الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم أشراط الساعة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-03-20, 16:18   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

بعض المؤمنين من الذين قاموا بأعمال جليلة ، أو أصيبوا بمصائب كبيرة ، يأمنون فتنة القبر وعذابه

ومن هؤلاء

الذي مات مرابطا في سبيل الله : فقد روى فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل ميت يختم على عمله ، إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله ، فإنه ينمى له عمله يوم القيامة ، ويأمن فتنة القبر ) رواه الترمذي وأبو داود .

سؤالي هو : ما مدى صحة هذه الأحاديث ؟


الجواب :

الحمد لله

ورد في فضل من مات مرابطا في سبيل الله أنه يأمن فتنة القبر ، وذلك يعني أنه لا يُسأل في قبره الأسئلة المعروفة الواردة في أحاديث فتنة القبر :

من ربك ؟

وما هو دينك ؟

ومن هو النبي الذي بعث فيكم ؟

وإنما تشهد له مرابطته وجهاده في سبيل الله على صدقه ويقينه وإيمانه ، والمرابط في سبيل الله هو من أقام في الثغور التي يخاف فيها من هجمات العدو ، مأخوذ من ربط الخيل ، ثم سمي كل ملازم لثغر مرابطا ، فارسا كان أو راجلا .

انظر "التذكرة" للقرطبي (ص/418) .

والدليل على فضل الرباط في سبيل أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، منها :

الحديث الأول :

عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ ) رواه مسلم (1913) .

قال النووي رحمه الله :

" هذه فضيلة ظاهرة للمرابط ، وجريان عمله عليه بعد موته فضيلة مختصة به لا يشاركه فيها أحد ، وقد جاء صريحا في غير مسلم : ( كل ميت يختم على عمله الا المرابط فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ) .

قوله صلى الله عليه وسلم : " وأجرى عليه رزقه " موافق لقول الله تعالى في الشهداء : ( أحياء عند ربهم يرزقون ) ، والأحاديث السابقة أن أرواح الشهداء تأكل من ثمار الجنة .

قوله صلى الله عليه وسلم : " أمن الفتان " ضبطوا ( أمن ) بوجهين : أحدهما أَمِن بفتح الهمزة وكسر الميم من غير واو ، والثاني : ( أُومِن ) بضم الهمزة وبواو .

وقوله " الفتان " فقال القاضي : رواية الأكثرين بضم الفاء ، جمع فاتن ، قال : ورواية الطبري بالفتح ، وفي رواية أبى داود في سننه ( أومن من فتاني القبر ) " انتهى .

"شرح مسلم" (13/61) .

وقال المناوي رحمه الله :

" ( من فتان القبر ) أي : فتانَيْه : منكر ونكير ، أي : لا يأتيانه ، ولا يختبرانه ، بل يكتفى بموته مرابطا شاهدا على صحة إيمانه " انتهى .

"فيض القدير" (5/44) .

الحديث الثاني :

عن فَضَالَةَ بْنُ عُبَيْدٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ ، إِلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ، وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ ) رواه الترمذي (1621) وغيره

وقال الترمذي رحمه الله :

حسن صحيح ، وصححه ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (4/113) ، وابن دقيق العيد في "الاقتراح" (ص/124) ، وابن حجر في "فتح الباري" (12/421) ، والشيخ الألباني في "صحيح الترمذي" .

قال الإمام السرخسي رحمه الله :

" ومعنى هذا الوعد في حق من مات مرابطا - والله أعلم - أنه في حياته كان يُؤمِّن المسلمين بعمله ، فيجازَى في قبره بالأمن مما يخاف منه .

أو لَمَّا اختار في حياته المقام في أرض الخوف والوحشة لإعزاز الدين ، يُجازَى بدفع الخوف والوحشة عنه في القبر " انتهى .

"شرح السير الكبير" (1/9) .

وقد جمع الإمام القرطبي في "التذكرة لأحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص/415-426) طبعة دار المنهاج ، وكذلك العلامة ابن القيم في كتابه " الروح " (ص/79-82) جميع الأسباب المنجية من عذاب القبر وفتنة القبر بالتفصيل ، فمن أراد الاطلاع عليها والتوسع فيها فليرجع إلى هذين الكتابين .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-03-23, 02:46   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




السؤال :


المسلم العاصي إذا مات هل تقبض روحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب

مع العلم بأنه مصلي

ولكنه يرتكب المعاصي :

مثل النظر للحرام ، أو سماع الأغاني ؟

جزاك الله خيرا .


الجواب :


الحمد لله

أولا :

عامة النصوص الواردة في هذا الموضوع تقسم الناس إلى قسمين :

1- مؤمنون :

تتولى ملائكة الرحمة قبض أرواحهم ، وترفعها إلى السماء ، تحفها بعنايتها ، وتتلقاها بالبشرى ، وتناديها بأحب أسمائها ، فترى من النعيم والسرور والحبور ما يسرها ويثبتها .

2- كافرون ومنافقون :

تتولى ملائكة العذاب نزع أرواحهم ، وتتلقاها بالشدة والوعيد ، تغلق في وجهها أبواب السماء ، فتلقى في الأرض لتنال من الويل والعذاب جزاء ما كسبت في الدنيا من ظلم وكفر وعدوان .

وقد ذكر الله عز وجل ذلك في القرآن الكريم ، فقال سبحانه وتعالى : ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا . وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا . وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ) النازعات/1-3

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" قال ابن مسعود ، وابن عباس ، ومسروق ، وسعيد بن جبير ، وأبو صالح ، وأبو الضحى ، والسُّدِّي : ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ) الملائكة ، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم ، فمنهم من تأخذ روحه بعُنف فَتُغرق في نزعها ، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حَلَّته من نشاط ، وهو قوله : ( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ) قاله ابن عباس .

وعن ابن عباس : ( والنازعات ) هي أنفس الكفار ، تُنزع ثم تُنشَط ، ثم تغرق في النار . رواه ابن أبي حاتم " انتهى.

"تفسير القرآن العظيم" (8/312)









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-23, 02:47   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانيا :

يبقى الخوف على المسلم العاصي ، أو المسلم الفاسق - والمقصود هو المصر على كبائر الذنوب ، أو الظالم المعتدي على الخلق ومات على ذلك - :

بأي القسمين السابقين يلحق ؟

هل تقبض روحه ملائكة الرحمة ويلقى ما يلقاه المؤمنون ، أم تقبضها ملائكة العذاب ويلقى ما يلقاه الكافرون ؟

هذا من عالم الغيب الذي لم نقف فيه على نصوص صريحة تجزم لنا بحقيقة الحال الذي سيؤول إليه أصحاب الكبائر .

ولكن ثمة بعض الإشارات التي يمكن أن تدل على أن ملائكة العذاب هي التي تتولى قبض أرواح أصحاب الكبائر ، ومن ذلك :

1- حديث الرجل الذي قتل مائة نفس ، ثم تاب إلى الله عز وجل ، فلما قبضت روحه اختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب أيهم يقبضها ويرفعها ، فقد جاء في قصته التي يرويها أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ : جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ . وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ : إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ . فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ ، فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ ، فَقَالَ : قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ ، فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ )

رواه البخاري (3740)، ومسلم (2766)

فتأمل كيف أن ملائكة العذاب همت أن تقبض روح هذا العاصي الذي قتل مائة نفس ، ولولا صدق توبته لكانت روحه من نصيب ملائكة العذاب ، فالخوف على جميع أصحاب الكبائر بعد ذلك أن تتولى ملائكة العذاب قبض أرواحهم إن لم يتوبوا إلى الله عز وجل .

2- الأحاديث الكثيرة التي جاءت في وصف حضور الملائكة قبض روح الميت ، وإصعادها بها إلى السماوات العلى ، والمقابلة بين حال المؤمنين وحال الكافرين ، جاء في بعض روايات هذه الأحاديث ذكر ( الفاجر ) بدلا من ( الكافر ) ، وفي بعضها تصفه بـ ( الرجل السوء ) وقد يكون في ذلك إشارة أيضا إلى أن أصحاب الكبائر على خطر عظيم في هذا الشأن .

عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال – في حديث طويل يبين فيه حال المؤمن والفاجر عند قبض الأرواح - :

( وأما الفاجر : فإذا كان في قبل من الآخرة ، وانقطاع من الدنيا ، أتاه ملك الموت ، فيقعد عند رأسه ، وينزل الملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح ، فيقعدون منه مد البصر ، فيقول ملك الموت : أخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سخط من الله وغضب ...إلى آخر الحديث )

هذه رواية الحاكم في "المستدرك" (1/93)، وصححها الشيخ الألباني في "أحكام الجنائز" (فقرة/108)

والحديث أصله في السنن. وقد جمع ابن طولون في كتابه: "التحرير المرسخ في أحوال البرزخ" (ص/75-112) الأحاديث والآثار الواردة في هذا الشأن يمكن الاطلاع عليها هناك.

إلا إذا قلنا : إن المراد بالفاجر ، أو الرجل السوء ، في هذه الروايات ، هو : الكافر ، المذكور في الروايات الأخرى ، لتتفق روايات الحديث ، كما هو الأظهر ، فيعود الأمر إلى السكوت عن أهل المعاصي والكبائر من المسلمين . والله أعلم .

قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله :

" ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) النحل/32

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن المتقين الذين كانوا يمتثلون أوامر ربهم ، ويجتنبون نواهيه ، تتوفاهم الملائكة : أي يقبضون أرواحهم ، في حال كونهم طيبين : أي طاهرين من الشرك والمعاصي - على أصح التفسيرات - ويبشرونهم بالجنة ، ويسلمون عليهم .

وبين هذا المعنى أيضاً في غير هذا الموضع . كقوله : { إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بالجنة التي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } [ فصلت : 30 ]

وقوله : { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فادخلوها خَالِدِينَ } [ الزمر : 73 ]

وقوله : { وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عقبى الدار } [ الرعد : 23-24 ] .

والبشارة عند الموت ، وعند دخول الجنة من باب واحد . لأنها بشارة بالخير بعد الانتقال إلى الآخرة .

ويفهم من صفات هؤلاء الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ويقولون لهم سلام عليكم ادخلوا الجنة - أن الذين لم يتصفوا بالتقوى لم تتوفهم الملائكة على تلك الحال الكريمة ، ولم تسلم عليهم ، ولم تبشرهم .
وقد بين تعالى هذا المفهوم في مواضع أخر . كقوله : { الذين تَتَوَفَّاهُمُ الملائكة ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السلم } [ النحل : 28 ] الآية

وقوله : { إِنَّ الذين تَوَفَّاهُمُ الملائكة ظالمي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ } [ النساء : 97 ] - إلى قوله - { وَسَآءَتْ مَصِيراً } [ النساء : 97 ]

وقوله : { وَلَوْ ترى إِذْ يَتَوَفَّى الذين كَفَرُواْ الملائكة يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } [ الأنفال : 50 ] الآية ، إلى غير ذلك من الآيات " انتهى . أضواء البيان (3/3) .

ولعله أن يقال هنا ـ والله أعلم ـ أن حال أهل المعاصي والكبائر ، عند الموت ، يتفاوت بحسب معاصيهم وطاعاتهم ؛ فمن كان من الموحدين ، الطيبين المستقيمين ، فله من البشارة وطيب الحال ما وعد الله به هنا ، ومن خلط خُلط له ، فيحرم من البشارة وطيب الحال ، ورحمة الملائكة به ، بحسب حاله وعمله .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-23, 02:48   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

أخبرت أن يوم القيامة سيأتي يوم الجمعة 10 محرم

والسؤال هو ربما يكون يوم الجمعة في السعودية ويوم آخر في الولايات المتحدة فمن هنا يكون يوم 10 محرم مختلف.

فما هو حل هذا الإشكال؟.


الجواب :

الحمد لله

كُلُّ من أخبر عن موعدٍ لقيام القيامة محدد فهو مفترٍ كذّاب ، فقيام القيامة هو الساعة التي قال الله فيها : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو) .

وأمّا إذا جاء يوم القيامة في الميعاد الذي يعلمه الله وهو في يوم جمعة ، فسيتغير نظام هذا العالم من الليل ، والنهار ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، ولا ندري هل تكون أمريكا موجودة في ذلك اليوم أو غير موجودة ، فالله قادر على إهلاك من شاء من هذه الأمم قبل يوم القيامة ، إنّ الله على كلِّ شيءٍ قدير .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-23, 02:49   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

يقوم بعض المعلمين بنشاط دعوي داخل المدرسة

ولكن بعض وسائل الدعوة يقع في نفسي منها شيء ، من ذلك :

أنهم قاموا بإعداد لوحة كبيرة قد رسم فيها ميزان له كفتان في إحداهما مصحف ومسجد وأدوات تدل على الطاعة وفي الكفة الأخرى عود غناء وآلات لهو وأمور محرمة

ثم كتبوا تحت هذه الصورة قول الحق تبارك وتعالى : ( والوزن يومئذ الحق ... ) الآية

فهل يجوز مثل هذا أم أنه تمثيل لأمور غيبية لا نعلم كيفيتها ؟

وهل لي أن أنكر عليهم أم هي أمور اجتهادية ؟


الجواب :

الحمد لله

هذا العمل لا ينبغي ؛ لأن هذه الأمور الغيبية لا نعلم كيفيتها ، ورسمها قد يهوّن من قدرها وعظمتها ، فيُكتفى ببيان ما جاء في النصوص من وضع الموازين ، وأن الأعمال توزن ، كما يوزن أصحابها .

وأما المصحف والمسجد فلا نعلم في الأدلة ما يفيد أنهما يوضعان في الميزان ، والظاهر أن المراد من الرسم وزن قراءة القرآن وعمارة المساجد .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

ما حكم رسم بستان كأنه يمثل الجنة ، ونار كأنها تمثل النار؟

فأجاب :

" هذا لا يجوز ؛ لأننا لا نعلم كيفية ذلك

كما قال عز وجل: ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/17

ولا يعلم كيفية النار ، فهي فضلت على نار الدنيا بتسع وستين جزءاً بما فيها النار الغليظة كنار الغاز وغيرها وما هو أشد ، فهل أحد يستطيع أن يمثل النار؟ لا أحد يستطيع ، ولهذا بلِّغ من يفعل ذلك أن هذا حرام ، ومع الأسف الشديد أن الناس الآن بدءوا يجعلون الأمور الأخروية كأنها أمور حسية مشاهدة ، وقد رأيت ورقة مكتوب فيها مربعات كذا الموت وآخر القبر وآخر القيامة وهكذا ، فهذا كأنه صور ما بعد الموت خطوط ومربعات هندسية ، جرأة عظيمة والعياذ بالله ، ثم يقال : ما الذي أدراك أن هذا بعد هذا ؟ نحن نعرف أن القبر بعد الحياة الدنيا وأن البعث بعد القبر ، ولكن تفاصيل ما يكون يوم القيامة من الحساب والموازين وغير ذلك مَنْ يعلم الترتيب ؟ لكن هذه جرأة عظيمة ، والغريب أن هذه الورقة توزع ، فيجب الحذر والتحذير من هذه الأوراق " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (220/21).

وعليه فينبغي لك نصح هؤلاء المعلمين ، وحثهم على الاكتفاء بالوارد ، وعدم التكلف والتوسع .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-23, 02:50   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

أحد أعضاء أسرتي يؤمن بتناسخ الأرواح وأنا أعارض هذا الأمر بقوة

ما هو التفسير الإسلامي ( إذا وجد) لهذا الأمر ؟

لأنني أتمنى أن أصحح أفكارهم ( لأن إيمانهم قد قل ) .


الجواب :

الحمد لله

والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

المقصود تناسخ الأرواح هو أن الجسد إذا مات ، انتقلت الروح لتسكن جسدا آخر ، تسعد فيه أو تشقى نتيجة ما قدمته من عمل ، وهكذا تنتقل من جسد إلى جسد ، والقول به من أبطل الباطل ، وأعظم الكفر بالله تعالى وبكتبه ورسله ، فإن الإيمان بالآخرة والحساب ، والجنة والنار مما علم بالضرورة مجيء الرسل به ، واشتمال الكتب المنزلة عليه . والقول بالتناسخ تكذيب لذلك كله.

والتفسير الإسلامي لأمر المعاد واضح في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك قوله تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) العنكبوت/57

وقوله : ( إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون) يونس/4

وقوله : ( يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) مريم/ 85 ، 86

وقوله : ( لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) مريم/94 – 95

وقوله : ( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ) النساء/86

وقوله : ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ) التغابن/7 إلى غير ذلك من الآيات المحكمات .

وفي السنة من ذكر المعاد وتقريره وتفصيل أمره ما لا يحصى كثرة ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ : ( كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم" الحديث ، رواه البخاري (3100) ومسلم ( 5104) .

وقوله صلى الله عليه وسلم : " إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض أبدا فيه يركب يوم القيامة " قالوا أي عظم هو يا رسول الله ؟ قال : عجْب الذنَب " رواه مسلم (5255).

وقوله : "تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل. قال سليم بن عامر[ أحد رواة الحديث ] : فوالله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين. قال صلى الله عليه وسلم : فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما. قال وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه " رواه مسلم (5108).

وقوله : "آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول: محمد . فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك " رواه مسلم (292). إلى غير ذلك من الأحاديث.

فالقول بتناسخ الأرواح ، تكذيب لهذه النصوص ورد لها ، وإنكار للبعث .

وما جاء في الشريعة من إثبات عذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين أدلة ظاهرة على أن روح الإنسان لا تنتقل إلى غيره ، بل يقع عليها وعلى الجسد العذاب والنعيم ، حتى يحشر الناس إلى ربهم .

يقول الإمام ابن حزم رحمه الله : ( فيكفي من الرد عليهم إجماع جميع أهل الإسلام على تكفيرهم ، وعلى أن من قال بقولهم فإنه على غير الإسلام ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بغير هذا ) الفصل في الملل والأهواء والنحل 1/166

واعتقاد أن الجسد سيفنى ، دون أن يكون له عودة أخرى يذوق فيها النعيم أو يتجرع فيها العذاب ، سبيل إلى إغراق الإنسان في الشهوات والظلم والظلمات ، وهذا ما يريده الشيطان من أصحاب هذه العقيدة الفاسدة ، إضافة إلى غمسهم في الكفر بهذا المذهب الرديء.

والواجب عليك نصح هذا الإنسان ، وتذكيره بكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، ودعوته للتوبة من هذا الكفر ، فإن تاب وأناب ، وإلا وجب البعد عنه ، والتحذير من مجالسته ، وإعلان البراءة من معتقده ، لئلا يغتر الناس به.

والله أعلم.

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-23, 02:51   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل يقتص الكافر المظلوم يوم القيامة من المسلم الظالم له ؟

وهل يقتص الكفار بعضهم من بعض ؟

وهل تقتص البهيمة من الإنسان ؟


الجواب :

الحمد لله

العدل هو ميزان الحكم يوم القيامة ، وقد حرَّم الله الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما ، وهو يعلم سبحانه أن قيام المظالم كائنٌ ولا شك في الدنيا ، بين الخلق كلهم : مؤمنهم وكافرهم ، إنسهم وجنهم ، عاقلهم وجاهلهم ، ولذلك رصد لهم يوما يُقيم فيه الحقوق بموازين الحق والقسط ، فينتصف فيه للمظلوم ، ويعاقب الظالم .

يقول الله عز وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) الأنبياء/47

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَقْتَصُّ الْخَلْقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، حَتَّى الْجَمَّاءُ مِنْ الْقَرْنَاءِ ، وَحَتَّى الذَّرَّةُ مِنْ الذَّرَّةِ ) رواه أحمد (2/363) وصححه محققو المسند ، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (1967)

فهو قصاص شامل وعام بين جميع الخلائق :

1- يقتص المؤمن المظلوم ممن ظلمه من الخلائق ، مؤمنهم وكافرهم ، إنسهم وجنهم .

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ ) رواه البخاري (2440)

2- ويقتص الكافر المظلوم أيضا ممن ظلمه من الخلائق : فيقتص من الكافر الظالم ، ويقتص من المسلم الظالم المعتدي ، لعموم حديث أبي هريرة السابق : ( يقتص الخلق بعضهم من بعض ) .

غير أن المسلم لا يعد ظالما للكافر إذا كان الكافر محاربا معتديا ، أما إذا كان ذميا أو معاهدا أو مؤتمنا ، فلا يجوز للمسلم أن يظلمه ولا أن يعتدي عليه ، بل جاء التشديد في أمره في كثير من الآيات والأحاديث ، يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة/8

يقول البيضاوي في "تفسيره" (303) :

" لا يحمِلَنَّكم شدة بُغضكم للمشركين على ترك العدل فيهم ، فتعتدوا عليهم بارتكاب ما لا يحل ، كمُثلةٍ وقذفٍ وقتلِ نساءٍ وصِبيةٍ ونقضِ عهدٍ ، تشفياً مما في قلوبكم " انتهى .

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه أبو داود (3052) وحسنه ابن حجر في "موافقة الخبر" (2/184) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ) رواه البخاري (3166)

وعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُحِلَّ لَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتَ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا بِإِذْنٍ ، وَلَا ضَرْبَ نِسَائِهِمْ ، وَلَا أَكْلَ ثِمَارِهِمْ إِذَا أَعْطَوْكُمْ الَّذِي عَلَيْهِمْ ) رواه أبو داود (3050) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (882)

فهذه النصوص تدل على حرمة الاعتداء على الكافر ، وأن ذلك من الظلم الذي حرمه الله تعالى ، وللمظلوم حق عنده سبحانه .

ولذلك كان الصحابة والفقهاء يدركون أن حق الذمي محفوظ عند الله عز وجل ، فلا يجترئ أحد عليه إلا أخذه الله به .

روى القاضي أبو يوسف في "الخراج" (ص/18) أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتب إلى عُمَّالِه على الخراج :

" إذا قدمت عليهم فلا تبيعن لهم كسوة ، شتاءً ولا صيفاً ، ولا رزقاً يأكلونه ، ولا دابة يعملون عليها ، ولا تضربن أحداً منهم سوطاً واحداً في درهم ، ولا تقمه على رجله في طلب درهم ، ولا تبع لأحد منهم عَرَضاً في شيء من الخراج ، فإنا إنما أَمَرَنا الله أن نأخذ منهم العفو ، فإن أنت خالفت ما أمرتك به يأخذك الله به دوني ، وإن بلغني عنك خلاف ذلك عزلتُك " انتهى .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-23, 02:53   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


3- وتقتص الدواب بعضُها من بعض : وهي وإن كانت غير مكلفة ، إلا أن قصاصها قصاص مقابلة واستحقاق ، كي يقام العدل الذي به تقوم السماوات والأرض .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ ) رواه مسلم ( 2582 ) والجلحاء : التي لا قرن لها .

وروى أحمد في "المسند" (5/172) وحسنه المحققون ، وكذا الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" تحت حديث رقم (1967) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا ، وَشَاتَانِ تَقْتَرِنَانِ ، فَنَطَحَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَأَجْهَضَتْهَا ، قَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهُ : مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ لَهَا ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُقَادَنَّ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ . أي لَيُقْتَصَّنَّ لها )

يقول النووي في "شرح مسلم" (16/137) :

" وأما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف ، إذ لا تكليف عليها ، بل هو قصاص مقابلة " انتهى .

وجاء في "مرقاة المفاتيح" للشيخ علي القاري (4/761) :

" قال ابن الملك : ... فإن قيل : الشاة غير مكلفة ، فكيف يقتص منها ؟ قلنا : إن الله تعالى فعال لما يريد ، ولا يسأل عما يفعل ، والغرض منه إعلام العباد أن الحقوق لا تضيع ، بل يقتص حق المظلوم من الظالم " . قال القاري : " وهو وجه حسن ، وتوجيه مستحسن ، .. وجملة الأمر أن القضية دالة بطريق المبالغة على كمال العدالة بين كافة المكلفين ، فإنه إذا كان هذا حال الحيوانات الخارجة عن التكليف ، فكيف بذوي العقول من الوضيع والشريف ، والقوي والضعيف ؟ " انتهى .

بل إن الدواب تقتص من بني آدم يوم القيامة :

يقول ابن حجر الهيتمي في "الزواجر" (2/141) :

" فهذا من الدليل على القصاص بين البهائم ، وبينها وبين بني آدم ، حتى الإنسان لو ضرب دابة بغير حق أو جوَّعها ، أو عطَّشها ، أو كلفها فوق طاقتها فإنها تقتص منه يوم القيامة بنظير ما ظلمها أو جوَّعها ، ويدل لذلك حديث الهرة ، وفي الصحيح : ( أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى الْمَرْأَةَ مُعَلَّقَةً فِي النَّارِ وَالْهِرَّةُ تَخْدِشُهَا فِي وَجْهِهَا وَصَدْرِهَا وَتُعَذِّبُهَا كَمَا عَذَّبَتْهَا فِي الدُّنْيَا بِالْحَبْسِ وَالْجُوعِ ) انظر : صحيح البخاري (745) ومسند أحمد (2/159) .

وهذا عام في سائر الحيوانات ... " انتهى .

وجاء في كتاب "بريقة محمودية" (4/126) لأبي سعيد محمد بن محمد الخادمي :

" ويجتنب كل الجهد من حق الحيوان ؛ لانسداد طرق التحليل والإرضاء في الآخرة والأولى ، فإن الفقهاء قالوا : العذاب فيه متعين ، وأمكن عفوه تعالى في نفسه ، لكن حكم شريعته يقتضي عدم العفو ، ولذا حكموا بتعيُّنِ العذاب ، وفي قاضي خان : ومن هذا قالوا : إن خصومة الدابة أشد من خصومة الآدمي على الآدمي " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-23, 02:54   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

ما هي الأسئلة التي يواجهها الإنسان في القبر والتي نتعوذ منها ؟.

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

إذا مات ابن آدم وخرجت روحه ووضع في قبره فإنه عندئذٍ سيكون في أول مراحل الآخرة لأن القبر هو أول منزل من منازل الآخرة .

عن هانئ مولى عثمان بن عفان قال : كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فيقال له : قد تَذكر الجنَّةَ والنَّار فلا تبكي وتبكي مِن هذا ؟ فيقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه "، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه " . رواه الترمذي ( 2308 ) وابن ماجه ( 4567 ) . وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 1684 )

ثانياً :

يأتيه الملكان الموكلان به يسألانه عما كان يؤمن به في الدنيا عن ربه وعن دينه وعن نبيِّه ، فإن أجابهم بخيرٍ فذلك خيرٌ ، وإن لم يجبهم فإنهم يضربونه ضرباً شديداً أليماً .

وإن كان من أهل الصلاح جاءه ملائكة بيض الوجوه ، وإن كان من أهل الفساد جاءه ملائكة سود الوجوه ، وهذه هي فتنته التي يُفتن بها .

عن عائشة أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم ، اللهمَّ إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار ، وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر ومن شر فتنة المسيح الدجال ، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب " .

رواه البخاري ( 6014 ) .

قال ابن حجر:

قوله : " ومن فتنة القبر " هي سؤال الملكين .

" فتح الباري " ( 11 / 177 ) .

وقال المباركفوري :

" وفتنة القبر " أي : التحير في جواب الملكين .

" تحفة الأحوذي " ( 9 / 328 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-23, 02:54   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثالثاً :

أمَّا ما هو السؤال الذي تسأله الملائكة في القبر فهو مبين في الحديث الآتي :

عن البراء رضي الله عنه قال :

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر ، ثلاث مرات ، - أو مرتين -

ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس حتى يجلسون منه مد البصر معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة يجيء ملك الموت فيقعد عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فإذا أخذوها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا :

ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون: هذا فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فيفتح لهم فيستقبله من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة ، قال : فيقول الله : اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيُجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، فيقولان له : ما دينك ؟

فيقول : ديني الإسلام فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فيقولان : ما عملك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت به فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من طيبها وروحها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : ومن أنت ؟

فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي . وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح حتى يجلسون منه مد البصر ثم قال : ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول :

يا أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه قال : فتفرق في جسده ، قال : فتخرج فينقطع معها العروق والعصب كما تنزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في تلك المُسوح فيخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على ظهر الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟

يقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي به إلى سماء الدنيا فيستفتحون فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } ( الأعراف / 40 )

قال : فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتطرح روحه طرحا وقال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } ( الحج / 31 )

قال : فيعاد روحه في جسده ويأتيه الملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : وما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري

قال : فينادي مناد من السماء أفرشوا له من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار

قال : فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف عليه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تقم الساعة رب لا تقم الساعة ".

رواه أبو داود ( 4753 ) وأحمد – واللفظ له – ( 18063 ) .

صححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 1676 ) .

فالصحيح أن الملكين لا يسألان الميت في قبره إلا عن أمور التوحيد والعقيدة ، وهو واضح بيِّن .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-23, 02:56   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

ما هو مصير الكفار الذين لم يبلغهم الإسلام ؟ .

الجواب :

الحمد لله

من عدل الله عزّ وجلّ أنه لا يُعذّب قوما إلا بعد البلاغ وقيام الحجّة عليهم ولا يظلم ربّك أحدا

قال الله عزّ وجلّ : ( وما كنّا معذّبين حتى نبعث رسولا )

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية :

قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" إخبار عن عدله تعالى وأنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه كقوله تعالى "

كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير" وكذا قوله "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين" .. "

فالذي لم يسمع عن الإسلام ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم تبلغه الدّعوة بشكل صحيح فإنّ الله لا يعذّبه على موته على الكفر ، فإن قيل : فما مصيره فالجواب أنّ الله يمتحنه يوم القيامة فإن أطاع دخل الجنّة وإن عصى دخل النّار والدليل على ذلك حديث الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعَةٌ [يحتجون]

يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَصَمُّ لا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ فَأَمَّا الأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَأَمَّا الأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الإِسْلامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلامًا

وفي رواية : فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلامًا وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا يُسْحَبُ إِلَيْهَا الحديث رواه الإمام أحمد وابن حبان وصححه الألباني : صحيح الجامع 881

فكلّ من وصلته دعوة الإسلام بطريقة سليمة فقد أُقيمت عليه الحجّة ومن مات ولم تصل إليه أو وصلته غير صحيحة فأمره إلى الله ، هو أعلم بخلقه ولا يظلم ربّك أحدا والله بصير بالعباد .

الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-25, 02:48   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



السؤال :

نرجو أن تخبرنا عن الأمور المتعلقة "بيوم الحساب"

بعذابها, والأسئلة التي ستطرح ؟.


الجواب :

الحمد لله


ثبت في القرآن والسنة أن الإنسان إذا مات فإنه يحاسب عن كل صغيرة وكبيرة عملها في الدنيا من خير أو شر فالخير يجزى عليه والشر يعاقب عليه ، وأول منازل الحساب القبر ففي القبر أول ما يسأل الإنسان عنه: مَن ربك ؟ وما دينك ؟ ومن هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ ، كما جاء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه كما رواه أبو داود في " سننه " ( 4753 ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود ( 2979 )

ثم يوم القيامة يحاسب عن كل صغيرة وكبيرة وإن حوسب عليها في القبر وأول ما يحاسب عليه الصلاة .

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة ، قال : يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم : انظروا في صلاة عبدي أتمَّها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة : كتبت له تامة ، وإن كان انتقص منها شيئاً : قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ، فإن كان له تطوع : قال : أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم " .

رواه أبو داود ( 864 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود ( 770 ) .

ويسأل العبد يوم القيامة عن أمور منها :

ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم " .

رواه الترمذي ( 2422 ) . وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ( 1969 )

وتسأل الأمم يوم القيامة : { ماذا أجبتم المرسلين } القصص / 65 .

هذا بعض ما سيسأل عنه العبد يوم القيامة ، فعلى العبد العاقل الحريص على نجاة نفسه أن يعد للسؤال جواباً ، نسأل الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-25, 02:50   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

أود أن أعرف ماذا يحدث للمسلم بعد وزن جميع أعماله على الميزان

هل يذهب للجنة إذا زادت حسناته عن سيئاته ؟

أم يذهب للنار أولا لكى يتطهر من السيئات التى اقترفها ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

مما يجب الإيمان به من أمور الآخرة :

الميزان الذي يوزن به أعمال العباد ، كما قال سبحانه : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) الأنبياء/47

قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة :

" وَنُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ وَجَزَاءِ الْأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَة ، وَالْعَرْضِ وَالْحِسَابِ ، وَقِرَاءَة الْكِتَابِ ، وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، وَالصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ " انتهى .

والميزان يكون بعد الحساب ، وقبل الصراط :

قال القرطبي رحمه الله :

" قال العلماء : و إذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال ؛ لأن الوزن للجزاء فينبغي أن يكون بعد المحاسبة ، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها ، قال الله تعالى ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا } الآية . و قال ( فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه ) إلى آخر السورة " انتهى من "التذكرة" ص (359).

ومع أنه ـ في الواقع ـ ليس ثمة نص يبين تلك الأعمال مرتبة ، وليس في ذلك إلا اجتهادات لبعض أهل العلم ؛ فإن الترتيب الذي ذكره القرطبي عن العلماء مناسب من حيث الزمن ، لأن الله يحاسب الشخص على أعماله ويقرره بها ، ثم بعد ذلك ينصب له الميزان ليكون نتيجة لتلك المحاسبة ؛ ليُطْلِع الله العبد على مصداق تلك المحاسبة ظاهراً في ميزانه.

( انظر : الحياة الآخرة للعواجي 3/1169)

ثانيا :

إذا وزنت الأعمال ، كان الناس على ثلاثة أقسام :

الأول :

من رجحت حسناته على سيئاته ، وهذا سعيد مفلح ، كما قال تعالى : ( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ) المؤمنون/102، 103 ، وقال : ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ ) القارعة/6-11

الثاني :

من رجحت سيئاته على حسناته ، وهذا إن كان مسلما ، دخل النار ، فإذا هُذّب ونقي أخرج منها ودخل الجنة ، وإن كان كافرا بقي فيها خالدا مخلدا ، كما في آية سورة المؤمنون السابقة .

الثالث :

من استوت حسناته وسيئاته ، وهذا من أصحاب الأعراف ، يكونون في مكان بين الجنة والنار ، يطلعون على هؤلاء وهؤلاء ، كما قال سبحانه : ( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) الأعراف/46 ، 47 ، ومصير أهل الأعراف دخول الجنة بعد ذلك .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (2/289) :

" لما ذكر تعالى مخاطبة أهل الجنة مع أهل النار نبّه أن بين الجنة والنار حجاباً وهو الحاجز المانع من وصول أهل النار إلى الجنة ... قال ابن جرير : والأعراف جمع عرف ، وكل مرتفع من الأرض عند العرب يسمى عرفاً ، وإنما قيل لعرف الديك عرفاً لارتفاعه .

وفي رواية عن ابن عباس : الأعراف : تل بين الجنة والنار ، حبس عليه ناس من أهل الذنوب بين الجنة والنار ، وفي رواية عنه هو سور بين الجنة والنار . وكذا قال الضحاك وغير واحد من علماء التفسير . وقال السدي : إنما سمي الأعراف أعرافاً لأن أصحابه يعرفون الناس .

واختلفت عبارات المفسرين في أصحاب الأعراف من هم ؟ وكلها قريبة ترجع إلى معنى واحد وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ، نص عليه حذيفة وابن عباس وابن مسعود وغير واحد من السلف والخلف رحمهم الله ... وقال ابن جرير : حدثني يعقوب حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال : هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة وخلّفت بهم حسناتهم عن النار ، قال فوقفوا هناك على السور حتى يقضي الله فيهم ... " انتهى .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"وَقَدْ يَفْعَلُ مَعَ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ تُوَازِيهَا وَتُقَابِلُهَا فَيَنْجُو بِذَلِكَ مِنْ النَّارِ وَلَا يَسْتَحِقُّ الْجَنَّةَ بَلْ يَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ . وَإِنْ كَانَ مَآلُهُمْ إلَى الْجَنَّةِ فَلَيْسُوا مِمَّنْ أُزْلِفَتْ لَهُمْ الْجَنَّةُ أَيْ قُرِّبَتْ لَهُمْ إذْ كَانُوا لَمْ يَأْتُوا بِخَشْيَةِ اللَّهِ وَالْإِنَابَةِ إلَيْهِ " .

انتهى من مجموع الفتاوى (16/177) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" سمعت من شخص يقول: إن الأعراف سور بين الجنة والنار يمكثون فيه عدداً من السنين؟

فأجاب :

الناس إذا كان يوم القيامة انقسموا إلى ثلاثة أقسام :

قسم ترجح حسناتهم على سيئاتهم ، فهؤلاء لا يعذبون ويدخلون الجنة ، وقسم آخر ترجح سيئاتهم على حسناتهم ، فهؤلاء مستحقون للعذاب بقدر سيئاتهم ثم ينجون إلى الجنة ، وقسم ثالث سيئاتهم وحسناتهم سواء ، فهؤلاء هم أهل الأعراف ليسوا من أهل الجنة ، ولا من أهل النار ، بل هم في مكان برزخ عالٍ مرتفع يرون النار ويرون الجنة ، يبقون فيه ما شاء الله وفي النهاية يدخلون الجنة

وهذا من تمام عدل الله سبحانه وتعالى أن أعطى كل إنسان ما يستحق ، فمن ترجّحت حسناته فهو من أهل الجنة ، ومن ترجحت سيئاته عذّب في النار إلى ما شاء الله ، ومن كانت حسناته وسيئاته متساوية فهو من أهل الأعراف ، لكنها -أي الأعراف- ليست مستقراً دائماً ، وإنما المستقر: إما إلى الجنة ، وإما إلى النار ، جعلني الله وإياكم من أهل الجنة " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (14/16).

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-25, 02:52   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

والدتي أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة ، والصلاة تصليها ، ولكن لا تعرف ما تقوله في الصلاة ، ولا تحفظ سوى سورة الفاتحة فقط ، ماذا أفعل يا شيخ حاولت أن أعلمها أركان الصلاة وماذا تقول فيها ، ولكنها لا تستطيع لكبر سنها

ثانيا : لا تستطيع نطق الكلام بشكل جيد ، وأيضا لا تؤمن بالحساب بعد الموت لا كفرا منها ، ولكنها لكبرها لا تصدق ، تقول : هل إذا مت سأعيش مرة أخرى ؟ أرجو الرد ، والدعاء لي ولها


الجواب :

الحمد لله

أولا :

الإنسان إذا كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ، فالواجب أن يتعلم ما يقوله في صلاته وكيفية الصلاة ، وكونه لا يقرأ ولا يكتب لا يمنع من ذلك ؛ لأن هذا أمر سهل والحمد لله ، فهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم أكثرهم لم يكن يقرأ ولا يكتب ، ومع ذلك كانوا يحسنون كيف يصلون .

وقراءة الفاتحة في الصلاة ركن من أركانها ، وأما قراءة السورة بعدها فسنة مستحبة ، فإذا لم تأت بها والدتك فلا شيء عليها ، لكن ينبغي أن تعينيها على حفظ قصار السور كالإخلاص والمعوذتين .

وأما السجود فالذكر الواجب فيه هو قول : سبحان ربي الأعلى ، مرة واحدة ، والمستحب ألا يقل عن ثلاث مرات . وهذه الجملة لا شك في يسرها وسهولتها ، وإنما التقصير والتفريط يقع من الإنسان .

وعلى كل ينبغي أن تترفقي بها ، وأن تكوني لها عونا على الاستمرار في الصلاة ، وتعليمها ما تحتاج إليه من الأذكار الواردة فيها ، فإذا عجزت عن تعلِّم ذلك ، وكانت تحسن الفاتحة كما ذكرت فإنها تدعو تسبح بما تحسنه ، وما تعجز عنه فإنه يسقط عنها ، ويعفى لها عنه .

روى أبو داود (792) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لِرَجُلٍ : كَيْفَ تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ ؟ قَالَ : أَتَشَهَّدُ وَأَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ . أَمَا إِنِّي لَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

قال شيخ الإسلام :

" ومن اهتدى لهذا الأصل وهو أن نفس واجبات الصلاة تسقط بالعذر فكذلك الواجبات في الجماعات ونحوها فقد هدى لما جاءت به السنة من التوسط بين إهمال بعض واجبات الشريعة رأسا كما قد يبتلى به بعضهم وبين الإسراف في ذلك الواجب حتى يفضى إلى ترك غيره من الواجبات التي هي أوكد منه عند العجز عنه وان كان ذلك الأوكد مقدورا عليه كما قد يبتلى به آخرون فان فعل المقدور عليه من ذلك دون المعجوز عنه هو الوسط بين الأمرين "

انتهى من مجموع الفتاوى (23/247)

ثانيا :

إنكار البعث بعد الموت أو الشك في حصوله كفر مخرج عن ملة الإسلام بالإجماع ، لقيام الأدلة الصحيحة الصريحة من القرآن والسنة على إثبات البعث ، بل العقل والفطرة السليمة يدلان عليه .

قال تعالى : ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) التغابن /7 ، وقال سبحانه : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ) المؤمنون/12- 16

وقال سبحانه : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) يس/51، 52 ، وقال سبحانه ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ) سورة يــس/78-79

إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على البعث والجزاء وما بعده من الجنة والنار ، وكذلك الأحاديث المتواترة التي تخبر عن قيام الناس من القبور ، وجمعهم في أرض المحشر ، ووقوفهم حفاة عراة غرلا ، ودنو الشمس من الرؤوس ، وما يتلو ذلك من الحساب والجزاء ، ودخول الجنة والنار .

وهذا الأمور من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة ، بل يعلمها غير المسلمين كاليهود والنصارى ، فمن أنكرها أو شك فيها فهو كافر .

فالواجب عليك أن تبيني لها ما يكون من إكرام الله تعالى لأهل طاعته ، بتيسير الحساب عليهم ، وإدخالهم جنته ودار كرامته ، وما أعده لأهل معصيته ومخالفته ، من العذاب والهوان والشقاء حال الموت وفي القبر ويوم القيامة .

واهتمي معها ببيان كمال الله وعدله وحكمته ورحمته ، وأنه لا يليق به أن يترك الناس من غير بعث ولا حساب : ( أفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ * وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ) المؤمنون/115-118

وأنه لا يليق به التسوية في نهاية المطاف بين المؤمن والكافر ، الصالح والطالح : ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) سورة ص/28

( أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) سورة الجاثية/21

وأخبريها أن هذا الظن شتم لله وعيب وتكذيب له : روى البخاري (3193) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أُرَاهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( يَشْتِمُنِي ابْنُ آدَمَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتِمَنِي وَيُكَذِّبُنِي وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَمَّا شَتْمُهُ فَقَوْلُهُ إِنَّ لِي وَلَدًا وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ فَقَوْلُهُ لَيْسَ يُعِيدُنِي كَمَا بَدَأَنِي )

واستعيني في تعليمها وإرشادها بمن تثق فيه من أبنائها وأقاربها .

نسأل الله تعالى أن يهديها ويصلح حالها .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-25, 02:53   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل يمكن للمرء المسلم إن كان من أهل الجنة أن يرى صحابيات النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة إذا بلغ منازلهم ، وكذلك الصالحات من النساء كرابعة العدوية وغيرها من النساء المؤمنات ؟

وجزاكم الله خيراً


الجواب :

الحمد لله

أولاً :

ليس في الجنة نظر سوء ، ولا مرض قلب حتى يبحث الرجال في الجنة عن نساء غيرهم ، ولا النساء يبحثن عن رجال يعرفونهم في الدنيا ، فالجنة دار كرامة الله تعالى ، لا فيها خبث ولا شر ولا سوء ، وليس فيها شهوة محرمة لا تمنيّاً ولا وجوداً .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) .

رواه البخاري ( 3073 ) ومسلم ( 2834 ) .

وفي البخاري ( 3081 ) : ( وَلاَ تَحَاسُد ) .

ثانياً :

ومن نعيم الجنة للرجل أن يرزقه الله زوجات تقصر حبها ونظرها عليه ، ولا ترى أحسن منها ، ولا تشتهي غيره .

قال تعالى : ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ) الصافات/48 .

قال الإمام الطبري – رحمه الله - :

يقول تعالى ذِكْره : وعند هؤلاء المخلصين من عباد الله في الجنة : قاصرات الطرف ، وهنَّ النساء اللواتي قصرن أطرافهن على بعولتهن ، لا يُردن غيرهم ، ولا يمددن أبصارهن إلى غيرهم.

" تفسير الطبري " ( 21 / 41 ) .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :

( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ) أي : وعند أهل دار النعيم في محلاتهم القريبة حور حسان ، كاملات الأوصاف ، قاصرات الطرف ، إما أنها قصرت طرفها على زوجها ، لعفتها وعدم مجاوزته لغيره ، ولجمال زوجها وكماله ، بحيث لا تطلب في الجنة سواه ، ولا ترغب إلا به ، وإما لأنها قصرت طرف زوجها عليها ، وذلك يدل على كمالها وجمالها الفائق

الذي أوجب لزوجها أن يقصر طرفه عليها ، وقصر الطرف أيضاً يدل على قصر النفس والمحبة عليها ، وكلا المعنيين محتمل ، وكلاهما صحيح ، وكل هذا يدل على جمال الرجال والنساء في الجنة ، ومحبة بعضهم بعضا ، محبة لا يطمح إلى غيره ، وشدة عفتهم كلهم ، وأنه لا حسد فيها ، ولا تباغض ، ولا تشاحن ، وذلك لانتفاء أسبابه .

" تفسير السعدي " ( ص 702 ) .

والظاهر أن قوله تعالى ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ) ، وقوله تعالى ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ) ص/52 : أنها في الحور العين ، وفي نساء الدنيا من أهل الجنة ، ومعنى ( عين ) : أي : واسعة العين ، ومعنى ( أتراب ) أي : في سنٍّ واحدة .

ثالثاً :

ولن تكون امرأة في الجنة من غير زواج ، فلكل امرأة زوج ، وليس في الجنة أعزب .

عَنْ أبي هرَيْرَة رضَيَ الله عنه قال : قَالَ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ... وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ ) رواه مسلم ( 2834 ) .

رابعاً :

وأما بخصوص هذه المسألة تحديداً : فالظاهر من النصوص أن المرأة تعيش مع زوجها وذريتها في مملكتها في الجنة ، وأنها تكتفي بزوجها عن الناس – كما سبق - ، ولم يرد نصٌّ خاص في رؤيتها للأجانب عنها هناك ، ولا رؤية الرجال للصالحات والعابدات من المؤمنات من أهل الجنة .

قال الشيخ عبد الرحمن البراك – حفظه الله - :

إن أمور الغيب لا سبيل إلى معرفتها إلا بالخبر عن المعصوم ؛ لأن أمور الغيب لا تدرك بالعقول والتفكير ، فأمور الجنة من الغيب المستور ، والواجب الوقوف عند ما جاءت به النصوص من الكتاب والسنة ، فيجب الإيمان بالجنة وما أخبر الله به من أصناف النعيم فيها ، مع العلم بأن حقائقها لا يعلمها إلا الله

ولم يأت في النصوص أن الرجل يلقى نساء الآخرة ، فلم يرد نفي ولا إثبات للرؤية المسؤول عنها ، وليس لنا أن نقول : إن الإنسان يمكن أن يرى أمهات المؤمنين ، أو نقول : لا يمكن ، بل يجب أن نمسك عن التفكير في هذا والخوض فيه ، فإنه من الفضول ، وليس مما يشرع الدعاء به

ولا مما يشرع تمنيه ، لكن الذي دل عليه القرآن أن المؤمنين يلتقون ويجلسون على السرر متقابلين ، كما قال تعالى : ( ثلة من الأولين . وقليل من الآخرين . على سرر موضونة . متكئين عليها متقابلين ) الواقعة/13 - 16 ، وفي الآية الأخرى : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين ) الحِجر/47

فلا ينبغي الخوض في أمور الغيب بلا علم ، بل إذا طرح مثل هذا السؤال فينبغي أن يجيب الإنسان بقوله : الله أعلم ، ويوجه السائل إلى عدم الخوض في ذلك ؛ لأنه لا فائدة فيه ، ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً ) الإسراء/36 ، وقالت الملائكة : ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) البقرة/32 .

نسأل الله أن يهدينا صراطه المستقيم ، وأن يجعلنا جميعاً من أهل جنات النعيم ، وصلى الله وسلم بارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه .

نقلاً عن " موقع الإسلام اليوم " .

والله أعلم









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ركن من اركان الايمان

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc