مناقشة مواضيع تاريخية متعددة - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقشة مواضيع تاريخية متعددة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-21, 16:13   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
dima02
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة النفس مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته





-------------------------------




كانت أرض الشرق في سالف الأزمان في قرون ماقبل الميلاد

ممالك متنازعة فيما بينها على غرار مملكة الفينيقين والتي كانت بدورها

تنقسم الى عدة مدن كل مدينة تعيش تحت نظام مدينة الدولة ...

اي كل مدينة تسير شؤونها بنفسها دون الرجوع إلى العاصمة المركزية ...





وفي مملكة صور كان يحكم البلاد ملك يدعى " ماطان " وكان له ولد وبنت

" بغماليون " و " عليسة " ، ...





ومع حدود سنة 803 ق -م ، توفي الملك مطان ... وكانت عليسة متزوجة من " عشر باص "

أحد أكبر رجال الدولة مكانة عند الشعب وأكثرهم ثراءا ، ...





وحسب العادات والتقاليد ، إعتلى بغاماليون العرش ، تحت وصاية أخته عليسة

كما قسمت ثروة والدهما بينهما ...





هنا فكر بغماليون بالتخلص من عليسة وزوجها لانهما يزاحمانه المكانة ووكذا انهما أغنى منه

ففكر بالتخلص من زوج أخته اولا ... وكان له ذلك





ولكن عليسة تفطنت ، ومن معها لحيلة شقيقها ، ففكرت في الهرب

وكانت وجهتها إلى الضفة المقابلة من ارض المغرب الكبير

والتي كانت تبطها بهم علاقات تجارية متطورة جدا

وكذا وجود جالية فينيقية هناك ... ومنذ تلك اللحظة سميت عليسة

بـ " عليسة ديدون " ( ديدون = الهاربة ) باللغة الفينيقية ...





حلت عليسة بشاطى تونس بعد رحلة قادتها الى هناك ولم يتكمن شقيقها

من اللحاق بها ، وهناك أسست مدينة قرطاجة التي لا تزال قائمة لليوم

بحدودو سنتي 813/814 قبل الميلاد ...





وسميت المدينة الجديدة بإسم ( قرت حتشد ) ( بمعنى = القرية الجديدة)

قم صار اسمها مع الزمن وللآن : قرطاجة ...





ورحب المغاربة والفينيقون المقيمون هناك بـ عليسة ونصبوها ملكة عليهم

إلى أن توفيت ، وتختلف الروايات حول طريقة وفاتها ...





وهكذا تمكنت عليسة من تكوين مجتمع جديد سمي بالمجتمع

البونيقي او البوني

البونيين أو البونيقيين = المغاربة + الفينيقيين





ومع الزمن أصبحت مملكة قرطاجة قوة كبرى تخشاها روما ودخلت معها

في حروب ومواجهات كبرى وطويلة لعل أبرزها : الحروب البونيقية الثلاثة ...

والتي كانت من : 264 ق-م / وإلى غاية 146 ق-م ...







-------------------
يعطيك الصحة على الموضوع حبيت فقط نضيف انوا لما وصلت الملكة عليسة ديدون الى تونس كهاربة طلبت من الحاكم قطعة ارض تكون بمساحة جلد ثور هذا ما استغرب له الحاكم ان تبني مدينة بهذه المساحة فمنحها الموافقة وما قامت به عليسة انها قامت بتقسيم الجلد الى خطوط رفيعة جدااحاطت بها نفسها وقامت ببناء اسوار و هذا ما اثار الحاكم اي انها تمكنت من الحصول على مساحة كبيرة بخدعة صغيرة استاذنا في الجامعة قالنا ان هذا الحاكم تزوج فيما بعد بهذه الاميرة بصراحة ما علاباليش ان كانت اسطورة و لا فعلا حقيقة








 


قديم 2010-11-22, 13:16   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
chokriccb
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك الاخت زينب










قديم 2010-11-22, 14:13   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
صابر 2008
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية صابر 2008
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هناك روايات تقول أنه عليسة لم تتزوج من الحاكم البربري بل فضلت الموت على الزواج منه لأنه طلبها مع التهديد وهي أبت ذلك
وخافت على مملكتها وشعبها من بطش الملك










قديم 2010-11-28, 21:37   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
زينب ماز
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية زينب ماز
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=صابر 2008;4151897]هناك روايات تقول أنه عليسة لم تتزوج من الحاكم البربري بل فضلت الموت على الزواج منه لأنه طلبها مع التهديد وهي أبت ذلك
وخافت على مملكتها وشعبها من بطش الملك
[/qu نعم الاخ صابر لقد فضلت عليسة الانتحار بدل الزواج من هدا الملك










قديم 2010-12-02, 19:47   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
زينب ماز
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية زينب ماز
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ومرحبا بالجميع ................................ماهدا الغياب الدي في المنتدى










قديم 2010-12-03, 09:31   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
محمد جديدي التبسي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد جديدي التبسي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
اتمنى ان تناقش مواضيع تخص التاريخ الإسلامي أو التاريخ الحديث و المعاصر
تقبلوا تطفلي
شكرا لكم










قديم 2010-12-03, 11:21   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
هشام 12
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
حبذا لونناقش مواضيع تخص التاريخ الأموي أو العباسي










قديم 2010-12-10, 14:00   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
زينب ماز
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية زينب ماز
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم كيف حال الجميع .................................................. .اخ محمد جديدي التبسي واخ هشام ادا كانت لديكم مواضيع فقدموها وسوف نقوم بالمساعدة وشكرا لكم










قديم 2010-12-10, 16:34   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
جار الله المهدي
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية جار الله المهدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
ما رأيكم في موضوع : العلوم الإجتماعيه و الطبيعيه في تيهارت في عهد الدوله الرستميه










قديم 2010-12-10, 17:09   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
زينب ماز
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية زينب ماز
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع جيد ................شكرا لك










قديم 2010-12-11, 15:18   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
dima02
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=زينب ماز;4202380]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صابر 2008 مشاهدة المشاركة
هناك روايات تقول أنه عليسة لم تتزوج من الحاكم البربري بل فضلت الموت على الزواج منه لأنه طلبها مع التهديد وهي أبت ذلك
وخافت على مملكتها وشعبها من بطش الملك
[/qu نعم الاخ صابر لقد فضلت عليسة الانتحار بدل الزواج من هدا الملك
بصراحة انا مش متاكدة اذا كانت الاميرة عليسة قد تزوجت من الملك البربري شكرا لك على كل حال









قديم 2010-12-12, 00:27   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
hoho67
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

يااخت زينب كلامي صحيح بالنسبة اماجستير غرداية ..االسؤال الذي طرح في المسابقة كان عن العلاقات بين الضفتين فقط وهو ماقلته ...والاخ موح بلقاسم محق عندما اكد كلامي










قديم 2010-12-12, 01:28   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
dmd39
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية dmd39
 

 

 
إحصائية العضو










Post قرطاجة

تقع مدينة قرطاج في بلاد تونس بالقرب من مدينة تونس الحاضرة، أسسها الفينيقيون وأصبحت مركز إمبراطورية كبيرة حكمت شواطئ المغرب الكبير وصقلية وأسبانيا حتى سقوطها في حروب مع الرومان.

بداية يمكن القول بأن دخول المغرب في التاريخ المكتوب بدأ مع وصول البحارة والمستوطنين الفينيقيين إلى سواحله. لكن محاولة معرفة تاريخ هذه الحضارة تكتنفها الكثير من الصعوبات التي يمكن إرجاعها إلى كون المصادر المتوفرة عن تلك المرحلة التاريخية كلها تقريباً يونانية ولاتينية، وأن الفينيقيون في الغرب بالنسبة للإغريق والرومان – وبخاصة تحت قيادة قرطاجة – أعداء ألداء، ومن هنا فإن صورتهم في هذه المصادر سوف تكون مشوهة ومشوبة بالتجني والتحامل عليهم، مما يقلل من القيمة المعرفية لهذه المصادر حول الحضارة القرطاجية.

والصعوبة الأخرى، تتمثل في أن الزمن لم يبقي لنا مؤلفات قرطاجية، وأن علم الآثار لن يفيدنا كثيراً لأنه في معظم الحالات قد أقيمت فوق المستوطنات الفينيقية مدن رومانية ضخمة، ومع ذلك هناك عدد كبير من النقوش المدونة بمختلف صور اللغة الفينيقية غير أنها في الغالب نقوش مقبرية ولا تحكي لنا عن تلك الحقبة إلا القليل.



المستوطنات الفينيقية:

تشير المصادر التاريخية المتوفرة عن العالم القديم إلى أن "صور" هي المدينة الفينيقية التي انطلقت منها حملات الفينيقيين إلى العرب، والتي أدت إلى إقامة العديد من المستوطنات. وتنص التوراة والمصادر الأخرى صراحة على تفوق "صور" على المدن الفينيقية في الشرق الأدنى في القرن الثالث عشر، وكانت "صور" والمدن الأخرى مثل صيدا، وبيبلوس منذ حوالي سنة 1000 ق.م، من أنشط المدن التجارية في شرق البحر الإيجي والشرق الأدنى، وإن تأثرت قليلاً بنمو الإمبراطورية الآشورية.

ولقد كان البحث عن موارد معدنية - وبصفة خاصة – الذهب والفضة والنحاس والقصدير هو الذي حمل التجار الفينيقيين إلى غرب البحر المتوسط، وقد انطلقت أعداد من المهاجرين الفينيقيين إلى صقلية والجزر المجاورة وإفريقيا وسردينيا وأسبانيا ذاتها. ومن المتعارف عليه أن أول مستعمرة فينيقية في الغرب كانت في موقع قادس (كاديز) الحالية وقد أخذ الاسم من الكلمة الفينيقية "جادير Gadir" وتعني القلعة وربما يوضح هذا أصلها كمركز تجاري.

وكان الطريق البحري الطويل إلى الأسواق الجديدة في إسبانيا بحاجة إلى الحماية نظراً لظروف الملاحة في العصور القديمة إذ كان المتبع – بصفة عامة – أن تحاذي السفن الساحل وتلقي مراسيها أو تسحب في الليل إلى الشاطئ. وقد استخدم الفينيقيون طريقين: طريقاً شمالياً، بمحاذاة الشواطئ الجنوبية لصقلية وسردينيا وجزر البليار. وطريقاً جنوبياً، بمحاذاة ساحل شمال إفريقيا.

ويمكن أن نستنتج بطول الساحل الأخير، احتمال وجود مراسٍ استخدمها الفينيقيون كل 30 ميلاً أو نحو ذلك، على الرغم من أن تطور هذه المراسي إلى مستوطنات دائمة كان يعتمد على عوامل مختلفة، وكانت المواقع القديمة جزر قريبة من الساحل، أو ألسنة صخرية يمكن الرسو عليها على كلا الجانبين، ولم يكن انتفاع الفينيقيين بهذه المواقع أمراً صعباً نظراً لأن المستوى الثقافي ومن ثم السياسي والعسكري لسكان المغرب، ومثله في هذا الخصوص مستوى معظم سكان غربي البحر المتوسط كان منخفضاً مقارنة بمستوى الفينيقيين.

ولعب العامل الاستراتيجي دوراً مهماً في تقدم بعض هذه المواقع بالمقارنة بمواقع أخرى، وما يلفت الانتباه، أن ثلاثة مواقع من أهمها: قرطاجة، وأوتيكا Utica في شمال إفريقيا وموتيا Motya في صقلية كانت كلها تتمتع بمواقع ممتازة على الممرات الضيقة من شرق إلى غرب البحر المتوسط، وتسيطر على كل من الطرق الشمالية والجنوبية.

تأسيس قرطاجة:

تشير المراجع التاريخية إلى أن اسم قرطاجة (Carthage) وباللاتينية (Corthago) هي صورة (محرفة) من الاسم الفينيقي "قرت حدتش" الذي يعني "المدينة الجديدة" ويدل هذا ضمناً على أن المكان قدر له منذ البداية أن يكون المستوطنة الرئيسية للفينيقيين في الغرب، وإن كنا لا نعرف عن آثارها في أقدم فترات تاريخها سوى قدر ضئيل لا يسمح بالتأكد من هذا الأمر. والتاريخ المتعارف عليه لتأسيسها هو 814 ق.م.

ويشير الترابط العام للشواهد الأثرية أنه بينما كانت الرحلات الفردية تتم في فترة مبكرة فإن المستوطنات الدائمة على ساحل المغرب لم تتم قبل سنة 800 ق.م. وأنه لم المؤكد إنه على عكس المستوطنات التي أقامها الإغريق في صقلية وإيطاليا وغيرها في القرنين الثامن والسابع.



إمبراطورية قرطاجة:

أ_ نمط الحكم والسياسة:

تشير المصادر التاريخية إلى أن قرطاجة قد تعرضت للنقد من قبل أعدائها بسبب المعاملة القاسية واستغلال رعاياها الذين كانوا بالتأكيد عدة طبقات، وكان أصحاب أكثر الامتيازات هم سكان المستوطنات الفينيقية القديمة والمستوطنات اللاحقة التي أقامتها قرطاجة بنفسها وهؤلاء السكان هم من أطلق الإغريق عليهم اسم "الفينيقيين الليبيين" "الفينيقيين الإغريقيين" ويبدو أنه كان لهذه المستوطنات إدارة محلية ونظم حكم مشابهة لما كان لدى قرطاجة، وكان سكان هذه المستوطنات يدفعون الرسوم على الواردات والصادرات، وأحياناً كان يتم تجنيد القوات من بينهم ومن المرجح كذلك أنهم وردوا البحارة لسفن الأسطول القرطاجي وبعد سنة 348 ق.م، يبدو أنه حرّمت عليهم التجارة مع أي أحد عدا قرطاجة.

وفي صقلية تأثر وضع الرعايا القرطاجيين هناك بسبب مجاورتهم للمدن الإغريقية، فسمح لهم بأن تكون لهم مؤسساتهم الخاصة بهم، وأن يصدروا عملتهم الخاصة خلال القرن الخامس، في وقت لم تكن قرطاجة نفسها تصدر عملة، ويبدو أن تجارتهم لم تفرض عليهم قيود، وعلى غرار ما قام به الرومان عندما سقطت صقلية في يد روما، فقد فرضت ضريبة مقدارها عشر الإنتاج. وكان أسوأ الجميع حالاً هم الليبيون في الداخل وإن كانوا على ما يبدو قد سمح لهم بإقامة تنظيمات قبلية ويبدو أن الموظفين القرطاجيين قد أشرفوا بطريقة مباشرة على جباية الضريبة وتعبئة الجنود وإن الضريبة العادية المفروضة كانت ربع المحصول وزيدت إلى خمسين في المائة منه عندما تأزم الموقف في الحرب البونية الأولى مع روما.

وطبقاً لما ذكره المؤلف الإغريقي بوليبوس (القرن الثاني ق.م) فإن عدداً من الليبيين شاركوا في ثورة المرتزقة الليبية التي أعلنت هزيمة قرطاجة في الحرب بسبب كراهيتهم لهذا الوضع ولغيره من الأوضاع "ولم يكن القرطاجيون ينظرون بعين الإعجاب أو الاحترام إلى هؤلاء الحكام الذين يعاملون رعاياهم بالاعتدال والإنسانية، وإنما كانوا يعجبون بأولئك الذين ينتزعون أكبر قدر من المؤن ويعاملون السكان بلا رحمة".

ويبدو أنه كان لهذا الانتقاد ما يبرره، إذ نشب عدد من الثورات الليبية غير الثورة المذكورة وعجز القرطاجيون – على ما يبدو – عن انتهاج سياسة من شأنها دفع الشعوب المغلوبة إلى قبول حكمهم.

وبعد الإشارة إلى نمط النشاط التجاري لقرطاجة، قد يكون من المفيد الإشارة سريعاً إلى المظم السياسية القرطاجية، إذ كان المظهر الوحيد في قرطاجة والذي حظي بإطراء الإغريق والرومان هو الدستور السياسي لقرطاجة الذي يبدو أنه يكفل لها الاستقرار، وهو مطلب عزيز كانت تنشده المدن في العصور القديمة.

وإذا كان من الصعب التعرف على نمط الحكم في قرطاجة فإن الخطوط الرئيسية لنظامها السياسي تبدو على النحو التالي: سادة المدن الفينيقية الملكية الوراثية حتى العصر الهيلنستي، وكل مصادرنا تشير كذلك إلى الملكية في قرطاجة، وخلال القرن الخامس حدث تطور كبير، تناقصت خلاله قوة الملوك، ويبدو أن هذا التطور صاحب نشأة سلطة "الشفطان" “Sufetes” والكلمة تتضمن معنى القاضي والحاكم، ومنذ القرن الثالث كان ينتخب منهم اثنان وربما أكبر سنوياً. ومن السهل مقارنتهم بالقناصل الرومان، وقد ظل مصطلح "الشفيط" مستخدماً في شمال إفريقيا في مناطق الثقافة القرطاجية لمدة قرن على الأقل بعد الغزو الروماني، ليشار به إلى الحكام الرئيسيين للمدينة، وفي الوقت نفسه ازدادت قوة الأرستقراطية الثرية.

وفي القرن الرابع أو الثالث فصلت قيادة القوات المسلحة فصلاً تاماًُ عن الوظائف الأخرى، وكان القوات يعينون فقط في حالة الحاجة ولحملات محددة الجهة، حيث لم يكن للدولة جيش ثابت يتطلب قائداً دائماً، وانتهجت العديد من الأسر نهجاً عسكرياً مثل آل ماقون في أوائل التاريخ القرطاجي، وآل برقا فيما بعد. ومن الملاحظ أن قرطاجة لم تخضع لانقلاب عسكري يقوده قائد طموح مثلما تكرر هذا المصير في المدن الإغريقية وبخاصة في صقلية.

ولعل إعفاء المواطنين القرطاجيين من الخدمة العسكرية، منذ بداية القرن الخامس – عدا فترات قليلة – قد حال دون تعميق الشعور بمدى قوتهم الذاتية التي كانت عاملاً فعالاً في تطور الاتجاهات الديموقراطية في بلاد الإغريق وروما.



ب – التجارة القرطاجية والاستكشاف:

لقد كان نشاط القرطاجيين التجاري امتداداً للنشاط التجاري الفينيقي، فقد كانت لقرطاجة تجارتها في غرب إفريقيا والمحيط الأطلسي والبحر المتوسط، كما كان لها تجارتها الصحراوية.



العقيدة القرطاجية:

لقد تعرضت الحياة الدينية القرطاجية لنقد شديد بسبب تقديمهم للقرابين (الضحايا البشرية)، وكان الإله الأعلى في العالم الفينيقي يعرف في إفريقيا باسم بعل حمون ومعنى اللقب حمون على ما يبدو وهو الناري، ويعبر عنه بشكل الشمس، وفي القرن الخامس برزت عليه كمعبودة شعبية آلهة تدعي ثانيت ويبدو أن اسمها ليبي وقد توافق انتشار عبادتها مع التوافق الروماني في إفريقيا لأنها تبرز مظاهر الإخصاب فهي تدين بالكثير للإلهتين الإغريقيتين هيرا وديميتر وقد مثلت في أشكال أنثوية.

وكان القرطاجيون حتى تاريخ متأخر أقل تأثراً بالحضارة الإغريقية من الاتروبيين والرومان، رغم أنهم لم يكونوا على الإطلاق بمنأى عن تأثرها، فقد أقرت عبادة ديميتر وكوري رسمياً في المدينة ولكن العبادات المحلية لم تتأثر بالديانة الإغريقية على نطاق واسع.

ومن الناحية الفنية لا يظهر في الحرف القرطاجية الصغيرة سوى أثر يوناني طفيف ولكن القليل المتبقي من القرن الثاني يتبين منه أنه عند هذا التاريخ لم يعد التأثير المعماري القادم من العالم الإغريقي ملموساً في موقع قرطاجي (دار الصافي في رأس آذار)، بل كذلك في الأراضي الليبية (دجة = دقة) وقد استخدمت الفينيقية كلغة أدب ولكن لم يبق شيء من إنتاجها.



حروب قرطاجة:

بداية لا بد من الإشارة إلى أن الصراعات في الغرب قد انحصرت في حصار ضيق بالمقارنة بالتغييرات الثورية في الشرق خلال الفترة نفسها، ولكن قرطاجة لم تلبث أن تورطت في صراع له أهميته البالغة بالنسبة للتاريخ العالمي وهو الصراع مع روما وقد عقدت معاهدات بين الجانبين منذ وقت مبكر في سنة 508 ق.م. عندما عندما كانت روما مجرد مدينة من مدن إيطاليا المتوسطة الحجم، ويمكن الإشارة إلى عدد من الحروب التي خاضتها قرطاجة، والتي يمكن إيجازها فيما يلي:

- الحرب الصقلية الأولى

- الحرب الصقلية الثانية

- الحرب الصقلية الثالثة

- حروب بيبروس الأبيري

- الحرب البونيقية الأولى

- حرب الأجراء

- احتلال أسبانيا

- الحرب البونيقية الثانية

- حرب ماسينيسا

- الحرب البونيقية الثالث

تدمير قرطاجة:

لقد أشرنا فيما تقدم إلى حرب ماسينيسا، ورغم كل ما أبداه ماسينيسا من تواطؤ مع روما، وخضوع وعون لها. رغبة منه في إعطائه حكم قرطاجة من قبل الرومان، إلا أن ذلك لم يحل دون حرب الرومان لقرطاجة ورغم التفوق الساحق لروما فإن قرطاجة صمدت حتى سنة 146 ق.م، واستاء ماسينيسا عندما حرم من أمله في حكمها، لكنه أذعن وانضمت معظم المستوطنات الفينيقية والقرطاجية القديمة إلى روما وتجنبت بذلك التدمير المحتم وسويت قرطاجة بالأرض ولعن مكانها في احتفالاً طبقاً لتقليد روماني، وهو عمل رمزي يدل على مدى الخوف والحقد اللذين اختزلتها روما زهاء قرن للدولة التي قاومت بضرواة سياتها على عالم البحر المتوسط.

تاريخ قرطاج

تأسيس قرطاج
أسست الأميرة ديدون قرطاج عام 814 قبل الميلاد، حسب رواية المؤرخين القدماء. وجاءت الأميرة هاربة مع أصحابها من مدينة صور في لبنان، وسموا المدينة "قَرْتْ حَدَشْتْ"، وتعني "مدينة جديدة"، فأصبح الاسم "قرطاج" عن طريق النطق اللاتنية. كانوا يعبدون خاصة "ملقرت، واسمه يعني "ملك المدينة".

واقعة في مكان مهم بين شرق وغرب البحر الأبيض المتوسط، سهل عليها التجارة، فذهبت سفنها إلى كل أنحاء البحر، من المشرق حتى أبعد من موريتانيا، وأسسوا مدن صفيرة على شواطئ صقلية والمفرب وسردينية واسبانيا. وأيضا بدأوا استعمار بلاد تونس نفسها، فكانوا أصلا يسكنون الشوطئ فقط خوف الحرب مع البربر الذين سكنوا البلاد. فأصبحت المركز التجاري لغرب البحر الأبيض المتوسط كله قبل القرن الخامس قبل الميلاد.


الحروب الصقلية

الحرب الصقلية الأولى
كان هدف معظم المدن اليونانية هدف قرطاج نفسه - السيطرة على التجارة في البحر الأبيض المتوسط. ولهذا أصبحت بينهما عداوة دائمة. وكلاهما بدأ باستعمار جزيرة صقلية منذ زمن، ولما رأت قرطاج أن جيلون، دكتاتور مدينة سيراكوزا، كان يحاول توحيد المدن اليونانية في صقلية، قررت محاربته في عام 480 قبل الميلاد. فأرسلت جيشا كبيرا بقيادة هملقار، ولكن الكثير من الجيش غرق مع سفنه، فهزم في هيميرا قرب باليرمو، وعليه انتحر هملقار وتحولت حكومة قرطاج من أرستقراطية إلى جمهورية.

الحرب الصقلية الثانية
بعد أقل من سبعين عام رجعت قرطاج إلى قوتها الأصلية. أنشأت مدن كثيرة في شمال تونس. ففي عام 409 ق م ذهب حنبعل ماجو حفيد حملقار ليحارب ضد مدن صقلية اليونانية وفتح مدن سلينونتي وهيمبرا. كلها، وخاصة المدينة الأقوى سيراكوزا، لكن دخل الطاعون في جيشه، فماتوا الكثير ومنهم حنبعل ماجو. استنمر القائد حملكو الحرب، واحتل مدينة جيلا، لكن أثر الطاعون عليهم كثير فاتفقوا مع ديونيزيوس ديكتاتور سيراكوزا رجعوا.

بعد قلبل - في عام 398 ق م - رفض ديونيزيوس اتفاقهم وهاجم على المدينة القرطاجية موتيا في صقلية، فدافع عليها القائد حملكو وبعد نجاحه احتل المدينة اليونانية مسينا أيضا. أخيرا هاجم على سيراكوزا طول عام 397، لكن عاد الطاعون في 396 فهربوا.

بعد ذالك حاربوا مرات عديدة طول 60 سنة، وانتهت الحروب في 340 ق م بتقسيم الجزيرة بين قرطاج في الجنوب الغربي والمدن اليونانية على الشواطئ الأخرى.


الحرب الصقلية الثالثة
في عام 315 ق م أخذ اغاثوقليس (دكتاتور سيراكوزا) مدينة مسينا، ثم رفض اتفاق السلام بينه وبين قرطاج وهاجم على الجزء القرطاجي لصقلية، وأيضا مدينة اكراغاس. فأرسلت قرطاج حملقار حفيد حنى الطيار ليحاربهم، وكان نجاح عظيم، ففي عام 310 ق م كان يحكم تقريبا كل الجزيرة وكان جيشه حول سيراكوزا نفسها. لاكن اغاثوقليس ذهب سرا مع جيش 14000 جندي ليهاجم عن قرطاج نفسها، فدعى مجلس قرطاج حملقار ليعد ويدافع المدينة. فربحت قرطاج جزء كبير من صقلية، لكن حتى بعد نصره على جيش اغاثوقليس لم يقدر على سيراكوزا.


حروب بيروس الأبيري
كان بيروس الأبيري ملك يوناني في البانيا دعته المدن اليونانية في جنوب ايطاليا وصقلية ليحكمهم ويدافع عنهم، فبين الأعوام 280 و 275 ق م، حارب عدويه اللدودين روما وقرطاج. خسر في حروبه، فرجعت صقلية إلى ما كانت وحكمت روما كل جنوب ايطاليا، فقربت إلى قرطاج للمرة الأولى.


الحروب البونية (الرومانية)

الحرب البونية الأولى
لما مات الدكتاتور اغاثوقليس عام 288 ق م، الأجراء الإيطالية في جيشه فقدوا خدمتهم، فغضبوا وحكموا مدينة مسانا وسموا أنفسهم "ماميرتين" يعني "تابعي اله الحرب" وأخذوا يحاربون على كل مدن صقلية. فبعدما أصبح هييرون الثاني دكتاتور سيراكوزا في عام 265 ق م هاجم عليهم، فأرسل الماميرتين سفير إلى روما ليطلب عونهم، وسفير ثان إلى قرطاج. وأجابت قرطاج وبعثت جيش إلى مدينة مسانا ومجلس أعيان روما لم تزل تتناق. لاكن بعد قليل اتفقوا القرطاجيون مع سيراكوزا، فطلبوا الماميرتين عونة روما ليخرجون جيش قرطاج. لم تقبل روما أن يكون دولة قوية في مسانا لأنها قريبة جدا إلى جنوب ايطاليا، فقرروا أن يبعثوا جيس لتأييد الماميرتين، وبدأت الحرب البونيقي الأولى.

الجيش الروماني الأول لم يربح، لاكن في عام 263 ق م، بعثت روما جيشا ثان، وبعدما أخذت بعض المدن الصقلي، رفض هييرون الثاني اتفاقه بقرطاج وحالف روما. رأت روما أن الحرب أصبحت فرصة لاحتلال صقلية كلها، ولذالك بدأت تبني سلاح البحر. لم يكن في روما أي سفينة في البداية، فصعبت عليها، لاكن ازدادت إلى السفن سلاح جديد تسمى الـ"كورفوس" (يعني الغراب) وهو حطب طويلة بزرة تستعمل كجسر لدخول سفن الأعداء. وبها ربحوا في البحر وفي 255 هاجموا على قرطاج نفسها. وتقريبا أسلمت قرطاج، لاكن لما سمعوا شروط روما استمرت الحرب وطاردوهم من افريقية، ثم حاربوا الرومان في صقلية وبدأوا حرب ثاني ضد نوميديا في افريقية. ولما كان النصر قريب في صقلية، قرروا أن يرسلوا معظم سفنهم إلى نوميديا في عام 247 ق م، فلم يربح أي واحد في صقلية وقتا طويلا. لاكن أخيرا بنت روما سلاح البحر جديد ودمرن صفن قرطاج، فأسلمت قرطاج كل صقلية إلى روما وانتهت الحرب البونيقية اللأولى في عام 241 ق م.


حرب الأجراء
خسروا القرطاجيون مالا كثير للرومان كجزء من اتفاقهم، فلم يكن لهم مال لقبض أجرائهم، ففضبوا وبدأوا حربا ضد قرطاج بعون نوميديا في عام 241 ق م. كان قائدا الأجراء ماثوس اللوبي وسبينديوس العبد الروماني، ويقال أنهم رجموا كل من تكلم عن هدنة، ولهذا أيضا تسمى "حرب لا هدنة". وبعد سنين ربح القائد القرطاجي العظيم حملقار برقة بجند 10000 مواطني قرطاج (وكان معظم الجيش القرطاجي قبل ذالك أجراء وليس مواطنين). وبعد نصره أصبح حملقار برقة رئيس الدولة وذهب ليستعمر اسبانيا.


احتلال إسبانيا
في عام 236 ق م هاجم حملقار برقة على اسبانيا، وحارب هناك حتى موته في القتال في عام 228. وبعده قاد جيشه عزربعل، وكان حملقار برقة قبل موته في 228 ق م قد فتح اسبانيا حتى نهر الايبرو واتفق مع روما ألا يعبر ذلك النهر. وبعده أصبح قائد الجيش حنبعل ولد حملقار برقة المشهور. كان حنبعل يكره الرومان وظن أنه على قرطاج أن تحتل روما وإلا فستفشل بالكامل. وفي عام 219 هاجم على ساغونتوم، مدينة مستقلة وراء نهر الايبرو، وكذالك رفض اتفاق عزربعل، فبدأ الحرب البونيقية الثانية.


الحرب البونية الثانية
بعد ما عبر الايبرو سار حنبعل وجيشه بسرعة، وعبروا جبال الالب في 218 ق م. لما وصلوا إلى ايطاليا دخل في جيشهم كثير من الأجراء والحلفاء من عند قبيلة الگول وهزم الجيوش الرومانية في المنطقة بسهولة، ولما رأوا هذا حالفه الكثير من مدن ايطاليا ومنهم سيراكوزا. في نفس الوقت كان جيش روماني يحارب في اسبانيا. وقرب إلى روما حتى وصل إلى ميناء كابوا في 211 ق م، لكن بعد موت أخوه عزربعل في عام 207 رجع إلى مدينة بروتيوم في جنوب ايطاليا. وأخيرا حالف الرومان الملك النوميدي ماسينيسا وأرسلوا جيشاً ليهجم على افريقيا نفسها، فبعد قليل نجت روما ودخلت اسبانيا كلها في اتفاق السلام، ومنعت قرطاج من أي حرب - حتى ولو كانت في دفاع نفسها - إلا بإذن روما.


حرب ماسينيسا
في 195 ق م، بعد أن طردوا الرومان حنبعل من قرطاج، أخذ ماسينيسا ملك نوميديا جزءا كبيرا من ما كان ملك قرطاج في افريقيا، من عنابة في الجزائر حتى لفقي في ليببا، وهو يعرف أنهم لا يستطيعون أن يدافعوا على أنفسهم إلا بإذن حليفه روما. في 160 أخذ المزيد من أراضي قرطاج، فبعثت قرطاج سفير إلى روما لتطلب إذنهم الحرب، وأمر روما ماسينيسا أن يرد لقرطاج بعض المدن، لكن لم يكفي في رأي قرطاج، ففي عام 151 ق م، حاربوا ضد ماسينيسا وخسروا بسرعة. وكان فريق كبير في روما يريد تدمير قرطاج شامل - وأشهرهم مارقوس كاتون الذي زار قرطاج في عام 155 ق م وبعد زيارته كان يكمل كل خطاب له في المجلس بصرخة "Carthago delenda est" "علينا أن ندمر قرطاج" - فقالوا أن قرطاج نقضت الاتفاق وهجموا عليها.


الحرب البونية الثالثة
كان الحرب البونيقية الثالث أسرع من الحروب قبلها. أولا حاصر جنود روما قرطاج طول 3 سنين، وأخيرا نجحوا ودمروا قرطاج تدمير شامل. ذبحوا معظم المدنيين وباعوا الآخرون كعبيد، وحرقوا المدينة ودمروا جدرانها، ويقال أنهم حرثوا الأرض بالملح لكي لا ينمو فيها أي نبات أبدا ولا يسكنها أحد. وانتهت شهرة قرطاج وثبتت إمبراطورية روما.


قرطاج الجديدة
لم يبق شيء من قرطاج، لاكن موقعها لم تزل من أفضل أماكن البحر الابيض المتوسط لبناية مدينة. وبعد قرون، قرر يوليوس قيسر في عام أن يبني هناك قرطاج جديدة ليسكنها الرومان. وأصبحت قرطاج الجديدة عاصمة افريقية الرومانية. في عام 439 م أخذ غيسريك ملك قبيلة الفاندال الألمانية قرطاج، وحكموها حتى عودة الرومان البيزنطيين 15 أكتوبر 533 بقيادة بيليساريوس. لكن في أواخر سنين الإمبراطورية الرومانية قل عدد سكان افريقية الشمالية، وبعد فتح قرطاج في 698 م أصبحت مدينة قريبة منها تسمى تونس أهم منها، وأخيرا رجع قرطاج أثر غير مسكون، يبنون بها سكان تونس بيوتهم.


مجتمع قرطاج

حكومة قرطاج
وصف ارسطو حكومة قرطاج في 340 ق م وقال أنها كانت أساسا حكومة أغنياء المدينة، وأن أساس نجاحها كانت نموها اقتصادية الدائمة واستعمارها، فهكذا كل مواطن رأى أن حاله كان يتحسن. وكان أكبرهم الـ"شوفط"، قاض القضات، وقائد الجيوش الذي لم يدخل في حكومة المدينة، وفي القديم أيضا كان لهم ملوك. تحتهم كان مجلس الشيوخ وتحتهم مجلس المدنيين. واختيار الشوفطين والملوك كان حسب حسنهم ومالهم، ولا يرتبط بعائلتهم. وسذكر أرسطو أن من أراد أن يجادل رأي الملوك والشوفطين يستطيع أن يفعل ذالك لما خاطب الملوك والشوفطين الشعب. ولمعظم تاريخهم كان جنودهم أجراء وليس حلفاء، وأحيانا أصبح هذا مشكلة كبيرة كما رأينا.


دين قرطاج
كان شعب قرطاج يعبد الأصنام كعادة الكنعانيين، وأهم آلهتهم بعل وملقرت وتنيت. وفي حال خطر كبير للمدينة يبدو أنهم كانوا يرمون أطفالهم في النار قربانا لآلهتهم، وفي الأحوال العادية يذبحون الحيوانات فقط.


فنون قرطاج
للأسف الشديد، لم يبق أي كتاب بونيقي (ولا فينيقي) إلا ترجمة يونانية لكتاب ماجو حول الزراعة. لكن يذكر الكاتب الروماني سالوست في كتابه حرب يوغرطا أن قرطاج كانت فيها كتب عديدة تاريخية وجغرافية، وأنها لم تحترق في تدمير قرطاج، بل استولى عليها أهل نوميديا المجاورة. يبدو من ما اكتشف في رأس الشمرة أن أساطيرهم كانت طويلة ومتنوعة. وأتقن الفينيقيون صناعة الزجاج، وكانوا هم أول من صنعوه، واشتهروا أيضا بصبغ الملابس باللون القرمزي.

دين قرطاج
كان شعب قرطاج يعبد الأصنام كعادة الكنعانيين، وأهم آلهتهم بعل وملقرت وتنيت. وفي حال خطر كبير للمدينة يبدو أنهم كانوا يرمون أطفالهم في النار قربانا لآلهتهم، وفي الأحوال العادية يذبحون الحيوانات فقط










قديم 2010-12-12, 23:14   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
dmd39
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية dmd39
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إن من أهم الأمورالمتميزة في عكس مقدار التطور والرقي في مجال المياه وسبل استغلالها هي بناء السدود وخزانات المياه ، فهي تحتاج إلى إمكانات فنية كبيرة تتناسب وحجم المشروع المنفذ ، وقد تميزت فيها شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنذ قديم الزمان، أي لفترة تعود لأكثرمن عشرة آلاف سنة وخصوصاً في منطقة تل الصوان وديالي في وسط بلاد الرافدين، إلا أن هذه السدود والخزانات تباينت في حجمها ومقدار استيعابها للمياه وأهميتها على اختلاف مناطقها ، لكن شعب بلاد الرافدين بقي الأكثر تميزاً في هذا المجال على جميع شعوب المعمورة في تلك الحقبة الزمنية·
وقد جاء ذكر السدود وخزانات المياه في القرآن الكريم ، وتم تحديد اسم أهمها في مأرب (اليمن) وهو سد العرم الذي جاء ذكره في الكتاب العزيز ليعبر عن أحد الإنجازات العظيمة التي أقامها الإنسان على الأرض ، وعلى الرغم من ذلك لم يتمكن الإنسان في المحافظة عليه بعد أن نسي ذكر اللّه والتفكر بعظمته·
السدود وخزانات المياه قبل الميلاد :
هناك الكثير من المؤشرات والإشارات إلى إمكانات بناء السدود وخزانات المياه منذ آلاف السنين قبل الميلاد إلا أنها لم تكن بالحجم والأهمية الكبيرة في تلك الفترة، لذلك نجد أن الحفريات الآثارية تؤكد أن السدود وخزانات المياه الكبيرة التي على قدر كبيرمن الأهمية بدأت مع بداية الألفية الخامسة ، حيث بدأ الإبداع التقني في بناء السدود وخزانات المياه في هذه الألفية قبل الميلاد، علما أن المصادر لم تشر إلى سدودخزانات مياه في أرض المعمورة كما هي عليه في بلاد الرافدين، وخصوصاً في زمن سلالةلجش (لكش) في جنوب بلاد الرافدين فقد أقا م الملك"أيا ناتوم" أهم هذه المشاريع، ومن ثم حفر قناة يسيطر عليها سد يقع على خزان بلغ استيعابه من المياه نحو 17 مليون غالون من الماء مستخدما في بنائه مواد رابطة (لملايين عدة من الطابوق المشوي) المقاوم للمياه والرطوبة فتؤمن صلابته ومقاومته لعوادي الزمن، وأن هذه المادة هي"القير" الذي كان يجلب من شمال بلاد الرافدين قرب الموصل حالياً،ومن غرب بلاد الرافدين عند مدينة هيت حاليا ، وكلتا المنطقتين معروفتان بوجود "القير" فيها منذ آلاف السنين، وقد بلغ مجموع الكميات المستخدمة من القير فيبناء السد نحو 259 مترا مكعباً، ولعل هذه الفترة شهدت بداية تكوُّن الأهوار في جنوب العراق بعد أن أقاموا هناك خزانا للمياه·
ولأسباب غير معروفة انهار السد الذيكان مقاما عليه ففقدوا السيطرة على المياه المتدفقة إليه لتتكون بدايات الأهوارهناك وخصوصاً أن هناك الكثير من النقوش السومرية والبابلية توضح عمليات صيد الأسماك في مناطق الأهوار مستخدمين الزوارق المصنوعة من القصب ، والقفف المصنوعة من أوراق النخيل وأعواد الصفصاف ، ولعلهم كانوا يستعملون"القير"أيضاً في طلاء هذه الوسائل لحمايتها من تسرب المياه إليها ، وأن هذه الوسائل ظلت مستخدمة في العراق حتى وقت قريب، فقد شاهدت القفف المصنوعة من أوراق النخيل وعيدان الصفصاف والمطلية" بالقار"في بغداد وما جاورها من المدن والبلدات خلال السبعينيات من القرن العشرين الميلادي·
كما حفر الملك" أنتميتا "من سلالة لجش أيضا- قناة طولها 140 كيلو مترا لنقل المياه من نهر دجلة، ثم أقام عليها سدا استخدم فيه نحو ثمانية ملايين طابوقة مشوية ونحو 265 متراً مكعباً من "القير·"
أما في الألفية الرابعة قبل الميلاد أقيم أضخم مشروع إروائي في بلاد الرافدين حتى يومنا الحاضر وهو مشروع النهروان حيث كان يعتقد خطأ أنه يعود لفترة ما قبل الإسلام، لقد كان هذا المشروع يتكون من قناة لنقل المياه طولها عشرات من الكيلو مترات أقيم عليها سد يؤدي إلى خزان ضخم يتسع لعشرات الملايين من الأمتار المكعبة لتخزين المياه وتوزيعها على الأراضي الزراعية التي تنتشر إلى مسافات شاسعة لغرض ري المزروعات خلال أوقات شحة المياه أو في المواسم التي لا تسقط فيها الأمطار·
وفي الألفية الثالثة تم تنفيذ مشاريع إروائية عدة في بلاد الرافدين ، أهمها المشروع الذي أقامه ملك بلاد الرافدين البابلي خلال القرن الثالث من الألفية الثانية ، ويتكون من قناة حُفرت ، وقد تجاوز طولها عشرات من الكيلو مترات بين مدينتي "أريدو وأور" سماها عطاء الشعب، وأقام عليها سدا لتنظيم أنسياب المياه وتوزيعها على مجموعة من مئات القرى تتبع عددامن المدن المهمة التي تتوافر فيها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية
كما تمكن البابليون من ضبط فيضان نهر الفرات بإقامة السدود عليه مع استخدام منخفض"الحبانية وأبي دبس"لتصريف مياه النهر خلال مواسم الفيضانات ، وفي الوقت عينه استخدم هذان المنخفضان كخزانين لمياه النهر خلال مواسم الفيضانات ، كما استخدم هذان المنخفضان كخزانين للمياه·
أما على نهر دجلة فقد أقام الآشوريون أضخم سد هو سد"نمرود"الذي أقيم في رأس الدلتا لتموين حوض"الناروان" ويعتقد اسمه النهروان حاليا- والواقع في الجانب الأيسر من النهر ، وكذلك لتموين جدولين يعرفان في الوقت الحاضر باسم "الدجيل والإسحاق" في جانبه الأيمن، وهذا يؤكد أن هذاالمشروع قد تم إحياؤه على فترات زمنية مختلفة على مر العصور ، وبخاصة أيام الحكم العباسي ، حيث استخدمت هذه التسميات منذ العصر العباسي ، وسنوضح ذلك لاحقا·
أما الألفية الأولى قبل الميلاد فقد تميزت بانتشار السدود وخزانات المياه الضخمة وتعددها في بلاد الرافدين ، وأهمها ما أقامه الملك"سنحاريب"في شمال البلاد، حيث حفرت قناة يبلغ طولها نحو 70 كيلو متر لتوصل المياه من المناطق الجبلية إلىمدينة"نينوي"ومزارعها ، وأقام عليها سدا لينظم مياه القناة والسيطرة عليها ،وقد استخدم في هذا السد نحو مليوني حجر مكعبة الشكل ، طول ضلع الواحدة منها نصف متر، وتزن الواحدة ربع طن.
كما قام الملك بحفر قنوات ذات سعات متباينة لجلب مياه العيون والأمطار من الجبال إلى مدينة"أربيل " التي مازال اسمها يعرف باسم"أربيل"ولعل اسمها كان أيام العهد البابلي والآشوري "أربلا وأربل" وهي مدينة أقيمت على أطلال قلعة بنيت لأغراض عسكرية في بادىء الأمر أيام الحكم البابلي ثم زادوا تحصيناتها ووسعوها أيام الحكم الآشوري أو ربما قبل ذلك، ومن ثم أصبحت مدينة عامرة منذ أيام الحكم العباسي وحتى يومنا هذا إلا أن مساحتها تضاعفت أكثر، ولابد أنه في عهد"سنحاريب"تم بناء سدود على كل قناة يتناسب وحجم القناة ليؤدي إلى خزان لجمع تلك المياه الواردة من القنوات المختلفة السالفة الذكر·
وخلال فترة حكم"نبوخذ نصر"في وسط بلاد الرافدين أقام مشاريع إروائية عدة ، منها السد الذي أقامه على نهر دجلة (عند جانب الكرخ من بغداد حاليا ، ومازالت بقاياه موجودة في الموقع عينه حتى الآن)، ولعل هذا السد الذي كان قائما هناك قبل عهد"نبو خذ نصر"قام على صيانته وترميمه الملك المذكور، وذلك لتحويل جزءمن مياه النهر إلى قناة تقع على الجانب الغربي منه ، حيث المساحات الزراعية الشاسعة،كما شق نهراً سمي نهر"ملكا"ولعلهم يقصدون نهر الملك ، وأقاموا عليه سدا لهبوابات تتحكم في مرور المياه وتوزيعها ، وتؤدي إلى خزان ضخم للمياه قدر محيطه بنحو أربعين فرسخا أي ما يعادل نحو 200 كيلو متر، وبعمق 35 متر.
وهنا يجب ألا يغيب عن بالنا ما قام به أهل"سبأ" من منجزات في هذا المجال وبخاصة إنجاز ملكهم"المركب يشع"الذي حفر الكثير من قنوات المياه ، وأنشأ السدود التي أقامها عليها ، وأهمها "سد مقران" الذي أوصل المياه عبر قناة إلى منطقة "أبين"و"سد" و "يثعان" وغيرها، وأهم هذه السدود سد "مأرب" وهو موجود في وادي "ذنه" الذي تقع مدينة مأرب عند حافته الشمالية ، حيث يقع بالقرب منها جبل"بلق"الذي يشقه وادي"ذنه"إلى نصفين هما"بلق"الأيمن و"بلق"الأيسر، فأقام"المأربيون"سداً عظيماً في مقدم الوادي لحجز مياه السيول الواردة من أعالي الجبال المحيطة بالوادي المؤدي إلى منخفض عظيم، حيث استخدم لتخزين المياه خلال موسم الأمطار، ثم تهدم هذا السد بسب السيول العظيمة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم باسم سيل"العرم"، ولعل تراكم الطمي في منخفضه مع تصدع السد على مر السنين التي تجاوزت قروناً عدة ، حيث كان الملوك العرب قديما يعملون على صيانته وترميمه وتعليته ، ولعل آخرهم ملوك اليمن "شرحبيل يعفر" الذي حكم اليمن خلال القرن الخامس الميلادي أهمل جميع هذه الأمور وغيرها ما أضعف السد ، وأدى إلى انهياره·
السدود وخزانات المياه قبل الإسلام (بعد الميلاد) :
إن الآثاريين أكدوا وجود الكثير من خزانات المياه مثل منخفض"الثرثار والحبانية والرزازة وساوة وبحر النجف" ، وقد استخدمت هذه كخزانات للمياه في عهود مختلفة من الزمن، إلا أن المصادر لم تساعدنا في تحديد الفترات الزمنية التي نفذت خلالها هذه الأعمال بدقة، وكذلك نسب بعض"منخفض الثرثار"مثلا إلى فترة حكم الحضر في بلاد الرافدين، ولكننا لم نتمكن من التأكد من صحة هذه المعلومات لضعف الأدلة التي أشاروا إليها، فإنه من الممكن أن تعود هذه المنجزات إلى فترات زمنية أقدم ، ثم أعيد ترميمها وصيانتها خلال فترات زمنية لاحقة، كما ذكرت بعض المصادر أن أهل الحيرة في بلاد الرافدين استغلوا منخفض بحر النجف في إقامة مشاريع إروائية لتخزين المياه، إلا أنها غير واضحة المعالم والتفاصيل، ولعل أهل الرافدين استخدموا هذا المنخفض لتخزين المياه بغية الاستفادة منها عند شحة المياه ، أو لاستخدامها في غير مواسم الأمطار قبل هذه الفترة الزمنية بكثير، أي منذ فترات ربما تعود إلى الفترة البابلية المتأخرة..
ولعل هذه الفترة شهدت تكَّون الأهوار بمساحاتها الشاسعة حاليا في جنوب العراق نتيجة الفيضانات المتتاليةعلى مر السنين ، بعد أن انهارت الكثير من المشاريع الإروائية والسدود المقامة على خزانات المياه هناك·

مثل هذه الأعمال لم تكن مقتصرة على أهل بلاد الرافدين فقط في تلك الفترات الزمنية، ومن ثم نجد أن عرب الجزيرة قاموا بمشاريعمهمة في التخزين والسيطرة على مياه الينابيع المنبثقة من سطح الأرض والآبار الغنية بالمياه الجوفية وحسن استغلالها داخل صهاريج صخرية وكهوف تحت سطح الأرض ، من دون أن تتعرض لتأثيرات أشعة الشمس وحركة الرياح ، وفي الوقت عينه لا ندري كيف كانوا يحافظون على هذه المياه من العفونة والتلوث، وهي ما زالت شاخصة للعيان وخصوصاً في منطقة"كندة"في شمال الجزيرة العربية ، وتدمر في بادية سوريا ، والبتراء في بادية الأردن ، والأغوار والنقب في جنوب فلسطين ومنطقة الحميريين في اليمن
وقد أثبتت الاستكشافات الحديثة في جنوب الجزيرة العربية في حضرموت وأرض عاد (منطقة الربع الخالي) أنهم استخدموا في هذه المناطق الصهاريج الصخرية تحت الأرض أيضا لتخزين المياه ، ولعلهم استخدموا الأفلاج لسقاية مدنهم وبلداتهم لري مزروعاتهم أيضا·
السدود وخزانات المياه في ظل الإسلام :
بعد الفتوحات العربية والإسلامية وحروب التحرير التي طالت كل الجزيرة العربية وشمالها في بلاد فارس وبلاد الرافدين وبلاد الشام وصولا إلى بلاد النيل، أصبح أمام العرب والمسلمين مهام جديدة لإرجاع البلدان التي حرروها من ويلات الكفر والشرك وإفقار الشعوب ، فقد حولوها إلى رقيها الزراعي الذي بلا شك يتطلب إعادة تخطيط وإنشاء المشاريع الإروائية ، وبخاصة السدود والخزانات التي يرجع الكثير منها إلى عهود أسلافهم التي أهملوها فآلت إلى الخراب أو أن أسلافهم دمروها في أثناءالحروب التي خاضوها ضد المسلمين، وهذا ما فعلته جيوش كسرى في العراق قبل معركة لقادسية وخلالها، وجيوش الروم في بلاد الشام قبل معركة اليرموك وخلالها·
علما أن القرآن الكريم أكد في أكثر من سورة على أهمية الزراعة والمياه بالنسبة لخلقه في تأمين غذائهم، فعلى سبيل المثال جاء في سورة ق (الآية 6) قوله تعالى " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج· تبصرة وذكرى لكل عبد منيب· ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد· والنخل باسقات لها طلع نضيد· رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج"(ق: 7-11·(صدق اللّه العظيم..
ولذلك ازداد اهتمام العرب والمسلمين في هذه المجالات تحقيقا لامتداد جيوشهم وشعوبهم والشعوب الأخرى التي دخلت الإسلام لأمنهم المائي والغذائي·
فعلى سبيل المثال ذكر"البلاذري"في كتابه"فتوح البلدان"أن مجموع مساحة أراضي السواد التي خضعت للخراج في زمن الخليفة الراشد"عمربن الخطاب" خلال الفترة 13-23 هجرية، قد بلغت 36 مليون جريب أي ما يساوي نحو خمسين ألف كيلومتر مربع·
وهذه المساحة تساوي ثلثي مساحة الدلتا ما بين نهري دجلة والفرات الصالحة للزراعة، ونحو ثمن مساحة العراق الإجمالية في الوقت الحاضر ، وهذه المساحة وغيرها كانت تتطلب كميات كبيرة جدا من المياه السطحية لاستزراعها، أي كان لابد أن يعيدو االمشاريع الإروائية إلى أفضل مما كانت عليه لضمان الغذاء ليس لجيشهم وشعبهم فقط بل للشعوب المحررة أيضا قدر المستطاع، وعلى الرغم من أن ما فعلوه في تلك المرحلة ليس بالشيء الكبير ، حيث كانوا مازالوا منشغلين بحروب التحرير والفتوحات الإسلامية حتى ذلك الوقت، إلا أنهم تمكنوا من مسح سقي الفرات من قبل"عثمان بن حنيف"أيام الخليفة"عمر" والمتولي لمساحة سقي دجلة هو"حذيفة بن اليمان"والقناطر المعروفة بقناطر"حذيفة" وإليه نسبت.
لذلك نجدهم بعد فترة حكم الخلفاء الراشدين كان العرب والمسلمون أكثر اهتماما في هذه المجالات ؛ مما جعل أعمالهم أكثر وضوحا ونضجاً· فخلال حكم الدولة الأموية أنشئوا السدود وخزانات المياه في الكوفة ، واستخدموا بحر النجف لهذا الغرض لتخفيف وطأة الفيضانات، وسعى"عبد الملك بن مروان"لإحصاء كميات الأمطار بالأمكانات المتاحة لديهم في ذلك الوقت، فقد بدأ في تلك الفترة بداية الاهتمام بالأنواء عن العرب والمسلمين، كما عمل"الحجاج"والي العراق على إقامة السدود لتجفيف البطائح (المقصود بها الأهوار)وإعمار شمال مدينة البصرة ، وبمساحة نحو مئة ألف دونم .
ومن أهم السدود التي أنشأها الأمويون هو سد"خربقة"مع خزان ضخم لتخزين وجمع المياه وتوزيعها، وقد كان هذا السد والخزان يقع على الطريق المؤدية من مدينة دمشق إلى مدينة تدمر ، ويبدو أن العرب والمسلمين أعادوا إنشاء هذه المدينة بعد أن أصبحت أطلالاً في القرون الخوالي، والجميل في الأمر أن الأمويين استخدموا الأقنية الخزفية وشبكة ري حجرية في توزيع المياه هناك .
إلا أن التطور في مجال إقامة السدود وخزانات المياه وصل إلى مرحلة كبيرة من التطور في العصور العباسية الأولى، وهذا ما جعل الخبير البريطاني"وليم ويلكوكس"يذكر في كتاباته عن تطور الري في العراق أيام الخلفاء العباسيين فذكر أنها تشبه ما أقامه الأميركيون والإستراليون من مشاريع الريفي القرن العشرين الميلادي .
لقد عمل العباسيون على التوسع الزراعي لزراعة جميع المساحة المتاحة في العراق بخاصة والولايات المختلفة الأخرى بعامة، إلا أن ذلك تطلب منظومة من الشبكات الإروائية والسدود التي تضمن زراعة تلك المساحة من خلال تأمين كميات المياه اللازمة لذلك ، فقد عمل الخليفة العباسي"أبو جعفرالمنصور"على تنظيم وسائل الإرواء بغية الاستفادة القصوى من كميات المياه المتاحة، وذلك بإقامة السدود على نهر الفرات للسيطرة على مياهه ثم توزيعها على جداول وقنوات لتحقيق الاستفادة القصوى من النهر، فتمكنوا من زراعة وإرواء جميع الأراضي الممتدة من شمال الصحراء الغربية ، وحتى منطقة الجبال في شمال بلاد الرافدين وصولا إلى شواطئ الخليج العربي جنوبا·
كما أنهم أقاموا سدين في شمال غرب بغداد ليتوزع منهما نهران ، هما نهر"الدجيل"الذي جعلوا له قنوات تنفذ في الشوارع والدروب لإيصال المياه إليها صيفاً وشتاء ونهر"كرخايا"لسقاية البساتين هناك، وفي أطراف بغداد أقاموا سدين للسيطرة على مياه نهري"القلائين والبزازين"اللذين تم تنفيذهما لسقاية بساتين هذه العاصمة، وكذلك أقاموا سداعلى نهر"عيسى"وعملوا عليه سدا آخر ليتفرع عنه نهر"الصراة"مارا بمنخفض"عقرقوف"ثم أقاموا سدا آخر ليتفرع عنه نهر"الخر"وهو معروف اليوم باسم نهر"الخير"وقد طمر لاحقا، ومع اتساع حجم خزانات المياه والسدود التي سيطروا على مياهها ونظموا تدفقها جعلوا لها ديوانا سموه ديوان الأقرحة (يقصد به ديوان الماء) .
ومن الأنهار العظيمة التي شقها العباسيون نهر"النهروان"الذي عملوا له سدا عند الجهة الشرقية لنهر دجلة جنوب بلدة الموصل ليمتد النهر 150 ميلاً شمال بغداد ، ثم يمتد من العاصمة العباسية جنوبا ولمسافة 100ميل حتى شمال مدينة واسط.
علما أن هناك محاولات أخرى نفذت في مواقع أخرى أيام الدولة العباسية، كالسد الذي اقترحه وحاول تنفيذه"الحسن بن الهيثم"على نهر النيل في مصر* إلا انه لم يفلح ولم نتمكن من معرفة الأسباب وراء ذلك، معا لعلم أن هناك العديد من العرب والمسلمين الذين أبدعوا في هذا المجال منهم أبناء موسى بن شاكر" "والمهيمن قيصر بن أبي القاسمين وعبد الغني بن مسافر"
كما أن العرب والمسلمين في الأندلس أبدعوا أيضا في مجال السدود،فقد أوضح المؤرخ"سديو"واصفا مهارتهم في ذلك نقلا عن مجلة نور الإسلام فقال عنهم: وأبدعوا في الري أيما إبداع ويدل عليه ما فعلوه في"سهل هوسط"الذي يقسمه"نهر طونة"إلى قسمين فإنهم وقفوا تيار هذا النهر على بعد فرسخين منمصبه بوساطة سد، ثم اشتقوا منه سبعة جداول ثم عمدوا الى كل جدول من هذه الجداول السبعة فاشتقوا منه جداول ثانوية يفتح كل منها في ساعة معينة
وهنا علينا أن نتوقف قليلا ونتساءل، لماذا جعلوا لهذا النهر سبعة جداول ولكل جدول جداول ثانوية؟ فهل يا ترى جعلوها سبعة جداول على عدد أيام الأسبوع؟ وكم كان عدد هذه الجداول الثانوية؟، فإن كانت مؤلفة من جدولين أو ثلاثة أو أربعة أو أي عدد من الجداول الثانوية، فهذا يعني أنهم كانوا يسقون وفق جدول زمني أسبوعي، وإن كان يوم من أيام الأسبوع كان الري وفق جدول يومي على أساس عدد ساعات محددة، أي أن العرب والمسلمين في الأندلس كانوا في غاية الدقة في توزيع المياه والتصرف










قديم 2010-12-16, 22:30   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
زينب ماز
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية زينب ماز
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك ياخ dmd موضوع جديد ومهم شكرا جزيلا لك










 

الكلمات الدلالية (Tags)
متعددة, مواضيع, مناقشة, تاريخية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc