نسب سيدي الخير وعلاقته بعبد الرحمن الخرشفي
الكاتب: مسؤول الجمعة, 03 كانون1/ديسمبر 2010
هو سيدي الخيّر بن سيدي محمد بن سيدي الطاهر بن سيدي بلقاسم بن سيدي بوخالفه بن سيدي المداني بن المرحوم سيدي المكي بن سيدي عبدالرحمن بن سيدي محمد بن سيدي علي بن القطب والغوث المشهور سيدي ومولاي عبد السلام بن مشيش بن سيدي أبي بكر بن سيدي علي بن سيدي حُرمه بن سيدي عيسى بن سيدي سلاّم بن سيدي مزوار بن سيدي علي بن سيدي محمد بن سيدي إدريس الأصغر بن سيدي إدريس الأكبر بن سيدي عبدالله المحض ويدعى الكامل بن سيدي الحسن المثنى بن سيدي الحسن السبط ابن سيدنا علي (كرم الله وجهه ورضي عنه) وابن سيدتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (رضي الله عنها) ابنة سيد الأولين والآخرين سيد العالمين سيدنا وشفيعنا وقدوتنا قرة العيون رسول الله وحبيب الله وخليل الله المجتبى المصطفى سيدنا محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين وذريته وأصحابه وأنصاره ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلام على المرسلين) والحمد الله رب العالمين.
ففي تاريخ تأليف البوني مؤرخ دولة الأحافصة إن الشيخ عبدالسلام (رضي الله عنه) ونفعنا ببركته حج خمس وعشرين مرة منها عشر حجج وحده وخمسة عشر حجة مع أهله وأولاده الأربعة وهم: الشيخ السيد أحمد والسيد محمد والسيد عبدالصمد المكنى (بالخفاش الصغير) والرابع هو سيدي علي، ومن العلماء والأشراف والعوام ما ينيف على الألفين.
وكان رحمه الله في الحجة الأخيرة لما خرج من مكة أعزها الله سأل عن ثنية الوداع وكان الطريق عليها، فقالوا: "يا شيخ الطريق يميناً ونحن؟ فأجابهم ونحن وداعاً". ولما وصل إلى مصر قصد زيارة مسجد سيدنا الحسين قبل أن يدخل الجامع الأزهر ومكث شهراً كاملاً ومنها ركب إلى الإسكندرية حتى إذا وصل إلى القيروان قصد المسجد ومعه خاصته من العلماء العاملين والفقهاء الكاملين والأشراف، فلما جلس بداخله استند السارية التي تقابل المحراب وقال: "هذا مقام مصلى عقبة بن نافع (رضي الله عنه) يوم رجوعه إلى أفريقيا في المرة الثانية التي توفي بها بالزاب". وبالكاد ارتحل وقال لمن معه من العلماء والأشراف: "هذه آخر زيارتنا نجول في الصحراء". ونزل بطلقه ومنها ببسكره فأقام بها يومين ولقد تلطف به مشايخ الذواوده ليقيم معهم ولو ثمانية أيام فامتنع وقفل لامدوكال من ركب الحظنة القبلية لما وجد فيها تلاميذه المرافقين له أتوا معه من قضاء فريضة الحج, ومنها أشراف الهامل ومر على الأغواط لما وجد من النسب بينه وبين تلك البلاد فأقام ثمانية أيام وفي يوم السبت الذي هو الثامن ارتحل إلى المغرب. فلم يقم إلى إن وصل إلى محل سكناه وزاويته فسمعت به الناس الوجود عليه من فاس ومن مكناس ومراكش وسوس الأقصى ومن جبال ادره والمصامدة.
وفي آخر سنته توفي يوم الجمعة السادس عشر من رجب، وحين غلب عليه المرض اجتمعت عليه العلماء من التلاميذ والأشراف وغيرهم وكل واحد يطلب منه الدعاء فأجابهم: "فالله يقبل لكل واحد ما نوى من خير"، ثم تقدم إليه أولاده المذكورين وأمرهم بالانتقال فمنهم من ذهب إلى مراكش وفرقة منهم أيضاً في فاس وفرقة في ناحية الأغواط وبلاد النوايل وفرقة بنواحي بجاية وضواحي قسنطينة (وطن عامر بسطيف) من ذرية الشيخ علي بن الشيخ السيد عبدالسلام بن مشيش النازلين بوطن عامر بسطيف. وسمي بعامر لأنه كان خالياً من الأشراف إلاّ بعد مجيئهم فعمروه بالعلم والصلاح وقاموا بالدعوة إلى الله ولذلك سمي بعامر ومنهم الشيخ سيدي الخير ومن فروعه وأصوله الشيخ سيدي أحمد بن ثابت صاحب كتاب {التفكر والاعتبار في فضل الصلاة على النبي المختار} المعروف بورعه وزهده ومنهم الشيخ سيدي عبدالكريم الشهير ولقد سمي بالشهير لأنه اشتهر بالعلم والولاية ومنهم سيدي المقدم باشا المعروف بكراماته وزهده ومنهم الشيخ سيدي عبدالرحمن المفتوح عليه (رضي الله عنه في علم الظاهر والباطن) ولقد كانوا كلهم من حاملي لواء الطريقة الشاذلية الممزوجة بالقادرية وتكلموا بهذا الفن بما أفاض الله سبحانه وتعالى على قلوبهم وتفننوا في هذا العلم وتخرجت على أيديهم رجال عظام نفعنا الله بهم دنيا وأخرى وجعلنا الله من أتباعهم آمين آمين آمين.
وقد ثبت شرفهم بخط قاضي القضاة بالجزائر ونقباء الأشراف القائم بها إلى أن قال بهذه نسخة إثبات نسب للجانب الرفيع العالي والمقام المحمدي الهاشمي نقلت هنا عن إذن من تجب الطاعة إليه أعزه ودام عزه وعلاه وليتمسك بها من له حق فيها.
نقلت موافقة لخط قاضي القضاة بالجزائر
وشهادة نقباء الأشراف بالجزائر وفاس