فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة - الصفحة 23 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-13, 17:50   رقم المشاركة : 331
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثالثا :

أما الحديث الثاني الوارد في السؤال : ( خمس لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدعهن .. ) ، فمداره على هنيدة بن خالد الخزاعي ، وقد جاء عنه على أوجه إسنادية كثيرة ، وبألفاظ مختلفة :

الوجه الأول : هنيدة بن خالد ، عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها .

وقد رواه عنه الحر بن الصيَّاح ، ورواه عن الحر على هذا الوجه ثلاثة من الرواة :

1- عمرو بن قيس الملائي : يرويه النسائي في " السنن " (2416)، وأحمد في " المسند " (44/59)، والطبراني في " المعجم الكبير " (23/205)، وابن حبان في صحيحه (14/332)

وأبو يعلى في " المسند " (12/469) ولفظه : ( أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صِيَامَ عَاشُورَاءَ ، وَالْعَشْرَ ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ

وَالرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ ) والراوي عن عمرو بن قيس هو أبو إسحاق الأشجعي : مجهول ، ولذلك ضعفه به محققو المسند ، والشيخ الألباني في " إرواء الغليل " (4/111) .

2- وزهير بن معاوية أبو خيثمة : عند النسائي في " الكبرى " (2/135) ولفظ زهير : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، أول اثنين من الشهر ، ثم الخميس ، ثم الخميس الذي يليه )

3- وشريك : أخرجه النسائي في " الكبرى " (2/135)

وأحمد في " المسند " (9/460) طبعة مؤسسة الرسالة، وجعله شريك من مسند ابن عمر بلفظ حديث زهير .

يقول ابن أبي حاتم رحمه الله :

" سألتُ أبِي ، وأبا زُرعة ، عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ شرِيكٌ ، عنِ الحُرِّ بنِ الصياحِ ، عنِ ابنِ عُمر : أنَّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، كان يصُومُ مِن الشّهرِ الاثنين ، والخمِيس الّذِي يلِيهِ ، ثُمّ اثنين الّذِي يلِيهِ .

فقالا : هذا خطأٌ ، إِنّما هُو الحُرُّ بنُ صياحٍ ، عن هُنيدة بنِ خالِدٍ ، عنِ امرأتِهِ ، عن أُمِّ سلمة ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " انتهى.

" العلل " (1/231)

وقال محققو المسند :

" إسناده ضعيف، شريك - وهو ابن عبد الله النخعي -، سيئ الحفظ ، وقد اختلف عليه في لفظ الحديث – ثم ذكروا ذلك الاختلاف - " انتهى.

" المسند " (9/460)

الوجه الثاني : عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

يرويه أبو عوانة ، عن الحر بن الصياح ، عن هنيدة ، على هذا الوجه : أخرجه أبو داود (رقم/2437)، والنسائي (2372)، (2418)، وأحمد (37/24)، (44/69)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (4/284)

والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (2/76) ولفظه عند أبي داود : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر ، أول اثنين من الشهر والخميس )

الوجه الثالث : عن هنيدة ، عن أمه ، عن أم سلمة

من طريق محمد بن فُضَيل ، قال : حدثنا الحسن بن عُبيد الله ، عن هنيدة الخزاعي ، عن أمه ، عن أم سلمة قالت : ( كَانَ رَسُولُ اللهِِ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُ بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أيَّامٍ : أوَّلَ خَمِيسٍ

وَالاثْنَيْنَ وَالاثْنَيْنَ - وفىِ رواية - : كَانَ رَسُولُ اللهِِ صلى الله عليه وسلم يَاْمُرُنِي أَنْ أصُومَ ثَلاثَةَ أيَّام مِنَ الشَّهْرِ : الاثْنَيْن ، وَالْخَمِيس ، وَالاثْنَيْن مِنَ الْجُمُعَةِ الأخْرَى -

وفي رواية -: كَانَ رَسُولُ اللهِِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرنِي أَنْ أصُومَ ثَلاثَةَ أيَامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، أوَّلُهَا الاثْنَيْنَ ، وَالْجُمُعَة ، وَالْخَمِيس )

أخرجه أحمد (44/82) ، وأبو يعلى في " المسند " (12/315) ، وأبو داود (2452)، والنَّسائي (4/221)، وليس فيه ذكر لصيام تسع ذي الحجة ، وصيام يوم عاشوراء ، بل اقتصر على صيام ثلاثة أيام من كل شهر .

الوجه الرابع : عن هنيدة ، عن امرأته ، عن أم سلمة

من طريق عبد الرحيم بن سليمان ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن الحر بن صياح ، عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن أم سلمة – باللفظ السابق -

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (23/216)، (23/420)، وأبو يعلى في " المسند "

الوجه الخامس : عن هنيدة بن خالد ، قال : دخلتُ على أم المؤمنين – ولم يعين اسمها - .

من طريق زهير بن معاوية ، عن الحر بن الصياح ، قال سمعت هنيدة الخزاعي قال : دخلت على أم المؤمنين سمعتها تقول

: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام : أول اثنين من الشهر ، ثم الخميس ، ثم الخميس الذي يليه ) يرويه النسائي (رقم/2415)

والحاصل أن نقاد الحديث اختلفوا في الحكم على هذا الحديث بسبب كل هذا الاختلاف في سنده ومتنه :

فضعف الحديثَ الزيلعي في " نصب الراية " (2/157)، ومحققو مسند أحمد ، والشيخ ابن باز – كما في " مجموع فتاوى ابن باز " (15/417) – وذلك لاضطراب سنده ومتنه ، ولعل هذا هو المتجه في الحكم على الحديث .

وصحح الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود " (7/196-199) روايتي زهير بن معاوية وأبي عوانة عن الحر بن الصياح .

وجاء في " العلل " للدارقطني (15/121-122):

" وسئل عن حديث هنيدة بن خالد الخزاعي ، عن حفصة ، قالت : أربعة لم يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم : صيام عاشوراء ، والعشر ، وثلاثة أيام من كل شهر ، والركعتان قبل الغداة .

فقال : يرويه الحر بن الصياح ، عن هنيدة بن خالد الخزاعي ، عن حفصة .

وخالفه الحسن بن عبيد الله ، واختلف عنه : فرواه عبد الرحيم بن سليمان ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أمه ، عن أم سلمة ؛ ورواه أبو عوانة

عن الحر بن الصياح ، عن هنيدة ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يسمها " انتهى.

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 17:57   رقم المشاركة : 332
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لم يثبت عن الإمام الشافعي قوله إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم

السؤال


سمعت أن الإمام الشافعي ذهب لقبر الإمام أبي حنيفة ليدعو الله لنفسه تيمنا ببركة المكان ، وأرى أن هذا أمر خطير ؛ لأننا لا نتبرك بمكان إلا بقول من الله أو رسوله . سأكون ممتنا إذا ما وضحتم أمر هذه الرواية

فهذا الأمر يربكني كثيرا ؛ لأنه قاله أناس يقومون بعمل الكثير من أجل الدين ، ولكنهم يدافعون عن بعض معتقدات كهذه ؟

الجواب

الحمد لله


أولا : تخريج الأثر عن الإمام الشافعي رحمه الله

هذه القصة يرويها مكرم بن أحمد في كتابه " مناقب أبي حنيفة " - كما في رواية القاضي أبي عبد الله الحسين بن علي الصيمري للكتاب (ص/94)

وعنه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (1/123) - فيقول مكرم بن أحمد :

ثنا عمر بن إسحاق بن إبراهيم ، قال ثنا علي بن ميمون ، قال سمعت الشافعي يقول :

( إني لأتبرك بأبي حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائرا - فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين ، وجئت إلى قبره ، وسألت الله الحاجة ، فما تبعد عني حتى تقضى )

ثانيا : الحكم على إسناده

في هذا الإسناد مطاعن عدة :

الأول : كتاب مكرم بن أحمد اتهمه الدارقطني باشتماله على الوضع والكذب بسبب أحد شيوخه ، واسمه أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس الحماني .

قال الخطيب البغدادي رحمه الله :

" حدثني أبو القاسم الأزهري ، قال : سئل أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني - وأنا أسمع - عن جمع مكرم بن أحمد فضائل أبى حنيفة فقال : موضوع

كله كذب ، وضعه أحمد بن المغلس الحماني قرابة جبارة ، وكان في الشرقية " انتهى.

