أحد المعلمين يروي أنه كان يقود سيارته فأوقفته دورية المرور بادر ضابط المرور بطلب الرخصة وأوراق السيارة وهو يتفحص وجهي من وراء عدساته الشمسية المعتمة
فسلمته كل ماطلب من وثائق ليبادرني بلهجة هادئة وحازمة
-لم تربط الحزام يا أستاذ.
- قلت: نعم
-قال: هذه مخالفة
-قلت: نعم أعترف أني أخطأت و أستحق المخالفة.
بدأ الضابط بتدوين قسيمة المخالفة، وقال لي: أنت أستاذ ومعلم تربوي.
قلت: نعم، قال: إذا غش طالب في الامتحان هل تسامحه؟ قلت: لا قال: إذا ماذا تفعل؟ قال: أطبق عليه القانون.
فناولني ورقة المخالفة وهو يضخك، قال: هل يمكن أن تنزل من السيارة... بتردد واستغراب نزلت!!!
فقام باحتضاني فجأة !!! و أخذ يقبل رأسي، كنت مندهشآ مما يحصل...!!!
أستاذ أنا الطالب فلان درست عندك أتذكر حين غششت من ابنك فلان في الامتحان فعاقبتنا حينها وسحبت ورقتي وورقته ومنحتنا صفرآ وطبقت علي وابنك القانون؟
منذ ذلك اليوم عرفت أن القانون وضع ليطبق على الجميع ولا يستثنى منه أحد ولو كان ابنك، يومها بكيت احتراماً لك وحزناً أنك طبقت القانون على ابنك دون أن تجامل، فجعلتك مثالا لي،
واليوم أستاذي أطبق عليك القانون ولا أستثني أحدا ولوكان ابني.
لم أستطع أن أتحكم في دموعي فرحاً بأن هذا الضابط كان أحد طلابي، وعرف ماذا يعني تطبيق القانون، وهو بالمقابل كان يناضل من أجل أن لا تسيل دموعه حفاظآ على هيبة الزي العسكري الذي يرتديه.
فأخرج مبلغا من جيبه الخلفي وقال:
أقسمت عليك يا أستاذي أن تقبل هديتي فامتنعت
فألح علي وقال: القانون طبقته عليك لكن قيمة المخالفة علي فأنت معلمي وأبي وقدوتي. أدامك الله تاجآ فوق رؤوسنا.
حاولت الامتناع فألح بشدة وسانده زميله الذي شهد الموقف بتأثر ، غادرت المكان وقد سرت بين أضلعي سكينة عجيبة وسعادة غامرة ودموع فخر أنه تخرج من تحت يدي جيل لايخون وظيفته ولا وطنه.
تلك ثروة المعلم والمربي إذا غرسها في طلابه صلح المجتمع.