لو ضرب زلزال؛ أخي؛ هل تهرب و لو كنت دون ملابس ساترة ؟ أختي هل تهربين دون حجاب ؟

[~~ أغيلاس ~~]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته؛

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله،

الأرض، منها خُلِقنا و إليها نعود، إن أردنا أن نرتاح من تعب و شقاء هذه الحياة تمدَّدنا فوقها بأجسامنا الضعيفة لعلنا نرتاح و نحس بالطمأنينة و السكينة، هي فعلا كتلك الأم الحنون التي إن بكى ابنها أو جزع ضمته إلى صدرها لتغمره بحنانها و تنسيه ما به من ألم،

تخيلوا طفلا صغيرا مع امرأة يحسبها أمه، تضربه بقوة، يتألم و تتسبب هي في ألمه، ضعيف، لا حول له و لا قوة، لا يستطيع رد هذا الذي يؤذيه و يبكيه، كيف سيكون شعوره ؟

أعتقد أنكم شهدتم مواقف اين يتعرض الطفل الصغير دون السادسة للضرب، ترون ان عينيه تتحركان يمنة و يسرة، ربما أذنب لكنه لا يعي لصغر سنه، لكنه يتألم ألما كبيرا لأن الشخص الذي يظنه حاميه و سنده هو السبب في ألمه،

لو تواصل أذي الأم للطفل فسيفقد ثقته بها، و سيفقد ثقته بنفسه،

سيفقد الإحساس بالطمأنينة و السكينة،

سيفقد الأمان،

نعم، الأمان، نعمة من نعم الله سبحانه و تعالى علينا،

حالنا مع الأرض اثناء الزلزال كحال ذلك الطفل الصغير المذعور الفاقد للأمل الذي لا يجد معينا و لا حاميا،

للزلزال رعب خاص لا يعرفه إلا من تذوقه،

عندما ضرب زلزال الاسبوع الماضي كنت مستيقظا جالسا في غرفتي في الطابق الارضي،

فجأة؛ بدأت الارض تتلاعب بي و تتحرك و ها أنا أسمع صوتا كصوت دوي المدفع غير أنه متواصل، من أول وهلة ايقنت أنه زلزال، وقفت مسرعا، عبرت المطبخ ثو الرواق و الأرض لا تزال تهتز، وصلت الباب الخارجي للمنزل فتوقفت الهزة،

أأخرج من المنزل و أترك أمي و أبي و إخوتي ؟

( قلت في قلبي نموتو كيفكيف أو نحياو كيفكيف )،

كلهم في الطابق العلوي،

أسرعت إلى الدرج و أنا أصرخ : زلزال، زلزال، اهربواااااااا،

صعدت فإذا أبي منع الجميع من نزول الدرج خوفا من تواصل الزلزال؛ الدرج أول شيء يسقطه الزلزال حسب قوله،

أمي كانت تتحرك ببطء شديد تبحث عن حجابها، مريضة، فليلة الأمس فقط كانت في المستشفى،

اختي الصغيرة تجري هنا و هنلك لا تدري ما تفعل،

اخي و كأنه البطل ( زعما ميخافش )؛ لا يجب أن نخرج خوفا من سقوط الدرج، هو أيضا !

أمسكت أختي الصغيرة و انزلتها، سألتني عن الحجاب فقلت لها : عن اي حجاب تتحدثين ؟

نزلنا و انتظرنا أمام الباب الخارجي ـ داخل المنزل ـ خوفا من هزات أخرى، بعدها نزل باقي أفراد الأسرة و تجمع الجميع في الرواق،

صعدت مُجددا لأنزل ابنة أخي التي تقضي العطلة عندنا ـ حوالي ست سنوات ـ رفضت النزول،،، إنه زلزال،،،،،،، ترفض النزول لأنها لا تعي،،، حملتها و هي تبكي و أنزلتها و هي تصرخ و تبكي،،

مر ذلك اليوم بسلام،

في الغد صعدت و نمت في الطابق العلوي على غير العادة فسألتني الوالدة : أخفت من الزلزال ؟

لا، و إنما خفت عليكم، إن ضرب زلزال على الأقل أحمل أختي أو ابنة اختي و أهرب سريعا،

و صراحة : لم أنم تلك الليلة ليس خوفا من الزلزال و إنما خوفا على أفراد عائلتي،

تذكرت الزلزال الذي ضرب بومرداس و ضواحيها؛

دام الزلزال طويلا و كان الناجون هم الذين هربوا و خرجوا من منازلهم سريعا،

أما سكان الطوابق العليا و من تأخروا في الهروب فقد رُدمت عليهم البيوت ـ رحمهم الله ـ

إحدى الفتيات هربت مع عائلتها و لما وصلوا الشارع وجدت نفسها دون حجاب، اسرعت إلى العمارة فمنعوها لكنها اصرت على إحضار الحجاب، صعدت فرُدمت بها العمارة ـ رحمها الله ـ

أحد جيراننا كان يستحم في الحمام، و لما ضرب الزلزال ارتبك و لم يتمكن من الهروب لأنه عار تماما، بعدها أصيب بهزة نفسية كبيرة ـ شبه وسواس ـ

هل عندنا ثقافة زلزالية ؟

إن ضرب الزلزال و كنا في الطابق الأول؛

هل نسرع بالهروب أم ننتتظر ؟

مذا لو طالت الهزة ؟

أخي؛ أتسرع بالهرب و لو كنت ترى أن لباسك غير ساتر لكامل عورتك ؟

بالنسبة لي أحمل إزارا ـ درا ـ و أهرب مباشرة،

أختي ؛ أتهربين دون حجاب أم تسرعين إلى الخزانة و تفتحينها و تبحثين و تلبسين ووو ؟

بالنسبة لي بالرغم من أنني من مناصري الحجاب الشرعي الكامل إلا أنني لو وجدت بنات العائلة فعلوا هذا لضربتهم بعصا و لقدمت لهن إزارا و اجبرتهن على الهروب مباشرة،

مذا عنكم ؟

ملاحظة : من لم يجرب رعب الزلزال أو يظن الزلزال أمرا عاديا لا يُجب،

[ صلوا على النبي الأمي العربي المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه و سلم ] .