مقتطفات عن عنصرية و عداء و كره اليهود للكنعانيين
يذكر التوراة في (سفر التكوين) أن كنعان هو أحد الأبناء الأربعة لحام (كوش، مصراييم، فوط، كنعان) وهنا تبدأ المغالطة الأولى لإبعاد الكنعانيين عن أصولهم السامية .. ثم أن ربطهم بالمصريين من خلال ذكر آلهة ومعابد وتآخي مدن، لا يخلو من تحليل كيدي، مفهومة غاياته ..
صحيح أن المدن الكنعانية والمصرية كانت على علاقة، لكن تلك العلاقة المتينة لا نجدها إلا في النصوص العبرية، فلا ذكر لمثل تلك الحميمية والصلة القوية ، لا في نصوص الكنعانيين ولا في نصوص المصريين ..
فاليهود الذين أخرجوا أولا (كنعان) من دائرة الساميين ووضعوه في دائرة الحاميين من حيث النسب، لم يكتفوا بذلك بل ربطوا الكنعانيين بالكريتيين من خلال حام، فجعلوا (مصراييم) ابنا لحام، وجعلوا له أولادا ( لوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم وفتروسيم وكسلوجيم) الذين خرج منهم فلشتيم (فلسطين) .. وكفتوريم (الكريتيين) .. والمعروف أن الفلستو هم أقوام من حوالي بحر إيجة غزت فلسطين (أرض كنعان).. ولا يستبعد أن تكون (كريت) أصلا تابعة للكنعانيين (من اسمها كريت: قريت : مدينة: جزيرة) .. لكن الغاية الدفينة عند اليهود واضحة، تريد أن تجعل من الكنعانيين غرباء في العرق وغرباء من حيث المكان عن الساميين ..
وهناك خديعة ثالثة في هذه المسألة كررها اليهود وتناقلها المؤرخون العرب، وترسخت في نفس التراث العربي والإسلامي، وهي تلك التي تزعم أنه بعد الطوفان اضطر نوح للعمل كفلاح فزرع العنب وعمل الخمر منه وسكر وتعرى فجاءه حام ورآه عاريا فذهب وأخبر أخويه (سام ويافث) بما رأى، فحملا رداء على أكتافهما ومشيا الى الخلف حتى سترا عورة أبيهما. وعندما أفاق أخبراه بما فعل حام .. فدعا على كنعان بأن يجعل أبناءه عبيدا لأبناء سام ويافث..وهنا المكيدة الواضحة، فلماذا كنعان بالذات؟ وحام هو من عمل عملته المزعومة، وله أولاد كثر؟
نبي الله نوح عليه السلام يشرب الخمر ويسكر ويتعرى !!
سفر التكوين [ 9: 20 ]
(وَاشْتَغَلَ نُوحٌ بِالْفَلاحَةِ وَغَرَسَ كَرْماً، وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خَيْمَتِهِ، فَشَاهَدَ حَامٌ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ عُرْيَ أَبِيهِ، فَخَرَجَ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ اللَّذَيْنِ كَانَا خَارِجاً. فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الْقَهْقَرَى إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ، وَسَتَرَا عُرْيَ أَبِيهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَدِيرَا بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ فَيُبْصِرَا عُرْيَهُ. وَعِنْدَمَا أَفَاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ وَعَلِمَ مَا فَعَلَهُ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ قَال: لِيَكُنْ كَنْعَانُ مَلْعُوناً، وَلْيَكُنْ عَبْدَ الْعَبِيدِ لإِخْوَتِهِ». ثُمَّ قَالَ: تَبَارَكَ اللهُ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. لِيُوْسِعِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي خِيَامِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُم )
ان هذه القصة من افتراءات الكتاب المقدس على أنبياء الله واتهامهم بارتكاب الكبائر، وهي تفضح عنصرية اليهود البغيضة حيث قصدوا بهذه القصة اللعنة إلي الكنعانيين سكان فلسطين قبل اليهود، ونسبوا أنفسهم إلي سام وادعوا اختصاصهم بذلك ليتسنى لهم ادعاء حق السيطرة على الكنعانيين وأرضهم فلسطين. ولنا على هذه القصة المكذوبة عدة ملاحظات تفضح افتراءها منها:
_ كيف يلام حام وهو لم يفعل شيئاً يستحق اللوم عليه إضافة إلي أنه كان طفلاً صغيراً...؟
_ وكيف يلعن نوح كنعان بن حام _ الذي سيولد بعد 20 سنة ؟... فما ذنب كنعان ؟ وكيف يتحمل ذنب أبيه _ إن كان لأبيه ذنب ؟
كيف لموسى أن يسقط حق ملكية الأرض عن أصحابها الشرعيين ؟ لنذهب إلى سفر التكوين أول أسفار التوراة كي نعرف الإجابة ...
20وكانَ نُوحٌ أوَّلَ فلاَحِ غرسَ كَرْمًا. 21وشربَ نُوحٌ مِنَ الخمرِ، فسَكِرَ وتَعَرَّى في خيمَتِه. 22فرأى حامٌ أبو كنعانَ عَورَةَ أبيهِ، فأخبَرَ أخويهِ وهُما خارِجا. 23فأخذَ سامٌ ويافَثُ ثوبًا وألقَياهُ على أكتافِهِما. ومَشيا إلى الوراءِ لِيَستُرا عَورَة أبيهِما، وكانَ وجهاهُما إلى الخلْفِ، فما أبصَرا عَورَةَ أبيهِما.
24فلمَّا أفاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ عَلِمَ بِما فعَلَ بِهِ ابنُهُ الصَّغيرُ، 25فقالَ: «مَلعونٌ كنعانُ! عبدا ذليلا يكونُ لإخوَتِهِ». 26وقالَ: «تَبارك الرّبُّ إلهُ سامٍ، ويكونُ كنعانُ عبدا لِسامٍ. 27ويَزيدُ اللهُ يافَثَ، فيسكُنُ في خيامِ سامٍ ويكونُ كنعانُ عبدا لهُ!». ( سفر التكوين الإصحاح التاسع الايات من 20 إلى 27 )
إذن فنوح شرب حتى الثمالة ونام عاريا , وأوقعت الصدف حام ليرى أباه في هذا الوضع المعيب , فأخبر شقيقاه سام ويافت بالأمر , فقام الإثنان بستر عورة أبيهما , وعندما أفاق نوح من سكره ونومه وعلم بما حدث غضب من تصرف حام فأنزل لعنته على كنعان إبن حام وجعله عبدا لإخوته ولسام ونسله .
هذه هي القصه فلنتوقف سويا عزيزي القاريء ونفكر بها قليلا
ما هي خطيئة حام الذي أوقعته الصدفة ليرى أبيه في وضع معيب ؟ ....فلنعتبر أنها خطيئة كبرى , فهل تستحق مثل هذه العقوبة ؟ ..... فلنعتبر أنها بذلك الزمن كانت تستحق ...ولكن ما ذنب كنعان كي تقع عليه هو بعينه العقوبة ؟
لماذا إختار نوح كنعان ؟ وباختيار كنعان يكون نوحا قد خالف قوانين عصره , ففي زمنه كان الإبن الأكبر يرث كل ما لأبيه بما في ذلك خطاياه , وعليه كانت تبعات خطيئة حام تقع على عاتق كوش الإبن الأكبر لحام وليس للابن الأصغر كنعان , فما المقصود بذلك ؟ التوراة تجيب على ذلك
(15وكنعانُ وَلَدَ صيدونَ بِكرَهُ، وحِثًا 16واليَبُوسيِّينَ والأموريِّينَ والجرْجاشيِّينَ 17والحِوِّيِّينَ والعَرْقيِّينَ والسِّينيِّين 18والإرواديِّينَ والصَّماريِّينَ والحماتِيِّينَ. وبَعدَ ذلِك تَفرَّقَت عَشائِرُ الكنعانيِّينَ. 19وكانت أرضُ الكنعانيِّينَ مِنْ صيدونَ في اَتجاهِ جرارَ إلى غَزَّةَ، ثُمَ في اَتْجاهِ سَدومَ وعَمورَةَ وأدْمَةَ وَصَبُويِيمَ إلى لاشَعَ. )(سفر التكوين الاصحاح العاشر الايات من 15 إلى 19 )
هذا هو بيت القصيد , نسل كنعان هم الأقوام التي سكنت فلسطين لحظة خروج موسى وبنو إسرائيل من مصر , جعلتهم التوراة ملعونين وعبيد لسام ونسله من بعده و في أول أسفارها , والعبيد كما ذكرنا لا يملكون حق تملك الأراضي , ودمهم مباح لأسيادهم بقوانين ذلك العهد حيث النظام الإجتماعي هو نظام الرق , كما أن الآيات حددت الأرض التي يعيشون عليها , فطالما هم عبيد لنسل سام تكون الأرض التي يعيشون عليها ملك لنسل سام . وبهذا حقق موسى أحد أهدافه , إسقاط حق الملكية عن سكان أرض كنعان .
من هم نسل سام ؟
21ووُلِدَ لِسامِ أيضًا بَنونَ، وهو أبو جميعِ بَني عابِرَ وأخو يافَثَ الأكبرِ. 22وبَنو سامِ: عيلامُ وأشُّورُ وأرفَكْشاد ولُودُ وأرامُ. 23 وبَنو أرَامَ: عوصُ وحُولُ وجاثِرُ وماشُ. 24وأرفَكْشادُ وَلَدَ شالَحَ، وشالَحُ وَلَدَ عابِرَ. 25وَوُلِدَ لِعابِرَ اَبنانِ اَسمُ أحدِهما فالِج. لأنَّ في أيّامِهِ اَنقسمتِ الأرضُ، واَسمُ أخيهِ يقطانُ. 26ويقطانُ وَلَدَ ألْمُودادَ وشالَفَ وحضَرمَوتَ ويارَحَ 27وهَدورامَ وأُوزَالَ ودِقلَةَ 28وعُوبالَ وأبِيمايلَ وشَبا 29وأُوفيرَ وحَوِيلَةَ ويُوبَابَ. هؤلاءِ جميعُهُم بَنو يَقطانَ. 30وكانَ مَسكِنُهُم مِنْ مِيشافي اَتْجاهِ سَفارَ إلى جبَلِ المَشرِقِ. 31هؤلاءِ بَنو سامِ بِبُلدانِهِم وعَشائِرِهم كُلُّ جماعةٍ بِحسَبِ لُغَتِها. (سفر التكوين الاصحاح العاشر الايات من 21 إلى 31 )
هذه هي شجرة عائلة سام , والملاحظه هنا أنه قد جرى التركيز على أرفكشاد بن سام أكثر من غيره , فلم تذكر التوراة نسل عيلام وأشور ولود , وذكرت الجيل الأول من سلالة أرام , أما أرفكشاد فقد ذكرت أربع أجيال من سلالته , ذلك من أجل الوصول إلى عابر (جد العبرانين الذي ينحدر بنو إسرائيل منهم ) , وقد ذكر عابر تحديدا مرتين , المرة الأولى عند ذكر سام , والثانية عند رسم شجرة عائلة سام , هذا التمييز بداية حصر الوعد ببني إسرائيل وحدهم دونما بقية نسل سام كما سنرى لاحقا.
من البدايات حسمت التوراة وفي أول أسفارها مكانة أهل فلسطين كعبيد لبني إسرائيل , ودم العبد وعرضه وماله حلال لسيده .
من المفاراقات أن التوراة وصفت أرض أبناء كنعان وصفا دقيقا لم تفعله في وصفها لأراضي أبناء سام ويافت
19وكانت أرضُ الكنعانيِّينَ مِنْ صيدونَ في اَتجاهِ جرارَ إلى غَزَّةَ، ثُمَ في اَتْجاهِ سَدومَ وعَمورَةَ وأدْمَةَ وَصَبُويِيمَ إلى لاشَعَ. 20هؤلاءِ بَنو حامِ بِبُلدانِهِم وعَشائِرِهِم كُلُّ جماعَةٍ بِحَسَبِ لُغَتِها.(سفر التكوين الإصحاح العاشر الاية 19) .
ومن المفارقات أيضا في سفر التكوين - الإصحاح العاشر , أنه قد جرى التركيز على سلالتي سام وحام والمرور مرور الكرام على سلالة يافت , والتي خرجت بعد ذلك من إهتمام الرب في الأسفار اللاحقة .
ومن المفارقات أيضا عند ذكر حام أول مرة في التوراة تم تعريفه بأبي كنعان جد سكان فلسطين , دونما عن أخويه سام و يافت (18وكانَ بَنو نُوحِ الذينَ خرَجوا مِنَ السَّفينةِ سامًا وحامًا ويافَثَ، وحَامٌ هوَ أبو كنعانَ) (سفر التكوين الإصحاح التاسع الاية 18 ) . وعند ذكر سلالة سام ذكر (بضم الذاء) على أنه بنو جميع بنو عابر جد العبرانيين (21ووُلِدَ لِسامِ أيضًا بَنونَ، وهو أبو جميعِ بَني عابِرَ وأخو يافَثَ الأكبرِ.)(سفر التكوين الإصحاح التاسع الاية 21 ) .
وكأن التوراة لم تكتب إلا من أجل الصراع بين سلالة عابر وسلالة كنعان , على أرض فلسطين ,فهما السلالتان الوحيدتان التي تم توضيحهما توضيحا كاملا, وأرض كنعان هي الأرض الوحيدة التي تم وصفها , وموقف الرب من هذا الصراع , هو(طبعا) الإنحياز الكامل لسلالة عابر .
صبغة دينية وغلاف لاهوتي لمشروع إستعماري قاده موسى , فالإصحاحان التاسع والعاشر من سفر التكوين كانا ما تتطلبه المرحله بالنسبة لموسى من إسقاط حق ملكية الأرض عن سكان فلسطين الأصليين وإعطاؤه لبني إسرائيل ,وهذا ما سعى إلية موسى وغلفه بغلاف رباني , من أجل خلق حافز لبني اسرائيل لتلبية دعوته ,بأن هناك أرض لهم بإنتظارهم وعبيد لخدمتهم,
لقد حملت التوراة وفي أول أسفارها بذور العنصرية والتمييز العرقي , فنوح النبي يلعن سلاله بأكملها , ويحكم عليها بالعبودية أبد الدهر , وتتحول لعنته إلى وعد رباني , سلالة خرجت منها شعوب وأمم , هي حسب التوراة لا حق لها بأي قطعة أرض , وما هذه السلالة إلاعبيد ملعونين
هذه هي بدايات التوراة , بداية المنظومة الدينية والأخلاقية والروحية التي يتلقاها ملايين البشر في الكنس والكنائس , والمدارس الدينية , ووسائل الإعلام , هذا ما يقرأه القساوسة والحاخامات كل سبت وأحد على مسامع الملايين .
فلا عجب أن يخرج علينا حاخام إسرائيل الأكبر عوفاديا يوسف وعلى شاشات التلفزه ليقول أن الفلسطينين أفاعي وحشرات , فالمرشد الروحي له هي التوراة , ولا عجب أن يوجه جنود الجيش الإسرائيلي رصاص القنص مباشرة على رؤوس الفلسطينين العزل فالتوراة بمنظومتها الأخلاقية تبيح لهم ذلك . لا عجب أن تتسابق الحكومات الإسرائيلية الواحدة تلو الأخرى في عمليات مصادرة الأراضي وتوسيع الإستيطان ليقضم أراضي الضفة الفلسطينية , فلا أرض للفلسطيني , لقد سقط حقه بها منذ عهد نوح .
وقبل ذلك وحين نستذكر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني نجد أن إسرائيل قد صادرت نصف أراضي الفلسطينين الذين بقوا في قراهم داخل اسرائيل وحملوا الجنسية الإسرائيلية , ولو أستطاعت وقتها أن تصادر كل أراضيهم لما توانت ,فالفلسطيني لاحق له بالتملك , ولكن إعتبارات سياسية دولية أوقفتها عن ذلك, حيث أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلة ولا تريد إسرائيل أن تظهر بمظهر الدولة العنصرية تحديدا في سنواتها الأولى , وكما نلاحظ التمييز الواضح تجاه أبناء الطائفة الدرزية , فالبرغم من أن أبنائها يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي , إلا أنهم أثناء وبعد إنتهاء الخدمة مواطنين من الدرجة الخامسة أو السادسة , فلا حقوق مواطنة للفلسطيني أو العربي , فالتوراة واضحة وصريحة , ذرية حام عبيد لبني إسرائيل , ولا جدال في المعتقد الديني .
لقد شكلت التوراة المرجعية الاخلاقية لكثير من الحركات العنصرية في العالم فها هو روبرت بيرد النائب السابق في مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي يلوح بقصة نوح ليدافع عن سياسة التمييز العنصري .
وهكذا أرست التوراة أسس التمييز العنصري من أجل أن يحقق موسى الوعد المزعوم والذي لم يكون سوى مشروعه الإستعماري و مهد له باسقاط حق أصحاب البلاد الأصليين بتملكها , ولعنهم إلى الأبد . وأهدر دمهم لبني إسرائيل .
- أليس الكتاب يقول بر البار يكون له وإثم الفاجر يكون عليه
العنصرية حسب الكتاب المقدس والقرآن
إعداد: موقع شبهات وبيان
ما يقوله الكتاب المقدس عن التمييز العنصري:
وكانَ نُوحٌ أوَّلَ فلاَحِ غرسَ كَرْمًا. وشربَ نُوحٌ مِنَ الخمرِ، فسَكِرَ وتَعَرَّى في خيمَتِه. فرأى حامٌ أبو كنعانَ عَورَةَ أبيهِ، فأخبَرَ أخويهِ وهُما خارِجا. فأخذَ سامٌ ويافَثُ ثوبًا وألقَياهُ على أكتافِهِما. ومَشيا إلى الوراءِ لِيَستُرا عَورَة أبيهِما، وكانَ وجهاهُما إلى الخلْفِ، فما أبصَرا عَورَةَ أبيهِما. فلمَّا أفاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ عَلِمَ بِما فعَلَ بِهِ اَبنُهُ الصَّغيرُ، فقالَ: ((مَلعونٌ كنعانُ! عبدًا ذليلاً يكونُ لإخوَتِهِ)). (التكوين 9 : 20-25)
فأَقبلَتْ إلَيهِ اَمرأةٌ كَنْعانِـيّةٌ مِنْ تِلكَ البلادِ وصاحَتْ: ((اَرْحَمني، يا سيِّدي، يا اَبن داودَ! اَبنتي فيها شَيطانٌ، ويُعذِّبُها كثيرًا)). فما أجابَها يَسوعُ بكَلِمَةٍ. فَدنا تلاميذُهُ وتَوَسَّلوا إلَيهِ بقولِهِم: ((اَصرِفْها عنَّا، لأنَّها تَتبَعُنا بِصياحِها! )) فأجابَهُم يَسوعُ: ((ما أرسلَني اللهُ إلاَّ إلى الخِرافِ الضّالَّةِ مِنْ بَني إِسرائيلَ)). ولكنَّ المرأةَ جاءَتْ فسَجَدَتْ لَه وقالَت: ((ساعِدْني، يا سيِّدي! )) فأجابَها: ((لا يَجوزُ أنْ يُؤخذَ خُبزُ البَنينَ ويُرمى إلى الكِلابِ)). (متى 15: 22-26)
لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. (التثنية 23: 20)
ما يقوله القرآن عن التمييز العنصري:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات : 13)
…هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ. وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 62-63)
تعليق موقع شبهات وبيان
يزعم الكتاب المقدس أن نبي الله نوحاً عليه السلام لَعنَ كنعان وجَعلَه عبدا لإخوتِه بسبب خطأِ أبيه "حام"، وهو الأمر الذي يُشيرُ ضمناً إلى أنَّ أحفادَ "حام" (سود البشرة) ملْعونونَ، و أنهم قد جُعِلوا عبيدا لأحفادِ "سام" و"يافث".
إن المسلم يرفض هذه القصّة المختلقة لأسباب كثيرة:
· نبي الله نوح عليه السلام كَانَ أحد أعظم رسل الله، ِ واتّهامُه بشُرْب الخمر والتعري لا يصدقه المسلم أبدا.
· كيف لنبي الله نوح أن يلعَنَ كنعان بسبب خطأ ارتكبه أبوه "حام". لماذا يُلعن إنسان بريء بسبب خطأ ارتكبه والده؟ إن ذلك اتهامٌ بالظلم لرسول من أعظم رسل الله.
· يَدّعِي اليهود بأنّهم أبناء الله دون سائر البشر. وقد اختلقوا هذه القصّة ليترفعوا فوق الكنعانيين ويزدروهم و من ثم يعطوا أنفسهم الحقَّ في قَتْلهم وإذلاْلهم.
إضافة إلى ذلك، فقد كَتبتْ أيدي اليهود في الكتاب المقدس ِأنه يمكنهم "أخذ الربا من الأجنبي، دون إخوانهم الإسرائيليين". و الأعظم من ذلك، اتهامهم نبي الله عيسى عليه السلام زورا بأنه قال أن الكنعانيين هم كلاب بني إسرائيل. لا يمكن أبدا أن نصدق أن هذه العنصرية المقيتة والاحتقار قد صدر عن نبي الله عيسى عليه السلام، فكَيْفَ يمكن لرسول أرسله الله أن يَعتبرُ غيرَ الإسرائيليين كلابا لأبناء إسرائيل !
لقد إدّعتْ كُلّ الأمم عبر التأريخِ نوع من الأفضلية على الأمم الأخرى، وذلك استنادا على معاييرِ خاطئةِ مثل الجنسِ أو اللونِ أَو اللغةِ. أما القرآنَ الكريم فإنه يضع المعيارَ الحقيقيَ للأفضلية، و هو التقوى. فأفضلية شخص على آخر تعتمدُ على الاستقامة والسلوكِ الحسن، ولَيسَ على الدمّ أو الثروةَ أَو الجنسيةَ، لأن كُلّ البشر أبناء آدم.
يَقُولُ القرآنَ الكريم أنّ اللهِ خَلقَ البشر أجناسَا مختلفةَ لكي يتعارف الناس على بعضهم البعض و ليس لإعْطاء الأفضلية لجنس على جنس آخر، بل إن ذلك الاختلاف في أشكالِ وألوانِ الناسِ لهو إحدى معجزاتِ اللهِ العظيمة، فبالرغم من أن اللهِ خَلقَنا مِنْ ذكرِ واحد (آدم) وأنثى واحدة (حواء)، فإن كُلّ شخص يختلف عن غيره، وكُلّ إنسان له شخصية فريدةُ. لذا فإن هذا الاختلاف معجزة عظيمة مِنْ اللهِ ولَيسَ مبررا للتمييز العنصري.
قالَ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : " ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى ... ) رواه الإمام أحمد وهو في السلسلة الصحيحة
ولقد كَان رسول محمد صلى الله عليه وسلم أولَ من طبق هذا، فقد كان عليه السلام يعامل أصحابه سواءً بسواء، الأغنياء منهم والفقراء، العرب والعجم. فبلال الحبشي، وصهيب الرومي وسلمان الفارسي كَانوا من صحابته المقربين .
.