فعلى يمين العرش كفة الحسنات، وعلى يسار العرش كفة السيئات، وفي الناحية الثانية من الميزان الصراط، وعلى يمين العرش يجلس الخليل إبراهيم أبو الأنبياء، فأمام الخليل إبراهيم شيئان: كفة الحسنات للميزان، والجنة على يمين الصراط، وسيدنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على يسار العرش أمام كفة السيئات للميزان وأمامه النار فالصحابة استغربوا من ذلك، هل من المعقول أن يكون الخليل إبراهيم عن يمين العرش وأمام الجنة وأمام كفة الحسنات، والحبيب المصطفى على يسار العرش أمام كفة السيئات وأمامه النار، فقال صلى الله عليه وسلم بتواضع: (أنا الذي طلبت من ربي ذلك) أي: من أجل أن أنظر إلى كفة السيئات للمسلم من أمتي، فإن ثقلت سيئاته أقوم فأضع في كفة حسناته بطاقة بحجم نصف الكف، فاستغرب الصحابة لكلمة بطاقة، والبطاقة: رقعة، وفي الكتب القديمة يقال لها: رقعة، قال الحسن البصري: إن أهل مصر يسمون الرقعة بطاقة، كمثل بطاقة في جيبك، البطاقة الشخصية والبطاقة العائلية وبطاقة التموين وهكذا.
فالبطاقة هذه يضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفة الحسنات، فالحسنات تثقل، ويريد صاحبها أن يعرف ما هذه؟ فيذهب وينظر ويقول: من أنت يا صاحب الوجه الوضيء؟ فيقول له: أنا حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم فيقول له: وما هذه البطاقة؟ يقول: هذه صلاتك علي في الدنيا.
صلاةً وسلاماً عليك يا رسول الله.
الدار الآخرة - عمر عبد الكافي