العلميـون
العلميون كما لا يخفى على أحد، هم من الأشراف الأدارسة، وهم حسنيون بطبيعة الحال إذ ينحدرون من سيدنا الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الأنبياء وخاتم المرسلين. § الأسرة الإدريسية وبعض فروعها : فعلى من تطلق كنية الإدريسي ؟ أو ما هي الأسر الإدريسية على وجه التحديد ؟
تفيدنا مادة الإدريسي ، من معلمة المغرب ، ج1 (ص 275 – 277)، بقلم محمد حجي ، من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر (نشر مطابع سلا 1410 / 1989) ؛ ما يلي : الإدريسي، أسرة شريفة كبيرة من أعرق بيوتات المغرب حسبا وأكثرها عددا تشمل أصلا جميع المنحدرين من إدريس الأزهر بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. ثم اشتهر بهذه النسبة ابتداءً، من أواخر القرن الهجري العاشر فرع أهل دار القيطون من العمرانيين، بينما عرف آل إدريس الآخرون بأنساب فرعية غلبت عليهم كالجباريين والدباغيين والشبيهيين، والطالبيين والطاهريين والعلميين والعمرانيين والغالبيين والوزانيين . ودار القيطون التي ينتسب إليها الأدارسة القيطونيون هي الدار المتصلة بجامع الشرفاء التي سكنها إدريس الأزهر بعد وفادة القرويين حينما انتقل لبناء هذه العدوة من مدينة فاس. وهم ينتمون إلى القاسم بن إدريس الأزهر المعروف بالزاهد، الذي كانت طنجة وسبتة وبلاد الهبط من نصيبه لما قام الخليفة محمد بن إدريس عام 213 هـ بتقسيم أقاليم المغرب على إخوته الاثني عشر بإيعاز من جدتهم كنزة ، إلا أن القاسم تنازل عن ولايته لأخيه عمر وآثر النسك والعبادة إلى أن مات ، وضريحه مشهور على شاطئ المحيط بين طنجة وأصيلا
وبعد المحنة الكبرى التي عاناها الأدارسة على يد موسى بن أبي العافية وخلفائه ، وتشتتهم في جبال المغرب وسهوله متنكرين لنسبهم إبقاء على حياتهم، استعادوا اعتبارهم ومكانتهم مع المرينيين الذين كشفوا عن ضريح إدريس الأزهر بعد أن ظل مطموسا مهملا قرونا عديدة وشيدوا قواعده بفخامة لائقة. وعاد حينئذ إلى فاس في جملة من عاد إليها من الأدارسة فرقة من العمرانيين سكنوا دار جدهم (دار القيطون وأصبحت لهم زعامة هذا البيت الشريف، وتمتعوا بحظوة كبيرة لدى الملوك وعامة الناس وخاصتهم، بينما احتفظ بالنسبة العمرانية إخوانهم الذين بقوا بقبيلة سماتة من بلاد الهبط حيث توجد قلعة حجر النسر الملجأ الأكبر للأدارسة بالشمال. وإلى ذلك يشير عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي في الأقنوم بقوله : وشاع في الزمان عمرانيون = ومـنـهـم وُلاة دار الـقـيطـون اختص العمرانيون الفاسيون أهل دار القيطون هكذا منذ صدر المائة الثامنة بخطتين : النقابة ، وولاية ضريح جدهم ، حتى إذا انقرضت دولة بني مرين بمقتل عبد الحق بن أبي سعيد، بويع نقيب الأدارسة محمد بن علي العمراني القيطوني المعروف بالحفيد يوم الجمعة 27 رمضان عام 869هـ / 23 ماي 1465م. واستمر ملكه سبع سنين إلى أن تغلب عليه محمد الشيخ الوطاسي ودخل فاساً في شوال عام 876هـ / مارس 1471م. فخرج منها الحفيد مع أهله إلى تونس ملتجئا عند ملوكها الحفصيين
وفي عهد أحمد المنصور الذهبي السعدي، رجع الأدارسة من تونس إلى فاس واستعادوا دار القيطون والنقابة والولاية على ضريح جدهم إدريس الأزهر. وأخذ الناس يدعونهم بالتونسيين، فكرهوا ذلك واستبدلوا به الإدريسيين. وهي النسبة التي ظلوا يحتفظون بها حتى اليوم. وقد أشار إلى ذلك محمد بن عبد الرحمان الدلائي في درة التيجان بقوله : وهـم ولاة الحرم الإدريســي قـد عُـرفـوا بجـدهـم إدريـس وفضلهم في النسب العمراني والشمس لا تخفى عن العيان وقد ذكر إدريس الفضيلي في الدرر البهية (2: 39) أن نسبة الإدريسيين القيطونيين إلى جدهم إدريس بن أحمد بن علي بن علي بن محمد بن محمد بن عمران (جد العمرانيين كلهم). وبذلك فإن للإدريسيين القيطونيين نسبتين : عامة لإدريس الأزهر يشاركهم فيها سائر الأدارسة ، وخاصة لإدريس بن أحمد المذكور آنفا. وقد بلغ عدد الإدريسيين القيطونيين في تاريخ تأليف الدرر البهية (أواخر عام 1313هـ / 1896م) سبعة عشر ومائتي نسمة. ثم تكاثروا خلال القرن الحالي بحيث كان عددهم في الموسم الإدريسي في ربيع الأول عام 1409هـ / أكتوبر 1988 ، ثمانمائة وإحدى وستين نسمة حسب ما ذكر محمد حجي نقلا شفويا عن نسابتهم الأستاذ عبد الوهاب ابن إدريس بن الماحي الإدريسي الذي يتابع بدقة ما قام به قبل أبوه وجده من ضبط عدد الإدريسيين القيطونيين وإضافة كل ما جد إلى شجرتهم عن معلمة المغرب بتصرف
§ مصير الشرفاء الأدارسة بعد نفوذ الطاغية بن أبي العافية : ذكر الفقيه العلامة القاضي في حينه محمد بن علي حشلاف الجزائري في ملحق له لتأليفه في الأنساب المسمى سلسلة الأصول في سيرة أبناء الرسول الطبعة الأولى لسنة 1352 هجرية قال صاحب الأقنوم : يحيى الحفيد بعده أبو الحسن، وقام موسى في سَيْج فامتهن ، وموسى هو ابن أبي العافية المكناسي، ورمز ظهوره على المغرب 1313 هـ وقد نظم محنة الأدارسة صاحب الدر السَّني فقال ما نصه : وفي ابن خدون عـن المروان يوم خروج الشرفا الأعيان مـن باب الجيزة لما غلبا على بلادهم وحاز المغربا وفرغـت فاس من الأشراف فهرب الكل إلى الأطراف لهـم ديار تعرف بالسحاري وفي جـبال الغرب وابراري مثل فجيج وكذا المصامدة وغيرهم ما لست أحصي عدده حتى أتى بعض ملوك المغرب وجمع الناس لمولد النبي مستدعي من الأشراف ممن عرفا فجاء بعض من كبار الشرفا لمنحه التبجيل والتعظيم والقرب والإجلال والتكريم بعيد تسـعمائة بلا خفا كان دخول فـاس جل الـشرف وهناك لغيره في شئنهم من الاضطهاد ما سطر منه الشيء الكثير من ذلك مذبحة وادي الشرفاء في بني ملال، وذكر أنه قطع به أربعمائة رأس شريف وهذا سبب تسميته بوادي الشرفاء وهذه المذبحة أدخلت الرعب في صدورهم، وذلك هو ما حملهم على الفرار من فاس وغيرها طلبا للنجاة بأنفسهم وتفرقوا في نواحى شتي من جهات المغرب ، وكان منهم من التجأ إلى قلعة حجر النسر من جبال قبيلة سماتة، وكان منهم من التجأ إلى القبائل البربرية ، وكان منهم من التجأ إلى بلاد المصامدة، قبائل سوس، ومنهم من التجأ إلى صحراء فيجيج وغيرها من أنحاء المغرب ، وكان ذلك سبب جهلهم واختفائهم بعد طول المدة عليهم، وأنكروا أحسابهم وأنسابهم طلبا للنجاة بأنفسهم من عدوهم ، وذلك ما يحملك على العجب من أمرهم وكثرة صبرهم في محنتهم ، وبعد هلاك عدوهم اتخذ الأمراء منهم قلعة حجر النسر عاصمة لهم ، وكان خاتمة عهدهم بملك المغرب الخليفة الحسن كنون على يد المروانيين الأندلسيين بتاريخ 375 هجرية ، وبموته تفرق أبناء عمه الأدارسة في قبائل المغرب ولاذوا بالاختفاء، وأسدل عليهم ستار الإهمال ، إلى أن خلعوا شارة الملك وميزة الشرف ، واستحالت صبغتهم إلى البداوة ، ونشر علهيم ستار الإهمال من طرف الملوك المتعاقبين على المغرب ابتداء من عبد الله بن ياسين مؤسس دولة المرابطين في آخر القرن الرابع الهجري إلى آخر القرن التاسع عهد الملوك السعديين وخلال هذه المدة وذلك نحو خمسة قرون لم يجرأ أحد على إظهار نسب أحد من الأدارسة لا عالم ولا جاهل ، وجاء صاحب عجائب الأسفار، وأنكر الشرف على أهله ولم يثبت في كتبه إلا النزر القليل، وقال يصعب علي جدا تمييز الأشراف من بين البرابرة لطول مكثهم بين أظهرهم مع إخفاء أصلهم وأنسابهم ومصاهرتهم للبرابرة خلال هذه المدة كلها، وكان الواحد منهم يفر بنفسه إلى مكان مجهول لا يعرفه فيه أحد وينكر اسمه ونسبه خوفا على نفسه ، ويقول أنا من بلد كذا أو من قبيلة كذا دفع بنا إلى الهجرة الفقر والحاجة. § أسرة العلميين تشكل فرعا كبيرا من الأسرة الإدريسية الحسنية : سبق أن ذكرنا عند الحديث عن الولي الصالح أبي بكر بن علي بن بوحرمة بن عيسى بن سلام العروس بن أحمد مزوار بن علي حيدرة بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أنه هو الجد الجامع لجميع الشرفاء العلميين. ونسبة العلمي كما علمناه أباً عن جد تعود إلى جبل العلم الواقع في منطقة بني عروس الذي كانوا يقطنونه منذ قرون خلت ؛ وما زال منهم إلى يومنا من يسكن به من الشرفاء العلميين الأبناء من سلالة أبي بكر بن علي الدفين ببني عروس ؛ وذلك بعد هجرة أسلافهم من الأدارسة مُخْرَجين من عاصمة خلافتهم فاس. ويمتاز ضريح أبي بكر جد الأشراف العلميين بمشهد عظيم في وسط خلوة تعرف بغابة الدك بالقرب من قرية عين الحديد التي تبعد عن خميس بني عروس بستة كيلومترات
وقمنا بتحديد جغرافي للمواقع الأثرية والقرى ببني عروس، وعليه يكون موقع ضريح أبي بكر المذكور حسب خطوط الطول والعرض على هذا النحو : ) خ.ط. ¬ 5.694722 ؛ خ.ع. 35.313057 (. أما هذا الولي من أسلافنا فكان يسكن كما بيناه سابقا ببني عروس وبها جبل العَلَم الذي يبعد عن خميس بني عروس بـ : 10.3 كم. ولقد اتخذنا من خميس بني عروس منطلقا لحساب المسافات بمنطقة بني عروس نظرا لوجوده في نقطة المركز. وتبعد قرية خميس بني عروس عن قلعة حجر النسر الواقعة بسماتة، بـ : 16.3كم. وعلى سبيل التذكير فإن سلام العروس بن أحمد مزوار أحد أسلاف أبي بكر بن علي كان قد أوفده أبوه الناسك أحمد مزوار بن علي حيدرة من قلعة حجر النسر مع بعض القبائل من بني عروس المجاورة لمنطقة قبيلة سماتة ليعيش بينهم تبركا بآل البيت، فتكنت المنطقة ببني عروس نسبة للقبه "العريس" وكان حديث عهد بالزواج عند رحيله من القلعة المذكورة. § سبب نزوح بعض الأدارسة إلى قلعة حجر النسر ومنها إلى جبل العلم: ولنرجع إلى جبل العلم، وعلى سبيل التذكير كذلك فإن والد سلام العروس، وهو الناسك الولي الصالح أحمد مزوار بن علي حيدرة كان ابن الخليفة الرابع من خلفاء الدولة الإدريسية ومات والده وهو صبي، وعاش بفاس إلى أن استولى عليها الطاغية موسى بن أبي العافية عليه لعنة السماوات والأرض لِما نكل بآل البيت. فكان أن أطيح بحكم أبناء عمومة سلفنا أحمد مزوار بن علي حيدرة بفاس وهم آنذاك من الخلفاء الأدارسة، ووقع ذلك على يد ذاك السفاح. ثم كانت فاجعة آل البيت بواد الشرفاء على يديه الآثمة وهي مجزرة كربلائية لا يذكرها المؤرخون إلا في بضعة سطور : ليقولوا ما مفاده أن موسى بن أبي العافية السفاح ذبح ما يزيد عن 400 من الأشراف الأدارسة بنسائهم وشيوخهم وأطفالهم في يوم مشؤوم لم يشهد مثله التاريخ، ولا طلعت على مثله الشمس، وذلك بعد خروجهم من فاس هاربين من بطشه فلحقت بهم جنوده بواد بالقرب من مدينة بني ملال، فحدثت به المجزرة الرهيبة إلى أن تلون الواد باللون الأحمر القاني وفاض من دماء الشرفاء الأطهار الأبرياء، فأطلق عليه من وقتها اسم واد الشرفاء. فكانت تلكم الفاجعة سببا في مزيد من هروب الشرفاء من فاس طالبين النجاة من البطش المحتوم والتنكيل على يد أحد كبار سفاحي التاريخ. مما دفع بسلفنا الولي أحمد مزوار للاعتصام مع أهله بقلعة حجر النسر المعقل الأخير للأدارسة وكانت القلعة في يد أعمامه الذين كانوا شيدوها سابقا. وبها خَلَّف ومات ودفن رحمه الله
وقد عمَّر على ما يبدو طويلا. وما زال ضريحه إلى يومنا مزارة وقبلة لمحبي آل البيت. وإذا كان ضريح آخر الأدارسة من سلالتنا أحمد مزوار بن علي حيدرة )بن محمد بن إدريس الثاني( يوجد بقلعة حجر النسر بسماتة، فأضرحة أجداده الخلفاء كلها موجودة بفاس بمسجد الشرفاء باستثناء ضريح الجد المؤسس لدولة الأدارسة مولاي إدريس الأول بن عبد الله الكامل الذي يقع بقرية زرهون الموجودة بقرب مدينة وليلي الرومانية الأثرية التي لم يعد لها ما يُذَكر بها إلا أطلالها التاريخية. وتبعد زرهون عن مدينة فاس بـحوالي: 36.0 كم. وتقع على ملتقى خطي الطول والعرض كما يلي : خ.ط. -5.350000 خ.ع. 34.166668 . § جبل العلم : يقع جبل العلم الذي كني آل العلمي نسبة له : بالعلميين، أقول يقع على بعد نقطة المركز ببني عروس أي قرية خميس بني عروس، بـ : 10.3كم. ويحدد جغرافيا بخطي الطول والعرض على هذا النحو : خ.ط. ¬ 5.516667 ؛ خ.ع. 35.316666 . وبقنة جبل العلم يوجد مرقد جدنا القطب الرباني عبد السلام بن مشيش )الذي قتل نحو 622 هـ/ 1225( بن أبي بكر شيخ الصوفية والذي أخذ عنه كما هو معروف الإمام الشاذلي رحمة الله عليهم جميعا
وهو إذاً كما تلاحظ عزيزي القارئ حفيد أبي بكر بن علي الجد الجامع للشرفاء العلميين. وضريحه مشهور لمن رغب في زيارته ولا ينقطع سيل زواره من سائر أقطار المعمور على مدار السنة. وجدير بالذكر هنا أننا نجد بجبل العلم المقابر والأضرحة التي تضم رفات جل أسلافنا العلميين وقد حددت موقع أربعة عشر ضريحا من أضرحتهم المعروفة إلى الآن، وإنها وإن دلت على شيء، فإنما تدل على تلكم السلسلة المباركة من أولياء الله الشرفاء من العثرة النبوية الطاهرة المطهرة من أسلافنا رحمهم الله، الصلحاء، المصلحون الذين اجتباهم الله وصرفهم عن الدنيا وحطامها، وعَمر قلبهم بذكره تعالى والعزوف عن الدنيا، وحب الآخرة. فاعتصموا بتلكم الأرض الطاهرة على أعلى قمة من جبل العَلم يدرسون العلم ويدرسونه ويحفظون كتاب الله الذي يُتلى بدون فتور ليل نهار بأماكن العبادة. فتسمع تلاوته كأنه أزيز نحل يحوم حول شهده... وكانوا رحمهم الله إذا نودي أن حيا على الجهاد، تسابقوا إليه، فكانوا السباقين لتلبية النداء، بل كانوا على طليعة الفرسان في ساحات المعارك. فخاضوا حروبا ضد الغزاة الإفرنج، من البرتغاليين والإسبان والفرنسيين. وكان منهم من قاد معركة وادي المخازن... التي قتل فيها الملك سباستيان. المعروفة بمعركة الملوك الثلاثة. وعلى سبيل المثال فإن شريف مدينة شفشاون سيدي بوجمعة العلمي قاد الحرب ضد البرتغاليين واستشهد وهو حامل بندقيته سنة 1471م (انظر : صورة للشريف والسبحة في يده اليمنى - عن الوثائق ابن عزوز حكيم، المجلد 3 ، ص. 179 من Le mémorial du Maroc ) ؛ وقاد معركة وادي المخازن المؤرخة بتاريخ 4 غشت 1578 الشريف العلمي بن ريسون وكان النصر كما هو معلوم حليف جيش المسلمين. وهَب منهم من هاجر للمشرق في نصرة صلاح الدين الأيوبي لتحرير بيت المقدس...الخ. وأذكر هذا باختصار شديد لأقول أنهم سطروا التاريخ بجهادهم ودمائهم دفاعاً عن الدين وذوداً عن رسالة جدهم المصطفى الكريم، الرحمة المهداة للعالمين. وما ضعفوا وما استكانوا عن حمل الأمانة التي أناطهم بها مربيهم وقدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا. § أماكن أضرحة بعض أسلافنا الشرفاء العلميين ببني عروس وسماتة ملخصة في الجدول التالي : بعده عن خميس بني عروس (كم) موقعه الجغرافي مكان قبره الاسم خط العرض خط الطول 16,3 35,416668 5,750000- قلعة حجر النسر الأدارسة 234هـ- 350هـ أحمد مزوار 1.4 35,299999 5,616667- خارج قرية مجمولة (البيمل) الأدارسة 280 سلام العروس 7.2 35,366665 5,600000- قرية بوعمار الأدارسة 330 عيسى 12.7 35.333332 -5.766667 قرية مجازليين الأدارسة 380 بوحرمة 0.8 35,299999 5,633333- أرض أوجة على جرف الوادي المرابطين 430 علي 6.0 35,313057 5,694722- قرية عين الحديد (غابة الدك) المرابطين 480 أبو بكر 7.4 35.299999 -5.550000 قرية اغيل الموحدين 530 مشيش 10,3 35,316666 5,516667- جبل العلم الموحدين 580 عبد السلام 10,3 35,316666 5,516667- جبل العلم المرينيين 630 محمد 8.5 35.361389 -5.56305 قرية تزية المرينيين 680 عبد الكريم 8.5 35.361389 -5.56305 قرية تزية 730 عبد الوهاب الأكبر السعديين 780 يوسف 830 إبراهيم 880 محمد 7.6 35,368057 5,592222- قرية أفرنو السفلى 930 عبد الوهاب الأصغر 7.6 35,368057 5,592222- قرية أفرنو السفلى 980 عيسى 10,3 35,316666 5,516667- جبل العلم (توفي 1019 هـ) عمر التواريخ بالأحمر تقريبية لتقدير عهد كل واحد من الأجداد. § مرجع تاريخي فريد في نسب الشرفاء العلميين : ولم يبق من نسب الأدارسة محصنا إلا نسب أهل قلعة حجر النسر وهو المعروف اليوم بنسب العلميين وذلك بسبب مشاهير الأولياء الكبار من أجدادهم وعلى رأسهم المولى الكبير سيدي أحمد مزوار سيد قلعة حجر النسر ودفينها. ويقول النسابة الطاهر اللهيوي : مستندي لهذا الكتاب القيم الخطير الشأن أنني تابع فيه لديوان العلامة النقيب الأمين سيدي محمد بن الصادق الريسوني الذي جاء بعد التصفية الإسماعيلية والتي لا يزال كناشها بالخزانة الملكية بالرباط. والمعني هو »فتح العلي الخبير في تهذيب النسب العلمي بأمر من الأمير» مخطوط بين أيدينا وليس بمطبوع ، وكان معاصرا للسلطان سيدي محمد ابن عبد الله ، وهو الذي أمره بتحرير النسب العلمي من الدخلاء وقد فعل. ويتابع النسابة الطاهر اللهيوي في كتابه الحصن المتين أنه اعتمد على المخطوطة المذكورة بكل أمانة : ».... واتبعته حرفا بحرف وأقسم بالله أني ما جاملت أحدا لا كبير الشأن ولا صغيره في ولوج هذا النسب بل طردت عنه الملتصقين به وتحملت الدعاوي الجنحية وكنت أتمثل بين يدي قضاة المحاكم كمجرم اعتديت على حقوق غيري...الخ ». وأضيف على هذا الكلام أنني راجعت ما نقله النسابة اللهيوي في كتابه عن المخطوطة المذكورة فوجدته مطابقا لما لدى أسرتنا من الوثائق الشرعية التي توارثتها أبأ عن جد ومنها رسم صداق جد جد والدي : العلامة الشهير عبد السلام بن محمد العلمي الطبيب والفلكي العالم المشارك المتوفى بفاس سنة 1905م. § نص الوثيقة التي تحدد الحرم العلمي : الحمد لله وحده حيث هو معلوم لدى الخاص والعام أن حدود مساحة جبل العلم قديما، وكانت تحيط بقبيلة بنى عروس المحترمة التي بها مدفن قطب الأقطاب سيدنا ومولانا عبد السلام بن مشيش وكثير من أولياء الله المحترمين نفعنا الله ببركاتهم آمين حسبما هي مثبوتة في دفتر الشرفاء العلميين ببني عروس وقد أدخلت عليها الحماية الأسبانية تغييرا بالنقص من حدودها، وهي كما يلي ووافقت على الحدود الأخيرة شركة المياه والغابات المغربية بعد الاستقلال ، والحدود المذكورة من جوانبها الأربع تبتدىء من سيدي إمام بجبل أبي هاشم إلى خناق الرند واستمر الشفق الشفق إلى سيدي أحمد المجاهد البقالي وسار كذلك الشفق الشفق إلى ظهر الصحفة إلى وادي ثلاثاء بنى يدر تحت مدشر الهراول واستمر غربا إلى الدكانة بالقرب من سيدي على بوخبزة بمدشر اغبالوا ثم منه إلى مقطع الحديد بفج الريح من قبيلة بنى يدر ثم وقف ورجع شرقا إلى حجر بَدُّو بالقرب من سيدي الفضل من باب الرقايع وسار في اتجاه شرقي إلى باب حافة عيسى، ثم تحول في اتجاه غربي إلى قمة الجبل بأعلى قرية دار الحيط ، واستمر منه في اتجاه شرقي إلى وطا مدشر امسملل ، ومنه سار في اتجاهه إلى موضع يعرف بالبنى المدعو بعقبة اغيل ، وهناك وضعت رجمة الحد، ثم منه الشفق إلى موضع يعرف بالعَمايَر وهي كهوف تأوي إليها الوحوش وتدعى اليوم السحان بُوقمقومة ، ثم نزل منه إلى وادي السطح ثم طلع في اتجاه واحد إلى حجر الصيد المعروف بصمعة اقروش وهناك وضعت رجمة الحد، ثم طلع في اتجاه واحد إلى قمة جبل أبي هاشم ثم ذهب في اتجاهه إلى سيدي إمام المذكور في ابتداء الحدود أولا، وأنشئت هذه الحدود بمحضر لجنة انتدبت لذلك ، مكونة من عدلين وجم غفير من أعيان الشرفاء العلميين من بنى عروس، وفضيلة قاضي القبيلة ، وسعادة قائدها السيد عبد السلام الوهابي ، والمراقب الأسباني لدائرة بنى عروس وسماتة ، ووكيل شركة المياه والغابات الذي رفض الحدود التي أقيمت في عهد المولى إسماعيل رحمه الله، ثم اتفق الجميع على هذه الحدود المذكورة المقترحة من طرف من ذكر لمساحة الحرم ، وتقدر هذه المساحة بنحو 8 آلاف هكتار، احتصرت من نحو 50 أف التي كانت تحيط بقبيلتي بنى عروس وسماتة. والضريح الموقر للقطب مولانا عبد السلام بجبل العلم المذكور، المحتوي على كثير من أشجار الغابة المتنوعة ويغلب فيها شجر الدلم وتشت وكل ذلك من نبات الطبيعة ، ويوجد أغلب الأشجار بهذه الأماكن التي ستذكر وهى من ركبة كرشيش إلى باب امسملل ثم سار إلى وطاء بنى الشريف ثم سار إلى سحان الوطا المذكور، ثم سار منه إلى بياطة السيوخ ثم سار إلى رحي المدادنة ثم منه إلى باب الخاق فوق مدشر ادياز ثم منه إلى البلاّعة ثم إلى عين السبت ثم منه إلى حجر بوبرنوص ثم إلى خندق ابَّران ثم منه إلى دار مولاي اليزيد بالحصن ثم سار إلى الولي الصالح سيدي يونس ثم منه إلى صاف الرخام ثم سار إلى أراضي المنصلح ثم سار إلى عين عمر ثم صعد إلى ركبة كرشيش على الشفق التي بدئ بها أولا تحت إخضاع وموافقة تامة شهد عليهم وهم بأتمه وعرفهم وفي 28 من رمضان المعظم عام 1365 هجرية موافق 26 غشت سنة 1946 ميلادية علامة العدل الأول ، وعلامة العدل الثاني نص الأداء : الحمد لله أديا فقبلا واعلم به في يومه قاضي بني عروس عبد السلام اغبالو الخاتم وبداخله قاضي بنى عروس. § زيارة فريدة من نوعها لمولاي عبد السلام : ولعلها المناسبة لأحكي قصة لزيارة فريدة من نوعها قام بها أحد مشاهير العلماء الربانيين في عصرنا هذا لضريح مولاي عبد السلام كما يطلق عليه في المغرب. وأروي القصة كما حدثني بها الدكتور أحمد رمزي الطبيب الجراح، فيحكي لي في جمع من الأصدقاء : أنه لما كان وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، زار بلادنا على عهد ملكنا الحسن الثاني رحمه الله، العلامة والولي الصالح المتولي الشعراوي رحمه الله. وكان ممن تصله دعوة خاصة من القصر الملكي لإلقاء الدروس الحسنية بالحضرة الشريفة بين أيدي أمير المؤمنين في شهر رمضان من كل سنة. وكان أن أبدى للسلطان رحمهما الله رغبته في زيارة ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش. فما كان من السلطان إلا أن أمر وزير الأوقاف الدكتور أحمد رمزي أن يصطحبه على الفور على متن طائرة عسكرية خاصة من نوع هيليكوبتير تلبية لرغبته. فحلقت الطائرة لتنزل على رأس جبل العلم بالقرب من الضريح المنشود ! وإن لله رجالا لو أقسموا على الله لأبرهم. فرحم الله الشيخ المتولي الشعراوي المحب للعثرة النبوية وأسكنه فسيح جنانه بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حرمنا الله وإياكم من صحبته في جنة الخلد آمين. § موسم مولاي عبد السلام بن مشيش بجبل العلم : ومما ينبغي أن يذكر هنا بأن موسماً دينياً يقام عند ضريح مولانا عبد السلام بن مشيش في الرابع عشر من شهر صفر من كل عام هجري يؤمه الناس من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم. § نقيب الأشراف العلميين بالمغرب حاليا هو : الشريف السيد عبد الهادي بركة القاطن بمدينة طنجة، § أين يوجد حالياً العلميون ؟ : يوجد أبناء آل العلمي في الأماكن الجغرافية التالية : 1 1. بالمغرب : يوجد في المغرب حالياً معظم أبناء عائلة العلمي وهم مستقرون في معظم المدن المغربية مثل الرباط ، والدار البيضاء ، وفاس والقنيطرة، علاوة على كثافة وجودهم بالمناطق الشمالية من المغرب بجبل العلم وتطوان وطنجة ومدينة شفشاون التي أسسها العلميون على يد مولاي علي بن راشد (مؤسس المدينة) .. الخ. وكذلك بالمناطق الصحراوية مع "الركيبيين" الذين هم أصلا علميون. 2. بالمشرق : إن من آل العلمي من هاجر من المغرب إلى فلسطين لتحريرها بقيادة صلاح الدين الأيوبي. واستقروا بدايةً في القدس ومنهم جماعة سكنت في غزة وجماعة سكنت في اللد وكلهم أبناء عمومة. أ- في فلسطين : حالياً في القدس وغزة وفي اللد قبل الاحتلال. ب- في الأردن : في مختلف أنحاء الأردن وبشكل خاص في عمان والزرقاء واربد. ت- في سوريا: دمشق، حمص وحلب. ث- في مصر. ج- في المملكة العربية السعودية بأرض الحجاز : المنوفيون أهل مكة والمدينة. وهم من السيد أحمد الأصغر بن عمر بن أحمد الأكبر بن عيسى بن عبد الوهاب الأصغر )الجد الجامع لبني عبد الوهاب وباقي النسب معلوم(. وأما السيد أحمد الأصغر فإنه غادر قبيلة بني عروس بقصد أداء فريضة الحج مع ابن عمه الفقيه العالم سيدي محمد بن عمر بن عيسى بن عبد الوهاب، خلال القرن الحادي عشر الهجري، وهذا الأخير حج ورجع إلى وطنه، وأما الأول فإنه اختار القطر المصري واستوطن منه قرية منوفة، وتزوج وترك ولدا بها ومات، فأخذته أمه إلى وطنه الأصلي مكة المكرمة وربته بها، وتزوج وترك أربعة أولاد كانوا يعرفون بأهل البيت المنوفي. ) عن الحصن المتين ج2 ، ص 63 و64(. ح- في لبنان : طرابلس. خ- في مختلف دول الخليج العربي. ج- وفي ليبيا حيث توجد اسر تنتمي إلى العلميين الأشراف في ليبيا وتحديدا في مدينة البيضاء الرابضة على سفوح الجبل الأخضر وهى أسرة طيبة تتمتع بالاحترام والتقدير فى المنطقة. 3. في بلاد المهجر: الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا، ألمانيا وغيرها. المراجع : ع. ابن خلدون ، العبر ؛ م . ابن زرع ، القرطاس ؛ ع . الجزنائي، جنى زهرة الآس ؛ م . العربي الفاسي، مرآة المحاسن ؛ ع. الفاسي، الأقنوم ، مخطوط ؛ م . بن عبد الرحمان الدلائي، درة التيجان ، مخطوط ؛ أ . الناصري، الاستقصا ؛ إ . الفضيلي، الدرر البهية ؛ إسماعيل العربي، دولة الأدارسة ؛ ابن علي الإدريسي، الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية ، بيروت ، 1986 ؛ المريني العياشي، الفهرس في عمود نسب الأدارسة ، طنجة 1986 ؛ الماحي الإدريسي ؛ شجرة الأدارسة القيطونيين ؛ ظهائر وتقاييد تتعلق بالأدارسة . ط. اللهيوي، كتاب الحصن المتين للشرفاء أولاد مولاي عبد السلام مع أبناء عمهم العلميين.
بقلم الدكتور أمل العلمي