" تاريخ بغداد " (4/209)، وانظر ترجمة : أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس الحماني في " لسان الميزان " (1/269) ، وينظر أيضا : تعليق العلامة المعلمي على كلام الدارقطني في: " التنكيل " (1/59) .

الثاني : عمر بن إسحاق بن إبراهيم : لم نقف له على ترجمة .

الثالث : علي بن ميمون : إن كان هو الرقي فهو ثقة كما قال أبو حاتم ، ولكننا لم نقف على من أثبت له سماعا عن الشافعي رحمه الله .

ثالثا : أقوال أهل العلم في هذا الأثر

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" المنقول في ذلك إما أن يكون كذبا على صاحبه :

مثل ما حكى بعضهم عن الشافعي أنه قال : ( إني إذا نزلت بي شدة أجيء فأدعو عند قبر أبي حنيفة فأجاب ) أو كلاما هذا معناه .

وهذا كذلك معلوم كذبه بالاضطرار عند من له معرفة بالنقل :

فإن الشافعي لما قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة ، بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفا .

وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين ، من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء ، فما باله لم يَتَوَخَّ الدعاء إلا عنده .

ثم إن أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد وطبقتهم ، لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند أبي حنيفة ولا غيره .

ثم قد تقدم عند الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها.

وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه " انتهى باختصار.

" اقتضاء الصراط المستقيم " (2/692)

ويقول العلامة ابن القيم رحمه الله :

" والحكاية المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر " انتهى.

" إغاثة اللهفان " (1/246)

ويقول العلامة المعلمي رحمه الله :

" مَن عُمَرُ هذا – يعني عمر بن إسحاق بن إبراهيم الراوي للأثر - ، ومَن شيخُه ، أمُوَثَّقان هما عند الخطيب كما زعم الكوثري ؟!

أما أنا فقد فتشت " تاريخ بغداد " فلم أجد فيه ، لا موثقين ولا غير موثقين ، بل ولا وجدتهما في غيره .

نعم في غيره علي بن ميمون الرقي يروي عن بعض مشايخ الشافعي ونحوهم ، وهو موثق ، لكن لا نعرف له رواية عن الشافعي ، وقد راجعت

" توالي التأسيس " لابن حجر لأنه حاول فيها استيعاب الرواة عن الشافعي فلم أجد فيهم علي بن ميمون ، لا الرقي ولا غيره ، انظر "توالي التأسيس" (ص/81)

هذا حال السند ، ولا يخفى على ذي معرفة أنه لا يثبت بمثله شيء

ويؤكد ذلك حال القصة ، فإن زيارته قبر أبي حنيفة كل يوم بعيد في العادة ، وتحريه قصده للدعاء عنده بعيد أيضاً ، إنما يعرف تحري القبور لسؤال الحوائج عندها بعد عصر الشافعي بمدة

فأما تحري الصلاة عنده فأبعد وأبعد " انتهى.

" التنكيل " (1/60)

ويقول الشيخ الألباني رحمه الله :

" فهذه رواية ضعيفة بل باطلة ، فإن عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف ، وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال .

ويحتمل أن يكون هو عمرو - بفتح العين - بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسي ، وقد ترجمه الخطيب ، وذكر أنه بخاري قدم بغداد حاجا سنة 341هـ ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، فهو مجهول الحال .

ويبعد أن يكون هو هذا ، إذ إن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة 247هـ على أكثر الأقوال ، فبين وفاتَيهما نحو مائة سنة ، فيبعد أن يكون قد أدركه .

وعلى كل حال فهي رواية ضعيفة لا يقوم على صحتها دليل " انتهى.

" السلسلة الضعيفة " (رقم/22)

وفي "اقتضاء الصراط المستقيم" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (2/680-710) مبحث طويل في حكم قصد الدعاء عند قبر معين تبركا به ، خلاصته الحكم ببدعية هذا الفعل وعدم شرعيته

وقد سبق ذكر ذلك في جواب السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 18:00   رقم المشاركة : 333
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم قراءة القرآن الكريم على القبور، ودعاء الإنسان لنفسه عند القبر

السؤال

ما حكم قراءة القرآن الكريم على القبور ؟

والدعاء للميت عند قبره ؟

ودعاء الإنسان لنفسه عند القبر ؟


الجواب

الحمد لله

" قراءة القرآن الكريم على القبور بدعة ، ولم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه

وإذا كانت لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ، فإنه لا ينبغي لنا نحن أن نبتدعها من عند أنفسنا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما صح عنه :

( كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )

والواجب على المسلمين أن يقتدوا بمن سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان حتى يكونوا على الخير والهدى ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

: ( خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ) .

وأما الدعاء للميت عند قبره فلا بأس به ، فيقف الإنسان عند القبر ويدعو له بما يتيسر مثل أن يقول : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، اللهم أدخله الجنة ، اللهم افسح له في قبره ، وما أشبه ذلك .

وأما دعاء الإنسان لنفسه عند القبر فهذا إذا قصده الإنسان فهو من البدع أيضاً ؛ لأنه لا يخصص مكان للدعاء ، إلا إذا ورد به النص ، وإذا لم يرد به النص ، ولم تأت به السنة

فإنه – أعني تخصيص مكان لدعاء – أيًّا كان ذلك المكان يكون تخصيصة بدعة " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (17/228) .

قراءة القرآن عند القبر، غير مشروعة ، لعدم ورودها عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء ما نصه :

هل يجوز قراءة الفاتحة أو شيء من القرآن للميت عند زيارة قبره ، وهل ينفعه ذلك ؟

فأجابت :

( ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يزور القبور ، ويدعو للأموات بأدعية علمها أصحابه ، وتعلموها منه ، من ذلك : ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون

نسأل الله لنا ولكم العافية ) ، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ سورة من القرآن أو آيات منه للأموات مع كثرة زيارته لقبورهم ، ولو كان ذلك مشروعاً لفعله

وبينه لأصحابه ؛ رغبةً في الثواب ، ورحمةً بالأمة ، وأداءً لواجب البلاغ ، فإنه كما وصفه تعالى بقوله : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )التوبة/128.

فلما لم يفعل ذلك مع وجود أسبابه دل على أنه غير مشروع ، وقد عرف ذلك أصحابه رضي الله عنهم فاقتفوا أثره ، واكتفوا بالعبرة والدعاء للأموات عند زيارتهم

ولم يثبت عنهم أنهم قرأوا قرآناً للأموات ، فكانت القراءة لهم بدعة محدثة ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه )

انتهى من فتاوى اللجنة 9/38

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 18:04   رقم المشاركة : 334
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حديث الرجل الذي منعه الصدق من سائر المنكرات

السؤال

هل ورد هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً أتى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : إنني سرقت وشربت الخمر وقامرت وكذبت ، وأريد أن أتوب من هذه الأفعال

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليك بالتوقف عن الكذب ، وجميع المنكرات التي ذكرتها سوف تذهب عنك من تلقائها . فوافق الرجل على ترك الكذب

. وفي الليلة التالية ذهب الرجل ليسرق ، ولكن الرجل فكر في أنه إذا سرق سوف يأتي أهله في ساعة متأخرة

وعندما يسألونه أين كان ، فسوف يكذب عليهم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بأن لا يكذب ، فقرر أنه لا يسرق مرة أخرى ، وبعد فترة أراد الرجل أن يشرب خمرا ، ولكنه عندما أدرك أنه عندما يشرب سوف يسأل عن رائحته

وأنه عليه أن يكذب حول رائحته ، وتوقف الرجل عن الكذب ، فبالتالي توقف عن الشرب والسرقة والقمار . أرجو من فضيلتكم أن تجيبوني في حكم هذا الحديث

لأن معلمي طلب مني إلقاء كلمة على الطلاب والمعلمين تحتوي على هذا الحديث. وجزاكم الله خير الجزاء .


الجواب

الحمد لله

أولا :

ليس هذا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يعرف له أصل في كتب السنة ، وإنما تنقله بعض كتب الآداب والرقائق التي هي مظنة الأحاديث الضعيفة والموضوعة .

جاء في كتاب " المحاسن والأضداد " للجاحظ (ص/14)

وكتاب " ربيع الأبرار " للزمخشري (ص/376) :

" قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : أنا أستسر بخلال أربع : الزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، والكذب ، فأيتهن شئت تركت لك يا رسول الله ؟

قال : دع الكذب .

فلما تولى همَّ بالزنا ، فقال : يسألني ، فإن جحدت نقضته ما جَعلتُ له ، وإن أقررت حددت أو رجمت .

ثم هم بالسرقة ، ثم في شرب الخمر ، ففكر في مثل ذلك .

فرجع إليه فقال : قد أخذت علي السبيل ، قد تركتهن أجمع " انتهى.

ومثله في كتاب " التذكرة الحمدونية " (ص/301)، والكامل في الأدب للمبرد (2/156)

وتُنقل هذه القصة أيضا عن بعض أهل العلم من المشايخ أرباب السلوك ، أنه نصح بعض التائبين إليه بترك الكذب ، فأدى به إلى ترك جميع المعاصي ، ولعل ذلك هو الأقرب للصواب في شأن القصة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" من عقوبة السيئة السيئة بعدها ، ومن ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، والحسنات والسيئات قد تتلازم ويدعو بعضها إلى بعض ، كما في الصحيح عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

( إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا

وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ) رواه البخاري (6094) ومسلم (2607)

ثم قال : فالصدق مفتاح كل خير ، كما أن الكذب مفتاح كل شر ، ولهذا يقولون عن بعض المشايخ إنه قال لبعض من استتابه من أصحابه : أنا لا أوصيك إلا بالصدق ، فتأملوا فوجدوا الصدق يدعوه إلى كل خير " انتهى.

" الاستقامة " (467)

ثانيا :

ننقل هنا عن العلامة ابن القيم كلاما مفيدا في تفسير كيف أن الكذب هو سبب المعاصي والآثام.

قال رحمه الله :

" إياك والكذب ، فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه ، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس ، فإن الكذب يصور المعدوم موجودا

والموجود معدوما ، والحق باطلا والباطل حقا ، والخير شرا والشر خيراً ، فيفسد عليه تصوره وعلمه ، عقوبة له .

ثم يصور ذلك في نفس المخاطب المغتر به الراكن إليه ، فيفسد عليه تصوره وعلمه ، ونفس الكاذب معرضة عن الحقيقة الموجودة ، نزاعة إلى العدم ، مؤثرة للباطل .

وإذا فسدت عليه قوة تصوره وعلمه - التي هي مبدأ كل فعل إرادي - فسدت عليه تلك الأفعال ، وسرى حكم الكذب إليها ، فصار صدورها عنه كمصدر الكذب عن اللسان ، فلا ينتفع بلسانه ولا بأعماله .

ولهذا كان الكذب أساس الفجور ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

- فذكر حديث ابن مسعود السابق - وأول ما يسري الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده ، ثم يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها كما أفسد على اللسان أقواله

، فيعم الكذب أقواله وأعماله وأحواله ، فيستحكم عليه الفساد ، ويترامى داؤه إلى الهلكة إن لم يتدراكه الله بدواء الصدق يقلع المادة من أصلها .

ولهذا كان أصل أعمال القلوب كلها الصدق ، وأضدادها من الرياء والعجب والكبر والفخر والخيلاء والبطر والأشر والعجز والكسل والجبن والمهانة وغيرها أصلها الكذب

فكل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق ، وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب ، والله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه

ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته ، فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ، ولا مفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب " انتهى باختصار.

" الفوائد " (ص/144-145)

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 18:58   رقم المشاركة : 335
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 17:36   رقم المشاركة : 336
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali harmal مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا .
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
وجزاك الله عني كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 17:42   رقم المشاركة : 337
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


هل هناك أدعية وأذكار خاصة بصلاة المغرب ؟

السؤال

هل هذه الأدعية صحيحة

: 1- يستحب أن يقول المسلم قبل المغرب بقليل : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) عشر مرات . فيرسل الله لنا حرسا يحموننا من الشيطان حتى نصبح

، ويكتب لنا عشر حسنات موجبات ، ويمحى عنا عشر سيئات موبقات ، ويكتب لنا أجر عتق عشر رقاب مؤمنات .

2- وعند سماع أذان المغرب : ( اللهم هذا إقبال ليلك ، وإدبار نهارك

وأصوات دعاتك ، فاغفر لي ) 3

- وبعد المغرب يستحب أن يصلي المسلم ركعتين ثم يقول : ( يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك )

. 4- وبعد صلاة المغرب وقبل أن يكلم الناس : ( اللهم إني أسألك الجنة ، اللهم أجرني من النار ) سبع مرات. وجزاكم الله خيرا .


الجواب


الحمد لله


لم نقف على حديث صحيح يدل على استحباب ذكر أو دعاء معين يقال عند صلاة المغرب خاصة ، سواء قبلها أم بعدها ، ولكن هناك أذكار الصباح والمساء الكثيرة المشهورة

التي يمكن أن يأتي بها العبد المسلم قبيل صلاة المغرب أو بعدها ، ولكنها لا تتعلق بفريضة المغرب نفسها.

ونحن هنا نبين حكم الأحاديث الواردة في السؤال ، ونبين ما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة:

الحديث الأول :

عَنْ عُمَارَةَ بْنِ شَبِيبٍ السَّبَأِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، عَشْرَ مَرَّاتٍ عَلَى إِثْرِ الْمَغْرِبِ ، بَعَثَ اللَّهُ مَسْلَحَةً –

أي : حرسا - يَحْفَظُونَهُ مِنْ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ مُوجِبَاتٍ ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ مُوبِقَاتٍ ، وَكَانَتْ لَهُ بِعَدْلِ عَشْرِ رِقَابٍ مُؤْمِنَاتٍ )

رواه الترمذي (رقم/3534) وقال : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد ، ولا نعرف لعمارة بن شبيب سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم .

فهو إذن حديث ضعيف ، والثابت هو أن التهليل عشر مرات مستحب في أذكار الصباح والمساء ، فمن جاء بهذا الذكر عقب صلاة المغرب على اعتبار أن ما بعد المغرب هو من المساء

فلا حرج عليه ، وإن وإن كان المختار له أن يقتصر على الأذكار المعروفة أدبار الصلوات المكتوبات ، والمخرج أن يأتي بها بعد انتهاء أذكار ما بعد الصلاة .

عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ

وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ )

رواه البخاري (رقم/3293) ومسلم (2691)

وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ :

( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ : كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، وَحَطَّ اللهُ عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ

وَرَفَعَهُ اللهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ ، وَكُنَّ لَهُ كَعَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُنَّ لَهُ مَسْلَحَةً مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ ، وَلَمْ يَعْمَلْ يَوْمَئِذٍ عَمَلاً يَقْهَرُهُنَّ ، فَإِنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي ، فَمِثْلُ ذَلِكَ )

رواه أحمد (38/545) وصححه محققو طبعة مؤسسة الرسالة، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/114)

الحديث الثاني :

عَنْ أبي كثير مولى أم سلمة ، عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقُولَ عِنْدَ أَذَانِ الْمَغْرِبِ :

( اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا إِقْبَالُ لَيْلِكَ ، وَإِدْبَارُ نَهَارِكَ ، وَأَصْوَاتُ دُعَاتِكَ : فَاغْفِرْ لِي )

رواه عن أبي كثير ثلاثة من الرواة ، وهم :

1- عبد الرحمن بن إسحاق : أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/31) ، وعبد بن حميد (رقم/1543)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/303)

2- القاسم بن معن المسعودي : رواه أبو داود (530)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (1/410)

3- حفصة بنت أبي كثير : رواه الترمذي (3589).

وأبو كثير مولى أم سلمة ليس فيه تعديل ولا تجريح ، بل قال الترمذي : إنه لا يعرفه.

ولذلك حكم بعض أهل العلم على الحديث بالضعف ؛ قال الترمذي رحمه الله :

" حديث غريب " ، وقال الشيخ الألباني رحمه الله : " هذا الحديث لا يجوز نشره بين الأمة إلا مع بيان حاله من الضعف " انتهى.

" تمام المنة " (ص/149)، وانظر "ضعيف أبي داود" (1/191)

وأما تصحيح الحاكم له في "المستدرك " (1/314) ، فقول مرجوح .

وعلى كل حال لا حرج في الدعاء بما ورد في هذا الحديث ، ولكن من غير اعتياد هذا التوقيت ، ولا اعتقاد فضل خاص به ، أو أنه من الأوراد الثابتة في المساء .

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :

" وهو دعاء لا محذور فيه ، لكن توقيته تعبداً لا يصح فيه حديث " انتهى.

" معجم المناهي اللفظية " (ص/608)

الحديث الثالث :

عن أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت :

( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاة المغرب يدخل فيصلي ركعتين ، ثم يقول فيما يدعو : يا مقلب القلوب ، ثبت قلوبنا على دينك .

فقلت : يا رسول الله ! أتخشى على قلوبنا من شيء ؟ قال : ما من إنسان إلا قلبه بين أصبعين من أصابع الله عز وجل ، فإن استقام أقامه ، وإن أزاغ أزاغه )

رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (رقم/657) قال : حدثنا ابن أبي داود ، ثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي ، ثنا سعيد بن الصلت ، ثنا عطاء بن عجلان ، عن أبي نضرة ، عن أبي هريرة ، عن أم سلمة به .

وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب عطاء بن عجلان ، فقد ذهب أكثر المحدثين إلى تركه واتهامه بالكذب . انظر : " تهذيب التهذيب " (7/209)

ويغني عنه حديث أَنَس بن مالك رضي الله عنه قَالَ :

( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ )

رواه الترمذي (رقم/2140) وأحمد في " المسند " (19/160) ، وقال الترمذي : " وفي الباب عن النواس بن سمعان ، وأم سلمة ، وعبيد الله بن عمرو ، وعائشة

وروى بعضه عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحديث أبي سفيان عن أنس أصح " انتهى.

وقد حسنه الترمذي ، وصححه ابن تيمية في " درء التعارض " (9/34)، . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترمذي " ، وصححه محققو مسند أحمد ، طبعة مؤسسة الرسالة ، وقالوا : إسناده قوي على شرط مسلم .

الحديث الرابع :

عن مسلم بن الحارث التميمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إِذَا انْصَرَفْتَ مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ فَقُلْ : اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ النَّارِ ، سَبْعَ مَرَّاتٍ ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ ثُمَّ مِتَّ فِي لَيْلَتِكَ كُتِبَ لَكَ جِوَارٌ مِنْهَا ، وَإِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُلْ كَذَلِكَ ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ فِي يَوْمِكَ كُتِبَ لَكَ جِوَارٌ مِنْهَا )

رواه أبو داود (5079) ، وأحمد في " المسند " (29/593)، وحسنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/326) ، لكن ضعفه الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/1624)، وضعفه كذلك محققو مسند أحمد طبعة مؤسسة الرسالة .

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن هذا الحديث فقال :

" الحديث في سنده ضعف ، وإذا فعله الإنسان فهو حسن إن شاء الله ؛ لأن سنده مقارب للحسن ، وفيه لين ، فإذا فعله الإنسان فلا حرج إن شاء الله " انتهى.

نقلا عن محاضرة مفرغة لسماحة الشيخ

وعلى كل حال يغني عنه أيضا حديث أنس رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ، ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار : اللهم أجره من النار )

رواه الترمذي (2572) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترمذي ".

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 17:45   رقم المشاركة : 338
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث عن غزو الهند

السؤال

هناك حديث يتكلم عن غزو الهند ، وأن من يشارك في هذا الغزو فإنه يدخل الجنة ، أريد معرفة صحة هذا الحديث ، والمرجع ، وسلسلة الرواة ، وشرحه بالتفصيل .جزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله

أولا :

الأحاديث الواردة في غزو الهند هي كالآتي :

الحديث الأول :

عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ

: عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ ، وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام ) العصابة : الجماعة . أحرزهما : وقاهما .

رواه النسائي (رقم/3175)، والإمام أحمد في " المسند " (37/81) طبعة مؤسسة الرسالة ، وحسنه محققو هذه الطبعة ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/1934)

الحديث الثاني :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( وَعَدَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ الْهِنْدِ ، فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ مِنْ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ ، وَإِنْ رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ )

ورد هذا الحديث من طرق ثلاثة عن أبي هريرة :

الطريق الأولى : عن جبر بن عبيدة عن أبي هريرة .

رواه الإمام أحمد في " المسند " (12/28) وغيره ، وهذا إسناد ضعيف بسبب جبر بن عبيدة ،

لم يرو عنه إلا راو واحد اسمه سيار بن الحكم ، ولم يوثقه أحد ، وإنما ذكره ابن حبان في " الثقات " ذكرا مجردا ، ولذلك قال الإمام الذهبي : " لا يُعرف مَن ذا ، والخبر منكر "

انتهى. انظر : " تهذيب التهذيب " (2/59)

الطريق الثاني : البراء بن عبد الله الغنوي ، عن الحسن البصري ، عن أبي هريرة قال :

( حَدَّثَنِي خَلِيلِي الصَّادِقُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ : يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْثٌ إِلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ ، فَإِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُ فَاسْتُشْهِدْتُ فَذَاكَ

، وَإِنْ أَنَا - فَذَكَرَ كَلِمَةً - رَجَعْتُ وَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ ، قَدْ أَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ )

رواه النسائي في " السنن " (رقم/3173)، وأحمد في " المسند " (14/419)، ولكنه إسناد ضعيف أيضا ، بسبب البراء بن عبد الله الغنوي الذي اتفقت كلمة النقاد على تليين حديثه

كما في " تهذيب التهذيب " (1/427)، ثم فيه انقطاع ما بين الحسن البصري وأبي هريرة رضي الله عنه .

الطريق الثالث : هاشم بن سعيد ، عن كنانة بن نبيه ، عن أبي هريرة .

رواه ابن أبي عاصم في " الجهاد " (رقم/247)، ولكنه إسناد ضعيف أيضا بسبب هاشم بن سعيد ، قال عنه ابن معين : ليس بشيء . وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث

. انظر : " تهذيب التهذيب " (11/17)

الطريق الرابع : عن صفوان بن عمرو ، عن بعض المشيخة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكر الهند -

فقال : ( ليغزون الهند لكم جيش يفتح الله عليهم ، حتى يأتوا بملوكهم مغللين بالسلاسل ، يغفر الله ذنوبهم ، فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام ) قال أبو هريرة

: إن أنا أدركت تلك الغزوة بعت كل طارف لي وتالد وغزوتها ، فإذا فتح الله علينا وانصرفنا فأنا أبو هريرة المحرر ، يقدم الشام فيجد فيها عيسى بن مريم ، فلأحرصن أن أدنوا منه فأخبره أني قد صحبتك يا رسول الله

. قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك ثم قال : هيهات ، هيهات .

رواه نعيم بن حماد في " الفتن " (ص/409) وفي سنده إبهام الراوي عن أبي هريرة ، كما أن في سنده بقية بن الوليد مدلس وقد عنعن .

الحديث الثالث : ( يغزو قوم من أمتي الهند ، فيفتح الله عليهم ، حتى يلقوا بملوك الهند مغلولين في السلاسل ، يغفر الله لهم ذنوبهم ، فينصرفون إلى الشام فيجدون عيسى بن مريم بالشام )

رواه نعيم بن حماد في " الفتن " (ص/399) قال : حدثنا الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، عمن حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا إسناد ظاهر الضعف بسبب عنعنة الوليد بن مسلم ، وظاهره ـ أيضا ـ الإرسال ، لأنه ليس فيه أن من حدث صفوان بن عمرو سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أنه كان صحابيا .

فالخلاصة أن حديث ثوبان هو الذي صح في غزوة الهند ، وأما حديث أبي هريرة فعامة أسانيدها ضعيفة

فالله أعلم .

ثانيا :

الذي يبدو من ظاهر حديث ثوبان وحديث أبي هريرة ـ إن صح ـ أن غزوة الهند المقصودة ستكون في آخر الزمان ، في زمن قرب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام

وليس في الزمن القريب الذي وقع في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" وقد غزا المسلمون الهند في أيام معاوية سنة أربع وأربعين ، وكانت هنالك أمور سيأتي بسطها في موضعها ، وقد غزا الملك الكبير الجليل محمود بن سبكتكين صاحب غزنة في حدود أربعمائة بلاد الهند

فدخل فيها ، وقتل ، وأسر ، وسبى ، وغنم ، ودخل السومنات ، وكسر الند الأعظم الذي يعبدونه ، واستلب سيوفه ، وقلائده ، ثم رجع سالما مؤيدا منصورا " انتهى.

" البداية والنهاية " (6/223)

ولذلك يقول العلامة حمود التويجري رحمه الله :

" وما ذكر في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه نعيم بن حماد من غزو الهند ؛ فهو لم يقع إلى الآن ، وسيقع عند نزول عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام ، إن صح الحديث بذلك . والله أعلم " انتهى.

" إتحاف الجماعة " (1/366)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 17:47   رقم المشاركة : 339
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يسأل عن حديث لم نجده في كتب السنة في فضل المرأة المتحجبة

السؤال

أريد التأكد من صحة الحديث فيما معناه : ( إن المرأة المتسترة سترا كاملا لو مشت على بول لطهرته ) هل هذا الحديث صحيح ، وما هو نصه الكامل ؟

الجواب

الحمد لله


لم نقف على حديث بالمعنى الوارد في السؤال ، ولا على حديث قريب منه

ولكن يكفي الحجاب فضلا أن الله عز وجل أمر به في كتابه الكريم

فقال سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الأحزاب/59.

فالمرأة المتسترة ملتزمة بأمر الله ، ممتثلة لشرعه ، ومن كانت كذلك استحقت المغفرة عند الله عز وجل .

يقول الله عز وجل : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ

وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) الأحزاب/35.

يقول العلامة السعدي رحمه الله :

" ( وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ ) عن الزنا ومقدماته " انتهى.

" تيسير الكريم الرحمن " (ص/664)

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ )

رواه البخاري (رقم/6474)

ولا شك أن المرأة المتحجبة حجابا كاملا مع تخَلُّقِها بالعفاف والحياء ، أكثرُ صيانةً لنفسها وعرضها من تلك التي نقص حجابها ، وانكشف شيء من بدنها ، وإن كانت هذه الثانية بعيدة أيضا عن الزنا ومقدماته .

ولذلك وعد الله عز وجل النساء اللاتي تحلين بالحجاب الكامل وصيانة العرض عن الحرام المغفرةَ والأجرَ العظيم ، وضمن لهن النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 17:50   رقم المشاركة : 340
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث شيبتني هود وأخواتها

السؤال

( شيبتني هود وأخواتها ) ما هي أخوات هود من السور ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

هذا الحديث روي بأسانيد كثيرة ، وعلى أوجه مختلفة ، مدار هذه الأوجه كلها على أبي إسحاق السبيعي الراوي الثقة المشهور ، ولكن الوجه الذي رجحه أهل العلم من المحدثين النقاد هو الوجه الآتي :

عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عكرمة ، عن أبي بكر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا السند منقطع ما بين عكرمة وأبي بكر رضي الله عنه ، فيكون الحديث ضعيفا .

ودليل كون هذا الوجه هو سند الحديث الذي روي به ، وأن ما عداه من الأوجه إنما هي أخطاء من الرواة : أن هذا الوجه رواه عن أبي إسحاق السبيعي ثلاثة من الثقات الحفاظ ، وهم :

1- أبو الأحوص سلام بن سليم : كما في سنن سعيد بن منصور (5/370)، ومصنف عبد الرزاق (6/151)

2- زهير بن معاوية : كما في " العلل " للدارقطني (1/204)

3- إسرائيل بن يونس : وإن كان قد اختلف عليه أيضا ، لكن أكثر أصحابه يروون عن إسرائيل حديث أبي إسحاق على هذا الوجه ، ومنهم صاحبه عبد الله بن رجاء

وهو من المقدمين في إسرائيل ، ولذلك رجح الإمام الدارقطني هذا الوجه عنه ، كما في " العلل " (1/203) فقال : " لم يذكر فيه ابن عباس ، وهو الصواب عن إسرائيل " انتهى.

وأما الأوجه الأخرى التي رويت عن أبي إسحاق السبيعي ، فهي :

إما يرويها بعض الضعفاء أو المتروكين عنه فلا تقبل .

وإما يرويها بعض الثقات ، ولكن روايتهم مرجوحة ، لمخالفتهم من هم أوثق منهم وأكثر عددا، خاصة أن إسرائيل بن يونس كان يقول عن نفسه : كنت أحفظ حديث أبي إسحاق

كما أحفظ السورة من القرآن . وقال فيه ابن مهدي : إسرائيل في أبى إسحاق أثبت من شعبة والثوري .

انظر: " تهذيب التهذيب " (1/263)

جاء في " العلل " (2/110) لابن أبي حاتم رحمه الله :

" سئل أبي عن حديث : أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شيبك ؟ قال شيبتني هود . الحديث .

متصلا أصح - كما رواه شيبان - أو مرسلا - كما رواه أبو الأحوص - مرسلا .

قال : مرسل أصح " انتهى .

وقال أيضا :

" رواه شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، أن أبا بكر ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا أشبههما بالصواب ، والله أعلم " انتهى.

" العلل " (2/134)

وقال الإمام الترمذي رحمه الله :

" سألت محمدا – يعني البخاري - أيهما أصح ؟ فقال : دعني أنظر فيه . ولم يقض فيه بشيء " انتهى.

" العلل الكبير " (2/371)

وقال السخاوي رحمه الله :

" قال الدارقطني - في ذكر علله واختلاف طرقه في أوائل كتاب العلل ونقله حمزة السهمي عنه - أنه قال : طرقه كلها معتلة " انتهى.

" المقاصد الحسنة " (ص/360)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" هذا مرسل صحيح ، إلا أنه موصوف بالاضطراب " انتهى.

" المطالب العالية " (3/342)

وقال أيضا رحمه الله :

" مضطرب ، اختلف فيه على أبي إسحاق السبيعي " انتهى.

" النكت على ابن الصلاح " (2/774)

وتابعه السخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص/305)

والخلاصة أن الحديث فيه انقطاع ما بين عكرمة وأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فلا يمكن الجزم بصحته وهذه العلة قائمة .

ثانيا :

على فرض تصحيح الحديث وقبوله ، خاصة وأنه يتعلق بالرقائق ، وهذه الأبواب ما زال العلماء يتسَمَّحون في رواية الأحاديث فيها ، والتحديث بها

والعمل بمقتضاها ، فأخوات سورة هود التي ذكرت في الحديث أنها شيبت النبي صلى الله عليه وسلم هي :

الواقعة ، والمرسلات ، وعم يتساءلون ، والتكوير .

هكذا وردت أسماء هذه السور في بعض روايات الحديث التي صححها الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " (رقم/955) وإن كان الأصوب الحكم بضعف الحديث .

وهناك بعض الزيادات في بعض الروايات أيضا :

سئل العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله عن المراد بأخوات هود في حديث : ( شيبتني هود وأخواتها ) ؟

فأجاب بقوله :

المراد بهن :

( الواقعة ، والمرسلات ، وعمّ ، والتكوير ) رواه الترمذي والحاكم .

و – زاد - الطبراني : ( والحاقة )

و – زاد - ابن مردويه ( وهل أتاك حديث الغاشية )

و – زاد - ابن سعد ( والقارعة ، وسأل سائل ، واقتربت الساعة ) " انتهى.

" الفتاوى الحديثية " (ص/116)

يقول المناوي رحمه الله :

" ( شيبتني هود ) أي سورة هود ( وأخواتها ) أي وأشباهها من السور التي فيها ذكر أهوال القيامة ، والعذاب .

والهموم والأحزان إذا تقاحمت على الإنسان أسرع إليه الشيب في غير أوانه " انتهى.

" فيض القدير " (4/221)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 17:52   رقم المشاركة : 341
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث : (الحمد لله الذي أسعد أمتي وأشقاك) مكذوب لا أصل له

السؤال

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (الحمد لله الذي أسعد أمتي وأشقاك إلى يوم معلوم) قال له إبليس اللعين : هيهات ، هيهات .


الجواب


الحمد لله

الحديث المذكور في السؤال هو جزء من قصة منتشرة في المنتديات ومواقع الإنترنت ، قصة طويلة يزعم واضعها أن حوارا طويلا دار بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين إبليس اللعين في بيت أحد الأنصار

يزعم فيه إبليس أن ملكا من الملائكة جاءه من عند الله يأمره أن يذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويخبره بأمور مهمة وإلا أفناه الله عز وجل وجعله رمادا .

وهي قصة مكذوبة موضوعة ، علامات الكذب فيها ظاهرة ، ولم يروها أحد من أهل العلم

ولا توجد في شيء من كتب السنة ، اللهم إلا ما رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (3/289ـ290) في ترجمة محمد بن مزيد الخزاعي المعروف بابن أبي الأزهر .

ومن طريق الخطيب أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/386)

من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :

" بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا ، إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شئ عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة ، قال : فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : لُعنت

أو قال خُزيت - شك إسحاق - قال : فقال علي بن أبى طالب عليه السلام : ما هذا يا رسول الله ؟ قال : أو ما تعرفه يا علي ؟ قال : الله ورسوله أعلم . قال : هذا إبليس . قال : فوثب إليه

فقبض على ناصيته وجذبه ، فقال : يا رسول الله أقتله ؟ قال : أو ما علمت أنه قد أجل إلى يوم الوقت المعلوم ؟ قال : فتركه من يده ، فوقف ناحية ثم قال : ما لي ولك يا ابن أبي طالب

والله ما أبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه ، اقرأ ما قال الله تعالى : (وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ) .

وقال ابن الجوزي : " هذا حديث موضوع " انتهى .

وقال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/367ـ 368) وقال

: " موضوع ، وضعه إسحاق بن محمد النخعي " انتهى .

ومن تأمل في الحوار المزعوم بين النبي صلى الله عليه وسلم وإبليس اللعين عرف ما فيه من الكذب والنكارة ، وذلك أنك تجد فيه :

تسليم إبليس على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه : وليس ذلك من فعل الشياطين.

وذكر أنه يستحيي من عثمان بن عفان : وإبليس لم يستحيي من الله تعالى حين أمره بالسجود فأبى ، فكيف يستحيي من بشر !

وذكر نزول قوله تعالى : (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ) في برصيصا الراهب ، ولم يثبت ذلك في تفسير الآية ، بل ولم تذكره أمهات كتب التفسير أصلا .

وفيه الحلف بالطلاق : وهو لم يكن معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .

وفيه عرض النبي صلى الله عليه وسلم على إبليس التوبة ووعده له بالجنة إن فعل : وهذا أمر منكر ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الله قضى في كتابه بدخول إبليس النار وخلوده فيها .

وفيه تسبيح إبليس في آخر الحديث : وليس ذلك من فعل الشياطين .

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله سؤالا :

عن قصة إبليس وإخباره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد مع جماعة من أصحابه ، وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم له عن أمور كثيرة ، والناس ينظرون إلى صورته عيانا ، ويسمعون كلامه جهرا

فهل ذلك حديث صحيح أم كذب مختلق ؟ وهل جاء ذلك في شيء من الصحاح والمسانيد والسنن أم لا ؟ وهل يحل لأحد أن يروى ذلك ؟ وماذا يجب على من يروى ذلك ويحدثه للناس ويزعم أنه صحيح شرعي ؟

فأجاب :

"الحمد لله ، بل هذا حديث مكذوب مختلق ، ليس هو في شيء من كتب المسلمين المعتمدة ، لا الصحاح ولا السنن ولا المسانيد ، ومن علم أنه كذب على النبي صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يرويه عنه

ومن قال إنه صحيح فإنه يُعلم بحاله ، فإن أصر عوقب على ذلك ، ولكن فيه كلام كثير قد جُمع من أحاديث نبوية ، فالذي كذبه واختلقه جمعه من أحاديث بعضها كذب وبعضها صدق

فلهذا يوجد فيه كلمات متعددة صحيحة ، وإن كان أصل الحديث وهو مجيء إبليس عيانا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة أصحابه وسؤاله له كذبا مختلقا ، لم ينقله أحد من علماء المسلمين" انتهى .

"مجموع الفتاوى" (18/350)

وانظر جواب السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 17:58   رقم المشاركة : 342
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث (زيارة إبليس للرسول صلى الله عليه وسلم) لا أصل له

السؤال

ما صحة حديث معاذ الذي يذكر قصة زيارة إبليس اللعين للرسول صلى الله عليه وسلم ؟

هذا بعض نصه : يا أهل المنزل .. أتأذنون لي بالدخول ولكم إليّ حاجة ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أتعلمون من المنادي ؟

فقالوا : الله ورسوله أعلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هذا إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى . فقال عمر بن الخطاب : أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله ؟


الجواب

الحمد لله


لم نجد هذا الحديث في شيء من كتب السنة والآثار التي بين أيدينا ، ولا ندري عن مصدره ولا مرجعه ، ويبدو أنه من المكذوبات الموضوعات التي لا أصل لها .

وقد سئل عنه علماء الجنة الدائمة للإفتاء فقالوا : إنه لا أصل له .

ففي "فتاوى اللجنة الدائمة" ( المجموعة الثانية 3/252) :

أسأل عن الحديث الذي أورده مؤلف الكتاب المسمى " من رياض التوحيد "

الذي نصه : عن ابن العباس رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت رجل من الأنصار في جماعة ، فنادى مناد يا أهل المنزل أتأذنون لي بالدخول ولكم إلي حاجة .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أتعلمون من المنادي؟) فقالوا : الله ورسوله أعلم

. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هذا إبليس لعنه الله تعالى) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتأذن لي بقتله يا رسول الله . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (مهلا يا عمر

أما علمت أنه من المنظرين إلى يوم معلوم ، ولكن افتحوا له الباب ، فإنه مأمور فافهموا عنه واسمعوا فإذا هو شيخ أعور . .) إلخ .

فأجابوا :

"الحديث المذكور لا أصل له فيما نعلم ، والمصدر المنقول منه غير معروف ، فالواجب تركه وعدم نشره بين الناس" انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن باز ... الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ... الشيخ عبد الله بن غديان ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 18:04   رقم المشاركة : 343
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث : ( أدِّبه سبعا ) لا أصل له في كتب السنة

السؤال

ذكر أحدهم على مسامعي حديثا يقول : قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : إن هناك ثلاث مراحل لتربية الأطفال :

1- من بداية الولادة وحتى سن السابعة يجب ألا تعنفهم أو ترفض شيئا لهم

. 2- من الثامنة وحتى الرابعة عشرة يجب أن تعمل جاهدا لتغرس فيهم أحكام الإسلام وتدربهم عليها

. 3- من الخامسة وحتى الحادية والعشرين يجب أن تصادقهم

. 4- وبعد أن يتخطوا الحادية والعشرين يمكنك أن تتركهم وشأنهم بصفتهم راشدين . فهل هناك حديث بهذا المعنى ؟

وهل هو صحيح ؟

وهل لديكم المراجع ؟

وما هي الدروس المستفادة منه تفصيلا ؟

وأعتذر عن عدم اقتباس الحديث كما هو .


الجواب

الحمد لله

لعل مقصود السائل هو ما يتناقله الناس على أنه حديث – وهو ليس كذلك – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (داعِب ولدك سبعًا ، وأدِّبه سبعًا ، وعلِّمه سبعًا ، ثم اترك حبله على غاربه)

فإن كان كذلك فهذا ليس بحديث ، ولا أصل له في كتب أهل العلم ، وإنما تنقله بعض كتب الأدب من كلام عبد الملك بن مروان .

وقد سئل عنه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فقال :

"ليس له أصل ، وإنما المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع)" انتهى .

نقلا عن محاضرة سماحة الشيخ بعنوان : " الغزو الفكري " ، مفرغة في موقع الشبكة الإسلامية

و قد الفتاوى التي تتحدث عن تربية الأبناء ، وتشرح بعض الأفكار المهمة في هذا الموضوع

اضغط هنا

وينبغي هنا التنبيه على أن قوله : (ثم اترك حبله على غاربه) يمكن فهمه على محمل حسن ، وهو منح الأبناء استقلالية في قرارات حياتهم الاجتماعية والعلمية والعملية

وعدم التسلط عليهم كي لا يعود ذلك بالفساد إليهم ، وليس معنى ذلك إهمال الأبناء وعدم توجيه النصح لهم .

قال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله :

"الناس يظنون أن وصايا الوالدين حجة على أن للوالدين أن يعبثا باستقلال الولد ما شاء هواهما ، وأنه ليس للولد أن يخالف رأي والديه ولا هواهما ، وإن كان هو عالما وهما جاهلين بمصالحه وبمصالح الأمة والملة

وهذا الجهل الشائع مما يزيد الآباء والأمهات إغراء بالاستبداد في سياستهم للأولاد

فيحسبون أن مقام الوالدية يقتضي بذاته أن يكون رأي الولد وعقله وفهمه دون رأي والديه وعقلهما وفهمهما ، كما يحسب الملوك والأمراء المستبدون أنهم أعلى من جميع أفراد رعاياهم عقلا وفهما ورأيا .

إذا طال الأمد على هذا الجهل الفاشي في أمتنا فإن الأمم التي تربي أولادها على الاستقلال الشخصي تستعبد من بقي من شعوبنا خارجا عن محيط سلطتها قبل أن ينقضي هذا الجهل .

يجب أن نفهم أن الإحسان بالوالدين الذي أمرنا به في دين الفطرة هو أن نكون في غاية الأدب مع الوالدين في القول والعمل بحسب العرف حتى يكونا مغبوطين بنا

وأن نكفيهما أمر ما يحتاجان إليه من الأمور المشروعة المعروفة بحسب استطاعتنا ، ولا يدخل في ذلك شيء من سلب حريتنا واستقلالنا في شئوننا الشخصية والمنزلية

ولا في أعمالنا لأنفسنا ولملتنا ولدولتنا، فإذا أراد أحدهما أو كلاهما الاستبداد في تصرفنا فليس من البر ولا من الإحسان شرعا أن نترك ما نرى فيه الخير العام أو الخاص

أو نعمل ما نرى فيه الضر العام أو الخاص ، عملا برأيهما واتباعا لهواهما .

من سافر لطلب العلم الذي يرى أنه واجب عليه لتكميل نفسه ، أو خدمة دينه أو دولته ، أو سافر لأجل عمل نافع له أو لأمته ، ووالداه أو أحدهما غير راض ; لأنه لا يعرف قيمة ذلك العمل

فإنه لا يكون عاقا ولا مسيئا شرعا ولا عقلا ، هذا ما ينبغي أن يعرفه الوالدون والأولاد : البر والإحسان لا يقتضيان سلب الحرية والاستقلال .

أرأيت لو كانت أمهات سلفنا الأماجد كأمهاتنا أكانوا فتحوا الممالك

وفعلوا هاتيك العظائم ؟ كلا ، بل كانت الرقيقة القلب منهن كتماضر الخنساء رضي الله عنها تدفع بنيها الأربعة إلى القتال في سبيل الله وترغبهم فيه بعبارات تشجع الجبان ، بل تحرك الجماد .

أفترى هذه الأمة تعتبر اليوم بسيرة سلفها ، وهي لم تعتبر بما بين يديها ، وأمام عينيها ، وما يتلى كل يوم عليها من أحوال الأمم التي كانت دونها في العلم والقوة ، والعزة والثروة ، فأصبحت منها في موقع النجم

تشرف عليها من سماء العظمة بالأمر والنهي ، ومنشأ ذلك كله الاستقلال الشخصي في الإرادة والعقل ، فإن الآباء والأمهات متفقون فيها على تربية أولادهم على استقلال العقل والفهم في العلم

واستقلال الإدارة في العمل ، فَقُرَّةُ أعينهم أن يعمل أولادهم بإرادة أنفسهم واختيارهم ما يعتقدون أنه هو الخير لهم ولقومهم .

وإنما قرة أعين أكثر آبائنا وأمهاتنا أن ندرك بعقولهم لا بعقولنا ، ونحب ونبغض بقلوبهم لا بقلوبنا ، ونعمل أعمالنا بإرادتهم لا بإرادتنا ، ومعنى ذلك ألا يكون لنا وجود مستقل في خاصة أنفسنا

فهل تخرج هذه التربية الاستبدادية الجائرة أمة عزيزة عادلة ، مستقلة في أعمالها

وفي سياستها وأحكامها ، أم البيوت هي التي تغرس فيها شجرة الاستبداد الخبيثة للملوك والأمراء الظالمين ، فيجنون ثمراتها الدانية ناعمين آمنين ؟

فعليكم يا علماء الدين والأدب أن تبينوا لأمتكم في المدارس والمجالس حقوق الوالدين على الأولاد ، وحقوق الأولاد على الوالدين ، وحقوق الأمة على الفريقين ، ولا تنسوا قاعدتي الحرية والاستقلال

فهما الأساس الذي قام عليه بناء الإسلام ، وإن علماء الشعوب الشمالية التي سادت في هذا العصر علينا ، يعترفون بأنهم أخذوا هاتين المزيتين - استقلال الفكر والإرادة - عنا

وأقاموا بناء مدنيتهم عليهما ، ولله در القائل منا : "لاعب ولدك سبعا ، وأدبه سبعا ، وصاحبه سبعا ، ثم اجعل حبله على غاربه" انتهى باختصار.

"تفسير المنار" (5/72-75) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 18:10   رقم المشاركة : 344
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة ثعلبة الذي رأى امرأة تغتسل فمات من خوف الله

السؤال

أود التأكد من صحة قصة سمعتها ، وعلى القول بضعفها هل يجوز حكايتها ؛ لأن في حكايتها أثراً طيباً في نفوس الناس ، وهل يلزمني عند حكايتها توضيح ضعفها ؟

والقصة هي

: "ثعلبة بن عبد الرحمن ، كان غلاما يتيما من الأنصار ، لا يتجاوز عمره ست عشرة سنة ، كان يكثر الجلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسله يوما في حاجة له من أسواق المدينة ،

فمر ببيت من بيوت الأنصار ، فنظر إلى باب البيت فإذا بباب البيت مفتوحا ، وإذا بستر مرخى على حمام ، فجاءت الريح فحركت الستر ، فإذا وراء الستر امرأة تغتسل ، فنظر إليها نظرة أو نظرتين ثم أفاق واستعظم الأمر

وخشي من نزول آيات فيه ، وذكره مع المنافقين لهذا الذنب ، فخشي أن يرجع عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرج في الصحراء ما يدرون أين ذهب

فلما تأخر عليه ثلاثة أيام أمر بعض الصحابة أن يبحثوا عنه في المدينة فلم يعثروا له على أثر ، فصبر حتى أربعين يوما ، فأمرهم أن يبحثوا عنه في الفلوات لقلقه عليه الصلاة والسلام

فذهبوا يبحثون عنه ، فوقفوا على جماعة من البدو ، فوصفوه لهم فقال البدو : لعلكم تبحثون عن الفتى البكاء ؟ فقالوا : أين هو ؟ قالوا : على سفح هذا الجبل

ينزل آخر النهار فاختبئوا له واحتملوه إلى بيته ؛ لأنه كان متعبا من شدة البكاء ، وذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأله ثعلبة عن نزول آيات فيه ؟

قال : لا . فاشتد مرض ثعلبة ، والنبي جالس بجنبه حتى مات رضي الله عنه ، فصلوا عليه وهم في الجنازة ليدفنوه كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي على أطراف قدميه

فسأله عمر عن ذلك ، فقال : ويحك يا عمر والله ما أجد لقدمي موضعا من كثرة ما يزاحمني عليه من الملائكة"
.

الجواب


الحمد لله

القصة المذكورة في السؤال مختصرة من قصة مطولة ، تُروى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :

إن فتى من الأنصار يقال له ثعلبة بن عبد الرحمن أسلم ، فكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ، بعثه في حاجة ، فمر بباب رجل من الأنصار ، فرأى امرأة الأنصاري تغتسل

فكرر النظر إليها ، وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج هاربا على وجهه ، فأتى جبالا بين مكة والمدينة فولجها ، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما

وهي الأيام التي قالوا ودعه ربه وقلى

ثم إن جبريل عليه السلام نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ! إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول : إن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يتعوذ بي من ناري

. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عمر ويا سلمان ! انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبد الرحمن ، فخرجا في أنقاب المدينة ، فلقيهما راع من رعاء المدينة يقال له : ذفافة .

فقال له عمر : يا ذفافة ! هل لك علم بشاب بين هذه الجبال ؟

فقال له ذفافة لعلك تريد الهارب من جهنم ؟

فقال له عمر : وما علمك أنه هارب من جهنم ؟

قال : لأنه إذا كان جوف الليل خرج علينا من هذه الجبال واضعا يده على رأسه وهو يقول : يا ليتك قبضت روحي في الأرواح ، وجسدي في الأجساد ولم تجردني في فصل القضاء

. قال عمر : إياه نريد . قال : فانطلق بهم رفاقة ، فلما كان في جوف الليل خرج عليهم من بين تلك الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو يقول : يا ليتك قبضت روحي في الأرواح ، وجسدي في الأجساد

ولم تجردني لفصل القضاء . قال : فعدا عليه عمر فاحتضنه فقال : الأمان الخلاص من النار . فقال له عمر : أنا عمر بن الخطاب . فقال : يا عمر ! هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي ؟

قال : لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم . يا عمر ! لا تدخلني عليه إلا وهو يصلي ، وبلال يقول : قد قامت الصلاة . قال : أفعل . فأقبلا به إلى المدينة

فوافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صلاة الغداة ، فبدر عمر وسلمان الصف

فما سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشيا عليه ، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا عمر ويا سلمان ! ما فعل ثعلبة بن عبد الرحمن ؟

قالا : هو ذا يا رسول الله . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فقال : ثعلبة ! قال : لبيك يا رسول الله !

فنظر إليه فقال : ما غيَّبك عني ؟

قال : ذنبي يا رسول الله . قال : أفلا أدلك على آية تكفر الذنوب والخطايا ؟

قال : بلى يا رسول الله ! قال : قل : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . قال : ذنبي أعظم يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: بل كلام الله أعظم . ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالانصراف إلى منزله

. فمرض ثمانية أيام ، فجاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! هل لك في ثعلبة نأته لما به ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا بنا إليه . فلما دخل عليه أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فوضعه في حجره ، فأزال رأسه عن حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم أزلت رأسك عن حجري ؟

قال : إنه من الذنوب ملآن . قال : ما تجد ؟

قال : أجد مثل دبيب النمل بين جلدي وعظمي . قال : فما تشتهي ؟ قال : مغفرة ربي . قال : فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول : لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطيئة لقيته بقرابها مغفرة . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلا أعلمه ذلك ؟

قال : بلى . فأعلَمَه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك . فصاح صيحة فمات . فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسله وكفنه وصلى عليه ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي على أطراف أنامله

فقالوا : يا رسول الله ! رأيناك تمشي على أطراف أناملك ؟ قال : والذي بعثني بالحق نبيا ما قَدِرت أن أضع رجلي على الأرض من كثرة أجنحة مَن نزل لتشييعه من الملائكة .

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/329-331) وفي "معرفة الصحابة" (1/498) – ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/121) .

ورواه الخرائطي في "اعتلال القلوب" (272) ، ومن طريقه ابن قدامة في "التوابين" (105-108).

ورواه أبو عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفية" (ص/51) .

وابن مندة مختصرا - كما في " الإصابة " لابن حجر (1/405) -:

جميعهم من طريق : سليم بن منصور بن عمار ، ثنا أبي ، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما...فذكر القصة .

إلا أن رواية الخرائطي ليس فيها ذكر قوله تعالى : (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).

وهذا الحديث ضعيف ، فيه عدة علل :

أولا : سليم بن منصور بن عمار لم يوثقه أحد من أهل العلم توثيقا صريحا .

قال ابن أبي حاتم رحمه الله :

"روى عنه أبي ، وسألته عنه فقلت : أهل بغداد يتكلمون فيه ؟

فقال : مه ، سألت ابن أبى الثلج عنه فقلت له : إنهم يقولون : كتب عن ابن علية وهو صغير ؟

فقال : لا ، كان هو أسن منا" انتهى .

"الجرح والتعديل" (4/216) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 18:11   رقم المشاركة : 345
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال الذهبي رحمه الله :

"تُكُلِّم فيه ولم يُتْرَك" انتهى .

"المغني في الضعفاء" (1/285) .

وقد ذكر بعض أهل العلم أنَّ له متابعا ، ولكنها متابعة ضعيفة أيضا .

قال ابن عراق رحمه الله :

"سُليم توبع ، فقد رواه عثمان بن عمر الدراج في جزئه فقال : حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن هشام الطالقاني ، حدثني جدي ، حدثنا منصور بن عمار . وهذا الطالقاني ما عرفته" انتهى .

"تنزيه الشريعة" (1/349) .

ثانيا : منصور بن عمار الواعظ .

كان إليه المنتهى في بلاغة الوعظ ، وترقيق القلوب ، وتحريك الهمم ، وعظ ببغداد والشام ومصر ، وبعد صيته واشتهر اسمه .

قال أبو حاتم : ليس بالقوي . وقال ابن عدي : منكر الحديث . وقال العقيلي : فيه تجهم . وقال الدارقطني : يروي عن الضعفاء أحاديث لا يتابع عليها .

انظر: "ميزان الاعتدال" (4/187-188) .

ثالثا : المنكدر بن محمد بن المنكدر

قال ابن عيينة : لم يكن بالحافظ . وعن يحيى بن معين : ليس بشيء . وقال مرة : ليس به بأس . وقال أبو زرعة : ليس بالقوي . وقال أبو حاتم : كان رجلا لا يفهم الحديث ، وكان كثير الخطأ

لم يكن بالحافظ لحديث أبيه . وقال الجوزجاني والنسائي : ضعيف . ولخص الحافظ ابن حجر في "التقريب" الحكم عليه فقال : لين الحديث .

انظر: "تهذيب التهذيب" (10/318) .

رابعا : وفي الحديث علة في المتن أيضا :

فالآية المذكورة في الحديث : (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) الضحى/3 ، نزلت في مكة قبل الهجرة ، وفي هذا الحديث ما يدل على نزولها في المدينة بعد الهجرة ، وهذه مخالفة منكرة .

وقد حكم عليه ابن الجوزي رحمه الله بأنه موضوع فقال :

"هذا حديث موضوع شديد البرودة ، ولقد فضح نفسه من وضعه بقوله : (وذلك حين نزل عليه : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) وهذا إنما أنزل عليه بمكة بلا خلاف ، وليس في الصحابة من اسمه ذفافة

وقد اجتمع في إسناده جماعة ضعفاء

، منهم : المنكدر ، قال يحيى : ليس بشيء . وقال ابن حبان : كان يأتي بالشيء توهما ، فبطل الاحتجاج بأخباره . ومنهم : سليم بن منصور ، فإنهم قد تكلموا فيه" انتهى .

"الموضوعات" (3/123) ، ووافقه السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/416) .

وقال ابن الأثير رحمه الله :

"فيه نظر غير إسناده ، فإن قوله تعالى : (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) نزلت في أول الإسلام والوحي والنبي بمكة ، والحديث في ذلك صحيح ، وهذه القصة كانت بعد الهجرة فلا يجتمعان" انتهى .

"أسد الغابة" (1/358) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

"قال ابن مندة - بعد أن رواه مختصرا - : تفرد به منصور .

قلت – أي الحافظ ابن حجر - :

وفيه ضعف ، وشيخه أضعف منه ، وفي السياق ما يدل على وهن الخبر ؛ لأن نزول (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) كان قبل الهجرة بلا خلاف" انتهى .

"الإصابة" (1/405)، ونقله السخاوي وأقره في "التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة" (152).

والحاصل : أن هذه القصة سندها مسلسل بالضعفاء ،

وفي متنها ما يدل على نكارتها ، فلا يجوز روايتها ولا التحديث بها إلا مع بيان ضعفها ، وكونها تتعلق بالرقائق لا يجيز التساهل في شأنها ، لأن إسنادها شديد الضعف

وقد اشترط العلماء الذين أجازوا رواية الحديث الضعيف في أبواب الرقائق ألا يكون شديد الضعف ، وليس فيه ما يستنكر .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله علوم الحديث

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc