جمعة الغضب تتحدى الأمن بسوريا
تحدى عشرات الآلاف من السوريين أوامر حكومية بعدم الخروج للتظاهر, وخرجوا في مسيرات حاشدة بعدة مناطق, استجابة للدعوة التي أطلقت على فيسبوك فيما عرف بـ"جمعة الغضب".
ونقلت رويترز عن شهود عيان أن القوات السورية فتحت النار على آلاف القرويين الذين تحركوا قرب مدينة درعا المحاصرة. وتحدث شهود لرويترز عن مقتل 15 شخصا وإصابة العشرات.
وقال محمد أحمد -شاهد عيان- للجزيرة إن القوات أطلقت النار على المتظاهرين عند االبوابة الغربية للمدينة, مشيرا إلى أن المتضامنين كانوا يحاولون توصيل المساعدات للسكان المحاصرين.
كما قالت وكالة الأنباء السورية إن مجموعة وصفتها بالإرهابية هاجمت نقطة تفتيش في مدينة درعا الجنوبية فقتلت أربعة جنود وخطفت اثنين آخرين.
وكان مصدر عسكري سوري صرح في وقت سابق اليوم بأن وحدات الجيش تواصل ملاحقة ما سماها فلول المجموعات الإرهابية المتطرفة المسلحة في درعا.
مدينة درعا واصلت التظاهر رغم الحصار
وأشار المصدر إلى أن عدد قتلى عناصر الجيش والشرطة وقوى الأمن منذ بدء الأحداث في سوريا بلغ 78 مقابل سبعين مدنيا.
الحرس الجمهوري
في هذه الأثناء, قامت قوات على متن شاحنات من الحرس الجمهوري السوري مسلحة بالرشاشات بدوريات على الطريق الدائري حول دمشق قبل صلاة الجمعة اليوم, طبقا لما ذكرت رويترز, عن شهود عيان.
كما قال شاهدان آخران لرويترز إن وحدات من الشرطة السرية تمركزت في نقاط تفتيش بالعاصمة دمشق, وذكروا أن المدينة باتت معزولة عن الضواحي المحيطة بها. وتحدث السكان أيضا عن انقطاع الاتصالات والكهرباء عن مراكز حضرية وعدة بلدات.
وقال ناشط حقوقي على اتصال بسكان في حي القنوات القديم في دمشق إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مطالبين بالديمقراطية بشوارع الحي الضيقة.
وفي داريا في ريف دمشق والقامشلي أيضا, خرجت مظاهرات للتضامن مع أهالي درعا والمناداة بالحرية.
وكانت قوات الحرس الجمهوري قد ظهرت في ضاحية دوما في وقت سابق, بينما أرسل الرئيس السوري الفرقة الميكانيكية الرابعة بقيادة شقيقه ماهر الأسد إلى مدينة درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد المستمر منذ 11 عاما.
مظاهرات في محافظة القامشلي السورية بعد صلاة الجمعة تطالب بالحرية
كما انطلقت مظاهرات في مدينة تل كلخ بمحافظة حمص تعاطفا مع أهالي درعا وللمناداة بالحرية.
وخرجت مظاهرات مماثلة في مدينة الرقة بشرقي سوريا للتضامن مع أهالي درعا أيضا.
وفي بانياس, قال عبد الكريم عبد الكريم -شاهد عيان- للجزيرة, إن المدينة شبه محاصرة, وتعاني نقصا في الغذاء. كما قال إن المظاهرات خرجت بشكل اعتيادي, من مسجد أبو بكر الصديق ومسجد الرحمن رغم تطويق الجيش للمدينة.
صورة حكومية
أما في مدينة حلب فقد بث التلفزيون السوري صوراً من المدينة, وقال إن صلاة الجمعة سارت بشكل عادي وإن الحياة في حلب طبيعية. كما بث صوراً لأحد المساجد في الحسكة بشمالي شرقي البلاد. وظهر في الصور أن الوضع في المدينة كان هادئا بعد صلاة الجمعة وكانت حركة المرور في شوارعها اعتيادية.
وكانت وزارة الداخلية قد دعت المواطنين إلى "الامتناع عن القيام بأي مسيرات أو تظاهرات أو اعتصامات تحت أي عنوان كان إلا بعد أخذ موافقة رسمية وذلك بهدف المساهمة في إرساء الأمن والاستقرار".
من جهة أخرى بث التلفزيون السوري مساء أمس ما وصفه باعترافات "خلية إرهابية متطرفة" قالت إنها "ارتكبت أعمال القتل والتخريب وترويع المواطنين في درعا وتلقت أوامر للقيام باحتجاجات تحريضية ممن يصفون نفسهم بمعارضة خارجية".
على صعيد آخر, نقلت رويترز عن دبلوماسي غربي كبير لم تسمه أن انتشار الاحتجاجات في أنحاء سوريا بعد صلاة الجمعة وبأعداد كبيرة سيكون بمثابة "انتكاسة" جديدة للنظام السوري