|
منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2017-10-18, 17:48 | رقم المشاركة : 7981 | ||||
|
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَا ابْنَ آدَمَ! مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ! كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ». أخرجه مسلم.
|
||||
2017-10-19, 08:49 | رقم المشاركة : 7982 | |||
|
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي اليَقَظَةِ، أَوْ لَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي اليَقَظَةِ، لاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي». متفق عليه. |
|||
2017-10-19, 21:39 | رقم المشاركة : 7983 | |||
|
حوار هرقل لأبي سفيان
ومن الحوارات المشهورة في التاريخ الحوار الذي دار بين أبي سفيان وملك الروم عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فعندما سأل ملك الروم (هرقل) أبا سفيان عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد أرسل رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام قبل هذا الحوار رسالة إلى هرقل يدعوه فيه إلى الإسلام، قائلا : بسم الله الرحمن الرحيم - من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد : فإني ادعوك بدعاية الإسلام . اسم يؤتك الله أجرك مرتين .. فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين . قال تعالىنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) آل عمران (64). هذه الرسالة عندما وصلت إلى هرقل وقرأها وفهم فحواها أمر جنده أن يبحثوا له عن رجل من أهل مكة ليسأله عن أحوال هذا النبي الذي أرسل هذه الرسالة .. وتصادف أن كان أبو سفيان ومن معه من المشركين في تجارة لهم في الشام فأخذهم الجند جميعا إلى الملك ، ولما وقفوا بين يديه سألهم بواسطة الترجمان . أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبو سفيان : أنا ( وكان كافرا آنذاك ) فقال هرقل : أدنوا مني .. وجعلوه أصحابه عند ظهره .. ثم قال لأبي سفيان : إني سائلك عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي .. وقال لأصحاب أبي سفيان : أن كذب فكذبوه .. وكان أول سؤال هو كيف نسبه فيكم ؟ قال أبو سفيان : هو فينا ذو نسب . قال هرقل : هل قال هذا القول منكم أحد قبله قط ؟ قال أبو سفيان : لا قال هرقل: هل كان من آبائه من ملك ؟ قال أبو سفيان : لا قال هرقل : أأشراف الناس أتبعوه أم ضعافهم ؟ قال أبو سفيان : ضعافهم . قال هرقل : أيزيدون أم ينقصون ؟ قال أبو سفيان : بل يزيدون . قال هرقل : فهل يرتد منهم أحد سخطة لدينه بعد أن دخل فيه ؟ قال أبو سفيان :لا قال هرقل : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال أبو سفيان :لا قال هرقل : فهل يغدر؟ قال أبو سفيان :لا ونحن معه في مدة صلح الحديبية لا أدري ما هو فاعل فيها . قال هرقل: فهل قاتلتموه؟ قال أبو سفيان :نعم قال هرقل : فكيف كان قتالكم إياه؟ قال أبو سفيان :الحرب بيننا وبينه سجال .. ينال منا وننال منه . قال هرقل : فبماذا يأمركم ؟ قال أبو سفيان : يقول .. اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما كان يعبد آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة . قال هرقل للترجمان : قل لأبي سفيان ومن معه . إني سألت عن نسبه .. فذكرت أنه فيكم ذو نسب .. وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها .. وسألتك هل قال هذا القول أحد قبله .. فذكرت أن لا .. فلوا قال هذا القول أحد قبله لقلت: رجل يتأسى بقول قيل من قبله .. وسألتك هل كان في آبائه من كان ملكا .. فذكرت أن لا .. وأقول لو كان في آبائه من كان ملكا لقلت .. رجل يطلب ملك أبيه .. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب على الناس قبل أن يقول ما قال : فذكرت أن لا ... وما كان ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله .. وسألتك أأشراف الناس أم ضعفائهم اتبعوه .. فذكرت ضعفاؤهم .. وكذلك أتباع الرسل .. وسألتك أيزيدون أم ينقصون ؟ فذكرت يزيدون ..وكذلك أمر الإيمان حتى يتم.. وسألتك .. أيرتد أحد منه سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ فذكرت أن لا ..وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب وسألتك .. هل يغدر ؟.. فذكرت أن لا .. وكذلك الرسل لا تغدر .. وسألتك بما يأمركم .. فذكرت أنه يأمر أن تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصدق والعفاف قال هرقل : إن كنت ما تقول حقا يا أبا سفيان . فإن محمدا سيملك موضع قدمي هاتين .. وقد كنت أعلم عن طريق الكتب الدينية أن نبيا سيظهر .. ولم أكن أظن أنه منكم ، فلوا أعلم إني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لأطعته طاعة عمياء. هذا الحوار دار بين أطراف ليسوا من بلد واحد ولغتهم مختلفة وأبطال هذا الحوار ليسوا بمسلمين .. لكنهم عقلاء لأن حوارهم دار على الصدق والموضوعية ، والبحث عن الحقيقة والوصول إليها دون إتباع للهوى أو التعصب المذموم ، ولهذا كان ثمار الحوار طيبة، والذي يود المزيد فاليطالع كتب السيرة فهي حافلة بالحوارات التي توصل إلى الحق وتهدي إلى سواء السبيل .( صحيح البخاري). |
|||
2017-10-19, 21:51 | رقم المشاركة : 7984 | |||
|
شرح حديث أبي سُفْيانَ -رضي الله عنه- في حديثِه الطَّويلِ في قِصّةِ هِرَقْلَ-رياض الصالحين
|
|||
2017-10-20, 14:11 | رقم المشاركة : 7985 | |||
|
من أسباب منع القطر من السماء---د. محمد ويلالي 14/1/2012 ميلادي - 19/2/1433 هجري
|
|||
2017-10-20, 14:14 | رقم المشاركة : 7986 | |||
|
منع القطر من السماء... بلاء له دواء
السؤال
أسكن مدينة تسمى عين التوتة بولاية باتنة في الجزائر تنعدم فيها الأمطار.. في حين كانت منذ زمن غير بعيد كثيرة التساقط وبمختلف أنواعه ثلوج أمطار...فما السبب في ذلك يا ترى ؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن نزول الأمطار وامتناعها بأمر الله -عز وجل- كما قال تعالى: أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل:63]. وقال تعالى: فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ [النور:43]. والمطر نعمة من الله تعالى، ورزق يمن به على عباده، ونعم الله لا ترتفع إلا بذنب، ولا تعود إلا بتوبة وطاعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط. وقال تعالى: فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ [التوبة:74]. وفي سنن ابن ماجه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء؛ ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم. وحسنه الألباني. ولتعلم أيها الأخ السائل أن التوبة والاستغفار خير ما يجلب النعم ويدفع البلايا والنقم، قال عز وجل: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً [نوح:]. وقد شرع لنا نبيناً صلى الله عليه وسلم ما نفعله عند القحط وتأخر المطر، وذلك صلاة الاستسقاء، التي فيها إظهار الذلة والمسكنة والحاجة إلى الله تعالى، |
|||
2017-10-20, 14:24 | رقم المشاركة : 7987 | |||
|
هل سبب القحط هو المعاصي والآثام أم الأحوال الجوية ؟
السؤال : أحد الزملاء قال لي : سبب عدم نزول المطر هو المناخ ، والحالة الجوية للمنطقة ، ولا علاقة للذنوب بهذا الأمر ! ، فقلت له : قول الله على لسان نوح ( فقلت استغفروا ربكم ... ) الآيات ، لكنه لم يقتنع بالدليل الشرعي ، ورد بدليل عقلي قائلا : مكة ، والمدينة ، تعانيان من القحط ، بينما " أبها " ، ودول الشام لا ينقطع عنها المطر ، ولا أظن أن أهل الشام أقل ذنوباً من مكة ، والمدينة ، أما قصة نوح فربما لها تأويل آخر . السؤال : كيف أرد على زميلي بدليل عقلي ؟ وهل هو على خطر ؟ . تم النشر بتاريخ: 2009-06-18 الجواب :الحمد للهأولاً : كما ذكرتَ لزميلك أن سبب حبس المطر هو الذنوب والمعاصي ؛ فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا يُرفع إلا بتوبة ، وهذا قد قرره الله تعالى في القرآن الكريم كثيراً , ومن ذلك : قوله تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الروم/41 . وقال تعالى : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) الجن/16 . وقال تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الأعراف/ 96 . قال ابن كثير رحمه الله : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا) أي : آمنت قلوبهم بما جاءتهم به الرسل ، وصدَّقت به ، واتبعته ، واتقوا بفعل الطاعات ، وترك المحرمات : (لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ) أي : قطر السماء ، ونبات الأرض . قال تعالى : (وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) أي : ولكن كذبوا رسلهم ، فعاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم ، والمحارم ."تفسير ابن كثير" (3/451) . ومن السنَّة : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا . وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ . وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا . وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ . وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ) .رواه ابن ماجه (4155) ، وحسَّنه الألباني في "صحيح ابن ماجه" . ومن أقوال السلف : قال أبو هريرة رضي الله عنه : إن الحباري – نوع من الطيور - لتموت في وكرها من ظلم الظالم . وقال مجاهد رحمه الله : إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السَنَة – أي : القحط - وأمسك المطر , وتقول : هذا بشؤم معصية ابن آدم . وقال عكرمة رحمه الله : دواب الأرض وهوامها ، حتي الخنافس ، والعقارب يقولون : مُنعنا القطر بذنوب بني آدم .انظر " الجواب الكافي " لابن القيم ( ص 38 ) . ومن أقوال المعاصرين : قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله - يذكِّر المسلمين بتأخر نزول المطر وسبب ذلك - : فقد رأيتم الواقع ، وهو تأخر نزول الغيث عن إبانه ، وقحوط المطر وعدم مجيئه في أزمانه ، ولا ريب أن سبب ذلك هو معاصي الله ، ومخالفة أمره ، بترك الواجبات ، وارتكاب المحرمات . فإنه ما من شرٍّ في العالم ، ولا فساد ، ولا نقص ديني ، أو دنيوي : إلا وسببه المعاصي ، والمخالفات ، كما أنه ما من خيرٍ في العالم ، ولا نعمة دينية ، أو دنيوية : إلا وسببها طاعة الله تعالى ، وإقامة دينه . فيا عباد الله : التوبة ، التوبة ! تفلحوا ، وتنجحوا ، وتستقيم أحوالكم ، وتصلحوا ، قال الله تعالى : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) هود/ 52 . وارجعوا إلى ربكم ، بالتجرد ، والتخلص من حقوق الله التي له قبَلكم ، واخرجوا من جميع المظالم التي عند بعضكم لبعض ، وأكثروا من الاستغفار ، بقلب يقظان حاضر ، معترف بالذنوب ، مقر بالتقصير والعيوب ، وأديموا التضرع لرب الأرباب : يُدرَّ عليكم الرزق من السحاب ." فتاوى الشيخ ابن إبراهيم " ( 3 / 128 – 131 ) باختصار شديد . ثانياً: مما اتفق عليه العقلاء من جميع الأمم : أن المعاصي لها تأثير على واقع حياتهم ، وسبُل رزقهم , ومما يدل على ذلك : أن هؤلاء العقلاء يوصون باجتناب الظلم ؛ لما يعلمون من سرعة تعجيل عقابه , بل حتى العرب قبل الإسلام كانوا يحذرون عاقبة بعض المعاصي ، كالبغي ، والغدر ، والظلم . والعقل يدل على مجازاة المحسن بالإحسان , وعلى مجازاة المسيء بالعقاب ، والحرمان ، ومثال ذلك : أنك تجد المعلِّم في المدرسة يثيب الطلبة المجتهدين بالجائزة ، والثناء , ويكون عكس ذلك للمقصرين , وهكذا صاحب العمل في عمله يشجع العامل المجتهد ، ويزيد له في أجره , وعلى عكس ذلك يكون الحال مع العامل المقصر . ولله المثل الأعلى ، فهو سبحانه وتعالى ينبِّه عباده إلى الرجوع إليه ، والتوبة ، بمثل هذه السنن ، كالجفاف ، وتأخر المطر ، وضيق الرزق ؛ ليرجعوا إليه ، ويتركوا ما هم عليه من معاصٍ وآثام ، ولو حصل شيء من الرزق من السماء : فلأجل البهائم ! كما مرَّ في الحديث . قال القرطبي رحمه الله : وقد استسقى نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فخرج إلى المصلَّى متواضعاً ، متذللاً ، متخشعاً ، مترسِّلاً ، متضرعاً ، وحسبك به ، فكيف بنا ، ولا توبة معنا ، إلا العناد ، ومخالفة رب العباد ، فأنَّى نُسقى ؟! لكن قد قال صلى في حديث ابن عمر : ( وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِم إِلاَّ مُنِعُوا القَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلاَ البَهَائِم لَمْ يُمْطًروا ) الحديث ." تفسير القرطبي " ( 1 / 418 ) . وإن رغد العيش ، ووفرة الماء ، قد يكون لبعض الناس ، والأمم ، بلاء ، واستدراجاً ، كما هو مشاهد في بلاد الغرب , وهذا مبلغهم من النعيم ، وقد عجلت لهم طيباتهم في الدنيا , وسيكون عليهم بسبب ذلك زيادة في العذاب في الآخرة . قال تعالى : ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) آل عمران/ 180 . كما جاء ذلك مبيَّناً في حديث عُقْبَةَ بن عَامِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ لَهُ مِنْهُ اسْتِدْرَاجٌ ، ثُمَّ نَزَعَ هَذِهِ الآيَةَ : ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الأنعام/45 . رواه الطبراني في "الكبير" (17/330) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (413) . فتحصَّل مما سبق : أنَّ حبس المطر عن قوم ، أو بلد : إنما هو بأمر الله تعالى ، ومهما كان له من الأسباب المادية : فإن الله تعالى هو من قدَّرها . وإذا قدَّر الله تعالى المطر والرزق لبلد ، أو قوم عصاة غير تائبين ، أو كفار غير مسلمين : فلحكَم جليلة ، وأسباب عديدة ، منها : استدرجهم بالخيرات لزيادة العذاب عليهم يوم القيامة ، ومنها : أنه من أجل البهائم ، لا من أجلهم هم ، وإذا حصل ذلك : صارت البهائم حينئذٍ خيراً منهم . قال المناوي رحمه الله : أي : لم يُنزل إليهم المطر ؛ عقوبةً ، بشؤم منعهم للزكاة عن مستحقيها ، فانتفاعهم بالمطر إنما هو واقع تبعاً للبهائم ! فالبهائم حينئذ خيرٌ منهم ! وهذا وعيد شديد على ترك إخراج الزكاة أعظِم به من وعيد . " فيض القدير " ( 5 / 378 ، 379 ) . ونرجو أن يكون ما ذكرناه نافعاً لصاحبك ، ولكل من قرأه .والله أعلم |
|||
2017-10-20, 14:28 | رقم المشاركة : 7988 | |||
|
لماذا تأخر نزول المطر؟ استسقاء في 28/12/1428هـخطبة الشيخ الدكتور/إبراهيم بن عبد الله الدويش
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله والله أكبر، الله أكبر لا نعبد إلا إياه، ولاندعو سواه، آمنا به مدبرًا للكون في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، ملاذنا عند الخطب الجلل، وملجؤنا في الأزمات والعلل، العبودية له شرف، والذل له عز، والافتقار إليه غنى ) أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ([الأعراف: 45] وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وبارك عليه، وعلى صحبه والتابعين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: عباد الله! إن في تأخر المطر خطرًا على العباد والبلاد، والبهائم والاقتصاد، قال مجاهد: "إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر، تقول: هذا بشؤم معصية ابن آدم". وقال أبو هريرة t : "إن الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم". وفي سنن ابن ماجه من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ e فَقَالَ: (( يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا. وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ". إذاً فلتأخر المطر أسباب من أهمها: ما نص عليه الحديث: من منع الزكاة، فقد ابتلي كثير من الناس اليوم بتضخم الأموال في أيديهم، وصاروا يتساهلون في إخراج الزكاة، إما بخلاً بها إذا نظروا إلى كثرتها، وإما تكاسلاً عن إحصائها وصرفها في مصارفها، ألم يسمع هؤلاء قول الله تعالى: ) وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ(( التوبة 34،35)، ألم يسمع هؤلاء قول النبيe: (( مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَع – وهي الحية الخالي رأسها من الشعر لكثرة سمها- لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ -يَعْنِي: بِشِدْقَيْهِ- ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلَا : )وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ..( [آل عمران:180]. ومن أسباب منع القطر أيضًا: نقص المكيال؛ فقد أخرج الطبراني في معجمه من حديث سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله e: "ما طفف قوم كيلاً ولا بخسوا ميزاناً إلا منعهم الله القطر"، وعن ابن مسعود قال: "إذا بُخِسَ المكيال حُبس القطر"، والبعض من الناس حملهم الطمع والجشع على الغش في المعاملات، ونقص الموازين، وبخس الناس أشياءهم، وبعض الباعة يغررون بالمشترين الذين لا يعرفون أقيام السلع، ويثقون بهم فيرفعون عليهم القيمة ويغبنونهم غبنًا فاحشًا، وما أكثر النجش في بيع السيارات والأغنام وغيرها،كل هذا وغيره مما يجري في أسواق المسلمين تُسبب العقوبات الخاصة والعامة، ومن أسباب منع القطر: الربا؛ روى الإمام أحمد عن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ: (( مَا مِنْ قَوْمٍ يَظْهَرُ فِيهِمْ الرِّبَا إِلَّا أُخِذُوا بِالسَّنَةِ، وَمَا مِنْ قَوْمٍ يَظْهَرُ فِيهِمْ الرُّشَا إِلَّا أُخِذُوا بِالرُّعْبِ ))، والسنة: القحط وقلة الأمطار والنبات، وكم هي البطون الحبلى بأكل الربا، وأكل أموال الناس بالباطل والرشاوي، والحيل من معاملات ومساهمات مشبوهة عمت وطمت. ومن الأسباب أيضاً: المكاسب غير الطيبة؛ فإن خبث المطعم سبب لعدم قبول الدعاء، ويُروى عنه e أنه قال لسعد بن أبي وقاص لما سأله أن يدعو الله أن يجعله مستجاب الدعوة قال: (( أطب مطعمك يا سعد تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف بلقمة الحرام في جوفه ما يتقبل الله منه أربعين يومًا، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به))(رواه الطبراني في الصغير وأشار المنذري في الترغيب والترهيب 3/207 إلى ضعفه) وللحديث شواهد في أصله، ومن أسباب منع القطْر: الزنا فقد قال: (( إذا ظهر الزنا والربا في قرية أحلوا بأنفسهم عذاب الله )) (حاكم وقال: صحيح الإسناد )، والزنا من الكبائر، قال تعالى: )وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا(، فنهى الله عن مجرد قربه وقرب أسبابه، وقد أصبحنا نسمع عن انتهاك الأعراض، وأولاد الحرام، وحالات قتل الأجنة، وكثرة خروج النساء متبرجات متعطرات بلا ضوابط ولا حدود. وأيضًا من أعظم أسباب منع القطر: ترك النهي والأمر، لماذا ندعو ولا يستجاب لنا؟ ونستسقي ولا نُسقى؟ ونستغيث ولا نغاث؟ لقد أخبرنا حُذَيْفةُ بن الْيَمَانِ عَنِ النَّبِيِّ e قَالَ: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ ))(ت 2095). يا الله !ماذا بقي للناس إن تخلى الله عنهم؟ أحقًّا يبقى الإنسان في العراء، وقد تخلى عنه رب الأرض والسماء، المخلوق بدون الخالق يهوي في الدركات، ويتقلب في الظلمات، ) فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ( ذلك هو المخلوق الذي يدعو الله فلا يجيبه، ويسأله فلا يعطيه، ويستنصره فلا ينصره، سبحان الله! ألم يقل الله: ) وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ (، بلى!! ولكن يحل غضبه، ولا يستجيب الدعاء، حينما يُجهر بالمنكرات وهم قاعدون، لا ينهون ولا يأمرون، لا يغارون ولا يتمعرون، ولو بأضعف الإيمان: الإنكار في القلب. وكم نلقى من أصحاب المعاصي والمنكرات، ونقابلهم بالابتسامات والضحكات، مداهنات ومجاملات! قال مالك بن دينار: "من كان له جار يعمل بالمعاصي فلم ينهه فهو شريكه"(المقدسي ص233/ح72). عباد الله! ألا هل من عين تدمع غيرة من أجل الله؟ ألا هل من قلب يهتم من أجل الله؟ ليس بالنهر والشدة، وإنما باللين والحكمة. معاشر المؤمنين والمؤمنات! ما هذه الغفلة عن سنن الله في الإهلاك والتدمير؟ أين حياة القلوب وهي ترى المصائب تحل ذات اليمين وذات الشمال، ثم لا تلين للموعظة والتذكر؟ ما أهون الخلق على الله إذا هم عصوا أمره، واستطعموا رزقه، ولم يشكروا نعمته، ومتعهم بالصحة والأمن ورغد العيش، فلم يكترثوا بأمره ونهيه، فإن الله يمهل ولا يهمل، ويري الناس من آياته وعجائب قدرته ما تشهد به قلوب المؤمنين، ويغفل عنه المستكبرون وتحيط القوارع والنذر بالناس أجمعين؛ ) وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ( (101يونس). وتتوالى الفتن وتعصف بالناس عواصف المحن، والقلة القليلة منهم هي التي تتذكر وتستغفر، ) أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ((126التوبة) عباد الله! إن للمعاصي آثارًا على القلب والبدن، وعلى الفرد والمجتمع، أحداث تهز القلوب، وعبر توقظ الضمائر، ومخاوف تحيط بالجميع، وقوارع تنذر الناس أن لا ملجأ من الله إلا إليه، ولا مفر لنا إلا بالرجوع إليه. روى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر عن النبيe قال: (( إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ e: ) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (. أخشى أن نُمنع القطر بسبب جشع منع الزكاة، أو معاند من العصاة، أو مراب حارب رب الأرض والسماوات، أو بسبب عدم إنكار المنكرات، ومع هذا اعلموا أنه ما منا أحد إلا ويقع في معصية، يقولe: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ )). لكن الإيمان والتقى يذكر صاحبه بعظمة من عصى، فيرعوي ويستغفر ولا يصر على الخطأ: ) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ([آل عمران: 135] . معاشر المسلمين! تأملوا أحوالكم مع خالقكم، وفتشوا عن أنفسكم، ففرق بين من يقترف المعصية وهو لها كاره، وهو من ربه خائف مشفق، ينظر إلى ذنوبه كأصل جبل يخاف أن يقع عليه، وبين من يمارس الذنب إثر الذنب، ولا يتمعر وجهه خشية من الله، بل يرى ذنوبه أشبه بذباب وقع على أنفه فقال بيده يهشه!! إن الله شديد العقاب،كما أنه غفور رحيم، بل هو يفرح بتوبة عبده، وهو غني عنه، فاعتبروا واتعظوا، وتوبوا إلى الله بقلوب صادقة، وعيون دامعة، فإن الله غفور رحيم )وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ( (156الأعراف). عباد الله! أظهروا في هذا الموضع رقة القلوب، وافتقار النفوس، استكينوا لربكم، وارفعوا أكف الضراعة إليه، ابتهلوا وتضرعوا وأكثروا من الاستغفار، )قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (. اللهم إنك أنت الغني ونحن الفقراء، نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا: ) يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ( اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً طبقاً مجللاً عاماً نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل، اللهم إنا ندعوك راغبين في رحمتك، راجين فضل نعمتك فاسقنا غيثك ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلكنا بالسنين، اللهم إنا نسألك ألا تردنا خائبين، ولا تقلبنا واجمين، فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا وتنشر رحمتك وأنت الولي الحميد، اللهم لا تؤاخذنا بتقصيرنا فإننا نعترف بذنوبنا فاغفر لنا وارحمنا يا ربنا، اللهم لا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا. اللهم ارحم ببهائم رتع، وبأطفال رضع، وبعجائز ركع، اللهم رحماك بنا أجمعين، فقد جفت الآبار، وغلت الأسعار، فارحمنا اللهم وأغثنا برحمتك ولا تكلنا إلى أنفسنا الضعيفة، اللهم اجمع شمل الأمة، واكشف الغمة، اللهم أصلح القلوب، واغفر الذنوب، واستر العيوب، واقبل توبة من يتوب، اللهم أصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لما تحبه وترضاه، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم ألف بين قلوبهم وقلوب رعيتهم، واجمع كلمتهم على التوحيد يارب العالمين. عباد الله! ادعوا ربكم وأنتم موقنون بالإجابة، وصلوا وسلموا على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين. |
|||
2017-10-21, 09:12 | رقم المشاركة : 7989 | |||
|
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ، أوْ: جُنْحُ اللَّيْلِ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ، وَأغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ الله، وَأطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ الله، وَأوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ الله، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ الله، وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئاً». متفق عليه. |
|||
2017-10-21, 10:44 | رقم المشاركة : 7990 | |||
|
عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات |
|||
2017-10-22, 07:39 | رقم المشاركة : 7991 | |||
|
عَنْ أبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ الله، فَإِذَا رَأى أحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلا يُحَدِّثْ بِهِ إِلا مَنْ يُحِبُّ، وَإِذَا رَأى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ بِالله مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلاثاً، وَلا يُحَدِّثْ بِهَا أحَداً، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ». متفق عليه. |
|||
2017-10-22, 12:19 | رقم المشاركة : 7992 | |||
|
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ)) |
|||
2017-10-22, 12:20 | رقم المشاركة : 7993 | |||
|
((عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا فَقَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ رَجُلًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ وَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا كَأَنَّهَا تَعْنِي قَصِيرَةً فَقَالَ لَقَدْ مَزَجْتِ بِكَلِمَةٍ لَوْ مَزَجْتِ بِهَا مَاءَ الْبَحْرِ لَمُزِجَ)) |
|||
2017-10-22, 12:21 | رقم المشاركة : 7994 | |||
|
(( من عامل الناس فلم يظْلمْهُم، وحَدَّثَهُم فلم يكْذِبْهم، ووعَدَهُم فلم يُخْلِفْهُم، فهُوَ ممن كَمُلَتْ مُروءَتُهُ، وظهَرَتْ عدالتُه، ووَجَبَتْ أُخُوَّتُه، وحَرُمَت غيبَتُه)) |
|||
2017-10-22, 12:22 | رقم المشاركة : 7995 | |||
|
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
القسم, تلميذ(ة), تخفيظ, جيدة, زريف |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc