|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
العالم سلك منهج المبتدعه في مسأله ما ليس بمبتدع
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2015-11-09, 09:10 | رقم المشاركة : 46 | ||||
|
|
||||
2015-12-17, 14:47 | رقم المشاركة : 47 | |||
|
ما النصيحة لِمَن يتكلمون في العلماء ويسب بعضهم بعضا ويقولون أنهم مِن الفرق السلفية ؟ |
|||
2015-12-17, 15:33 | رقم المشاركة : 48 | |||
|
نصيحة الشيخ أبو سعيد بلعيد الجزائري لمن سأله عن التعامل مع فتنة الغلو في الجرح و التبديع |
|||
2015-12-17, 15:37 | رقم المشاركة : 49 | |||
|
وصف أحدهم لتجربته مع الغلو في اجابته في احد المنتديات.. |
|||
2015-12-17, 22:49 | رقم المشاركة : 50 | |||
|
السلام عليكم .. آخر تعديل رَكان 2015-12-17 في 22:53.
|
|||
2015-12-18, 13:49 | رقم المشاركة : 51 | ||||
|
بسم الله الرّحمن الرّحيم اقتباس:
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي في الله ، لقد تحمّس الكثير لما انتقد به الشيخ الألباني رحمه الله الشيخ ربيع في أسلوب نقده للآخرين ، والله يعلم هل تحمّسهم هذا حبًّا لدين الله العظيم وحفاظًا على سُنّة نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم ، أمّ أنّ فرحهم كان غيظًا يكنّونه وحقدًا يخفونه ضدّ الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله . فالمسألة ليست ردود الشيوخ لبعضهم البعض بالطّريقة العلميّة البحثة وإنّما المسألة أصبحت تشفّي بين المسلمين بعضهم البعض ، وأخذًا بثأر بعضهم على بعض . وقد أثنى الشيخ الألباني رحمه الله وغيره من جهابذة العلم على الشيخ ربيع من حيث الردود العلمية وأدلّته على من يخالف العقيدة والمنهج .، والكلّ يعلم هذا الثناء ، ونحن لانتكلّم به تعصُّبًا لشخصه ، وإنّما أسأل الله وهي شهادة أدخّرها لقبري أنّنا أدافع عنه دفاعًا عن دين الله ودفاعًا عن أهل سُنّة تُحفظ كرامتهم وتُصَان من تصيّد أهل الزيغ لأخطائهم ، ولا نزكّي على الله أحدًا بل كلّهم يصيبون ويخطئون ، والعبرة بالدّليل والحجّة . وليكن في علمكم أنّني لاأفهم في علم الجرح والتعديل شيئًا لكن ما أفهمه أنّ الشيخ الألباني رحمه الله هو أيضًا قد طُعِن واتُّهِم تارةً بالإرجاء من قِبل الشيخ سفر الحوالي ومَن وَالَى منهجه في الطّعن في الشيخ الألباني ورميه بالإرجاء وهو بريء منه ، وتارة اتُّهِم الشيخ الألباني بالشدّة كما تستدلّون بقوله رحمه الله في نصح الشيخ ربيع بعدم الشدّة والتزام اللّين في نصح الآخرين . وهاهو يقول في شريط [الموازنات بدعة العصر]، حيث قال رحمه الله: ((وباختصار أقول: إنَّ حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو: أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبدًا، والعلم معه. وإنْ كنتُ أقول دائمًا وقلتُ هذا الكلام له هاتفيًا أكثر من مرة: أنّه لو يتلطَّف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه. أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقًا، إلا ما أشرتُ إليه آنفًا من شيء من الشدة في الأسلوب. أما أنه لا يُوازِن؛ فهذا كلام هزيل جدًا لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط)). و قال الإمام الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في مقدمة سلسلة الأحاديث الضعيفة الجزء الأول: ((وفي ختام هذه المقدمة؛ لا بد لي من كلمة أوجهها إلى كلِّ مخلص من قرائنا؛ حبيباً كانَ أم بغيضاً، فأقول: كَثيراً ما يسألني بعضهم عن سبب "الشدة" التي تبدو أحياناً في بعض كتاباتي في الرد على بعض الكاتبين ضدي؟ وجواباً عليه أقول: فليعلم هؤلاء القراء أنني بحمد الله لا أبتدئ أحداً يرد عليَّ ردّاً علميَّاً لا تَهَجُّمَ فيه، بل أنا له من الشاكرين، وإذا وُجِدَ شيءٌ من تلك الشدة في مكان ما من كتبي، فذلك يعود إلى حالة من حالتين: الأولى: أن تكون ردّاً على مَنْ رد عليَّ ابتداء، واشتط فيه وأساء إليَّ بهتاً وافتراءً؛ كمثل أبي غدة، والأعظمي الذي تستر باسم أرشد السلفي!، والغماري، والبوطي، وغيرهم؛ كالشيخ إسماعيل الأنصاري غير ما مرة، وما العهد عنه ببعيد!. ومثل هؤلاء الظلمة لا يفيد فيهم في اعتقادي الصفح واللين، بل إنه قد يضرهم ويشجعهم على الاستمرار في بغيهم وعدوانهم، كما قال الشاعر: إِذا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيمَ مَلَكْتَهُ *** وإنْ أَنْتْ أَكْرَمْت اللَّئيمَ تَمَرَّدَا وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِع السَّيْفِ بالعُلَى *** مُضِر كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى بل إنَّ تحمُّلَ ظلم مثل هؤلاء المتصدرين لِإرشاد الناس وتعليمهم قد يكون أحياناً فوق الطاقة البشرية، ولذلك جاءت الشريعة الِإسلامية مراعية لهذه الطاقة، فلم تقل- والحمد للّه- كما في الِإنجيل المزعوم اليوم: "مَنْ ضربك على خدك الأيمن، فأدِرْ له الخد الأيسر، ومَنْ طلب منك رداءك فأعطه كساءك"!، بل قال تعالى: "فمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فاعْتَدُوا عليهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدَى علَيْكُمْ"، وقال: "وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها". وأنا ذاكر بفضل الله تعالى أنَّ تمام هذه الآية الثانية: "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور" ، ولكنّي أعتقد أنَّ الصفح المشكور والصبر المأجور إنما هو فيمن غلب على الظنِّ أنَّ ذلك ينفع الظالم ولا يضره ويعزُّ الصابر ولا يذله، كما يدل على ذلك سيرته صلى الله عليه وسلم العمليَّة مع أعدائه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبيّاً أو قتله نبي"، انظر "الصحيحة" (281). وأقل ما يؤخَذُ من هذه الآيات ونحوها؛ أنها تسمح للمظلوم بالانتصار لنفسه بالحق دون تعدِّ وظلم، كقوله تعالى: "لَا يُحِبُّ اللّهُ الجَهْرَ بالسُّوء مِنَ القَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ"، والسُنَّة تؤكد ذلك وتوضّحه، كمثل قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة حين اعتدت إحدى ضرَّاتِها عليها: "دونَكِ فانْتَصري"، قالت: فأقبلتُ عليها حتى رأيتها قد يبس ريقها في فيها، ما ترد عليَّ شيئاً، فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يتهلّل وجهه، رواه البخاري في "الأدب المفرد" وغيره بسند صحيح، وهو مخرج في المجلد الرابع من "الصحيحة" (1862). فأرجو من أولئك القراء؛ أن لا يبادروا بالِإنكار، فإني مظلوم من كثير ممَّن يدَّعون العلم، وقد يكون بعضهم ممَّن يُظَنُّ أنه معنا على منهج السلف، ولكنه - إن كان كذلك - فهو ممن أكل البغضُ والحسدُ كبدَه؛ كما جاء في الحديث: "دبَّ إليكم داءُ الأمم قبلَكم: الحسد، والبغضاء، هي الحالقة، حالقة الدين، لا حالقة الشعر"، وهو حديث حسن بمجموع طريقيه عن ابن الزبير وأبي هريرة. فأرجو من أولئك المتسائلين أن يكونوا واقعيين لا خياليين، وأن يرضوا مني أن أقف في ردِّي على الظالمين مع قول رب العالمين: "وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدينَ"، غير متجاوب مع ذلك الجاهلي القديم: ألا لَا يَجْهَلَنْ أحدٌ عَلَيْنا *** فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْل الجَاهِلِيْنا عياذاً بالله أن أكون من الجاهلين. والحالة الأخرى: أن يكون هناك "خطأ فاحش" في حديث ما، صدر من بعض من عُرِف بقلة التحقيق، فقد أقسو على مثله في الكلام عليه غيرةً مني على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كقولي الآتي تحت الحديث (142): "لم يخجل السيوطي عفا الله عنا وعنه أن يستشهد بهذا الِإسناد الباطل، فإنَّ (أبو الدنيا) هذا أفَّاك كذَّاب، لا يخفى حاله على السيوطي... "، فإنَّ الباعث على هذه "الشدّة" إنما هو الغيرة على حديثه صلى الله عليه وسلم أن يُنْسَبَ إِليه ما لم يقله، وسلفنا في ذلك بعض الحفاظ المعروفين بالدين والتقوى، فانظر مثلاً إِلى قول الذهبي رحمه اللّه في الحاكم، وقد صحح الحديث الآتي في فضل علي رضي اللّه عنه برقم (757): "قلتُ: بل والله موضوع، وأحمد الحراني كذاب، فما أجهلك على سعة معرفتك؟!"، فليتأمل القارئ الفرق بين الحاكم والسيوطي من جهة، وبين عبارة الذهبي في الحاكم، وعبارتي في السيوطي من جهة أخرى. ثم وقفتُ على رسالة جديدة للشيخ الأنصاري - وهذه المقدِّمة تحت الطَّبع - تؤكِّدُ لكل مَنْ يقرؤها أنَّه ماضٍ في بغضهِ وحسده وافتراءاتِه!، وهي بعنوان: "نقد تعليقات الألباني على شرح الطَّحاويَّة"!. وهو فيه - كعادته في ردوده عليَّ- لا يحسِنُ إلا التهجُّمَ!، والتَّحامل عليَّ بشتَّى الأساليب!، والغمز!، واللمز!؛ كقوله في أول حديث انتقدني فيه بغير حق: "فباعتبار الألباني نفسه محدِّثاً لا فقيهاً (!) ..."، ونحو هذا من الِإفك الذي لا يصدُرُ من كاتب مخلصٍ يبتغي وجه الحق!، وينفع فيه اللِّين والأسلوب الهيِّن في الردِّ عليه، لأنه مكابرٌ شديدُ المكابَرة والتمحُّل لتسليك أخطاءِ غير الألباني مع ظهورها، بقدرِ ما يتكلَّف في توهيمِه وتجهيلهِ - ولو ببتر كلام العلماء، وتضليل القرَّاء- ليستقيمَ ردُّهُ عليهِ!!. وهو في بعض ما أخذهُ عليَّ ظلماً في "نقده" هذا قد سبقهُ إليه الكوثري الصغير أبو غدَّة الحلبي، الذي كنتُ رددتُ عليه في مقدِّمة تخريج "شرح الطحاوية"، فالتقاؤهُ معه في ذلك ممَّا يدلُّ على أنَّه لا يتحرَّجُ في أن يتعاوَنَ مع بعضِ أهلِ الأهواء في الردِّ على أهل السنَّة!، فلا أدري والله كيف يكون مثلُه باحثاً في دارِ الِإفتاء؛ وفيها كبارُ العلماء الذين لا يمكن أن يخفى عليهِم حال هذا الباحث في انحرافِهِ في الرَّدِّ عن الأسلوب العلميِّ النَّزيه إلى طريقتِه المبتَدَعة في اتِّهامه لمَن خالفه من أهل السنَّة بالبهت، والافتراء، والتدليس، وتحريف الكلم عن مواضعه، وتتبُّع العَثرات؟! ومَن أراد أن يتحقَّق من هذا الذي أجملتُه مِن أخلاقِ الرجل بقلمٍ غير قلمي!، وأسلوب ناعمٍ غير أسلوبي!، فليقرأ ردَّ الأخ الفاضل سمير بن أمين الزُّهيري المنصوري: "فتح الباري في الذَبِّ عن الألباني والرَّد على إسماعيل الأنصاريّ"، أرسلهُ إليَّ جزاه اللّه خيراً وأنا زائر في (جُدة) أواخر شعبان هذه السنة (1410 هـ)، وهو في المطبعة لمَّا يُنْشَرْ بعد، وما يصل هذا المجلَّد إلى أيدي النَّاس، إلا ويكون قد تداولته الأيدي. وهو ردٌ علميٌّ هادئٌ جدّاً، نزيهٌ، لا يقولُ إلا ما وصَلَ إليهِ علمُه، لا يُداري ولا يُماري، منطلقاً وراء الحجة والبرهان، وهو مع سعة صدره في الردِّ على الأنصاري، فإنَّه لم يتمالك أن يصرِّح ببعضِ ما سبق وَصْفُه به: فهو يصرِّح (ص 66 و77): أنَّه غير منصفٍ في النَّقد!، ولا أمين في النقل!، وهو يتعجَّب (ص 82 و86) من مكابرة الأنصاريِّ، وادِّعائهِ على الألبانيِّ خلافَ الواقع!، ولقد ضاقَ صدرُه من كثرةِ مكابرته وتدليسه على القرَّاء، فقال (ص 87): "أكَرِّر هنا أنَني أسأم من توجيهِ النَّصيحة للشيخ الأنصاري حفظه اللّه: بأنَّه إذا فاته الِإنصاف في النقد، فليحرص على أن لا تَفوتَه الأمانة في النقل"، ثم كشف عن تدليسه المشار إليه، ثم قال (ص 88): "ألا فَلْيَتَّقِ اللّه الشيخُ الأنصاري، فمهما حاول فلنْ ينالَ من منزلة الشيخ الألباني حفظه اللّه: كَنَاطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً لِيُوهِنَها *** فَلَمْ يُضِرْها وأوْهَى قَرْنَهُ الوَعلُ"، وفي آخر بحث له طويل معه (ص 38- 40) صرَّح في آخره: أنَّ الأنصاريَّ "دلَّس وأخفى كلام الشيخ ناصر" !، ثم قال (ص 41): "بل هو يتخيَّل أشياء هي أصلاً غير موجودة، ثم هو يبني عليها نقده!"، ثمَّ ردَّ عليه بعض مزاعمه الباطلة في "نقده" هذا، وختم ذلك بقوله فيه بارك الله عليه (ص 43): "بل كان يجبُ عليه ألَّا يُخْرِجَ "نقده" هذا أبداً، لا لأنَّنا ضد نقد الألباني، وإنَّما لأنَّنا ضد أي نقد غير علميٍّ"، ثم إنَّ الأخ الفاضل وصف الشيخ الأنصاري (ص 50) بأنَّه ينقد من أجل النقد فقط، وهذا شيءٌ ظاهرٌ جدّاً في ردودِهِ، وبخاصَّةٍ ردُّه هذا، ثم ضربَ على ذلك مثلاً: حديثاً أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهِما"، ومع ذلك ذكر شارح "الطحاويَّة" أنَّ له علة! فلمَّا ردَّ ذلك الألبانيُّ وأثبتَ صحَّته، ثارَ الأنصاريُّ حمِيَّةً للشارح!، واعترض على الألباني دون أيِّ حجَّة علميَّة إلا الشغب كعادته، فقال الأخ الفاضل: "عجباً للشيخ الأنصاري!، إنْ انتقد الشيخ الألباني حديثاً في "الصحيحين" أو أحدهما وقدم الأدلَّة العلميَّة المقنعة بذلك ونقل كلام أهل العلم السابقين في ذلك الحديث لم يُعْجِب الشيخَ الأنصاريَّ هذا الصنيعُ وتباكى على "الصحيحين"، وندَّد بجرأة الشيخ عليهما، والآن لأنَّ الشيخ يدافع عن "الصحيحين" فهذا لا يعجب الأنصاري، ومن أجل النقد!، والنقد فقط، يقف إلى جانب الشارح؛ دون أدلَّة علميَّة... المهم مخالفة الألباني!، وما دام الشيخُ الأنصاريُّ يبحث عن مخالفة الألبانيِّ بأيِّ شكلٍ، حتى لو كانَ هذا بتضعيف حديثٍ في "الصحيحين" ومن غيرِ بيِّنة؛ فلماذا يستنكِر على الألبانيِّ نقدَه لأحاديث "الصحيحين" وبأدلَّة علميَّة؟! أسأل اللّه عز وجل أن لا يكون في هذا حظُّ نفس"، ثم قالَ بارك الله عليه (ص 52 و66): "وأما عن اتِّهامه للشيخ الألباني، وتقويله له ما لم يقله، فلا أحبُّ أن أتعرَّض له!". أقول: هذا بعض ما وصف به الأخُ الفاضل سمير الزُّهيري الشيخ الأنصاري من تعدِّيه وتقوُّله عليَّ. ومعذرةً إلى القراء الكرام؛ إذا أنا أطلتُ في هذه المقدِّمة؛ لأنَّ الغرض أن نُبَصِّرَهُم بحال بعض الطاعنين فيَّ بغير حقٍّ بقلم غيري من الكُتَّاب المنصِفينَ الحيادِيِّينَ، ولكي لا يُبادِروا إلى استنكار ما قد يَجِدون منِّي من "الشدة" أحياناً في الردِّ على بعض النَّاقدين بأهوائِهِم وبغير علمٍ، فقديماً قالوا: "قال الحائطُ للوتد: لم تشقُّني؟! قال: سَلْ مْنْ يدقُّني"، راجياً ألا يحمِلوني أن أتمثَّل بقول الشاعر: غَيْرِي جَنَى وأَنَا المُعَذَّبُ فيكُمُ *** فكَأنني سَبَّابَةُ المتندم)). 2- قال الإمام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في [مقدمة الطبعة الرابعة من تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد]: ((ولما كان لتأليف الرسالة المذكورة يؤمئذ ظروف خاصة وملابسات معينة اقتضت الحكمة أن يكون أسلوبها على خلاف البحث الهادئ والاستدلال الرصين؛ ذلك أنها كانت رداً على أناس لم تعجبهم دعوتنا إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح وخطة الأئمة الأربعة وغيرهم ممن اتبعوهم بإحسان فبادؤونا بالتأليف والرد، وليته كان رداً علمياً هادئاً إذن لقابلتهم بأحسن منه، ولكنه لم يكن كذلك مع الأسف، بل كان مجرداً عن أي بحث علمي مملئاً بالسباب والشتائم وابتكار التهم التي لم تسمع من قبل، لذلك لم نر يؤمئذ أنَّ من الحكمة السكوت عنهم وتركهم ينشرون رسائلهم بين الناس دون أن يكون لدى هؤلاء مؤلَّف يكشف القناع عما فيها من الجهل والتهم: " لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ"، لذلك كان لا بد من الرد عليهم بأسمائهم. وعلى الرغم من أنني لم أقابل اعتداءهم وافتراءهم بالمثل؛ فقد كانت الرسالة على طابعها العلمي رداً مباشراً عليهم. وقد يكون فيها شيء من القسوة أو "الشدة" في الأسلوب، في رأي بعض الناس الذين يتظاهرون بامتعاظهم من الرد على المخالفين المفترين، ويودون لو أنهم تُركوا دون أن يحاسبوا على جهلهم وتهمتهم للأبرياء، متوهمين أنَّ السكوت عنهم هو من التسامح الذي قد يدخل في مثل قوله تعالى: " وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً"، وينسون أو يتناسون أنَّ ذلك مما يعينهم على الاستمرار على ضلالهم وإضلالهم للأخرين؛ والله عزوجل يقول: " وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، وأيُّ أثم وعدوان أشد من اتّهام المسلم بما ليس فيه؛ بل بخلاف ما هو عليه؟!، ولو أنَّ بعض هؤلاء المتظاهرين بما ذكرنا أصابه من الاعتداء دون ما أصابنا لسارع إلى الرد ولسان حاله ينشد: ألا لا يجلهنَّ أحد علينا ..... فنجهل فوق جهل الجاهلين)). وقال الإمام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه [دفاع عن الحديث النبوي والسيرة] في رده على كتاب "فقه السيرة" لمحمد سعيد البوطي: ((هذا وقد نمي إليَّ أنَّ بعض الأساتذة رأى في ردي هذا على الدكتور شيئاً من "الشدة" والقسوة في بعض الأحيان، مما لا يعهدون مثله في سائر كتاباتي وردودي العلمية، وتمنوا أنه لو كان رداً علمياً محضاً، فأقول: إنني أعتقد اعتقاداً جازماً أنني لم أفعل إلا ما يجوز لي شرعاً، وأنه لا سبيل لمنصف إلى انتقادنا!، كيف والله عز وجل يقول في كتابه الكريم في وصف عباده المؤمنين: " وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ. وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"؟. فإنَّ كلَّ مَنْ يتتبع ما يكتبه الدكتور البوطي في كتبه ورسائله ويتحدَّث به في خطبه ومجالسه يجده لا يفتأ يتهجَّم فيها على السلفيين عامة وعليَّ من دونهم خاصة، ويشهِّر بهم بين العامة والغوغاء، ويرميهم بالجهل والضلال وبالتبله والجنون، ويلقبهم بــالسفليين والسخفيين، وليس هذا فقط، بل هو يحاول أن يثير الحكام ضدهم برميه إياهم بأنهم عملاء للاستعمار!، إلى غير ذلك من الأكاذيب والترهات...، إلى أن قال رحمه الله: ذلك قليل من كثير من افتراءات الدكتور البوطي وترهاته الذي أشفق عليه ذلك البعض أن قسونا عليه أحيانا في الرد، ولعله قد تبين لهم أننا كنا معذورين في ذلك، وأننا لم نستوف حقنا منه بعد " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا"، ولكن لن نستطيع الاستيفاء لأنَّ الافتراء لا يجوز مقابلته بمثله، وكل الذي صنعته أنني بينتُ جهله في هذا العلم، وتطفله عليه، ومخالفته للعلماء، وافتراءه عليهم وعلى الأبرياء بصورة رهيبة لا تكاد تصدق، فمن شاء أن يأخذ فكرة سريعة عن ذلك فليرجع إلى فهرس الرسالة هذه ير العجب العجاب. هذا وهناك سبب أقوى استوجب القسوة المذكورة في الرد ينبغي على ذلك البعض المشفق على الدكتور أن يدركه ألا وهو: جلالة الموضوع وخطورته الذي خاض فيه الدكتور بغير علم مع التبجح والادعاء الفارغ الذي لم يسبق إليه؛ فصحَّح أحاديث وأخباراً كثيرة لم يقل بصحتها أحد!، وضعَّف أحاديث أخرى تعصباً للمذهب وهي ثابتة عند أهل العلم بهذا الفن والمشرب!، مع جهله التام بمصطلح الحديث وتراجم رواته!، وإعراضه عن الاستفادة من أهل العلم العارفين به!، ففتح بذلك باباً خطيراً أمام الجهال وأهل الأهواء أن يصححوا من الأحاديث ما شاءوا، ويضعِّفوا ما أرادوا، "ومَنْ سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة". وسبحان الله العظيم؛ إنَّ الدكتور ما يفتأ يتهم السلفيين في جملة ما يتهمهم به بأنهم يجتهدون في الفقه وإنْ لم يكونوا أهلاً لذلك، فإذا به يقع فيما هو شر مما اتهمهم به تحقيقاً منه للأثر السائر: "من حفر بئراً لأخيه وقع فيه"، أم أنَّ الدكتور يرى أنَّ الاجتهاد في علم الحديث من غير المجتهد بل من جاهل يجوز وإن كان هذا العلم يقوم عليه الفقه كله أو جله؟!. من أجل ذلك؛ فإني أرى من الواجب على أولئك المشفقين على الدكتور أن ينصحوه "والدين النصيحة"، بأن يتراجع عن كل جهالاته وافتراءاته، وأن يمسك قلمه ولسانه عن الخوض في مثلها مرة أخرى؛ عملاً بقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، قيل: كيف أنصره ظالماً؟ قال: "تحجزه عن الظلم؛ فإنَّ ذلك نصره" أخرجه البخاري من حديث أنس ومسلم من حديث جابر وهو مخرج في الإرواء ( 2515 )، فإن استجاب الدكتور فذلك ما نرجو، و "عفا الله عما سلف"، وإن كانت الأخرى فلا يلومنَّ إلا نفسه، والعاقبة للمتقين، وصدق الله العظيم إذ يقول: "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ. يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ")). انتهى النقل بأمانة : والكاتب للمقال : رائد آل طاهر وعنوان المقال : جواب الشيخ الألباني رحمه الله على مَنْ وصف بعض ردوده بــ (الشدة)! ---------------------------------------------------------------------- أختي في الله الشدّة لاتنطبق على شيوخ اتّهُموا بها رغم أنّهم يدافعون عن السُنّة وبأدلّة شرعيّة ، فالذي يراهم يتعاملون بشدّة هم وقعوا في الشدّة أيضًا بالردّ عليهم وبالردّ على كلّ مَن دافع عن الشيخ ربيع المدخلي ، ويتهجّمون حتّى على الذين يحبّون الشيخ وليس إلاّ بسبب حبّهم للشيخ ربيع كحبّهم لأهل العلم السُنِّيِّين الآخرين أمثال الشيخ العثيمين والألباني وابن باز ومحمد أمان الجامي ، وكلّ من مات من أهل العلم على السُنّة ودافع عنها ، والشيوخ الأحياء منهم عبدالمحسن العباد وابنه عبدالرزّاق ، وصالح السحيمي ، وعبداللله بن عيدالعزيز آل الشيخ وصالح آل الشيخ وصالح الفوزان الملقّب ببقيّة السلف ،حفظهم الله جميعًا وغيرهم ممّن يحافظون على السُنّة ويرون أنّ الشيخ ربيع من أهل السُنّة . ------------------------------------------------ فقد اتّهمت عدّة مرّات أنّني مُدخليّة ، ليس إلاّ أنّني أحبّ الشيخ كحبّي لأيّ عالم ربّاني آخر يدافع عن العقيدة الصحيحة والمنهج السليم في الدّعوة إلى الله . ومهما حاولتُ الدفاع عن نفسي أنّني لستُ متعصّبًا لا لهذا ولالذاك ، ولكنّهم أصرّوا على اتّهامي بالباطل ، هداهم الله إلى طريق مستقيم وألهمهم السّداد والرّشد والإستقامة على شريعة الله على الوجه الذي يرضي الله عنهم . فالمسألة ليست تشدّد الشيخ ربيع ضدّ غيره ، وإنّما كلّ من يوضع في مكان لايستحسنه بما يراه من وجهة نظره سواء بالأدلّة الشرعية أو بالهوى واتّباع حظوظ النّفس ، فإنّه يدافع عن موقفه ووجهة نظره بالقوّة أو بالحسنى على ما يراه يليق بالمقام . والله المستعان .وعليه التّكلان وهو ناصر مَن ينصر دينه بالبيان والحجة والبرهان ، وهو يعلم ما تكنّ االصّدور وما يعلنون ، أهو جهاد هؤلاء كان له سبحانه وحده مخلصًا له الدّين أم هو لغير ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنّما الأعمال باالنّيّات وإنّما لكلّ امرىء ما نوى " اللّهم اهدنا واهدِ بنا واجعلنا سببًا لمن اهتدى وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك . |
||||
2015-12-18, 14:15 | رقم المشاركة : 52 | |||
|
بارك الله فيك أختنا الفاضلة عَبِيرُ الإسلام |
|||
2015-12-18, 14:52 | رقم المشاركة : 53 | ||||
|
بسم الله الرّحمن الرّحيم
اقتباس:
آمين ، وفيكم بارك الله ووفّقني وإيّاكم وجميع المسلمين لما يحبّه ويرضاه عنّا ، متمسّكين بدينه القويم غير مبدّلين ولامغيّرين يجمعنا الكتاب والسُنّة على فهم سلف الأُمّة . اللّهمّ أَرِنَا الحقّ حقًّا وارزقنا اتّباعه وأَرِنَا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، اللّهمّ اجعل عملنا هذا خالصًا لوجهك الكريم ، موافقًا صوابًا لما جاء به النّبي المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم ، ومَن تبعه بإحسان إلى يوم الدّين . وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك |
||||
2015-12-18, 14:55 | رقم المشاركة : 54 | |||
|
قَالَ شيخُ الإسلام ابن تيميَّة كما في المجموع (28/231-232):" ومثل أئمَّة البِدَعِ مِنْ أهل المقالات المخالفةِ للكتاب والسُّنَّة، أو العِبَادات المخالفة للكتِابِ وَالسُّنَّة، فإنَّ بَيانَ حَالهم، وتَحذيرَ الأُمَّةِ مِنْهُم، واجبٌ باتِّفاق المسلمين
|
|||
2015-12-18, 16:36 | رقم المشاركة : 55 | |||
|
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . أما بعد:
و حتى يكون الموضوع متكاملا و شاملا لجميع جوانبه بإذن الله و حتى لا نكون مقصرين في الجانب الآخر ألا هو - حماية الدين - الذي تكلم فيه العلماء المذكورون اعلاه في عدة مناسبات و اقوال لهم عديدة . فما دام هناك مثل هؤولاء العلماء الأجلاء الذين ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين بالدليل والحجة والبرهان ويبينون عوار أهل الباطل والخذلان ويحذرون منهم ويكشفون بدعهم ويطمسون شبههم التي يبثونها في كل حين وهذه الدعاوي الباطلة لم تنشئ إلا حتى يسكتوا أهل الحق الذي يخافون قوتهم وسطوتهم ويخشون أن يفتضح امرهم وقد أجمع العلماء على وجوب التحذير من أهل البدع والأهواء - و معلوم أنه ليس لكل من هب و دب أن يفعل ذلك - فكان لزاماً على هؤلاء العلماء البيان والتحذير وكشف حقيقة هؤلاء المندسين حتى لا يغتر بهم العوام ولا ينخدع بهم من لا يعرفهم ويظهر الحق جلياً وحتى يفرق بين أهل الحق وأهل الباطل وبين دعاة التوحيد والسنة وبين دعاة الأهواء والبدعة واسال الله أن ينفع بها وأن يوفقنا الله واياكم للعلم النافع إنه جواد كريم . و الله من وراء القصد : قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: يقول السائل: هل سنة الجرح والتعديل ماتت ؟ ، وما حكم الرد على المخالف بغض النظر عن شخصيته ؟ الجواب : " أنا أخشى أن تكون هذه كلمة حق أريد بها باطل، الْجَرح والتعديل لَم يَمُت ولَم يدفن ولَم يُمْرض ولله الحمد ، هو قائم. الْجرح والتعديل يكون في الشهود عند القاضي ، يُمكن يجرحون الخصم ويطلب منهم البينة، ويكون أيضا في الرواية ، وقد سمعنا قراءة إمامنا قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾، فالْجَرح والتعديل لا يزال باقيًا ما دَام نوع الإنسان باقيًا، ما دام النوع الإنسان باقيًا ؛ فالْجَرح والتعديل باق. لكن أنا أخشى أن يقول قائل : إن هذا الإنسان مجروح ، وليس بمجروح ، فيتخذ من هذه الفتوى وسيلة لنشر معايب الخلق . ولهذا أقول : إذا كان في شخص عيب ما ، فإنْ اقتضت الْمصلحة أو الْحاجة، أو الْضرورة إلى بَيانه . فلا بأس به ، لا بأس منْ بيانه، ولكن الأحسن أن يقول : بعض الناس يفعل كذا ، بعض الناس يقول:كذا، لسببين: السبب الأول: أن يسلم من قضية التعيين. والسبب الثاني: أن يكون هذا الْحكم شاملا له ولغيره. إلا إذا رأينا شخصًا مُعينًا قد فُتِنَ الناس به ، وهو يَدْعو إلى بدْعة أو إلى ضَلالة ، فَحِينئذ لا بدّ منْ التّعيين حَتى لا يَغترّ الناس به".أ.هــ. المصدر: من شريط "إلى متى هذا الخلاف". قول الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله : هذا سائل يقول : هل الجرح والتعديل في أهل السنة من دعاة وطلبة علم، من منهج أهل السنة والجماعة ؟ الجواب : " الجرح والتعديل الذي عليه العلم والكلام قد انتهى وقته ، في ذلك الوقت الذي تُنقلُ فيه السنّة عن طريق التلقي من عالمٍ إلى عالم , والعلوم الآن أصبحت مدوّنة ، والسنّة مدوّنة، ما بقي إلا السؤالُ عن الشخص أو الحديث عنه , هل يوثق به مُعلماً أو مُفتيا ؟ إذا من عُلِمَ عنه فسقٌ في الرأي أو في الخبر والإفتا ؛ يُحذرُ منه ، بعد أن يُنصح ويُتفاهمَ معه، ثم إن الأقران فيما بينهم قد يقول بعضهم في بعض ما ليس بحقٍ ، والأمرُ ليس بالجديد فهو قديمٌ جدا. وقد يختلف المرء مع آخر ، فيرى أنّ هذا الخلاف الذي حصل من صاحبه فسقٌ ، فيُفسق بذلك ، ومثل هذا اطّرحه العلماءُ المتقدمون." اهــ عارضها بأصلها أبو طيبة . اهــ المصدر: من شريط بعنوان "الفتوى الشرعية الصحيحة : الضوابط والتجاوزات". العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله : 239 ـ لقد تفشَّى بين الشّباب ورعٌ كاذبٌ، وهو أنهم إذا سمعوا النّاصحين من طلبة العلم أو العلماء يحذّرون من البدع وأهلها ومناهجها، ويذكرون حقيقة ما هم عليه، ويردُّون عليهم، وقد يوردون أسماء بعضهم، ولو كان ميِّتًا؛ لافتتان الناس به، وذلك دفاعًا عن هذا الدّين، وكشفًا للمتلبّسين والمندسّين بين صفوف الأمّة؛ لبثِّ الفرقة والنّزاع فيها، فيدَّعون أنّ ذلك من الغيبة المحرَّمة؛ فما هو قولُكم في هذه المسألة ؟ القاعدة في هذا التّنبيه على الخطأ والانحراف، وتشخيصُه للناس، وإذا اقتضى الأمر أن يصرَّحَ باسم الأشخاص، حتى لا يُغتَرَّ بهم، وخصوصًا الأشخاص الذين عندهم انحراف في الفكر أو انحراف في السّير والمنهج، وهم مشهورون عند الناس، ويُحسِنون بهم الظّنّ؛ فلا بأس أن يُذكَروا بأسمائهم، وأن يُحذَّرَ منهم . والعلماء بحثوا في علم الجرح والتّعديل، فذكروا الرُّواة وما يُقالُ فيهم من القوادح، لا من أجل أشخاصهم، وإنما من أجل نصيحة الأمة أن تتلقّى عنهم أشياء فيها تجنٍّ على الدِّين أو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . المصدر: [المنتقى - صالح الفوزان ] (3/246). السؤال الثاني: ما موقف العلماء من دعاة التغريب الذين يبدون كل وقت من وسائل الإعلام المحلية الى تغريب المرأة فماذا تنصحون؟ الجواب : " دعاة الضلال كثيرون ومتنوعون, ما هو بس التغريب, دعاة الضلال، دعاة للشرك، دعاة للبدع والمحدثات، دعاة للتغريب، دعاة الى المعاصي والمحرمات ...الدعاة كثيرون إلى الضلال يجب التحذير منهم ويجب الرد عليهم لمن يحسن الرد ويجب رفع أمرهم الى ولاة الأمور يأخذ على أيديهم لا يجوز تركهم.نعم".اهـ المصدر: صالح بن فوزان الفوزان المصدر:" لقاء مفتوح 04-02-1433هـ" قول الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله: هل علم الجرح والتعديل انقطع وزال وأنه لا يحتاج إليه في رجال هذا العصر ؟ « الجرح والتعديل فيما يتعلق بالنسبة للسابقين والذين يترتب على جرحهم وتعديلهم ثبوت الأحاديث أو عدم ثبوتها الموجودون والمتأخرون ليس عندهم شيء يأتون به إلا ما أتى به السابقون وإنما ينظرون في كلام السابقين قال فلان كذا وقال قال فلان كذا وقال فلان كذا ثم يخلصون إلى نتيجة . أما بالنسبة لهذا الزمان فالتعديل والتجريح موجود في المحاكم عند الشهود عندما يشهدون على شخص بأن عليه كذا فإن المدعى عليه يجرح الشهود بما يعلمهم فيهم حتى يتخلص من شهادتهم إذا كانوا غير موثوقين وغير معتبرين. وكذلك أيضا في الناس الذين يحصل منهم الإضلال ويحصل منهم الإفساد فكونه يبين حالهم حتى يحذروا يعني هذا يعني أمر مطلوب . لكن التوسع في هذا والاشتغال فيه حتى يؤدي الأمر إلى أن يتكلم أهل السنة في أهل السنة وينفر بعضهم من بعض هذا لا يصلح ولا ينبغي ». المصدر: فرغه أبو طيبة من الشريط رقم 429 من "شرح علل الترمذي" للشيخ عبد المحسن العباد بداية من الدقيقة 62والثانية 13 . قول الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله: "القوم يعرفون أنهم مجروحون , فهم يوافقون على الديمقراطية وحلق اللحية ولبس البنطلون والمجالس النيابية والتصويت والانتخابات وود مع الشيوعيين والفسقة , وقد أجمع من يعتد به على الجرح والتعديل , وإذا لم يقم أهل السنة العصريون بالجرح والتعديل فسيكون كلامك أيها السني الذي تقول : قال الله , قال رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- , وكلام محمد الغزالي الذي يحارب السنة , وكلام الشعراوي الذي يتلون وكلام علي طنطاوي واحداً ,بل كل منهم هو المقبول عند الحزبيين وعند العامة لأنهم هم العلماء الذين يتكلمون في الإذاعة والتلفزيون , ويكتبون في الجرائد والمجلات , ومن أنت بجانبهم في نظر العامة ونظر الحزبيين؟ فلابد أن يقيم أهل السنة علم الجرح والتعديل ". اهــ المصدر:"كتاب فضائح ونصائح". قول الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله : قال " الجرح جرحان والتعديل كذلك ، وإن شئت قل: إن هذا العلم قسمان : أحدهما متعلق برواة ، رواة الأحاديث ورجال الأسانيد ، فهذا انتهي منه ، فرغ العلماء منه وانتهوا منه ، فما على المجتهد الآن إلا أن يدرس الأسانيد وفق القواعد والضوابط التي انتهى منها العلماء ، وقرروها ثم بعد ذلك يحكم على الحديث . أما أصحاب المقالات ونقلة الأخبار فهذا العلم باق إلى يوم القيامة ، ولا ينفك عن حاجة الناس إليه أبدا ، الناس محتاجون إليه ، ومن ذلك الرد على المخالف،وتعديل الشهود أمام القاضي ، وفي المعاملة فيما بين الناس أبدا لا ينفكون عنه ، هو جار وباق ببقاء بني آدم حتى تقوم الساعة ، والناس على هذا والمحاكم شاهد ، فإنه يشهد على هذا بفسق ويشهد على هذا بالعدالة ، يجرح هذا ، ويعدل هذا ، وفي أمور النكاح لو تقدم رجل لخطبة إمرأة ، فزكاه رجل بأنه صاحب صلاة وصاحب صيام وكذا ، ثم جرحه آخر وقال إنه : شرس الأخلاق ، فكم من إمرأة طلقت منه لسوء خلقه ؛ فإن ولي المرأة المخطوبة لا يزوجه يبتعد عنه ، فالناس مضطرون إلى قبول الجرح والتعديل الآن ، نعم ".اهـ المصدر: كما في شريط (الإجابات المنهجية لأسئلة الدورة الشرعية) بجدة سنة 1423هـ. قول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله: السؤال : لقد ذكر بعض العلماء أن علم الجرح والتعديل كان خاصا بزمن الرواة ، لكن الآن عام ألف وأربع مائة وعشرين ليس هناك شيئا اسمه الجرح والتعديل فما هو الصواب في ذلك ؟ الجواب : هذا والله من المهازل والمضحكات المبكيات: أن يقال مثل هذا الكلام , لماّ تكثر البدع ، ويكثر الإلحاد ، ويكثر العلمانيون والشيوعيون والروافض والصوفية والأحزاب الضالة ؛ توقف الإسلام ، وأطلق العنان للناس يمرحون ويسرحون ويقولون ما يشاءون ، ولا أحد يقول : هذا غلط ، أو هذا منكر ، ولا أحد يقول : هذا مفسد ، وهذا مصلح ؟! هذا من الضياع ، وعدم الفقه في دين الله عزوجل ؛ فالسلف ألفوا كتبا في العقائد ينتقدون فيها أهل البدع والضلال ، وسمّوا أفرادا وجماعات فهل هذا يعني انتهى أيضا ؟! ونقول: إن المبتدعين الذين كانوا في عهد السلف يناقشون ويُبيّن ضلالهم والآن لا يجوز , حرام , الآن الكلام على أهل البدع حرام ، وعلى العلمانين حرام ، وعلى الزنادقة حرام ، وعلى الروافض حرام ، وعلى الصوفية حرام ، ماشاء الله ، هذه دعوة إلى وحدة الأديان أو ماذا ؟! نستغفر الله ونتوب إليه, هذا ضلال , يجب أن يبقى الجرح والتعديل يُذَبُّ به عن دين الله وعن سنة رسول الله إلى يوم القيامة , وأن تُسلّ السيوف أكثر من ذلك لإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى ، ودحض الكفر والباطل . والسلف قالوا : إن الذبّ عن السنة أفضل من الضرب بالسيوف , فالذبّ عن السنة يكون بالجرح والتعديل . وبهذه المناسبة أقول لكم : إن الحاكم رحمه الله في كتابه (معرفة علوم الحديث) قال - وكلامه حق - : الجرح والتعديل علمان : علم الجرح : وهو علم مستقل ، وهذا يرد منهج الموازنات الباطل , علم الجرح علم مستقل ، ولهذا ألّف كثيرٌ من الأئمة كتباً مستقلة في الجرح فقط , خصّصوها للجرح مثل البخاري في الضعفاء ، والنسائي في المتروكين ، وابن حبان في المجروحين ، وابن عدي في الكامل ، وهكذا الذهبي وابن حجر ، وغيرهم كثيرون ، ألفوا مؤلفات خاصة بالجرح فقط ؛ لأنه علم مستقل , وهذا يقصم ظهر منهج الموازنات ، ويقصم ظهور أهله . وأئمة آخرون ألفوا كتباً في الثقات ، مثل الثقات للعجلي ، والثقات لابن حبان عرفتم هذا ؟ إذا كان السلف يؤمنون بأن الجرح والتعديل علمان مستقلان ؛ فكيف تأتي الموازنات ؟ واحد يؤلّف كتابا خاصا بالجرح ليس فيه أيّ ثغرة لمنهج الموازنات, فهمتم هذا بارك الله فيكم . الجرح والتعديل باقٍ إلى يوم القيامة , الناس يريدون أن يستفيدوا من هذا العالم فتقول لهم : هذا عالم فاضل وعلى السنة , تزكيه بارك الله فيك , وهذا العالم رافضي , هذا صوفي يقول بوحدة الوجود , هذا علماني , هذا شيوعي يتستر بالإسلام .. هذا كذا .. هذا كذا ... واجب عليك أن تبيّن , هذا واجب وهو من الجهاد ، ولا ينقطع وليس خاصا بالرواة . ولمّا ذكر الترمذي في كتابه العلل الذي هو في آخر سننه قال : هذا العلم يعني الناس استنكروا على علماء الحديث الجرح قال : وقد جرح فلان وفلان جرح فلان معبد الجهني ، وجرح فلان جابر الجعفي ، فبدأ بأهل البدع , لماذا ؟ لأن هذا يُنتقد لبدعته لا لأنه راوٍ . ثم ألّف السلف في الرد على أهل البدع كما قلنا ، ولم يخصصوا الجرح والتعديل بالرواة فقط : مبتدع ليس من أهل الحديث أبدا , معتزلي , جهمي , مرجئ ...الخ ، ليس له علاقة بالرواية ، لكنه مبتدع فجرحوه , فمن أين لهؤلاء أن باب الجرح أغلق , هذه مثل دعوة المذهبيين المتعصبين أن باب الاجتهاد أغلق من القرن الثاني ، وبعضهم يقول الثالث ، وبعضهم يقول الرابع ، يعني خلاص ، الله عز وجل شلّ عقول المسلمين من ذلك الوقت إلى الآن ، عقولهم مشلولة ، لا يستطيعون أن يفهموا كلام الله ولا سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم - وهذا حكم جائر ، وافتراء على الله تبارك وتعالى ، وكذلك هذه فرية ؛ الذي يقول : إن الجرح انقطع وأغلق بابه ، هذا والله يجني على الإسلام , اتق الله يا أخي ، لا تسدّ باب الجرح والتعديل ، ولن يسمع لك أهل الحق وأهل السنة . المصدر: موقع الشيخ [من هنا]. الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله: السؤال : ظهر في هذا الزمان من يقول إن علم الجرح والتعديل إنما وضع لفترة زمنية معينة ، وأما الآن فلسنا بحاجة إليه فما رأيكم في ذلك وفقكم الله ؟ الجواب : " قبل الإجابة على هذا السؤال أُحبُّ أن أذكر أمورًا ينبغي لطلاب العلم ورثة الأنبياء الاطلاع عليها وفهمها حق الفهم : الأمر الأول : ما أثر عن السلف فيما يتعلق بأهمية الإسناد وأنه من خصائص هذه الأمة التي امتازت بخصائص جليلة عن الأمم السابقة لا تخفى على ذوي الفقه في الدين ، فقد قال محمد بن سيرين " : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم . " وقال أيضًا " : لَمْ يكونوا يبالون بالإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم ، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم ، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم . " قلت : وفي هاتين الجملتين شرف عظيم لأهل السنة ، وقدح صريح لأهل البدع ، فهنيئاً لأهل الحديث في كل زمان ومكان ، ذلكم الثناء العاطر والتزكية الصادرة لهم من ذويها ، وأسفاً بالغاً على أهل البدع من المسلمين الذين انعكست عليهم الأمور بسبب سوء تصرفهم الذي تجلى في إحيائهم وانتصار لَها ، والسعي في إماتة السنن وبغض أهلها . الأمر الثاني : أن الجرح والتعديل في كل عصر من العصور له رجاله من أجل صفاتِهم العلم بالكتاب والسنة وعلومها ، مصحوباً بالعدالة والتيقظ ، كما قال الإمام مالك – رحمه الله " : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ، لقد أدركت سبعين ممن يحدث قال فلان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الأساطين ، وأشار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما أخذت عنهم شيئاً ، وإن أحدهم لو أؤتمن على بيت المال لكان أميناً لأنَّهم لَمْ يكونوا من أهل هذا الشأن ، وقدم علينا ابن شهاب فكنا نزدحم على بابه . " قلت : وما ذلك إلا لأن ابن شهاب من أهل العلم بالرجال وإتقان المتون والعدالة والتقيظ . وقبل مقالة الإمام مالك قال مجاهد – رحمه الله - " : جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فعجل يشير يحدث ويقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه ، فقال : يا ابن عباس مالي أراك لا تسمع لحديثي ، أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع . فقال بن عباس : إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابترته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلول لَمْ نأخذ من الناس إلا ما نعرف. " الأمر الثالث : وجوب العناية بتطبيق قاعدة التصفية والتربية ، والمراد بالتصفية حسب فهمي : تميز الصحيح من الأحاديث من الضعيف وتميز الضعيف المنجبر عن الضعيف الذي لا ينجبر وتميز السنة من البدعة ، وتميز عقيدة السلف ومنهجهم العملي عن عقائد أهل البدع ومناهجهم من السابقين والمعاصرين ، وتميز العدول من الناس من المجروحين ، وتميز من ينبغي أن يؤخذ عنهم العلم وتسند إليهم الفتوى وهم العلماء الربانيون السائرون على نهج السلف علماً وعملاً ممن ليسوا كذلك من كل مبتدع ضال يدعوا لترويج ضلالته وينصح للناس ليقبلوا على غوايته . وأما التربية : فالمقصود منها تربية النفوس والعقول بنصوص الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح – رحمهم الله – . إذ إن الناس إذا رُبًّو من قبل علمائهم على الالتزام بكتاب ربِّهم وصحيح سنة نبيهم فإنَّهم يفوزون بالحياة الطيبة المباركة ، وإن ربوا على أفكار المفكرين ممن قلت بصائرهم بالفقه في الدين ، وآراء المبتدعين التي لا تستمد من نصوص الشرع المبين ، فقد ظلموا أنفسهم وأوردوها موارد العطب فباءت بالإثم وسوء المنقلب . وأما الجواب على نص السؤال فأقول مستمداً العون والسداد من الله ، الذي علمنا الاستعانة به في قوله الحق : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. } إن قول القائل في شأن علم الجرح والتعديل :إنَّما وضع لفترة زمنية معينة قد مضت وانتهت ورفعت أقلامها وجفت صحفها ومات أساطينها. خطأ محض وفيه مجازفة واضحة وتثبيط للهمم عن العناية بنصوص الكتاب والسنة وعلومها ، وصرف لطلاب العلم الشرعي عن النظر في رواة الأحاديث ومتونِها ، وذلك من الخطر بمكان لا يخفى على رجال العلم وأئمة الفقه في الدين . والحق – إن شاء الله – أن علم الجرح والتعديل باقٍ وسيبقى مادام العلم والعلماء ، وذلك أن في كل زمان غالباً أئمة مؤهلين لتعديل من يستحق التعديل وجرح من يستحق الجرح بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس – وفي رواية – لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها. )) وقد قال جمع من أهل الأئمة : إن لَمْ تكن هذه الطائفة هم أهل الحديث فلا ندري من هم . وأهل الحديث في الحقيقة هم العارفون بأسانيده ومتونه من حيث الصحة والضعف ، والمقبول والمردود ، وأسباب القبول وأسباب الرد ، إلى غير ذلك من مباحث علوم الحديث المدونة في أسفارهم ، ثُمَّ أنه يوجد اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم علماء بأيديهم إجازات من أشياخهم الذين لهم أسانيد متصلة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتراهم يروون الأمهات الست كل كتاب بسند متصل وهذا دليل قائم على وجود علم الجرح والتعديل في هذا الزمان وبعده . ثم إنه قد يفتح الله لمتأخر من أهل العلم فيما يتعلق بموضوع الجرح والتعديل شيء قد خفى على من كان قبله ، ولو كانت المدة بينهم تعد بالقرون وهذا أمر مسلم به ولكنه لا يحط من قدر الأوائل شيئاً ولا يزري بِهم ، ومما ينبغي التنبيه عليه أن كلاًّ من الجرح والتعديل يجري في نقل الأخبار عن قوم لآخرين والناقل حينئذ إما أن يكون عدلاً ، وإما أن يكون مجروحاً كما يجري ذلك في الشهادة فيما يتعلق بالأموال والأعراض والدماء . هذا ما ظهر لي ودونته على سبيل الاختصار . والله أعلم . وخير ما يحمل عليه القائلون بأن الجرح والتعديل قد انتهى أمره ومات رجاله ومن قرون عديدة ، أنَّهم نظروا في المؤلفات التي عنيت بهذا الفن ومدى كثرتها وتنوع رتبها ، من حيث البسط والتوسط والاختصار فقرروا عدم وجود ما يسمى بالجرح والتعديل في هذا الزمان ، وعدم وجود أهله ، كما قرروا عدم حاجة الناس إلى شيءٍ من ذلك أبدًا . والله أعلم ". اهــ المصدر: كتاب "الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة (6/242-246)". قول الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله: السؤال : هذا يسأل يقول الذين يطعنون في الجرح والتعديل ويقولون إن زمن الجرح والتعديل هو زمن الصحابة أما اليوم فيعتبر كل ذلك غيبة كيف نرد عليهم ؟ الجواب : " الجرح والتعديل ما ظهر في زمن إنما ظهر بعد ذلك، زمن الصحابة زمن الصدق، ولكن لما وقعت الفتن وركب الناس الصعب والذلول فقيل سموا لنا رجالكم فيعرف أهل السنة فيعرف حديثم ويعرف أهل البدعة فيرد حديثهم، هذا من ناحية . وأما من ناحية ثانية: وهي أن الجرح والتعديل قد انتهى زمنه هذا كذب وقول على الله بغير علم ، فالجرح والتعديل لأجل الرواية انتهى صحيح ، دون أسماء الرواة في الكتب ولا نزال أنا وأنت كطالب العلم وأهل العلم لانزال إلى الآن نغتاب أناسا أصبحوا رمما، أصبحوا ترابا نغتابهم لماذا ؟ لله تبارك وتعالى، للحفاظ على دين الله هو في القرن الثاني ونحن نقول عنه كذاب، هو في القرن الثالث ونحن نقول عنه دجال، هو في القرن الثاني ونحن نقول عنه شديد الضعف وهكذا، نحن نقول هذا لحفظ دين الله تبارك وتعالى فهذا لا نزال نقوله إلى الآن في رواة الحديث أما ما يتعلق بالبدع وأهلها فقد سمعتم كلام من ؟ النووي بين أدينا كتاب رياض الصالحين إن كان في هذا المسجد فباستطاعتك أن تأتي به في باب ما يجوز من الغيبة ومن رأى طالب علم يتردد على فقيه وخاف عليه حذره منه ، نعم فهذا ليس من الغيبة بل هذا من النصيحة ". اهــ المصدر : محاضرة "التأصيل العلم الشرعي في دورة ابن القيم الجوزية الرابعة". موضوع ذو صلة : لحظـــة مـــن فضلكـــم >>> إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-12-18 في 16:54.
|
|||
2015-12-18, 16:48 | رقم المشاركة : 56 | |||
|
بارك الله فيك أخونا الكريم أبو إكرام فتحون
جزاك الله خيرا على ما تقدمه خدمة للإسلام أسأل الله أن يرزقني وإياك الصدق والإخلاص |
|||
2015-12-18, 18:56 | رقم المشاركة : 57 | |||
|
ما هو فقه الجرح والتعديل؟ |
|||
2015-12-18, 19:50 | رقم المشاركة : 58 | ||||
|
اقتباس:
أنا أيضا من الطرف الآخر اتهمت بأني مميعة اخوانية حلبية مأربية بالرغم من أني لم أقرأ للشيخين أو أسمع لهما مع_ احترامي لكل المشايخ _لم أسمع لهما شيء في حياتي على كل حال أسأل الله أن يهدي المسلمين إلى ما اختلف فيه من الحق اللهم آمين |
||||
2015-12-18, 20:23 | رقم المشاركة : 59 | |||
|
هذا الأمر أكبر من ان يجادل فيه العام ؛ وحوار الطرشان والحرب النسخية واللصقية مع استرسال المقال فيها من المعايب والمساويء اكثر من المبحث الأول....اذ يتصور أن الأمر خلافي في المسائل والاحكام الفقهية بينما هو قد يكون اصوليا بامتياز ..فلا يتجاسر على هذا الميدان الا طالب علم مجتهد أما من ينسخ ويلصق دون ان يفقه مقصود الخطاب ودلالة الاستدلال ويقف على معاني الجواب فالأمر برآء منه وننزله منزلة كريمة فهو حامل فقه غير فقيه ..
|
|||
2015-12-18, 21:23 | رقم المشاركة : 60 | ||||
|
اقتباس:
بارك الله فيك على المشارك و اثراء الموضوع و جزاك الله خيرا |
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مسلمه, منهج, المبتدعه, العالم, بمبتدع |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc