طلب العلم بالكلام ...تزندق .. - الصفحة 15 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طلب العلم بالكلام ...تزندق ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-09-09, 22:57   رقم المشاركة : 211
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله فإن أتى بذلك علم صدقه وقبل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف علم أنه محدث مبتدع زائغ لا يستحق أن يصغى إليه.
فالمعتزلة والقدرية1 عن سنن النبي - صلى الله عليه وسلم- بمعزل لوجوه:
أحدها: أنهم يطعنون على الصحابة - رضي الله عنهم - الذين بايعوا أبا بكر وعمر وينسبونهم إلى الظلم لعلي - رضي الله عنه2- وقد أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم- بالاقتداء بهم جميعاً والأخذ عنهم.









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 22:58   رقم المشاركة : 212
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وإذا كان القرآن عند القدرية مخلوقا كسائر كلامهم لم يثبت فرعه، وهو السنة.
والرابع: أن المعروف منهم اجتناب النقل والرواية عن المشهورين بالنقل ولا عندهم كتب فيها سند صحيح كنحو الكتب المشهورة في الأمصار كالبخاري ومسلم1 والترمذي، وسنن أبي داود2 وغير ذلك من التصانيف التي أجمع أئمة الأمصار على روايتها والاحتجاج بها وإنما عندهم خطب وكتب مزخرفة ينسبونها إلى أهل البيت وهم عنها3 برءاء كما اشتهر عنهم من القول بخلافها، ومعتمدهم كلام المتكلمين في الأعراض والجواهر والأجسام4.
والوجه الخامس: أن القدرية إذا روي لهم خبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم- عارضوه بخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله وعلى عقولكم فإن وافق ذلك وإلا فارموا به"5.
وهذا الخبر ليس بصحيح لأنا لو عرضناه على كتاب الله لم نجد ما يوافقه ولو عرضنا الأخبار المروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في مواقيت الصلاة وأعداد
__________
1 الإمام الحافظ حجة الإسلام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابري صاحب الصحيح ولد سنة (204?) وتوفي سنة (261?) . تذكرة الحفاظ 2/588، السير 12/557.
2 الإمام الثبت الحافظ سليمان بن الأشعث السجستاني صاحب السنن، ولد سنة (202?) ، وتوفي سنة (275?) بالبصرة. تذكرة الحفاظ 2/591، السير 13/203.
3 هكذا في الأصل وفي (ب) .
4 تقدم التعريف بهذه الألفاظ. انظر: ص 97.
5 لم أقف على من خرجه.










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:00   رقم المشاركة : 213
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

والثاني: أنهم يطعنون على أصحاب الحديث بعدهم، وقد صرح هذا الرجل المعترض بدامغه هذا، فقال: أصحاب الحديث حمال أسفار أو أسمار1.
وهم الواسطة بيننا وبين نبينا ولم يتصل2 إلينا القرآن الذي هو أصل السنة إلا منهم.
والثالث: أن السنة فرع للقرآن لأن نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم- إنما ثبتت بثبوت معجزته ولا معجزة له فينا باقية إلى يوم القيامة إلا القرآن الذي هو كلام الله القديم3.
__________
1 انظر: الدامغ الباطل ورقة 21/أولعل مراده بـ (الأسمار) القصص التي يسمر بها وهي في الغالب من نسج خيال القصاص.
2 في الأصل غير ظاهرة، وفي - ب - لم يكتبها، ولعلها كما ثبت.
3 إن كان المراد بـ القديم صفة لله جل وعلا فإن ذلك باطل وهي من أساليب أهل الكلام ولم يرد ذلك من أسماء الله وصفاته وإنما ورد تسميته جل وعلا (الأول) في قوله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} .
وإن كان مراده وصف القرآن بالقدم أي الأزلية فليس هذا من قول السلف في القرآن وإنما يقول السلف (قرآن كلام الله غير مخلوق) وعندهم أن صفة الكلام لله عزوجل قديمة النوع حادثة الأفراد وسيأتي مزيد إيضاح لذلك عند كلام المصنف على الكلام والقرآن. انظر: فصل رقم 96 من هذا.










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:01   رقم المشاركة : 214
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الركعات وغير ذلك من الأحكام التي نقلت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- نقلاً متواتراً وأجمع العلماء عليها على كتاب الله أو على العقل لم نجد ما يوافقها1 فعلم بذلك أن هذا الخبر لا أصل له، وإنما دعاهم إلى ذلك عجزهم عن ضبط الأحاديث.
__________
1 يقصد بقوله (ما يوافقها) ما يدل عليها بتفاصيلها المعلومة أما المعلومة أما أصلها فموجود حيث أمر الله عزوجل بها وذكر بعض أركانها وشروطها كالوقت والطهارة والركوع والسجود وقراءة القرآن وملازمة الخشوع فيها، كما أمر أمراً جازما باتباع النبي - صلى الله عليه وسلم- بقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} فأوجبت هذه الآية اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة وغيرها مما هو دين، قال الشافعي - رحمه الله: "وسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مع كتاب الله وجهان: أحدهما: نص كتاب فاتبعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كما أنزل الله، الآخر جملة بين رسول الله فيه عن الله معنى ما أراد بالجملة وأوضح كيف فرضها عاماً أو خاصاً، وكيف أراد أن يأتي به العباد وكلاهما اتتبع فيه كتاب الله".
وقال في موضع آخر: "إن سنة رسول الله إنما قبلت عن الله فمن اتبعها فبكتاب الله اتبعها ولا نجد خبراً ألزمه الله خلقه نصاً بينا إلا كتابه ثم سنة نبيه". انظر: الرسالة ص 91-109.










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:02   رقم المشاركة : 215
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فصل: الأصل الثالث: الإجماع
وهو إجماع علماء العصر على حكم الحادثة 1.
وهو حجة في الأحكام الشرعية، وقال بعض المعتزلة: الإجماع ليس بحجة2.
والدليل عليه قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 3. وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ} 4. وقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} 5.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم: "لا تجتمع أمتي على خطأ"6. والأدلة في ذلك كثيرة.
__________
1 انظر: المستصفى1/173، الأحكام للآمدي 1/148، نزاهة الخاطر العاطر 1/331.
2 المخالف في ذلك النظام من المعتزلة والشيعة والخوارج. انظر: الأحكام للآمدي 1/150، الوصول إلى الأصول 2/72، نزاهة الخاطر العاطر 1/335.
3 النساء آية (115) .
4 البقرة آية (143) .
5 آل عمران آية (110) .
6 أخرجه ت. كتاب الفتن (ب. ما جاء في لزوم الجماعة 4/466 من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - وقال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه، وأخرجه جه. كتاب الفتن (ب. السواد الأعظم) 2/1303 من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - وفي إسناده أبو خلف الأعمى خادم أنس - رضي الله عنه - متروك ورماه ابن معين بالكذب. انظر: التقريب ص 404.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: "والحديث استدل به على حجية الإجماع وهو حديث ضعيف، ثم نقل قول ابن حجر فيه: إنه حديث مشهور له طرق كثيرة لا يخلو واحد منها من مقال"، ثم ذكر ما يؤيد الاستدلال لحجية الإجماع بروايات عديدة تؤيد معناه. تحفة الأحوذي 6/386.










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:03   رقم المشاركة : 216
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فالقائلون بهذا الأصل هم أهل السنة الذين أفنوا أعمارهم بحصر أقاويل العلماء من الصحابة والتابعين وأئمة الأعصار.
كلما ذهب قرن أيد الله الذين بعدهم بقوم على صفتهم بذلك، والمعتزلة والقدرية من هذا بمعزل لوجهين:
أحدهما: أنه لا يعتبر إلا1 إجماع الفقهاء، والفقه هو: معرفة الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد، ولا يعتد بخلاف أهل الكلام الذين لا معرفة لهم إلا بالجواهر والأجسام والأعراض، وهذا علم القدرية، ولا ينقل ذلك عن الصحابة والتابعين2.
الثاني: أن أول عصر العلماء هم الصحابة - رضي الله عنه - وهم يطعنون عليهم على ما مضى3 فكيف يسوغ لهم النقل عنهم.
__________
1 إلا في الأصل غير واضحة تماما وكتبها - ب- (إلى) وما أثبت به يستقيم الكلام.
2 تقدم النقل عن شيخ الإسلام في بيان هذا وأول من تكلم به ص 97.
3 انظر: ص 107.










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:04   رقم المشاركة : 217
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فصل: الأصل الرابع: هو القياس
وهو أدلة العقل1. وهو أصل من أصول الأدلة عندنا في العقليات والسمعيات، ولكنه غير موجب بنفسه بل الموجب والمحسن والمقبح هو الشرع2.
والعقل آلة للتمييز بين الصحيح والباطل، ولم يكلف الله المعرفة به إلا من له عقل3 ولكنه تابع للشرع، ولم يلتزم القدرية بشيء من الأصول الأربعة إلا بالعقل إلا أنهم غلوا فيه وجعلوه عمدة أمرهم وأساس بنيانهم وركبوا فيه طرقا وعرة، وجعلوا مات ورد في الكتاب والسنة تابعا لما في عقولهم فإن وافقهم وإلا رموا به4.
__________
1 يقصد بذلك أن القيارس هو الأمر الذي يتوصل إليه باستخدام العقل فيه من غير أن يون هناك نص من الشارع.
2 سيأتي مزيد إيضاح للتحسين والتقبيح والتعليق على ذلك. انظر: 209.
3 يدل على ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم-: "رفع القلم عن ثلاثلا عن المجنون المغلوب على عقله، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم". أخرجه د. كتاب الحدود (ب. في المجنون يسرق أو يصيب حدا 2/227، ت. كتاب الحدود (ب. ما جاء فيمن لا يجب عليه الحد 4/32، جه. كتاب الطلاق (ب. طلاق المعتوه والصغير 1/658، كلهم من حديث علي - رضي الله عنه -، وحسنه الترمذي، وأخرجه أبو داود وابن ماجه من حديث عائشة - رضي الله عنها- أيضا.
4 قال القاضي عبد الجبار المعتزلي بعد أن ذكر أنواع الدلالة وهي: حجة العقل والكتاب والإجماع قال: "ومعرفة الله لا تنال إلا بحجة العقل فلأن ما عداها فرع على معرفة الله بتوحيده وعدله، فلو استدللنا بشيء منها على الله والحال هذه كنا مستدلين بفرع للشيء على أصله وذلك لا يجوز، ثم أخذ يفصل في بيان ذلك". انظر: الأصول الخمسة ص 88 وما بعدها.
وهذا في واقع الأمر تعطيل منهم للشرع ورد له وتقديم ما يرتضونه مما زعموا أنه قواعد عقلية يستدلون بها على إثبات وجود الله عزوجل كحلول الحوادث ودلالة الإمكان ونحوها التي جعلوا ما يلزم منها نافياً لما ثبت في الشرع كنفيهم أفعال الله لزعمهم أنها تدل على الحدوث، وكنفيهم للقدر لزعمهم أنه مخالف للعدل والحكمة. وهذه القواعد التي قعدوها يخالفهم فيها كثير من الناس من أصحابهم ومن غيرهم. وهذا يقدح في كونها دليلاً عقليا متفقا عليه يمكن أن ينظر إلى الشرع بمنظاره، ثم إنه إذا ثبت صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في قوله إنه مرسل من قبل الله عزوجل سواء بطريق المعجزة أو الفطرة أو دلالة حاله وأحواله أو بما يلقي الله عزوجل في قلوب عباده من الإيمان به - صلى الله عليه وسلم- إذا ثبت هذا لم يبق للعقل مجال لمعارضة الشرع بأي حال من الأحوال، وليس له إلا التسليم والانقياد والخضوع، لأننا لما علمنا صدق المخبر علمنا صدق الخبر، وعلمنا أن الخبر موفق للحق والعدل والحكمة، إذ هو من قبل من هو موصوف بهذه الصفات، كما علمنا أن كل ما يقع في النفس من التوهمات التي تخالفه إنما هي من الشيطان أو فساد في النظر وخلل في الاستدلال. هذه هي القضية التي يجب على المعتزلة ومن تابعهم في أصلهم الفاسد بتقديم العقل اتباعها والخضوع لها لا أن يعكسوها لزعمهم أن العقل هو الذي دل على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم- فيجب أن يُحكَّم في كل الأمور الشرعية، فإن هذا باطل فلو وافقناهم على أن العقل وحده هو الذي دل على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم- لم يلزم من ذلك أن يعرض كل ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم- على العقل، إذ معنى هذا أن العقل هو المشرع وليس الله جل وعلا، بل الذي يلزم من دلالة العقل على صدق الرسول هو تسليم القيادة للرسول - صلى الله عليه وسلم- في كل صغيرة وكبيرة لأن الحق هو ما ثبت أنه نطق به لأنه صادق هذا ما يلزم من ناحية العقل. ولكن المعتزلة ومن تابعهم تمادوا في تقديم العقل وجعلوه حاكما عى الشرع وجلوا الشرع تابعاً لا مطبوعاً فأتوا بالطامات المخالفة لصريح القرآن والنسة فأولوا القرآن وصرفوا معانيه على حسب أهوائهم وردوا السنة المخالفة لما ظنوا أنه حقا على حسب عقولهم. مع أن العقل الصحيح لا يخالف النقل الصحيح بحال من الأحوال، وكيف يخالفه والشرع إنما هو من عند من خلق العقل، والله جل وعلا طلب من الإنسان أن يستخدم عقله في النظر في الدلائل المواصلة إليه جل وعلا والمعتزلة بأنه الإله الحق، فإذا أيقن الإنسان بأن الله هو الإله الحق وأن هذا الرسول مرسل من قبله لم يكن له إلا التسليم واذعان فإن أدرك بعقله أن ما قال الرسول موافق للحق فهذا خير وإن لم يدرك وجه الحق والحكمة في الأمر الشرعي وجب أن يتهم نظره، وعقله لا أن يؤول النصوص أو يردها.
من أراد الاتسزادة في بيان فساد قول المعتزلة ومن تابعهم فليراجع (درء تعارض العقل والنقل) لشيخ الإسلام 1/87/100.
وبأوسع منه عند ابن القيم في الصواعق المرسلة) حيث استغرق بيان هذا الأمر المجلدان الثالث والرابع.










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:05   رقم المشاركة : 218
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فصل: معرفة الله وجبت بالشرع، ولو لم يبعث الله الرسل لم يجب علينا معرفة الله ولا عبادته.
ولكن لما أرسل الله الرسل لم نعلم صدقهم إلا بالنظر بمعجزاتهم1. وعرفنا الله تعالى بالعقل.
وقالت المعتزلة والقدرية: معرفة الله وجبت بالعقل ولو لم يبعث الله الرسل لكان في العقول ما يدل على توحيدهم لله سبحانه2.
وهذا نفس قول البراهمة الذين قالوا بإبطال الوسائط 3.
والدليل على بطلان قولهم قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} 4
__________
1 دلالة المعجزة على صدق الرسل دليل صحيح، وقد أيد الله رسله بالمعجزات لكن يمكن الاستدلال على صدق الرسول بالنظر في أحواله ودعوته، لهذا آمنت خديجة وأبو بكر وغيرهم من الصحابة من دون طلب معجزة أو ظهورها لهم، وقد استدل هرقل على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم- بالسؤال عن أحواله ودعوته فليست المعجزات هي الدليل الوحيد لصدق الرسل كما يزعم أهل الكلام. انظر: شرح الطحاوية ص 158، الإرشاد للجويني ص 278.
2 انظر: كلام القاضي عبد الجبار في وجوب النظر وأن معرفة الله وجبت بالعقل وأنه لا يحتاج في ذلك إلى سمع في كتاب المغني 14/151.
3 الميلاد نسبة إلى براهما: وهو في زعمهم القوة العظيمة السحرية الكامنة التي تطلب كثيرا من العادات. انظر: أديان الهند الكبرى ص 43.
وقولهم بإنكار النبوات مشهور عنهم ذكره الغزالي وابن حزم، ورد عليهم في ذلك وذكره ابن الجوزي والسكسكي أيضا. انظر: قواعد العقائد ص 212، الفصل 1/96، تلبيس إبليس ص 87، البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان ص 51.










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:09   رقم المشاركة : 219
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

واستحال أن يكون الفاعل الحي العالم القادر المريد موصوفاً بصفات النقص وهي: الصمم والعمى والخرس، ويتعين وصفه بضد ذلك وهو السمع والبصر والكلام، وقد وصف نفسه بذلك في القرآن1.
ويستدل على البعث من القبور بالآيات التي أرشد الله الخلق إليها بالاستدلال على ذلك فمنها قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} 2.
فنبه الله الخلق على الاستدلال بإعادته الخلق بابتدائه لخلقهم لأنهم قد أقروا بأنه خلقهم ابتداءً والدليل عليه قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} 3 وقوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} 4. وقوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ} 5. وقوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} 6.
__________
1 أورد ابن القيم - رحمه الله - في كتابه (مفتاح دار السعادة) الشيء الكثير من عجيب الصنع والحكمة المتقنة في خلق الإنسان والحيوان والهواء والليل والنهار وسائر مخلوقات الله الظاهرة للعيان الدالة على الله عزوجل ووحدانيته وكمال صفاته ونعوت جلاله وأنه الحكيم في صنعه اللطيف في تدبيره جل وعلا. انظر: مفتاح دار السعادة 1/187/282.
2 الروم آية (27) .
3 الزمر آية (38) .
4 الزخرف آية (87) .
5 الواقعة آية (62) .










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:12   رقم المشاركة : 220
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ولم يكلف الله الخلق أن يعرفوه كمعرفته لنفسه ولا كمعرفة الأنبياء له بل إذا حصلت للإنسان المعرفة بالأدلة من القرآن أو أخذ ذلك بالتلقين من أبويه في الصغر أو بتقليده العلماء والصالحين في صغره ثم بلغ وصمم على هذه العقيدة فإنه مؤمن كامل الإيمان2 وإن لم يحصل له المعرفة بالأدلة التي رتبها المتكلمون ووضعوها، بل قد صرح العلماء من أهل الحديث والفقهاء المشهورون بتحريم الكلام، وقالوا: هو محدث وبدعة في الدين، وقالوا: لو كان طريقاً صحيحاً لمعرفة الله سبحانه لنبه الله سبحانه عليه في القرآن ولأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- به وتكلمت به الصحابة رضي الله عنهم.
وقد علَّم النبي - صلى الله عليه وسلم- أصحابه الاستنجاء ودلهم على جميع الأحكام فلو كان الكلام من مهمات الدين لنبه النبي - صلى الله عليه وسلم- عليه.
وروي عن الشافعي3 أنه قال: "لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا
__________
1 سيأتي ذكر المصنف للتفاصيل في معرفة الله في فصل زيادة الإيمان ونقصانه ص762.
2 لعل قول المصنف هنا عن المصدق "فإنه مؤمن كامل الإيمان" يقصد بذلك من ناحية التصديق وأنه لا يحتاج إلى المعرفة عن طريق الأدلة التي رتبها المتكلمون. والمصنف - رحمه الله - أثبت من قبل في أول الرسالة أن الإيمان قول واعتقاد وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ص 99، وسيعيد ذلك في الفصول المتعلقة بالإيمان، فلا يظن به أنه قصد أن من أتى بالتصديق دون العمل فهو مستحق لوصف الإيمان الكامل لأن هذا قول الأشاعرة ومن وافقهم. وسيأتي بيان ذلك.
أو لعل قوله: "فإنه مؤمن كامل الإيمان" خطأ سبق به القلم ويكون قصد (كامل المعرفة) لأن الكلام السابق كله في الكلام على المعرفة والمعرفة ليست هي الإيمان وإنما لا بد في الإيمان من المعرفة. والله أعلم.
3 محمد بن إدريس الشافعي المطلبي الإمام عالم العصر ناصر الحديث فقيه الملة، ولد سنة (150?) بغزة وتوفي أول شعبان (204?) بمصر. انظر: تذكرة الحفاظ 1/362، 10/5.










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:12   رقم المشاركة : 221
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الكلام"1 وسئل الشافعي - رحمه الله - عن شيء من الكلام فغضب وقال: "سل عن هذا حفص الفرد 2 وأصحابه لعنهم الله"3.
ودخل حفص الفرد على الشافعي - رحمه الله - وهو مريض فقال حفص: من أنا؟ وكان من المتكلمين فقال: "حفص لا حفظك الله ولا رعاك حتى تتوب مما أنت عليه"4.
وقال الشافعي: "حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة إلى الكلام"5.
وقال أحمد بن حنبل6: "لا يفلح صاحب الكلام أبداً ولا يكاد أحد نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل"7. وقال أحمد: "علماء الكلام زنادقة"8.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية 9/111، واللالكائي في السنة 1/146.
2 حفص الفرد أبو عمرو من أهل مصر قدم البصرة وناظر أبا الهذيل قال عنه ابن النديم كان معتزلياً ثم قال بخلق الأفعال، وذكر عنه أبو الحسن الأشعري أنه تابع ضرار بن عمرو وهو من المعتزلة إلا أنه يقول بخلق أفعال العباد. انظر: الفهرست لابن النديم ص 255، مقالات الإسلاميين 1/340.
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية 9/111.
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي 1/470.
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية 9/116، والخطيب في شرف أصحاب الحديث ص 78، وابن حجر في توالي التأسيس ص 111.
6 أحمد ابن محمد بن حنبل الشيباني إمام أهل السنة ولد سنة (164?) وتوفي - رحمه الله - يوم الجمعة ربيع الأول سنة (241?) . انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ 1/431، السير 11/177.
7 أخرج هذا عنه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 2/95.










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:14   رقم المشاركة : 222
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال أبو يوسف1: "من طلب العلم بالكلام تزندق"2.
وقال الحسن البصري: "لا تجالس أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم"3.
وروي أن رجلاً4 كان يتهم بالإرجاء فقال لمالك5: "يا أبا عبد الله اسمع شيئا مني، أكلمك به وأحاجك قال مالك: فإن غلبتني قال: تتبعني، قال مالك: فإن جاءنا آخر فغلبني وإياك، قال: تبعناه، فقال مالك: بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم- بدين واحد وأراك تنتقل من دين إلى دين"6.
قال الغزالي7 - رحمه الله - وهو ممن عرف الكلام وخبره: "ما يشوشه الكلام في الدين والجدل أكثر مما يمهده وما يفسده أكثر مما يصلحه، وتقوية المعرفة بالكلام يضاهي ضرب الشجر بالمرقة من الحديد رجاء تقويتها، فقس عقيدة أهل الصلاح والتقى من عوام الناس بعقيدة المتكلمين، فترى اعتقاد العامي في الثبات كالطود الشامخ لا يحركه شيء، وعقيدة المتكلم الحارس
__________
1 هو القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن بحير الأنصاري الكوفي صاحب أبي حنيفة. قال الذهبي: "الإمام المجتهد العلامة المحدث"، توفي سنة (182?) . انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء 8/ 535، والبداية والنهاية 10/205.
2 أخرجه عنه ابن عساكر في تبيين كذب المفترى ص 333، والخطيب في شرف أصحاب الحديث ص 5، وابن بطة في الإبانة 2/538.
3 أخرجه الدارمي في سننه في المقدمة (ب. اجتناب أهل الهوى) 1/110، واللالكائي في السنة 1/33.
4 ذكر الآجري في الشريعة أن هذا الرجل يقال له: (أبو الحوريه) .
5 مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله المدني الفقيه إمام دار الهجرة توفي سنة (179?) . التقريب ص 326.
6 أخرجه الآجري في الشريعة ص 51، وزاد فيه: قال عمر بن عبد العزيز من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل.
7 الغزالي هو محمد بن محمد الطوسي أبو حامد الغزالي الشافعي قال الذهبي: صاحب التصانيف والذكاء المفرط، وقال: "وأدخله سيلان ذهنه في مضايق الكلام ومزال الأقدام"، توفي سنة (505?) في طوس. سير أعلام النبلاء 19/343، البداية والنهاية 12/187










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:15   رقم المشاركة : 223
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عقيدته بتقسيمات الجدل كخيط مرسل في الهواء تفيئه الريح مرة هكذا ومرة هكذا"1.
__________
1 ذكر هذا الغزالي في قواعد العقائد ص 77-78.
وانظر أيضا: إحياء علوم الدين 1/100 مع اختلاف بسيط في بعض الألفاظ، وقد ذكر بعده كلاماً ننقل منه قوله في مضرة الكلام ومنفعته، فقال: "أما مضرته فإثارة الشبهات وتحريك العقائد وإزالتها عن الجزم والتصميم فذلك مما يحصل في الابتداء، ورجوعها بالدليل مشكوك فيه، ويختلف فيه الأشخاص، فهذا ضرره في اعتقاد الحق، وله ضرر آخر في تأكيد اعتقاد المبتدعة للبدعة وتثبيته في صدورهم بحيث تنبعث دواعيهم ويشتد حرصهم على الإصرار عليه…"، ثم قال: "أما منفعته فقد يظن أن فائدته كشف الحقائق ومعرفتها على ما هي عليه وهيهات، فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف ولعل التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف، وهذا إذا سمعته من محدث أو حشوي ربما خطر ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا فاسمع هذا ممن خبر الكلام، ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين، وجاوز ذلك إلى التعمق في علوم أخر تناسب نوع الكلام، وتحقق أن الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود، ولعمري لا ينفعك الكلام عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور ولكن على الندور في أمور جلية تكاد تفهم قبل التعمق في صنعة الكلام، بل منفعته شيء واحد وهو حراسة العقيدة التي ترجمناها على العوام، وحفظها عن تشويشات المبتدعة بأنواع الجدل فإن العامي ضعيف يستفزه جدل المبتدع وإن كان فاسداً، ومعارضة الفاسد بالفاسد تدفعه" الإحياء 1/102-103.
فانظر هذ الكلام الواضح الجلي من أهل الصنعة بل من رؤوس أهلها كيف ذكر خطورة الكلام على العقيدة، وأنها تنقل الإنسان من اليقين إلى الشك والزعزعة، وهل بعد هذا الضرر ضرر، وهل يبقى مع الشك والحيرة إيمان ودين؟ أما المنفعة التي ذكرها فهي منفعة وهمية غير صحيحة على ندرتها كما أن في الدلائل الشرعية والبراهين الإلهية ما بقي بكل غرض إذا صرفت له الهمة وبذل فيه الجهد، وكأني بالغزالي يظن أن الدلائل الشرعية إنما يقبلها أهل التسليم من أهل الإيمان وليس فيها ما يعطي القناعة ويدفع الشبهة، ويقيم الحجة، لهذا زعم أن عقيدة العوام تحرس بشيء من الجدل الذي يرد به على أهل الجدل ويكون ذلك معارضة فاسد بفاسد في حال أن العامي لا يدرك فساد الحجتين والحق أن القرآن والسنة أقام الله بهما من الدلائل الشرعية والعقلية ما بقي بالغرض ويقنع طالب الحق فقد أقام الحجة في القرآن على المشركين بصنوف الأدلة العقلية التي ليس هذا موضع تفصيلها كما أقام الحجة على صنوف الملحدين والمنكرين للبعث والمكذبين للرسل والمنافقين، وهؤلاء هم رؤوس أهل الضلالة، وإن جميع أنواع الضلال الأخرى دون هذا والحجة عليه أوضح وأظهر وحجج القرآن والسنة لا يدفعها ويردها إلا صاحب هوى أو عناد كما أنها مأمونة العاقبة على المستدل بها، أما الكلام فإنه غير مأمون العاقبة على المستدل به كما ذكر الغزالي وهو حجة في هذا وقد ذكر هذا الأمر أيضا كثير ممن ابتلوا بالكلام وبلغوا فيه الرئاسة والتقدم فقد ذكر شارح الطحاوية ص 227 عند قول الطحاوي: "فمن رام علم ما حظر عنه علمه، ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الإيمان فيتذبذب بين الكفر والإيمان، والتصديق والتكذيب، والإقرار والإنكار، موسوساً تائها شاكا - رحمه الله - مؤمناً مصدقاً ولا جاحداً مكذباً" نقل الشارح بعد هذا الكلام اعترافات أساطين الكلام بفساد الكلام وحيرتهم، فنقل ذلك عن ابن رشد الفيلسوف والآمدي المتكلم والرازي والشهرستاني والجويني وشمس الدين الخسروشاهي من كبار تلاميذ الرازي وابن أبي الحديد صاحب شرح نهج البلاغة وأبي عبد الله محمد بن ناماور الخونجي، وفي هؤلاء العبرة والعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والمراد بأدلة المتكلمين ومناهجهم هو كل دليل ومنهج في الاستدلال على الخالق وصفاته والأمور الغيبية لم يرد له أصل في الشرع، وإنما هو مأخوذ من كلام الفلاسفة الذين أكثروا في الإله من غير قواعد شرعية ولا مناهج إلهية، ومن ذلك قولهم في الاستدلال على حدوث العالم: إن العالم متغير وكل متغير حادث وكل حادث مخلوق ونحو ذلك مما يوصل في حالة تعميمه إلى إنكار وردما جاء به الشرع، كإنكار الصفات أو تأويلها، أو إنكار القدر والشفاعة، وإخراج










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:17   رقم المشاركة : 224
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

- فصل
وقد سمى هذا المعترض نفسه وأهل مذهبه أهل العدل، وسمى أهل الحديث الحشوية1 لاستدلالهم بالأخبار المروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، فيقال له: أما تسميتك وأهل مذهبك لأهل الحديث (الحشوية) ، فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقال - صلى الله عليه وسلم-: "يأتي في آخر الزمان قوم من الزنادقة يسمون أمتي الحشوية لاتباعهم الأخبار"2. وأما تسميتهم لأنفسهم بأهل العدل: هذا اسم لقب فيهم غير مشتق من معنى موجود فيهم بل ضده3.
__________
1 قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وأما قول القائل (حشوية" فهذا لفظ له مسمى معروف لا في شرع ولا في اللغة ولا في العرف العام، ولكن يذكر أن أول من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد قال: كان عبد الله بن عمر حشوياً، وأصل ذلك أن كل طائفة قالت قولا تخالف به الجمهور والعامة ينسب إلى أنه قول الحشوية: أي الذين هم حشو في الناس ليسوا من المتأهلين عندهم، فالمعتزلة تسمي من أثبت القدر حشوياً، والجهمية يسمون مثبتة الصفات حشوية، والقرامطة كأتباع الحاكم يسمون من أوحب الصلاة والزكاة والصيام والحج حشوياً. وذكر في موضع آخر أن أهل الكلام والفلسفة أحق بهذا اللفظ لقلة الفائدة في كلامهم".
ونقل اللالكائي عن أبي حاتم الرازي في بيان اعتقاده قوله: (وعلامة أهل البدع الوقعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال لأثر) . انظر: مجموع الفتاوى 12/176، 4/23/27، شرح اعتقاد أهل السنة للالكائي 1/179.
2 لم أقف على من أخرج هذا الحديث، وكلام أبي حاتم المتقدم بمعناه.
3 عرف عبد الجبار المعتزلي في شرح الأصول الخمسة ص 1-30 العدل بقوله: "هو الكلام فيما يرجع إلى أفعال الله جل وعلا وما يجوز عليه وما لا يجوز". وقد اعتمد المعتزلة في تقرير هذا الأصل بأدلة عقلية لا صلة لها بالشرع بل جعلوا الوحي تابعاً للعقل في هذه المسائل وقالوا: إنه لا يستدل به على تقرير هذا الأصل، فقادهم هذا إلى أمور فاسدة مخالفة للشرع منها قولهم: إن الله يجب عليه فعل الأصلح لعباده، وهذا قول فاسد لم يدل عليه دليل شرعي، بل الدليل الشرعي دل على أن الله عزوجل يتفضل على من شاء من خلقه نعمة منه وفضلا، ويحجب فضله عمن شاء عدلاً منه، ومنها زعمهم أن الله يهدي أحدا ولا يضل أحداً، وقد دل الشرع على أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء. ومنها زعمهم أن الله لا يخلق أفعال العباد، وقد دل الشرع على أن الله خالق كل شيء، ومنها زعمهم أن الله لا يغفر لمرتكب الكبيرة ولا يخرج أحداً من النار، وقد دل الشرع على خلاف قولهم، ومع هذا يزعمون أنهم أهل العدل، والواقع أنهم عدلوا عن الحق إلى الباطل، حيث زعموا أنهم يحددون ما يجب أن يفعله الله عزوجل وما لا يفعله بعقولهم، وهو عزوجل رب العالمين










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-09, 23:19   رقم المشاركة : 225
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

11- فصل
روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً فإذا ناس من أصحابه على بابه يخوضون في القدر، فسمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم- فغضب حتى كأنما فقيء في وجهه حب الرمان، فقال - صلى الله عليه وسلم-: "ألهذا خلقتم أم بهذا أمرتم؟ إنما هلكت الأمم قبلكم بمثل هذا انظر الذي أمرتم به فاعملوا به وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا عنه "1.
فهذا الخبر وما أشبهه من الأخبار الواردة في النهي عن الخوض في القدر محمول على الكلام الذي تكلمت به القدرية، كيف خلق الله المعاصي ونهى عنها وعذب عليها. وكما تعرض عزير2 لذلك فقال: "يارب كيف خلقت الخلق وتعلم أنهم لا يؤمنون ولم تجعل الخلق كلهم طائعين وأنت
__________
1 أخرجه جه. في المقدمة (ب. القدر) 1/33، حم. 2/178، 196، واللالكائي في السنة 4/627، والآجري في الشريعة ص 68 كلهم من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. قال في الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. مصباح الزجاجة 1/14، وقال الشيخ أحمد شاكر في التعليق على المسند: إسناده صحيح. انظر: 11/73.
وأخرج الحديث أيضا: ت. كتاب القدر (ب. ما جاء في التشديد في الخوض في القدر) 4/443 من حديث أبي هريرة وقال: حديث غريب.
2 هو عزير بن جروه ويقال بن سويق بن عديا بن أيوب بن درزنا بن عري بن نفي بن أسبوع بن فنحاص بن العازر بن هارون بن عمران وقد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} التوبة آية (30) .
والأشهر عند السلف أنه أماته الله مائة عام ثم بعثه الوارد ذكره في سورة البقرة، قال ابن كثير: والمشهور أن عزيراً نبي من أنبياء بني إسرائيل، وأنه كان فيما بين داود وسليمان وبين زكريا ويحيى عليهم السلام، وأنه لم يبق في بني إسرائيل من يحفظ التوراة فألهمه الله حفظها فردها على بني إسرائيل، ولهذا قالوا عنه (ابن الله) تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. انظر: البداية والنهاية 2/46، 49.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...تزندق, العلم, بالكلام

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc