سفهاء الدنمرك وأمريكا يستهزئون بالمبعوث رحمة للعالمين وسفهاء صحيفة الوطن يستهزئون بسنته
عنوان مقالة للشيخ عبد المحسن العباد لمن يسخر بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في إعفاء اللحية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛ فقد حصل قبل عدة سنوات قيام حثالة من أسفه سفهاء الدنمرك بنشر صور ساخرة عن سيد ولد آدم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذي بعثه الله رحمة للعالمين، وحصل بعد ذلك إخراج فيلم سينمائي في أمريكا فيه إساءة بالغة لسيد الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وإيذاء شديد لكل مسلم، ومع هذا الإجرام المتناهي في الإجرام كان نصيب هؤلاء المجرمين في أمريكا والدنمرك من ديمقراطية الغرب الزائفة السلامة من العقاب، وقد نبهت على ذلك في مناسبات آخرها في كلمة بعنوان: «لن يضر السحابَ في السماء نباحُ الكلاب التي تحميها الديمقراطية الزائفة» نشرت في 7/11/1433هـ، وقد حذا حذو هؤلاء الغربيين بعض التغريبيين من سفهاء صحيفة الوطن التي تصدر في المملكة العربية السعودية، فقد نُشر فيها قبل أسبوع تقريباً صورة ساخرة بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الخاصة بإعفاء اللحية برسمها على هيئة مسدس يرمزون بذلك للإرهابيين، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تُستمد من أقواله وأفعاله وتقريراته، وقد اجتمعت هذه الأمور الثلاثة في سنة إعفاء اللحية، فمن أفعاله صلى الله عليه وسلم أنه كان كث اللحية، وكان أصحابه رضي الله عنهم موفري اللحى وهو يراهم ويقرهم على ذلك، وأما أقواله في الأمر بإبقائها فقد جاءت بلفظ الأمر بالإعفاء والإيفاء والإرخاء والتوفير، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى» رواه البخاري (5892) ومسلم (602) واللفظ له، ولفظه في البخاري: « ووفروا اللحى»، وعند البخاري (5893) ومسلم (600) بلفظ: «وأعفوا»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس» رواه مسلم (603)، وحلق اللحى فيه أيضاً تشبه بالنساء، ففي صحيح البخاري (5885) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال»، وينطبق على تشبه أحد الجنسين بالآخر المثل المشهور: «استنوق الجمل واستديكت الدجاجة»، وتأنث الرجال أسوأ من ترجل النساء كما قال الشاعر:
وما عجب أن النساء ترجلت ولكن تأنيث الرجال عجابُ
وإنما كان تأنث الرجال أسوأ لأن فيه هبوطاً عن أقدارهم، وأما النساء فهن بترجلهن يبحثن عن علو شبيه بعلو الدخان الذي قال فيه الشاعر:
ولا تك كالدخان يعلو بنفسه إلى صفحات الجو وهو وضيع
وقال شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في منسكه: «التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة»: « وقد عظمت المصيبة في هذا العصر بمخالفة كثير من الناس هذه السنة ومحاربتهم للحى ورضاهم بمشابهة الكفار والنساء ولا سيما من ينتسب إلى العلم والتعليم فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأل الله أن يهدينا وسائر المسلمين لموافقة السنة والتمسك بها، والدعوة إليها، وإن رغب عنها الأكثرون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»، وذكر شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (4/630) في تفسير سورة طه عند ذكر هارون وموسى دلالة القرآن على إعفاء اللحى وأنه كان سمت الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم وقال: «وقد كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية وهو أجمل الخلق وأحسنهم صورة، والرجال الذين أخذوا كنوز كسرى وقيصر ودانت لهم مشارق الأرض ومغاربها ليس فيهم حالق».
واللذين ابتلوا بترويع الناس وإخافتهم فيهم من يحلق لحيته وفيهم من يعفيها، ومن أعفاها منهم انفرد بمصيبة الإخافة، ومن حلقها جمع بين مصيبة الإخافة ومصيبة الحلق، والواجب على كتَّاب صحيفة الوطن والمسئولين فيها وكذا كتَّاب الصحف الأخرى والمسئولين فيها الواجب على الجميع تقوى الله عز وجل والحذر من الوقوع في كل ما يسخط الله ولاسيما الوقوع في الاستهزاء بالسنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين في كل مكان للفقه في الدين والثبات على الحق، وأن يصلح أحوالهم ويهدي ضاليهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
- See more at:
https://www.al-abbaad.com/index.php/a....RczE2MkW.dpuf