حُسْنُ الْخُلُقِ - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حُسْنُ الْخُلُقِ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-09-10, 07:03   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

فوائد التَّأنِّي

1- دلالة على رجاحة العقل

ووفور الرَّزانة، وطمأنينة القلب.

2- يعصم الإنسان مِن الضَّلال والخطأ.

قال ابن عثيمين:

(الأناة: التَّأنِّي في الأمور وعدم التَّسرُّع

وما أكثر ما يهلك الإنسان

ويزلُّ بسبب التَّعجُّل في الأمور

وسواء في نقل الأخبار

أو في الحكم على ما سمع

أو في غير ذلك.

فمِن النَّاس -مثلًا- مَن يتخطَّف الأخبار بمجرَّد

ما يسمع الخبر يحدِّث به، ينقله

. ومِن النَّاس مَن يتسرَّع في الحكم

سمع عن شخص شيئًا مِن الأشياء

ويتأكَّد أنَّه قاله

أو أنَّه فعله ثمَّ يتسرَّع في الحكم عليه

أنَّه أخطأ أو ضلَّ أو ما أشبه ذلك

وهذا غلط، التَّأنِّي في الأمور كلُّه خيرٌ)


[561] ((شرح رياض الصالحين)) (3/577- 578).

3- التَّأنِّي كلُّه خيرٌ ومحمود العاقبة في الدُّنْيا والآخرة.

4- صيانة للإنسان مِن الأخلاق المذمومة:

قال ابن القيِّم:

(إذا انحرفت عن خُلُق الأناة والرِّفق انحرفت:

إمَّا إلى عَجَلة وطيش وعنف

وإمَّا إلى تفريط وإضاعة، والرِّفق والأناة بينهما)


[562] ((مدارج السَّالكين)) (2/296).

5- سببٌ لنيل محبَّة الله ورضاه سبحانه:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

لأشجِّ عبد القيس:

((إنَّ فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم، والأناة))


[563] رواه مسلم (25).

6- صيانة الإنسان مِن كيد الشَّيطان وتسلُّطه عليه:

قال صلى الله عليه وسلم:

((التَّأنِّي مِن الله، والعَجَلَة مِن الشَّيطان))


[564] رواه أبو يعلى (7/247) (4256)

وحسَّنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (3011).


قال الغزالي:

(الأعمال ينبغي أن تكون بعد التَّبصرة والمعرفة

والتَّبصرة تحتاج إلى تأمُّل وتمهُّل

والعَجَلَة تمنع مِن ذلك

وعند الاستعجال يروِّج الشَّيطان شرَّه

على الإنسان مِن حيث لا يدري)


[565] ((إحياء علوم الدين)) (3/33).

7- التَّريُّث عند وصول الخبر إليه:

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات: 6].


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّأنِّي أو (الأناة)








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-09-11, 05:16   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


صور التَّأنِّي

التَّأنِّي مطلوبٌ في كثير من الأحوال والمواقف

التي تمرُّ على الإنسان

ومِن هذه الأحوال التي يتطلَّب فيها التَّأنِّي:


1- عند الذهاب إلى الصَّلاة:

فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال:

((بينما نحن نصلِّي مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

إذ سمع جلبة الرِّجال، فلمَّا صلَّى قال: ما شأنكم؟

قالوا: استعجلنا إلى الصَّلاة.

قال: فلا تفعلوا إذا أتيتم الصَّلاة فعليكم بالسَّكينة

فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا))


[566] رواه البخاري (635).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه

عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

((إذا سمعتم الإقامة

فامشوا إلى الصَّلاة وعليكم بالسَّكينة والوقار

ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلُّوا

وما فاتكم فأتمُّوا))


[567] رواه البخاري (636).

ففي الحديثين نهي عن الاستعجال والإسراع لإدراك الصَّلاة

والأمر بالتَّأنِّي والسَّكينة في المجيء للصَّلاة والقيام لها


[568] انظر: ((فتح الباري شرح صحيح البخاري))

لابن حجر (2/118)

((عمدة القاري شرح صحيح البخاري))

لبدر الدين العيني (5/150).


2- التَّأنِّي في طلب العلم:

قال تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ [القيامة: 16].

قال ابن القيِّم في هذه الآية

: (ومِن أسرارها -سورة القيامة-:

أنَّها تضمَّنت التَّأنِّي والتَّثبُّت في تلقِّي العِلْم

وأن لا يحمل السَّامع شدَّة محبَّته وحرصه

وطلبه على مبادرة المعلِّم بالأخذ قبل فراغه مِن كلامه

بل مِن آداب الرَّب التي أدب بها نبيَّه

أَمْرُه بترك الاستعجال على تلقِّي الوحي

بل يصبر إلى أن يفرغ جبريل مِن قراءته

ثمَّ يقرأه بعد فراغه عليه

فهكذا ينبغي لطالب العلم ولسامعه

أن يصبر على معلِّمه حتى يقضي كلامه)


[569] ((التبيان في أقسام القرآن)) (1/159).
.
3- التَّأنِّي عند مواجهة العدو في ساحة القتال:

قال النُّعمان بن مقرن للمغيرة بن شعبة

-رضي الله عنهم- في تأخير القتال يوم نهاوند

: ((ربَّما أشهدك الله مثلها مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

فلم يُندِّمك، ولم يخزك

ولكني شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان إذا لم يقاتل في أوَّل النَّهار

انتظر حتى تهبَّ الأرواح، وتحضر الصَّلوات))


[570] رواه البخاري (3160).

قال ابن حجر: (قوله: ((فلم يندِّمك))

أي: على التَّأنِّي والصَّبر حتى تزول الشَّمس)


[571] ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)) (6/256).

وقال الشَّافعي:

(لا ينبغي أن يولِّي الإمام الغزو إلَّا ثقة في دينه

شجاعًا ببدنه، حسن الأناة

عاقلًا للحرب بصيرًا بها، غير عَجِلٍ ولا نَزِق

ويتقدَّم إليه أن لا يحمل المسلمين على مهلكة بحال)


[572] ((السنن الكبرى)) للبيهقي (9/70).

4- التَّأنِّي في الإنكار في الأمور المحتملة:

فعن أبيِّ بن كعب رضي الله عنه

عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

في قصَّة موسى والخضر -عليهما السَّلام- وفيه-

((فعمد الخضر إلى لوح مِن ألواح السَّفينة، فنزعه،

فقال موسى: قومٌ حملونا بغير نَوْلٍ


[573] النول: الأجر. ((النهاية في غريب الحديث والأثر))

لابن الأثير (5/129).


عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها؟!

قال: ألم أقل إنَّك لن تستطيع معي صبرًا؟

قال: لا تؤاخذني بما نسيت

ولا ترهقني مِن أمري عسرًا))


[574] رواه البخاري (122)

ومسلم (2380)، واللَّفظ للبخاري.


قال ابن حجر:

(إنَّ الذي فعله الخضر ليس في شيء منه ما يناقض الشَّرع

فإنَّ نقض لوح مِن ألواح السَّفينة لدفع الظَّالم عن غصبها

ثمَّ إذا تركها أعيد اللَّوح- جائزٌ شرعًا وعقلًا

ولكن مبادرة موسى بالإنكار بحسب الظَّاهر

وقد وقع ذلك واضحًا في رواية أبي إسحاق

التي أخرجها مسلم

ولفظه: فإذا جاء الذي يسخِّرها فوجدها منخرقة

تجاوزها فأصلحها، فيُستفاد منه وجوب التَّأنِّي

عن الإنكار في المحتملات)


[575] ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)) (1/222).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح


خُلُقِ التَّأنِّي أو (الأناة)









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-12, 05:13   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

صور التَّأنِّي

6- عند الفصل في المنازعات وإنزال العقوبات:

ففي قصَّة أمير المؤمنين عمر

في قضائه بين علي بن أبي طالب والعبَّاس

-رضي الله عنهما-

في فيء الرَّسول صلى الله عليه وسلم مِن بني النَّضير

قال لهما عمر رضي الله عنه: (اتَّئدوا)


[579] رواه البخاري (4033).

قال ابن حجر:

(قوله: ((اتَّئدوا)). المراد: التَّأنِّي والرَّزانة)


[580] ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)) (1/91).

وقال أبو عثمان بن الحدَّاد

: (القاضي شأنه الأناة والتَّثبُّت

ومَن تأنَّى وتثبَّت تهيَّأ له مِن الصَّواب

ما لا يتهيَّأ لصاحب البديهة)


[581] ((جامع بيان العلم وفضله))

لابن عبد البر (2/1127).


وقال الأصفهاني:

(قال بعضهم: ينبغي للسُّلطان أن يؤخِّر العقوبة

حتى ينقضي سلطان غضبه

ويعجِّل مكافأة المحسن

ويستعمل الأناة فيما يحدث

ففي تأخير العقوبة إمكان العفو إن أحبَّ ذلك

وفي تعجيل المكافأة بالإحْسَان

مسارعة الأولياء إلى الطَّاعة)


[583] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (1/242).

الوسائل المعينة على اكتساب صفة التَّأنِّي

1- الدُّعاء:

كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو الله

بأن يهديه إلى أحسن الأخلاق

فكان مِن دعائه:

((واهدني لأحسن الأخلاق

لا يهدي لأحسنها إلَّا أنت

واصرف عنِّي سيئها

لا يصرف عنِّي سيئها إلَّا أنت))


[588] رواه مسلم (771).

2- النَّظر في عواقب الاستعجال:

قال أبو إسحاق القيرواني:

(قال بعض الحكماء: إيَّاك والعَجَلَة

فإنَّ العرب كانت تكنِّيها أمَّ الندامة

لأنَّ صاحبها يقول قبل أن يعلم

ويجيب قبل أن يفهم

ويعزم قبل أن يفكِّر

ويقطع قبل أن يقدِّر

ويحمد قبل أن يجرِّب

ويذمُّ قبل أن يخبر

ولن يصحب هذه الصِّفة أحدٌ إلَّا صحب النَّدامة

واعتزل السَّلامة)


[589] ((زهر الآداب وثمر الألباب)) (4/942).

3- معرفة معاني أسماء الله وصفاته:

فمِن أسمائه سبحانه: الحليم والرَّفيق

ومِن معانيهما: التَّأنِّي في الأمور، والتَّدرج فيها

ومن ذلك إمهال الكافرين والظَّالمين

إقامة للحجَّة وقطعًا للمحجة؛ ليهلك مَن هلك عن بينة

ويحيى مَن حيَّ عن بينة


[590] انظر: ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (6/557

، ((صفات الله -عزَّ وجلَّ- الواردة في الكتاب والسنة))

لعلوي السقاف (1/139، 180).


قال تعالى: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [يونس: 11].

4- قراءة سيرة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:

فنستفيد مِن سنَّته صلى الله عليه وسلم

التَّأنِّي والصَّبر على الإيذاء

قال خباب بن الأرت رضي الله عنه:

((شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو متوسِّد بردة له في ظلِّ الكعبة

قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟

قال: كان الرَّجل فيمن قبلكم يُحْفر له في الأرض

فيُجْعَل فيه

فيُجَاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُشَقُّ باثنتين

وما يصدُّه ذلك عن دينه

ويُمَشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه مِن عظم أو عصب

وما يصدُّه ذلك عن دينه

والله ليتمَّنَّ هذا الأمر

حتى يسير الرَّاكب مِن صنعاء إلى حضرموت

لا يخاف إلَّا الله

أو الذِّئب على غنمه، ولكنَّكم تستعجلون))


[591] رواه البخاري (3612).

5- قراءة سيرة السَّلف الصَّالح:

ففي سيرة سلفنا الصَّالح نماذج كثيرة

تدلُّ على تحلِّيهم بخلق التَّأنِّي

والتَّريُّث في أمورهم

فقراءة سِيَرهم تعين على الاقتداء بهم

وانتهاج طريقهم.


6- استشارة أهل الصَّلاح والخبرة:

إذا أقدم الشَّخص على أمرٍ يجهله فعليه

أن يستشير أهل الصَّلاح والخبرة

ولا يتعجَّل في أمره

قال تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم:

وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159].

قال الماورديُّ:

(الحزم لكلِّ ذي لبٍّ أن لا يبرم أمرًا

ولا يمضي عزمًا إلَّا بمشورة ذي الرَّأي النَّاصح

ومطالعة ذي العقل الرَّاجح.

فإنَّ الله تعالى أمر بالمشورة

نبيَّه صلى الله عليه وسلم مع ما تكفَّل به مِن إرشاده

ووعد به مِن تأييده

فقال تعالى: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ..

وقال الحسن البصري -رحمه الله تعالى-:

أمره بمشاورتهم ليستنَّ به المسلمون ويتَّبعه فيها المؤمنون

وإن كان عن مشورتهم غنيًّا)


[592] ((أدب الدنيا والدين)) (1/300).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّأنِّي أو (الأناة)









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-13, 05:08   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نموذج مِن تأنِّي الأنبياء والمرسلين عليهم السَّلام

نبيُّ الله يوسف عليه السَّلام:

تأنَّى نبيُّ الله يوسف -عليه الصَّلاة والسَّلام-

مِن الخروج مِن السِّجن حتى يتحقَّق الملك

ورعيَّته براءة ساحته ونزاهة عرضه

وامتنع عن المبادرة إلى الخروج ولم يستعجل في ذلك.

قال تعالى: وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ [يوسف: 50].

قال ابن عطيَّة:

(هذا الفعل مِن يوسف -عليه السَّلام-

أناةً وصبرًا وطلبًا لبراءة السَّاحة)


[593] ((المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز))

لابن عطية (3/252).


نموذج للتَّأني مِن سير الصَّحابة رضي الله عنهم

تأنِّي أبي ذر الغفاري في قصَّة إسلامه

قال ابن عبَّاس:

((لـمَّا بلغ أبا ذر مبعث النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

بمكَّة قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي

فاعلم لي علم هذا الرَّجل الذي يزعم أنَّه يأتيه

الخبر مِن السَّماء، فاسمع مِن قوله ثمَّ ائتني

فانطلق الآخر حتى قدم مكَّة

وسمع مِن قوله

ثمَّ رجع إلى أبي ذر فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق

وكلامًا ما هو بالشِّعر.

فقال: ما شفيتني فيما أردت فتزوَّد وحمل شنَّة


[594] الشنة: الخلق من كل آنية صنعت من جلد

. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/241).


له فيها ماء حتى قدم مكَّة

فأتى المسجد فالتمس النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه

وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه -يعني اللَّيل- فاضطجع

فرآه عليٌّ فعرف أنَّه غريب

فلمَّا رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه

عن شيء حتى أصبح

ثمَّ احتمل قربته وزاده إلى المسجد

فظلَّ ذلك اليوم

ولا يرى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، حتى أمسى

فعاد إلى مضجعه، فمرَّ به عليٌّ

فقال: ما آن للرَّجل أن يعلم منزله؟ فأقامه

فذهب به معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء

حتى إذا كان يوم الثَّالث فعل مثل ذلك

فأقامه عليٌّ معه، ثمَّ قال له: ألا تحدِّثني؟

ما الذي أقدمك هذا البلد؟

قال: إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدنِّي، فعلتُ، ففعل

فأخبره، فقال: فإنَّه حقٌّ وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإذا أصبحت فاتَّبعني

فإنِّي إن رأيت شيئًا أخاف عليك

قمت كأنِّي أُريق الماء

فإن مضيت فاتَّبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل

فانطلق يقفوه

حتى دخل على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ودخل معه

فسمع مِن قوله، وأسلم مكانه))


[595] رواه مسلم (2474).

فنجد في هذه القصَّة أنَّ أبا ذرٍّ رضي الله عنه لم يظهر

ما يريده حتى يتحصَّل على بغيته

وقد تأنَّى رضي الله عنه في البحث

عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم والسُّؤال عنه

حتى لا تعلم به قريش، وتثنيه عن هدفه الذي مِن أجله

تحمَّل المشاق والمتاعب.


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّأنِّي أو (الأناة)









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-14, 05:29   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أسباب عدم التَّأنِّي

1- الغضب والحزن الشَّديد:

روى ابن عبَّاس عن أمير المؤمنين

عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنهم-

في قصَّة اعتزال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم نساءه

وفيه: ((اعتزل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أزواجه

فقلت: خابت حفصة وخسرت...

فخرجت فجئت إلى المنبر

فإذا حوله رهط يبكي بعضهم

فجلست معهم قليلًا

ثمَّ غلبني ما أجد

فجئت المشربة التي فيها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

فقلت لغلام له أسود: استأذن لعمر))


[584] رواه البخاري (5191).

قال ابن حجر:

(الغضب والحزن يحمل الرَّجل الوقور

على ترك التَّأنِّي المألوف منه

لقول عمر: ثم غلبني ما أجد. ثلاث مرَّات)


[585] ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)) (9/279)

والحديث أخرجه البخاري (5191).


وقال ابن الجوزي

: (أشدُّ النَّاس تفريطًا مَن عَمِل مبادرة في واقعة

مِن غير تثبُّت ولا استشارة

خصوصًا فيما يوجبه الغضب

فإنَّه طلب الهلاك أو النَّدم العظيم.

وكم مَن غَضبَ فقتل وضرب

ثمَّ لما سكن غضبه؛ بقي طول دهره في الحزن

والبكاء والنَّدم! والغالب في القاتل أنَّه يقتل

فتفوته الدُّنْيا والآخرة)


[586] ((صيد الخاطر)) (1/385).

و يمكن للقارئ الكريم

الاطلاع علي المزيد من


أسباب عدم التَّأنِّي

الفرق بين الأناة وبعض الصِّفات


التَّأنِّي في واحة الشِّعر

و لنا عودة من اجل الاستفادة من شرح خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-17, 16:49   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ التَّضْحية

معنى التَّضْحية لغةً:

التضحية مصدر ضحَّى

يقال: ضحَّى بنفسه أو بعمله أو بماله:

بذله وتبرع به دون مقابل.

وهي بهذا المعنى محدثة


[607] ((المعجم الوسيط)) (1/535)

((المعجم الوجيز)) (ص 377).


