لمحبي تميم البرغوثي 11 قصيدة مقروءة - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لمحبي تميم البرغوثي 11 قصيدة مقروءة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-09-10, 21:17   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
hocine314314
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية hocine314314
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا شكر على واجب أخي صلاح وسأدرج المزيد بإذن الله
عبد الرزاق لعياضي صديق الجميع سأبلغه ان شاء الله
والسلام عليكم









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-09-10, 22:30   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
صلاح البسكري
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Mh51 السلام عليكم

السلام عليكم اولا عيدكم مبارك ثم تقبل الله منا ومنكم
............... شكرا اخي حسين على التفاعل وانا كذلك أضيف ان كانت النات تسير بشكل جيد ان شاء الله
الى اللقاء سلام










رد مع اقتباس
قديم 2010-09-13, 20:42   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
hocine314314
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية hocine314314
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمامة والعنكبوت


تقول الحمامة للعنكبوت:

أخي تذكرتني أم نسيتِ؟؟

عشية ضاقت علي السماء

فقلتِ على الرحب في الغار بيتي

وفي الغار شيخان

لا تعلمين حَميتِهما يومها أم حُميتِ

جليلان إن ينجوا يصبحا أمة

ذات شمل جميع شتيت

وقوم أتوا يطلبونهما

تقف الريح عنهم من الجبروت

أقلب عيني في القوم ما بين وجه مقيت

ووجه مقيت

أتوا فارتعشتُ فقلتِ اثبتي

تحرزي الخير يا هذه ما حييتِ

فليس بأيديهمُ أن تعيشي

وليس بأيديهمُ أن تموتي

سنحمي الغريبين من كل سيف

بريش الحمام وأوهى البيوت

سنبني المآذن في المشرقين

بخيط رفيع وخبز فتيت

أنا من أتيتكِ أشكو السماء

فصرتُ أقاسمها بعض قوتي

تقول الحمامة للعنكبوت

أخية تذكرتني أم نسيت

أخيةُ هل تذكرين الغريبين

ما فعلا بعدنا يا فُديتِ؟؟؟؟

أخية ماذا جرى لهما ؟؟ أترى سلما ؟؟

يا أخية هل تعلمين؟

لقد كان في الغار وعد

بأن السماء ستنثر مثل أرز العروس

على العالمين

لقد كان في الغار دنيا

من الصين حتى بلاد الفرنجة

أسواقها وميادينها وقوافلها

وعساكرها...صياح المنادين

بسط الجوامع آي المصاحف

أضرحة الصالحين نقوش الأواني

وشاي الصباح يعطر بالمريمية والياسمين

أخية ماذا جرى لهما؟؟؟

أترى سلما؟؟؟؟

يا أخية هل تذكرين؟

غداة أناديك هل هل لك

أن ندخل الغار أهلي وأهلك

فالغار أوسع من كل شيء

هو القدر الدائري الذي كان قبلي وقبلك

هل لك هل لك؟؟؟؟؟

ثم انهمكتِ...

لكي تنسجي للغريبين

ليلا حنونا

يكون من الليل ليلا بديلا

وقمت أنسق عشا فسيحا

دعوت إليه الطيور قبيلا

فلتنظري ماذا حولك ما تبصرين؟

أخية ماذا جرى لهما؟؟؟

أترى سلما؟؟

يا أخية ماذا جرى لأرى ما أرى

فلقد طفت ما طفت تحت السما

لم أجد أحدا منهما

وكأنهما لم يكونا هنا

لم يحلا لم يرحلا

يا أخية ضيفاك ما فعلا؟

أو لم يصلا للمدينة أم وصلا؟

يا أخية ضيفاك ما فعلا؟

أترى قتلا أترى أسرا ؟

أترى بقيا صاحبين أم انفصلا

يا أخية ضيفاك ما فعلا؟؟؟

تقول الحمامة للعنكبوت

أخية تذكرتني أم نسيتِ

لقد طفتُ كالشك كل البلاد

وأنتِ هنا كاليقين بقيتِ

فلم أوتَ علمك مهما علمتُ

ولم أرقَ يوما إلى ما رقيتِ

فأنت لبنياننا كالثبات

وأنت لبرهاننا كالثبوت

أتيتكِ أسأل عن صاحبينا

فلا تقتليني بهذا السكوت

أراك أخية لا تنطقين

بأي الدواهي الإناء دهيت!!!

ولودٍ عنودٍ تعودُ وتفنيكِ

وهي تخلد إن ما فنيتِ

وأعرف ما ضركِ المشركون

ولكن من المؤمنين أتيت

تقول الحمامة للعنكبوت:

بربك يا هذه لا تموتي

تقول الحمامة لما رأت

روح حارسة الغار فاضت

وقد أصبح الغار من بعدها طللا:

تعزي قليلا وخلي من الدمع ما هملا

ثم ميلي إلى كل طفل وليد

قصي عليه الحكاية قولي له

في زمان مضى

حل في غارنا عربيان وارتحلا









رد مع اقتباس
قديم 2010-09-13, 20:47   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
hocine314314
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية hocine314314
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

معين الدمع

معين الدمع لن يبقى معينا **** فمن أي المصائب تدمعينا
زمانٌ هون الأحـــرار منا **** فديت وحكـــم الأنذال فينا
ملأنا البر من قــتلى كرام ****على غير الإهاـنه صابرينا
كأنهم أتوا سوق الـــمنايا **** فصاروا ينظرون وينتقونا
لو أن الدهر يعرف حق قوم **** لقبل منهـــــم اليد والجبينا
عرفنا الدهر في حاليه حتى **** تعودنـــاهما شـــــدا وليـنا
فما رد الرثاء لنا قتيلا **** ولا فك الرجاء لنا سـجينا
سنبحث عن شهيد في قماط **** نبايعــه أمـــير الــمؤمــنـينا
ونحمله على هام الرزايا **** لدهر نشتهــــيه ويشتهينا
فإن الحق مشتاق إلــى أن **** يرى بعض الجبابر ساجدينا









رد مع اقتباس
قديم 2010-09-13, 20:55   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
hocine314314
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية hocine314314
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذه القصيدة من أبدع ما كتب تميم

حديث الكساء

حديث كساء النبي الذي سوف أكتب عنه

حديث عن الوحدة الوطنية والعافية

وسأبدأ قولي بنثرٍ ..

أضيف له الوزنَ والقافية

ومن بعده سوف أنشد شعراً

بلا حلية الوزن ..

يحسب نقاده خطأ

أن ما فيه من صور

حلية كافية

وبعدهما سأوحد بينهما

حيث أن القصيدة عن وحدة الناس في بلدي

ولأني أرى وحدة المذهبين على مذهب

لغة عالية

حديث الكساء حديث قصير

مؤداه أن النبي دعا حسناً وحسيناً وفاطمة وعلياً

وضم عليهم كساء من الشعر

ثم دعا الله أن يذهب الرجس عنهم

فأنزل ربك آية تطهيرهم

هكذا وردت في مراجع أهل الحديث من الفرقتين

حديث الكساء حديث جميل

ولست أبالي إذا اختلف الناس من بعد ذلك

في الأثر الطائفي لذكري له

بل وإني لمن أجل هذا خصوصاً ذكرت الحديث

لقد نظر الناس في أثر الضم

هل فيه رمز لعصمة من كان تحت الكساء

أم القصد تكريمهم دون توصية بالإمامة بعد الرسول

ولكن أنا

ولأني من الشعراء ولست من الفقهاء

ولا أبتغي أن أحوّل هذه القصيدة درساً في علم الأصول

أقول

وأجري على الله فيما أقول

بأني سأُدخِل فيه الذين أبوا أن يذلوا لغاز أتاهم

وأُخرِج منه الذين على العكس منهم أباحوا لحاهم

فمن ردّ كيد اليهود بلبنان عندي

سيدخل تحت الكساء

ومن ردّ كيد التحالف عن شارعٍ في العراق

سيدخل تحت الكساء

وإن كان هذا على مذهب لا يوافق ذاكَ

فإني أرى تلك موعظة لو تفكّر أهل العقول

وهذا خلاصة نثري

فإن ترد الآن أن تسمع الشعر فاسمع ..

أقول

دخان كثيف

يوزن بالأطنان

يعبر الخرائط

إن ترفع يدك لا تراها

والناس يصدم بعضهم بعضاً كسيارات الملاهي

فان تتبّعتَ الدخان إلى مصدره

وصلت إلى غليون القيصر

شبكة من النور تلُقى لتنتشلهم

يسقطون من خلالها واحداً واحداً

فتعود إلى ربها

كَيَدِ طفل يحاول نقل البحر بأصابعه

إلى دلوه الصغير

كتب النحو والفلسفة والرياضيات

تتبرع لجدران المساجد والكنائس كل بسطر أو اثنين

تتصل السطور وتتلوى

في تكوينات نباتية متشابكة على المحراب والمذبح

المحراب ينمو

إلى أن تحتكر فروع نباتاته

توزيع الشمس والظل

بين محيطين وسبعة أبحر

ثم لا يلبث المحراب أن يجد من ينسفه

قباب تشتعل

المؤمنون

أكثر الناس حرصاً على إحراق المساجد

والكفار

أكثر الناس حرصاً على المشاهدة والترميم

أو الترميم أولاً

أي .. قبل الإحراق

تجتمع الكتب سرّاً

وتتبرع مرة أخرى

كل بسطر أو اثنين

وتتصل السطور لتصبح ساق نبات طويل

يلتف على الحطام ويحاول عاجزاً أن يزهر

تستمر القباب في الاشتعال

والكتب في التبرع

بعد فترة

أصبحت القباب تشتعل ذاتياً

يعني من غيظها

أما الكتب

فأصبحت من كثرة ما تبرعت

بيضاء تماماً

ومن ابيضت كتبه

ابيضت راياته

***

ساعتان رمليتان

كلٌّ تتهم الأخرى بأنها مقلوبة

وتدعوها أن تعتدل مثلها

ويدٌ واضحة جداً

تقلبهما معاً في نفس اللحظة

ومن موقعيها الجديدين

تستمر كل واحدة منهما في اتهام الأخرى

***

أربعة جيوش من ورق اللعب

جيشان أحمران وجيشان أسودان

تظهر المذيعة في نشرة الأخبار

يتقاتل الأسودان والأحمران

المذيعة تذكر خلط الأوراق

يتحالف كل جيش أسود مع نظير له أحمر

المذيعة مرة أخرى

تنقسم كل ورقة نصفين

نصفها الأعلى أحمر والأسفل أسود

أو العكس

تزداد العداوة كلما اقترب الخصم من خصمه

فما ظنك بالخصمين وقد أصبحا متجاورين في ورقة واحدة

تصاب الأوراق بالفصام

فتقطع كل ورقة نفسها من الوسط

نهاية النشرة

سلة المهملات

***

على هامش الصورة

جموع المشجعين

يضرب بعضهم بعضاً بالأحذية

شيوخ الدين

يبنون مساجد في الفضاء الخارجي

شيوخ السياسة

يحملون الكراسيّ على رؤوسهم كآلهة المصريين القدامى

شيوخ الكلام .. والكلام أمر عظيم

مشغولون بقصيدة النثر والكبت الجنسي والاكتئاب

وأنا .. أحاول أن أكمل هذه القصيدة

**

يا كساء النبي استمع

يا علي المقام

أنت أكرم ما في مخيّمنا من خيام

فليُقَم فيك مستوصف إن تيسّر يأوي إليه ضعاف الأنام

يا كساء النبي وبرج الحمام

يا شريطاً من النور ضُمّ على باقة من كرام

يا شبيه السماء القريبة وصبح المعاني

ويا رحمة الله منسوجة في خياطة برد يماني

وتذكرة بالزمان العفي

يا كساء النبي

***

يا كساء النبي ارتفع راية عالية

لبني الجارية

للذين إذا تركوا في المنافي وشُقرَ المواني

فلا ماء يخرج من تحت أقدامهم

لا ولا وفد يأتي إليهم

وإن أُخذوا ليضحّى بهم

لا فداء لهم

يتنزل من جنة ما

ولا بيت تعلو قواعده فوقهم

فيجيء الحجيج إليهم بفاكهة الأربع النائية

***

يا كساء النبي

ارتفع راية عالية

لبني الجارية

يا كساء النبي

وجمّع قبائلهم

خفّف الموت عنهم قليلاً

وغربتهم

فلقد أصبحوا في البلاء سواءً

وباتوا ولا فرق بين المقيمة والجالية

***

يا كساء النبي

ارتفع راية عالية

لبني الجارية

قم وأعطهم الدرع والسيف والرمح

واتل عليهم من الذكر شيئاً

وصلّ صلاة الجماعة فيهم

وقل : حاربوا كل باغ قوي

يا كساء النبي

***

يا كساء النبي

اجتمع

كالضمادات ضمت إلى جرحها بُرأها

والشباك إذا انتشلت ملأها

والأمومة في ضمة الصدر

تنشر حتى نجوم السماء دفأها

***

ياكساء النبي

اجتمع

فإذا ما اجتمعت اتسع

للزهور

ومن لا يحب الزهور ولا يشتهيها

اتسع للولاة ومن لا يليها

اتسع للحقيقة والشك فيها

اتسع للسهول .. اتسع للجبال

اتسع للنساء .. اتسع للرجال

اتسع للعجوز .. اتسع للرضيع

يا كساء النبي

اتسع للجميع

فمن لم يكن في الكساء مُضاع ٌ

وإن كنت أقرأ من قبلها

أننا لن نضيع

وحتى إذا ما أردنا الضلالة فعلاً

فلن نستطيع

وإني إذا ما لمست أيادي أهلي

تبدّى إلي

بأني لمست خشونة بردك بين يدي

وصلى عليك البصير السميع

يا كساء النبي .










رد مع اقتباس
قديم 2010-09-13, 20:58   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
hocine314314
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية hocine314314
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الى الأخ صلاح اذا وجدت قصيدة حديث الكساء مقروءة فأرجو ادراجها فهي قمة في الروعة وشكرا










رد مع اقتباس
قديم 2010-09-13, 21:06   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
hocine314314
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية hocine314314
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذه رائعة في القدس

مرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا **** عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
فَقُلْتُ لنفسي رُبـــــما هِيَ نِعْمَةٌ **** فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها
تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ **** إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها **** تُسَــــرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها
فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه **** فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها
متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً **** فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها
...

في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته

يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في طلاءِ البيتْ

في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا

يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها

في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،

رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،

قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى

وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً

تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً

مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ

في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ

في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ

في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ

...

وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً

أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم، وتبصرُ غيرَهم

ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ

أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يابُنَيَّ

حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ

في القدسِ كلًّ فتى سواكْ

وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها

ما زِلتَ تَرْكُضُ خلفها مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها

فًارفق بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ

في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ

...

يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً،

فالمدينةُ دهرُها دهرانِ

دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ

وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ

...

والقدس تعرف نفسها،

إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ

فكلُّ شيئ في المدينةِ

ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ

...

في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ

حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ

تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ

...

في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ

في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،

فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،

تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها

تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها

تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها

إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها

وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها

ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً

إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ

...

في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ

كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ

ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،

أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،

وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"،

فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"،

حتى إذا طال الخلافُ تقاسما

فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ

إن أرادَ دخولَها

فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ

...

في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،

باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في إصفهانَ لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلباً

فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،

فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً، فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ

...

في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ

واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ

وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"

وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"

...

في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،

كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،

والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ

...

في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً

لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ

يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ

...

في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،

فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ

...

في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها

الكل مرُّوا من هُنا

فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا

أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ

فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ

والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،

فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى

كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا

أتراها ضاقت علينا وحدنا

يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا

يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ

...

العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها

والقدس صارت خلفنا

والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،

تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ

إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ

قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ

يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟

أَجُنِنْتْ؟

لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ

لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ

في القدسِ من في القدسِ لكنْ

لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْ









رد مع اقتباس
قديم 2010-09-17, 21:42   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
صلاح البسكري
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
شكرا اخي على القصائد الرائعة ......
اكيد سأضيف ان وصلت كنت مشغولا هذه الايام قليلا
شكرا اخي










رد مع اقتباس
قديم 2010-09-20, 11:54   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
شيشناق 01
عضو جديد
 
الصورة الرمزية شيشناق 01
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الســـــــــــــلام عليكم
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع









رد مع اقتباس
قديم 2010-09-20, 20:11   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
hocine314314
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية hocine314314
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيشناق 01 مشاهدة المشاركة
الســـــــــــــلام عليكم
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع
شكرا على المرور الطيب أخي









رد مع اقتباس
قديم 2010-10-25, 23:34   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
صلاح البسكري
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
ساحيي الركن بعد طول غياب. ان شاء الله .
سلام










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-29, 17:06   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
lerby-7
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية lerby-7
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااااااااااااا لك










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-18, 00:59   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
HAMIUD77
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار علي مشاهدة المشاركة
سلام الله عليكم
شكرا على المجهود الذي قمت به
موضوع يستحق التقدير
أخي العزيز حبذا لو جئت كذلك بالقصائد أو بعضا من أعمال الشاعر تميم البرغوثي مكتوبة
ويا حبذا لو شفعتها بموجز عن سيرته الذاتية
تقبل سلامي
وعيدكم مبارك









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-07, 14:28   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
choayb1987
عضو فريق رفع إعلانات التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-21, 16:34   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
omar_gs13
بائع مسجل (ج)
 
الصورة الرمزية omar_gs13
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رائع جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لمحبي, مقروءة, البرغوثي, تميل, قصيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc