على الحكومات والمنظمات أن تتحمل المسؤولية هذه أين دورها؟
ربما لم يحصل ذلك في هذا القرن إلا بحق مسلمي روهينغيا، يتم تهريبهم من خلال سفن حربية سفن حرس حدود ميانمار، هؤلاء كانو يهربون ويوصلون الناس إلى المياه الدولية وهناك ينتظرهم تجار البشر بالبواخر حيث يأخذونهم ويبيعونهم في أراضي تايلاند وكذلك إلى ماليزيا وإندونيسيا وبنغلاديش والهند، وقبل أشهر قليلة رأيتم أكثر من 8000 إنسان روهينغي عالقين في البحر لأكثر من شهر وبعض السفن وصلت بنغلاديش فتم طردها إلى البحر، إندونيسيا رمتهم إلى البحر وإلى ماليزيا وتايلاند كذلك حتى صرخ العالم والأمم المتحدة ووسائل الإعلام، لتستقبل في النهاية ماليزيا واندونيسيا البعض والبقية ربما ماتوا في البحر".
توجد الآن حالات قتل خارج نطاق القانون وسجون أراكان مليئة بالمعتقلين ولا أحد يستطيع الوصول إليهم، وقد ماتت أعداد كبيرة منهم تحت التعذيب. وهناك من قتل في الشوارع وحين ذهابه لصيد السمك في البحر. وكل هذا موثق بصور. وهناك أشياء كثيرة جدا تعذر توثيقها لأن هذه الجرائم لا يرتكبونها إلا بعد التخطيط لها واتخاذ التدابير الأمنية، وبالتالي لا أحد يستطيع توثيق هذه الأشياء. ومنظمة 969 هذه المنظمة الإرهابية التي تنشر الكراهية التي تعد جريمة دولية، لا بد أن يقف المجتمع الدولي المسؤول عن إيقاف مثل هذه الأمور، لم يتمكنوا حتى هذه اللحظة من إيقاف شخص واحد من هذه المنظمة. وبالطبع لكل هذا أسباب، أرى أن هناك أسبابًا سياسية ولكن من أهمها أننا مسلمون".
وأدعو دول العالم إلى الوقوف وقفة واحدة والبحث عن الأسباب الأساسية، ثم بمعالجة المشكلة من جذورها، هذا هو الحل السليم والصحيح على المدى البعيد. ولكن دول العالم كلها اتجاهها بطيء جدًا، دولة ميانمار تملك ثروات طبيعية هائلة، وقد كانت مغلقة تماما تحت حكم الشيوعية والآن بعد عام 2010 حيث حصلت انتخابات، بدأت الإصلاحات وبدأ الانتقال إلى الحكم المدني، ولكن لا زال الحكم عسكريًا لأن الحكم بيد العسكر. فالعالم ينتظر التغير حقيقي في داخل البلد والدخول إلى الاستثمار ولا يريدون إثارة المشكلة مع حكومة ميانمار. لأنهم إذا ثاروا ربما يُحرَمون من الوصول إلى الصفقات الاقتصادية، ومن هذا المنظور لم يتحرك المجتمع الدولي، وإلا فهو قادر على إيقاف مثل هذه المعاناة في أي لحظة".
من المشاكل أيضًا، أن بورما ممر دولي الآن بين الهند والصين، وبينهما عداوة قديمة بدأت تتلاشى في السنوات الأخيرة بحيث اقتربت الدولتان من بعضهما فصار بينهما تبادل كثير من الصفقات، ودخل كلاهما في بورما حيث يستثمران بشكل كبير جدًا. تعمل الهند بشكل كبير جدًا داخل أراكان في المشاريع التنموية. وإذا تم فتح الممر الذي يمر من أراكان ويربط بين الهند والصين بكامله، وأصبح ممرًا دوليًا فإنه سيسيطر على جنوب شرق آسيا الهند والصين، وبعد ذلك سيفتح لهم طريقًا إلى الشرق الوسط، تنظر الولايات المتحدة إلى ذلك بغضب شديد. ولذلك هناك صراع بين أمريكا من طرف و الهند والصين من طرف آخر.
ما هي طبيعة الدعم الذي تستطيع تركيا تقديمه لمسلمي روهينغيا؟
تركيا بثقلها الإقليمي والدولي تستطيع تقديم أشياء كثيرة وقدمت أشياء ذكرت بعضها، واذا أرادت التعاون مع مجموعة من دول منظمة التعاون الإسلامي فهي تستطيع أن تضغط على حكومة ميانمار لوضع المشكلة على الطاولة ومناقشتها والبحث عن جذورها وحلها. فلذلك ندعو الشعب التركي أن يكثف تناول القضية في وسائل الإعلام لتحريك الشعب، هذا مهم جدا بالنسبة لنا وإبراز معاناة الشعب الروهينغي في ميانمار المسلمة بصفة عامة.
والتحرك قانونيا من خلال المجتمع الدولي لتكثيف الجهود وممارسة الضغط على حكومة ميانمار، يعني إعلاميًا وسياسيًا، وثالثا حكومة تركيا لها ثقلها وعلاقتها مع حكومة بورما وبإمكانها مخاطبة ميانمار بشكل صريح وأن تعمل جنبا إلى جنب معها لأجل حل هذه المشكلة ولديها سفارتها ومكاتب أخرى. وللوصول إلى هذه الدرجة من التحرك لا بد الشعب التركي أن يحرك المنظمات المدنية والمؤسسات الإعلامية والمنظمات الحقوقية والقضائية والنقابات، لا بد أن يتعرف الجميع على المشكلة ثم يتعامل معها وكل في موقعه يطالب الحكومة بحل هذه المشكلة. حتى تصل القضية إلى صناع القرار ويتحركوا.
إذا تحركت تركيا وتبنت المشكلة سوف تلقى دعم العالم الإسلامي من السعودية وقطر وحتى ماليزيا وإندونيسيا التي لم تحاول الضغط على حكومة ميانمار لوجود ارتباطات، إلا أنها تريد أن تدعم طرفا ثالثا لحل هذه المشكلة فماليزيا نفسها تعاني بسبب عدم حلها، لأن المهاجرين سيذهبون إليها ويعانون من هذه المشكلة لتصبح ميانمار مصدر إزعاج لدول الجوار، وكلها تريد حلًا، ولكن لا تريد الضغط على حكومة ميانمار، ولذلك إذا استلمت حكومة تركيا الملف أعتقد أن !!!!العالم الإسلامي!!!! سيقف معها ويقدم لها الدعم السياسي والمالي.
https://www.turkpress.co/node/14329