لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 49 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-01-05, 17:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ninou9992000 مشاهدة المشاركة
ارجوكم و الله يشدلكم في الوالدييييييييييييين

احتاج الى مساعدة من طرفكم وطلبي هو بحث حول وكالة روترز الامريكية ممكن بالمراجع ارجوووووكم انا في الانتضار .
https://site.iugaza.edu.ps/awafi/file...9%84%D9%8A.doc








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-12-26, 18:04   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نجمة العرب
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اريد كتب في الادب الجزائري










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-26, 21:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة العرب مشاهدة المشاركة
اريد كتب في الادب الجزائري
للاسف لم اجد لك شكرا









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 10:49   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
liala
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 12:04   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة liala مشاهدة المشاركة
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة

النظرية النقدية التواصلية.. يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت




مازن لطيف علي
الحوار المتمدن - العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع



يشدد الفيسلوف والمنظر الاجتماعي المعاصر يورغن هابرماس الذي يعمل في الاطار التقليدي للنظرية النقدية على أن الفعل الديمقراطي التواصلي لا يستطيع أن يحصل على مشروعية حقيقية قائمة على سلطة العقل إلا في إطار خطاب نقدي خال من الإلزامات والقيود السلطوية. فلا توجد أفكار معاصرة تشبه أفكار يورغن هابرماس من جانب بنائها المعماري وقدرتها على التعبير النقدي.. رصد فلاسفة وعلماء الاجتماع في مدرسة فرانكفورت مختلف الاعراض المرضية التي اصابت عصرنا كالتشيؤ والاغتراب والصنمية ، مما حداهم ان يقيموا نقداً حاداً ليوتوبيا التقدم التقني والنظريات التبشيرية بعالم الأحلام الموعود ، كما انتقدوا في حينه النزعة العلموية التي تتصور المعرفة كطبيعة موضوعية مجردة عن المصلحة .. في الكتاب الصادر حديثاً " النظرية النقدية التواصلية ـ يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت " عن المركز الثقافي العربي ، مساهمة في التعريف بفكر هابرماس وقد كتب المفكر برهان غليون مقدمة الكتاب حيث يرى ان هناك ثلاثة عناصر تبرر الاهتمام بفكر هابرماس والحماس للتعرف به في بيئتنا العربية المعاصرة الاول : هو الطابع التوجيهي الذي تتميز به فلسفة هابرماس وسعيه المستر إلى ربط النظرية بالممارسة .. والثاني : هو النظرية النقدية التي تبناها هابرماس وإعاد بناءها والعنصر الثاثل : هو مفهوم الفضاء العمومي ويشكل هذا المفهوم الذي هو من اختراع الفيلسوف الالماني كانت مفتاح الممارسة الديمقراطية في نظر هابرماس الذي عمم استخدامه منذ السبعينيات من القرن الماضي.. حاول حسن مصدق التعريف بمدرسة فرانكفورت وبناء نظرية اجتماعية نقدية ، ويذكر الكاتب انه اذا كان ماكس هوركهيمر ابرز مفكري الاربعينيات فإن مرحلة الخمسينيات والستينيات شهدت صعود تيودور ويزنغرود أدورنو (1903_1969) إلى الواجهة ، فحتى تلك الحقبة قام نقد المجتمع على اعتبار التاريخ سيرورة تقدم للعقل ستحقق في الاشتراكية، مادام أن واقع هذه الديناميكية التاريخية ارتبط بطبقة اجتماعية تجسد حلم البشرية في الانتعاق وتغيير النظام القائم.. سيقترح كتاب هوركهيمر وأدرنو «جدلية التنوير» وهو بمثابة نقطة تحول بارزة في حياة مدرسة فرانفكورت .. وبطيعة الحال فإذا كانت فلسفة كانط الاخلاقية تقول بأن شعور الانسان بواجبه صادر من اخلاقية فطرية وأن الاخلاق عامة وطلقة وكلية وعمومية ، فإن هابرماس (1929_. . . ) حاول ايجاد بديل بذلك . ويذكر حسن مصدق ان الذي يهمه عند هابرماس أحد أبرز رواد فلسفة التواصل النقدية أن معيارية القوانين لاتستند إلى وازع أخلاقي ، وانما يجب أن تكون عقلنة للإرادة الانسانية في عالم يلفها بالتعقيد والاحتمالية ـ غير المتوقعة ـ وسيطرة الأنساق ، وفقط بفضل العقلنة اللغوية في تعابيرنا وسيادة العقل النقدي يمكن ان نطمح الى الكونية على اساس تداولي وقابل للتعميم.. اراد هابرماس البحث عن حل عقلاني للتقنية التي اطبقت على العالم المعيش واستفردت به منجميع الجهات ، فهو يقر بأننا نعيش عصر الرأسمالية المتقدمة والقائمة على التقنية ، بل ان شرعيتها أصبحت مستمدة منها .. ويعتبر ماركس بنظر هابرماس أكبر داعية للتقنية ، لكن تجدر الاشارة إلى أنه إذا كان ماركس قد ناصر التقنية كوسيلة لتحرير الانسان من الامراض الفاتكة والاوبئة وجبروت الطبيعة.. الخ، فإنه أشار في مواطن متعددة إلى الأخطار التي تحدق بالطبيعة من جراء الاستغلال التقني الارعن لمواردها ، ويقول :» إن كل تقدم في فن الزراعة الرأسمالية ليس فقط تقدماً في نهب الارض ، فكل تقدم في زيادة خصوبة الارض لوقت محدود من الزمن هو تقدم في تخريب الموارد الدائمة لهذه الخصوبة «.. يفهم هابرماس العمل ك « نشاط عقلاني موجٌَه لهدف وغاية « وهو ينقسم بدوره إلى نوعين : فعل أداتي يخضع لقواعد تقانية واختيار عقلاني ينتظم وفقاً لستراتيجيات قائمة على معرفة تحليلية.. يشخص هابرماس الحداثة الاوروبية في ضوء ماكس فيبر بأنها عقلانية أداتية ، ولخصها تحت مفهوم العقلنة والعقلانية التي تجلت في ازدياد الحسابية والبحث عن الربح والسيطرة المنظمة على كل جوانب الحياة الانسانية على أساس قواعد قللت من الاعتماد على القيم التقليدية المتوارثة.. ويلاحظ حسن مصدق ان هابرماس قدم رؤية لفهم العالم المعاصر من خلال التعريف الجديد الذي يراه منشطراً إلى عالمين : الاول يخص العالم المعيش الذي تقوم بنياته على اللغة والتواصل ، والثاني يخص عالم الانساق الذي يخضع بالاساس للعقلنة الحسابية التي تتميز بالوظيفة والأداتية والفعالية . وهذه الفجوة تقسمه إلى شطرين:عالم الأنساق والعالم المعيشي فاللغة تلعب دور التواصل في العالم المعيشي ، والنسق مجال العقلنة الحسابية والأداتية المحيطة به . فاللغة كالأرض تشخيص لمأوى الوجود وعلى الرغم من أنها كانت دائما وسيطا رمزيا بامتياز لايمكنها التنسيق بين جميع الافعال الانسانية لذلك حلت محلها الانساق في العديد من مناحي الحياة.. ويرى هابرماس ان هذه الانساق تمتاز بديناميكية انغلاق على نفسها لكل منها عالمها الخاص : فالسلطة تحدد شروط ممارستها والنقود تحدد قسم العملة بطريقة محض ذاتية.. ويضيف هابرماس أن معيارية الانساق مغلقة وغالباً ماتستعمل رموزاً مزدوجة ومصطلحات تُحددُ بها من ينتمي إلى النسق ومن لاينتمي إليه . فنسقية القانون مثلاً تمر عبر رمز مزدوج : قانوني/ غير قانوني ( وماعدا ذلك فهو خارج عن النسق وغير معترف به).. لقد حاول حسن مصدق في كتابه استنتاج بعض الروابط ذات الصلة الوثيقة بأخلاقيات التواصل وعلم السياسة.. وركز على ان هابرماس يعبر عن نفسه بمقتضى مبدأ خطابي يقوم على البرهنة ولايضفي الشرعية على المعايير التي تثير قبول وتوفق جميع المعنيين بها .. فهابرماس يتصور اجراءات تكوين الإرادة العامة كشبكة من البراهين والحجج المتمايزة التي تتبارى فيما بينها حول الاخلاق والسياسة والاقتصاد.. غير انها تتضمن ايضا إجراءات منصفة للتفاوض حول تسوية ما ختم حسن مصدق كتابه المهم « يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت» ان دور فلسفة التواصل النقدي يكمن بوصفها الاندماج الحي بين التفكير الفلسفي وعلم الاجتماع في نقد الديمقراطية التمثيلية ومحاولة تحرير مجال الاتصال الانسانس من قبضة العقل الأداتي والتشيؤ والاغتراب والسلعية بالعودة إلى الحداثة ذاتها ، وقد تم إعادته من تحريره من الذاتية والنزعة العلموية .
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=158970









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 12:05   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة liala مشاهدة المشاركة
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة

مدرسة فرانكفورت النقدية


مازن لطيف
10/07/2007
قراءات: 12346
نشأت مدرسة فرانكفورت عام 1924 من مجموعة اساتذة عندما اسس كارل جرونبرج معهدا للعلوم الاجتماعية التابع لجامعة فرانكفورت التي اصبحت فيما بعد تيارا فكريا من بين اكثر ممثليه شهرة ماكس هوركهايمر (1895-1973) وثيودر أدرنو (1903-1969) وهربرت ماركوزه (1898-1978)، الذي برز نجمه اللامع في ستينيات القرن العشرين، كذلك اريك فروم (1900-1980) وكثير غيرهم.

قدمت مدرسة فرانكفورت نظرية نقدية تناولت مختلف نماذج الوعي النظري والعملي وبالاخص للاديويولوجية الكونية (الشمولية). وقد جمعت في ارائها بين الهيغلية والماركسية ومدارس علم الاجتماع والنفس بالشكل الذي جرى توظيفه في نقد نمطية الوعي والعقائد الجامدة. من هنا انتقادها للماركسية "الرسمية" التي جرى تحويلها الى نصوص مقدسة. من هنا محاولتها تجديدها لتلائم متطلبات العصر وتجاوز الماركسية الكلاسيكية..

ماكس هوركهايمر الذي تمرد في شبابه على كل انواع الظلم تولى عمادة معهد الابحاث الاجتماعية عام 1930 وكانت دراسته في علم النفس. ووصل الى منصب استاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة فرانكفورت بعد ان طور اسس النظرية النقدية في مجموعة دراسات بعنوان (النظرية التقليدية والنظرية النقدية). فنراه يجدد البعد المادي للنزعة النقدية. حيث ينطلق من ان حياة المجتمع هي نتاج العمل. وحتى اذا كان تقسيم العمل في العالم الرأسمالي يجري بشكل سيء فذلك لا يسمح لنا ان نعتبر .

ان هذه القطاعات الخاصة للعلاقة الديناميكية التي يقيمها المجتمع مع الطبيعة وللمجهود الذي يبذله المجتمع من اجل الاستمرار كما هو. فلا بنية الانتاج الصناعي والزراعي ولا انقسام الوظائف الى قيادية واخرى تنفيذية امران ثابتان مؤسسان في الطبيعة..

كما انتقدت مدرسة فرانكفورت (التنوير). ففي كتاب (خسوف العقل) يذكر هوركهايمر، انه اذا كان المقصود بالتنوير والتقدم الفكري هو تحرير الانسان من الايمان الباطل بالقوى الشريرة وبالشياطين وبالحوريات والمصير الاعمى، أي اذا كان المقصود هو تحرير الانسان من الخوف، فعندئذ تصبح ادانة ما يسمى بالعقل اكبر خدمة تؤدي للانسان. لهذا نراه يعتبر التنوير فكرا برجوازيا.

بينما كان بنيامين شديد الاهتمام بالمادية الجدلية. وكان شديد التأثر والاعجاب ببرخت المؤلف المسرحي الالماني حيث صحبه عدة شهور بالدنمارك. فقد ترك بنيامبن اثرا واضحا في مدرسة فرانكفورت وبالاخص عبر فكرته القائلة، بان

معمار ووحدة وقوة اعمال بروست على الاقتاع لا تأتي اليه عبر الجهد والتصوف والزهد وانما هناك حركة تقوده غير ملفته للنظر وتكاد ان تكون غير ارادية..

في حين يعتبر جورغن هابرمس الوريث الشرعي لمدرسة فرانكفورت بعد ان طور نظريته الخاصة حول العقلانية التقنية، التي وضعها في كتابه (التقنية والعلم كأيديولوجيا) كمحاولة للرد على اراء هربرت ماركيوزه.



مازن لطيف

https://www.alnoor.se/article.asp?id=7665









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 12:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة liala مشاهدة المشاركة
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة
وضوع: يورغن هابرماس الـنشأة ز النظرية النقدية السبت يوليو 25, 2009 5:15 am
يورغن هابرماس ، سيد فلاسفة هذا العصر ، و الشعاع المبهم الذي لم يلاحظه الا القلة من المثقفين . و صاحب “النظرية التواصلية ” ، او “العقل التواصلي” . كثيرة كتابته ، و قليلون الذين تكلموا عنه لاشهاره ، كي يصبح معروفا للمستويات الثقافية المتوسطة ، كغيره من الفلاسفة الذين سبقوه ، و ربما ان عليه ان ينتظر مرور مدة زمنية محددة ، لتختمر العقول بما طرح من افكار رشيقة. و ما زال الكثير من المتحدثين عن الفلسفة و الفلاسفة ، يطرحون اسماء الفلاسفة القدامى ، مثل سقراط ، افلاطون ، ارسطو …. و ربما بعض الفلاسفة الذين سبقوهم ، كلما ارادوا ذكر فيلسوف شهير ، متجاهلين او جاهلين فعلا وجود فيلسوف عظيم بحجم هابرماس . مما يدل على ان العملة الفلسفية الجديدة ، الهابرماسية ، لم تسود السوق الفلسفي العربي بعد . و تجد انك اذا ذكرت فيلسوفا مثل يورغن هابرماس ، يستغرب البعض كيف تعتبر هذا الرجل فيلسوفا ، بينما هو غير معروف تقريبا .
يتميز هابرماس عمن سبقه من الفلاسفة في انه عمل وما زال على انقاذ العقلانية الغربية من براثن العدمية و الضياع ، من خلال نقده لزملاءهم القدامى في مدرسة فرانكفورت ، من امثال هوركهايمر ،ادورنو ،و ماركيوز ، فلاسفة النّظرية النّقدية المعروفين بفلاسفة ما بعد الحداثة ، الذين كفروا بالعقل الحديث ، و بالعقلانية المعاصرة ، و ما سموه ضياع بوصلة الحضارة ، كما نرى في كتاب “كسوف العقل ” لهوركهايمر ، و كتاب “جدلية التنوير ” الذي اشترك في كتابته ادورنو و هوركهايمر معا . و لكنه رفض فكرة ادانة العقل بشكل عام ، اذ وجه نقده للعقل الاداتي او العقل الوظيفي ، و دافع عن الاستخدام الصحيح لعقل الانوار . و كتابه ” الخطاب الفلسفي للحداثة” اتهم اولئك المفكرين من امثال هايدغر ، فوكو، جيل دولوز، جاك ديريدا و جان ليوتار بالعدمية ، لما اظهروا من تشاؤم . و قد اعتبر هابرماس ان فلاسفة ما بعد الحداثة ، أي هايدغر ، فوكو، جيل دولوز، جاك ديريدا و جان ليوتار … قد نقدوا العقلنة دون تمييز ما بين العقل الاداتي المنتج للاستلاب و التشيؤ من ناحية ، و العقل التواصلي الذي يحرر الانسان من العبودية تجاه الطبيعة ، و تجاه البشر.
و مع اعجاب هابرماس الشديد بالفيلسوف كانط - الذي كان نموذجه النقدي حاضرا باستمرار في الاعمال الاولى الكبرى لمنظري مدرسة فرانكفورت - الا انه وجه له النقد في مسائل كثيرة . ومما يجدر ذكره هنا نقده للتناقض في فلسفة كانط بين الموافقة على ايديولوجيا النظام الذي كان يعيشه ( عصر الملك فريدريك الثاني ) ، و المطالبة بالاخلاقيات ! حيث وجد هابرماس ان النسق الكانطي ، يقوم على جملة من الاوهام السياسية، و التي من بينها التفاؤل في البعد الاخلاقي لسياسة المدينة بوصفها تمثل رأيا عاما ، و بثقته في قدرة الفيلسوف على الاقناع و التنوير .
كما انتقد هابرماس الفيلسوف الشهير كارل ماركس . فيقول في كتابه “المعرفة و المصلحة” ، منتقدا فكرة دور ” العمل ” في تطوير الانسان ، فيقول : يدرك ماركس ، في تحليلاته المتضمنة ، تاريخ النوع ضمن مقولات الفاعلية المادية و التجاوز النقدي للايديولوجيات، و ضمن مقولات الفعل الاداتي و البراكسيس المتغير ، و ضمن مقولات العمل و التامل ، في آن واحد . غير ان ماركس يفسر ما يفعل، و ذلك في التصور المحدود للتكون الذاتي للنوع ، فقط من خلال العمل . لقد عرقل هذا المفهوم ماركس، و جعله يفهم اساليب عمله ضمن وجهة نظر ، ثنائية الذات و الموضوع . بكلمات اخرى ، فالاساس الفلسفي لمادية ماركس ، غير كاف من اجل تاسيس تأمل ذاتي فينومينولوجي للمعرفة بعيد عن الشك ، و ان يعمل على الوقاية من التشويه الوضعي لنظرية المعرفة . فهابرماس هنا يرفض الرؤية الميتافيزيقية القائمة على ثنائية الذات – الموضوع . كما يرفض التوجه العلموي الذي يدعي فهم الظواهر الانسانية على طريقة فهم العلوم الطبيعة من فيزياء و كيمياء و تشريح …الخ . كما يرفض ايضا تحليل المجتمعات بطريقة حيادية .
وربما يعتبر البعض أن هابرماس شيوعيا ، أو ليبراليا ، لكن هابرماس ، في الحقيقة ، لا يعول كثيرا على مفهوم “الطبقة ” و الخضوع لمتطلباتها، و لا يعطي للفرد تلك الحرية المطلقة ،التي قد ترتد عكسا على المجتمع من حوله . اذ انه ابتكر تصورا جديدا للديموقراطية ، طرحه في نظريته عن” الفعل التواصلي ” حيث أنه اعطى للمجتمع المدني مفهوما جديدا اسما “الفضاء العام” . و انتقد ما اسماه ب”تشيؤ التواصل” الذي يحصل من خلال التحكم الكبيرالذي يطبقه نظام اقتصادي تقني معين على المجتمع ، كما يحدث في المجتمع الرأسمالي المعاصر . و هكذا فقد انشغل بمسألة فراغ المعنى و تآكل الحرية ، عاملا على خلق المجال العمومي او الفضاء العام الذي يمكن من المناقشة العقلية المؤدية الى التفاهم و الحوار الديموقراطي المؤسس على ادعاءات الصلاحية في مجالات الحقيقة و الدقة و الصدق . و ألح في نظريته التواصلية على أنسنة عمليات العقلنة ، بادخال أبعاد التواصل، و ضبط تحركات الفضاء العمومي الحديثة بمعايير اخلاقية تنبذ وساطات المال و السلطة ، و تفسح فضاءات لا حصر لها للحرية و للفاعلية الانسانية .
الفضاء العمومي ذاك ، و الديموقراطي فعلا ، يجمع بين العقلنة السياسية و المشروعية الديموقراطية .لهذا يجد هابرماس ان الديموقراطية تجد شرطها النهائي في منطق النشاط التواصلي الذي تعمل التداولات الكلية على اعادة بناءه . و التواصل عند هابرماس ، ليس مجرد محادثة ، او تبادل للمعلومات ، بل يتمثل في البعد التداولي للغة ، او هو عبارة عن لغة. وهي حوار بين عقول المتحدثين ، هدفها اقامة علاقات ودية ، او جسور تفاهم ، حول قضايا ذات اهمية تفرض نفسها في الحوار . اللغة هنا ، هي جملة قواعد ، تؤسس للاتصال و التواصل بين الناس . انها بمثابة خزان هائل للتجارب الانسانية ، او أنماط حياة متمايزة . انها لغة تنتج شيئا هاما .
و هذا الانتاج يتجلى في التوافق ، و الاتفاق ، باعتباره الوظيفة الاساسية التي تحرك النشاط اللغوي . ففي الفعل التواصلي تصبح النظرية الاجتماعية ،جوهريا، علاقة اجتماعية حوارية بين شخصين يقومان بالتبادل ، امام ثلاثة انواع من الصحة هي: الحقيقة ، والصواب المعياري، وصدق التعبير عن الذات. ومن هنا تبدأ نظرية التواصل الفعلي المؤدية إلى نشوء علاقة حتمية بين النسق و الحياة . ففيها يشمل العقل عدت مجالات ،مثل ارساء قيم المساواة بين الافراد، و احترام القيم المختلفة ، و احترام القانون وصولا الى بلورة انظمة ديموقراطية و قوانين و دساتير . فالتحرر لا يصير ممكناً إلا حينما يقرر محور الوعي، التفكير والشعور، بحاجتهما المتبادلة الواحد منهما للآخر، إذ أن الحدس في حاجة دائمة إلى فكر، والمفاهيم إلى محتويات. ويتحقق التحرر، الذي هو القدرة على أن يجعل الفرد نفسه بوصفه وحدة اجتماعية، شفافاً، بحيث يتجاوز العقبات التي تقف في طريق تحقيق إمكانية استقلاله. أي يتجلى محققاً حريته.
و هكذا نجد ان رؤية هابرماس للحرية، تدعو الى الحفاظ على وعد “الليبرالية”، والمحتوى اليوتوبي للأيديولوجية البرجوازية (المساواة والحقوق المدنية وحرية التعبير والإعلام ) .
و هنا تبرز اهمية مشروع هابرماس في التواصل الاجتماعي ، و نقد الديموقراطية التمثيلية ، تحرير العلاقة الانسانية التواصلية من قبضة العقل الاداتي ،و التشيؤ ، و الاغتراب ، و السلعية ، بالعودة الى مشروع الحداثة ، بعد تحريره من نير الذاتية و العلموية . كما يستغني هابرماس عن قدرة الذات في افتراض حقيقة مطلقة و غير مشروطة تاريخيا، مهما بلغت درجة بصيرتها ، و عن فلسفة الوعي و استبدالها بفلسفة التذات أي الوعي عبر التواصل ، حيث تخضع فيه الحقيقة للتحليلية اللغوية و ليس لشروط خارجية . و يلعب الحوار دورا مركزيا في بلورة ذلك التواصل ، حيث يكون القرار الاخير و الحكيم هو القرار الذي تم الاتفاق عليه للتو ، بين المتحاورين ، و ليس قرارا جاهزا مسبقا و معدا من قبل لجان او مؤسسات تمثيلية .https://communication.akbarmontada.com/t16-topic









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 12:08   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة liala مشاهدة المشاركة
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة
← كيف نقرأ مالك بن نبيحضور نماذج من الفلسفة الحديثة في خطاب مالك بن نبي →
مدرسة فرانكفورت النقدية واتجاهاتها الفكريةPosted on أبريل 1, 2010
Frankfurt School : The Tendencies of Its Theorists

By

Dr. Mohamad Farhan, Philosopher

الفيلسوف / محب الحكمة

الدكتور محمد جلوب الفرحان

رئيس تحرير مجلة أوراق فلسفية جديدة

هذا هو الفصل الثاني من كتابناالجديد : الفكر الالماني المعاصر ، وقد نشر الفصل الاول على صفحات الموقع في شهر اذار ، وكان بعنوان : الاشكال الفلسفي في فكر هابرمس .

الفيلسوف

تقديم

من الثابت القار في دوائر الفكر الالماني في القرن العشرين ، الحقيقة القائلة :

“بعد الحرب العالمية الثانية ، شكل مجموعة من الماركسين الذين قطعوا صلتهم بالماركسية الارثوذوكسية ، تجمعا لهم عرف بأسم ” مدرسة فرانكفورت ” . واضافة الى الاثر الماركسي : كانت هناك اثارا عميقة في مشاريعهم الفكرية ، خصوصا لكل من عالم النفس سيجموند فرويد (1939 – 1856) ونظرياته في التحليل النفسي وعالم الاجتماع ماكس فايبر (1920 – 1864) .. “

تقديم:

يجمع الدارسون الاكاديميون في الغرب ، وبالطبع كاتب السطور واحد منهم ، على ان مدرسة فرانكفورت النقدية ، هي مدرسة ماركسية جديدة ، ونظرية اجتماعية متعددة الاختصاصات . وخصوصا عندما ارتبطت بالمعهد الاجتماعي التابع لجامعة فرانكفورت . وأخالف هنا مجمل الكتابات التي تسارعت وأطلقت عجالة على المدرسة أصطلاح ” مدرسة فلسفية ” ، وعلى منظري المدرسة أصطلاح ” فلاسفة ” . فمدرسة فرانكفورت ليست مدرسة فلسفية ، وأن منظريها ليسوا فلاسفة . ولعل المتعجلون من الكتاب يؤكدون على أنها ” مدرسة ماركسية جديدة ، ونظرية اجتماعية متعددة الاختصاصات “. وهذا حق ليس عليه خلاف . وان الاشكال في بعض الكتابات ، انها تستخدم بعض الحدود والالفاظ جزافا ، دون ضبط لمعانيها ودلالاتها . ولعل من الحدود التي تعرضت الى الانتهاك في هذا المجال ، أصطلاح ” الفلسفة ” و ” الفلاسفة ” . ولهذا نشعر ان مسؤلية التخصص الاكاديمي ، والغيرة الفلسفية يحفزانني على الدفاع عن الفلسفة مهنة واصطلاحا ..

فبعد أكثر من أربعين عاما من دراسة الفلسفة أكاديميا ، وسبر أغوارها في رسالتي للماجستير ، وأطروحتي للدكتوراه ، وأنجاز العشرات من الكتب الفلسفية ، ونشر العديد من الابحاث الفلسفية التي غطت ساحة واسعة من مجالات الفكر الفلسفي . وبالتحديد في الانطولوجيات ، الابستمولوجيات ، وخصوصا المنطقيات ، والاكسيولوجيات ومن ثم في أبستمولوجيات العلوم . أتساءل :

ما رصيد مدرسة فرانكفورت في مجال الانطولوجيات ؟ ومامقدار مساهمتها في تطوير البحث الابستمولوجي ؟ وهل أشتغلت في ميدان المنطقيات ؟ وما موقفها من المنطق ثنائي القيم ؟ وهل تدارست منطق ثلاثي القيم ؟ وما رأيها في المنطق متعدد القيم ؟ وهل عرفت منطق الموديلات ؟ وما مكانة مدرسة فرانكفورت في تاريخ الاكسيولوجيات ؟ وأخيرا : ما مشاريع مدرسة فرانكفورت في مضمار أبستمولوجيات العلوم ؟ هذه هي أسئلة الفلسفة . وعلى هذا الاساس نحدد الفلسفة بأنها :

” نظرية أنطولوجية ، أبستمولوجية ، أكسيولوجية في مفهومها العام “

لم يخط احدا مقالا واحدا حول : الانطولوجيا في كتابات منظري مدرسة فرانكفورت النقدية . كما لم يظهر مقالا واحدا يتدارس : ألابستمولوجيات الفلسفية في نصوص مفكري مدرسة فرانكفورت النقدية . وكذلك لم ير النور بحثا واحدا عالج : الابستمولوجيات العلمية في أعمال اساتذة مدرسة فرانكفورت النقدية . ولم ينشر أحدا دراسة واحدة عن : مساهمات مفكري مدرسة فرانكفورت النقدية في مضمار ألاكسيولوجيات … بل على العكس ان واحدا من اشهر منظري مدرسة فرانكفورت ، وهو ثيودور أدورنو يخصص واحدا من اهم مؤلفاته لمخاصمة الابستمولوجيا ، وكان بعنوان ” ضد الابستمولوجيا : دراسات في هوسرل والظاهراتية ” والصادر عام 1983 .

ولكن للانصاف نقول لقد ظهرت مئات الكتب تعالج النظرية الاجتماعية ، والنظرية السياسية ، والحداثة والتنوير والنقد للماركسية الارثوذوكسية والامبريالية وعلم النفس والاعلام ونظريات التخاطب والاقتصاد والاعمال … وأطنان من المقالات الثقافية العامة والاكاديمية التي تعالج مفصلا معينا او جزئية من المشاريع التي انجزها هؤلاء المنظرون المبدعون في النقد الماركسي ونظريات علم الاجتماع والنفس والاعلام .

ألاصول التاريخية لمدرسة فرانكفورت النقدية:

أرتبط اسم مدرسة فرانكفورت بمعهد البحث الاجتماعي ، وكان المؤسس الحقيقي لهذا المعهد ” فيلكس فيل ” ( 1975 – 1898) وهو ماركسي ومن عائلة ثرية ، وقد كتب اطروحته للدكتوراه حول ” المشكلات العملية التي تواجه تحقيق الاشتراكية ” والتي نشرها ” كارل كورش ” . وكان كورش يأمل من نشره هذه الاطروحة ، جمع شمل نزعات ماركسية مختلفة .

وفي العام 1923 مول فيلكس فيل اول اسبوع عمل ثقافي ماركسي ، وقد حضر هذا الاسبوع شخصيات فكرية مرموقة من امثال ” جورج لوكاش ” ( 1971 – 1885) وهو الماركسي الهنغاري ومؤسس ما يسمى ” الماركسية الغربية ” والذي تعهد في هذا الاسبوع على أجراء مراجعة نقدية لكتابه المعنون ” التاريخ والوعي الطبقي ” والذي نشر في العام 1923 . وكان هذا العمل من الموضوعات التي ألهمت نشاط اعضاء مدرسة فرانكفورت .. والذي دلل على استقلالية المدرسة من الحزب الشيوعي . وهذه الاستقلالية كانت شرطا ضروريا ، جعل من العمل النظري للمدرسة عملا حقيقيا.

كما وحضر الاسبوع ” كارل كورش ” (1961 – 1886) وهو ماركسي يساري والذي قدم في هذا الاسبوع دراسة بعنوان ” الماركسية والفلسفة ” ، و”كارل اوغست تفوكل ” (1988 – 1896) وهو الماركسي والعضو النشط في الحزب الشيوعي ، و” فردريك بولك ” ( 1970 – 1894) وهو عالم اجتماع وأخرون .

وعلى اساس نجاح هذا الاسبوع ، فقد ذهب ” فيلكس فيل ” مع صديقه ” فردريك بولك ” الى تأسيس معهد البحث الاجتماعي ، وكان ذلك في العام 1924 . فقد اختار فيلكس فيل بناية للمعهد واستعد بدفع رواتب للعاملين بصورة ثابتة . ومن ثم بدأ بمناقشة وضع المعهد مع وزارة التربية ، واقترح ان يكون مدير المعهد بدرجة استاذ وان يتم اختياره من مؤسسات الدولة . وكان فليكس فيل يتطلع الى منح المعهد هوية اكاديمية وان يكون خاضعا لكل الاعراف والتقاليد الاكاديمية .

كان ” كارل كرونبرك ” ( 1940 – 1861) اول مديرا للمعهد ، وكذلك فأنه المؤسس والناشر لمجلة العمل وتاريخ الاشتراكي . وقد تقاعد في العام 1929 ليترك المعهد بيد “ماكس هوركهايمر” (1973 – 1895) ، وهو عالم اجتماع واشتهر بكتابه ” النظرية النقدية ” . والذي اصبح مديرا للمعهد في العام 1930 والذي عين العديد من منظري المدرسة الافذاذ من امثال” ثيودور ادرنو” (1969 – 1903) عالم الاجتماع والموسيقى و” أرك فروم ” (1980 – 1900) عالم التحليل النفسي ، و “هربرت ماركوز” (1979 – 1898) وهو عالم اجتماع ومنظر سياسي . ومن خارج دائرة المدرسة ، كان ” فالتر بنجامين ” (1940 – 1892) وهو كاتب مقالات وناقد ادبي . ومعهد البحث الاجتماعي يعد اول معهد ماركسي مرتبط بأكبر جامعة المانية .

ونحسب من النافع ان نشير الى ان اوضاع المانيا السياسية الغير مستقرة قد اثرت تأثيرا ملحوظا على مدرسة فرانكفورت النقدية ، وبشكل خاص تنامي النازية وحزبها الاشتراكية الوطنية ، والذي اصبح اكثر تهديدا للمدرسة . فأن مؤسسي المدرسة ، وخصوصا بعد صعود هتلر الى السلطة في العام 1933 ، قرروا نقل معهد البحث الاجتماعي الى بلد اخر . وفعلا فان المعهد غادر الى جنيفا ، ومن ثم الهجرة الى نيويورك في العام 1935 ، ومن ثم التحاق المعهد بجامعة كولومبيا الامريكية . وتحول اسم مجلتها الدورية الى ” دراسات في الفلسفة والعلم الاجتماعي ” .

وشهدت هذه المرحلة نشر اهم اعمال منظري مدرسة فرانكفورت النقدية ، والتي لاقت استقبالا حارا من قبل الاكاديميات الامريكية والانكليزية . وعاد كل من هوركهايمر و أدرنو وبلوك الى المانيا في بداية الخمسينات . في حين فضل هربرت ماركوز ولونثال وكرشهيمر واخرون البقاء في الولايات المتحدة الامريكية . وفي العام 1953 اعيد فتح معهد البحث الاجتماعي رسميا في مدينة فرانكفورت .

ويحسب العديد من الدارسين الى ان اصطلاح ” المدرسة ” يمكن ان يكون مضللا للقارئ ، وذلك لان اعضاء المدرسة لا يشكلون دائما منظومة فكرية موحدة هذا من طرف . ومن طرف اخر فأن بعض الدارسين يحصرون اصطلاح ” مدرسة فرانكفورت ” على كل من هوركهايمر ، ادورنو ، ماركوز ، لونثال وبلوك .

أجيال مدرسة فرانكفووت النقدية:

كون اعضاء مدرسة فرانكفورت النقدية جيلين من المفكرين وعلماء الاجتماع ، وعدد من المنظرين السياسيين وعلماء النفس ونقاد الادب .. وهنا سنركز بحثنا في الحديث عن جيلين من اعضاء المدرسة :

1 – الجيل الاول من مفكري مدرسة فرانكفورت :

مثل الجيل الاول من مفكري مدرسة فرانكفورت النقدية ، مجموعة من الاساتذة الالمان الذين عملوا في معهد البحث الاجتماعي ، وهم كل من :

ماكس هوركهايمر: ولد في العام 1895 في مدينة شتوتكارت الالمانية ، وكان سليل عائلة يهودية ثرية . وبتأثير العائلة ، ترك دراسته في المدرسة المتوسطة ، وكان عمره بحدود السادسة عشر ، ليعمل في مصنع والده . وفي العام 1916 أجبر على ترك العمل والالتحاق مقاتلا في الحرب العالمية الاولى .

بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى التحق بجامعة ميونخ ، ودرس فيها الفلسفة وعلم النفس . انتقل بعد ذلك الى جامعة فرانكفورت ليدرس تحت اشراف هانس كورنيلوس (1947 – 1863) ، ولعب هذا الاستاذ دورا مهما في مستقبل هوركهايمر .فهانس هو فيلسوف الماني من اتباع الكانطية الجديدة هذا طرف . والطرف الاخر من تأثير هانس على هوركهايمر ، هو ان ثيودور أدورنو كان احد طلابه ، وفي حضرة هانس الاكاديمية قابل هوركهايمر أدورنو الذي سيكون الزميل الدائم له في معهد البحث الاجتماعي لمدرسة فرانكفورت والشريك له في بعض الكتب والنشاطات الثقافية .

كتب هوركهايمر في العام 1925 اطروحته للدكتوراه ، وكان عنوانها ” نقد الحكم عند كانط : التوسط بين الفلسفة العملية والفلسفة النظرية ” ، وكانت تحت اشراف هانز كورنيلوس . وبعد سنة واحدة عين هوركهايمر استاذا مساعدا . وفي عام 1930 تم اختياره مديرا جديدا لمعهد البحث الاجتماعي . وفي السنة ذاتها اصبح رئيسا لقسم الفلسفة الاجتماعية في جامعة فرانكفورت ، ومن ثم اختير رئيس تحرير لمجلة معهد البحث الاجتماعي .

وبعد غلق معهد البحث الاجتماعي ، أنتقل الى سويسرا ، ومن هناك هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية . وبعد سنة ضيفت جامعة كولومبيا معهد البحث الاجتماعي. وفي عام 1940 حصل على الجنسية الامريكية . ومن ثم انتقل الى لوس أنجلس بولاية كليفورنيا ، وهناك تعاون مع ثيودور أدرنو على اصدار كتابهما ” جدل التنوير ” ، واستمر على تحرير مجلة معهد البحث الاجتماعي وتحت اسمها الانكليزي الجديد “دراسات في الفلسفة والعلم الاجتماعي” . في 1949 عاد الى فرانكفورت ، وفي عام 1950 اعاد فتح معهد البحث الاجتماعي .

وشغل هوركهايمر للسنوات 1951 – 1953 رئيسا لجامعة فرانكفورت ، واستمر في الوقت ذاته في التعليم الجامعي حتى تقاعد في منتصف الستينات . ومن ثم زار امريكا مرتين : الاولى عام 1954 والثانية عام 1959 وذلك ليحاضر في جامعة شيكاغو. وظل رمزا ثقافيا متميزا حتى وفاته في نورمبرك في العام 1973 ، ومن ثم دفن في المقبرة اليهودية في برن في سويسرا.

تعاون هوركهايمر مع اعضاء مدرسة فرانكفورت وخصوصا مع هربرت ماركوز ، أريك فروم ، ثيودور أدورنو وفالتير بنجامين . وسنحاول هنا القاء الضوء على ثلاثة كتب ألفها هوركهايمر وسجلت مؤشرا فكريا في تاريخ مدرسة فرانكفورت النقدية :

أولا – خسوف العقل :

هذا الكتاب نشر في العام 1947 ، ويتألف من خمسة أقسام : الوسائل والغايات ، صراع الحلول ، ثورة الطبيعة ، صعود الفرد وسقوطه ، ومفهوم الفلسفة . وقد درس هوركهايمر في هذا الكتاب مفهوم العقل في تاريخ الفلسفة الغربية . ولعل المهم في هذا الكتاب انه حدد العقل بكونه ” ذهنية ” ولذلك رأى ضرورة ان ترعى هذه الذهنية وتربى في بيئة حرة ، يشيع فيها فكر نقدي . وعلى مستوى العقل ، ميز هوركهايمر بين ثلاثة انواع من العقل : العقل الموضوعي ، العقل الذاتي والعقل الأداتي .

وبين هوركهايمر عام 1941 بأن النازية عملت بجد على سياستها ، وقدمتها بأسلوب معقول . ولذلك حذر من امكانية عودتها مرة اخرى . ويعتقد ان امراض المجتمع الحديث سببها سوء فهم العقل . ولذلك افترض : اذا استطاع الناس ان يستخدموا العقل الصادق وان ينتقدوا مجتمعاتهم ، فأنهم سيتمكنون من حل مشكلاتهم .

ثانيا- بين الفلسفة والعلم الاجتماعي :

ظهر هذا الكتاب في مجلد خلال الفترة ما بين 1938 – 1930 ، وبالتحديد خلال الفترة التي انتقل فيها معهد البحث الاجتماعي الى جنيفا ومن ثم التحاقه بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الامريكية . وشمل مجموعة مقالات : المادية والاخلاقية ، الموقف الراهن للفلسفة الاخلاقية ومهمات معهد البحث الاجتماعي ، في مشكلة الصدق ، الانانية وحركة الحرية ، تاريخ علم النفس ، المفهوم الجديد للايديولوجيا ، ملاحظات حول الانثروبولوجيا الفلسفية ، ومناقشة العقلانية في الفلسفة المعاصرة .

وشمل الموقف الراهن للفلسفة الاجتماعية ومهمات معهد البحث الاجتماعي ، كلام هوركهايمر عندما أختير مديرا لمدرسة فرانكفورت . ولعل المهم في هذا الجزء ، هو ربطه بين نضال الجماعات الاقتصادية وتحديات الحياة الحقيقية . وقد ضمن هوركهايمر كلامه صورا من الصراع الانساني ، وهي الصور التي كان ملما بها الماما جيدا .

اما الانانية وحركة الحرية وبدايات تاريخ الفلسفة البرجوازية ، فكانا من أطول المقالات . وحمل الاول تقويما لكل من ميكيافيلي ، هوبز وفيكو . في حين ناقش في الثاني سيطرة البرجوازية ، وفي بدايات تاريخ الفلسفة البرجوازية شرح هوركهايمر “ما تعلمه من صعود البرجوازية الى السلطة ، وما بقي من استحقاق للبرجوازية ” .

ان هذا المجلد ينظر الى الفرد على كونه ” المركز المزعج للفلسفة ” . ورأى انه ” لا توجد وصفة جاهزة تحدد العلاقة بين الافراد وبين المجتمع والطبيعة على طول خط التاريخ ” . ولفهم مشكلة الفرد بعمق ، هوركهايمر اشار الى حالتين : الاولى ركزت على ” مونتاني ” الفيلسوف الفرنسي في عصر النهضة . والثانية انتخب هوركهايمر نفسه موضوعا للدراسة .

ثالثا- النظرية النقدية :

ان اعمال منظري مدرسة فرانكفورت لا يمكن فهمها ، دون الوقوف على اهداف النظرية النقدية . وقد لخصها ماكس هوركهايمر في كتابه المعنون ” النظرية النقدية والنظرية التقليدية ” الصادر في العام 1947 . وجاء تحديده للنظرية النقدية بقوله : انها ” الوعي الذاتي ، والنقد الاجتماعي الساعي الى التغيير والتحرر من خلال التنوير” وهي غير مرتبطة بعقيدة او مشدودة الى افتراضات عقيدية .

لقد حاول هوركهايمر من خلال النظرية النقدية ، ان ينشط النقد الثقافي الاجتماعي الجذري ، وناقش مسألة التسلط العسكري ، والمشكلة الاقتصادية التي تشل الحياة الاجتماعية ، والأزمة البيئية ، وفقر ثقافة القطيع …

وحقيقة عارض هوركهايمر بالنظرية النقدية ، النظرية التقليدية التي تنسب الى الوضعية والعلمية والنظريات المبنية على الملاحظات الخالصة . وهي النظريات التي تقوم بأشتقاق تعميمات او ” قوانين ” تتعلق بالاوجه المختلفة للعالم . واعتمادا على عالم الاجتماع ماكس فايبر، يجادل هوركهايمر ويؤكد على ان العلوم الاجتماعية تختلف عن العلوم الطبيعية . فمثلا ان التعميمات او القوانين لا يمكن بنائها بسهولة على ما يسمى بالخبرات . وذلك لان الخبرة الاجتماعية بحد ذاتها تكون قد تشكلت بواسطة الافكار التي هي نتاج عقول الباحثين . كما وان الباحث غير معزول عن ظرفه التاريخي والايديولوجيات السائدة يومذاك . وهكذا فأن النظرية هي نسخة مطابقة للافكار الموجودة في عقل الباحث ، بدلا من ان تكون موجودة في ساحة الخبرة ذاتها .

كما يجادل هوركهايمر من طرف اخر في طبيعة الحقائق التي نحصل عليها عن طريق حواسنا ، فيرى ان هذه الحقائق حاصلة عن طريقين : الاول من خلال الخاصية التاريخية للموضوع المدرك . والثاني من خلال الخاصية التاريخية لعضو الادراك . وفي كلا الحالتين فأن موضوع الادراك وعضو الادراك ليسا طبيعيين ، وانما تشكلا بواسطة النشاط الانساني . كما وان الفرد يلعب دور المستلم والرافض لفعل الادراك .

ويحسب هوركهايمر ان طرق العلوم الاجتماعية لا يمكن ان تكون تقليدا للعلوم الطبيعية . كما ان هناك العديد من الطرق النظرية القادرة على تجاوز الحواجز الايديولوجية التي تقيد نشاط الباحثين من مثل الوضعية ، البراجماتية ، الكانطية الجديدة ، والظاهراتية . ويجادل هوركهايمر ، ويذهب مؤكدا بأن هذه الايديولوجيات فشلت وذلك لان جميعها خضعت الى المعايير الرياضية المنطقية ، التي فصلت الفعالية النظرية من الحياة الواقعية . وكانت الاستجابة لهذا المأزق بمنظار هوركهايمر هو النظرية النقدية . والمشكلة من طرفه هي مشكلة أبستمولوجية ، ولهذا فأن النظرية النقدية لا تنظر الى شخصية المتخصص في العلم فقط ، وانما الى شخصية الانسان العارف عامة . وهذا الرؤية جعلت النظرية النقدية في مكانة ابستمولوجية مخالفة للماركسية الارثوذوكسية .

ثيودور أدورنو : ولد في فرانكفورت ، وكان هو الطفل الوحيد لوالده ” أوسكار الكسندر ويزنكراند ” ، تاجر المشروبات الثري ، وهو سليل عائلة يهودية ، تحولت الى البروتستانية . ولعبت شخصية عمته ” أكاتي ” الموهوبة في الموسيقى ، دورا مؤثرا في توجيه اهتمام الطفل ثيودور نحو الموسيقى وخصوصا العزف على البيانو .

ألتحق ألفتى ثيودور بمدرسة ” كاسير ويهلم ” ومن ثم تخرج منها وعمره سبعة عشر عاما ، وكان من الطلبة الاوائل في دفعته . وكان في اوقات فراغه يأخذ دروسا خصوصية في التأليف الموسيقي على يد ” بيرنهارد سكلس ” ، ويقرأ في أمسيات السبت مع زميله ” سيكفيرد كروكر ” مؤلفات كانط خصوصا نقد العقل الخالص . وفيما بعد ادعى أدورنو بانه استفاد من هذه القراءات اكثر مما حصل عليه من الاساتذة الاكاديميين.

وفي جامعة فرانكفورت ، درس الفلسفة ، علم الموسيقى ، علم النفس وعلم الاجتماع . وتخرج في العام 1924 ، وكانت أطروحته عن الفيلسوف الالماني ” ادموند هوسرل ” (1938 – 1859) . وقبل التخرج ، ألتقى بزميليين له ، وهما ماكس هوركهايمر وفالتر بنجامين واللذان سيتعاون معهما في اكثر من نشاط وخصوصا من خلال مدرسة فرانكفورت النقدية .

وخلال سنوات التلمذة في فرانكفورت ، كتب العديد من المقالات في النقد الموسيقي ، وكان يتطلع ان يكون مؤلفا موسيقيا . ولهذا الغرض عمل اتصالا في العام 1925 باعضاء مدرسة فينا … الا ان خيبة امله في ان يكون مؤلفا موسيقيا ، حملته الى العودة الى مهنته كأستاذ جامعي وباحث أجتماعي . غير انه بقي رئيسا لتحرير مجلة ” أنبورك ” ، وقد لعبت كتاباته الموسيقية أثرا في توجهاته الفلسفية .

وكان للعلاقات التي كونها في مدرسة فينا أثرها في حياته الفكرية فيما بعد . فمثلا كان لمحاضرات ” كارل كروس ” التي يحضرها بصحبة زميليه : ” ألبان بيرك ” و ” جورج لوكاش ” اثرها عليه من الزاوية الموسيقية . كما ان زمالته للوكاش كان لها طعمها الخاص ، فقد نشر لوكاش كتابه ” نظرية الرواية ” التي ألهبت حماس أدورنو ، اضافة الى كتاب لوكاش الاخر الذي نشره قبل عام ، وكان بعنوان ” التاريخ والوعي الطبقي ” والذي قام لوكاش بمراجعته نقديا فيما بعد .

بعد العودة من فينا ، واجه أدورنو صعوبات في اطروحته المهنية ، فقد بين كل من مشرفه كورنيلوس وكذلك مساعده هوركهايمر تحفظاتهم على اطروحته المعنونة : “رسالة فلسفية نفسية شاملة” . مما اضطر الى سحبها ، ومن ثم طلب ثلاث سنوات اضافية وذلك لاكمال متطلبات التخرج . وفعلا سلم مخطوطة اطروحة دكتوراه جديدة ، وكانت بعنوان ” كيركيجارد : البنية الجمالية ” وتحت اشراف استاذ جديد ، وهو الاستاذ ” بول تيليك ” (1965 – 1886) وهو لاهوتي وفيلسلوف مسيحي . وكانت محاضرته الاولى بعنوان : الاهمية الراهنة للفلسفة ” وفيها ناقش مفهوم الكلية وسعى الى صياغة اطار فكري عام ضد هيجل .

وفي العام 1933 سحبت شهادات ادورنو الاكاديمية من قبل النظام النازي حاله حال جميع الاساتذة من اصول غير أرية . وقد كتب مقالا بعنوان ” الموقف الاجتماعي للموسيقى ” والذي يعد أول مساهمة في المجلة التي يشرف عليها هوركهايمر ، وهي مجلة البحث الاجتماعي . وبقي خارج معهد البحث الاجتماعي حتى عام 1938 ، وهي السنة التي اصبح فيها عضوا في المعهد .

ونحسب من المفيد الاشارة الى ان اثناء مكوثه في نهاية العشرينات في برلين ، كون صداقة حميمية مع فالتر بنجامين وارنست بلوك ، واصبح مطلعا عن قرب على اول عمل انجزه بلوك ، وهو ” اليوتبيا .. ” . ومن ثم تعرف في برلين على الكيمياوية ماركريت كربلوس (1993 – 1902) والتي تزوجها في العام 1937 في لندن . والحقيقة ان ادورنو في العام 1934 هرب من بطش النظام النازي ، وهاجر الى بريطانيا ، وكان يأمل في الحصول على عمل اكاديمي في جامعة أكسفورد . ولكنه لم ينجح في الحصول على ذلك . فقرر الكتابة بعمق عن فلسفة هوسرل وذلك للحصول على درجة دكتوراه اخرى (بوست دكتوراه) من كلية مرتون . وكان يقضي العطل الصيفية من كل سنة بصحبة خطيبته في المانيا .

وظل ادورنو على اتصال بزميله هوركهايمر الذي استقر في امريكا ، وتم هذا التواصل عبر المراسلات . واخيرا اثمرت هذه المراسلات بحصول ادورنو على عرض في العمل في امريكا . وبعد زيارته الاولى لنيويورك ، وبالتحديد في العام 1947 قرر الاستقرار فيها ، ومن ثم عمل في معهد البحث الاجتماعي ، الذي ضيفته جامعة كولومبيا . ومن ثم عمل مخرجا موسيقيا في الاذاعة ، وظل حتى عام 1941 .

تحول للعمل مع هوكهايمر ، فقررا الانتقال الى لوس انجلس ، ودرس لمدة سبع سنوات متتالية ، ومن ثم مديرا مشاركا لوحدة البحث في جامعة كليفورنيا . وان عمله التعاوني مع هوركهايمر وجد النور في كتابهما المعنون ” جدل التنوير ” والذي صدر في العام 1947 ، والذي ظهر مع الاعلان عن ضحايا المحرقة النازية .

لقد بين أدورنو وهوركهايمر في جدل التنوير ، الى ان مفهوم العقل تحول عن طريق التنوير ، ليكون قوة لا عقلانية . ولعل الحاصل من ذلك ان فرض العقل سيطرته لا على الطبيعة وحسب ، بل وعلى الانسانية كذلك . وهذا الطريق تمثلته الحركة الفاشية والانظمة الشمولية . ولذلك رفض ادورنو الطريق العقلاني مسارا للتحرير ، ولاذ بدلا عنه الى شواطئ الفنون .

وبعد الحرب عاد ادورنو الى فرانكفورت ، وبتأثير هوركهايمر استرجع لقبه العلمي ، استاذا في جامعة فرانكفورت . وفعلا درس في الفترة الواقعة بين 1950 – 1949 موضوعا مزدوجا في الفلسفة وعلم الاجتماع في معهد البحث الاجتماعي . ومن ثم اخذ نجم ادورنو يسطع من جديد . وفي العامين 1959 – 1958 نشرت بشكل واسع حكمه الموجزة ، وهذا العمل جعل منه رمزا فكريا اصيلا في جمهورية المانيا الغربية . وهذه قائمة بأهم منجزاته هذه الفترة :

- اتجاهات حول الاشتراكية الوطنية 1952

- درس علم الموسيقى ، صيف 1954

- عدد من المناقشات في الراديو

- عدد من المحاضرات في برلين وحول اوربا 1959

- اصدر رسائل فالتر بنجامين وكتاباته

- ناقش النزعة الوضعية في الجمعية الالمانية لعلم الاجتماع في تبنكن 1961

- رئيس علم الاجتماع 1967 – 1963

- ترأس في العام 1964 المؤتمر الاجتماعي الخامس عشر حول ماكس فايبر وعلم الاجتماع

- ترأس في العام 1968 المؤتمر الاجتماعي السادس عشر حول الرأسمالية المتأخرة او المجتمع الصناعي

ومن ثم عمت القلاقل الجامعات الالمانية ، فتعرض الى مضايقات ومن ثم مقاطعات لمحاضراته ، وبسب الوضع السياسي ، فقد نصح بالخروج من المانيا . وفعلا غادر مع زوجته الى سويسرا للزيارة ، رغم نصائح طبيبه بعدم السفر ، واثناء ذلك تعرض لذبحة قلبية ، وفي صباح السادس من ايلول 1969 مات ادورنو .

ترك نقد ماكس فايبر وهيجلية جورج لوكاش للماركسية أثرهما على تفكير ادورنو ، وكذلك ترك هوسرل في ظاهريته مع كيركيجارد في جماليته اثارا واضحة . كما كان لفلسفة التاريخ عند فالتر بنجامين اثارا دالة في خطابه الثقافي . وعمل جنبا الى جنب مع هوركهايمر وهربرت ماركوز . وجادل بأن الرأسمالية المتقدمة تمكنت من احتواء القوى التي تسعى الى انهائها . وهكذا تخطت الراسمالية لحظة موتها ولم تحدث الثورة . وقد اودع افكاره في هذا الموضوع ، في كتابه المعنون ” الجدليات السلبية ” الصادر عام 1966 والذي أكد فيه على ان الفلسفة لازالت ضرورية .

ومن مؤلفاته اضافة الى ما ذكر :

الشخصية السلطوية ، نشرة نيويورك 1942

النظرية الجمالية 1976

واقعية الفلسفة 1977

ضد الابستمولوجيا : دراسات في هوسرل والظاهراتية 1983

كيركيجارد : البنية الجمالية 1984

ملاحظات حول الادب ، المجلد الاول 1991

ملاحظات حول الادب ، المجلد الثاني 1992

النظرية النقدية منذ افلاطون 1992

هيجل : ثلاث دراسات 1993

بيتهوفن : فلسفة الموسيقى 1998

الموديلات النقدية 1998

الميتافيزيقا : مفهوم ومشكلات 2000

نقد العقل الخالص عند كانط 2001

هربرت ماركوز : هو عالم الاجتماع الالماني ، والمنظر السياسي ، وهو واحد من مفكري مدرسة فرانكفورت النقدية . كذلك يعرف بكونه ” الاب الروحي لليسار الجديد”

ومن اشهر مؤلفاته : ” أيروس والمدنية ” و ” الانسان ذو البعد الواحد ” و ” البعد الجمالي ” …

ولد ماركوز في برلين ، ونشأ في اجواء وتقاليد عائلة يهودية . في عام 1916 أجبر للالتحاق بالجيش الالماني . وقد عمل في حضائر الخيالة (الاهتمام بالخيول) في برلين خلال الحرب العالمية الاولى . ومن ثم أصبح عضوا في ” مجلس الجنود ” الذين أجهضوا انتفاضة ” المنفصلين الاشتراكين ” .

أكمل أطروحته للدكتوراه في جامعة فروبرك في العام 1922 ، وكانت حول ” الرواية الالمانية ” ، وهي رواية ترصد حياة فنان ، يجسد صورة صراع الشباب ضد قيم المجتمع البرجوازي في عصره . ثم قفل عائدا الى برلين ، حيث عمل في الطباعة والنشر . وفي العام 1924 تزوج من ” صوفيا ورذم ” (1951 – 1901) ، وهي عالمة رياضيات .

بعد ذلك عاد الى جامعة فروبرك ، وبالتحديد في العام 1928 للدراسة مع ” أدموند هوسرل ” ، ومن ثم كتب اطروحته المهنية مع ” مارتن هيدجر ” والتي طبعت في العام 1932 بعنوان ” انطولوجيا هيجل والنظرية التاريخية ” . وقد كتب ماركوز هذه الدراسة في ضوء النهضة الهيجلية التي عمت أوربا ، وكان التأكيد فيها على أنطولوجيا هيجل في الحياة والتاريخ ، وعلى النظرية المثالية في الروح والديالكتيك . وعلى الرغم من هذا التأهيل الاكاديمي العالي ، فأنه حرم من التعليم الاكاديمي بسبب صعود الرايغشتاغ الثالث . وفي العام 1933 ألتحق ماركوز بمعهد فرانكفورت للبحث الاجتماعي .

وفي عام 1933 نشرمراجعته الكبيرة الاولى لمخطوطات ماركس الاقتصادية والفلسفية للعام 1844 . وقد صحح ماركوز تفسير الماركسية اعتمادا على المؤلفات التي كتبها ماركس في السنوات المبكرة من حياته . وبهذه المراجعة ساعد ماركوز العالم الى النظر اليه كواحد من افضل المفكرين الواعدين من جيله .

وبينما كان عضوا فاعلا في معهد البحث الاجتماعي ، فأن ماركوز طور انموذجا للنظرية الاجتماعية النقدية . كما طور نظرية المرحلة الجديدة للدولة والرأسمالية الاحتكارية . ومن ثم قدم توصيفا للعلاقة بين الفلسفة والنظرية الاجتماعية والنقد الثقافي . وقدم تحليلا نقديا للفاشية الالمانية . وظل عضوا فاعلا مع اعضاء مدرسة فرانكفورت النقدية .

غادر ماركوز المانيا في العام 1933 ، ومن ثم هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية عام 1934 ، وحصل على الجنسية الامريكية عام 1940 ، ولم يعد الى المانيا ليعيش فيها . ولكنه ظل واحدا من اكبر منظري مدرسة فرانكفورت ، وعاملا نشطا مع ماكس هوركهايمر وثيودور ادورنو (والاخرين) . وفي العام 1940 نشر كتابه المعنون ” العقل والثورة ” ، وكان عملا جدليا درس فيه كل من هيجل وماركس .

وخلال الحرب العالمية الثانية ، عمل ماركوز في الولايات المتحدة ، في مكتب اعلام الحرب ، وبالتحديد عمل في مشروعات الاعلام المضاد للنازية . وفي عام 1943 نقل الى مكتب الخدمات الستراتيجية . وفي عام 1945 حل مكتب الخدمات ، ووظف في وزارة الخارجية الامريكية ، كرئيس قسم اوربا . ومن ثم تقاعد بعد وفاة زوجته الاولى عام 1951 .

وفي العام 1952 عاد الى مهنة التعليم ، وبدأ اولا في جامعة كولومبيا ، وجامعة هارفارد ، وجامعة برانديز للفترة من 1958 الى 1965 . وهناك درس الفلسفة والعلوم السياسية . وأخيرا في جامعة كليفورنيا . وكان زميلا متعاونا مع عالم الاجتماع برنكتون مور ، وزميلا للفيلسوف السياسي روبرت بول ولف . وكذلك كان صديقا لرايت ميلز استاذ علم الاجتماع في جامعة كولومبيا ، وهو واحد من مؤسسي حركة اليسار الجديد .

وظل ماركوز العضو اليساري لمدرسة فرانكفورت ، وعندما يسأل يعرف نفسه ” ماركسي ، اشتراكي وهيجلي ” .

وقدم ماركوز نقدا للمجتمع الرأسمالي ، خصوصا في عام 1955 في منهجه التركيبي الجامع بين ماركس وفرويد ، النقد الذي أودعه في كتابه ” أيروس والمدنية ” . و فعل ذلك في كتابه ” الانسان ذو البعد الواحد ” الصادر عام 1964 ، والذي عكس فيه اهتماماته بحركة الطلاب في الستينات ، ولذلك تحول الى متحدث عن الحركة الطلابية ، واصبح يعرف ” الاب الروحي لليسار الجديد في الولايات المتحدة ” ، ومن ثم اسس صداقة حميمية مع الفيلسوف الفرنسي أندري كورز .

وبعد ان رفضت جامعة برانديز في العام 1965 من تجديد عقده في التعليم فيها ، فأنه تفرغ للتعليم ، والكتابة والقاء المحاضرات حول العالم . وكانت هذه الجهود قد دفعت اهتمام وسائل الاعلام به وبنشاطاته ، مما جعل افكاره تكون اكثر تأثيرا في الساحة الثقافية . كما استمر في تعزيز النظرية الماركسية والاشتراكية التقدمية . ومن ثم نشر أخر اعماله وهو ” البعد الجمالي ” في العام 1979 ، وركز دراسته فيه على دور الفن في عملية التحرر من المجتمع البرجوازي .

وقبل عشرة ايام من عيد ميلاده الحادي والثمانين ، مات ماركوز ، وبالتحديد في 29 تموز 1979 ، أثر جلطة دماغية بسبب تعب السفر الى المانيا ، واثناء زيارته الى معهد ماكس بلانك ، وبدعوة من المنظر يورغن هابرمس .

وسنحاول هنا تقديم عرضا لبعض مؤلفات ماركوز ، وبيان ما حملته من أتجاهات فكرية :

أولا – العقل والثورة : هيجل وبزوغ النظرية الاشتراكية : طبع هذا الكتاب من قبل ماركوز نفسه ، وصدر في العام 1941 . وهو دراسة ديالكتيكية للنظريات الاشتراكية عند هيجل وماركس . والمؤلف قدم توصيفا لفلسفة هيجل واعاد تفسيرها . وكان يهدف الى اثبات ان مفاهيم هيجل الاساسية كانت معادية للنزعات التي قادت الى الفاشية ، نظرية وتطبيقا .

وكان الجزء الاول دراسة مسحية لنظام هيجل الفلسفي ، والذي شيده على فلسفته السياسية وفلسفته التاريخية . اما الجزء الثاني فهو متابعة لاثار النظرية الاشتراكية من البدايات . والذي شمل اتجاهين : النظرية الديالكتكية للمجتمع من جهة ، والتي مرت من خلال كيركيجارد ، فيورباخ ومن ثم الى ماركس . والوضعية وبواكير علم الاجتماع من جهة اخرى ، والتي عمل على تطويرها كل من سانت سيمون ، كومت ، ستاهل ، ومن ثم فون ستين . والنتيجة انه بين اثر فلسفة هيجل الاجتماعية على النظريات الاشتراكية في الستينات .

ثانيا – أيروس والمدنية : وهو واحد من اهم الاعمال التي كتبها ماركوز ، وهذا الكتاب صدر في العام 1955 . وهو بنية فكرية تركيبية جمعت بين اطروحات ماركس ورؤية فرويد . وعنوان الكتاب يوحي بنوع من المقاربة مع عنوان كتاب فرويد المعنون ” المدنية وعدم الرضا ” . ويرى ماركوز انه في الامكان اقامة مجتمع خال من القمع (الاضطهاد) وذلك بالاستناد الى ماركس وفرويد معا . ومثل هذا المجتمع يشمل قيم الحركات الاجتماعية الثقافية المعارضة فترة الستينات .

وناقش ماركوز المعنى الاجتماعي للبايولوجي – التاريخي ، والذي لا يمكن النظر اليه على انه صراع طبقي ، وانما نضال ضد قمع الغرائز . ويجادل بان الرأسمالية منعتنا من الوصول الى ” المجتمع الغير مقموع (الا مضطهد) والمؤسس اصلا على اختلاف خبرة الوجود ، وعلى اختلاف العلاقة بين الانسان والطبيعة ، وعلى اختلاف العلاقات الوجودية ” .

والكتاب ينهض على افتراض وهو ان القمع او الاضطهاد ظاهرة تاريخية ( وتاريخ الانسان هو تاريخ الاضطهاد ) وماركوز يشمل في حديثه عن الاضطهاد ، الاضطهاد البايولوجي ، ولكنه يعتقد بان الاضطهاد البايولوجي ليس مشكلة بحد ذاته . ولكن مشاكلنا تنبع من القمع الزائد ، والمتولد من نوع من الاعراف التاريخية السائدة في مرحلتنا الراهنة . والنتيجة هي ولادة فلسفة جامعة بين فرويد و ماركس .

اريك فروم : وهو عالم سوسيو – سيكولوجي ، ومحلل نفساني ، واشتراكي ديمقراطي .

ولد في 23 من اذار 1900 في مدينة فرانكفورت ، وهو الطفل الوحيد لعائلته اليهودية الارثوذوكسية .

بدأ دراساته الاكاديمية في جامعة فرانكفورت، وبالتحديد في العام 1918 وأكمل فصلين دراسين في فلسفة القانون . وخلال الفصل الدراسي الصيفي في العام 1919 درس في جامعة هيدلبيرك ، تحول من فلسفة القانون الى دراسة علم الاجتماع . وقد اشرف عليه مجموعة من اساتذة هيدليبرك المشهورين من امثال الفريد فايبر (1958 – 1868) ، وهو اخ عالم الاجتماع المشهور ماكس فايبر . والفيلسوف الوجودي والطبيب النفساني كارل ياسبرز (1969 – 1883) ، وهنريك ريكرك (1936 – 1863) وهو من ألمع الكانطين الجدد يومذاك .

وحصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من هيدليبرك في العام 1922 . وفي العشرينات حصل على تدريب ليكون محللا نفسانيا ومن خلال المصح النفسي في هيدليبرك والتابع للطبيبة النفسية فريدا رشمان (1957 – 1889) والتي تزوجها أريك فروم فيما بعد ، وهي تكبره اكثر من عقد من السنين . ومن ثم فتح عيادته النفسية الخاصة ، وكان ذلك في العام 1926 . وفي العام 1930 التحق بمعهد البحث الاجتماعي ، ومن ثم أكمل تدريبه في التحليل النفسي .

وبعد ان استولت النازية على مقدرات الامور في المانيا ، وبدأت بملاحقة اليهود ، انتقل فروم الى جنيفا ، وفي العام 1934 تحول من هناك الى جامعة كولومبيا في نيويورك . وقد افتتنت به كرين هورني (1952 – 1885) لفترة طويلة ، وهورني هي عالمة التحليل النفسي الالمانية ، والطبيبة النفسية التي تخرجت من النرويج . وكان فروم موضوعا لكتابها المعنون ” تحليل الذات ” . والحقيقة ان فروم ترك اثارا على فكر هورني . كما ان اثر هورني كان حاضرا في فكر فروم .

ساعد فروم بعد تركه جامعة كولومبيا ، في تأسيس فرع لمدرسة واشنطن للطب النفسي في مدينة نيويورك وبالتحديد في العام 1943 . ويعد فروم المؤسس المشارك لمعهد وليم النسون للطب النفسي ، والتحليل النفسي وعلم النفس . وكان عضوا في كلية بننكتون للفترة من 1941 الى 1950 .

وعندما انتقل الى مدينة مكسيكو في العام 1950 ، اصبح استاذا في جامعة مكسيكو ، ومن ثم اسس قسم التحليل النفسي في المدرسة الطبية هناك . وظل يدرس هناك حتى وصوله سن التقاعد في العام 1965 . وخلال هذه الفترة درس كأستاذ لعلم النفس في جامعة ميشجان من 1957 الى 1961 ، وكذلك استاذا محاضرا في علم النفس في قسم الدراسات العليا للفنون والعلوم في جامعة نيويورك في العام 1962 . وفي العام 1974 انتقل الى مارلوتو – سويسرا ، ومات في بيته سنة 1980 قبل خمسة ايام من عيد ميلاده الثمانين .

وسنحاول التركيز على اتجاهات تفكير فروم ومن خلال كتاباته :

أولا – النظرية النفسية : نشر فروم اول عمل رائد له في العام 1941 ، وكان بعنوان ” الهروب من الحرية ” في نشرته الامريكية . و ” الخوف من الحرية ” في نشرته البريطانية . وحقا ان ” الهروب من الحرية ” ينظر اليه كواحد من الاعمال البالغة الاهمية ، وذلك لان فروم اسس فيه ما يسمى بعلم النفس السياسي . وكان عمله الثاني المهم بعنوان ” الانسان من اجل ذاته ” وهو بحث في علم النفس الاخلاقي ، والذي طبع لاول مرة في العام 1947 ، وهو استمرار واثراء لافكاره التي حملها كتابه ” الهروب من الحرية ” .

والواقع ان هذين الكتابين شكلا معا خلاصة لنظرية فروم في نظرية الشخصية الانسانية ، والتي هي نمو طبيعي لنظريته في الطبيعة البشرية . كما ان من اشهر مؤلفات فروم ، كتابه المعنون ” فن الحب ” والذي يعد من اكثر المبيعات والتي ظهرت طبعته الاولى سنة 1956 . وفيه اكمل صياغة المبادئ النظرية للطبيعة البشرية والتي كانت اصولها منبوتة في كتابيه ” الهروب من الحرية ” و” الانسان من اجل ذاته ” . وهذه المبادئ سيكون لها حضورا في معظم كتبه .

ثانيا – تفسير التلمود : كتب فروم عددا من المؤلفات عالج فيها موضوعة الدين . مثل كتابه المعنون ” التحليل النفسي والدين ” الصادر عام 1950 و كتابه الموسوم ” اللغة المنسية : مدخل لفهم الاحلام … ” الذي نشره سنة 1951 ، و مؤلفه المعنون ” التحليلية النفسية والبوذية ” والذي طبع في العام 1960 .

حقيقة ان من اهم اعماله هو محاولته تفسير التلمود . فروم بدأ هذا العمل منذ كان شابا وقد درس هذا الموضوع تحت مجموعة من رجال الدين اليهودي من امثال الحاخام ج . هوردتز ، ومن ثم عمق دراسته تحت اشراف الحاخام سلمان بروخ رابنكو ، وكان ذلك اثناء عمله في اطروحته للدكتوراه في جامعة هيدليبرك .

وكذلك درس التلمود تحت اشراف نهمي نوبل ولودفيك كروسو وخلال دراسته في فرانكفورت . وهذا الاهتمام كان متوارثا في العائلة ، فمثلا كان جده وجد والده حاخامان ، وكذلك عم والدته من المشهورين في دراسة التلمود . الا ان فروم تخلى عن يهوديته الارثوذوكسية في العام 1926 واصبح علمانيا يسعى وفق منهج علماني الى تفسير المثل الدينية .

ثالثا – فلسفة فروم الانسانية : كتب فروم اضافة الى معرفته بالتلمود ، كتابين : الاول ” عقيدة المسيح ومقالات اخرى في الدين … ” والصادر في العام 1963 . والثاني ” قلب الانسان وعبقريته في الخير والشر ” والذي نشره سنة 1964 .

ولعل من الاعمال الاساسية لفلسفته الانسانية ، هو تفسيره للقصة الانجيلية ” ادم وحواء ونفيهم من جنة عدن ” . رأى ان الانسان قادر على التمييز بين الخير و الشر ، وهو يعتبر الشر فضيلة ، في حين ان دارسي الانجيل ينظرون الى ادم وحواء على انهما خاطئين لانهما عصيا الله واكلا من شجرة المعرفة .

تخلى فروم من التفسير الديني التقليدي ، وأعلى من الفضائل الانسانية التي تقود الى فعل مستقل ، وتكأ على العقل في انشاء القيم الاخلاقية ، بدلا من الاعتقاد بالقيم الاخلاقية التسلطية . كما ان فروم اعتقد ان الحرية هي مظهر من مظاهر الطبيعة الانسانية ، وليس امام المرء الا اختيارين : اما ان يعتنقها او يهرب منها . ولاحظ ان اعتناق حرية الارادة هو مظهر من مظاهر الصحة النفسية . بينما الهروب من الحرية يكون من خلال اليات الهروب وهي الاساس المولد للصراعات النفسية .

وتحدث فروم عن ثلاثة انواع من اليات الهروب . وقد لخصها بالكلمات الاتية : التطابق ، التسلطية ، والتدمير . والتطابق يحدث عندما يغير شخص ما ذاته المثالية ويحولها الى شكل من اشكال الشخصية الاجتماعية . وهنا تحدث خسارة الذات الحقيقية . وفي التطابق يتم احلال الواجب مكان الاختيار ، واحلال المجتمع محل الذات .

اما التسلطية فهي ان يسمح شخص ما لنفسه بالسيطرة على شخص اخر . وبهذا الفعل يتم تعطيل حرية الشخص الاخر تماما واخضاعه لارادة انسان اخر. واخيرا الية التدمير وهي اي محاولة تسعى الى تجريد الاخرين او العالم من الحرية تماما . ويعلق فروم على الية التدمير قائلا : ” التدمير للعالم هو اخر محاولة يائسة لانقاذ الذات من العالم الذي دمرته الذات ” .

رابعا – نقد فرويد : كتب فروم اربعة كتاب ركز فيها على فرويد ومدرسته في التحليل النفسي . وهما ” مهمة سيغموند فرويد : تحليل شخصيته واثاره ” والذي صدر في العام 1959 . و ” ما وراء الوهم : معارضة لفرويد وماركس ” الذي طبع سنة 1962 . و” ازمة التحليل النفسي ” والذي نشر في العام 1970 . ومن ثم كتابه المعنون ” عظمة فكر فرويد وحدوده ” الذي نشر في العام 1979 .

لقد دقق فروم في حياة واعمال فرويد ، ووجد ان هناك تناقضا بين النظرية الفرويدية الاولى والنظرية الفرويدية المتأخرة . وبالتحديد في كتابات ماقبل الحرب العالمية الاولى. ففرويد اسس الدوافع الانسانية كنوع من الشد بين الرغبة والكابح ، ولكن بعد الحرب ونتيجة لها ، فأنه وضع الدوافع في اطار الصراع بين الحياة البايولوجية وغريزة الموت .

ولهذا وجه فروم نقدا لفرويد واتباعه الذين لم يعترفوا بالتناقض بين النظريتين . وانتقد كذلك الثنائية في الفكر الفرويدي ، والتي تتمثل في الاوصاف التي وصف فيها الوعي الانساني على كونه صراع بين قطبين . ويرى فروم ان هذا الوصف ضيق ومحدود . كما شجب فروم الثقافة الماسوجينية ، وهي الثقافة المعادية للمرأة ، والتي تتخفى خلف التحليل النفسي الفرويدي . ورغم هذا النقد ، فأن فروم يحترم بتقديرعال فرويد ويعلي من انجازاته .

2– الجيل الثاني من مفكري مدرسة فرانكفورت :

اما الجيل الثاني من مفكري مدرسة فرانكفورت النقدية ، فكان معظمهم من تلامذة الجيل الاول . ولعل من اشهرهم يورغن هابرمس . وقد كتبنا مقالا سابقا عن يورغن هابرمس . وسنشير الى اثنين من الجيل الثاني ، وهما ألبرشت فالمر و ألفرد سشمدت .

يورغن هابرمس : منذ الستينات من القرن العشرين ، قاد ” يورغن هابرمس ” النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت ، وخصوصا في عمله المتميز في مضمار ” العقل التواصلي ” و”المجال اللغوي” ، وهو المضمار الذي يطلق عليه هابرمس ” الخطاب الفلسفي للحداثة ” (محمد جلوب الفرحان : الاشكال الفلسفي في فكر هابرمس ، منشور على صفحات الموقع في اذار) . ونلحظ اليوم ان بعض من المنظرين النقدين من امثال ” نيكولاس كوميريدز” يعارضون هابرمس ، ويرون ان هابرمس قد قوض التطلعات الناشدة الى انجاز التغيير الاجتماعي . وان هذ التغيير هو الاساس الذي سبب بروز مشروعات متنوعة للنظرية النقدية مثل ما المقصود بالعقل ، وتحليل وتوسيع ” شروط الامكانية ” للتحرر الاجتماعي ، ونقد الرأسمالية الحديثة .

ألبرشت فالمر: ولد في 9 تموز 1933 ، ولا زال حيا . وتتداول الكتابات اسمه على انه مفكر الماني ، واستاذ في جامعة فريه . درس الرياضيات والفيزياء في جامعتي برلين وكيل ، ومن ثم درس الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة هيدليبرك وفرانكفورت . وعمل مساعدا ليورغن هابرمس في جامعة فرانكفورت من 1966 الى 1970 .

حصل على الاستاذية من جامعة كونستانز ، وهي مدرسة جديدة للبحث الاجتماعي ، ومن ثم استاذا في جامعة فريه في برلين . وكان استاذا زائرا في جامعة هارفارد ، والمدرسة الجديدة للبحث الاجتماعي ، وفي جامعة أمستردام .

وفي العام 2006 حصل على جائزة ثيودور ادورنو ، وهي جائزة عالية التقدير تمنح للانجازات في حقول الفلسفة ، والمسرح ، والموسيقى والسينما . ضمت اعماله كتبا وابحاثا غطت مجالات مثل علم الجمال ، النظرية النقدية ، الاخلاق ، الحداثة ، وما بعد الحداثة . كما وكتب عن مجموعة من المفكرين من امثال أدورنو ، هابرمس وفيتجنشتاين .

واهم كتب ألبرشت فالمر :

النظرية النقدية للمجتمع 1971

الاخلاق والحوار 1986

مثابرة الحداثة 1991

الثورة والتفسير 1998

ألفرد سشمدت : ولد في 19 مايس 1931 في برلين ، درس أولا التاريخ واللغة الانكليزية . ومن ثم فقه اللغة الكلاسيكية في جامعة غوته في فرانكفورت . بعد ذلك درس الفلسفة وعلم الاجتماع . وكان احد طلاب ثيودور ادورنو وماكس هوركهايمر ، وترقى علميا بعمله عن مفهوم الطبيعة في كتابات كارل ماركس . وشغل درجة استاذ الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة فرانكفورت للفترة من 1972 وحتى تقاعده في العام 1999 .

ومن الموضوعات الاساسية التي اشتغل عليها في ابحاثه : النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت ، فلسفة الدين ، وفلسفة شوبنهاور .. وقد حصل على جوائز تقدير من جمعية شوبنهاور .

تعقيب ختامي :

ضمت مدرسة فرانكفورت النقدية ، عددا من الماركسين الساخطين على الاعتقاد الماركسي الشائع يومذاك . ولذلك كانوا يحسبون ان بعضا من اتباع ماركس تحولوا الى ابواق دعائية ، تردد منظومة محددة من افكار ماركس ( نشيدا مدرسيا ) يدافع عن الاحزاب الشيوعية الارثوذوكسية .

كما ان نشر مخطوطات ماركس في الثلاثينات من القرن العشرين ، وبالتحديد المخطوطات الاقتصادية والفلسفية ، والايديولوجيا الالمانية (مخطوطات 1844) قد كشفت بصورة واضحة عن استمرارية فكر ماركس مع الهيجلية . مما عمق الخلاف بين منظري مدرسة فرانكفورت النقدية والفكر الماركسي الرسمي المدعوم من قبل ماكنة اعلام الاحزاب الشيوعية .

ولعل ما يميز منظري مدرسة فرانكفورت ، هو انهم كتبوا نصوصهم الفكرية الداعية الى التجديد في الاطروحة والمنهج الماركسيين ، بعد اختبار النظرية الماركسية التقليدية والتطورات الجديدة في المجتمعات الرأسمالية وتجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي. مما كان الحاصل هو اكتشافهم ان النظرية الماركسية التقليدية ، نظرية غير كافية لتفسير هذه التطورات الحاصلة في المجتمعات الرأسمالية في القرن العشرين . ولهذا تميز خطابهم بكونه خطاب نقدي لكل من الرأسمالية والاشتراكية السوفتية . كما وان القارئ يشعر وهو يقرأ كتاباتهم ، بأنهم يدعون الى طريق بديل في التطور الاشتراكي .

ان الثغرات التي اكتشفت في الماركسية التقليدية ، حملت منظري مدرسة فرانكفورت الى التفتيش عن امكانية فكرية تعين في ملأ هذه الثغرات . وفعلا بدأوا التفكير خارج دائرة التقكير الماركسي التقليدي . فوجدوا ان هذه الامكانية الفكرية متوافرة في ساحات مدارس فكرية أخرى . ولهذا يلاحظ القارئ بيسر الى ان منظري مدرسة فرانكفورت قد اخذوا اشياء من علم الاجتماع الا وضعي (المعارض للوضعية) ، وتبنوا اشياء من مدرسة التحليل النفسي ، وشاركوا الفلسفة الوجودية في اشياء اخرى .. وظل باب الافادة من مدارس فكرية اخرى مفتوحا امام مفكري مدرسة فرانكفورت .

ولعل السمة التي تجمعهم ، هي انهم يتحدثون عن اطار عقلي مشترك ، كما انهم يتداولون مجموعة واحدة من الافتراضات ، وانهم مشغولون بالبحث عن اجابات على اسئلة متشابهة .

لقد تعلم المنظرون الرئسيون لمدرسة فرانكفورت من امكانية صياغة منظومات فكرية خاصة لهم ، وهي في حقيقة الامر تجميع فكري مستبطن لفلسفة كانط ، هيجل ، ماركس ،ونهج فرويد ، ماكس فايبر وجورج لوكاش .. ونحسب انه من المفيد ان نذكر في هذا المضمار الى ان تأكيد منظري المدرسة على حد ” النقدي ” في نظريتهم ، لهو دليل على انهم تغلبوا على الحدود الضيقة لكل من الوضعية ، المادية والجبرية . وقد ساعدهم في ذلك ، هو العودة الى فلسفة كانط ، كما وفي العودة الى خلفاء كانط ، خصوصا فلاسفة المدرسة المثالية الالمانية ، وبشكل محدد فلسفة هيجل ، مع التأكيد على ان الديالكتيك والتناقض هما السمتان الملازمتان للحقيقة .

https://drmfarhan.wordpress.com/2010/04/01/73/









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 12:09   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة liala مشاهدة المشاركة
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة
ضوع: عرض حول :الأسس النقدية لمدرسة فرانكفورت من إنجاز الطالب الباحث محمد الجلالي 1/1/2011, 1:56 pm

تقديم

إن مساءلة الفكر النقدي انطلاقا من استحضار مختلف تطوراته النظرية في فضاء التفكير الفلسفي يكشف عن وجود تلوينات مختلفة لمناهج النقد الفلسفي من خلال تبلوره في تيارات واتجاهات فلسفية مختلفة بل ومتضاربة أحيانا، كما هو الشأن بالنسبة لمدرسة فرانكفورت النقدية التي تشكل انعطافة مهمة في مسيرة الفكر الأوروبي الحديث، بحيث كان لهذه المدرسة الآثار الكبير والفاعل في صياغة نظرية نقدية تتعامل مع: السوسيولوجيا، الفلسفة ، والسياسة والثقافة كأبعاد متداخلة ومتشابكة في عملية تكون ودراسة النظريات الاجتماعية والآفاق المعرفية والحضارية التي رافقت التطورات والتحولات التي شهدها المجتمع الأوروبي في ميادين الاقتصاد والسياسة ، وبروز النظام الرأسمالي كعامل حاسم ترك آثاره على الأدبيات الفلسفية والاجتماعية ـ
فأين تأسست مدرسة فرانكفورت؟ ومتى كان هذا التأسيس؟ وما هي الخلفية الفكرية لهذه المدرسة وما هي أسسها الجوهرية؟











I-نشأة مدرسة فرانكفورت
لقد حصلت مدرسة فرانكفورت على طابعها المؤسسي عبر تأسيس معهد الأبحاث الاجتماعية في عشرينات القرن الماضي، وقد وضعت الحلقة الدراسية الأولى للعمل الماركسي لبنات التفكير في أسباب أزمة الفكر الماركسي وإخفاق ثورة 1918 في ألمانيا، وقد جمعت الحلقة الدراسية ثلة من الباحثين من أبرزهم رجل الأعمال فليكس فايل والاقتصادي فريدريك بلوك والمفكر االماركسي جورج لوكاتش... الا أن المشروع لم يتكلل بالنجاح، غير أنه يعتبر بمثابة الانطلاقة التي دفعت بعض المشاركين في الحلقات في التفكير جديا في تأسيس معهد الأبحاث الاجتماعية.
وقد تأسس معهد الأبحاث الاجتماعية رسميا في 3 فبراير 1923 في جامعة غوته بمدينة فرانكفورت بألمانيا ، وقد توخا المعهد في البداية احتضان الأبحاث النظرية الاشتراكية التي أقفلت الجامعة الألمانية الأبواب في وجهها، وكان المعهد يظم جملة من المثقفين اللذين لم يتبنوا أطروحات الاشتراكية، ورفضوا الانضمام الى الحزب الشيوعي الألماني بعد فشل ثورة 1918 يحدوهم العزم لبلورة فحص عميق لأسس النظرية النقدية .
كان المعهد في البداية يتولى الإشراف عليه أستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة فيينا كارل غرونبر، وفي العام 1931 تم تنصيب هوركهيمر رئيسا للمعهد وتعيين تيودور أدورنو أستاذا مساعدا له، وبتعاون هوركهايمر وأدورنو أخذ اسم النظرية النقدية في اللمعان بحيث لم يعد الاهتمام منصب فقط على نقد الاقتصاد السياسي كأداة تحليل للمجتمع الرأسمالي كما كانت ترى الماركسية. اعتمدت مقاربة تركيبية تقوم على ربط الفلسفة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية .
وبعد سيطرة النازية في ألمانيا وصعود هتلر إلى الحكم سنة 1933 اضطر هوركهايمر وزملاءه للهرب إلى سويسرا وفرنسا وبريطانيا ومن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الوقت الذي صدرت فيه الأوامر بإغلاق المعهد ومصادرة مكتبته القيمة أسس هوركهايمر وزملاءه فروعا أخرى للمعهد في كل من باريس ولندن ثم في جامعة كولومبيا، غير أن الوضع السياسي في أمريكا جعلهم يتجنبون استخدام المفاهيم الراديكالية بسبب فقدانهم الثقة في الطبقة العاملة في أوروبا وأمريكا ، وكذلك بالماركسيين اللذين أصبحوا تقليديين. وفي المنفى تطورت النظرية النقدية إلى فلسفة التاريخ والمجتمع مثل ما كان ذلك في عصر التنوير ، وفي هذه الفترة قدم الرواد الأوائل أهم أعمالهم حيث أصدر هوركهايمر عدد من الكتب المهمة من أهمها " السلطة والعائلة" ، و" كسوف العقل".
وفي سنة 1950 بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط النازية عاد بعض الرواد الى فرانكفورت وعلى رأسهم هوركهايمر من أجل إكمال العمل الذي بدؤوه قبل الهروب من ألمانيا لتنطلق بعد العودة من المنفى المرحلة الثانية في تاريخ المدرسة والتي يعتبر أهم ممثليها يورغن هابرماس'1929....' والذي اعتبر الوريث الشرعي لتركة مدرسة فرانكفورت.

II-الأسس الجوهرية لفكر مدرسة فرانكفورت:
لا يمكن فهم النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت إلا بالرجوع إلى الأسس الجوهرية لفكر هذه المدرسة، لكن ما يميز هذه المدرسة عن باقي المدارس الفلسفية والسوسيولوجية الأخرى هو عدم اقتصارها على المرجعية الفلسفية أو السوسيولوجية فقط، فقد تشربت هذه المدرسة من ينابيع جميع العلوم الانسانية ، من الفلسفة " كانط و هيغل..." ومن علم الاجتماع " كارل ماركس وماكس فيبر وهربرت ميد وأغوست كونت..." وعلم النفس " فرويد ، جان بياجي..." والعلوم اللغوية " أوستين ..." لكن نظرا لشساعة الموضوع لن نتكلم الا عن الأسس الفلسفية والسوسيولوجية.
1- الأسس الفلسفية.
يبدو أن مدرسة فرانكفورت أو ما يعرف بالنظرية النقدية اتخذت من النقد أساسا لها، والنقد هو تقليد ألماني قديم وقد تبدى جليا خاصة مع كانط ومن بعده هيغل وأتباع هيغل من بعده"الهيغليين الشباب" ليصل هذا التقليد إلى مدرسة فرانكفورت ، بحيث تكونت النظرية النقدية انطلاقا من نقد مفكرين ونصوص فلسفية أخرى لأنه بدون استلهام للماضي ومحاورة الحاضر ليمكن اتخاذ أية مسافة نقدية كيفما كانت دلالتها ومقاصدها .
ويرجع العديد من المهتمين بالنظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت أن النقد الكانطي يعتبر مرجعا أساسيا اعتمد عليه أصحاب النظرية النقدية وخاصة في كتبه الرئيسية الثلاثة : نقد العقل الخالص(1781) ونقد العقل العملي(1788)وكتاب نقد ملكة الحكم(1790).
وقد حاول بعض مفكري النظرية النقدية نحت منحى توفيقيا بين الفلسفة الكانطية والمادية الجدلية(لاسيما في بعديهما المتعالي كما يقول ماركيوز) . وانطلاقا من القيمة التي أسستها الكانطية في التاريخ الحديث للفلسفة الكلاسيكية الألمانية يسعى فلاسفة فرانكفورت الى تقديم النظرية التي يجتهدون في بنائها وتوضيحها كوريث شرعي للعقلانية الكلاسيكية من كانط .
واذا كان هناك اختلاف بين الباحثين حول ما اذا كانت فلسفة تمثل احدى الخلفيات الفلسفية لمدرسة فرانكفورت، اذ هناك اجماع على أن فلسفة هيغل تمثل مرجعية أساسية لفكر مدرسة فرانكفورت وقد تبين ذلك بوضوح في كتابات هربرت ماركيوز وخاصة في كتابه "العقل والثورة".
فإذا كان كانط قد أقام فلسفته النقدية لتمييز المعرفة العلمية الصحيحة عن المعرفة الميتافزيقية التي تؤدي الى وقوع العقل في التناقض، فان هيغل قد جعل من التناقض جوهرا لفلسفته ومنهجه الجدلي .
وقد قام هيغل من خلال منطقه الجدلي، بإدخال العقل في الوعي وفي الطبيعة ثم تجلى في التاريخ، و أصبح هو جوهر التاريخ ومحركه، بل أصبحث العملية المعرفية نفسها تنمو في مراحل متعددة ، وقد قام هيغل أيضا بمهاجمة المعرفة العقلية الخالصة التي فصلت الفكر عن الوجود، كما هاجم هيغل الفلسفة التجريبية الخالصة التي أغفلت السمات العقلية للواقع .
ويعتبر هيغل حسب منظري مدرسة فرانكفورت رائد الفلسفة الاجتماعية لأنه خلص الفلسفة من القيود الشخصية المفردة ، حين ألقى بالوعي في تجربة جماعية وكونية يخوضها الروح منذ اللحظة الأولى التي انفصل فيها عن الطبيعة، وتظهر هذه التجربة في الدين والفن والسياسة وتجد في الفلسفة تعبيراتها المفهومية.
وقد انقسمت المدرسة الهيغيلية بعد وفاته الى جناح يميني وجناح يساري ، وقد تمسك الجناح اليميني بالاتجاه المحافظ في مذهب هيغل ووسعه، أما الجناح اليساري فقد طور الاتجاهات النقدية عند هيغل بادئا هذا التطوير بتفسير تاريخي للدين ، وقد دخلت هذه الجماعة الأخيرة في نزاع اجتماعي وسياسي متزايد الحدة مع عهد عودة الملكية، وانتهى أمرها اما الى الاشتراكية والفوضوية الكاملة واما الى الليبيراليىة التي تحمل طابع البرجوازية المصغرة .
وقد تعارضت معايير هيغل النقدية وجدبه بوجه خاص، مع الواقع الاجتماعي السائد، ولهذا السبب كان من الممكن أن يسمي مذهبه بحق" فلسفة سلبية" وهو الاسم الذي أطلقه خصومه المعاصرون لها، وقد ظهرت في العقد التالي لموت هيغل فلسفة ايجابية أو وضعية ترمي الى ازالة تأثير اتجاهاته الهدامة وأخذت هذه الفلسفة على عاتقها أن تخضع العقل الى سلطة الواقع، وأن الصراع الذي حدث بعد ذلك بين الفلسفة السلبية والايجابية أو الوضعية، ليقدم مفاتيح متعددة تساعد على فهم نشأة النظرية الاجتماعية الحديثة في أروبا .
2- الأسس السوسيولوجية :
أ- التأثير الماركسي: من المعروف أن منظري مدرسة فرانكفورت تأثروا بالماركسية حتى اعتبر البعض أن هذه المدرسة ليست إلا فرعا من فروع الماركسية ، لكن أصحاب النظرية النقدية وان تبنوا الماركسية كمبدأ أو كمنهج فإنهم لم يلتزموا بها كليا ولم يتشبثوا بمقولاتها المتمركزة حول نقد النظام الاقتصادي والرأسمالي وحول الايدولوجيا بصفة عامة، بل تركزت ماركسيتهم على نقد الاغتراب والأسباب الكامنة وراءه في المجتمعات الصناعية القائمة على الكليانية والمعقولية التقنية والبيروقراطية التي ادعت التقدمية وتباهت بالهيمنة على الطبيعة وعلى الإنسان في العالم الشيوعي والرأسمالي، ولم يكن المصدر الأساسي لهذا النقد هو النظرية النقدية برمتها ولا الارتباط بالطبقة العاملة بقدر ما كان التأثر بماركس الشاب خاصة في كتاباته الأولى وتحديدا في مخطوطات 1844، فقد وجدوا في أرائه تأكيدا لاغتراب الكانسان وعرفوا أن نقدهم لها لا ينبغي أن يقتصر على الإصلاح الاقتصادي والسياسي وعلى " وثنيتها السلعية"-حسب المفكر الماركسي جورج لوكاتش- وعقلانيتها المزعومة التي تقف حجر عثرة أمام كل حياة إنسانية أصيلة.
وهذا ما حاول القيام به كل من أدورنو وهوركهايمر في كتابهما المشترك " جدل العقل"، وقد انطلق هابرماس(أحد رواد الجيل الثاني) من فكرة أن الماركسية فكر يحتوي على قدرة نقدية هائلة لكل ما هو عام وشامل، وقد طرح نفس في نفس الوقت مشروع إعادة " توجيه الماركسية" ، واذا كان ماركس قد قلب الجدل الهيغيلي على رأسه وجعله يسير على قدميه كما يقال فان هابرماس هو أيضا قد قلب الماركسية من على رأسها لتسير على قدميها وذلك استنادا على عقلانية ماكس فيبر.لكن رغم المكانة التي تحضى بها الماركسية في مدرسة فرانكفورت فانها لم تسلم من النقد خاصة في شقها التقليدي والستاليني الدوغمائي اذ اعتبر رواد المدرسة أن الماركسية لم تعد تواكب التغيرات التي تحدث في العالم الرأسمالي ، وأن الرهان على الطبقة العاملة في القيام بالثورات أصبح شبه مستحيل في مجتمع استطاع احتواء هذه الشريحة الواسعة ، ليراهنوا على فئات أخرى من قبيل الطلاب والأقليات العرقية كطليعة استراتيجية للتغيير، وهذا ما تبين جليا ف ي أحداث 1968في فرنسا وفي أمريكا حين رفض الطلاب الأمريكيين الحرب على الفيتنام.
ب- التأثير الفيبيري: تعتبر كتابات ماكس فيبر حول العقلانية من إحدى المرجعيات الأساسية لمدرسة فرانكفورت، و قد ظهرت بوضوح في كتابات ماركيوز وخاصة كتابه الانسان ذو البعد الواحد ، وخاصة في حديثه عن منطق الهيمنة وهو المفهوم الأساسي الذي أضحى مبدأ جوهريا مميزا لمدرسة فرانكفورت في أوج ازدهارها ويعني أن السيطرة على الطبيعة من خلال العلم والتكنولوجيا تنشئ عنه بالضرورة شكلا جديدا من التسلط على الإنسان
ويمكن أن ندرج وجهين رئيسيين للتشابه بين مدرسة فرا نكفورت وكتابات ماكس فيبر:
-الوجه الأول: هو أن العقلانية التقنية أو الترشيد قد تم تصورهما كقوى مجردة تشكل مجتمعا يقع خارج نطاق التحكم البشري، حيث أن المنطق الداخلي للنظام الذي خلقه العلم والادارة العقلانية يقوم بهذا العمل على نحو ما من وراء ظهر الأفراد أو الجماعات الاجتماعية المعينة وأنه يقوم بهذا أيا العمل أيا كان الشكل الظاهري للمجتمع، أي بصرف انظر عما اذا كان المجتمع رأسماليا أو اشتراكيا شموليا أو ديمقراطيا، وبهذا المعنى يتم إحلال مفهوم " المجتمع الصناعي" محل " المجتمع الرأسمالي" .
وقد برهن ماركيوز على مقولات فيبر بقوله: (...ليس تطبيق التكنولوجيا فحسب، بل التكنولوجيا نفسها ، هي التي تمثل تسلطا على الطبيعة والإنسان بطريقة منهجية علمية ومحسوبة وماكرة ، وأن الأهداف والمصالح المحددة لهذا التسلط لا يتم دسها على التكنولوجيا فيما بعد ومن الخارج، وإنما هذا يدخل في تصميم بناء الجهاز التقني) .
- أما الوجه الثاني : يمكن العثور على وجه التشابه في النزعة التشاؤمية الكئيبة التي تنشأ من تفسيرهما للمجتمع الصناعي الحديث، فإذا كان فيبر ليبرالي يائس- على حد تعبير توم بوتومور- فان مفكري مدرسة فرانكفورت وخاصة( هربرت ماركيوز ) يمكن وصفهم بأنهم " رديكاليون يائسون "- حسب بوتومور- اذ ينظر ماكس فيبر ومعه رواد مدرسة فرانكفورت الى أن التوسع الأكثر أو الأقل قسوة للترشيد والعقلنة يعني أن المجتمع سيصبح عرضة للتسلط من جانب علاقات اجتماعية ذرائعية محضة، وسيصبح " قفصا حديديا" ودولة " للتحجر الآلي" تختنق فيه الإبداعية الفردية والقيم الشخصية .
إن تشاؤمية ماركيوز وهوركهايمر فيما يخص مصير الفرد هي من نفس تشاؤمية فيبر، فالعقلانية التقنية، أي العقل الذرائعي هو الذي يسود الحياة الاجتماعية وان بقيت قوى قليلة تعارضها، وهذا ما يخلص إليه ماركيوز في كتابه : "الإنسان ذو البعد الواحد".
وإذا كان الرواد الأوائل لمدرسة فرانكفورت قد اعتمدوا على كتابات ماكس فيبر وكارل ماكس....فان هابرماس كأحد رواد الجيل الثاني من المدرسة لم يكتفي بكتابات ماكس وماركس بل انفتح على كتابات سوسيولوجيين اخرين من قبيل هربرت ميد وايمل دوركهايم ، حيث يؤكد هابرماس أن مفهوم التواصل بوصفه نظرية علمية قد بدأ مع السوسيولوجي هربرت ميد في نظريته المرتبطة بالتفاعل الرمزي، اذ دافع –هابرماس- عن فكرة أن التواصل هو المبدأ المؤسس للمجتمع، أما فيما يخص دوركايم فيتجلى فكره بوضوح في كتابات هابرماس حول كيفية دمج الفرد في مجتمع طغت فيه القيم الفردانية، ويظهر ذلك في حديث هابرماس عن الفضاء العمومي وكيفية تحقيق الديمقراطية، ففي كتابه "نظرية الفعل التواصلي" يخصص فصلا مطولا للحديث عن دوركايم وميد، يقول هابرماس(...ان تحول البراديغم الذي انتقل من الفعل الغائي الى الفعل التواصلي بدأ مع ميد ودوركايم، فماكس فيبر واميل دوركايم وهربرت ميد ينتمون الى جيل المؤسسين للسوسيولوجيا الحديثة) .
III-مشروع النظرية النقدية ومنطلقاتها الفكرية:
1-نقد النزعة الوضعية الحديث والتجريبية.
وجه الرعيل الأول لمدرسة فرانكفورت انتقاداته الحادة إلى النزعة العلمية المفرطة وأنساقها التي تحولت إلى إيديولوجيات تستند إلى يقين معرفي ومعتقدات ايمانية فكلها في نظرهم قد غدت أنظمة معرفية مغلقة تعتمد أشكالا تنظيمية جد مقننة للحياة الاجتماعية، من خلال إسقاط اليات فهم الظواهر الطبيعية على الظواهر الاجتماعية بمعنى أنها أصبحت ايديولوجيات شمولية تنظم علاقات الانسان بالانسان والانسان بالأشياء، مما حدا برواد مدرسة فرانكفورت إلى رصد تحول العقلانية كايديولوجية ، ومحاولة الكشف عن مكامن التسلط فيها ومحاربة نزعتها الوثوقية .
واعتمادا على ارث النظرية النقدية واستكمالا لمشروعها واستنادا الى التطورات الاقتصادية التي عرفها المجتمع الغربي الحديث، وجه هابرماس انتقاداته أيضا لكل من النزعتين " الوضعية والتجريبية " انطلاقا من كون المهمة الفلسفية تقتضي ذلك من أجل كشف الوهم الإيديولوجي الكامن من وراء النزعتين معا، لأنهما يمثلان وجهين لعملة واحدة .
إن المعرفة العلمية التي سخرت لفهم الطبيعة والتحكم فيها تم استخدامها أيضا للتحكم في الإنسان، بمعنى أن منطق النظم الذي تصوره الإنسان للسيطرة على الطبيعة، ثم نقله بالكامل للتحكم في الأفراد والجماعة، وهذا ما يبادر إلى أذهاننا عند فحص مختلف التنظيمات القانونية والإدارية، وأشكال الترشيد والضبط والتقنين والعقلنة لمختلف جوانب الحياة في العالم المعاصر، فكل هذه الاليات تعمل وفق نظمها ومنطقها الداخلي وتكرارها إنتاج مجتمع طبقا لمقاسات ومواصفات معينة، لكن مدرسة فرانكفورت ترفض أي تناظر أو تماثل تجريبي قد يعقد بين الظواهر الطبيعة والاجتماعية، يمكن صياغته في قواعد وقوانين محددة، على اعتبار أن السلوك الإنساني لا يمت بأي صلة للقواعد التي تتحكم في ظواهر الطبيعة.
الأمر الذي جعل رواد مدرسة فرانكفورت يقفون في مواجهة معارضة للنزعة الوضعية التجريبية والتقنو علموية* الجامحة في حدود عواقبهما، ولعل ما يميز هذا النقد العنيف هو محاولة الكشف عن العقلانية بوصفها " اليات للتسلط والهيمنة"، التي طورت العقل التقني تحت ستار العلم ومن أجل العلم وبدعوى الحياد والموضوعية العلمية .
ويمكن أن نجمل النقد العنيف الذي قام به رواد فرانكفورت في العناصر التالية:
- لا تحفل النزعة الوضعية الحديثة الا بالتجربة الخالصة والمحضة، ووحده التجريب الذي تقوم به العلوم الحقة يستحق لقب " المعرفة " وما عداه يلقى به في قمامة التاريخ.
- تنظر النزعة الوضعية للحاضر كحدث تم انجازه، وتتنصل كليا من تغييره.
- تعلن السوسيولوجيا التجريبية( أن كل ما يمكن ملاحظته لا يعدوا أن يكون في نظرها أشياء، ومحض أشياء) .
2- نقد المجتمع الاستهلاكي
لقد كان الاستهلاك في الماضي هو وسيلة لغاية ما، وهي تحقيق سعادة الإنسان، أما اليوم فقد أصبح الاستهلاك غاية في حد ذاته، فالإنسان اليوم مفتون بإمكانية شراء المزيد من الأشياء الجديدة والأفضل اذ أصبح فعل الشراء والاستهلاك هدفا لا عقلانيا لأنه غاية في ذاته، فشراء أخر موديلات " السيارات، الملابس،الآلات..." هو هدف كل إنسان، وتكون اللذة الحقيقية لاستخدام هذه الأشياء ثانوية بالنسبة للحصول عليها عليها.
لقد حقق المجتمع الصناعي الصناعي وفرة في الانتاج ومن أجل تصريف هذه الوفرة يجب أن توازيها وفرة في الاستهلاك، وبالتالي ومن أجل ترسيخ قيم الاستهلاك تعمل الشركات الكبرى من خلال آليات الإشهار على توحييد الأذواق، فوفرة الإنتاج والاستهلاك- حسب رواد مدرسة فرانكفورت- تخدر المجتمع وتجعله يكتسب مناعة ضد أي تغيير نوعي، فالفرد في هذا المجتمع يعتقد أن له قيمة وأنه حر بمجرد أنه يستطيع أن يختار بين أنواع المنتجات الصناعية لتلبية حاجاته( انه حر في اختيار أسياده ) حسب ماركيوز .
تدفع الرغبة في الاستهلاك الإنسان إلى تكوين رغبة مطلقة منفصلة تماما عن حاجاته الحقيقية، فالمجتمع الصناعي يعتقد أنه حر في وقت فراغه غير أن وقت الفراغ أصبح هو الأخر خاضع للمنظومة الرأسمالية، فالإنسان اليوم يستهلك وقت فراغه في مشاهدة المباريات الرياضية والأفلام السينمائية...بطريقة لا تختلف عن استهلاكه للسلع، فالإنسان يستمتع بمشاهدة ما هو مفروض عليه أن يراه وأن يسمعه.
حاول رواد النظرية النقدية -بعد ما شاهدوه من انحطاط للقيم الفردية داخل المجتمع المتقدم ومن انسحاب لحق الفرد في الاختلاف في النظام الشمولي أولا وفي النظام الرأسمالي- إعمال العقل لإعادة الاعتبار للفرد ولتنشيط الفكر النقدي (وانطلاقا من ذلك عملوا على إعادة قراءة النص الفرويدي على ضوء تحولات المجتمع الصناعي متسائلين عن دلالات الرغبة والتصعيد اللاشعوري وموقع الجنس في آليات الإغراء الحديثة و علاقتها بالعملية الإنتاجية، وعن المعاني الجديدة التي يتخذها الحب) .
3-نقد الايديولوجيا:
لقد دأب المنظرون الأوائل منذ ظهور المجتمع البرجوازي إلى الإشارة للايديولوجيا على أنه " الوعي الزائف" وقد خلص أدورنو الى أن ظهور مفهوم الايدولوجيا مرتبط بالمجتمع البرجوازي وليس بالمجتمع الصناعي، وتعتبر صناعة الثقافة التي ترجع جذورها إلى القرن الثامن عشر المولدة للايديولوجيا، وهي غير منفصلة عن تاريخ المجتمع البرجوازي .
ويعتبر علم الاجتماع المعاصر الايديولوجيا كقاعدة " لسوسيولوجيا المعرفة " أي كوصف للتكون الثقافي ولتمثلات الشرائح الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى العلاقة بينهما وبين الوضع الاجتماعي، فعلم اجتماع المعرفة ينظر الى معنى الحياة الانسانية من منظور الثقافة أو القيم السائدة فيه.
وعلى العموم يرى أدورنوا أن علم الاجتماع يجب أن يهتم بالايديولوجيا عن طريق أبحاثه في التواصل ، ووضعه الى جنب المنتجين والمستهلكين لصناعة الثقافة الموضوعة بهدف انتاج معارف محدودة وعقل محدود، غير أن علم الاجتماع اذا أراد أن يصبح ناقدا للايديولوجيا يجب عليه أن يحلل وسائط الاتصال العامة ويدرس" سيناريوهاتها" التي تعرف بثقافة الجماهير، والتي تصب بعناية بالغة في تبرير ما هو موجود والسيطرة المحكمة على الذوق والنقد على حد سواء .
وعلى العموم تعلن تلك الايديولوجيا أنه ليس هناك ما هو أحسن مما هو كائن ( وهذه الثقافة دعائية ليس إلا، وما تنفك تتحول رويدا رويدا إلى إرهاب، عندما تعمل على إقرار الوضع القائم كأمر لا مناص أو بديل عنه) .
خلاصة
يبدو أن نشأة النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت لم تكن وليدة الصدفة بل جاءت نتيجة ظروف العصر والمشاكل التي يتخبط فيها ، وبالتالي ومن أجل صياغة نظرية تساير متطلبات العصر لم يتم الرجوع إلى فكر فيلسوف أو عالم اجتماع واحد، ولم يساير رواد النظرية النقدية التقاليد التي كانت موجودة في تلك المرحلة بالاعتماد على منهج واحد أو إتباع طريق مفكر واحد، بل قام الرواد الأوائل بالمزاوجة بين الكثير من العلوم الاجتماعية، والانطلاق من مفكرين مختلفين وفي بعض الأحيان متعارضين في أطروحاتهم مثل الجمع بين فكر ماكس وماركس، الأمر الذي أكسب مدرسة فرانكفورت قيمة علمية مكنتها من تسيد الفكر الفلسفي المعاصر من خلال مختلف الإشكالات التي تثيرها.




لائحة المراجع
محمد نور الدين أفاية : الحداثة والتواصل في الفلسفة المعاصرة، نموذج هابرماس، إفريقيا الشرق ، الطبعة الثانية المغرب1998.
-محمد الخوني، التنوير والنقد، منزلة كانط في فرانكفورت ، دار الحوار للنشر والتوزيع الطبعة الأولى، سوريا 2006.
- محمد الأشهب : الفلسفة والسياسة عند هابرماس، مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء ، المغرب 2006.
- حسن مصدق : يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء المغرب ، الطبعة الأولى سنة 2005.
-حسن حنفي وآخرون : فلسفة النقد ونقد الفلسفة في الفكر العربي والغربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت بدون تاريخ.

- هربرت ماركيوز :الانسان ذو البعد الواحد ، ترجمة د ،جورج طرابيشي، ا
لطبعة الثالثة دار الآداب بيروت1988
-هربرت ماركيوز : العقل والثورة هيغل ونشأة النظرية الاجتماعية ،ترجمة د فؤاد زكريا، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1970.
- علاء طاهر ، مدرسة فرنكفورت من هوركهايمر الى هابرماس ، منشورات الانماء القومي،بيروت الطبعة الأولى بدون تاريخ.
-توم بوتومور: مدرسة فرانكفورت ، ترجمة سعد هجرس ،دار أويا طرابلس،ليبيا ،1998.
المراجع باللغة الفرنسية:

-Paul larant Assoun; l école de francfort; 2 édition : paris 1990 .
-Haberrnas ;j : connaissance et l interet ;tr : jean- renée ladrrniral ; Gallirrnard ;1976



الفهــــــــرس

تقديــــــــــم................................... .................................................. ..........................1
I-نشأة مدرسة فرانكفورت......................................... .................................................. .................2
II –الأسس الجوهرية لفكر مدرسة فرانكفورت......................................... ........................3
1- الأسس الفلسفية.......................................... .................................................. ..........3
2-الأسس السوسيولوجية...................................... .................................................. ......5
III – مشروع النظرية النقدية النقدية ومنطلقاتها الفكرية........................................... ............8
1-نقد النزعة الوضعية والتجريبية الحديثة........................................... ............................8 2-نقد المجتمع الاستهلاكي........................................ .................................................. 9
3-نقد الايديولوجيا...................................... .................................................. ..........10
خلاصة............................................. .................................................. .....11
لائحة المراجع........................................... ....................................11

https://social.subject-line.com/t2673-topic









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 12:13   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة liala مشاهدة المشاركة
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة
مدرسة فرنكفورت
dracola في الخميس يناير 28, 2010 8:26 am

بحث من اعداد الطالب: هميل حسين
حاسي بحبح
ولاية الجلفة


خطة البحث

المبحث الأول : مدرسة فرنكفــورت
( تأسسها – مراحل تطورها - روادها و إسهاماتهم )
مط1: تأسســــها
مط2: مراحل تطورها
مط3: روادهــــا

المبحث الثاني : الجذور الفكرية و الإيديولوجية للمدرسة
مط1: النظرية النقدية والعودة للفكر المثالي
مط2: النظرية النقدية واختلافها مع النظرية الماركسية
مط3: خلاف مع الوضعية
الخاتمة


مقدمة :
ثمة تساؤل مهم يطرح دوما عن دور ووظيفة الفلسفة في المجتمع والحلول التي تقدمها حول أزمة الإنسان المعاصر وهمومه وتطلعاه المستقبلية , فالفلسفة هي قبل كل شيء وسيلة للمعرفة نقدية , تهدف إلى انتقاد الإنسان وانتشاله من هوة الجهل الخرافة والقدر الأعمى وتعريفه بنفسه ونقدها بهدف إيقاظ الوعي الإنساني فيها , والحقيقة كان النقد ولا يزال من أهم الأدوات المعرفية التي يمكن أن تقوم بها الفلسفة , ليس نقد الأفكار فحسب بل ممارستها في الواقع الاجتماعي وهذا ما قامت به , كذلك النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت باعتبارها أول تيار فلسفي إجماعي نقدي معاصر وجه نقده للأفكار التي دعا إليها عصر التنوير في محاولة لوضع نظرية نقدية للمجتمع تربط بين التفكير والممارسة ربطها جدليا , فقد أصبحت هذه الممارسة لأغلب النظريات والاتجاهات النقدية لما بعد الحادثة وخاصة في الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس و الانثروبولوجيا وحتى في الأدب والفن والموسيقى , فما هي مصادر أفكار هذه المدرسة ؟ وكيف تطورت ؟ وما هي علاقة روادها مع الفلسفة الهيغلية والماركسية والوضعية من جهة , وحركة الشباب والطلاب التي تفجرت في منتصف الستينات من القرن العشرين من جهة أخرى ؟ وما هي المشاكل التي واجهت مسيرة هذا المدرسة.


المبحث الأول : مدرسة فرنكفورت ( تأسسها – مراحل تطورها - روادها - إسهاماتهم )
المطلب الاول : تأسسها
تأسست مدرسة فرانكفورت في عشرينيات القرن العشرين تحديدا سنة 1923 حينما أنشىء معهد فرانكفورت للبحوث الاجتماعية بصفة مركزا للبحث الاشتراكي والذي كان مقررا تسميته معهد الأبحاث الماركسية لكن استبعد هذا الاسم لأسباب سياسية وإيديولوجية كي لا تتحجج الحكومة الألمانية حينها .
وارتبط المعهد في تعامله مع العديد من المفكرين الذين كانت لهم صلة بالأحزاب الشيوعية والعمالية , أو ممن يحملون توجهات ماركسية ومع انتشار النازية التي صارت تشكل خطرا على المحياة السياسية والثقافية في ألافيا ( مع صعود الحزب النازي إلى الحكم سنة 1933) وجد المعهد نفسه مضطرا لمغادرة ألمانيا فانتقل بعض أعضائه إلى باريس ثم إلى سويسرا ومنها إلى و.م.أ , حيث أعادوا تشكيل المعهد و أصدروا مجلة له ولعل وجودهم في أمريكا هو الذي يسمح لهم بمعايشة التناقض في واقع البناء الرأسمالي الغربي الأمريكي .
وهذا ما دفعهم إلى إعادة النظر في الماركسية كنظرية غير قادرة على فهم أبعاد الواقع المتغير , وبعد الحرب العالمية الثانية عادت معظم أعضائها إلى ألمانيا وتابعو نشاطهم ضمن جامعة فرانكفورت وفي أواخر لا الخمسينيات والستينيات جذب المعهد إلى صفوفه مجموعة من الباحثين البارزين الذين يمثل كل واحد منهم وجهة نظر متميزة كما أن لهم اهتمامات دقيقة ومتباينة ( اقتصاد – فلسفة – قانون – علم النفس – أدب – موسيقى ...) إلى أن تلاشى هذا المعهد أو انحل مع بداية السبعينيات.





ـــــــــــ
(1)علي غربي , علم الاجتماع الثنائيات النظرية : التقليدية والمحدثة , مخبر علم اجتماع الاتصال للبحث, جامعة منشوري , قسنطينة , الجزائر
المطلب الثانـي : مراحــل تطورهـا

المرحلة الأولـى :
ترأسها في هذه الفترة " كارل غرسبورغ" حيث اشترك في تأسسها وكان مقتنعا بوجود تحولات حتمية في النظام الرأسمالي إلى الاشتراكي وأكد في تحليلاته على التفسير المادي, اتسمت طبيعة إدارة المعهد بطابع دكتاتوري كما رفض قبوا التغيرات السيكولوجية في دراسة الواقع الاجتماعي , وقد اهتمت المدرسة بالدراسات البحثية الميدانية وركزت على مناقشة قضايا المادية التاريخي للماركسة والاقتصاد السياسي ومشكلات الأحزاب السياسية وتطور علم الاجتماع منهجا وموضوعا وقد التزمت المدرسة بموضوعين :
أولا الالتزام بالخط الماركسي
ثانيا محاولة إثراء الكتابات الماركسية عن طريق الاستفادة من إجراء البحوث الأمبرقية والميدانية لدعم عمليات تحويل المجتمعات الأوروبية إلى النظام الاشتراكي
المرحلة الثانية :
ترأس المدرسة في هذه الفترة ماكس هوركهايمر وسعى إلى تغير منهجية المدرسة وفلسفة تحليلها للواقع والبعد عن مثالية هيغل والتطرف الماركسي التي أكدت أن كل من النفس الاجتماعية والقانون والفن ما هي إلا انعكاس للواقع المادي الاقتصادي , ومن ثم أكدت النظرية النقدية على ضرورة الاعتراف بالدور المستقبلي للثقافة في صياغة التفاعل الاجتماعي وقد كان اهتمام المدرسة في هذه الفترة مركز على ثلاث مجالات رئيسية :

1/ دراسة البناء لاقتصادي للمجتمع
2/ تحليل النمو أو التطور النفسي للفرد
3/ دراسة الظواهر الثقافية




ــــــــــــ
(2) عبد الله محمد عبد الرحمان , النظرية في علم الاحتماع , النظرية الكلاسيكية , دار المعرفة , الجامعية ,مصر 2003,ص:433-434
المرحلة الثالثة : 1935 – 1949
تميزت هذه المرحلة بنشاط الرواد في الولايات المتحدة الأمريكية (المنفى ) وقد جاءت أفكار المدرسة لتعكس بعدين أساسيين هما :
الأول : دراسة وتحليل الظروف الداخلية في ألمانيا خلال الفترة النازية << عن طريق تبني منظور علم الاجتماع والسعي إلى اكتشاف الخرافات الاجتماعية , وقد تم إلغاء البحث الاجتماعي لان علم الاجتماع قادر على كشف النوى الحقيقة في المجتمع الألماني >>.
الثاني : وهو طبيعة تباين المصالح وعلاقة جماعة المصلحة والضغط ودورها في صنع القرارات الداخلية والخارجية , وفي هذه الفترة لقي الكثير من منشئي هذه المدرسة مصرعهم والبعض منهم هاجر الى و.م.أ و أوربا , إلا أن بعض رواد هذه المدرسة ظل يواجهون أفكارهم حسب الفكر الإيديولوجي النازي أمثال " هابنز فيفر – ولتر – إيبس " وقد ركز البعض الأخر على دراسة الفلكلور باعتباره موضوع آمن من الناحية السياسية والاجتماعية لكن الجيل الثاني من المدرسة هم من اهتموا فعليا بتطور النظرية النقدية , من أمثال " آدورنوا – ماركيوز- هوركهايم " فقد اهتموا بدراسة الواقع الرأسمالي عن قرب مستخدمين في ذلك الشواهد الواقعية والملاحظة بالمشاركة , وتناولوا قضايا ومشكلات المجتمع الأمريكي بصورة نقدية وتحليلية ومع نهاية هذه المرحلة تغيرت اتجاهات معظم رواد هذه المدرسة فعمل " ماركيوز" بالمخابرات الأمريكية ثم أستاذ بجامعة هارفرد وجامعة برانديس اليهودية , وتحول *** إلى دراسة التحليل النفسي في نيويورك إلا أن هوركهايمر عاد إلى ألمانيا سنة 1949 ليواصل عملية التحليل الواقعي لمشكلات المجتمع الحديث .
المرحلة الرابعة : 1950 – 1950
وقد مثلت هذه المرحلة عودة عدد كبير من رواد هذه المدرسة الى المانيا بعد انتهاء فترة وخاصة "أدورنو – هوركهايمر " وتركزت تحليلات المدرسة على بعدين هما:
الأول : مناقشة التفاعلات والاحداث الواقعية , وخاصة ظهور مجتمع الوفرة وحياة الرفاهية التي عاشتها المجتمعات الرأسمالية , وظهور النزعة التسلطية والبيروقراطية في المجتمع السوفياتي خلال فترة " ستالين "

ـــــــــــــــ
(3) عبد الله محمد عبد الرحمان , المرجع السابق , ص:435
(4) عبد الله محمد عبد الرحمان , المرجع السابق , ص:435-436
الثاني : الاهتمام بعلم الاجتماع في حد ذاته سواء في المانيا او الدول الاوروبية و الو.م.أ ومحاولة اعادة صياغته وتأسيسه على اسس علمية وموضوعية جديدة الا ان هذه المدرسة واجهت عدة صعوبات منها عدم تناول القضايا التي نتجت عن فترة الحكم النازي واستمرار كراهية السلطة لعلم الاجتماع.


المطلب الثالث : روادهــا وإسهامـاتهـم
• ماكس هوركهايمر :
حياته: ولد في مدينة تشوتفارت الألمانية في عام 1895 من عائلة ثرية وأبوه كان صناعيا مشهورا في المجتمع المالي والاقتصادي الألماني , وقد تخصص في دراسة علم النفس بمساعدة عالم النفس الألماني " أد غليب" Adhe Gleb ثم غاير اختصاصه إلى الفلسفة تحت إشراف الأستاذ كورنيليوس الذي اشرف عليه في تحضير شهادة الدكتوراه التي كان موضوعها فلسفة "ايمانويل كانط" وقد انظم إلى المدرسة النقدية في عام 1930 , وكان من ابرز منظريها ومن مؤلفاته:
1/ النظرية التقليدية والنظرية النقدية . صدر في عام 1931
2/ الدولة المستبدة . نشر في عام 1942
3/ ديالكتيك العقل ( بالاشتراك مع ثيودور أدرنو)
4/ اضمحلال العقل . مقال : الهجوم الاخير على الميتافيزيقا
5/ أقول العقل . نشر في عام 1974
6/ جدل التنوير 1972 – فلسفة ايمانويل كانط
منهج البحث :
منهج البحث عند "ماكس هوركهايمر" قائم على التحليل النقدي للواقع القائم والنظرية التقليدية في التحليل الاجتماعي , وقد برز ذلك بشكل أكثر وضوحا في كتابه " النظرية التقليدية والنظرية النقدية 1931" فقد انتقد في هذا الكتاب التفكير التقليدي غير القائم على التحليل النقدي متأثرا في ذلك بالأفكار النقدية في الفلسفة الألمانية ومنهج كارل ماركس وفي نقده للرأسمالية .


هوركهايمر والنظرية النقدية :
تتلخص عنده النظرية النقدية في اختراق عالم الأشياء بحيث يمكن بعد ذلك الكشف عن العلاقات الكامنة خلقها من الأشخاص أعضاء المجتمع فهي إذن لا تأخذ ما هو ظاهر من أنظمة وعلاقات , وإنما تسعى إلى اكتشاف الخلفية الكامنة وأداتها في ذلك نقد المظهر الخارجي , فمثلا المظهر الخارجي للنظام الاجتماعي الرأسمالي يبدو انه يمنح فرصا عادلة للتبادل والربح فمهمة النظرية النقدية هنا هي أن تكشف عن قاع هذا النظام الذي ينطوي على ضرب من اللامساواة , فالفلسفة النقدية في رأي هوركهايمر لها وظيفة اجتماعية هامة في نقد النظم والأوضاع الاجتماعية القائمة .
كما تسعى النظرية النقدية في أن تسهم في تحقيق نوع من إعادة بناء المجتمع بحيث يصبح أكثر إشباعا خاليا من كل أنواع الاستغلال في العلاقات بين الناس وقد أقام هوركهايمر تفرقة بين النموذجين للنظرية هي :
- النظرية التقليدية والنظرية النقدية باعتبارهما يمثلان أسلوبان لاكتساب المعرفة.
النموذج الأول: ( النظرية التقليدية ) هو الذي ارتبط بالمناهج الوضعية ومحاولة سلوكه سلك العلوم الطبيعية وهدفه إخضاع ظواهر العالم لسيطرة الإنسان عن طريق أدوات تكنولوجية ومهارات بيروقراطية.
النموذج الثاني : ( النظرية النقدية ) هو عكس الأول وهو يجعل من الإنسان موضوعا والنظر إليه بصفته صانعا لظروفه التاريخية وأسلوب حياته , كما تسعى إلى المادة صياغة مهمة البحث الاجتماعي وما يرتبط بها من ادوار يقوم بها عالم الاجتماع تجاه الواقع الاجتماعي الذي يدرسه , وهذا راجع إلى أن هناك مشكلات منهجية وموضوعية ترتبت عن التصور الذي ساد في المجتمع البرجوازي القائم على أن البحث قضية منفصلة عن ذات الباحث وهو تصور وضعي يفصل بين الباحث وموضوع بحثه ويرى هوركهايمر انه يجب استبدال هذه الفكرة , حيث لابد أن يندمج الباحث في موضوع بحثه لان الاندماج هو الذي يمنكه من النفاذ إلى لب الظاهرة فيكتسب البحث طابعا نقديا وإنسانيا .




تيودور أدرنو Theodor.w.Adorno
ومن مؤلفاته : 1/ جدل العقل ( بالاشتراك مع هوركهايمر )
2/ الجدل السلبي . صدر عام 1967
3/ النظريات الجمالية
4/ جدل التنوير . صدر عام 1972 ( بالاشتراك مع هوركهايمر )

أفكــــاره:
1/ نقد الفلسفـــة :
الفكرة الأساسية التي انطلق منها في تحليله الإجماعي النقدي هي سبب إخفاق الثورات الاشتراكية بعد نجاحها في روسيا بان وجه نقدا للتجارب الفاشلة في تطبيق الاشتراكي , وكذلك انتقد الفلسفة بسبب فقدانها للطابع الثوري من مضمونها , فالفلسفة في رأيه هي فكر فوقي لا يتعامل مع حقائق الواقع المتأزم الذي يعيشه العالم , فهي فكر يبلور مفاهم ونظرية فكرية مثالية لا تمد للواقع بصلة ففكره قائم على نقد الفلسفة التي لم تعالج مشاكل المجتمع الحقيقية التي تتسم بالتناقض بين ذات الفرد وهويته التي يعمل المجتمع الرأسمالي على إذايتها في المؤسسات القائمة من مثل الدولة والسلطة السياسية والدستور والهيئات الإدارية والتنظيم البيروقراطي فإذن منهجه يبدأ من الفلسفة كنسق مثالي وينتهي بالواقع المتأزم المحيط بالفرد , فمفهومه للفلسفة يكمن في أنها ذلك الفكر الذي يتجنب الحديث عن المثالية ويقيم نموذجا جديدا للتحليل المادي للواقع وظواهره العامة والتي من بينها الكلمات , أي دراسة النصوص والنتاج الثقافي ككل.
2/ نقد الرأسماليـــة :
لقد أنجد تيودور أدرنو من الرأسمالية نموذجا سياسيا واجتماعيا في فترة ما بين عامي 1930-1950 كعينة للبحث والتحليل النقدي الإجماعي بالإظافة إلى دراسة للمجتمع في مرحلته الصناعية المتقدمة وذلك من خلال التحليل والدراسة لهذا النوع من المجتمع كالتكنولوجيا ففي كتابه " النظرية الجمالية " حلل ظواهر الإجماعية في المجتمع الصناعي المتقد كالفن مثلا الذي يعتبره فنا ممزقا في مجتمع ممزق , فصناعة الثقافة وإنتاجها الزائف في مثل هذا المجتمع باتت تشكل خطرا كبيرا على مضمون الإنتاج الفني , بسبب أنها تؤدي إلى الانحلال والذوبان داخل العملية الطاغية للاستهلاك مما أدى إلى غياب الفن , بمعنى قيامه بوظيفته الحقيقية في النقد والتحليل والتنوير .
3/ هربرت ماركيوز Herbert Marcuse
ومن مؤلفاته :
1/ العقل والثورة : هيجل وصعود النظرية الإجماعية
2/ الإنسان ذو البعد الواحد : صدر عام1960
3/ الماركسية السوفياتية
4/ نحو التحرير فيما وراء الإنسان ذو البعد الواحد صدر عام 1970
5/ الثورة والثورات المضادة صدر عام 1972
أفكــــاره :
1/ نقد المجتمع الرأسمالي :
طرح في كتابه "الإنسان ذو البعد الواحد" كالذي نشر عام 1960 فكرة سيطرة الآلة على جميع نواحي الحياة في المجتمع الصناعي المتقدم , وحولته إلى نظام تراكمي قائم على حركة الآلية حيث الفرد في مثل هذه المجتمعات خاضعا – بحكم سيطرة الآلية – لهيمنة وسلطة الدولة ومؤسساتها لتكريس ديمومتها وتصعدها في مستوياتها نوعية وكمية ذات تناسب يطرد من منفعتها الدائمة إلى الهيمنة وقيادة عملية الإنتاجة وإعادتها في بناء الفوقي الكلي للقاعدة الاقتصادية التي تقوم الآلية فيه بالدور المهيمن والأساسي وبالتالي أصبح المجتمع أحادي البعد مركز في سيطرة وهيمنة اتجاه واحد نحو الدولة ومؤسساتها , فقد أصبح وعي الفرد وذاته منحلة ضمن سيطرة الآلية الإنتاجية والأمل – بالنسبة إليه – في مواجهة هذه الهيمنة والثورة على الوضع القائم وتغييره يعلق على البروليتاريا .
فالمجتمع الصناعي في رأيه تسوده شمولية البعد الواحد وتهيمن على مجالات حياته كلها أشكال من التبذير والرفاهية في العيش , منشأة نزعة بربرية جديدة قابلة للاستبدال بالقيم المتحضرة الأخرى .
فالهيمنة والسيطرية الكلية على المجتمع تؤدي إلى إيجاد مجتمع ومغلق ومختصر على إمكانية واحدة والمتمثلة في استمرارية الوضع القائم واسترسال الطبقة المسيطرة على المجتمع , وفي نفس الوقت تحمل هذه المجتمعات في مضمونها بذور التناقض التي ترفضها وتهدد وجودها .
فالمجتمع الصناعي في نظره في ظل الرأسمالية المتقدمة خلق فيضا من الحاجات الكاذبة والأحلام الزائفة التي تقيم الأسئلة الحقيقية والراديكالية وتعيقها عن طرح نفسها .
والأسس الفعلية التي ترسخ وجوده كحقيقة دائمة ومقبولة فهو يرى أن رموز المجتمع الصناعي كالأدب والفن والجنس والوعي والشعور والعاطفة وجمع العلاقات الإجماعية هي زائفة ومسلية ومفرغة من مضمونها الإنساني الحر , ومكرسة لاستمرارية الدولة الرأسمالية ومؤسساتها وقد تخلت هذه الرموز عن وظيفتها الحقيقية وهي فقد أسلوب المجتمع فبالسيطرة والهيمنة على الفرد وحياته وإيذاء وعيه , فالفن واللغة والأدب معاني أفرغت من محتواها الحيوي والدلائلي وأضحت هذه المعاني في خدمة العملية الشرائية ومساهمة دعم استمرارية الفعالية الاستهلاكية, وليست كأساس لثقافة راديكالية تغيرية.

2/ نقد الفكر الجدلي :
كرس جهده الفلسفي لدحض الفكر السلبي وإبراز الدور الثوري للجدل كأداة تحليلية نقدية ساهمت في بناء الفكر الإجماعي الراديكالي وبناء المدارس التحليلية الكبرى وقد وظف في تحليله النقدي الإجماعي فكره الاقتصادي والإجماعي والسياسي .

4/ يورغين مايرماز Jurgen Habrmas
ومن مؤلفاته : 1/ فلسفة
2/ التفكر مع هايدغبر ضد هايدغبر
3/ جوانب فلسفة وسياسة
4/ الميدان العام
5/ العقل والشريعة
6/ التمـة وعلم كأديولوجيا
1/ نقــد الماركسيــة:
انطلاقا من الاعتبار النقدي , أعتبر أن الماركسية فكر ذو قدرة نقدية هائلة لكن لابد من إعادة توجيه الماركسية وذلك بالنظر إليها على أساس بناء نقدي وليس معتقد دوغماتي مغلق ولخص هذه الفكرة في مصطلح "الماركسية كنقد" فالماركسية بالنسبة إليه ليست فكرا علميا ماديا يتجسد في تكون نمط من الرؤية للتاريخ فحسب , كما أنها ليست قياسا متواصلا لمنحنيات الإنتاج الإجماعي وانعطافاته داخل ديمومة الجبرية , بل هي أهم من ذلك بسبب طرحها معايير ومقاييس علمية تسعى إلي تحديد ومراقبة البنية الفوقية للمجتمع , ومن ثم فالماركسية في نظره ليست بإيديولوجيا أو معتقد سياسي فحسب وإنما هي طاقة مستمرة للنقد.
2/ الفكـــر النقــدي :
الفكر النقدي في نظره ينطلق من التسلم بقدرتنا على تفكر الوعي ,فأننا عند اتخاذ أي قرار نقوم به بوزن الأمور واختيار الرأي الأكثر عقلانية بناء على معطيات الواقع الماثل أمامنا , ففي كتابه "نظرية الفعل الأتصالي 1984"
يرى انه من الضروري التحرر من فلسفة الوعي , التي تعي العلاقة بين اللغة والفعل , فالعلاقة بين الذات والفعل والنظر إلى عالم بهذه الطريقة يجعلنا أسرى للعقل الأداتي أين تكون الذات هي التي تقوم بعمل شيء ما للموضوع , وللنزعة التشاؤمية .
كما ميز بين الفعل الاستراتيجي والفعل الاتصالي , إذا يتضمن الأول الفعل الغائي العقلاني ويشير النوع الثاني إلى ذلك الفعل الذي يرمي للوصول إلى الفهم , فالفعل الاتصالي هو " أي تفاهم يتم التوصل أي على أساس عقلاني" وذلك لأنه تفاهم لا يمكن فرضه من قبل أي ممن الطرفين أذاتيا كان ذلك الفرض عن طريق التدخل في موقف تدخلا مباشرا – أم استراتيجيا عن طريق التأثير في قرارات الخصم ".
ويترتب عن الفعل الإتصالي مفهوم العقلانية المتضمنة في لغتنا والتي تستلزم نسقا إجماعيا ديمقراطيا يشمل الكل ولا يستبعد أحدا , وهدفه الوصول إلى تفاهم , ومن ثم فالنظرية عنده هي نتاج للفعل البشري وتخدم غايات ذلك الفعل , وهي أداة لتحقيق حرية أكبر للبشر والتطور عبر مستويات مختلفة .











المبحث الثاني : الجذور الفكريـة والإيديولوجية للمدرسـة
المطلب الأول : النظرية النقديــة والعودة للفكر المثالـي.
جاءت أفكار المدرسة لتعيد دراسة النظرية الماركسية وما تبنته من أفكار وتصورات خاصة تصورات هيجل المثالية, والنظرية التشاؤمية عند "شوبنهاور" وهذا ما ظهر خلال وجود الكثير من التناقض في التحليل المثالي لقضايا الماركسية العامة مثل البروليتاريا كطبقة وقوة ثورية يعتمد عليها في عمليات التغير الجذري في المجتمع وقضايا أخرى مثل الاغتراب أو التنبؤ بانهيار النظام الرأسمالي أو فكرة اختفاء الدولة الحديثة والسبب في ذلك حسبهم هو استنباط الأفكار دون تحليلها بصورة واقعية "أنشتاين" وهذا ما اثر على تصورات أصحاب المدرسة الذين رأوا ضرورة إعادة النظر فيما توصلت إليه الماركسية من قضايا ومقولات وقوانين لتطور الحياة الاجتماعية , كما انتقوا تصورات "شوبنهاور" السلبية لهذا المجتمع مما أثر بدوره على عدد من رواد النظرية النقدية وطرحوا عددا من الأفكار ذات الطابع التشاؤمي مثل أفكار "ههوركهايمر" عن العدالة الاجتماعية بالمستقبل وقيام المجتمعات الحديثة وطبيعة الحزن والبؤس .

المطلب الثاني : النظرية النقدية واختلافها مع الماركسية

يمكن اختصارها فيما يلي :
1- ترى الماركسية أن الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية يتم بواسطة الفعل الثوري للبروليتاريا التي تعمل على تدمير الجهاز السياسي للرأسمالية والإبقاء علو وسائل الإنتاج , أما النظرية النظرية لنقدية فنفرض هذه الرؤية وترى أن التكنولوجيا (من وسائل الإنتاج) تعتبر في حد ذاتها إحدى وسائل القهر وهي تمثل الاستخدام الشرير للعلم والحضارة.
2- ترى النظرية أن العقل هو الوسيلة الأساسية للتحرير وليس الفعل الثوري الذي تؤكد عليه الماركسية
3- تؤكد النظرية النقدية على أن الثقافة الإيديولوجية تلعب دورا هاما ومستقلا في المجتمع , ليست انعكاسا حتميا للواقع الاقتصادي وهي بالتالي ترفض فكرة البناء الفوقي والتحتي للماركسية.



المطلب الثالث : الخلاف مع الوضعية

- يمكن تلخيصها فيما يلي :
1- تسعى الوضعية إلى تحقيق الدقة العلمية وتكميم الحقائق على حسب الشمول في إدراك المعنى الجوهري للظواهر الاجتماعية, مثلما تفعل النظرية النقدية .
2- فصلت الوضعية أدائيا وإجرائيا , أي يمكن تطبيق نتائجه في أي مجتمع وفي أي فترة تاريخية , كما يمكن استخدامها كوسيلة للتحكم والهيمنة من جانب القوى الاجتماعية المتسلطة .
3- تركز الوضعية على العقل الأدائي الذي يعلي من شأن الوسائل بينما تركز النظرية على العقل الموضوعي الذي يؤكد على الغايات .
4- تؤكد النظرية النقدية على العلاقات الجدلية بين الفرد والمجتمع وترى الوضعية أن الأفراد كائنات سلبية في مواجهة المجتمع.
5- تركز الوضعية على شكل الظواهر ودراستها من الخارج فيما تهتم النظرية النقدية بدراسة الجوهر الذي يكمن خلف الشكل الخارجي للظواهر .









ـــــــــــــ
(1) على غريب , المرجع السابق ,ص:187
(4) السيد الحسين , نحو نظرية اجتماعية نقدية , دار النهظة العربية للطباعة والنشر , بيروت , 1958

الخاتمة :
على الرغم من مدرسة فرانكفورت قد عرفت بمواقفها المتباينة من الماركسية إلا أنها قد اشتهرت أيضا بمواقفها المعارضة الصامدة من الوضعية , والواقع أن نقد فلاسفة مدرسة فرانكفورت للوضعية كان نقدا شاملا استوعب أسسها النظرية بقدر ما اخضع دعائمها المنهجية للتحليل الرقيق وليس من قبيل المبالغة أن تكون النزعة الوضعية في العلوم الاجتماعية موضع اهتمام مدرسة فرانكفورت منذ نشأتها خلال ثلاثينيات القرن العشرين حتى حلها في أواخر الستينيات .
على الرغم من الانتقادات التي وجهها فلاسفة النزعة الوضعية متناثرة ومتفرقة في كثير من المؤلفات المقالات إلا أن الكتابات التي تناول النظرية التقليدية قد ذمت معظم هذه الانتقادات.
وفي الحقيقة فإن الأثر المباشر الذي أحدثته النظرية النقدية آنذاك هو انشقاق في صفوف اليسار الأوربي المثقف, وبخاصة في مواقفهم من الماركسية التقليدية .


قائمة المراجع:
1/ علي غربي , علم الاجتماع والثنائيات النظرية : التقليدية الحديثة, مخبر علم الاجتماع الاتصال للبحث , جامعة منشوري , قسنطينة , الجزائر .
2/ عبد الله محمد عبد الرحمان , النظرية في علم الاجتماع, النظرية الكلاسيكية ,دار المعرفة , الجامعة ,مصر .2003
3/
4/ السيد الحسين , نحو نظرية اجتماعية نقدية , دار النهظة العربية للطباعة والنشر , بيروت , 1958

dracola
Admin

عدد المساهمات: 92
تاريخ التسجيل: 27/01/2010
العمر: 27









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 12:16   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة liala مشاهدة المشاركة
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة
التأويلية النقدية عند هابرماس

د. عامر عبد زيد 20. 6. 2011


الغايه من البحث في خطاب هابرماس له أهميته في واقعنا العربي اليوم الذي يعيش محن كثيرة منها هيمنة الهويات على الخطاب السياسي وعلى المجتمع بما تحويه من ارث ينمط السلوك وتابيد القيم ويحيلها إلى أفق متعال تستمد منه وثوقياتها والتي تتعالى حتى تحولت الى ارث ثقيل يحول دون اندماجنا الاجتماعي والثقافي والحضاري في ضل الضوا غط التي تغدو مؤثرة بعمق في اللاشعور الجمعي للإنسان العربي وهذا ما أشار إليه "برهان غليون" : أن هناك ثلاثة عناصر تبرر الاهتمام بفكر هابرماس والحماس للتعريف به في بيئتنا العربية المعاصرة:
الاول : هو الطابع التوجيهي الذي تتميز به فلسفة هابرماس وسعيه المستمر إلى ربط النظرية بالممارسة ..
والثاني : هو النظرية النقدية التي تبناها هابرماس وأعاد بناءها .
الثالث : هو مفهوم الفضاء العمومي ويشكل هذا المفهوم الذي هو من اختراع الفيلسوف الالماني كانت مفتاح الممارسة الديمقراطية في نظر هابرماس الذي عمم استخدامه منذ السبعينيات من القرن الماضي..([1] )
خصوصا وان هابرماس عاش اعادة التأهيل التي يجب الوقوف عندها ونحن نتعامل مع النخب الثقافية أن نتقد إرادة التمايز على الغير والأفكار الأحادية والثنائيات الضدية المشبعة بأخلاقيات التكفير والتخوين التي ترفع أمام أي مطالبة بالحقوق أو الحريات في عالمنا العربي ،إنها لا تزيدنا إلا تشرذما عندما تلغم صيغ التعايش والتواصل بين الناس .

وليد حالة الاجتثاث :
إننا عندما ننطلق من هذه العتبة صوب نص هابرماس قاصدينها من اجل تبيان أن الأزمة قابلة للاستثمار بوصفها تجربة من الخبرة الإنسانية التي تعمق الخبرة من خلال التواصل إذ ولد يورغن هابرماس في مدينة دوسيلدورف (عاصمة ولاية شمال الرين ووستفاليا حالياً) وترعرع في أحضان عائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى في المجتمع الألماني. وقد أثرت هزيمة الرايخ الثالث وما تبعها من كشف عن الوجه البشع للحقبة النازية تأثيراً كبيراً على تنشئة هابرماس الاجتماعية، اي انه تعرض إلى تلك التنشئة التي عمقت في بلده الشراسة والفظاعة من خلال هيمنه ثقافة الاستبداد الأيدلوجي على التربية والتعليم والنفس من خلال الوعي وهو ما دفعه إلى وصف نفسه بأنه "نتاج إعادة التربية" التي شهده المجتمع الألماني خلال التطبيق المنهجي لسياسة "اجتثاث النازية" التي كانت ضاغطة من الخارج الا أنها مسبوقة في تأثيرها على هابرماس بمدرسة فرانكفورت، التي اضطر روادها إلى الرحيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية فرارا من براثن النازية (1934- 1950) كانت هذه المدرسة بمعارضتها للنازية وموقفها الواعي من الثقافة الاداتية التي وجدتها سببا في اغتراب الإنسان المعين الذي تأثر به هابرماس ونقده (يبقى محورياً فيما يتعلق بنظرته النقدية التي تعتبر "الدفاع العقلاني عن قيم وإنجازات عصر التنوير وتحرير الذات الآدمية من العصبية القومية والتطرف والتعصب" أحد الأهداف الرئيسة للفلسفة الملتزمة.([2] )
لقد ساهمت تلك النشأة الاجتماعية والثقافية في تعميق الخطاب الحواري وتقبل الأخر من خلال نقد الهيمنة والتوفيق بين العلم والبعد الاداتي فيه وبين الجانب الحواري التداولي في الاجتماع من هنا جاءت دعوته إلى التحرير النقدي الذي لا يمكن الوصول إليه إلا بانفتاح للذهنيات عبر الفكر الحي المتجدد من خلال تحرير العلاقات والتعاطي الموضوعي مع الإشكاليات المقلقة من خلال إمكانيات اجتراح حلول للفهم المشترك تحقق الثقة التي تتعمق في الممارسة اليومية للتواصل الاجتماعي والثقافي - سواء كان هذا مع أنفسنا أو مع الأخر المختلف - بوصفه مقدمة من اجل ان تترجم هذه الشروحات العقلانية على قياس كبير في وسائل الإعلام والمدارس وضمن العائلة.( وإذا سعى الغرب إلى إعادة النظر في صورته عن نفسه، فإنه يمكنه مثلا أن يعرف النقاط الذي يجب عليه تعديلها في سياسته كي ينظر إليها على أنها تجسد مقاربة حضارية. وإذا لم تتم السيطرة السياسية على الرأسمالية التي لا تعرف الأخلاقيات والحدود، فسيكون من المستحيل وقف مسيرة الاقتصاد العالمي التدميرية."([3] )لانها لو بقيت على تمركزاتها الوثوقية وأطيافها المثالية فإنها سوف تساهم في تفكك إنسانيتنا وتعمق روح العزلة ، لعل هذا ما وقف عليه هابرماس من اقتفائه اثر الفكر الغربي .

استعراض هابرماس لتاريخ الفكر المعاصر :
يعطينا هابرماس صوره عن الموقف النقدي من خلال تقييمه للفكر الغربي المعاصر من خلال لقاء اجري معه إذ يبدأ لقاءه بكلام يذكرنا بما قاله مشيل فوكو عن الخطاب وكلام هابرماس الاستعارة ذاتها ؛ألا انه يعتمد القلب بقوله :
" أحب أن أحشر أناسا مختلفين في علبة واحدة ، كما بعد الحداثة، التي تبقعى في نهاية المطاف علبة سوداء. ما قمت به في كتابي خطاب الحداثة الفلسفي ينحصر في رواية قصة تشرح الموقف الذي وقفه الفلاسفة (الفلاسفة الألمان خاصة) منذ نهاية القرن 18 مما أدركوه هم أنفسهم بوصفه حداثة."
انه هنا يبدأ من الثقافة الألمانية وموقفها من الحداثة التي ظهرت خارج أراضيها إلا أنها كانت مستقبلة ومتفاعلة تأصيلا وتوظيفا ، إلا إن هابرماس لا يعير لهذا الأمر بالا، إلا بالتأصيل داخل الثقافة الألمانية عندما يقول :" فهذه الحركة انطلقت بكيفية من الكيفيات مع كانط. وغدت أمرا ملحا بوجه خاص مع هيجل والهيجليين الشباب، بمن فيهم ماركس. وجاء نيتشه لينخرط بدوره في أحداث هذه القصة عن طريق نقده الجذري للعقلانية. ثم تبلور، منذ نيتشه، اتجاهان نقديان في القرن 20: أحدهما تمثل في نظرية السلطة، انتهت إلى فوكو عن طريق باطاي، والثاني تمثل في نقد الميتافيزيقا، قاده كل من هايدجر وديريدا."([4] ) هنا عندما بدأمن كانط هي ذات البداية التي أشار إليها فوكو عندما جعل ابستيم الحداثة يبدأ مع كانط ؛إلا إن هابرماس كان هنا يوجز تحديد مشروعه وهذا بحد ذاته أمر بالغ الدلالة لذا فهو وبانطلاق من مشروعه الكبير (الحداثة مشروع لم ينته بعد) وحمله على عاتقه إتمام ما بدأه كانط وهيجل باستهداء من كافة النتاج الذي تلاهما، لكل ما سبق يجد هابرماس نفسه على نقيض من "ميشيل فوكو" و "جاك دريدا" كما ورد ذلك في معرض نقاشه لهما في كتابه الضخم "القول الفلسفي للحداثة" ([5] )الا ان الحديث هنا هو بمثابة لقاء يحمل كثافة مفهومية تتناسب مع حديث صحفي له متلق ذي افق خاص الا ان اللقاء ينخرط في ذات الاتجاه ، انه سرعان ما يظهر غايته في مناقشة قضية ما هي العلاقة بين العقل الاداتي والفهم اذ يشير بالقول :" فمنذ أن ظهر التمييز بين العقل (vernunft) والفهم (verstand)، وجدنا نقدا يتجه إلى التصور الذاتي المحض للعقل، ونقدا يتجه إلى العقل الأداتي والعقل التوضيعي على حد سواء. وهذا يعني أنه كان هناك نضج مبكر في نقد الأوجه القمعية للعقل عندما يكون هذا الأخير مشدودا إلى بعد واحد، سواء أتعلق الأمر بالبعد التوضيعي أم بالبعد القاضي بالسيطرة الأداتية على الطبيعة أو على ذواتنا. فهذا النقد الذاتي للعقل أو هذا النقد المتجه إلى الذاتية، والذي فُهم منذ نيتشه بوصفه شيئا جديدا ، كان حاضرا منذ البداية عند كانط. وحاول هيجل أن ينتقد ما أسماه بفكر الفهم (verstandesdenken)، وكان يقصد به نمطا من الاستدلال الخطابي لا يعي حدوده الخاصة. فهيجل كان يلوم فلسفة الفهم كما خصصها ديكارت وكانط (وهذا الأخير هو ممثل هذا التيار الحقيقي) وفيخته، على كونها فلسفة أو فكرا يضفي الإطلاق (العقل) على شيء ضارب في النسبية (الفهم)."([6] )
انه في هذا التحديد يمارس أعادة تأصيل لحظة البداية للعقل الذاتي الذي يعتقد مع نيتشه انه اكتشف مساحة جديدة للفكر فانه يرد أي هابرماس هذا الأمر من خلال الرجوع إلى فتره اسبق اسست ذات الأقوال والمفاهيم ؛ لكن هل هو مع التأصيل فحسب لا اظن هذا فهو يقول :" وقد ظلت النظرية النقدية مع هوركايمر وأدورنو وبينيامين أسيرة هذا المحور الهيجيلي، على الرغم من أن هؤلاء المفكرين انتقدوا غير ما مرة النزعة الإطلاقية عند هيجل. ففكرتهم عن العقل الأداتي ظلت تُفهم بوصفها اغتصابا للمكانة التي كان يحتلها عقل جامع بواسطة أحد عناصره المقدم بوصفه شيئا مطلقا. بل إن استعمالهم فكرةَ العقل الأداتي كان بدوره استعمالا تهكميا؛ لأنهم كانوا يعتقدون (خصوصا أدورنو) أن العقل الأداتي ليس عقلا بالمرة بل هو فهم يخادع نفسه عندما يتوهم أنه عقل. زد على هذا أن أدورنو في كتابه الجدل السلبي ، كان متأثرا بنيتشه أشد ما يكون التأثر. فقد كان في هذه المرحلة من فكره فاقدا كل ثقة في مفهوم إثباتي عن العقل. وكونه استطاع أن يذهب إلى أن العقل شيء قد ضاع، وأنه في مقابل ذلك كان أيضا يعي تمام الوعي عدم قدرته على مواصلة نقده للعقل الأداتي (واستلزاماته في سياق مجتمع سادته البيروقراطية وأطبقت عليه)، يقتضي أنه ظل يذكر على الأقل ما كان يرمي إليه هيجل بواسطة مفهوم "العقل". فقد كان يعرف تمام المعرفة أننا لا نستطيع امتلاك جدل إيجابي يخول لنا الحديث عن كل شيء. فما نقدر عليه هو أن نتحدث بكيفية غير مباشرة (كما اعتقد كيركجارد الذي يستوحيه أدورنو أحيانا)، أو على نحو سلبي (كما يتحدث اللاهوت السلبي عن الإله) لكي نتمسك بما كان يفهم، في وقت من الأوقات، من هذا المفهوم الملتبس للعقل.إن فوكو وديريدا واصلا معا مشروع نيتشه على نحو أكثر جذرية مما فعل أدورنو. فقد بلغ بهما الأمر مبلغا أنكرا فيه، ولو أن ذلك كان بطريقة غير مباشرة، إمكان تحديد فضاء للعقل يمكن فيه انتقاد العقل الأداتي أو السلطة أو الذاتية. أدورنو كان يحافظ على هذا الإمكان في فكرته عن الجدل السلبي. ولهذا السبب ففوكو وديريدا مورطان، بمعنى من المعاني، فيما سأسميه بـ"التناقض الإنجازي"، لأنهما بنيا مشروعهما ( المتصل بتحليل بنى السلطة بالنسبة إلى فوكو، وذاك المتعلق بنقد الميتافيزيقا الذي واصله ديريدا بعد هايدجر) على أساس موقف نقدي مبهم؛ لكونه يرمي إلى الشمولية السلبية للحقبة الراهنة وللحداثة ولذاتية الأفراد ولنظام السلطة وإمبرياليته. لكن موقفا كهذا لا يمكنه أن يسوغ مقاييسه أو معاييره الخاصة. فالعقل بالنسبة إليهما محصور بصفة قطعية في بعد يتعارض تماما مع فكرهما. إنهما بكل بساطة يبدعان اصطلاحات جديدة لصيغتهما الخاصة في الاستدلال (وهذا يصدق أكثر على ديريدا أو على هايدجر كذلك). فهايدجر يستبدل بالاصطلاح (Denken) اصطلاح (Andenken)، لكن الأمر لا يعدو أن يكون لفظا جديدا. فهذا الإبداع للاصطلاحات الجديدة يؤدي، حسب رأيي، وظيفة تكمن في إخفاء الدوران الذي ينقلب به نقدهما الخاص ضدا حتى على مشروعية المسلمات التي يستند إليها. وهكذا ترون أنني أروي فقط قصة تبين، في حال الإنصات إليها كلها، أن نقد ميتافيزيقا الذاتية مظهر قديم جدا، حرك أول نقاش حول الحداثة وظل، منذ نيتشه، مسكونا بهذا التناقض الإنجازي ومهددا به.([7] )

مقاربته بين العلم والبعد الاداتي له والفلسفة التي تقوم على التامل الذاتي في المعرفة كما وصفها بوبر من قبل :
لقد اعترض هابرماس على اختزال نظرية المعرفة الى نظرية علم، كما في الوضعية القديمة عند بيرس ودلتي، وأخذ يعيد الى الفلسفة اعتبارها بعد الإعلان عن موتها كتيار فلسفي، متجاوزاً الكانطية والهيغلية والماركسية والنظرية النقدية لرواد مدرسة فرانكفورت([8] ) الأوائل([9] )، مع أنه يحتفظ بمنجزاتها.
ويضع أسساً لنظرية المعرفة التي تشكل الأسس الابستيمولوجية لنظريته النقدية. التي يمكن تكثيفها بالاتي تبدل وظيفة العقل من التعالي إلى الحوار والتفاعل مع العلوم : فقد أخذ نظرية الحداثة الكامنة عند كانط وطورها الى نوع من " النقد المعرفي "لأشكال الحداثة المتناقضة. بحيث تصبح مهمة النظرية النقدية تحويل دور العقل من وظيفته المتعالية إلى وظيفة التفاعل والحوار مع العلوم الأخرى، عبر ابتداع شكل جديد من العقلانية الاجتماعية التي أطلق عليها «العقلانية التواصلية»، مقابل «العقلانية الأداتية» وتأسيس نظرية نقدية للمجتمع تستهدف عقلنة الحياة الاجتماعية على أسس عقلانية تواصلية، منطلقاً من ان العقل لمّا يستنفد بعد كل طاقاته للقيام بمراجعة ذاته وتصحيح مساراته تجنباً للسقوط في الأساطير.فانه لا يغفل أهمية العقلانية الموجهة ، ولا دورها في تلبية المتطلبات المادية في المجتمع، "كما بحثها ماكس فيبر "، إلى جانب أهمية التفاعل الداخلي بين الذوات، والتفاعل اللغوي في الحوار، حيث تصبح للأفراد القدرة على القول والتواصل والفعل وبالتالي فهم العالم المعيش "كما عبر عنها من قبل دلتاي في التجربة المعيشة"، ليس من طريق العلم والتقنية فحسب، بل والفلسفة، التي تقوم بدور الوسيط المفسر وتجديد صلتها بالكلية، لتساهم في عملية التفاعل والممارسة الأخلاقية والتعبير الجمالي. )
فقد توصل إلى نتيجة مفادها أن لا يمكنه تأسيس نمط تواصلي جديد يعبر عن مجتمع جديد دون أن يبلغ النقد أداة التواصل الأولى ذاتها وهي اللغة سواء تعلق الأمر بالتواصل الذاتي أو بالتواصل البينذاتي بما هو الدعامة القاعدية لعملية التشارك الاجتماعي. ان رفع الفلسفة، بحسب هابرماس، الى علم اجتماعي بتحول التفكير العقلي - الفلسفي الى نظرية نقدية لا يمكن ان تكون مستقلة عن العلوم التجريبية. وهو ما يطلق عليه هابرماس «علوم إعادة البناء الاجتماعي» التي وظيفتها عمل حوار ووضع فروض تجريبية للمشاكل العملية التي تمارس في الحياة اليومية كالكلام والسلوك والتعاون مع العلوم الأخرى، من دون ان تفقد الفلسفة طابعها الكلي. وبهذا تصبح الفلسفة عند هابرماس حارساً أميناً للعقل واستقلاله وتتواصل مع العلوم الاجتماعية في نقد الحياة، وتساعد في تحديد الشروط اللازمة لإقامة شكل من أشكال الحياة العقلانية.([10] ) ووفق دلالاته الحالية وبخاصةٍ تلك المنحدرة إلينا من التراث الماركسي، قد يشدنا إلى تثمين الظاهرة المادية والتقانيه فقط في حين أن مفهوم الفعل ومن ثمة النشاط يمتلك قدرة تخيلية، مجازية، تتجاوز الأفق المادي إلى أفق لغوي، منطوقي، مقولي، يحيل مباشرةً إلى مفهومٍ أشد تأثيراً في هيكلة البناء الاجتماعي وهو التفاعل: التفاعل بين الصورة والمادة، التفاعل بين الواقع والعقل، التفاعل بين الذات والموضوع، التفاعل بين اللغة ومحيطها، لأن طرفي المعادلة أي اللغة ومحيطها لا قيمة لهما، فينومينولوجياً إلا عبر تفاعلهما بل في تداخلهما واستغراق كل منهما في الآخر.
والمعرفة المتضمنة في بنيات الحياة والتي تقوم بالتعبير عن نفسها، باعتبارها نتاجاً ثانوياً للمصالح المتجذرة في التاريخ الطبيعي للذات الإنسانية، هي تعبير عن مصلحة حفظ النوع والحياة من طريق المعرفة والفعل. وبمعنى آخر ان المصالح المكونة للمعرفة تحقق التاريخ الطبيعي للنوع الإنساني بمنطق عملية تكوينية لذاته.
وتكشف فلسفة العلم النقدية عن ثلاثة أنواع من المصالح:

1- المصلحة المعرفية التقنية، التي تتضمنها العلوم التجريبية التحليلية.

2- المصلحة العملية، التي تتضمنها العلوم التاريخية التأويلية.

3- المصلحة التحررية ذات الأصول التقليدية في الفلسفة وتتضمنها العلوم النقدية.([11] )

في نظريته النقدية يميز هابرماس بين ثلاثة مجالات للمعرفة، لكل منها منهج خاص ومقياس خاص للمشروعية، وهي بدروها تستجيب لثلاثة أوجه للمنفعة البشرية ذات الأصل المستقر في الوجود الاجتماعي: العمل، والتفاعل (الاجتماعي)، والقوة.
(1) معارف العمل: العمل على وجه العموم هو طرائق التحكم في البيئة المحيطة ،واستغلالها ، وهو ما يعرف عادة بالفعل الأداتي (الوظيفي). معارف العمل تقوم على البحث الامبريقي – التحليلي، وتتحكم فيها قواعد فنية، أما مقياس العمل الملائم فهو فعالية التحكم في الواقع. تستند العلوم الامبريقية – التحليلية في أدائها على نظريات تعتمد نسق الفرضية والاستنتاج. على هذا الأساس فإن جميع العلوم الطبيعية البحثية من شاكلة الكيمياء والفيزياء والأحياء تعتبر بحسب تصنيف هابرماس ضمن معارف العمل.
(2) معارف الفعل: مجال الفعل عند هابرماس هو التفاعل الاجتماعي أو (الفعل الاتصالي). لذاستند العلوم الاجتماعية في مشروعيتها على المثل المتعارف عليها اجتماعياً والتي تحدد بدورها ما هو متوقع من سلوك فردي واجتماعي. مع أنه يمكن تقصي ارتباطات ما بين المثل الاجتماعية وبين الفرضيات الامبريقية – التحليلية إلا أن مشروعية المثل الاجتماعية محلها التفاهم بين الذوات وصولاً إلى تفهم متبادل لمقاصد كل طرف. المقياس المعتمد في هذا المجال من المعرفة هو عملية توضيح الشروط الملائمة للاتصال والتفاعل بين الذوات من حيث المعنى وليس علاقة السببية، وذلك لتحديد ما هو الفعل الملائم. على هذا الأساس يعتبر هابرماس كل العلوم التاريخية – الهرمنطيقية ضمن هذا المجال من المعرفة، على سبيل المثال: العلوم الاجتماعية الوصفية، التاريخ، علم الجمال، القانون، والاثنوغرافيا.
(3) معارف التحرير: (المصلحة الرامية للتحرر والانعتاق )مجال التحرير يشمل اجتهاد الذات معرفة نفسها، أو التأمل في الذات. أما مدخل المنفعة إلى هذا المجال فيتمثل في صياغة التاريخ والسيرة بما يوافق الرؤى الذاتية والتوقعات الاجتماعية. التحرير مطلوب إذن من القوى المؤسسية والبيئية والجنسية التي تحد من خيارات الإنسان، ومن التحكم العقلاني في الحياة، والتي يؤخذ بها باعتبارها أمراً واقعاً لا يقوى الانسان على الفكاك منه، وواقعة خارج دائرة تحكمه. على هذا الأساس فإن البصيرة المستمدة من الوعي النقدي تعتبر تحريرية بما أنها تسمح بالتعرف على الأسباب الصحيحة والحقيقية لما يواجه الإنسان من مشاكل. معارف التحرير تتأتى من خلال التحرير الذاتي الناتج عن التأمل والذي يفضي إلى (تحول الوعي) أو(تحول المنظور). أمثلة هذا النمط من المعرفة عند هابرماس هي نظريات الأنثوية، والتحليل النفسي، ونقد الآيديولوجيا. يكمن وجه الشبه بين نظرية هابرماس النقدية وبين مشروع ماركس في اتفاق هابرماس مع ماركس على ضرورة الوعي بالتشويه الآيديولوجي للواقع، وضرورة الوعي بالعوامل التي تغذي الوعي الكاذب الذي ما هو إلا انعكاس لمصالح القوى المهيمنة. من هذا الباب يقترب مفهوم (تحول المنظور) أو (تحول الوعي) لدى هابرماس من مفهوم (الوعي) لدى ماركس، وكذلك من مفهوم الوعي (الناجز) المصاحب للبحث العلمي على إطلاقه، من حيث التأكيد على ضرورة التحرر من الآيديولوجيات الجنسية والعرقية والدينية والتربوية والمهنية والسياسية والاقتصادية والتقنية التي تعزز العلاقة الاعتمادية مع القوى المهيمنة. أما وجه الاختلاف فيتمثل في أن (تحول الوعي) عند ماركس يفضي إلى شكل من أشكال الفعل قابل للتوقع، مثلاً التخلص من الملكية الفردية. بالمقارنة، لا ينتج عن (تحول الوعي) لدى هابرماس أي التزام بفعل قابل للتوقع.([12] ) يدعو إلى ضرورة التحررمما يدعوه "بفلسفة الوعي" التي يعني بها الفلسفة التي ترى العلاقة بين اللغة والفعل كالعلاقة بين الذات و الموضوع (أي التحرر من منظومة الفكر التجريبي ).([13] )
يبدو لي أن الأمرين الأول العمل والثاني الفعل هما الأساسيان في فكر هابرماس وتأتي النقطة الثالثة معارف التحرير بمثابة نتيجة وهنا يمكننا حالة الترابط بين الممارسة والنظرية .
اراد هابرماس البحث عن حل عقلاني للتقنية التي اطبقت على العالم المعيش واستفردت به من جميع الجهات ، فهو يقر بأننا نعيش عصر الرأسمالية المتقدمة والقائمة على التقنية ، بل ان شرعيتها أصبحت مستمدة منها .. ويعتبر ماركس بنظر هابرماس أكبر داعية للتقنية ، لكن تجدر الاشارة إلى أنه إذا كان ماركس قد ناصر التقنية كوسيلة لتحرير الانسان من الامراض الفاتكة والاوبئة وجبروت الطبيعة.. الخ، فإنه أشار في مواطن متعددة إلى الأخطار التي تحدق بالطبيعة من جراء الاستغلال التقني الارعن لمواردها ، ويقول :» إن كل تقدم في فن الزراعة الرأسمالية ليس فقط تقدماً في نهب الارض ، فكل تقدم في زيادة خصوبة الارض لوقت محدود من الزمن هو تقدم في تخريب الموارد الدائمة لهذه الخصوبة «. يصفه هابرماز بقوله :ماركس على الرغم من ربطه المجتمع بأمرين معا : نفاذ الموارد الطبيعية المتزايد على الدوام . والتكثيف المتزايد باستمرار لشبكة إجمالية من التبادل والاتصال ، وان مبدأ الحداثة الذي يعيد إليه انفلات القوى المنتيجة يتأسس في براكسيس ذات منتجة أكثر مما يتأسس في تفكير ذات عارفة...إذ إن مبدأ الحداثة لن يوحد بعد اليوم في وعي الذات بل في العمل .. وبالتالي العقلانية الوحيدة التي يمكنها أن تؤكد ذاتها في العلاقات بين فاعل وعالم الأشياء المدركة بالحواس والقابلة للتداول هي عقلانية معرفية- اداتية.([14] )
هذا الجهد النقدي في اعادة الربط بين الفعل والعمل من خلال التحرير أي النقد يظهر معنى العمل الذي يعنيه هابرماس اذ يفهم هابرماس العمل بوصفه « نشاط عقلاني موجٌَه لهدف وغاية « وهو ينقسم بدوره إلى نوعين :
فعل أداتي يخضع لقواعد تقانية واختيار عقلاني ينتظم وفقاً لستراتيجيات قائمة على معرفة تحليلية.. يشخص هابرماس الحداثة الاوروبية في ضوء ماكس فيبر بأنها عقلانية أداتية ، ولخصها تحت مفهوم العقلنة والعقلانية التي تجلت في ازدياد الحسابية والبحث عن الربح والسيطرة المنظمة على كل جوانب الحياة الانسانية على أساس قواعد قللت من الاعتماد على القيم التقليدية المتوارثة..هنا نلمس تلك الثنائي تظهر لديه من خلال عالمين بينهما انشطار لايهيمن احدهما على الاخر:
الاول يخص العالم المعيش الذي تقوم بنياته على اللغة والتواصل .
والثاني يخص عالم الانساق الذي يخضع بالاساس للعقلنة الحسابية التي تتميز بالوظيفة والأداتية والفعالية .
وهذه الفجوة تقسمه إلى شطرين:عالم الأنساق والعالم المعيشي : فاللغة- تلعب دور التواصل في العالم المعيشي ، فاللغة كالأرض تشخيص لمأوى الوجود وعلى الرغم من أنها كانت دائما وسيطا رمزيا بامتياز لايمكنها التنسيق بين جميع الافعال الانسانية لذلك حلت محلها الانساق في العديد من مناحي الحياة..
والنسق- مجال العقلنة الحسابية والأداتية المحيطة به . فان هذه الانساق تمتاز بديناميكية انغلاق على نفسها لكل منها عالمها الخاص : فالسلطة تحدد شروط ممارستها والنقود تحدد قسم العملة بطريقة محض ذاتية..
ويضيف هابرماس أن معيارية الانساق مغلقة وغالباً ما تستعمل رموزاً مزدوجة ومصطلحات تُحددُ بها من ينتمي إلى النسق ومن لا ينتمي إليه . فنسقية القانون مثلاً تمر عبر رمز مزدوج : قانوني/ غير قانوني ( وماعدا ذلك فهو خارج عن النسق وغير معترف به).. ([15] )

مقابة بين الفعل الاستراتيجي والفعل التواصلي :
لقد جمع هابرماس بين تحليل النفسي لدى فرويد والنقد الماركسي للايديولوجيا من اجل اقامة الهرمنيوطيقا النقدية المختلفه مع المنهج الذي اقامه غاداميررغم انه يتفق معه (في أن ممارسة لعبة التأويل تعني ممارسة لعبة اللغة .رغم أن ممارسة لعبة هابرماس تعني ممارسة السيطرة والعنف والتحريف )([16] ) ومن هنا فقد جاء تصوره للفعل العقلاني الذي يقسمه هابرماس الى :
1-فعل موجه الى النجاح ، وهو ينقسم بدوره الى صنفين :
1-1- فعل اداتي غير اجتماعي ، يتخذ نموذج العقلانية التقنية .
1-2- فعل استراتيجي اجتماعي المجال ، بمعنى انه يجري في سياق توجد فيه أطراف عقلانية اخرى ، وفعل الاستراتيجي هو بالضرورة فعل تنافسي ومخطط بهدف قمع افعال الاطراف الاخرى او محاصرتها او التفوق عليها .وينقسم الفعل الاستراتيجي الى قسمين :
1-2-1- فعل استراتيجي صريح : حيث جميع الاطراف على علم بانها في عملية تنافسية .مثل ذلك المناقشات ، الاجراءات القانونية ...الخ
1-2-2- فعل استراتيجي مضمر : ينقسم بدوره الى صنفين:
1-2-2-1- فعل ينطوي على خداع شعوري :مثال ذلك التلاعب والاغواء، حيث طرف واحد يدري بالخداع
1-2-2-2-فعل ينطوي على خداع لاشعوري : مثال ذلك التحريف الايديولوجي ، حيث جميع الاطراف لاتدري بالخديعة .
2- فعل تواصلي action communicative ،وهو الفعل العقلاني الوحيد الذي يرمي إلى فهم حقيقة ، والفرق المميز له عن الفعل الاستراتيجي هو أن الفعل التواصلي غير تنافسي .رغم انه عقلاني الصيغة فهو قائم على التواصل ومدفوع بالفهم التعاوني البيذاتي Intersubjective ومجرد من الانانية والمصلحة الذاتية .([17] )
وهنا ثمة علاقة اساسية نلمسها بين العمل والطابع الاداتي له وبين الفعل الاجتماعي اذ بهما يعيد صهر العلاقة بين الاثنان من خلال نقد هيمنة الاداتية على حساب الفعل الاجتماعي ويذكر الباحثون ، ان الذي يهمه عند هابرماس أحد أبرز رواد فلسفة التواصل النقدية أن معيارية القوانين لا تستند إلى وازع أخلاقي ، وانما يجب أن تكون عقلنة للإرادة الانسانية في عالم يلفها بالتعقيد والاحتمالية ـ غير المتوقعة ـ وسيطرة الأنساق ، وفقط بفضل العقلنة اللغوية في تعابيرنا وسيادة العقل النقدي يمكن ان نطمح الى الكونية على اساس تداولي وقابل للتعميم..
فانه في مجال اللغة كان متاثر بمقولة سوسير([18] ) حول ثنائية الكلامParoie واللغة Langue ، فانه في الوقت الذي تناول اغلب الباحثين اللغة بوصفها بنية كان هابرماس قد اكد على الكلام لكن من خلال تناول جديد حيث درس بنية الكلام (جعل "الكلام" معاملة "اللغة " فقد خلق ما اسماه "البرجماتية العامة "Universal Pragmatics التي تقوم على اعادة بناء الاستراتيجيات التي يستخدمها الناس في أداء افعالهم التواصلية داخل سياقات محددة ...تقوم هذه البرجماتية العامةعلى بناء التعامل (التفاعل) التواصلي المثالي تعتمد على ثلاث نظريات هي :
الاولى نظرية كار بوبر (1902-1994)([19] )عن العوالم الثلاث :العالم البيئة الطبيعية وعالم الافكار والخبرة الذاتية وعالم المعرفة الموضوعية ، وقد استخدمها هابرماس فيما يتعلق باللغات دخل تلك العوالم او داخل سياقها .
والنظرية الثانية : افعال اللغة Speech Acts التي بداها فتجنشتين (1951-1889) Wittgenstein وطورها تلميذه جون أوستن (1960-1911) في كتابه "كيف تفعل أشياء بالكلمات "فقد استخدم هابرماس تلك الافعال في أن البرجماتيقا العامة معنية بتحليل اللغة المستخدمة بوصفها فعل اجتماعي ، وبخاصة بوصفها استراتيجي ، وفعل تواصلي ، ومثل هذا الاستخدام هو بالضرورة IIIocutionary فمن بين الاصناف الثلاثة من افعال الكلام التي طرحها اوستن فان الفعل :"الاداتي ، الانجازي ، الانشائي " IillocuTionary Act هو الذي يهم هابرماس بالدرجة الاولى ([20] )
وقد دمج هابرماس بين عوالم بوبر وافعال جون أوستن في بسيل ايجاد تواصل عبر اللغة بثلاث طرق هي :
أن تمثل وقائع عن العالم الحقيقي .
أن تعبر عن نوايا وخبرات المتحدث .
أن تؤسس علاقة بالمستمع .
وقد قسم بنية هذه اللغة إلى ثلاث مكونات " مكون قضوي Propositional ،مكون تعبيري Expressive، مكون انجازي ،انشائي Iilocutionary الا أن نسبة تواجد هذه الافعال يتفاوت في نسبته ومقداره .لكن هابرماس يقسم الافعال الكلامية الانجازية إلى : خبرية ،واشهارية ،تمثيلية ، وتنظيمية .
وتقيم الافعال الكلامية وفقا لطبيعة كل فعل وتكوينه الخاص من حيث الاشارة والبنية والوظيفة والحالة :فتقيم الافعال الخبرية اساسا بما اذا كانت "القضية"فيها صادقة ام كاذبة ، وتقيم افعال الاشهار اساسا بما اذا كانت تتحلى بسلامة المقصد والنية ونقاء السريرة ام لا تتحلى بذلك .وتقيم الافعال التنظيمية اساسا بالنظر فيما اذا كانت طريقتها في تاسيس علاقات بشخصية هي طريقة ملائمة وقويمة وسديدة ام لا ([21] )
لقد حاول بعض الباحثين استنتاج بعض الروابط ذات الصلة الوثيقة بأخلاقيات التواصل وعلم السياسة.. وركز على ان هابرماس يعبر عن نفسه بمقتضى مبدأ خطابي يقوم على البرهنة ولايضفي الشرعية على المعايير التي تثير قبول وتوافق جميع المعنيين بها .. فهابرماس يتصور اجراءات تكوين الإرادة العامة كشبكة من البراهين والحجج المتمايزة التي تتبارى فيما بينها حول الاخلاق والسياسة والاقتصاد.. غير انها تتضمن ايضا إجراءات منصفة للتفاوض حول تسوية ما ختم حسن مصدق كتابه المهم " يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت" ([22] )ان دور فلسفة التواصل النقدي يكمن بوصفها الاندماج الحي بين التفكير الفلسفي وعلم الاجتماع في نقد الديمقراطية التمثيلية ومحاولة تحرير مجال الاتصال الإنساني من قبضة العقل الأداتي والتشيؤ والاغتراب والسلعية بالعودة إلى الحداثة ذاتها ، وقد تم إعادته من تحريره من الذاتية والنزعة العلموية .([23] )
[1] مازن لطيف النظرية النقدية التواصلية.. يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت،09/01/2009 . قراءات: 492،https://www.tcinno.com/ موقع النور .
[2] C:\Documents and Settings\Administrator\Desktop\هابرماز\يورغن هابرماس ـ فيلسوف ألمانيا الأول ورائد الخطاب السياسي النقدي ألمانيا.
[3] المرجع نفسه .
[4] حوار مع هابرماس ،https://mustafahaddad.blogspot.com/20...blog-post.html وجدت من الضروري عرض هذا القدر من الحوار لأنه مهم في إبانة علاقته مع ما بعد الحداثة وخصوصا مشروع الاختلاف الفرنسي .
[5] انظر : هبرماس ، القول الفلسفي للحداثة ، ترجمة: فاطمة الجيوشٍي ، دراسات فلسفية17 وزارة الثقافة ، دمشق ،1995،
[6] حوار مع هابرماس ، المرجع نفسه .
[7] المرجع نفسه .
[8] هي تسمية هذه المجموعة من الفلاسفة وعلماء الاجتماع الذين قاموا بتأسيس ( معهد الابحاث الاجتماعية ) ؛ الذين ينتمي اغلبهم الى جامعة فرانكفورت ، هل نسميهم باسم ( مدرسة فرانكفورت ) نسبة لهذا السبب ،او نسميهم من ناحية المنهج الذي اتبعوه في النظر والتطبيق واستندوا فيه الى روح الفلسفة الماركسية مع الابتعاد معظمهم عن مقولاتها الاساسية ، وهو اسم ( النظرية النقدية الجدلية ) او ( النظرية النقدية الاجتماعية ) او ( النظرية النقدية ) اختصاراً ؟ الحق ان التسميتين واردتان ، وهما متفاعلتان عند من يعرف الجهود المشتركة لهذه المجموعة من المثقفين انظر : عبد الغفار مكاوي : النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت ، ص10 .
[9] هم :- ( ماكس هوركهايمر ، ثيودور ادورنو ، واخيرا يورجن هابرماس ) . انظر : خضير دهو قاسم
: الفلسفة النقدية عند هربرت ماركيوز ،رسالة ماجستير غير منشورة جامعة الكوفه فلسفة 2005.
[10] إبراهيم الحيدري،نظرية هابرماس النقديه وتحرير الانسان ، www.kwtanweer.com
[11] المرجع نفسه .
[12] مجدي الجزولي، حول هابرماس: إنقاذ الحداثة، الحوار المتمدن - العدد: 1839 - 2007 / 2 / .
[13] انظر :يورجين هابرماس ، المعرفة والمصلحة ، ترجمة حسن صقر ، مراجعة ابراهيم حيدر ، منشورات الجمل ، كولونيا ،2001.لقد كانت نظرة هابرماس النقدية مختلفة عن تصورات غادامير القائمة على انصهار الافاق فقد جاءت رؤية هابرماس للتراث هو وعاء يحتوي تحريفات هائلة ويختزن في قلبه الزيف والتعدية والتشييء .زد على ذلك أن التراث ليس شيئا متصلا موصولا ثابتا ؛ بل عرضه للتمزق الذي يحدثه التعقل والتفكير العقلاني ، وهو مليء بالتمزقات التي تخلق ألوانا من القطيعة والانقلاب .انظر :عادل مصطفى ، فهم الفهم مدخل إلى الهيرمنيوطيقا ،ص410
[14] هبر ماس ،القول الفلسفي للحداثة،ت:فاطمة الجويوشي، دراسات فلسفية وفكرية ،منشورات وزارة الثقافة ،دمشق،1995،ص102-106.
[15] مازن لطيف النظرية النقدية التواصلية
[16] عادل مصطفى ، فهم الفهم مدخل إلى الهيرمنيوطيقا ،ص413.
[17] المرجع نفسه ،ص417.
[18] سوسير :
[19] كارل بوبر فيلسوف ذو اصل نمساوي باحث في فلسفة العلوم الطبيعية و الاجتماعية درس الفيزياء و الرياضيات و الفلسفة في جامعة فينا درس الرياضيات و الفلسفة في نفس الجامعة.
كان اتجاهه قريبا من افكار جماعة فينا " vina circle " بالرغم من انه لم يكن عضوا في هذه الجماعة لاختلافه معهم في كثير من مبادئهم، و خصوصا باعتبارهم الاستقراء دليلا للمصداقية و اليقين في العلوم. و بسبب هذا الاعتراض واجه بوبر طوال حياته الكثير من المشاكل و العراقيل التي تحول دون نشره لكتبه.انظر : Encyclopedia of philosophy : volume 6 , Article popper
[20] عادل مصطفى ، فهم الفهم مدخل إلى الهيرمنيوطيقا
[21] المرجع نفسه ،ص426.
[22] مازن لطيف النظرية النقدية التواصلية ،ص
[23] المصدر نفسه ،ص

د. عامر عبد زيد
https://www.shehrayar.com/ar/node_2110/node_5527









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 12:18   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة liala مشاهدة المشاركة
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة
مدرسة فرانكفورت


ماكس هوركهايمر (يسار المقدمة), تيودور أدورنو (يمين المقدمة), و يورگن هابرماس في الخلفية, يمين, عام 1965 في هايدلبرگ
مدرسة فرانكفورت هى حركة فلسفية نشأت بمدينة فرانكفورت سنة 1923. بدأت الحركة في معهد الأبحاث الإجتماعية بالمدينة, و جمعت فلاسفة مثل ماكس هوركهايمر, والتر بنجامين, و هربرت ماركوز, و يورگن هابرماس وهو الممثّل الأكثر شهرة للجيل الثاني للمدرسة. قد هاجرت الحركة إلى جنيف سنة 1933 مع وصول هتلر للحكم في ألمانيا, ثمّ إلى الولايات المتّحدة أثناء الحرب, قبل أن تعود مجدّدا إلى ألمانيا في بداية الخمسينيات.

فهرست [إخفاء]
1 أسباب النشأة
2 النظرية النقدية
3 اتجاهات مختلفة
4 منتقدو مدرسة فرانكفورت
5 أهم مفكري ودارسي مدرسة فرانكفورت
6 المصادر
7 المراجع
8 وصلات خارجية
أسباب النشأة

نشأت مدرسة فرانكفورت عام 1924 من مجموعة اساتذة عندما اسس كارل جرونبرج معهدا للعلوم الاجتماعية التابع لجامعة فرانكفورت التي اصبحت فيما بعد تيارا فكريا من بين اكثر ممثليه شهرة ماكس هوركهايمر (1895-1973) وثيودر أدرنو (1903-1969) وهربرت ماركوزه (1898-1978)، الذي برز نجمه اللامع في ستينيات القرن العشرين، كذلك إريك فروم (1900-1980) وكثير غيرهم.[1]

من أهم العوامل التي دفعت الى نشوء النظرية النقدية، التي تختلف تماماً عما كان سائداً في الجماعات الألمانية التقليدية، هو ما تركته الحرب العالمية الأولى من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية وخيمة وما سببته من موت وخراب ودمار، وما تبعها من أزمات اقتصادية حادة وتحولات سياسية كبرى كان في مقدمتها الثورة البولشڤية عام 1917 وتأسيس أول دولة اشتراكية في أوروبا، وكذلك قيام جمهورية ڤايمار عام 1919 في ألمانيا وما تبعها من صراعات وانقسامات سياسية في صفوف اليسار الأوروبي التي خلقت موقفاً ثالثاً كان أساساً لتشكيل فكر نقدي جديد يدور حول العلاقة بين النظرية وممارستها في الواقع الاجتماعي وكذلك تطوير معيار جديد يطعم الممارسة بإدراك نظري لكن من منطلق نقدي يوحد جدلياً النظرية بالممارسة بحيث يصبح النقد هدفاً لكل فعالية ثورية. كما ان فشل الحركات العمالية في أوروبا وتحولها عن أهدافها الطبقية كان عاملاً آخر قاد الى صعود النازية في ألمانيا. إن هذه العوامل وغيرها كونت اشكالية قامت على المسرح السياسي والفكري وشكلت «لعبة مأساوية» على حد تعبير هوركهايمر، دفعت بدورها الى تجمع «اليسار الجديد» في أوروبا، مثل اجدادهم «الهيگليين الشباب»، لمعالجة القضايا العميقة التي واجهتهم، وعقد ندوة «احياء الماركسية» التي شارك فيها كبار الفلاسفة والمفكرين، كان من بينهم لوكاش وڤيتفوگل وغيرهما وترافقت مع صدور كتاب لوكاش «التاريخ والوعي الطبقي»، الذي أثار سجالاً واسعاً وشديداً بسبب نقده للديالكتيك المادي لفردريك إنگلز، تلك السجالات الفكرية التي أثرت على تطور النظرية النقدية ودفعت في الأخير الى تأسيس معهد للبحث الاجتماعي في جامعة گوته بفرانكفورت الذي هدف الى مواصلة البحث والنقاش والدعوة الى تأسيس نظرية نقدية من الممكن ان تقف أمام النظريات الاجتماعية التقليدية التي لا تزال تسيطر على الفكر الاجتماعي والفلسفي في الجامعات الالمانية. وفي الحقيقة، فإن الأثر المباشر الذي احدثته النظرية النقدية آنذاك هو انشقاق في صفوف اليسار الأوروبي المثقف، وبخاصة في مواقفهم من الماركسية التقليدية.[2]

النظرية النقدية

قدمت مدرسة فرانكفورت نظرية نقدية تناولت مختلف نماذج الوعي النظري والعملي وبالاخص للاديويولوجية الكونية (الشمولية). وقد جمعت في ارائها بين الهيغلية والماركسية ومدارس علم الاجتماع والنفس بالشكل الذي جرى توظيفه في نقد نمطية الوعي والعقائد الجامدة. من هنا انتقادها للماركسية "الرسمية" التي جرى تحويلها الى نصوص مقدسة. من هنا محاولتها تجديدها لتلائم متطلبات العصر وتجاوز الماركسية الكلاسيكية..

ماكس هوركهايمر الذي تمرد في شبابه على كل انواع الظلم تولى عمادة معهد الأبحاث الاجتماعية عام 1930 وكانت دراسته في علم النفس. ووصل الى منصب استاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة فرانكفورت بعد ان طور أسس النظرية النقدية في مجموعة دراسات بعنوان (النظرية التقليدية والنظرية النقدية). فنراه يجدد البعد المادي للنزعة النقدية. حيث ينطلق من ان حياة المجتمع هي نتاج العمل. وحتى اذا كان تقسيم العمل في العالم الرأسمالي يجري بشكل سيء فذلك لا يسمح لنا أن نعتبر .

إن هذه القطاعات الخاصة للعلاقة الديناميكية التي يقيمها المجتمع مع الطبيعة وللمجهود الذي يبذله المجتمع من اجل الاستمرار كما هو. فلا بنية الانتاج الصناعي والزراعي ولا انقسام الوظائف الى قيادية واخرى تنفيذية امران ثابتان مؤسسان في الطبيعة.

كما انتقدت مدرسة فرانكفورت (التنوير). ففي كتاب (خسوف العقل) يذكر هوركهايمر، انه اذا كان المقصود بالتنوير والتقدم الفكري هو تحرير الانسان من الايمان الباطل بالقوى الشريرة وبالشياطين وبالحوريات والمصير الاعمى، أي اذا كان المقصود هو تحرير الانسان من الخوف، فعندئذ تصبح ادانة ما يسمى بالعقل اكبر خدمة تؤدي للانسان. لهذا نراه يعتبر التنوير فكرا برجوازيا.

بينما كان بنيامين شديد الاهتمام بالمادية الجدلية. وكان شديد التأثر والاعجاب ببرخت المؤلف المسرحي الالماني حيث صحبه عدة شهور بالدنمارك. فقد ترك بنيامبن اثرا واضحا في مدرسة فرانكفورت وبالاخص عبر فكرته القائلة، بأن معمار ووحدة وقوة اعمال بروست على الاقتاع لا تأتي اليه عبر الجهد والتصوف والزهد وانما هناك حركة تقوده غير ملفته للنظر وتكاد ان تكون غير ارادية.

في حين يعتبر يورگن هابرمس الوريث الشرعي لمدرسة فرانكفورت بعد ان طور نظريته الخاصة حول العقلانية التقنية، التي وضعها في كتابه (التقنية والعلم كأيديولوجيا) كمحاولة للرد على آراء هربرت ماركيوزه.

اتجاهات مختلفة

تمثلت مدرسة فرانكفورت باتجاهات فلسفية واجتماعية مختلفة يمكننا ايجازها بما يلي:[2]

1 ـ اتجاه هوركهايمر وادورنو الذي تمثل بالمنهج النقدي الجدلي الذي يهدف الى توحيد النظرية بالممارسة العملية وتقديم نظرية نقدية للمجتمع تستطيع الوقوف امام فكرة التسلط، العنف وتسعى الى جعل الفكر النقدي ليبراليا وغير ليبرالي في الوقت ذاته، وان لا تخجل من الصراع الاجتماعي الواقعي وان لا تبخل عن أية مهادنة، مع أية سلطة، ما دامت تهدف الى الاستقلالية وإلى تحقيق سلطة الانسان على حياته الذاتية، مثلما هي على الطبيعة.

2 ـ اتجاه هربرت ماركوزة (1898 ـ 1984)، الذي تمثل في رفض المجتمع القمعي القائم والثورة عليه من خلال تأكيده على الدور الحاسم والثوري للعقل في حياة الانسان وعدم النظر الى المجتمع من رؤية ذات بعد واحد.

3 ـ الاتجاه النفسي ـ التحليلي الذي يتمثل بآراء إريك فروم والفرويديين الجدد، وهو اتجاه يقوم على مقدمات ماركسية في التحليل النفسي.

4 ـ اتجاه يورگن هابرماس (1929) وهو اتجاه فلسفي انثروبولوجي يؤكد على دراسة الرأسمالية المتأخرة كمجتمع صناعي عقلاني ذي آيديولوجية تكنوقراطية، كما صاغها في نظريته في السلوك الاتصالي. مما مر ذكره أعلاه يلاحظ المرء أن النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت اتخذت في مسارها الطويل اتجاهات مختلفة، بسبب الخلفيات الاجتماعية لروادها من جهة واهتماماتهم المختلفة التي ارتبطت بأفكار عصر التنوير، من مثالية كانت وهيغل الى تأويلية ماكس فيبر وفينومينولوجية هوسرل. ومع ذلك فإن هناك ما يجمع بين روادها، مع اختلاف اتجاهاتهم، وهو نقدهم للمجتمع الصناعي الشمولي وما يفرزه من تناقضات، وبخاصة في ثقافة البرجوازية.

منتقدو مدرسة فرانكفورت

ومن المنتقدين البارزين الآخرين لمدرسة فرانكفورت: هنريك گروسمان, اومبرتو إكو ومايك گودمان.
https://www.marefa.org/index.php/%D9%...88%D8%B1%D8%AA









رد مع اقتباس
قديم 2012-01-17, 18:57   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة liala مشاهدة المشاركة
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة
تعريف السلطه......
من طرف حنان في الأحد فبراير 06, 2011 3:30 am
السلطة هي التمكن و الاستئثار بالقوة والقدرة على التوجيه والإجبار نحو إتجاه معين من السلوك الاجتماعي. فالسلطة هي ثمرة القوة power والقدرة ability على الاجبار obligation بهدف توجيه سلوك الآخر.
وبهذا من الممكن وجود سلطة غير مشروعة إذا استخدم شخص او مجموعة من الأفراد ثمار قوتهم في قهر الآخرين وقسرهم على الطاعة وإجبارهم على أمر معين او سلوك ما.
والأصل ان تكون السلطة مشروعة مستندة إلى القانون الأساسي في الدولة ،وتنسحب إلى وصف قدرة احد مكونات الدولة او الدولة عامة على توجيه السلوك للمحكومين وضمان إلزامهم على ذلك واحترام قواعد المجتمع الأساسية ( الاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية)
وهي كسلطة مشروعة متفق على مشروعيتها والقبول الاجتماعي على لزوم إطاعتها تنقسم السلطات في المجتمع المدني الحديث إلى ثلاث سلطات:

تشريعية.https://salehelhnawy.yoo7.com//index....B9%D9%8A%D8%A9
قضائية.https://salehelhnawy.yoo7.com//index....edit&redlink=1
تنفيذية.https://salehelhnawy.yoo7.com//index....edit&redlink=1

كما ظهر من ثمرات المجتمعات القانونية سلطات عديدة أهمها سلطة الرأي العام والذي يمثله توجهات الشارع الشعبي ورغباته. التي قد تختلط في المفهوم مع سلطة الصحافة والاعلام
ولكون الصحافة تملك القدرة على التوجيه نحو سلوك معين تعتبر سلطة شعبية لكونها محرك للرأي العام لها وجودها جنبا إلى جنب السلطات الثلاث التقليدية.
ومن حسن الفكر ان نعطى الصحافة كسلطة إصطلاحا أكثر دقة وهو سلطة الرأي العام كمترادف لاصطلاح سلطة الصحافة ذلك أن السلطة تحمل الحصانة لأفرادها ومنتسبيها وهو الأمر الذي تفتقده الصحافة في ظل الظروف الاستثنائية والحروب ، لذلك حتى إصطلاح السلطة إذا ما أطلقناه على الصحافة يكون توجها مثاليا منا أكثر من أن يكون واقعيا.
أما علاقتها بالسلطات الثلاث بين المساواة والندية، او الحجب والتقليل من قوتها فهو أمر مختلف فيه ومحل نزاع شبه مستمر مع السلطات التقليدية في الدولة
https://salehelhnawy.yoo7.com/t759-topic









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 12:19   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
minna
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية minna
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلك كتاب في المناجمنت العمومي وكل ما يتعلق به










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 17:21   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة minna مشاهدة المشاركة
من فضلك كتاب في المناجمنت العمومي وكل ما يتعلق به
https://www.4shared.com/office/YA306Rs4/____1.htm



https://www.4shared.com/rar/1Lb1IUGI/___online.htm


https://www.4shared.com/document/EHaH...Management.htm


https://www.4shared.com/rar/XOWrVMAL/___online.htm









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc