المؤسسات التربوية بالمناطق الصحراوية الحدودية
مراحيض دون مياه، الرياضة تمارس فوق الرمال وأساتذة يصارعون قسوة الصحراء
تعيش المؤسسات التربوية بالمناطق الحدودية مشاكل صعبة مقارنة بنظيرتها المتواجدة في المناطق الأخرى للوطن، وهو الوضع الذي تعيشه المؤسسات التربوية بالشريط الحدودي، بوادي سوف التي تعيش وضعا مترديا للغاية بسبب تفاقم مشاكلها المتكررة، وقلة الوسائل المسخرة لها، ما جعلها عرضة لكثير من الهزات والاحتجاجات في الآونة الأخيرة مسّت الجميع من تلاميذ وأساتذة وإداريين وغيرهم، تحدثوا بمرارة في لقائهم مع السلطات المحليّة عن نقائص فادحة تحتاج تدخلا عاجلا من قبل المسؤولين عن القطاع.
يحلم الأساتذة العاملون في هذه الجهة الحدودية بمساكن يأوون إليها، وتخلصهم من قسوة الصحراء القاسية، أما التلاميذ فتحدثوا عن نقائص بالجملة في مؤسساتهم التربوية، لعل المهم فيها انعدام المياه في المراحيض، ما أوقع بعضهم في حرج كبير، إضافة إلى نقص في الهياكل والمرافق في هذه المنطقة الحدودية المتاخمة لدولة تونس الشقيقة.
وفي هذا الصدد، عبّر كثير من طلبة الأقسام الثانوية ببلدية الطالب العربي الحدودية بوادي سوف عن قلقهم الشديد حيال تأخر عملية إنجاز القاعة المتعددة الرياضات التي وعدوا بإنجازها في ثانويتهم، لكنها توقفت بشكل مفاجئ ودون شرح الأسباب لهم، وحتم الوضع المذكور على التلاميذ ممارسة الرياضة فوق الرمال رغم الصعوبات التي تتهددهم نتيجة البرد شتاء والحرارة صيفا.
وأوضح هؤلاء أنّ تلاميذ ثانوية الشهيد دويم بشير ببلدية الطالب العربي يشتكون من توقف أشغال القاعة المتعددة الرياضات بالثانوية ذاتها بعدما توقفت الأشغال منذ أكثر من ثلاثة أشهر، الأمر الذي حتم على التلاميذ والفريق المدرسي إجراء تحضيراتهم، والقيام بتمارين مادة التربية البدنية بساحة اللعب بالمؤسسة، والتي تسبب خطرا كبيرا على صحتهم، بحكم أن أرضيتها منجزة بمادة الإسمنت المسلح ”المحظور في الملاعب الرسمية”، في وقت هرب البعض منهم للعب فوق الرمال التي تشكل أيضا خطرا عليهم بسبب تحركها وأثرها على أقدام التلاميذ.
وأضاف هؤلاء أنهم يجهلون الأسباب الحقيقية لتوقف الأشغال من طرف المقاولات المشرفة عليها، وهو ما جعلهم يناشدون السلطات الوصية ضرورة التدخل العاجل لتسريع إنجاز القاعة لمنح فرصة للفريق الرياضي المدرسي لتدارك تحضيراته، وتمكينه من احتلال مراتب متقدمة أثناء منافساته الرياضية في شتى الألعاب على المستوى الولائي هذا الموسم.
وسرد التلاميذ مشاكل أخرى يتخبطون فيها بهذه المؤسسة التعليمية، مثل انعدام المياه بالمراحيض، وفقدان بعض الحنفيات بسبب عمليات التخريب التي طالتها من بعض العابثين، الأمر الذي دفع بالمتمدرسين للتنقل إلى المؤسسات المجاورة لقضاء حاجتهم، أو الانقطاع عن الدراسة في بعض الأحيان، وخاصة الفتيات، نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها دورات المياه بالمؤسسة.
ويعاني الأساتذة العاملون في الثانويات وضعا اجتماعيا صعبا للغاية، خاصة المتزوجون منهم، وتحدث بعضهم عن حجم معاناتهم جراء عدم تسلمهم السكنات الوظيفية التي اكتملت بها الأشغال منذ عدة سنوات، ولكن بقيت شاغرة، الأمر الذي تسبب في تصدع جدرانها وإلحاق أضرار بالغة بها، وتحولت لمصدر قلق وفزع للسكان المجاورين لها، كما يقاسمهم في هذا الأمر معلمو المدارس الابتدائية بالشريط الحدودي كله، الأمر الذي دفع بالبعض منهم مؤخرا للامتناع عن الدراسة، والوقوف في حركة احتجاجية، تعبيرا منهم عن تواصل معاناتهم في التدفئة، ومطالبتهم بتجديد وتغيير المدافئ بوسائل عصرية تشتغل بالماء الساخن أو الغاز أو الكهرباء، بسبب الرائحة الكريهة التي تنبعث من المدافئ التي تشتغل بمادة المازوت.
وكللت هذه الوقفة الاحتجاجية بلقاء مع رئيس بلدية الطالب العربي الحدودية، طرح فيه كل من ممثلي المدارس والمدراء نقائص الابتدائيتين، من توفير النظافة وصيانة أقفال الأبواب والنوافذ، وكذا توفير الماء الشروب للتلاميذ وغيرها، مع تكفل مصالح البلدية بتوفير كل هذه الاحتياجات في القريب العاجل، من أجل ضمان تمدرس مريح لأبناء الشريط الحدودي بوادي سوف.
المصدر صحيفة الفجر.