التَّرغيب في التَّضْحية في القرآن الكريم

- قال تعالى: وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء [آل عمران:140].

قال القاسمي: (أي: وليكرم ناسًا منكم بالشَّهادة

ليكونوا مثالًا لغيرهم في تَضْحية النَّفس شهادةً للحقِّ

واستماتةً دونه، وإعلاءً لكلمته)


[608] ((تفسير القاسمي)) (2/419).

- قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ

وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء

أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ

وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب:21-27].

(لما ذكر تعالى غزوة الأحزاب

وموقف المنافقين المذبذبين منها

بالقعود عن الجهاد، وتثبيط العزائم

أمر المؤمنين في هذه الآيات بالاقتداء بالرَّسول الكريم

في صبره وثباته، وتَضْحِيته وجهاده)


[609] ((صفوة التفاسير)) للصابوني (2/476).


- قال تعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران: 169].

(فيما ذكر إشارة إلى أنَّ المؤمن الذي يضَحِّي بنفسه

في سبيل نصر دينه ودعوة ربِّه

هو من الشُّهداء الأبْـــرَار

الذين يظفرون بجنان الخلد، وهم أحياء

أرواحهم في حواصل طير خُضْر

تسرح في الجنَّة حيث شاءت)


[610] ((التفسير المنير)) لوهبة الزحيلي (2/40).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّضْحية









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-18, 04:28   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

التَّرغيب في التَّضْحية في السُّنَّة النبوية

- عن أبي هريرة رضي الله عنه

عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:

((انتدب الله لمن خرج في سبيله

-لا يخرجه إلا إيمان بي، وتصديق برسلي-

أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة

أو أدخله الجنَّة، ولولا أن أشقَّ على أمَّتي

ما قعدت خلف سريَّة


ولوددت أنِّي أُقتل في سبيل الله ثم أحيا

ثم أُقتل ثم أحيا، ثم أُقتل))


[611] رواه البخاري (36)، ومسلم (1876).

فبذل النَّفس والشَّهادة في سبيل الله هي ذروة التَّضْحية.

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

أنَّه قال: ((من خير معاش النَّاس لهم،

رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله

يطير على متنه، كلما سمع هَيْعَةً


[612] الهيعة: الصوت تفزع منه وتخافه من عدو.

انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (22/417).


أو فزعة طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانَّه

أو رجل في غنيمة في رأس شَعَفَةٍ من هذه الشَّعَف

أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصَّلاة

ويؤتي الزَّكاة، ويعبد ربَّه حتَّى يأتيه اليقين

ليس من النَّاس إلا في خير))


[613] رواه مسلم (1889).

- وعنه أيضًا رضي الله عنه

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: ((ما نقصت صدقة من مال

وما زاد الله عبدًا بعفو إلَّا عزًّا.

وما تواضع أحد لله إلَّا رفعه الله))


[614] رواه مسلم (2588).

فلا خوف من التَّضْحية بالمال عند النَّفقة.

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّضْحية









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-18, 09:25   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
سليم المبتسم
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية سليم المبتسم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة شكراً لك بانتظار الجديد القادم دمت بكل خير










رد مع اقتباس
قديم 2020-09-19, 05:10   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليم المبتسم مشاهدة المشاركة
كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة شكراً لك بانتظار الجديد القادم دمت بكل خير
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

يشرفتي متابعتك

و حضورك اللطيب مثلك

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-19, 05:20   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أقسام التَّضْحية

تنقسم التَّضْحية إلى قسمين:

1- التَّضْحية المحمودة (المشروعة):

ومنها:

- التَّضْحية بالنَّفس:


قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ [البقرة: 216].

(أخبر أنَّه مكروه للنُّفوس

لما فيه من التَّعب والمشقَّة

وحصول أنواع المخاوف، والتعرُّض للمتالف، ومع هذا

فهو خيرٌ محضٌ؛ لما فيه من الثَّواب العظيم

والتَّحرُّز من العقاب الأليم

والنَّصر على الأعداء والظَّفر بالغنائم، وغير ذلك

ممَّا هو مُرَبٍّ، على ما فيه من الكراهة)


[615] ((تفسير السعدي)) (ص 96).

- التَّضْحية بالمال:

قال تعالى: وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى

وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:10-11].

كذلك تدلُّ وقائع التَّربية النَّبويَّة

على أنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم كان يشترطها

ويجعلها شارة الإيمان وصدقه.

والإنسان عنده ميل فطري إلى أن يضَحِّي بنفسه

وماله في سبيل المثل الأعلى

بل إنَّ هذه التَّضْحية هي أمر راسخ في فطرة الإنسان

وجزء من وجوده

وما تعظيم الشَّجَاعَة عند البَشَر إلا تقديرًا لقيمة التَّضْحية

في سبيل المثل الأعلى

ولذلك جُعل الجهاد أفضل الأعمال


[616] ((أهداف التربية الإسلامية))

لماجد الكيلاني (ص 128).


2- التَّضْحية المذمومة (غير المشروعة):

التضحية المذمومة هي التَّضْحية في نصرة باطل

أو من أجل جاهلية

وكل تضحية لم تكن في سبيل الله أو ابتغاء مرضاته

أو تحقيقًا لمقصد شريف نبيل فهي مذمومة.

فعن أبي موسى رضي الله عنه قال:

((جاء رجل إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال:

يا رسول الله! ما القتال في سبيل الله؟

فإنَّ أحدنا يقاتل غضبًا، ويقاتل حَمِيَّةً

فرفع إليه رأسه

قال: وما رفع إليه رأسه إلَّا أنَّه كان قائمًا

فقال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا

فهو في سبيل الله عزَّ وجلَّ))


[617] رواه البخاري (123).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّضْحية









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-20, 05:01   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نموذج من تَضْحية النَّبي صلى الله عليه وسلم

الرَّسول صلى الله عليه وسلم قمة في الأخلاق الكريمة

وفي التَّضْحية والشَّجَاعَة، فكان أشجع النَّاس

وأقواهم قلبًا، وأثبتهم جنانًا

وقد كانت حياته كلُّها تَضْحية في سبيل الإسلام

فعن أنس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

((لقد أوذيت في الله، وما يؤذى أحد

وأخفت في الله، وما يخاف أحد

ولقد أتت علي ثلاثون ليلة من بين يوم وليلة

وما لي ولبلال رضي الله عنه ما يأكله ذو كبد

إلا ما يواري إبط بلال))


[624] رواه الترمذي (2472)، وابن ماجه (123)

قال الترمذي: حسن غريب.

وصححه ابن القيم في ((عدة الصابرين)) (1/299)

والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2472).


وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لقد أُخِفتُ"

أي: لقد أخافَني المشرِكون واضطهَدوني

وحارَبوني وحاوَلوا قتلي، "في الله

أي: في سَبيلِ اللهِ وأنا أدْعو إلى دِينِ اللهِ

"وما يُخافُ أحَدٌ"

أي: قَبلَ أن يُخيفوا أحدًا غيري أو يَضطَهِدوا أحدًا غيري

"ولقد أُوذيتُ في اللهِ"

أي: ولقد لَحِقني الأذى في سبيلِ اللهِ

وأنا أدعو إلى دِينِ اللهِ حيثُ أصابني من المشرِكين

الضربُ والتسفيهُ والإيذاءُ وضيَّقوا عليَّ

"وما يُؤذَى أحدٌ"

أي: وما نال أحدًا الأذى غيري

وهذا في بدايةِ الإسلامِ

"ولقد أتَت علَيَّ ثلاثون مِن بينِ يومٍ وليلةٍ"

أي: ولقد مرَّ علَيَّ ثلاثونَ يومًا بلَياليهنَّ

"وما لي ولبِلالٍ طعامٌ"

أي: وليس معَنا طعامٌ أنا وبلالُ بنُ رَباحٍ

"يَأكُلُه ذو كَبِدٍ"، أي: يأكلُه مخلوقٌ حيٌّ له كبد

"إلَّا شيءٌ يُواريه إبْطُ بلالٍ"

أي: وليس معَنا إلَّا طعامٌ قليلٌ يَستُرُه بلالٌ تَحتَ إِبْطِه مِن قِلَّتِه.


مصدر الشرح

https://www.dorar.net/hadith/sharh/83801

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّضْحية









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-22, 05:33   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج من تَضْحية الصَّحابة

حياة الصَّحابة مليئة بمواقف التَّضْحية والفداء

والبذل والعطاء، من أجل نصرة دين الله

وهذه نماذج من تضحياتهم.


أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

خطب النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال:

(إنَّ الله خيَّر عبدًا بين الدُّنيا وبين ما عنده

فاختار ما عند الله. فبكى أبو بكر رضي الله عنه

فقلت في نفسي: ما يُبكي هذا الشيخ؟

إن يكن الله خيَّر عبدًا بين الدُّنيا وبين ما عنده

فاختار ما عند الله

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد

وكان أبو بكر أعلمنا. قال: يا أبا بكر لا تبك

إنَّ أمَنَّ النَّاس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر

ولو كنت متَّخذًا خليلًا من أمتي

لاتَّخذت أبا بكر، ولكن أخوَّة الإسلام ومودَّته

لا يبقين في المسجد باب إلا سُدَّ، إلا باب أبي بكر)


[625] رواه البخاري (466)، ومسلم (2382).

وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطَّاب

يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدَّق

فوافق ذلك عندي مالًا

فقلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ إن سبقته يومًا

قال: فجئت بنصف مالي

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيت لأهلك؟

قلت: مثله، وأتى أبو بكرٍ بكلِّ ما عنده

فقال: يا أبا بكرٍ ما أبقيت لأهلك؟

قال: أبقيت لهم الله ورسوله

قلت: لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا))


[626] رواه أبو داود (1678)، والتِّرمذي (3675)

والدارمي (1/480) (1660)، والبزار (1/394) (270)

والحاكم (1/574)، والبيهقي (4/180) (8026).

وحسَّنه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود))

والوادعي في ((الصَّحيح المسند)) (996).


عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه:

عن ابن عمر رضي الله عنهما:

(أنَّ عمر بن الخطَّاب أصاب أرضًا بخيبر

فأتى النَّبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها

فقال: يا رسول الله، إنِّي أصبت أرضًا بخيبر

لم أصب مالًا قطُّ أنفس عندي منه، فما تأمر به؟

قال: إن شئت حبست أصلها وتصدَّقت بها.

قال: فتصدَّق بها عمر: أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث

وتصدَّق بها في الفقراء، وفي القُرْبى، وفي الرِّقاب

وفي سبيل الله، وابن السَّبيل، والضَّيف

لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف

ويطعم غير مُتَمَوِّلٍ) قال: فحدَّثت به ابن سيرين

فقال: غير مُتَأَثِّلٍ مالًا)


[627] رواه البخاري (2737)، ومسلم (1632).

أبو طلحة رضي الله عنه:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:

((كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالًا من نخل

وكان أحبَّ أمواله إليه بَيْرَحَاء

وكانت مستقبلة المسجد

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها

ويشرب من ماء فيها طيِّب

قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية:

لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران: 92]

قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال: يا رسول الله، إنَّ الله -تبارك وتعالى- يقول:

لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ

وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بَيْرَحَاء، وإنَّها صدقة لله

أرجو برَّها وذخرها عند الله

فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. قال:

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ

ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت

وإنِّي أرى أن تجعلها في الأقربين.

فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. فقسَّمها أبو طلحة

في أقاربه وبني عمِّه))

تابعه رَوْحٌ. وقال يحيى بن يحيى وإسماعيل

عن مالك: ((رايح))


[628] رواه البخاري (1461)، ومسلم (998).

الزُّبير بن العوَّام رضي الله عنه:

يقول ابن كثير، وهو يستعرض غزوة تبوك:

(وقد كان فيمن شهد اليرموك: الزُّبير بن العوَّام

وهو أفضل من هناك من الصَّحابة

وكان من فرسان النَّاس وشجعانهم

فاجتمع إليه جماعة من الأبطال يومئذ

فقالوا: ألا تحمل فنحمل معك؟

فقال: إنَّكم لا تثبتون، فقالوا: بلى! فحمل وحملوا،

فلمَّا واجهوا صفوف الرُّوم، أحجموا، وأقدم هو

فاخترق صفوف الرُّوم حتَّى خرج من الجانب الآخر

وعاد إلى أصحابه. ثم جاؤا إليه مرَّة ثانية

ففعل كما فعل في الأولى

وجُرِح يومئذ جرحين بين كتفيه، وفي رواية: جُرح)


[629] ((البداية والنهاية)) (7/15).

وعن عروة (أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

قالوا للزُّبير: ألا تشد فنشدَّ معك؟

قال: إنِّي إن شددت كذبتم.

فقالوا: لا نفعل. فحمل عليهم حتى شقَّ صفوفهم

فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلًا

فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين: ضربة على عاتقه

بينهما ضربة ضربها يوم بدر.

قال عروة: فكنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب

وأنا صغير. قال: وكان معه عبد الله بن الزُّبير

وهو ابن عشر سنين، فحمله على فرس ووكَّل به رجلًا)


[630] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (3/46).

أنس بن النَّضر رضي الله عنه:

عن أنس رضي الله عنه أنَّ عمَّه غاب عن بدر

فقال: (غبت عن أوَّل قتال النَّبي صلى الله عليه وسلم

لئن أشهدني الله مع النَّبي صلى الله عليه وسلم

ليرينَّ الله ما أجد، فلقي يوم أحد، فهزم النَّاس

فقال: اللهم إنِّي أعتذر إليك مما صنع هؤلاء

يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما جاء به المشركون

فتقدَّم بسيفه فلقي سعد بن معاذ

فقال: أين يا سعد، إنِّي أجد ريح الجنَّة دون أحد

فمضى فقُتل، فما عُرف

حتى عرفته أخته بشامة أو ببنانه

وبه بضع وثمانون من طعنة وضربة ورمية بسهم)


[631] ((صحيح البخاري)) (5/95).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّضْحية









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-23, 06:03   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

موانع اكتساب صفة التَّضحية

1- عدم الإخلاص لله في العمل.

2- حبُّ النَّفس والأثرة.

3- الانغماس في اللَّهو والتَّرف والدعة.

4- إساءة الظنِّ وعدم الثِّقة.

5- ضعف الإيمان، والتَّفكير في الرِّزق الذي يقعده

عن الإنفاق والتَّضْحية بالمال

والخوف من الموت الذي يقعده

عن الجهاد والتَّضْحية بالنَّفس.

6- التَّعلق بالدُّنيا وزينتها، والتثاقل إلى الأرض.

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ

إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التوبة: 38-39].

7- البخل، وعدم الإنفاق في سبيل الله:

قال تعالى: هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد: 38].

وقال تعالى: أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [الصف: 10-11].


اخوة الاسلام من اراد الاطلاع علي المزيد

الوسائل المعينة على اكتساب صفة التَّضحية

حِكَمٌ وأقوالٌ في التضحية

التَّضْحية في واحة الشِّعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من شرح خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-24, 04:34   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ التَّعاون

معنى التَّعاون لغةً:

العون: الظَّهير على الأمر

وأعانه على الشَّيء: ساعده

واستعان فلانٌ فلانًا وبه: طلب منه العون.

وتعاون القوم: أعان بعضهم بعضًا


[639] ((لسان العرب)) لابن منظور (13/298)

((مختار الصحاح)) للرازي (ص 222)

((المعجم الوسيط)) (2/638).


والمعْوانُ: الحَسَن المعُونة للنَّاس، أو كثيرها

[640] ((تاج العروس)) للزبيدي (35/431).

معنى التَّعاون اصطلاحًا:

التَّعاون هو: (المساعدة على الحقِّ

ابتغاء الأجر مِن الله سبحانه)


[641] ((موسوعة الأخلاق)) لخالد الخراز (ص 441).

أهمية التَّعاون

لقد جعل الله سبحانه وتعالى التَّعاون فطرة جبلِّيَّة

جبلها في جميع مخلوقاته: صغيرها وكبيرها

ذكرها وأنثاها، إنسها وجنِّها

فلا يمكن لأيِّ مخلوق أن يواجه

كلَّ أعباء الحياة ومتاعبها منفردًا

بل لابدَّ أن يحتاج إلى مَن يعاونه ويساعده

لذلك فالتَّعاون ضرورة مِن ضروريَّات الحياة

التي لا يمكن الاستغناء عنها

فبالتَّعاون يُنْجز العمل بأقصر وقت وأقلِّ جهد

ويصل إلى الغرض بسرعة وإتقان.

والملاحظ أنَّ نصوص الشَّريعة جاءت بالخطاب الجماعي

فقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ

وردت (89) مرَّة

وقوله: أَيُّهَا النَّاسُ عشرين مرَّة

وقوله: بَنِي آدَمَ خمس مرَّات

دلالة على أهمية الاجتماع والتَّعاون والتَّكامل

وقد حثَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على التَّعاون ودعا إليه

فقال: ((مَن كان معه فضل ظهر

فليعد به على مَن لا ظهر له

ومَن كان له فضلٌ مِن زاد فليعد به على مَن لا زاد له))

[642] رواه مسلم (1728).

وشبَّه المؤمنين في اتِّحادهم وتعاونهم بالجسد الواحد،

فقال: ((مثل المؤمنين في توادِّهم

وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد

إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى))


[643] رواه البخاري (6011)، ومسلم (2586) واللَّفظ له.

وقال صلى الله عليه وسلم:

((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا))


[644] رواه البخاري (481) ومسلم (2585).

وقال صلى الله عليه وسلم

: ((يد الله مع الجماعة))


[645] رواه التِّرمذي (2166)

وصحَّحه الألباني في ((صحيح سنن التِّرمذي))


وحثَّ على معونة الخدم ومساعدتهم، فقال:

((ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم

فإن كلَّفتموهم فأعينوهم))


[646] رواه البخاري (31) ومسلم (1661).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّعاون









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-24, 18:18   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في اخي الدكتور عبد الرحمن وجزاك الله خيرا .









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc