وعليكم السلام ورحمة الله بوركاته
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفعك ونفع بك
أَمَا ...
وإن مهنتك طاعة الله فقد حزت الخير كله ، ونلت كما حصلت على أفضل مهنة على الإطلاق
فإن الله يقول
" يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
وتلع الغاية وليكن الفرض أولا ثم يليه النفل فإن الله لا يقبل نافلة حتى تُؤَدى فريضة ، ولا يقبل عمل الليل حتى يؤدى عمل النهار .. وهكذا .
وأما موضوعك ( كن من تكون )
فإن من عرف قدر هذه النفس أنزلها منزلتها ومازاد على الأمر قيد أنملة ، ومن لم يعرف قدرها سلك بها المسالك ، وخاض بها المهالك
وهذا فرعون يقول بعد فوات الأوان " آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل "
وقد حذرنا الله من التعالى والتكبر وأمرنا بالتواضع والذلة للمؤمنين
" ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا "
" أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني تمنى "
روي أن مالك بن دينار رأى المهلب ابن أبي صفرة يمشي في اختيال !!
فناداه مالك وقال : يا هذا إن هذه المشية يبغضها الله ورسوله
فقال المهلب : ألا تعرفني ؟
قال مالك : بلى أعرفك ، أنت الذي أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وبين هذه وتلك تحمل العذرة .
فطأطأ المهلب رأسه ، وقال عرفتني نفسي .
نسأل الله أن يرزقنا التواضع وحسن الخلق ويجعلنا هداة مهتدين .