعالى لا يماثله شيء من المخلوقات في شيء ‏من
صفاته.., وإن أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات, فلا يقال ‏له علم, ولا قدرة ولا حياة, لأن العبد موضوف بهذه الصفات فيلزم أن ‏لا يقال له: حي, عليم, قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء, وكذلك في ‏كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك, وهم يوافقون أهل السنة على ‏أن الله موجود حي عليم قادر, والمخلوق يقال له: موجود حي عليم ‏قادر, ولا يقال: هذا تشبيه يجب نفيه
))من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.





اقتباس:
أما أهل السنة عندك فإنهم لا ينفون المشابهة و لا ينزهون الخالق . و كيف يفعل ذلك من يقول بائن بذاته و قريب بذاته.....إلخ .
بل أهل السنة يثبتون الصفة ثم ينفون المشابهة وقد تقدم بيان ذلك.
وصفة القرب والعلو والنزول قد ثبتت في الكتاب والسنة فأثبتنا ما أثبته الله لنفسه ثم نفينا المشابهة تماما مثلما فعلتم مع السمع والبصر.
أما لفظ(بذاته)) فقد ثبت عن السلف كما تقدم وقد قالوا به في سياق الرد على أهل البدع الذي ينفون حقيقة الصفات وإلا فمعلوم بداهة أن الصفة تتعلق بالذات اللهم إلا إن كنت تنفي الذات أيضا!!!!!!!.
وإطلاق لفظ(بائن) من هذا الباب أيضا فقد أطلقه أهل السنة في سياق ردهم على الحلولي لذي يقولون بالحلول والإتحاد.

اقتباس:
فلا قلت أن لله عز و جل واجب الوجود لأنه غير مستند لعلة سابقة و أن المخلوقات ممكنة الوجود لأن وجودها من غير ذاتها و هي مستندة إلى علة سابقة فيكون التشبيه مجرد سفسطة و تهافت؟
يقال لك: كان اللَّه ولا شيء معه ثم خلق العالم، فلا يخلو‏:‏ إما أن يكون خلقه في نفسه وانفصل عنه، وهذا محال، تعالى اللّه عن مماسة الأقذار وغيرها، وإما أن يكون خلقه خارجًا عنه ثم دخل فيه، وهذا محال أيضًا، تعالى أن يحل في خلقه ـ وهاتان لا نزاع فيهما بين أحد من المسلمين ـ وإما إن يكون خلقه خارجًا عن نفسه الكريمة ولم يحل فيه، فهذا هو الحق الذي لا يجوز غيره، ولا يليق باللّه إلا هو‏.‏ وهذه القاعدة للإمام أحمد من حججه على الجهمية في زمن المحنة‏.‏ وذكر الأشعري في ‏[‏المقالات‏]‏ مقالة محمد بن كُلاب الذي ائتم به الأشعري‏:‏ إنه يعرف بالعقل أن اللَّهَ فوق العالم، والاستواء بالسمع، وبأخبار الرسل الذين بعثوا بتكميل الفطر، ولا تبديل لفطرة اللَّهِ، وجاءت الشريعة بها، خلافًا لأهل الضلال من الفلاسفة وغيرهم فإنهم قلبوا الحقائق‏
اقتباس:
أما عن العلو فهو ليس علوا بالمكان و لكنه علو بالمكانه و القدر" و بذلك يكون " ليس كمثله شيء"
1-إن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أثبتت أن الله تعالى يتصف بعلو الذات وعلو المكانة وليس علو المكانة فقط.
فقوله تعالى(({يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ *} [النحل: 50] فهذا صريحٌ فِي فوقيَّةِ الذَّاتِ؛ وَلاَ يصِحُّ حملهُ عَلَى فوقيَّةِ المكانةلظرفَ (فوق) جاءَ في هذهِ الآيةِ مقيَّدًا بحرفِ الجرِّ (مِنْ)، والظُّروفُ المقيَّدةُ في اللُّغةِ العربيةِ مثلُ (منْ فوقِ) و(منْ تحتِ) لا تعني إلَّا معاني الظُّروفِ الحقيقيَّةِ لا المجازيةِ، وتختلفُ عنْ جميعِ الظُّروفِ التي تأتي غيرَ مقيَّدةٍ مثل (فوق) و(تحت) التي قد تعني الحقيقةَ أوالمجازَ أو كليهما معًا، ويحدِّدُ ذلكَ القرآنُ. انظر مثلًا قوله تعالى: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 26] {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ} [الشورى: 5]، {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا} [فصلت: 10]، {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: 16]. {لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [الزمر: 20]. {يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ} [النور: 40]. {وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الزخرف: 51]. {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} [مريم: 24]. {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65]. {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50].
2-إذا كان العلو محصورا فقط في علو المكانة فما تفسيرك لقوله تعالى((الرحمان على العرش استوى)) وقوله تعالى(إليه يصعد الكلم الطيب)).
فهل هذا علو مكانة.
3-أما عن لفظ(المكان)) فيجب الإستفصال منه وقد تم بيان ذلك في ردي على شبهة المكان فلتراجعه.
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...08&postcount=4

اقتباس:
و بذلك يكون " ليس كمثله شيء"
بل يكون تشبيها لله بالمعدوم.ونفيا لصفات كماله وتحريفا لآيات كتابه.

اقتباس:
إذا كانت المغايرة المطلقة تعني عندك القول بالإنفصال فهذا مشكل في فهمك. ألم تقل في ردك أن المباينة لا تعني المغايرة فحسب بل ....ضد الحلول ، فيفهم من كلامك أنك تقول بالمغايرة - التنزيه المطلق- و بالإنفصال- التشبيه - فكيف يجتمع هذان النقيضان؟
لكن ماذا تقصد بالمغايرة؟
أتقصد أن الله لا يتصف بما وصف به نفسه كالسمع والبصر والنزول والعلو والوجود أم تقصد أن الله لا يماثل خلقه في صفاته.
فإن كانت الأولى فقد خالفت الكتاب والسنة لأن الله وصف نفسه بهذه الصفات وعباده كذلك يتصفون بها لكن دون مماثلة.
وإن كنت تقصد الثانية فهذا ما يقوله به أهل السنة والجماعة.
اقتباس:
قال ابن خلدون المباينة تقال لمعنيين أحدهما المباينة في الحيز و الجهة و تشعر هذه المقابلة على معنى التقيدبالمكان إما صريحا و هو تجسيم أو لزوما و هو تشبيه من قبيل القول بالجهة، ذكره التلمساني في شرح اللمع لإمام الحرمين و قال / ولا يقال في البارئ مباين للعالم و لا متصل به و لا داخل فيه و لا خارج منه. أما المعنى الآخر للمباينة فهو المغايرة و المخالفة فيقال البارئ مباين لمخلوقاته في ذاته و هويته ووجوده و صفاته و يقابله الإتحاد و الإمتزاج و الإختلاط، و هذه المباينة هي مذهب أهل الحقى كلهم من جمهور السلف و علماء الشرائع و المتكلمين و المتصوفة الأقدمين كأهل الرسالة( أي من جاء ذكرهم في رسالة القشيري) و من نحا منحاهم .ا.ه
دعوى أن المباينة بمعنى الإنفصال تستلزم الجهة والحيز والمكان فقد تم الرد عليها في أول الموضوع(في ردي على شبهة الجهة والحيز) فلا داعي للتكرار.
قال ابن تيمية(("وجميع الحكماء قد اتفقوا على أن الله والملائكة في السماء كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك, ‏والشبهة التي قادت نفاة الجهة إلى نفيها هو أنهم اعتقدوا أن إثبات الجهة يوجب إثبات المكان وإثبات ‏المكان يوجب إثبات الجسمية. قال: ونحن نقول: إن هذا كله غير لازم؛ فإن الجهة غير المكان))درء التعارض" (3/211).‏

اقتباس:
العقل من الموجودات و مع ذلك لا نقول انفصل العقل بينما نقول انفصل الشيء، و لو سلمت لك فقلت لا يمكن فهم الإنفصال إلا إذا تمت نسبته إلى الموجودات و الله تعالى موجود فيجوز إذن عليه الإنفصال كما يجوز على الموجودات و هنا وقعت في التشبيه من حيث لم تحتسب؟ أي يجب على الله -حاشاه- أن يتصف بالإنفصال حتى يكون موجودا، وقلت لك أن الله واجب الوجود بذاته أي دون علة سابقة فهو الخالق و بالتالي لا ينطبق عليه ما ينطبق على ممكن الوجود و هو المخلوق.
لم أقل أن كل موجود يجب أن يكون منفصلا بل قصدت أن الله موجود والمخلوق موجود فكلاهما يتصفون بصفة الوجود فهل هذا تشبيه عندك ؟! إن قلت لا.كذلك يقال في العلو والنزول وباقي الصفات الخبرية.
وما قلته أنت في الإنفصال يقال لك في السمع والبصر.

اقتباس:
فهل المشبه من ينفي الإنفصال و يقول بالمغايرة
ألا ترى هذا غلو في النفي
فنفيت ما أثبته الله لنفسه ونفيت ما نفيته أنت بعقلك.نفي +نفي=معدوم
أما أهل السنة فإنهم يثبتون لله ما أثبته لنفسه وينفون المماثلة في ما أثبتوه.
إثبات+نفي=((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
فالمشبه هو من شبه ربه بالعدم .

اقتباس:
قال ابن عبد البر:و قالت فرقة منتسبة إلى السنة: إنه تعالى ينزل بذاته، و هذا قول مهجورلأنه تعالى ذكره ليس بمحل للحركات و لا فيه شيء من علامات المخلوقات.
لفظ(بذاته) لم ترد في الكتاب ولا في السنة فلا حاجة لعقد الولاء والبراء على هذه الألفاظ أصلا وهو إنما يرد اللفظ لا المعنى فقد قال رحمه الله(("أهل السنة مجمعون على الإقرار ‏بالصفات الواردة كلها في القرآن الكريم والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على ‏المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة" أهـ.‏
هذا وقد ذكر رحمه الله من الأقوال في النزول بأن الله ينزل بذاته ((وروى عن نعيم بن حماد قوله:حديث النزول يرد على الجهمية قولهم وقال نعيم: ينزل بذاته وهو على كرسيه))التمهيد(7/144).
ولكنه-رحمه الله- لم يرتضي هذا القول بل رده معللا ذلك بأنه يلزم منه التكييف كما نقل صاحبنا الجهمي عنه ذلك.
وقد تكلم أبو قاسم التميمي عن هذا اللفظ(بذاته)بعد أن روى حديثا ضعيف حول ذلك فقال ((وقد يكون المعنى صحيحا وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور ,كما لو قيل إن الله هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض,وهوبنفسه وذاته كلم موسى تكليما وهو بنفسه وذاته استوى على العرش,ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها بنفسه وهو بنفسه فعلها فالمعنى صحيح,وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن مرفوعا))شرح حديث النزول لشيخ الإسلام ابن تيمية .
وإن كان الإمام ابن عبد البر ينكر هذا اللفظ فغيره كثير من السلف الصالح وغيرهم يثبتها كما نقل الإمام أبو نصر السجزي قول الكثير من السلف في ذلك فقال في الإبانة((وأئمتنا كسفيان الثوري,ومالك بن أنس,وسفيان بن عيينة ,وحماد بن زيد,وحماد بن سلمة,وعبد الله بن المبارك,وفضيل بن عياض,وأحمد بن حنبل,وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي, متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان ))..
وقد تقدمت أثار السلف حول هذا في أول البحث فلا داعي للتكرار.

والجدير بالذكر أن ابن القيم-رحمه الله- ذكر أن أهل السنة(=السلفيين) اختلفوا في جواز اطلاق بأن الله تعالى ينزل بذاته أولا.على ثلاثة أقوال:
أحدهما:أن ينزل بذاته
الثاني: لا ينزل بذاته
الثالث:ينزل لكن لا يقال بذاته ولا بغير ذاته,بل يطلق اللفظ كما أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم ,ويسكت عما سكت عنه
))مختصر الصواعق(2/252-253).
وهذا الأخير هو الذي قرره ابن عبد البر .ولا شك أن قول لأهل السنة السلفيين.
أما تقييد النزول بأنه بذاته فهذا لم يكن معروفا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم وإنما أطلقه الأئمة-رحمهم الله- لمواجهة المبتدعة من الجهمية ونحوهم ممن يقول إن الله في كل مكان أو يقول أن النازل أمره ورحمته ونحو ذلك.
ويلاحظ أن تقييد من قيد النزول بأنه بالذات ,إنما يأتي غالبا في الرد على الخصوم ,لا في معرض تقرير العقيدة ابتداء والفرق بين المقامين واضح.
ولا يلزم على قول من قال بنزل بذاته شيء من التكييف لأن من قال بذلك يقول إنه ينزل بذاته كيف يشاء سبحانه نزولا حقيقيا يليق بجلاله وعظمته ولا يشبه نزول المخلوقين .
وأما نقلك لنفي الإمام ابن عبد البر لألفاظكم المبتدعة(جسم-حد-حركة) فهذا أقوى دليل على سلفيته الخالصة إذ أن طريقة السلفيين في رد ألفاظكم على ضربين:
الأول: إما نفيها جملة وتفصيلا كما فعل الإمام ابن عبد البر.
الثاني: أو الإستفصال في معناها فإن كان حقا قبلناها وتركنا اللفظ وإن كانت باطلة رددنا واللفظ على حد سواء وهذه طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذه بعض نصوص الإمام ابن عبد البر تبين سلفيته المحضة وبراءته من الأشعرية والجهمية:
-
موقفه من نصوص الصفات:-قال رحمه الله((لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه,على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له.ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن))التمهيد(7/137)
-وقال رحمه الله((ليس في الإعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ماجاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اجتمعت عليه الأمة,وما جاء من أخبار الأحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه)جامع بيان العلم وفضله (2/96).
-وقال رحمه الله((ولا يصفه ذوو العقول إلا بخير,ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه,أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم,فلا نتعدى إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل أو تنظير ,فإنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) التمهيد(7/145).
ويقصد بالقياس هنا قياس صفات الخالق على صفات المخلوقين كما هو حالكم معشر الجهمية والأشاعرة فإنكم لم تلتجأوا إلى بدعة التحريف أو التعطيل إلا بعد أن توهمت عقولكم المريضة التشبيه فقاست خالقها على المخلوقات والحسيات فهربت من هذا المرض إلى مرض آخر سمته بالتأويل أو التنزيه وكان الأولى أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتعلم أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع والبصير.
-وقد أنكر رحمه الله حمل نصوص الصفات على المجاز ونقل الإجماع على ذلك كما تقدم ..وقال كذلك((ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته,حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز ,إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزلنا إلينا من ربنا إلا على ذلك))(7/131)
-ويقرر رحمه الله بأن الجهل بكيفية الصفة لا يلزم نفي معناها فيقول((وليس رفع التكييف يوجب رفع الاستواء.وقد أدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا ولا نعلم كيفية ذلك وليس جهلنا بكيفية الأرواح ,يوجب أن ليس لنا أرواح وكذلك ليس جهلنا بكيفيته على عرشه يوجب أنه ليس على عرشه))التمهيد(7/137).
-ولا ينسى ابن عبد البر في هذا المقام أن يرد على المعطلة الذين يصفون مثبتة الصفات من أهل السنة بالمشبهة .فيرد عليهم ويبين أن إثبات الصفات الواردة في الشرع ليس من التكييف ولا من التشبيه في شيء : وفي هذا يقول ((ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء))الاستذكار ق/78 مخطوط المحمودية.

-والإمام ابن عبد البر يرى إثبات صفة العلو ويدلل عليها ويرد على شبهات من نفاها من الجهمية والأشاعرة .
ومن ذلك قوله في معرض حديثه عن النزول:
((وفيه دليل على أن الله-عز وجل-في السماء على العرش من فوق سبع سماوات,كما قالت جماعة,وهو من حججهم على المعتزلة والجهمية,في قولهم أن الله في كل مكان ,وليس على العرش ,والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قول الله-عز وجل- ((الرحمان على العرش استوى)) ..وقوله(إليه يصعد الكلم الطيب)) ..وقال جل ذكره(سبح اسم ربك الأعلى)) وهذا من العلو ..والجهمي يزعم أنه أسفل ..وقال لعيسى(إني متوفيك ورافعك إلي)..وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة)التمهيد(7/129-131) باختصار.
ويذكر الدليل الفطري فيقول((ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا داهمهم أمر وكربهم غمر يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله -عز وجل- في الكشف عنهم))التمهيد(8/106) مخطوط في المكتبة الملكية.

اقتباس:
أما حجتك أن الذهبي يستشنع هذا اللفظ بسبب الركاكة فهذا واضح الغلط، إنما شنع على قائلها عندما اقترنت بالحوادث كالإنفصال و النزول و المجيء لأنها تشبه أفعال البشر
1-الإمام الذهبي استنكرها لركاكتها فحسب بدليل أنه دافع عن ما قال بها بقوله (( وإنما أراد ابن أبي زيد وغيره التفرقة بين كونه تعالى معنا وبين كونه تعالى فوق العرش فهو كما قال ومعنا بالعلم وأنه على العرش كما أعلمنا حيث يقول الرحمن على العرش استوى وقد تلفظ بالكلمة المذكورة جماعة من العلماء كما قدمناه)) كتاب العلو ص235-236 .
فهو رحمه الله لم ينكر إستخدامها من أجل الرد على من يستدلون بآيات المعية من أجل نفي العلو..وهذا سبب إستخدام أهل السنة لها فقد كان في سياق ردهم على الحلولية .
2-الإمام الذهبي يقصد بالمباينة(الإنفصال) والعلو بدليل أنه استعملها في سياق رده على الحلولية فقال((ومقالة متأخري المتكلمين من المعتزلة والماتريدية و الأشعرية أن الله تعالى ليس في السماء ولا على العرش ولا على السماوات ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا هو بائن عن خلقه ولا هو متصل بهم )).فعطفه كلمة متصل على كلمة بائن دليل قوي على أنه يقصد بالتباين الإنفصال
اقتباس:
أما مثالك عن الخالق بذاته فهذا ليس ما يراد إذ ليس هناك خالق إلا الله و لا يتصور بشر خالقا فانتفى التشبيه ابتداء من هذا الوجه
بل مثالي صحيح وبيان ذلك:
أن الله تعالى أثبت للعباد صفة الخلق فقال(تبارك الله أحسن الخالقين)).
فالإنسان يتصف بالخلق و الرب جل جلاله يتصف بالخلق لكن دون مماثلة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في المصورين( ( يقال لهم أحيوا ما خلقتم )
قال الشيخ العثيمين(( ما ورد من إثبات خلق غير الله ، كقوله تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، وكقوله صلى الله عليه وسلم في المصورين: ( يقال لهم أحيوا ما خلقتم )
فهذا ليس خلقاً حقيقة ، وليس إيجاداً بعد عدم ، بل هو تحويل للشيء من حال إلى حال ، وأيضاً ليس شاملاً ، بل محصور بما يتمكن الإنسان منه ، ومحصور بدائرة ضيقة ؛ فلا ينافي قولنا : إفراد الله بالخلق
" انتهى .
"القول المفيد" (1 / 1-2) .




.









قديم 2010-10-09, 10:35   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
عــــادل الميـــلي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي


الأخ جمال البليدي أنت لم تذكر لي دليلك على القرب الذاتي لله تعالى من المحسنين والذي تعتبره قربا خاصا.

كما أنّك تزعم أنّ القرب الحقيقي ليس بالمسافة !! ..فلماذا الارتفاع في السماء يستلزم القرب من الله عندك ؟


فعندك :

الله قريب من المحسن بذاته قربا حقيقيا لا نعلم كيفيته .

والمحسن قريب من ذات الله قربا حقيقيا.
فإذا كان قرب الله عندك لا يستلزم المسافة لأنه خالق فما قولك في قرب المحسن هل هو أيضا لا يستلزم المسافة ؟
وأنت تقول :
اقتباس:
ونفس الكلام يقال في معنى صفة القرب فإن القرب إذا أضيف للمخلوق فقد يقصد به المسافة كما يقصد به النسب.
اقتباس:
أما إذا أضيف للخالق فلا نقول:كيف هذا القرب.

فتأمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــل


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أخي الكريم حسب ما فهمت من كلامك ونقولاتك لكلام بعض أهل العلم أنك لا تفرق بين القرب العام والقرب الخاص مع أنني بينت هذا الفرق-ولو بالتلميح- في ردي على الشبهة الثانية عشر.
القرب الخاص هو من الأفعال الإختيارية التي يفعلها الله تعالى بمشيئته(إن الله يفعل ما يشاء)) مثل(النزول والكلام والخلق وغيرها من الأفعال الإختيارية)). فهذا قرب خاص من الله بذاته فقط من المحسنين والداعيين العابدين لله سبحانه وتعالى وليس قرب من كل موجود.
أما القرب العام الذي يقصد به القرب من كل موجود فهذا لا يقول به إلا الجهمية والحلولية الذي يقولون بأن الله في كل مكان.
وأنت اعتمدت على الثاني لإبطال الأول.
.................................................. .....

وكلامنا الآن يدور حول((القرب الخاص))أي:قرب الله تعالى من بعض عباده دون الغير كقربه من المحسنين والداعيين وقربه من الحجاج يوم عرفة.
وليس عن" القرب "بمعنى الإحاطة والعلم فهذا القرب عام للمسلم والكافر والمحسن والمسيء والداعي والجاحد.
أما الأول فهو خاص لبعض العباد دون غيره ,وهو من أفعال الله الإختيارية التي نثبتها لله تعالى ولا نقول:كيف.


أنظر إلى تناقضك في تقسيمك للقرب إلى خاص وعام!!

وما جوابك على الحلولي الذي يُثبت القرب العام إذا إتهمك بالحلول الخاص لأنك تُثبت القرب الخاص ؟

اقتباس:
وافقت إذا كنت تقصد بالحسي(الحقيقي)) وكلامنا ليس عن ما ورد في الكتاب والسنة إنما عن المعاني التي تنقسم إليها الألفاظ والمصطلحات وقد رددت على شبهة من ينكر إستعمال لفظ(بذاته) أو لفظ(حقيقة).
اقتباس:

ربماقصدي بالمسافة القرب الحقيقي فلماذا لم تسألني عن قصدي؟

اقتباس:
لا بد من التوضيح أنه في هذه الحالة أنك تتكلم عن(القرب العام)) لا(الخاص))فهنا يقال أن الله قريب بعلمه وإحطاته من كل موجود أما قرب ذاته هنا فإن حملة العرش أقرب من البشر.


وهذا تناقض منك فقد جعلت القرب العام قرب إحاطة وعلم لا قرب ذاته من كل موجود !!
‏‎

اقتباس:
المعاني قسمان:
اقتباس:
المعنى الإضافي: وهو أن يضاف المصطلح إلى أحد الموجودات ,فهذا المعنى يختلف بإختلاف الموجود فمثلا لو أضيفت(اليد)) إلى الإنسان فإن معناها يختلف إذا أضيفت إلى"الطير" كما يختلف إذا أضيفت إلى "الأسد".
المعنى الكلي:هو المعنى الثابت الذي لا يتغير بتغير الموجدات ومثال ذلك: صفة(اليد) في معناها الكلي هي صفة للقبض والمسك والأخذ والعطاء والبسط.فهذا المعنى لا يختلف بإختلاف الموجود.وهو الذي نثبته للخالق.
أما معناها الإضافي فيختلف بين المخلوقات أنفسهم فكيف بالخالق الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.


ما جعلته معنى كلّي لليد هوفعل لها فلا تُخلط الأمور.. حتى القدرة فهي صفة للقبض والمسك والأخذ والعطاء والبسط ومعناها الحقيقي غير هذا..

ثمّ من أين أتيت بهذا المعنى الكلّي لليد؟

إذ كان مصدرك الكتاب والسنة فيقول لك المفوض هذا المعنى معروف قد بيّنه الله ورسوله.
أو يكون مصدرك المشاهدة ..فأنت شاهدت أفعال البشر بأيديهم فجعلتها معاني كلية ليد الله وهذا منك قياس للخالق على المخلوق من جهة.. ومن جهة أخرى لا يمكنك إضافة كل فعل يفعله الإنسان بيده إلى الله تعالى ..

والنتيجة أنّك لا تعرف معنى اليد أوأنّك تُخفي عقيدتك .. ولهذا نجد في تعليقاتكم على الكتب :ـــ عند نفي العلماء أن تكون يد الله جارحة أو عضواــ قولكم هذه ألفاظ مبتدعة ومنهجنا عدم النفي وعدم الإثبات..

اقتباس:
وظاهر كلام الشيخ التويجري رحمه الله يفيد بأنه ينكر على من جعل قرب الله تعالى الخاص بعباده الصالحين دليلا على قربه بذاته من كل موجود كالحلولية والجهمية.فهذا ينكره أهل السنة طبعا كما بينت لك من كلام من ابن تيمية.


نعم ..فقد قرأت ردّ ك على نقلي لكلام الشيخ أحمد حمّاني فظهرت لي جرأتك ومجازفتك في تحريف كلام أهل العلم..ونفس الأمر يقال هنا.














قديم 2010-10-09, 10:53   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
dionysos93
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة

هنا مربط الفرس فإن كنتم نفيتم عن ربكم العلو والنزول والدنو وغيرها من الصفات الإختيارية بحجة أن المخلوقات يتصفون بها فلماذا لم تنفوا السمع والبصر بنفس الحجة؟!.
فهذا تناقض واضح فمعلوم أن للمخلوق سمع وبصر وللخالق سمع وبصر ومعلوم كذلك أن هذه الصفات تعود على الذات فإن قلتم سمع دون سمع وبصر دون بصر قلنا لكم:نزول دون نزول وعلو دون علو وقرب دون قرب.
فإن قلتم أن النزول قد يستلزم الحركة وهذا تشبيه فنقول لكم:وكذلك السمع قد يستلزم وجود خلايا سمعية وهذا تشبيه.




الأشاعرة يقولون:إن الله لا داخل العالم ولا خارج ولا فوق ولا تحت ولا متصل ولا منفصل .
فهل له دليل واحد فقط على هذا القول؟!.
ليس لهم أي دليل من وحي الأنبياء ألبتة.
وهذا الشبيه في حد ذاته فقد شبهتم ربكم بالمعدوم فالذي لا يتكلم ولا هو داخل ولا خارج ولا فوق ولا تحت ولا يأتي ولا ينزل ليس إلا معدوما
.
قال الإمام الذهبي(( مقالة السلف وأئمة السنة بل الصحابة والله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين : وأن الله فوق سماواته ... , ومقالة الجهمية الأولى أنه في جميع الأمكنة , ومقالة متأخري المتكلمين من المعتزلة والماتريدية و الأشعرية أن الله تعالى ليس في السماء ولا على العرش ولا على السماوات ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا هو بائن عن خلقه ولا هو متصل بهم ... , قال لهم أهل السنة والأثر : فإن هذا السلوب نعوت المعدوم تعالى الله جل جلاله عن العدم , بل هو متميز هن خلقه موصوف بما وصف به نفسه في أنه فوق العرش بلا كيف )).العلو 107 , 195 ,

1-من قال لك أن إثبات علو الله تعالى على خلقه نقص؟.
من قال أن نزول الله تعالى في الثلث الأخير من الليل نقص؟.
بل النقص هو نقيض ذلك فقد سلبتم عن ربكم ما أثبته لنفسه وأثبته له نبيه فالذي لا يتكلم ولا ينزل ولايأتي ولا هو داخل ولا خارج ولا بائن ولا متصل لا يكون إلا عدما وهذا أدنى مراتب النقص-ولا حول ولا قوة إلا بالله-.
كيف تجعل ظاهر كلام ربك أو كلام نبيك عليه الصلاة والسلام يفيد النقص؟.
لو كان يفيد النقص لبينه النبي صلى الله عليه وسلم!.
2-التشبيه إنما يكون إذا أثبت الصفة ولم تنفي المماثلة أما إذا أثبتها كما أثبتها الله لنفسه ثم نفيت المماثلة فهذا لا يعد تشبيها ألبتة.
‏يقول الإمام إسحاق بن راهويه :" إنما يكون التشبيه إذا قال: يد مثل يدي، أو سمع كسمعي، فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما ‏قال الله: يد وسمع وبصر، فلا يقول: كيف ولا يقول: مثل، فهذا لا يكون تشبيهاً، قال تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع ‏البصير }" ذكره الترمذي في جامعه .
ولو كان إثبات الفوقية لله تعالى معناه التشبيه, لكان كل من أثبت ‏الصفات الأخرى لله تعالى ككونه حيا قديرا سميعا بصيرا مشبها أيضا, ‏وهذا ما لا يقول به مسلم ممن ينتسبون اليوم إلى أهل السنة والجماعة ‏خلافا لنفات الصفات والمعتزلة .
((والمقصود هنا أن أهل السنة متفقون على أن الله ليس كمثله شيء, لا ‏في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله, ولكن لفظ التشبيه في كلام الناس ‏لفظ مجمل, فإن أراد بنفي التشبيه ما نفاه القرآن, ودل عليه العقل فهذا ‏حق, فإن خصائص الرب تعالى لا يماثله شيء من المخلوقات في شيء ‏من
صفاته.., وإن أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات, فلا يقال ‏له علم, ولا قدرة ولا حياة, لأن العبد موضوف بهذه الصفات فيلزم أن ‏لا يقال له: حي, عليم, قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء, وكذلك في ‏كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك, وهم يوافقون أهل السنة على ‏أن الله موجود حي عليم قادر, والمخلوق يقال له: موجود حي عليم ‏قادر, ولا يقال: هذا تشبيه يجب نفيه
))من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.






بل أهل السنة يثبتون الصفة ثم ينفون المشابهة وقد تقدم بيان ذلك.
وصفة القرب والعلو والنزول قد ثبتت في الكتاب والسنة فأثبتنا ما أثبته الله لنفسه ثم نفينا المشابهة تماما مثلما فعلتم مع السمع والبصر.
أما لفظ(بذاته)) فقد ثبت عن السلف كما تقدم وقد قالوا به في سياق الرد على أهل البدع الذي ينفون حقيقة الصفات وإلا فمعلوم بداهة أن الصفة تتعلق بالذات اللهم إلا إن كنت تنفي الذات أيضا!!!!!!!.
وإطلاق لفظ(بائن) من هذا الباب أيضا فقد أطلقه أهل السنة في سياق ردهم على الحلولي لذي يقولون بالحلول والإتحاد.


يقال لك: كان اللَّه ولا شيء معه ثم خلق العالم، فلا يخلو‏:‏ إما أن يكون خلقه في نفسه وانفصل عنه، وهذا محال، تعالى اللّه عن مماسة الأقذار وغيرها، وإما أن يكون خلقه خارجًا عنه ثم دخل فيه، وهذا محال أيضًا، تعالى أن يحل في خلقه ـ وهاتان لا نزاع فيهما بين أحد من المسلمين ـ وإما إن يكون خلقه خارجًا عن نفسه الكريمة ولم يحل فيه، فهذا هو الحق الذي لا يجوز غيره، ولا يليق باللّه إلا هو‏.‏ وهذه القاعدة للإمام أحمد من حججه على الجهمية في زمن المحنة‏.‏ وذكر الأشعري في ‏[‏المقالات‏]‏ مقالة محمد بن كُلاب الذي ائتم به الأشعري‏:‏ إنه يعرف بالعقل أن اللَّهَ فوق العالم، والاستواء بالسمع، وبأخبار الرسل الذين بعثوا بتكميل الفطر، ولا تبديل لفطرة اللَّهِ، وجاءت الشريعة بها، خلافًا لأهل الضلال من الفلاسفة وغيرهم فإنهم قلبوا الحقائق‏

1-إن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أثبتت أن الله تعالى يتصف بعلو الذات وعلو المكانة وليس علو المكانة فقط.
فقوله تعالى(({يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ *} [النحل: 50] فهذا صريحٌ فِي فوقيَّةِ الذَّاتِ؛ وَلاَ يصِحُّ حملهُ عَلَى فوقيَّةِ المكانةلظرفَ (فوق) جاءَ في هذهِ الآيةِ مقيَّدًا بحرفِ الجرِّ (مِنْ)، والظُّروفُ المقيَّدةُ في اللُّغةِ العربيةِ مثلُ (منْ فوقِ) و(منْ تحتِ) لا تعني إلَّا معاني الظُّروفِ الحقيقيَّةِ لا المجازيةِ، وتختلفُ عنْ جميعِ الظُّروفِ التي تأتي غيرَ مقيَّدةٍ مثل (فوق) و(تحت) التي قد تعني الحقيقةَ أوالمجازَ أو كليهما معًا، ويحدِّدُ ذلكَ القرآنُ. انظر مثلًا قوله تعالى: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 26] {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ} [الشورى: 5]، {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا} [فصلت: 10]، {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: 16]. {لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [الزمر: 20]. {يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ} [النور: 40]. {وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الزخرف: 51]. {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} [مريم: 24]. {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65]. {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50].
2-إذا كان العلو محصورا فقط في علو المكانة فما تفسيرك لقوله تعالى((الرحمان على العرش استوى)) وقوله تعالى(إليه يصعد الكلم الطيب)).
فهل هذا علو مكانة.
3-أما عن لفظ(المكان)) فيجب الإستفصال منه وقد تم بيان ذلك في ردي على شبهة المكان فلتراجعه.
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...08&postcount=4


بل يكون تشبيها لله بالمعدوم.ونفيا لصفات كماله وتحريفا لآيات كتابه.


لكن ماذا تقصد بالمغايرة؟
أتقصد أن الله لا يتصف بما وصف به نفسه كالسمع والبصر والنزول والعلو والوجود أم تقصد أن الله لا يماثل خلقه في صفاته.
فإن كانت الأولى فقد خالفت الكتاب والسنة لأن الله وصف نفسه بهذه الصفات وعباده كذلك يتصفون بها لكن دون مماثلة.
وإن كنت تقصد الثانية فهذا ما يقوله به أهل السنة والجماعة.

دعوى أن المباينة بمعنى الإنفصال تستلزم الجهة والحيز والمكان فقد تم الرد عليها في أول الموضوع(في ردي على شبهة الجهة والحيز) فلا داعي للتكرار.
قال ابن تيمية(("وجميع الحكماء قد اتفقوا على أن الله والملائكة في السماء كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك, ‏والشبهة التي قادت نفاة الجهة إلى نفيها هو أنهم اعتقدوا أن إثبات الجهة يوجب إثبات المكان وإثبات ‏المكان يوجب إثبات الجسمية. قال: ونحن نقول: إن هذا كله غير لازم؛ فإن الجهة غير المكان))درء التعارض" (3/211).‏


لم أقل أن كل موجود يجب أن يكون منفصلا بل قصدت أن الله موجود والمخلوق موجود فكلاهما يتصفون بصفة الوجود فهل هذا تشبيه عندك ؟! إن قلت لا.كذلك يقال في العلو والنزول وباقي الصفات الخبرية.
وما قلته أنت في الإنفصال يقال لك في السمع والبصر.


ألا ترى هذا غلو في النفي
فنفيت ما أثبته الله لنفسه ونفيت ما نفيته أنت بعقلك.نفي +نفي=معدوم
أما أهل السنة فإنهم يثبتون لله ما أثبته لنفسه وينفون المماثلة في ما أثبتوه.
إثبات+نفي=((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
فالمشبه هو من شبه ربه بالعدم .


لفظ(بذاته) لم ترد في الكتاب ولا في السنة فلا حاجة لعقد الولاء والبراء على هذه الألفاظ أصلا وهو إنما يرد اللفظ لا المعنى فقد قال رحمه الله(("أهل السنة مجمعون على الإقرار ‏بالصفات الواردة كلها في القرآن الكريم والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على ‏المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة" أهـ.‏
هذا وقد ذكر رحمه الله من الأقوال في النزول بأن الله ينزل بذاته ((وروى عن نعيم بن حماد قوله:حديث النزول يرد على الجهمية قولهم وقال نعيم: ينزل بذاته وهو على كرسيه))التمهيد(7/144).
ولكنه-رحمه الله- لم يرتضي هذا القول بل رده معللا ذلك بأنه يلزم منه التكييف كما نقل صاحبنا الجهمي عنه ذلك.
وقد تكلم أبو قاسم التميمي عن هذا اللفظ(بذاته)بعد أن روى حديثا ضعيف حول ذلك فقال ((وقد يكون المعنى صحيحا وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور ,كما لو قيل إن الله هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض,وهوبنفسه وذاته كلم موسى تكليما وهو بنفسه وذاته استوى على العرش,ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها بنفسه وهو بنفسه فعلها فالمعنى صحيح,وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن مرفوعا))شرح حديث النزول لشيخ الإسلام ابن تيمية .
وإن كان الإمام ابن عبد البر ينكر هذا اللفظ فغيره كثير من السلف الصالح وغيرهم يثبتها كما نقل الإمام أبو نصر السجزي قول الكثير من السلف في ذلك فقال في الإبانة((وأئمتنا كسفيان الثوري,ومالك بن أنس,وسفيان بن عيينة ,وحماد بن زيد,وحماد بن سلمة,وعبد الله بن المبارك,وفضيل بن عياض,وأحمد بن حنبل,وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي, متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان ))..
وقد تقدمت أثار السلف حول هذا في أول البحث فلا داعي للتكرار.

والجدير بالذكر أن ابن القيم-رحمه الله- ذكر أن أهل السنة(=السلفيين) اختلفوا في جواز اطلاق بأن الله تعالى ينزل بذاته أولا.على ثلاثة أقوال:
أحدهما:أن ينزل بذاته
الثاني: لا ينزل بذاته
الثالث:ينزل لكن لا يقال بذاته ولا بغير ذاته,بل يطلق اللفظ كما أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم ,ويسكت عما سكت عنه
))مختصر الصواعق(2/252-253).
وهذا الأخير هو الذي قرره ابن عبد البر .ولا شك أن قول لأهل السنة السلفيين.
أما تقييد النزول بأنه بذاته فهذا لم يكن معروفا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم وإنما أطلقه الأئمة-رحمهم الله- لمواجهة المبتدعة من الجهمية ونحوهم ممن يقول إن الله في كل مكان أو يقول أن النازل أمره ورحمته ونحو ذلك.
ويلاحظ أن تقييد من قيد النزول بأنه بالذات ,إنما يأتي غالبا في الرد على الخصوم ,لا في معرض تقرير العقيدة ابتداء والفرق بين المقامين واضح.
ولا يلزم على قول من قال بنزل بذاته شيء من التكييف لأن من قال بذلك يقول إنه ينزل بذاته كيف يشاء سبحانه نزولا حقيقيا يليق بجلاله وعظمته ولا يشبه نزول المخلوقين .
وأما نقلك لنفي الإمام ابن عبد البر لألفاظكم المبتدعة(جسم-حد-حركة) فهذا أقوى دليل على سلفيته الخالصة إذ أن طريقة السلفيين في رد ألفاظكم على ضربين:
الأول: إما نفيها جملة وتفصيلا كما فعل الإمام ابن عبد البر.
الثاني: أو الإستفصال في معناها فإن كان حقا قبلناها وتركنا اللفظ وإن كانت باطلة رددنا واللفظ على حد سواء وهذه طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذه بعض نصوص الإمام ابن عبد البر تبين سلفيته المحضة وبراءته من الأشعرية والجهمية:
-
موقفه من نصوص الصفات:-قال رحمه الله((لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه,على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له.ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن))التمهيد(7/137)
-وقال رحمه الله((ليس في الإعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ماجاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اجتمعت عليه الأمة,وما جاء من أخبار الأحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه)جامع بيان العلم وفضله (2/96).
-وقال رحمه الله((ولا يصفه ذوو العقول إلا بخير,ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه,أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم,فلا نتعدى إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل أو تنظير ,فإنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) التمهيد(7/145).
ويقصد بالقياس هنا قياس صفات الخالق على صفات المخلوقين كما هو حالكم معشر الجهمية والأشاعرة فإنكم لم تلتجأوا إلى بدعة التحريف أو التعطيل إلا بعد أن توهمت عقولكم المريضة التشبيه فقاست خالقها على المخلوقات والحسيات فهربت من هذا المرض إلى مرض آخر سمته بالتأويل أو التنزيه وكان الأولى أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتعلم أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع والبصير.
-وقد أنكر رحمه الله حمل نصوص الصفات على المجاز ونقل الإجماع على ذلك كما تقدم ..وقال كذلك((ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته,حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز ,إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزلنا إلينا من ربنا إلا على ذلك))(7/131)
-ويقرر رحمه الله بأن الجهل بكيفية الصفة لا يلزم نفي معناها فيقول((وليس رفع التكييف يوجب رفع الاستواء.وقد أدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا ولا نعلم كيفية ذلك وليس جهلنا بكيفية الأرواح ,يوجب أن ليس لنا أرواح وكذلك ليس جهلنا بكيفيته على عرشه يوجب أنه ليس على عرشه))التمهيد(7/137).
-ولا ينسى ابن عبد البر في هذا المقام أن يرد على المعطلة الذين يصفون مثبتة الصفات من أهل السنة بالمشبهة .فيرد عليهم ويبين أن إثبات الصفات الواردة في الشرع ليس من التكييف ولا من التشبيه في شيء : وفي هذا يقول ((ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء))الاستذكار ق/78 مخطوط المحمودية.

-والإمام ابن عبد البر يرى إثبات صفة العلو ويدلل عليها ويرد على شبهات من نفاها من الجهمية والأشاعرة .
ومن ذلك قوله في معرض حديثه عن النزول:
((وفيه دليل على أن الله-عز وجل-في السماء على العرش من فوق سبع سماوات,كما قالت جماعة,وهو من حججهم على المعتزلة والجهمية,في قولهم أن الله في كل مكان ,وليس على العرش ,والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قول الله-عز وجل- ((الرحمان على العرش استوى)) ..وقوله(إليه يصعد الكلم الطيب)) ..وقال جل ذكره(سبح اسم ربك الأعلى)) وهذا من العلو ..والجهمي يزعم أنه أسفل ..وقال لعيسى(إني متوفيك ورافعك إلي)..وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة)التمهيد(7/129-131) باختصار.
ويذكر الدليل الفطري فيقول((ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا داهمهم أمر وكربهم غمر يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله -عز وجل- في الكشف عنهم))التمهيد(8/106) مخطوط في المكتبة الملكية.


1-الإمام الذهبي استنكرها لركاكتها فحسب بدليل أنه دافع عن ما قال بها بقوله (( وإنما أراد ابن أبي زيد وغيره التفرقة بين كونه تعالى معنا وبين كونه تعالى فوق العرش فهو كما قال ومعنا بالعلم وأنه على العرش كما أعلمنا حيث يقول الرحمن على العرش استوى وقد تلفظ بالكلمة المذكورة جماعة من العلماء كما قدمناه)) كتاب العلو ص235-236 .
فهو رحمه الله لم ينكر إستخدامها من أجل الرد على من يستدلون بآيات المعية من أجل نفي العلو..وهذا سبب إستخدام أهل السنة لها فقد كان في سياق ردهم على الحلولية .
2-الإمام الذهبي يقصد بالمباينة(الإنفصال) والعلو بدليل أنه استعملها في سياق رده على الحلولية فقال((ومقالة متأخري المتكلمين من المعتزلة والماتريدية و الأشعرية أن الله تعالى ليس في السماء ولا على العرش ولا على السماوات ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا هو بائن عن خلقه ولا هو متصل بهم )).فعطفه كلمة متصل على كلمة بائن دليل قوي على أنه يقصد بالتباين الإنفصال

بل مثالي صحيح وبيان ذلك:
أن الله تعالى أثبت للعباد صفة الخلق فقال(تبارك الله أحسن الخالقين)).
فالإنسان يتصف بالخلق و الرب جل جلاله يتصف بالخلق لكن دون مماثلة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في المصورين( ( يقال لهم أحيوا ما خلقتم )
قال الشيخ العثيمين(( ما ورد من إثبات خلق غير الله ، كقوله تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، وكقوله صلى الله عليه وسلم في المصورين: ( يقال لهم أحيوا ما خلقتم )
فهذا ليس خلقاً حقيقة ، وليس إيجاداً بعد عدم ، بل هو تحويل للشيء من حال إلى حال ، وأيضاً ليس شاملاً ، بل محصور بما يتمكن الإنسان منه ، ومحصور بدائرة ضيقة ؛ فلا ينافي قولنا : إفراد الله بالخلق
" انتهى .
"القول المفيد" (1 / 1-2) .




.





تنزيه الله عن المكان من القرآن .



بسم الله الرحمن الرحيم, والحمد لله حمد العارفين به, والمتوكلين عليه, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد, من بعثه الله رحمة وهدى للعالمين, شاهداً ومبشراً ونذيراً, وداعيا إلى الله بإذنه سراجا وهّاجا وقمرا منيرا. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وذكِّرنا ما نسينا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.

أما بعد, هنا سيكون إن شاء الله الدليل القاطع لمن أنعم الله عليه بالعقل أن الله موجود بلا مكان. وسيكون فيه الدليل الشافي للقلوب. وفيه من القرءان والأحاديث وأقوال السلف والخلف وكل العلماء المعتبرين.


1. قال الله تعالى:{ليس كمثله شيء} أي أن الله تعالى لا يشبه شيئاً من خلقه بوجه من الوجوه, ففي هذه الآية نفي المشابهة والمماثلة, فلا يحتاج إلى مكان يحل فيه ولا إلى جهة يتحيز فيها, بل الأمر كما قال سيدنا علي رضي الله عنه:{ كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان}. رواه الإمام أبو منصور البغدادي. وفي هذه الآية دليل لأهل السنة والجماعة على مخالفة الله للحوادث ومعنى مخالفة الله للحوادث أنه لا يشبه المخلوقات, وهذه الصفة من الصفات السلبية الخمسة أي التي تدل على نفي ما لا يليق بالله. والدليل العقلي على ذلك أنه لو كان يُشبه شيئا من خلقه لجاز عليه ما يجوز على الخلق من التغير والتطور, ولو جاز عليه ذلك لاحتاج إلى من يُغيره والمحتاج إلى غيره لا يكون إلـها, فثبت له أنه لا يُشبه شيئا. والبرهان النقلي لوجوب مخالفته تعالى للحوادث قوله تعالى:{ليس كمثله شيء} وهو أوضح دليل نقلي في ذلك جاء في القرءان, لأن هذه الآية تُفْهِم التنزيه الكلي لأن الله تبارك وتعالى ذكر فيها لفظ شيء في سياق النفي, والنكرة إذا أوردت في سياق النفي فهي للشمول, فالله تبارك وتعالى نفى بهذه الجملة عن نفسه مشابهة الأجرام والأجسام والأعراض, فهو تبارك وتعالى كما لا يُشبه ذوي الأرواح من إنسٍ وجن وملائكة وغيرهم لا يُشبه الجمادات من الأجرام العلوية والسفلية أيضا, فالله تبارك وتعالى لم يُقيِّد نفى الشبه عنه من أنواع الحوادث بل شمل نفي مشابهته لكل أفراد الحادثات, ويشمل نفي مشابهة الله لخلقه تنزيهه تعالى عن المكان والجهة والكمية والكيفية, فالكمية هي مقدار الجرم فهو تبارك وتعالى ليس كالجرم الذي يدخله المقدار والمساحة والحد فهو تبارك وتعالى ليس بمحدود ذي مقدار ومسافة فلو كان الله فوق العرش بذاته كما يقول المشبهة لكان محاذيا للعرش ومن ضرورة المُحاذِي أن يكون أكبر من المُحاذَى أو أصغر منه أو مثله, وأن هذا ومثله إنما يكون في الأجسام التي تقبل المقدار والمساحة والحد, وهذا محال على الله تعالى وما أدى إلى المحال فهو محال, وبطل قولهم إن الله متحيز فوق العرش بذاته. ومن قال في الله تعالى إن له حد فقد شبهه بخلقه لأن ذلك يُنافي الألوهية والله تبارك وتعالى لو كان ذا حد ومقدار لاحتاج إلى من جعله بذلك الحد والمقدار كما تحتاج الأجرام إلى من جعلها بحدودها ومقاديرها لأن الشيء لا يخلق نفسه بمقداه, فالله تبارك وتعالى لو كان ذا حد ومقدار كالأجرام لاحتاج إلى من جعله بذلك الحد لأنه لا يصح في العقل أن يكون هو جعل نفسه بذلك الحد, والمحتاج إلى غيره لا يكون إلـها لأن من شَرْطِ الإلـه الاستغناء عن كل شيء.
________________________________________
2. قال الله تعالى:{ولله المثل الأعلى}أي الوصف الذي لا يشبه وصف غيره, فلا يوصف الله ربنا عز وجل بصفات المخلوقين من التغير والتطور والحلول في الأماكن والسُّكنى فوق العرش, تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا. وقال المفسر اللغوي أبو حيان الأندلسي في تفسيره النهر الماد:{(ولله المثل الأعلى) أي الصفة العليا من تنزيهه تعالى عن الولد والصاحبة وجميع ما تنسب الكفرة إليه مما لا يليق به تعالى كالتشبيه والانتقال وظهوره تعالى في صورة}
________________________________________
3. ومما يدل على ما قدمنا قول الله تعالى:{فلا تضربوا لله الأمثال} أي لا تجعلوا لله الشبيه والمثل فإن الله تعالى لا شبيه له ولا مثيل له, فلا ذاته يشبه الذوات ولا صفاته تشبه الصفات.

4. وكذلك قوله تعالى:{ فإن الله غني عن العالمين} أي أن الله مستغن عن العرش وما دونه وما فوقه, فهو لا يحتاج العرش ولا الكرسي سُكنا له كما زعمت المشبهة.
________________________________________
5. وقوله تعالى:{ قل الله خالق كل شيء}, وقوله تعالى:{ وخلق كل شيء}, فهاتين الآيتين فيهما الدليل القطعي على وجود الله تعالى بلا مكان ولا جهة, إذ أن الجهة والمكان أشياء, والله قال:{وخلق كل شيء} فدخل بذلك العرش والكرسي والمكان والجهة والفوق والتحت واليمين والشمال والأمام والخلف والجنة والنار... ومن المعلوم لدى أهل الحق أن الله لا يتغير, لأن التغير دليل الحدوث, فالله كان قبل المكان بلا مكان وهو الآن على ما عليه كان.
________________________________________
6. وقال الله تعالى:{هل تعلم له سميا} أي مثلا, فالله لا مثيل ولا نظير له أبدا, فوصف الله بصفات البشر كالقعود والقيام والجلوس والاسقرار يكون شبّهه بهم ومن شبه الله بخلقه كفر والعياذ بالله وذلك لتكذيبه كثير من الآيات في القرءان كقوله تعالى:{ليس كمثله شيء}.
________________________________________
7- وكذلك مما يدل على تنزيه الله تعالى عن المكان والحيز قوله تعالى:{ هو الأول والآخر والظاهر والباطن} قال الطبري في تفسيره جامع البيان:{فلا شيء أقرب إلى شيء منه , كما قال (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)} أي أن الطبري نفى القُرْبَ الحِسِّي الذي تقول به المجسمة الوهابية, أما القرب المعنوي فلا ينفيه, وهذا فيه دليل على تنزيه الله عن الجهة والمكان. فالله كان ولا مكان ولا زمان ولا يزال موجوداً بلا مكان كما كان, ولا يطرأ عليه تغيرٌ لا في ذاته ولا في صفاته.
________________________________________
8. وقال الله تعالى:{ولم يكن له كفواً أحد} أي لا نظير له بوجه من الوجوه, وهذه الآية فسرتها الآية :{ليس كمثله شيء}.
________________________________________
9. وقال الله تعالى:{ فأينما تَوَلَّوْا فَثَمَّ وجه الله} قال المفسر اللغوي الشيخ أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط ما نصه:{وفي قوله تعالى (فأينما تولوا فثمَّ وجه الله) ردٌّ على من يقول إنه في حيز وجهة, لأنه لما خيَّر في استقبال جميع الجهات دلَّ على أنه ليس في جهة وحيز, ولو كان في حيز لكان استقباله والتوجه إليه أحق من جميع الأماكن, فحيث لم يُخصص مكانا علمنا أنه لا في جهة ولا حيز, بل جميع الجهات في ملكه وتحت ملكه, فأي جهة توجهنا إليه فيها على وجه الخضوع كنا معظمين له ممتثلين لأمره}.



الدليل على تنـزيه الله عن المكان والجهة من الحديث

اعلم أنه جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تتضمن تنـزيه الله عن المكان والجهة، وقد استدل بها العلماء لتقرير هذه العقيدة السُّنيّة، نذكر منها:

1ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كان الله ولم يكن شىءٌ غيره" رواه البخاري والبيهقي.
ومعناه أن الله لم يزل موجودًا في الأزل ليس معه غيرُه لا ماءٌ ولا هواءٌ ولا أرضٌ ولا سماءٌ ولا كرسيٌّ ولا عرشٌ ولا إنسٌ ولا جنٌّ ولا ملائكةٌ ولا زمانٌ ولا مكانٌ، فهو تعالى موجودٌ قبل المكان بلا مكان، وهو الذي خلق المكان فليس بحاجة إليه.
____________________________________
والله تعالى لا يوصف بالتغيّر من حالة إلى أخرى لأن التغيّر من صفات المخلوقين، فلا يقال كما تقول المشبّهة إن الله كان في الأزل ولا مكان ثم بعد أن خلق المكان صار هو في مكان وجهة فوق والعياذ بالله تعالى. وما أحسن قول المسلمين المنزهين في لبنان: "سبحان الذي يُغيِّر ولا يتغيَّر"، وهذه عبارة سليمة عند أهل السنة، غير أن المشبهة المجسمة أدعياء السلفية تشمئز نفوسهم منها لأنها تهدم عليهم عقيدة التشبيه.
________________________________________
2- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أنت الأوَّلُ فليس قبلَك شىءٌ، وأنت الآخِر فليس بعدَك شىءٌ، وأنت الظاهرُ فليس فوقَكَ شىءٌ، وأنت الباطن فليس دونَك شىءٌ" رواه مسلم.
قال الحافظ البيهقي الشافعي الأشعري ما نصه: "استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه ـ أي عن الله ـ بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء"، وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان" اهـ كلام البيهقي.
أما ما رُويَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو أنكم دَلَّيْتُم رجُلاً بحبلٍ إلى الأرض السفلى لهبط على الله" رواه الترمذي، هو حديث ضعيف، لكن تأوَّله علماء الحديث على أن علم الله شامل لجميع الأقطار وأنه منزه عن المكان، فالشاهد هو في استدلال العلماء به على نفي المكان عن الله، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "معناه أن علم الله يشمل جميع الأقطار، فالتقدير لهبط على علم الله، والله سبحانه وتعالى تنزه عن الحلول في الأماكن، فالله سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن" اهـ، نقله عنه تلميذه الحافظ السخاوي في كتابه "المقاصد الحسنة"، وذكره أيضًا الحافظ المحدِّث المؤرخ محمد بن طولون الحنفي وأقرَّه عليه.

وقال الحافظ المحدّث أبو بكر البيهقي الشافعي الأشعري بعد أن ذكر هذه الروايةَ ما نصه: "والذي رُويَ في ءاخر هذا الحديث إشارةٌ إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء، وأنه "الظاهر" فيصح إدراكه بالأدلة، "الباطن" فلا يصح إدراكه بالكون في مكان" اهـ.

وكذلك استدل به أبو بكر بن العربي المالكي في شرحه على سنن الترمذي على أن الله موجود بلا مكان، فقال ما نصه: "والمقصود من الخبر أن نسبة البارىء من الجهات إلى فوق كنسبته إلى تحت، إذ لا ينسب إلى الكون في واحدة منهما بذاته" اهـ. أي أن الله منـزه عن الجهة فلا يسكن فوق العرش كما تقول المجسمة، ولا هو بجهة أسفل، لأن الله تعالى كان قبل الجهات الست، ومن استحال عليه الجهةُ استحال عليه المكانُ، فالله تعالى لا يحُل في شىء ولا يشبه شيئًا، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.
______________________________________

3ـ ومن الأحاديث الدالة على تنـزيه الله عن الجهة، ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"أقربُ ما يكونُ العبدُ مِن ربّه وهو ساجد، فأكثروا الدُّعاء".

قال الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي :"قال البدر بن الصاحب في تذكرته: في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى".
_______________________________________
4ـ ويدل أيضًا على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ما ينبغي لعبدٍ أن يقول: إني خيرٌ من يونس بن متَّى" اهـ. واللفظ للبخاري.
قال الحافظ المحدِّث الفقيه الحنفي مرتضى الزبيدي ما نصه: "ذَكر الإمام قاضي القضاة ناصر الدين بن المُنَيِّر الإسكندري المالكي في كتابه "المنتقى في شرف المصطفى" لما تكلم على الجهة وقرر نفيَها قال: ولهذا أشار مالك رحمه الله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضلوني على يونس بن متى"، فقال مالك: إنما خص يونس للتنبيه على التنزيه لأنه صلى الله عليه وسلم رفع إلى العرش ويونس عليه السلام هبط إلى قاموس البحر ونسبتهما مع ذلك من حيث الجهة إلى الحقّ جل جلاله نسبة واحدة، ولو كان الفضل بالمكان لكان عليه السلام أقرب من يونس بن متى وأفضل وَلمَا نهى عن ذلك. ثم أخذ الإمام ناصر الدين يبدي أن الفضل بالمكانة لا بالمكان، هكذا نقله السبكي في رسالة الرد على ابن زفيل" اهـ. وابن زفيل هو ابن قيم الجوزية المبتدع تلميذ الفيلسوف المجسم ابن تيمية الذي قال مؤيدًا لعقيدة متأخري الفلاسفة: إن الله لم يخلق نوع العالم، وهذا كفرٌ بإجماع المسلمين كما ذكر العلاَّمة الشيخ بدر الدين الزركشي في كتابه "تشنيف المسامع.

وقال المفسّر أبو عبد الله القرطبي في تفسيره ما نصه: "قال أبو المعالي: قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضّلوني على يونس بن متى" المعنى فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت، وهذا يدل على أن البارىءَ سبحانه وتعالى ليس في جهة" اهـ.
_______________________________________
5ـ قال العلامة المحدّث الفقيه عبد الله الهرري ما نصه: "ومما استدل به أهل السنة على أن العروج بالنبي إلى ذلك المستوى (الذي لمّا وصل إليه سمع كلام الله) لم يكن لأن الله تعالى متحيزٌ في تلك الجهة: أن موسى لم يسمع كلامه وهو عارجٌ في السموات إلى محل كالمحل الذي وصل إليه الرسول محمد، بل سمع وهو في الطور، والطور من هذه الأرض؛ فيُعلَمُ من هذا أن الله موجودٌ بلا مكان، وأن سماع كلامه ليس مشروطًا بالمكان، وأن صفاته ليست متحيزة بالمكان؛ جعل سماع محمد لكلامه الأزلي الأبدي في وقت كان فيه محمد في مستوى فوق السموات السبع حيث يعلمُ الله، وموسى كان سماعُه في الطور، وأن نبينا صلى الله عليه وسلم صار مشرفًا بجميع أقسام التكليم الإِلهيّ المذكور في تلك الآية، ولم يجتمع هذا لنبي سواه" اهـ.
________________________________________
6ـ ومما يدل أيضًا على تنـزيهه تعالى عن الجهة ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك: "أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كَفَّيْه إلى السماء" اهـ. أي أن النبي جعل بطون كفَّيْه إلى جهة الأرض، وفي ذلك إشارة إلى أن الله عز وجل ليس متحيّزًا في جهة العلو كما أنه ليس في جهة السُّفل.



الدليل على تنـزيه الله عن المكان والجهة من الإجماع


قال الله تعالى: ليس كمثله شىء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان الله ولم يكن شىء غيره.

اعلم أن المسلمين اتفقوا على أن الله تعالى لا يحلُّ في مكان، ولا يحويه مكان ولا يسكن السماء ولا يسكن العرش، لأن الله تعالى موجود قبل العرش وقبل السماء وقبل المكان، ويستحيل على الله التغيّر من حال إلى حال ومن صفة إلى صفة أخرى، فهو تبارك وتعالى كان موجودًا في الأزل بلا مكان، وبعد أن خلق المكان لا يزال موجودًا بلا مكان. وما سنذكره في هذا البحث بمشيئة الله تعالى وعونه وتوفيقه من أقوالٍ في تنـزيه الله عن المكان لأعلام ظهروا على مدى أربعة عشر قرنًا من الزمن منذ الصدر الأول أي منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا يُعْتَبَرُ من أقوى الأدلة على رسوخ هذه العقيدة وثبوتها في نفوس المسلمين سلفًا وخلفًا.

ليُعلم أن أهل الحديث والفقه والتفسير واللغة والنحو وعلماء الأصول، وعلماء المذاهب الأربعة من الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة ـ إلا من لحق منهم بأهل التجسيم ـ والصوفية الصادقين كلهم على عقيدة تنـزيه الله عن المكان، إلا أن المشبهة شذّوا عن هذه العقيدة الحقة فقالوا إن الله يسكن فوق العرش والعياذ بالله تعالى.
________________________________________
1ـ وممن نقل إجماع أهل الحق على تنـزيه الله عن المكان الشيخ عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي (429هـ)، فقد قال ما نصه: "وأجمعوا ـ أي أهل السنة والجماعة ـ على أنه ـ أي الله ـ لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان" اهـ.
_______________________________________
2ـ وقال الشيخ إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله الجُويني الشافعي (478هـ) ما نصه: "ومذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيّز والتخصص بالجهات" اهـ.
________________________________________
3ـ وقال المفسّر الشيخ فخر الدين الرازي (606هـ) ما نصه: "إنعقد الإجماع على أنه سبحانه ليس معنا بالمكان والجهة والحيّز" اهـ.
________________________________________
4ـ وقال الشيخ إسماعيل الشيباني الحنفي (629هـ) ما نصه: "قال أهل الحق: إن الله تعالى متعالٍ عن المكان، غيرُ متمكِّنٍ في مكان، ولا متحيز إلى جهة خلافًا للكرّامية والمجسمة" اهـ.
________________________________________
5ـ وقال سيف الدين الآمدي (631هـ) ما نصه: "وما يُروى عن السلف من ألفاظ يوهم ظاهرها إثبات الجهة والمكان فهو محمول على هذا الذي ذكرنا من امتناعهم عن إجرائها على ظواهرها والإيمان بتنزيلها وتلاوة كل ءاية على ما ذكرنا عنهم، وبيَّن السلف الاختلاف في الألفاظ التي يطلقون فيها، كل ذلك اختلاف منهم في العبارة، مع اتفاقهم جميعًا في المعنى أنه تعالى ليس بمتمكن في مكان ولا متحيّز بجهة" اهـ.

وللشيخ ابن جَهْبَل الحلبي الشافعي (733هـ) رسالة ألَّفَها في نفي الجهة ردَّ بها على ابن تيمية الحرَّاني الذي سَفَّه عقيدة أهل السنة، وطعن بأكابر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كعمر وعليّ رضي الله عنهما.
________________________________________
6ـ قال ابن جَهْبَل ما نصه: "وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة، فنقول: عقيدتنا أن الله قديم أزليٌّ، لا يُشبِهُ شيئًا ولا يشبهه شىء، ليس له جهة ولا مكان" اهـ.
________________________________________
7ـ نقل الشيخ تاج الدين السبكي الشافعي الأشعري (771هـ) عن الشيخ فخر الدين بن عساكر أنه كان يقرىء العقيدة المرشدة التي فيها : "إن الله تعالى موجود قبل الخلق ليس له قَبْلٌ ولا بَعْدٌ، ولا فوقٌ ولا تحتٌ، ولا يمينٌ ولا شمالٌ، ولا أمامٌ ولا خَلْفٌ". ثم قال ابن السبكي بعد أن ذكر هذه العقيدة ما نصه: "هذا ءاخر العقيدة وليس فيها ما ينكره سُنّي" اهـ.
________________________________________
8ـ ووافقه على ذلك الحافظ المحدّث صلاح الدين العلائي (761هـ) أحَد أكابر علماء الحديث فقال ما نصه: "وهذه "العقيدة المرشدة" جرى قائلها على المنهاج القويم، والعَقْد المستقيم، وأصاب فيما نزَّه به العليَّ العظيم" اهـ.
________________________________________
9ـ قال الشيخ محمد مَيَّارة المالكي (1072هـ) ما نصه: "أجمع أهل الحق قاطبة على أن الله تعالى لا جهة له، فلا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف" اهـ.
________________________________________
10ـ وقال شيخ الجامع الأزهر سليم البِشْري (1335هـ) ما نصه: "مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السُّنّيون أن الله تعالى منـزه عن مشابهة الحوادث مخالف لها في جميع سمات الحدوث ومن ذلك تنـزهه عن الجهة والمكان" اهـ، ذكره القضاعي في "فرقان القرءان".
________________________________________
11ـ وقال الشيخ يوسف الدجوي المصري (1365هـ) عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في مصر ما نصه :"واعلم أن السلف قائلون باستحالة العلو المكاني عليه تعالى، خلافًا لبعض الجهلة الذين يخبطون خبط عشواء في هذا المقام، فإن السلف والخلف متفقان على التنـزيه" اهـ.
________________________________________
12ـ وقال أيضًا: "هذا إجماع من السلف والخلف" اهـ.
________________________________________
13ـ وقال الشيخ سلامة القضاعي العزامي الشافعي (1376هـ) ما نصه: "أجمع أهل الحق من علماء السلف والخلف على تنـزه الحق ـ سبحانه ـ عن الجهة وتقدسه عن المكان" اهـ.
________________________________________
14ـ وقال المحدث الشيخ محمد عربي التبان المالكي المدرس بمدرسة الفلاح وبالمسجد المكي (1390هـ) ما نصه: "اتفق العقلاء من أهل السنة الشافعية والحنفية والمالكية وفضلاء الحنابلة وغيرهم على أن الله تبارك وتعالى منـزه عن الجهة والجسمية والحد والمكان ومشابهة مخلوقاته" اهـ.
________________________________________
15ـ وممن نقل الإجماع على ذلك في مواضع كثيرة من مؤلفاته ودروسه المتكلم على لسان السلف الصالح العلامة الشيخ عبد الله العبدري رحمه الله وله عناية شديدة بتعليم عقيدة أهل السنة والجماعة للناس فقال ما نصه: "قال أهل الحق نصرهم الله: إن الله سبحانه وتعالى ليس في جهة" اهـ،

فالحمد لله على ذلك.









قديم 2010-10-09, 23:51   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم بعد:
أخي الفاضل عادل الدليمي -أرشدك الله إلى طاعته- المتأمل لكلامك يظهر له وكأنك لم تقرأ ردي ولا نقولاتي للمنتسبين لأهل السنة والجماعة بدليل أنك تعيد نفس الأسئلة التي تم الإجابة عنها.
الدليل على وجود(قرب خاص)) قد ذكرته في ردي على الشبهة الثانية عشر.فبينت أن النصوص التي فيها دليل على قرب الله تعالى كلها جاءت خاصة فلا يوجد أي دليل يفيد على قرب الله تعالى ودنوه من كل موجود إنما قربه خاص بالمحسنين والعابدين والحجاج والداعين في الثلث الأخير من الليل.
والآيات والأحاديث في هذا أشهر من أن تذكر.

اقتباس:
كما أنّك تزعم أنّ القرب الحقيقي ليس بالمسافة !!
بل أقول:أن الله فوق سمواته ويقرب من خلقه كيف يشاء.

اقتباس:
..فلماذا الارتفاع في السماء يستلزم القرب من الله عندك ؟
لأن الأدلة النقلية دلت على هذا منها حديث الإسراء والمعراج كما بينت لك في ردي السابق-فلا داعي للتكرار-.
ومنها قوله عن الملائكة المقربون ووصفه لهم بالعندية.

اقتباس:
الله قريب من المحسن بذاته قربا حقيقيا لا نعلم كيفيته .

والمحسن قريب من ذات الله قربا حقيقيا.
فإذا كان قرب الله عندك لا يستلزم المسافة لأنه خالق فما قولك في قرب المحسن هل هو أيضا لا يستلزم المسافة ؟

المحسن يكون قريبا من الله لأن الله يقرب منه أما المسافة فهذا من الدخول في الكيفية لأننا نقول أن الله يقرب وينزل ويأتي يوم القيامة ولا نقول كيف يقرب ولا كيف ينزل ولا كيف يأتي.

اقتباس:
أنظر إلى تناقضك في تقسيمك للقرب إلى خاص وعام!!
لا يوجد تناقص.
فالقرب الأول هو فعل يفعل الله ينفسه كيف شاء مثله مثل النزول والإتيان.
أما الثاني فصفة ذاتية وليس فعلا يقوم الله به بنفسه .


اقتباس:
وما جوابك على الحلولي الذي يُثبت القرب العام إذا إتهمك بالحلول الخاص لأنك تُثبت القرب الخاص ؟
أرد عليه بما رددت عليه في النزول .
أن الله تعالى فوق عرشه ويقرب من خلقه كيف يشاء.
ولئن قال أنه لا يؤمن برب يقرب وينزل ويأتي .فأقول له :إني أؤمن برب يفعل ما يشاء.
وقد ذكرت لك رد ابن تيمية عليه:
((ففي الجملة، ما نطق به الكتاب والسنة من قرب الرب من عابديه وداعيه هو مقيد مخصوص؛ لا مطلق عام لجميع الخلق، فبطل قول الحلولية، كما قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} فهذا قربه من داعيه.
وأما قربه من عابديه ففي مثل قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} .
وقوله: «ما تقرب إليَّ عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه» وقال: «من تقرب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا» فهذا قربه إلى عبده، وقرب عبده إليه؛ ودنوه عشية عرفة إلى السماء الدنيا لا يخرج عن القسمين؛ فإنه صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة» فدنوه لدعائهم.
وأما نزوله إلى سماء الدنيا كل ليلة؛ فإن كان لمن يدعوه ويسأله ويستغفره، فإن ذلك الوقت يحصل فيه من قرب الرب إلى عابديه ما لا يحصل في غيره، فهو من هذا، وإن كان مطلقًا فيكون بسبب الزمان؛ لكونه يصلح لهذا وإن لم يقع فيه.
ونظيره ساعة الإجابة يوم الجمعة. روى أنها مقيدة بفعل الجمعة، وهي من حين يصعد الإمام على المنبر إلى أن تنقضي الصلاة؛ ولهذا تكون مقيدة بفعل الجمعة، فمن لم يصل الجمعة لغير عذر ويعتقد وجوبها لم يكن له فيها نصيب، وأما من كانت عادته الجمعة ثم مرض أو سافر، فإنه يكتب له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم، وكذلك المحبوس ونحوه، فهؤلاء لهم مثل أجر من شهد الجمعة، فيكون دعاؤهم كدعاء من شهدها.
وقد تكون الرحمة التي تنزل على الحُجَّاج عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وعلى من شهد الجمعة، تنتشر بركاتها إلى غيرهم من أهل الأعذار، فيكون لهم نصيب من إجابة الدعاء وحظ مع من شهد ذلك، كما في شهر رمضان، فهذا موجود لمن يحبهم ويحب ما هم فيه من العبادة، فيحصل لقلبه تقرب إلى الله، ويود لو كان معهم.
وأما الكافر والمنافق الذي لا يرى الحج برًا، ولا الجمعة فرضًا وبرًا، بل هو معرض عن محبة ذلك وإرادته، فهذا قلبه بعيد عن رحمة الله؛ فإن رحمة الله قريب من المحسنين، وهذا ليس منهم
.)).

اقتباس:
ربماقصدي بالمسافة القرب الحقيقي فلماذا لم تسألني عن قصدي؟
إني سائلك الآن (ابتسامة).

اقتباس:
وهذا تناقض منك فقد جعلت القرب العام قرب إحاطة وعلم لا قرب ذاته من كل موجود !!
ليس تناقض بل هو التفسير اللغوي للآيات ,وذلك حسب سياق الكلام فإن كان يدل على قرب علم والإحاطة حمل عليه وإن كان يدل على قرب الله بنفسه من عباده حمل عليه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية((ولا يلزم من جواز القرب عليه أن يكون كل موضع ذكر فيه قربه يراد به قربه بنفسه بل يبقى هذا من الأمور الجائزة وينظر في النص الوارد فإن دل على هذا حمل عليه وإن دل على هذا حمل عليه)).
ثم ضرب أمثلة على ذلك في صفة(الإتيان)) والمجيء فقال((وهذا كما تقدم في لفظ الإتيان والمجيء. وإن كان في موضع قد دل عندهم على أنه هو يأتي ففي موضع آخر دل على أنه يأتي بعذابه كما في قوله تعالى: {فَأَتَى الله بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِد} وقوله تعالى: {فَأَتَاهُمُ الله مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} فتدبر هذا فإنه كثيرا ما يغلط الناس في هذا الموضع إذا تنازع النفاة والمثبتة في صفة ودلالة نص عليها يريد المريد أن يجعل ذلك اللفظ - حيث ورد - دالا على الصفة وظاهرا فيها. ثم يقول النافي: وهناك لم تدل على الصفة فلا تدل هنا.))مجموع الفتاوى المجلد السادس.
وهنا نأتي لأمثلة عن القرب وأنواعه:
ففي قوله تعالى(( {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ})).

سياق الآية يدل على قرب العلم والإحاطة لا قرب الله بنفسه ويدل على ذلك قوله تعالى((ونعلم ما توسوس به نفسه)).

أما دنوه يوم عرفة فهو قربه بنفسه كما دل عليه السياق.
وهناك نصوص أخرى إختلف فيها أهل الإثبات في نوع القرب فيها كما تقدم بيانه من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية-في ردي السابق-.

اقتباس:
ما جعلته معنى كلّي لليد هوفعل لها فلا تُخلط الأمور..
وبالفعل يتضح المعنى.
اقتباس:
القدرة فهي صفة للقبض والمسك والأخذ والعطاء والبسط
القدرة ليست صفة للمسك ولا للقبض.ولا يمسك بها السموات يوم القيامة وليست هي الصفة التي خلق الله بها آدم.
والقدرة لا يمكن تثنيتها أما اليد ققد جاء تثنيتها في القرآن الكريم.
اقتباس:
ثمّ من أين أتيت بهذا المعنى الكلّي لليد؟

إذ كان مصدرك الكتاب والسنة فيقول لك المفوض هذا المعنى معروف قد بيّنه الله ورسوله.
المفوض لا يثبت لله يدا أصلا -وإن كان لسانه ينطق بعكس ذلك-بدليل أنه يجعلها كباقي الصفات الخبرية الأخرى فعنده اليد والنزول والإستواء كلمات مبهمة كلها.
فالمفوض لا يعرف الغضب من الرحمة من الفرح من العجب من اليد.

أما المثبت فإنه يعلم معاني هذه الصفات فهي تشرح نفسها والسؤال عنها أحيانا يعتبر عيا كمن سأل عن معنى الماء.

قال الذهبي((صدق فقيه بغداد و عالمها في زمانه إذا السؤال عن النزول ما هو ؟ عيٌ ؛ لأنه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والإستواء عبارات جلية واضحة للسامع فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعة للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر(العلو ص214).

واعتمادي على المعاني الواردة في الكتاب والسنة إنما هو للنقض مذهب التفويض والرد على أهله.
فقد ثبت في الكتاب والسنة تفسير معاني اليد-بالرغم من أنها واضحة جلية-.
فاليد صفة خلق الله بها آدم عليه السلام وكتب بها التواراة)كما جاء في الحديث) ويقبض بها السموات والأرضون يوم القيامة.
ويدخل بها بعض عصاة المسلمين إلى الجنة بعد أن كانوا في النار.
وإذا أردت فسوف أفسر لك اليد: اليد معلومة وكيفيتها مجهولة.
وذلك قياسا على قاعدة أنس بن مالك في الاستواء.

اقتباس:
والنتيجة أنّك لا تعرف معنى اليد أوأنّك تُخفي عقيدتك
كيف لعربي لا يعرف معنى ((اليد))؟.

إن السؤال عن معاني هذه الكلمات عي، لأنه إنما يكون هذا السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالسمع والوجود واليد والرجل والساق والرضا والغضب كلمات واضحة جلية للسامع وأئمة الأشاعرة لما أرادوا أن يوضحوا الواضح اضطربوا في هذا غاية الاضطراب حتى أن الغزالي في المنخول ص94 بعد أن زيف جميع تعاريف من سبقه لـ"العلم" قال: ((والمختار أن العلم لا حد له إذ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه ولا عبارة أبين منه، وعجزنا عن التحديد لا يدل على جهلنا بنفس العلم))إلخ ما قال وأمثال هذه النصوص عن هؤلاء كثيرة . أما كيفية هذه الصفات وكنهها فهو مجهول لنا ولعل السائل إنما يسأل عن الكيف بصورة السؤال عن المعنى للتلبيس.

اقتباس:
ولهذا نجد في تعليقاتكم على الكتب :ـــ عند نفي العلماء أن تكون يد الله جارحة أو عضواــ قولكم هذه ألفاظ مبتدعة ومنهجنا عدم النفي وعدم الإثبات..
وهذا صحيح لأنكم لا تفهمون من صفات الخالق إلا ما تشاهدونه في صفات المخلوقات وتجعلون ذلك هو المعنى الحقيقي.
فلا تفهمون من اليد إلا الجارحة.
ولا تفهمون من النزول إلا الإنتقال والحركة.
ولا تفهمون من العلو إلا الجهة.
لكننا نفهم من اليد صفة تليق بالله عز وجل ولا نقول كيف.
فأنتم تتكلمون عن الكيفية بصورة المعنى للتعجيز.

اقتباس:
نعم ..فقد قرأت ردّ ك على نقلي لكلام الشيخ أحمد حمّاني فظهرت لي جرأتك ومجازفتك في تحريف كلام أهل العلم..ونفس الأمر يقال هنا.
غفر الله لنا ولك.











قديم 2010-10-10, 00:03   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dionysos93 مشاهدة المشاركة
تنزيه الله عن المكان من القرآن .



بسم الله الرحمن الرحيم, والحمد لله حمد العارفين به, والمتوكلين عليه, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد, من بعثه الله رحمة وهدى للعالمين, شاهداً ومبشراً ونذيراً, وداعيا إلى الله بإذنه سراجا وهّاجا وقمرا منيرا. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وذكِّرنا ما نسينا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.

أما بعد, هنا سيكون إن شاء الله الدليل القاطع لمن أنعم الله عليه بالعقل أن الله موجود بلا مكان. وسيكون فيه الدليل الشافي للقلوب. وفيه من القرءان والأحاديث وأقوال السلف والخلف وكل العلماء المعتبرين.


1. قال الله تعالى:{ليس كمثله شيء} أي أن الله تعالى لا يشبه شيئاً من خلقه بوجه من الوجوه, ففي هذه الآية نفي المشابهة والمماثلة, فلا يحتاج إلى مكان يحل فيه ولا إلى جهة يتحيز فيها, بل الأمر كما قال سيدنا علي رضي الله عنه:{ كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان}. رواه الإمام أبو منصور البغدادي. وفي هذه الآية دليل لأهل السنة والجماعة على مخالفة الله للحوادث ومعنى مخالفة الله للحوادث أنه لا يشبه المخلوقات, وهذه الصفة من الصفات السلبية الخمسة أي التي تدل على نفي ما لا يليق بالله. والدليل العقلي على ذلك أنه لو كان يُشبه شيئا من خلقه لجاز عليه ما يجوز على الخلق من التغير والتطور, ولو جاز عليه ذلك لاحتاج إلى من يُغيره والمحتاج إلى غيره لا يكون إلـها, فثبت له أنه لا يُشبه شيئا. والبرهان النقلي لوجوب مخالفته تعالى للحوادث قوله تعالى:{ليس كمثله شيء} وهو أوضح دليل نقلي في ذلك جاء في القرءان, لأن هذه الآية تُفْهِم التنزيه الكلي لأن الله تبارك وتعالى ذكر فيها لفظ شيء في سياق النفي, والنكرة إذا أوردت في سياق النفي فهي للشمول, فالله تبارك وتعالى نفى بهذه الجملة عن نفسه مشابهة الأجرام والأجسام والأعراض, فهو تبارك وتعالى كما لا يُشبه ذوي الأرواح من إنسٍ وجن وملائكة وغيرهم لا يُشبه الجمادات من الأجرام العلوية والسفلية أيضا, فالله تبارك وتعالى لم يُقيِّد نفى الشبه عنه من أنواع الحوادث بل شمل نفي مشابهته لكل أفراد الحادثات, ويشمل نفي مشابهة الله لخلقه تنزيهه تعالى عن المكان والجهة والكمية والكيفية, فالكمية هي مقدار الجرم فهو تبارك وتعالى ليس كالجرم الذي يدخله المقدار والمساحة والحد فهو تبارك وتعالى ليس بمحدود ذي مقدار ومسافة فلو كان الله فوق العرش بذاته كما يقول المشبهة لكان محاذيا للعرش ومن ضرورة المُحاذِي أن يكون أكبر من المُحاذَى أو أصغر منه أو مثله, وأن هذا ومثله إنما يكون في الأجسام التي تقبل المقدار والمساحة والحد, وهذا محال على الله تعالى وما أدى إلى المحال فهو محال, وبطل قولهم إن الله متحيز فوق العرش بذاته. ومن قال في الله تعالى إن له حد فقد شبهه بخلقه لأن ذلك يُنافي الألوهية والله تبارك وتعالى لو كان ذا حد ومقدار لاحتاج إلى من جعله بذلك الحد والمقدار كما تحتاج الأجرام إلى من جعلها بحدودها ومقاديرها لأن الشيء لا يخلق نفسه بمقداه, فالله تبارك وتعالى لو كان ذا حد ومقدار كالأجرام لاحتاج إلى من جعله بذلك الحد لأنه لا يصح في العقل أن يكون هو جعل نفسه بذلك الحد, والمحتاج إلى غيره لا يكون إلـها لأن من شَرْطِ الإلـه الاستغناء عن كل شيء.
________________________________________
2. قال الله تعالى:{ولله المثل الأعلى}أي الوصف الذي لا يشبه وصف غيره, فلا يوصف الله ربنا عز وجل بصفات المخلوقين من التغير والتطور والحلول في الأماكن والسُّكنى فوق العرش, تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا. وقال المفسر اللغوي أبو حيان الأندلسي في تفسيره النهر الماد:{(ولله المثل الأعلى) أي الصفة العليا من تنزيهه تعالى عن الولد والصاحبة وجميع ما تنسب الكفرة إليه مما لا يليق به تعالى كالتشبيه والانتقال وظهوره تعالى في صورة}
________________________________________
3. ومما يدل على ما قدمنا قول الله تعالى:{فلا تضربوا لله الأمثال} أي لا تجعلوا لله الشبيه والمثل فإن الله تعالى لا شبيه له ولا مثيل له, فلا ذاته يشبه الذوات ولا صفاته تشبه الصفات.

4. وكذلك قوله تعالى:{ فإن الله غني عن العالمين} أي أن الله مستغن عن العرش وما دونه وما فوقه, فهو لا يحتاج العرش ولا الكرسي سُكنا له كما زعمت المشبهة.
________________________________________
5. وقوله تعالى:{ قل الله خالق كل شيء}, وقوله تعالى:{ وخلق كل شيء}, فهاتين الآيتين فيهما الدليل القطعي على وجود الله تعالى بلا مكان ولا جهة, إذ أن الجهة والمكان أشياء, والله قال:{وخلق كل شيء} فدخل بذلك العرش والكرسي والمكان والجهة والفوق والتحت واليمين والشمال والأمام والخلف والجنة والنار... ومن المعلوم لدى أهل الحق أن الله لا يتغير, لأن التغير دليل الحدوث, فالله كان قبل المكان بلا مكان وهو الآن على ما عليه كان.
________________________________________
6. وقال الله تعالى:{هل تعلم له سميا} أي مثلا, فالله لا مثيل ولا نظير له أبدا, فوصف الله بصفات البشر كالقعود والقيام والجلوس والاسقرار يكون شبّهه بهم ومن شبه الله بخلقه كفر والعياذ بالله وذلك لتكذيبه كثير من الآيات في القرءان كقوله تعالى:{ليس كمثله شيء}.
________________________________________
7- وكذلك مما يدل على تنزيه الله تعالى عن المكان والحيز قوله تعالى:{ هو الأول والآخر والظاهر والباطن} قال الطبري في تفسيره جامع البيان:{فلا شيء أقرب إلى شيء منه , كما قال (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)} أي أن الطبري نفى القُرْبَ الحِسِّي الذي تقول به المجسمة الوهابية, أما القرب المعنوي فلا ينفيه, وهذا فيه دليل على تنزيه الله عن الجهة والمكان. فالله كان ولا مكان ولا زمان ولا يزال موجوداً بلا مكان كما كان, ولا يطرأ عليه تغيرٌ لا في ذاته ولا في صفاته.
________________________________________
8. وقال الله تعالى:{ولم يكن له كفواً أحد} أي لا نظير له بوجه من الوجوه, وهذه الآية فسرتها الآية :{ليس كمثله شيء}.
________________________________________
9. وقال الله تعالى:{ فأينما تَوَلَّوْا فَثَمَّ وجه الله} قال المفسر اللغوي الشيخ أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط ما نصه:{وفي قوله تعالى (فأينما تولوا فثمَّ وجه الله) ردٌّ على من يقول إنه في حيز وجهة, لأنه لما خيَّر في استقبال جميع الجهات دلَّ على أنه ليس في جهة وحيز, ولو كان في حيز لكان استقباله والتوجه إليه أحق من جميع الأماكن, فحيث لم يُخصص مكانا علمنا أنه لا في جهة ولا حيز, بل جميع الجهات في ملكه وتحت ملكه, فأي جهة توجهنا إليه فيها على وجه الخضوع كنا معظمين له ممتثلين لأمره}.



الدليل على تنـزيه الله عن المكان والجهة من الحديث

اعلم أنه جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تتضمن تنـزيه الله عن المكان والجهة، وقد استدل بها العلماء لتقرير هذه العقيدة السُّنيّة، نذكر منها:

1ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كان الله ولم يكن شىءٌ غيره" رواه البخاري والبيهقي.
ومعناه أن الله لم يزل موجودًا في الأزل ليس معه غيرُه لا ماءٌ ولا هواءٌ ولا أرضٌ ولا سماءٌ ولا كرسيٌّ ولا عرشٌ ولا إنسٌ ولا جنٌّ ولا ملائكةٌ ولا زمانٌ ولا مكانٌ، فهو تعالى موجودٌ قبل المكان بلا مكان، وهو الذي خلق المكان فليس بحاجة إليه.
____________________________________
والله تعالى لا يوصف بالتغيّر من حالة إلى أخرى لأن التغيّر من صفات المخلوقين، فلا يقال كما تقول المشبّهة إن الله كان في الأزل ولا مكان ثم بعد أن خلق المكان صار هو في مكان وجهة فوق والعياذ بالله تعالى. وما أحسن قول المسلمين المنزهين في لبنان: "سبحان الذي يُغيِّر ولا يتغيَّر"، وهذه عبارة سليمة عند أهل السنة، غير أن المشبهة المجسمة أدعياء السلفية تشمئز نفوسهم منها لأنها تهدم عليهم عقيدة التشبيه.
________________________________________
2- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أنت الأوَّلُ فليس قبلَك شىءٌ، وأنت الآخِر فليس بعدَك شىءٌ، وأنت الظاهرُ فليس فوقَكَ شىءٌ، وأنت الباطن فليس دونَك شىءٌ" رواه مسلم.
قال الحافظ البيهقي الشافعي الأشعري ما نصه: "استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه ـ أي عن الله ـ بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء"، وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان" اهـ كلام البيهقي.
أما ما رُويَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو أنكم دَلَّيْتُم رجُلاً بحبلٍ إلى الأرض السفلى لهبط على الله" رواه الترمذي، هو حديث ضعيف، لكن تأوَّله علماء الحديث على أن علم الله شامل لجميع الأقطار وأنه منزه عن المكان، فالشاهد هو في استدلال العلماء به على نفي المكان عن الله، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "معناه أن علم الله يشمل جميع الأقطار، فالتقدير لهبط على علم الله، والله سبحانه وتعالى تنزه عن الحلول في الأماكن، فالله سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن" اهـ، نقله عنه تلميذه الحافظ السخاوي في كتابه "المقاصد الحسنة"، وذكره أيضًا الحافظ المحدِّث المؤرخ محمد بن طولون الحنفي وأقرَّه عليه.

وقال الحافظ المحدّث أبو بكر البيهقي الشافعي الأشعري بعد أن ذكر هذه الروايةَ ما نصه: "والذي رُويَ في ءاخر هذا الحديث إشارةٌ إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء، وأنه "الظاهر" فيصح إدراكه بالأدلة، "الباطن" فلا يصح إدراكه بالكون في مكان" اهـ.

وكذلك استدل به أبو بكر بن العربي المالكي في شرحه على سنن الترمذي على أن الله موجود بلا مكان، فقال ما نصه: "والمقصود من الخبر أن نسبة البارىء من الجهات إلى فوق كنسبته إلى تحت، إذ لا ينسب إلى الكون في واحدة منهما بذاته" اهـ. أي أن الله منـزه عن الجهة فلا يسكن فوق العرش كما تقول المجسمة، ولا هو بجهة أسفل، لأن الله تعالى كان قبل الجهات الست، ومن استحال عليه الجهةُ استحال عليه المكانُ، فالله تعالى لا يحُل في شىء ولا يشبه شيئًا، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.
______________________________________

3ـ ومن الأحاديث الدالة على تنـزيه الله عن الجهة، ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"أقربُ ما يكونُ العبدُ مِن ربّه وهو ساجد، فأكثروا الدُّعاء".

قال الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي :"قال البدر بن الصاحب في تذكرته: في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى".
_______________________________________
4ـ ويدل أيضًا على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ما ينبغي لعبدٍ أن يقول: إني خيرٌ من يونس بن متَّى" اهـ. واللفظ للبخاري.
قال الحافظ المحدِّث الفقيه الحنفي مرتضى الزبيدي ما نصه: "ذَكر الإمام قاضي القضاة ناصر الدين بن المُنَيِّر الإسكندري المالكي في كتابه "المنتقى في شرف المصطفى" لما تكلم على الجهة وقرر نفيَها قال: ولهذا أشار مالك رحمه الله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضلوني على يونس بن متى"، فقال مالك: إنما خص يونس للتنبيه على التنزيه لأنه صلى الله عليه وسلم رفع إلى العرش ويونس عليه السلام هبط إلى قاموس البحر ونسبتهما مع ذلك من حيث الجهة إلى الحقّ جل جلاله نسبة واحدة، ولو كان الفضل بالمكان لكان عليه السلام أقرب من يونس بن متى وأفضل وَلمَا نهى عن ذلك. ثم أخذ الإمام ناصر الدين يبدي أن الفضل بالمكانة لا بالمكان، هكذا نقله السبكي في رسالة الرد على ابن زفيل" اهـ. وابن زفيل هو ابن قيم الجوزية المبتدع تلميذ الفيلسوف المجسم ابن تيمية الذي قال مؤيدًا لعقيدة متأخري الفلاسفة: إن الله لم يخلق نوع العالم، وهذا كفرٌ بإجماع المسلمين كما ذكر العلاَّمة الشيخ بدر الدين الزركشي في كتابه "تشنيف المسامع.

وقال المفسّر أبو عبد الله القرطبي في تفسيره ما نصه: "قال أبو المعالي: قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضّلوني على يونس بن متى" المعنى فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت، وهذا يدل على أن البارىءَ سبحانه وتعالى ليس في جهة" اهـ.
_______________________________________
5ـ قال العلامة المحدّث الفقيه عبد الله الهرري ما نصه: "ومما استدل به أهل السنة على أن العروج بالنبي إلى ذلك المستوى (الذي لمّا وصل إليه سمع كلام الله) لم يكن لأن الله تعالى متحيزٌ في تلك الجهة: أن موسى لم يسمع كلامه وهو عارجٌ في السموات إلى محل كالمحل الذي وصل إليه الرسول محمد، بل سمع وهو في الطور، والطور من هذه الأرض؛ فيُعلَمُ من هذا أن الله موجودٌ بلا مكان، وأن سماع كلامه ليس مشروطًا بالمكان، وأن صفاته ليست متحيزة بالمكان؛ جعل سماع محمد لكلامه الأزلي الأبدي في وقت كان فيه محمد في مستوى فوق السموات السبع حيث يعلمُ الله، وموسى كان سماعُه في الطور، وأن نبينا صلى الله عليه وسلم صار مشرفًا بجميع أقسام التكليم الإِلهيّ المذكور في تلك الآية، ولم يجتمع هذا لنبي سواه" اهـ.
________________________________________
6ـ ومما يدل أيضًا على تنـزيهه تعالى عن الجهة ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك: "أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كَفَّيْه إلى السماء" اهـ. أي أن النبي جعل بطون كفَّيْه إلى جهة الأرض، وفي ذلك إشارة إلى أن الله عز وجل ليس متحيّزًا في جهة العلو كما أنه ليس في جهة السُّفل.



الدليل على تنـزيه الله عن المكان والجهة من الإجماع


قال الله تعالى: ليس كمثله شىء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان الله ولم يكن شىء غيره.

اعلم أن المسلمين اتفقوا على أن الله تعالى لا يحلُّ في مكان، ولا يحويه مكان ولا يسكن السماء ولا يسكن العرش، لأن الله تعالى موجود قبل العرش وقبل السماء وقبل المكان، ويستحيل على الله التغيّر من حال إلى حال ومن صفة إلى صفة أخرى، فهو تبارك وتعالى كان موجودًا في الأزل بلا مكان، وبعد أن خلق المكان لا يزال موجودًا بلا مكان. وما سنذكره في هذا البحث بمشيئة الله تعالى وعونه وتوفيقه من أقوالٍ في تنـزيه الله عن المكان لأعلام ظهروا على مدى أربعة عشر قرنًا من الزمن منذ الصدر الأول أي منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا يُعْتَبَرُ من أقوى الأدلة على رسوخ هذه العقيدة وثبوتها في نفوس المسلمين سلفًا وخلفًا.

ليُعلم أن أهل الحديث والفقه والتفسير واللغة والنحو وعلماء الأصول، وعلماء المذاهب الأربعة من الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة ـ إلا من لحق منهم بأهل التجسيم ـ والصوفية الصادقين كلهم على عقيدة تنـزيه الله عن المكان، إلا أن المشبهة شذّوا عن هذه العقيدة الحقة فقالوا إن الله يسكن فوق العرش والعياذ بالله تعالى.
________________________________________
1ـ وممن نقل إجماع أهل الحق على تنـزيه الله عن المكان الشيخ عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي (429هـ)، فقد قال ما نصه: "وأجمعوا ـ أي أهل السنة والجماعة ـ على أنه ـ أي الله ـ لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان" اهـ.
_______________________________________
2ـ وقال الشيخ إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله الجُويني الشافعي (478هـ) ما نصه: "ومذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيّز والتخصص بالجهات" اهـ.
________________________________________
3ـ وقال المفسّر الشيخ فخر الدين الرازي (606هـ) ما نصه: "إنعقد الإجماع على أنه سبحانه ليس معنا بالمكان والجهة والحيّز" اهـ.
________________________________________
4ـ وقال الشيخ إسماعيل الشيباني الحنفي (629هـ) ما نصه: "قال أهل الحق: إن الله تعالى متعالٍ عن المكان، غيرُ متمكِّنٍ في مكان، ولا متحيز إلى جهة خلافًا للكرّامية والمجسمة" اهـ.
________________________________________
5ـ وقال سيف الدين الآمدي (631هـ) ما نصه: "وما يُروى عن السلف من ألفاظ يوهم ظاهرها إثبات الجهة والمكان فهو محمول على هذا الذي ذكرنا من امتناعهم عن إجرائها على ظواهرها والإيمان بتنزيلها وتلاوة كل ءاية على ما ذكرنا عنهم، وبيَّن السلف الاختلاف في الألفاظ التي يطلقون فيها، كل ذلك اختلاف منهم في العبارة، مع اتفاقهم جميعًا في المعنى أنه تعالى ليس بمتمكن في مكان ولا متحيّز بجهة" اهـ.

وللشيخ ابن جَهْبَل الحلبي الشافعي (733هـ) رسالة ألَّفَها في نفي الجهة ردَّ بها على ابن تيمية الحرَّاني الذي سَفَّه عقيدة أهل السنة، وطعن بأكابر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كعمر وعليّ رضي الله عنهما.
________________________________________
6ـ قال ابن جَهْبَل ما نصه: "وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة، فنقول: عقيدتنا أن الله قديم أزليٌّ، لا يُشبِهُ شيئًا ولا يشبهه شىء، ليس له جهة ولا مكان" اهـ.
________________________________________
7ـ نقل الشيخ تاج الدين السبكي الشافعي الأشعري (771هـ) عن الشيخ فخر الدين بن عساكر أنه كان يقرىء العقيدة المرشدة التي فيها : "إن الله تعالى موجود قبل الخلق ليس له قَبْلٌ ولا بَعْدٌ، ولا فوقٌ ولا تحتٌ، ولا يمينٌ ولا شمالٌ، ولا أمامٌ ولا خَلْفٌ". ثم قال ابن السبكي بعد أن ذكر هذه العقيدة ما نصه: "هذا ءاخر العقيدة وليس فيها ما ينكره سُنّي" اهـ.
________________________________________
8ـ ووافقه على ذلك الحافظ المحدّث صلاح الدين العلائي (761هـ) أحَد أكابر علماء الحديث فقال ما نصه: "وهذه "العقيدة المرشدة" جرى قائلها على المنهاج القويم، والعَقْد المستقيم، وأصاب فيما نزَّه به العليَّ العظيم" اهـ.
________________________________________
9ـ قال الشيخ محمد مَيَّارة المالكي (1072هـ) ما نصه: "أجمع أهل الحق قاطبة على أن الله تعالى لا جهة له، فلا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف" اهـ.
________________________________________
10ـ وقال شيخ الجامع الأزهر سليم البِشْري (1335هـ) ما نصه: "مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السُّنّيون أن الله تعالى منـزه عن مشابهة الحوادث مخالف لها في جميع سمات الحدوث ومن ذلك تنـزهه عن الجهة والمكان" اهـ، ذكره القضاعي في "فرقان القرءان".
________________________________________
11ـ وقال الشيخ يوسف الدجوي المصري (1365هـ) عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في مصر ما نصه :"واعلم أن السلف قائلون باستحالة العلو المكاني عليه تعالى، خلافًا لبعض الجهلة الذين يخبطون خبط عشواء في هذا المقام، فإن السلف والخلف متفقان على التنـزيه" اهـ.
________________________________________
12ـ وقال أيضًا: "هذا إجماع من السلف والخلف" اهـ.
________________________________________
13ـ وقال الشيخ سلامة القضاعي العزامي الشافعي (1376هـ) ما نصه: "أجمع أهل الحق من علماء السلف والخلف على تنـزه الحق ـ سبحانه ـ عن الجهة وتقدسه عن المكان" اهـ.
________________________________________
14ـ وقال المحدث الشيخ محمد عربي التبان المالكي المدرس بمدرسة الفلاح وبالمسجد المكي (1390هـ) ما نصه: "اتفق العقلاء من أهل السنة الشافعية والحنفية والمالكية وفضلاء الحنابلة وغيرهم على أن الله تبارك وتعالى منـزه عن الجهة والجسمية والحد والمكان ومشابهة مخلوقاته" اهـ.
________________________________________
15ـ وممن نقل الإجماع على ذلك في مواضع كثيرة من مؤلفاته ودروسه المتكلم على لسان السلف الصالح العلامة الشيخ عبد الله العبدري رحمه الله وله عناية شديدة بتعليم عقيدة أهل السنة والجماعة للناس فقال ما نصه: "قال أهل الحق نصرهم الله: إن الله سبحانه وتعالى ليس في جهة" اهـ،

فالحمد لله على ذلك.
نقولاتك لم تأتي فيها بجديد ولا علاقة لها بالموضوع.
فنحن نتكلم عن العلو وليس عن مكان وجهة وحد وحيز.
ونتكلم عن النزول وليس عن حركة وانتقال .
ونتكلم عن اليد وليس عن جارحة.
فإن كنتم لا تفهمون من هذه الصفات إلا ذلك فتلك مشكلتكم ولسنا مسؤولون عنها.
وقد صدق صاحب رسالة(إثبات الفوقية) المنسوبة للجويني-الإبن-: (والذي شرح الله صدري في حالِ هؤلاء الشِّيوخِ الذين أوَّلوا الاستواء بالاستيلاءِ، والنُّزولِ بنُزُولِ الأمر، واليدينِ بالنعمتين والقدرتين هو علمي بأنهم ما فهِموا صِفاتِ الرَّبِ تعالى إلا ما يليقُ بالمخلوقين فما فهِموا عن الله استواءً يليقُ به ولا نُزُولاً يليقُ به، ولا يدَيْنِ تَليقُ بعظمته بلا تكييفٍ ولا تشبيهٍ، فلذلك حرَّفُوا الكَلِمَ عن مَواضِعِهِ وعَطَّلوا ما وصَفَ الله تعالى نفسَهُ به ونذكُر بيانَ ذلك إن شاء الله تعالى.)).
وإلا فبينوا لنا مقصودكم من هذه الألفاظ الجديدة التي جئتم بها فإن كانت توافق ماجاء به الكتاب والسنة قبلناها ورددنا اللفظ.وإن خالفت خالفناها هي واللفظ سواء.
أما كتاب ابن جهبل الحلبي فقد تصدى له العلامة أحمد بن إبراهيم عيسى في كتابه تنبيه النبيه و الغبي في الرد على المدراسي و الحلبي.
https://www.4shared.com/file/10578153...__-______.html

ولو اطلعت على على موضوعي لوجدت الرد على أغلب شبهات ابن جهبل وكذا شبهات المكان والجهة والحيز والتشبيه وقيام الحوادث.










قديم 2010-10-11, 22:42   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
عــــادل الميـــلي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم بعد:
اقتباس:
أخي الفاضل عادل الدليمي -أرشدك الله إلى طاعته- المتأمل لكلامك يظهر له وكأنك لم تقرأ ردي ولا نقولاتي للمنتسبين لأهل السنة والجماعة بدليل أنك تعيد نفس الأسئلة التي تم الإجابة عنها.
الدليل على وجود(قرب خاص)) قد ذكرته في ردي على الشبهة الثانية عشر.فبينت أن النصوص التي فيها دليل على قرب الله تعالى كلها جاءت خاصة فلا يوجد أي دليل يفيد على قرب الله تعالى ودنوه من كل موجود إنما قربه خاص بالمحسنين والعابدين والحجاج والداعين في الثلث الأخير من الليل.
والآيات والأحاديث في هذا أشهر من أن تذكر.


بارك الله فيك..سأرجع بك إلى ردّك على الشبهة الثانية عشر ، فقد أثبت قرب ذات الله من المحسنين


اقتباس:
ويوضح ذلك ‏‎:‎‏ أن الرحمة لما كانت صفة من صفات الله تعالى,وصفاته قائمة بذاته,فإذا كانت ‏قريبة من المحسنين,فهو قريب سبحانه منهم قطعا.‏

ما رأيك أن أنسج على منوالك فأقول :
أنّ العلم لما كان صفة من صفات الله تعالى, وصفاته قائمة بذاته, فإذا كان علمه في كل مكان , فهو سبحانه في كلّ مكان قطعا.

اقتباس:
لأن الأدلة النقلية دلت على هذا منها حديث الإسراء والمعراج كما بينت لك في ردي السابق-فلا داعي للتكرار-.
اقتباس:

ومنها قوله عن الملائكة المقربون ووصفه لهم بالعندية.

إشرح لي كيف دلّ حديث الإسراء والمعراج على أنّ الإرتفاع في السماء يلزم منه القرب من الله تعالى..
اقتباس:
المحسن يكون قريبا من الله لأن الله يقرب منه أما المسافة فهذا من الدخول في الكيفية لأننا نقول أن الله يقرب وينزل ويأتي يوم القيامة ولا نقول كيف يقرب ولا كيف ينزل ولا كيف يأتي.


إذا كان القول بالمسافة يُدخل في الكيفية فكذلك وصف الله بالإستقرار على العرش وبالحركة والإنتقال من مكان إلى مكان وبالمشي..


اقتباس:
لا يوجد تناقص.
اقتباس:

فالقرب الأول هو فعل يفعل الله ينفسه كيف شاء مثله مثل النزول والإتيان.
أما الثاني فصفة ذاتية وليس فعلا يقوم الله به بنفسه .

بل يوجد تناقض.. وكلامك هذا لم أفهمه

اقتباس:
أرد عليه بما رددت عليه في النزول .
اقتباس:

أن الله تعالى فوق عرشه ويقرب من خلقه كيف يشاء.
ولئن قال أنه لا يؤمن برب يقرب وينزل ويأتي .فأقول له :إني أؤمن برب يفعل ما يشاء


والحلولي يقول لك الله قريب من جميع خلقه بذاته كيف يشاء..


{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }ق16

ولا تنسى أنّ العلم صفة قائمة بذات الله ــ إبتسامة ــ



اقتباس:
إني سائلك الآن (ابتسامة).

أقصد المسافة العدمية (ابتسامة)

اقتباس:
وبالفعل يتضح المعنى.

فعل الشيء وأثره ليس هو معناه..
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للواسطية:
هذه ليست الغضب عينه وإنما هي أشياء نتجت عن الغضب في الإنسان .فإذن إذا عُرِّف الغضب بهذا التعريف صار باطلا لأنه تعريف للشيء بأثره وهذا ليس بمستقيم عند المعرِّفين حتى عند أهل اللغة وعند جميع العقلاء..

فكن من العقلاء يا أخي جمال البليدي ولا تأتي بأفعال اليد وما نتج عنها وتجعلها معنى لليد (ابتسامة)


اقتباس:
القدرة ليست صفة للمسك ولا للقبض.ولا يمسك بها السموات يوم القيامة وليست هي الصفة التي خلق الله بها آدم.
اقتباس:

والقدرة لا يمكن تثنيتها أما اليد ققد جاء تثنيتها في القرآن الكريم.

ماهو فعل القدرة ؟ وهل ذكرتُ في كلامي القيامة وخلق آدم عليه السلام و المفرد والمثنى ؟

اقتباس:
المفوض لا يثبت لله يدا أصلا -وإن كان لسانه ينطق بعكس ذلك-بدليل أنه يجعلها كباقي الصفات الخبرية الأخرى فعنده اليد والنزول والإستواء كلمات مبهمة كلها.
اقتباس:

فالمفوض لا يعرف الغضب من الرحمة من الفرح من العجب من اليد.


هو لا يُثبت الجارحة والعضو أمّا فعل اليد المذكور في القرآن والسّنّة ، الذي ذكرته أنت فهو يعلمه، فإذا سألته هل يد الله مبسوطة قال لك نعم ..لأنه متّبع لله ورسوله فيما أخبرا..


اقتباس:
أما المثبت فإنه يعلم معاني هذه الصفات فهي تشرح نفسها والسؤال عنها أحيانا يعتبر عيا كمن سأل عن معنى الماء.

أنت لا تعلم معنى اليد ..

اقتباس:
واعتمادي على المعاني الواردة في الكتاب والسنة إنما هو للنقض مذهب التفويض والرد على أهله.
اقتباس:

فقد ثبت في الكتاب والسنة تفسير معاني اليد-بالرغم من أنها واضحة جلية-.
فاليد صفة خلق الله بها آدم عليه السلام وكتب بها التواراة)كما جاء في الحديث) ويقبض بها السموات والأرضون يوم القيامة.
ويدخل بها بعض عصاة المسلمين إلى الجنة بعد أن كانوا في النار.
وإذا أردت فسوف أفسر لك اليد: اليد معلومة وكيفيتها مجهولة.
وذلك قياسا على قاعدة أنس بن مالك في الاستواء.

كل ماذكره الله ورسوله عن أفعال اليد يقول به المفوض فكيف ترّد عليه وأنت لم تأت بشيء ؟

ولا تنسى كلام الشيخ صالح آل الشيخ

اقتباس:
كيف لعربي لا يعرف معنى ((اليد))؟.
اقتباس:


إن السؤال عن معاني هذه الكلمات عي، لأنه إنما يكون هذا السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالسمع والوجود واليد والرجل والساق والرضا والغضب كلمات واضحة جلية للسامع وأئمة الأشاعرة لما أرادوا أن يوضحوا الواضح اضطربوا في هذا غاية الاضطراب حتى أن الغزالي في المنخول ص94 بعد أن زيف جميع تعاريف من سبقه لـ"العلم" قال: (( والمختار أن العلم لا حد له إذ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه ولا عبارة أبين منه، وعجزنا عن التحديد لا يدل على جهلنا بنفس العلم))إلخ ما قال وأمثال هذه النصوص عن هؤلاء كثيرة . أما كيفية هذه الصفات وكنهها فهو مجهول لنا ولعل السائل إنما يسأل عن الكيف بصورة السؤال عن المعنى للتلبيس.


هل تقصد أنّ اليد التي تعرف معناها لا حدّ لها وأنّك عاجز عن التحديد ؟

ولا تخلط أصول الفقه والإصطلاحات الفقهية بمعاني الصفات .

اقتباس:
وهذا صحيح لأنكم لا تفهمون من صفات الخالق إلا ما تشاهدونه في صفات المخلوقات وتجعلون ذلك هو المعنى الحقيقي.
اقتباس:

فلا تفهمون من اليد إلا الجارحة.
ولا تفهمون من النزول إلا الإنتقال والحركة.
ولا تفهمون من العلو إلا الجهة.
لكننا نفهم من اليد صفة تليق بالله عز وجل ولا نقول كيف.
فأنتم تتكلمون عن الكيفية بصورة المعنى للتعجيز.



يا ليتك سألتني عن قصدي ــ إبتسامة
ــــ

أقصد :

عثمان بن سعيد الدارمي في النقض.
وابن جرير الطبري في التبصير.
وأبا بكر الإسماعيلي في إعتقاد أئمة الحديث.
وأبا جعفر الطحاوي في عقيدته.
وأبا نصر السجزي في رسالته إلى أهل زبيد.

هل ترى أنّ هؤلاء العلماء لم يفهموا من اليد إلا الجارحة؟

وأفهم من كلامك أنّ من فهم من النزول الإنتقال والحركة فقد قاس الخالق بالمخلوق فما قولك ؟ وما معنى النزول عندك ؟


اقتباس:
غفر الله لنا ولك.

آمين..









 

الكلمات الدلالية (Tags)
الغلو, شبهات, عليها, والرد, واعتراضات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc