السلام على الجميع أنا النائلي المضري التقيت بالشيخ أحمد بن محمد بونوة بعد غياب فوجدته قد ضعف في جسمه ، شديد الفكرة ، عميق الخطرة . يؤلمه وضعه ووضع غزة ، كثر ألمه واشتد عليه الحال وهو دائم الدعاء والذكر والصيام كما عرفت من غيره .
لكن حاولت معه وانتزعت منه بعض الكلام المنظوم وهو يسميه كذلك ولا يرضى أن يسميه شعرا . قال : دخلت الدار فوجدت العصافير تعشش فيها ، في مكان أكله وشربه . وسمع سكونا قاتلا . وأحس بردا شديدا ورأى غبارا كثيفا ز فقال :
أم عيسى خلت بعدك الدار وانهد بنيانها وانهدت الأسوار
أرى الطير قد عششت في جنباتها كأن لم يكن للدار عَمّار
فأين غدوة الصبح منك صاخبة للأولاد هبوا قد طلع النهار
أين صوت ملاعق الحب في كـل صبح حدائق غناءة وأزهار
أين ريح القهوة النائلية التي تفوح ، شيحـــــــها معطار
أين الأماكن التي شهدت أنك حاضرة في كل شيء لك آثار
هنا قعدت هنا وقفت وهنا صليت وهناك كانت لنا أنوار
لن أنساك ما بقي الهواء وما بقي الهوى والدمع مني مدرار
وكيف أنسى وأنت في نفسي وذاتي وفي الأولاد تذكار
خديجة الجهاد أنت سميتها وكنت لمارية أما وأختا نعم الستار
ووقفت مع الأولاد وقفة شرعية وجزمت فعلا أنهم الأطهار
فكلك يا سعدى في حية لن أنسى أنك كنت أنا وأنك الأستار
.... هذا ولازلت أجتهد في لقاء الشيخ وكلما وجدت إنتاجا جديدا وسمح بنشره فعلت فإلى لقاءات قابلة بإذن الله والسلام عليكم .