أولياء فتاة يطلبون النصح هل يوافقون على تزويجها من أوربي أسلم حديثاً ؟
السؤال
إن ابنتي جامعية في السنة السابعة طب ، تبلغ من العمر 25 سنة ، لها صديقة متزوجة بجزائري في ألمانيا ، وكلهم جزائريون , التقى هذان الزوجان برجل أعمال ألماني يقول إنه قد أسلم
, يبلغ من العمر 51 سنة , مطلِّق وله ولدان , ويبحث عن مسلمة ملتزمة , فاستشار الزوجين في مساعدته , فدلته صديقة ابنتي على ابنتي ، فاتصل بها عبر الانترنت
وأغراها بتوفير كل ما تطلبه بما فيها استكمال دراستها التخصصية بالخارج ، فانبهرت ابنتي بهذه الفكرة ، وسارعت بطرحها على العائلة ، وبعد دراستنا – نحن عائلتها - الموضوع :
وجدنا المشاكل التالية : • لا نعرف عن حقيقة إسلامه شيئا . • لا نعرف عن حقيقة خلقه شيئا . • لا نعرف عن حقيقة أصوله شيئا . • لا نعرف عن حقيقة أهدافه شيئا .
• عدم التكافؤ في السن . • عدم التكافؤ في المحيط الاجتماعي . • قطع النسل العربي من البنت . • إمكانية حصوله على رغبته في ألمانيا . هـــــــــذا من جهته هو , أما من جهة البنت فقد استخلصنا ما يلي :
• أن مستقبل البنت لا يبعث على القلق باعتبارها طبيبة . • البديل من بلدها ووطنها متوفر في شباب الجزائر . • المحافظة على القيم العربية الإسلامية واجب ديني .
لهذا ارتأت عائلتنا أن تقحمكم لإعطائها الموقف الشرعي في الموضوع لعلنا أغفلنا جانباً شرعيّا في القضية . وفي الأخير تقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير ، متمنين منكم الرد السريع على هذا الاستفسار ، وشكراً .
الجواب
الحمد لله
نحن وإن كنا نشكر لابنتك إطلاع أهلها على عرض ذلك الرجل وما وعدها به ، إلا أننا ننكر عليها قبولها بمراسلة أجنبي عنها ومحاورته
وإذا كانت هي عاقلة متزنة ـ بحمد الله ـ فإن كثيرات سواها قد وقعن ضحايا لمثل تلك المراسلات .
وبعد التأمل فيما ذكرتموه عن ابنتكم وعن ذلك الرجل الألماني : فإننا نوصي بشدة بعدم قبوله زوجاً لابنتكم ، وما ذكرتموه من اعتبارات كافٍ لمثل هذا الحكم
وتشريع ركنية الولي في عقود الزواج غاية في الحكمة ، لئلا تنساق الفتاة وراء هواها فتقبل بكل معسول الكلام
منمق الألفاظ الباني للأحلام في الهواء ! وها هو الدليل على ذلك أنكم لم تكتفوا بما وقع في قلوبكم من حكم على ذلك الرجل حتى سارعتم لطلب المشورة من موقعنا هذا
وهذا يدل – إن شاء الله – على أنكم أهل لتحمل الأمانة ، وأنكم المؤتمنون الناصحون على أعراضكم .
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الأولياء ونصح لهم بالنافع الصالح لتزوج مولياتهم وهم المرضيون من أهل الدين والخلُق
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) رواه الترمذي ( 1084 ) ، وابن ماجه ( 1967 ) ، وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي " .
وقال رجل للحسن : " إن لي بنية فمن ترى أن أزوجها ؟ فقال : " زوِّجها ممن يتقي الله تعالى ، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها " .
وأنَّى لكم معرفة ذلك في الرجل الراغب بتزوج ابنتكم ؟! ونحن هنا ننبه إلى أنه قد يكون مسلماً حقيقة ، وقد يكون صادقاً في رغبته ، لكنَّ ذلك كله لا تعرفونه عنه ولا شيئاً منه
ولو فرض أنه قد تأكد لكم أنه من المسلمين الصادقين في استقامتهم ، فإن ما ذكرتموه بعد أمر إسلامه من الأسباب – أيضاً – كافٍ للحكم بعدم صلاحيته لتزوج ابنتكم ، ويكفي من ذلك أنها ستقيم في ديار الكفر
وستدرس وتعمل في بيئاتهم وبلادهم ، الأمر الذي يخشى منه على دينها وخلقها ، كما أن من عادة اختلاف البيئات واللغات والطبائع أن تكون مؤثرة سلباً غاية التأثير ، مما يحدث بسببه فشل في الزواج في كثير من الحالات .
ولذا فإننا معكم تماما في رفض هذا الزواج ، وننصح ابنتكم أن تصرف نظرها عن قبول ذلك الرجل زوجاً لها
ولتعلم أن رأي أهلها ومن هو أعلم منها بحال الرجال والبيئات مقدم على رأيها بلا أدنى شك
ولتسأل ربها تعالى أن يختار لها الأحسن من الرجال الصالحين ليكون زوجاً لها ، تقيم وإياه بيتاً مؤسساً على طاعة الرحمن ليكون منه – إن شاء الله - النبتة الصالحة من الذرية الطيبة .
ونسأل الله تعالى أن يهديها لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق ، وأن يرزقها زوجا صالحاً وذرية طيبة .
والله أعلم