استشارات نفسية و اجتماعية - الصفحة 10 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استشارات نفسية و اجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-01-22, 17:57   رقم المشاركة : 136
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



مدى الحرية التي يمنحها الوالدان لابنتهما

السؤال

كيف أخبر أبويّ أن يعطياني مساحة أكبر من الحرية ، فأنا فتاة في سن المراهقة أعيش في أستراليا؟

الجواب

الحمد لله

نحن لا ندري أيتها الأخت الكريمة ما مدى المساحة التي يعطيك إياها والديك، وما هي الحرية التي تطلبينها ، لأن مفهوم الحرية أصبح مفهوما فضفاضا غير واضح .

وعلى أية حال ، فلتعلمي - بارك الله فيك - أنَّ الحرية ينبغي أن تكون في حدود ما شرعَه الله تعالى لعباده ،

فليس هناك حرية فيما يخالف شرع الله ، ولا لك أن تطلبي ذلك منهما ؛ بل هما مأموران بأن يؤدباك ، ويربياك على التزام شرع الله جل جلاله ، وعدم تعدي حدوده .

ثم هما كذلك مطالبان برعايتك ، وتأديبك بمكارم الأخلاق ، وصالح الأعمال ؛ يدخل في ذلك كله : اعتقادك الصحيح ، وحمايتك من العقائد والأفكار الباطلة الهدامة

ويدخل فيه عبادتك لربك ، وأداء فرائضه ، واجتناب محارمه ، ويدخل فيه أيضا الأخلاق والآداب العامة

فيما يتعلق بملبسك ، وهديك ، واختيار أصدقائك ورفقتك

قال صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ

عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) متفق عليه .

إننا نعلم صعوبة ذلك كله في المجتمع الذي تعيشين فيه ، والذي يكفل لأفراده الحرية المطلقة من كل قيد ، وفي كل شيء

لكن مرضاة الله ، والصبر على أوامره ، هو واجب المسلم على كل حال ، في نشاطه وكسله ، في عسره ويسره ، فيما أحب ووافق هواه ، وفيما كره وخالف هواه .

فينبغي أن تجاهدي نفسَكِ وتبذلي جهدَكِ في عدم الخروج عن حدود الشَّرع قدر جهدك ، ولكِ الأجر العظيم عند الله تعالى ، فالصبر الصبر ، فما يعقب طاعة الله تعالى من اللَّذة سينسيكِ آلام المشقَّة إن شاء الله تعالى .

واعلمي - وفقك الله - أنَّ والديك مسئولان عنك يومَ القيامة ، ولهما عليكِ حقوق كثيرة ، أهمها: الطاعة في المعروف ، وبرّهما، وعدم الخروج عن طاعتهما ما دامَ كلُّ ذلك في حدود الشَّرع الحنيف.

أما كيف تخبرين أبويكِ بإعطائك مساحة أكبر من الحرية - في حدود الشَّرع -

فإنَّ ذلك يكون بالحُجَّة الواضحة ، والمناقشة الهادئة ، والقول الليِّن ، وضرب الأمثلة على مواقفكِ السليمة الصحيحة ، وبإثبات ذلك عملاً وواقعًا.

ونسأل الله لنا ولك ولوالديكِ أن يهدينا سبيل الرشاد.

للاستزادة: جواب السؤالين القادمين

والله تعالى أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 18:02   رقم المشاركة : 137
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حق أمي عليّ وحقي على أمي ومدى استقلاليتي

السؤال

لدي بعض الأسئلة عن الوالدين

1- ما هو حق الأم علي ؟

2- ما هو حقي على أمي ؟

3- ما هي الأشياء التي يمكن أن أعملها (المباحة طبعاً) دون أن يكون لأمي الحق من منعي ؟

4- متى يكون للأب القرار الأخير في الموضوع ؟

أنا أحب أمي جدا جدا وهي تريد حمايتي حتى أنني أشعر بعض الأحيان بأنني مقيد ، أعلم بأنها تفعل هذا من فرط حبها لي فكيف أخبرها بأنني أريد بعض الحرية في اختياراتي في الحياة ؟.


الجواب

الحمد لله

أولاً : حق الأم على ولدها :

للأم على ولدها حقوق كثيرة وكبيرة لا يحصيها المحصي ولكن نذكر منها :

أ - حبها وتوقيرها في النفس والقلب ما استطاع لأنها أحق الناس بحسن صحبته .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك " .

رواه البخاري ( 5626 ) ومسلم ( 2548 ) .

فهي التي جعلت بطنها لك وعاءاً وثديها لك سقاءاً ، فحبها لازم ولا بد ، والفطرة تدعو إليه ، بل إن حب الأولاد لأمهاتهم وحب الأمهات لأولادها فطر الله عليه البهائم والدواب ، فبنو البشر أولى بذلك والمسلمون أولى بذلك كله .

ب - الرعاية والقيام على شؤونها إن احتاجت إلى ذلك بل إن هذا ديْن في عنق ولدها . أليست قد رعته طفلاً صغيراً وسهرت عليه وكانت تصبر على أذاه .

قال تعالى ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً ( الأحقاف / 15 ) . بل إن ذلك قد يقدّم على الجهاد إن تعارض معه .

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحيٌّ والداك ؟ قال : نعم، قال : ففيهما فجاهد .

رواه البخاري ( 2842 ) ومسلم ( 2549 ) .

ت -عدم الأذية وإسماعها ما تكره من القول أو الفعل .

قال تعالى : فلا تقل لهما أفٍ ( الإسراء / 23 ) .

فإذا كان الله تعالى حرَّم قول " أف " للوالدين : فكيف بمن يضربهما ؟!! .

ث - النفقة عليها إن أعوزت ولم يكن لها زوج ينفق عليها أو كان زوجها معسراً بل إن النفقة عليها وإطعامها عند الصالحين أحب إليهم من أن يطعموا أبناءهم .

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" خرج ثلاثة يمشون فأصابهم المطر فدخلوا في غار في جبل فانحطت عليهم صخرة قال فقال بعضهم لبعض ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه فقال أحدهم اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران

فكنت أخرج فأرعى ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحلاب فآتي به أبوي فيشربان ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي فاحتبست ليلة فجئت فإذا هما نائمان قال فكرهت أن أوقظهما والصبية يتضاغون

عند رجلي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء قال ففرج عنهم …. " .

رواه البخاري ( 2102 ) ومسلم ( 2743 ).

يتضاغون : يبكون بصوت عالِ .

ج - الطاعة والائتمار بأمرها إن أمرت بمعروف ، أما إن أمرت بشرٍّ كالشرك : فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

قال تعالى : وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ( لقمان / 15 ) .

ح - أما بعد موتها فيسن قضاء ما عليها من كفارات والتصدق عنها والحج أو الاعتمار عنها.

عن ابن عباس رضي الله عنهما :" أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال : نعم حجي عنها ، أرأيتِ لو كان على أمك ديْن أكنتِ قاضيته ، اقضوا الله فالله أحق بالوفاء"

. رواه البخاري ( 1754 ) .

خ - وكذلك بعد موتها يسنّ برها بصلة من كانت تصله وتحترمه كأقاربها وأصدقائها .

عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ ".

رواه مسلم ( 2552 ) .

ثانياً : حقوقك على أمك :

أ - القيام على شأنك وأنت طفل وإرضاعك وحضانتك وهذا معلوم من فطرة الناس وهو متواتر عنهم من بدء الخليقة .

قال تعالى والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ….. (البقرة / 233 ) .

ب - أن تربيك تربيةً صالحةً وهي مسؤولة عنك يوم القيامة أمام الله لأنك من رعيتها وهي راعيتك .

عن عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع

في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع

في مال سيده ومسؤول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته".

رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 ) .

ثالثاً : أما ما يحل لك أن تصنعه دون أن تتدخل أمك في شؤونك من المباحات : فليس لها الحق في اختيار ما تحب من المباحات التي لا سلطة لها عليك بها كالطعام والشراب والملبس والمركب ونحو ذلك .

وأما التدخل في شؤونك من جهة خروجك ودخولك المنزل أو السهر في الليل مع الرفقة الذين تصحبهم : فيجب على الوالدين كليهما أن يراقبا أولادهما في ذلك ليضبطوا الأمر ولا يضيع الأولاد مع رفقة السوء

فإن أكثر ما سبّب للشباب الفساد رفقة السوء ، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " .

رواه الترمذي ( 2387 ) وأبو داود ( 4833 ) .

والحديث حسَّنه الترمذي وصححه النووي كما في "

تحفة الأحوذي " ( 7 / 42 ) .

وكذلك يراقبان ولدهما في وقت رجوعه إلى البيت وإلى أين يخرج لأنه لا يجوز لهما أن يتركا الحبل على غاربه للولد خصوصا إذا لم يكن صاحب استقامة .

وينبغي عليك أن تراعي منزلتهما وتوقيرهما وأخذهما بالصحبة الحسنة حتى وإن ضيقا عليك فيما أباح الله لك

فإنه أمرنا أن نصحب آباءنا بالصحبة الحسنة حتى ولو كانوا كفاراً يدعوننا إلى الشرك فكيف وهما لا يدعوننا إلا إلى شيء يظنان كل الظن أن الخير لنا فيه وإن كان في بعض ما يأمران به تضييق عليك في بعض ما يباح لك .

فالأحسن أن تطيعهما وأن تصنع ما يريدان وتنزل عند رغبتها وإن كان لا يجب عليك

ولكن من باب التضحية والإيثار فإنهما أحق من يحسن إليهما وقد جعل الله تعالى طاعة الوالدين بعد عبادته مباشرة كما ذكر في كتابه وذلك بيانا لمنزلة بر الوالدين .

رابعاً : يكون للأب القرار الأخير في كل ما هو داخل في مسئوليته تجاهك فهو الذي يقرر

مثلا في أيّ مدرسة يدرس ولده الذي تحت نفقته وكذلك يكون للأب القرار في كل تصرّف يتعلّق بملكه مثل استعمالك لسيارته وأخذك من ماله وهكذا .

وأما الولد الكبير المستقل بنفسه ونفقته فإنّه يقرر لنفسه ما يريد مما أباحه الله ويُشرع له إرضاء أبيه ما لم يتعارض ذلك مع طاعة الله وعلى الولد

أن يستمر في توقير أبيه مهما بلغ الولد من العمر وذلك من باب البر وحسن العشرة ، فقد روي عن ابن عمر أنه قال : " ما رقيت سطح منزل أبي تحته " .

وكذلك إذا أمر الأب ولده بمعروف أو بترك المباح فيُطاع ما لم يكن ضرر على الولد .

خامساً : أما كيف تخبر أمك برغبتك في مزيد من الحرية فإنّ ذلك يكون بالقول والعمل .

أ - أما العمل : فيكون بعد أن تثبت عملا وواقعا لأمك بأنك لم تعد الصبي الذي تعهد

وأنك أصبحت رجلاً قادراً على تحمل المسئولية وتتصرف أمامها تصرف الرجال في مواقفك فإن هي رأت منك ذلك مرارا فستثق بك وسيستقيم أمرك عندها ويكبر مقامك في نفس أمك .

ب - أما القول : فيكون بالحجة الواضحة والمناقشة الهادئة والقول اللين وضرب الأمثلة على مواقفك السليمة الصحيحة ، ولعل الله تعالى أن يشرح صدرها لتعاملك معاملة الرجل البالغ العاقل الراشد السوي ما دمت كذلك .

ونسأل الله لنا ولك ولوالديك أن يهدينا سبيل الرشاد وصلى الله على نبينا محمد .

: الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 18:07   رقم المشاركة : 138
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نصائح للمراهقات واختيار الصديق

السؤال

كيف أستطيع التوفيق بين أن أكون فتاة مراهقة عصرية ، وفتاة مرضية لأهلها ويحبها الجميع ، وأن أتخلص من صديقتي التي لا أحبها ولا أجد طريقة في حبها .

الجواب

الحمد لله


اعلمي أن مرحلة المراهقة هي أخطر مرحلة يمر بها الإنسان حيث إن للإنسان فيها تغيرات جسمية وعقلية وعاطفية وجنسية ، والشيطان حريص على إغوائه في هذه المرحلة بكل ما يستطيع من طرق ووسائل الإغواء

ولذا فإنه يجب على كل مراهق ومراهقة أن ينتبه لنفسه وأن يأخذ حذره ، ومما نوصي به في هذه المرحلة :

أولاً : احرصي على فعل الطاعات من: واجبات ومستحبات، واحرصي على البعد عن المحرمات والمشتبهات والمكروهات.
ومن الوسائل التي تنجي من الوقوع في حبائل الشيطان وتبعد العبد عن معصية الله :

ـ مراقبة الله واستحضار عظمته وخصوصاً عند الخلوة، قال الشاعر:

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ســاعـة ولا أن ما تخفي عليه يغيـب

وقال الآخر:

وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني

ـ عدم الإنسياق وراء خطوات الشيطان

قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) النور/21 .

فخطوات الشيطان كالسلسلة من انساق وراءها لم تنته .

وكل خطوة أعظم من التي قبلها ، إلا أن يتدارك الإنسان نفسه بالإقلاع والتوبة .

ـ التوبة من كل ذنب ، فالذنب قد يحصل من المسلم ، ولكن الواجب عند ذلك هو الإقلاع والتوبة، وليس الاستمرار والإصرار

قال تعالى: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/135.

وقال صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ) رواه ابن ماجة برقم (4251) ، وقال الشيخ الألباني : حسن .

ـ تذكر الموت ولقاء الله ، فإن من تذكر أن الموت يأتي بغتة ، وأنه سيلقى الله وسيسأله عن عمله، فإنه سيرتدع عن الذنب.

ـ اللجوء إلى الله بالدعاء بأن يوفقه لفعل الطاعات، وترك المنكرات

والله لن يخيب من دعاه، قال سبحانه: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ ) البقرة/186

ثانياً : احرصي على جلساء الخير وابتعدي عن جلساء السوء، فإن الصاحب ساحب. وكما قيل: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي.

ثالثاً : عليك بشغل الوقت بالنافع والمفيد من أمور الدين والدنيا، وإياك والفراغ فإنه من أعظم المفسدات في هذه المرحلة.

رابعاً : إذا أردت أن تملكي قلوب الناس فأحسني معاملتهم وحسني أخلاقك معهم، وتعاوني معهم واقض حوائجهم، فإنك بذلك تستطيعين ملك قلوبهم ، ألم تسمعي إلى ما قال الشاعر :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهُمُ * فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ

ومن مأثور الحكم عن على رضي الله عنه قوله :

اُمنُنْ على من شئت تكن أميره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره !!

على أننا نقول لك هنا قولا جامعا ، في ملك قلوب الناس ، واستجلاب محبتهم
.
قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا )

قال قتادة رحمه الله في تفسير الآية : " إي والله ، في قلوب أهل الإيمان ؛ ذُكر لنا أن هرم بن حيان كان يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه ، حتى يرزقه مودّتهم ورحمتهم

" تفسير الطبري (18/266) .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ ؛ قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ

فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، قَالَ : ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ !!

وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ ، قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ

: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ ، قَالَ فَيُبْغِضُونَهُ ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ !! ) رواه البخاري (7485) ومسلم (2637) .

أرأيت يا أمة الله ، كيف أن امتلاك قلوب الناس ، والحصول على محبتهم ، ليس بمقدورك أنت ، ولا بمقدور غيرك من البشر ، وإنما هو بيد الله سبحانه وحده

فهو الذي يؤلف بين القلوب ، وهو الذي يباعد بينها ، وهو الذي يعطي ويمنع ، ويخفض ويرفع ، وهذا كله من مقتضى ربوبيته سبحانه لخلقه .

وأما كيف نتحصل على محبة الله تعالى ، وهو أعظم مطلوب للعبد المؤمن

فذلك القصد النبيل العظيم له طريق واحد ، هو اتباع نبيه وطاعته .

قال الله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ

وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ

وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ) رواه البخاري (6502) .

وأما إن بقي بعد ذلك ، قوم من أهل الشر والفساد ، ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ، ويريدون لك الشر ، ويطلبون منك موافقتهم

وثقل عليهم ما أنت فيه من طاعة الرحمن ، والحرص على منازل الطاعة ، وشعب الإيمان ، فلا عليك منهم يا أمة الله ، وسيري في طريقك المستقيم ، وكوني مع الصالحين من عباده :

إِذا رَضِيَتْ عَنِّي كِرامُ عَشيرَتي فَلا زالَ غَضْباناً عَلَيَّ لِئامُها

ونؤكد هنا على الإحسان إلى الوالدين والأقربين فإنهم أحق من يحسن المرء إليهم وأحق من يسعى لملك قلوبهم

ولا بد من الصبر على ما قد يصدر من الوالدين من نظرة إليك على أنك مازلت صغيرة، لأنك مهما كبرت فأنت في أعين والديك صغيرة.

ثم إن لهما حق القوامة والرعاية والتربية والأدب عليك ، وهما مؤتمنان عليك ، مسئولان عنك في الدنيا والآخرة ، ومن حقهما أن يحملاك على الأدب ، ومراعاة أحكام الدين

واحترام أعراف الناس وعاداتهم التي لا تخالف شرع الله ؛ وكل ذلك يصطدم مع أهواء المراهق ونزعاته ، مما يسبب الحالة التي تصفينها ، وتشعرين بكونها مشكلة ؛ نعني

: حالة التوفيق بين ما تتطلبه منك حالة المراهقة ، ومتابعة رغبات النفس وأهوائها ، وما يتطلبه منك واجب الأدب ، ويجلبه عليك حق الرعاية والقوامة لأبويك .

وبهذا تعلمين الجواب عن بقية سؤالك ؛ فإذا كانت هذه الصاحبة من أهل الخير ، فاحرصي على مودتها والتقرب إليها ، وإن كانت من أهل السوء والفساد ، فانأي بنفسك عنها ، واتخذي جانبا منها

وسوف تنأى ـ هي ـ أيضا عنك :

( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (النور:26)
.
والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 18:17   رقم المشاركة : 139
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف يتصرف مع والده الذي اكتشف أن له علاقات محرمة مع نساء ؟

السؤال

والدي يخون والدتي فماذا أفعل ؟ وهو يصلى جميع الصلوات ودائما ما يقدم نصائح إسلامية أفلا يكون بذلك منافقاً بسبب الأفعال التي يقوم بها أستغفر الله ، وهذا الأمر مستمر منذ زمن طويل ، وكان متقطعا فمنذ أن

عشنا في أفريقيا تزوج والدي بزوجة أخرى تركنا وهرب معها ، وعندما انتقلت للعيش بالمملكة المتحدة حيث عدت لأفريقيا بعد ولادتي بالمملكة المتحدة تكرر ذات الأمر ولم يتغير شيء

وأنا ووالدتي انتقلنا للعيش بعيدا عنه ؛ لأنها اكتشفت الأمر عندما كنت أبلغ من العمر 14 عاماً تقريبا ، ومنذ 3 سنوات عدنا ، وأنا الآن أراقبه عن كثب ويزداد الأمر سوءا

وقد شاهدت صفحته الشخصية للمواعدة في موقع للمواعدة ، وقد رأيت نصوصاً بينه وبين سيدات أخريات بما فيهن زوجته الأخرى وبها كلام مخزي ، كما أنه تلقى أيضا صوراً من زوجته الأخرى

وأعتقد أنه يواعد نساء أخريات أيضا ، وقد قام مؤخرا بزيارة إحدى النساء وأنا أعرف ذلك بسبب رؤيتي لإحدى الرسائل ، وأنا أعلم أن ما أفعله خطأ وذلك بسبب مكري وخداعي

لكني قلق من أني إذا واجهته فإن والدتي ستتدمر ؛ لأنها ستعرف هي الأخرى فماذا أفعل ؟

مع ملاحظة أن هناك أفراد من الأسرة حاولوا إرشاده لكنهم فشلوا .


الجواب


الحمد لله

إن ما يفعله والدك هو خيانة لدينه قبل أن يكون خيانة لوالدتك ، وإن وقوع الأب – رب الأسرة – في معصية ظاهرة أو معروفة لدى بعض أبنائه يسبِّب دماراً للأسرة التي ستفتقد القدوة الحسنة وتفتقد القيادة الرشيدة للبيت وأهله ،

وهو ما سيجعل من الأسرة الواحدة أفراداً مفككين ويتجرأ كل واحد منهم على المعصية التي يهواها ! ولذا فليحذر الآباء من أن يكونوا قدوات سيئة لأسرهم

وليعلموا أن الله تعالى سائلهم عن رعيتهم أدوا النصح لها أو وقع التفريط منهم في الأمانة عليها .

وقد ساءنا الحال الذي تذكره عن والدك ، وخاصة أنه من المصلين ومن الناصحين بالخير ، ولذا فإننا نوصيك بأشياء نرجو أن يكون فيها نفع وإصلاح :

1. أن تتوقف عن تتبع رسائله والتجسس على مراسلاته وكتاباته ؛ لأن ذلك من التجسس المذموم

وفيه النظر إلى ما يحرم عليك النظر إليه من صورة لرجل أو لعورة ، وقد يسبِّب لك ذلك النظر المحرَّم فتنة في دينك

فلا يأمن مَن كان حاله مثلك أن يطلع على صور لرجال أو عورات تؤدي إلى الوقوع في الفتنة وفساد الأخلاق

ويكفيكِ معرفة وقوعه في الإثم في علاقات محرمة مع نساء مراسلةً أو مواجهةً ، فليس هناك داعٍ لتتبع المزيد لما فيه من حرمة وأثر سيئ ، من غير مصلحة ترجى من وراء ذلك .

2. ابحث عن أسباب وقوع والدك في ذلك الحرام من العلاقات مع النساء ، فقد تكون والدتك هي السبب فتكون هي العلاج ! فكثير من مثل حالة والدك لا يجد الرجل من زوجته ما يشبع رغبته الجنسية

ولا يجد من طيب الكلام وحلو المعاملة ما يغنيه عن العلاقات المحرمة مع غيرها من النساء

وبالطبع ليس هو معذوراً في إنشاء تلك العلاقات المحرمة ، خاصة أن الرجل مقيم على ذلك منذ زمن ، ومتعدد التجارب المشينة ؛ وإنما نحن في صدد البحث عن علاج لتلك المصيبة ، بكل سبيل يمكننا

فإن كان الأمر كذلك ، فانصح والدتك بأن تعاشره بالمعروف ، وأن تغنيه بنفسها عن غيرها من النساء .

3. بالإمكان أن تجربوا معه النصح غير المباشر ، كأن يطلب أحد منكم منه النصح والتوجيه كتابةً أو مشافهة في قضية مطروحة في " المدرسة " أو على " مواقع الإنترنت " أو في المجتمع الذي تعيشون به

وتختلطون معه ، حول مشكلة مثل مشكلتكم معه ؛ كيف يتصرف الأبناء مع أب في مثل حال أبيكم ؟ وما هي الآثام التي ستلحق بذلك الأب ؟ وما هي آثار أفعاله السيئة على أسرته ؟ " .

ونرجو أن تكون هذه الحيلة نافعة في إصلاح حاله فقد تكون الضربة التي تقع موقعها ليصحو من غفلته ويرعوي عن غيِّه ومعصيته بها .

4. فإذا لم تنفع تلك الطريقة ليصحو من سكرته ويستفيق من غفلته : فنرى أن تكون مواجهة صريحة معه ، لا يكون فيها تلميح بل تصريح ، ولا يكون فيها مجاملة بل مواجهة

وليكن هذا مغلفاً بغلاف المحبة والنصح والخوف عليه من عذاب الله وتعرضه لسخط ربِّه تعالى عليه والخوف من سوء خاتمة تُلحق به العذاب وتُلحق بأسرته الخزي والعار .

ونرجو أن يكون هذا نافعاً له يكف به عن الوقوع في الحرام من العلاقات مع النساء ، ويساهم في إصلاح نفسه ونصح أسرته .

5. فإن لم يُجد كل ما ذكرناه فابحثوا عن آخر وآخر من الرجال القريبين من عقله أو قلبه أو منهجه ليكونوا له من الناصحين والمذكِّرين بعواقب فعله في الدنيا والآخرة ، ولا تيأسوا من ذلك .

6. ولن نقول إن آخر شيء تفعله له هو الدعاء له بالهداية الصلاح ، بل هو أول ما ينبغي لك أن تفعله ، ولكننا نقول لك إن لم يُجد مع والدك كل ما ذكرناه فاستمروا في الدعاء له

بأن يصلح الله حاله ويغير سلوكه ويهديه إلى سواء السبيل ، مع تحري الأوقات الفاضلة كالثلث الأخير من الليل ، وتحري الأفعال مظنة الاستجابة كالسجود في الصلاة .

07 فإن لم يجد كل ما سبق مع والدكم ، ورأيتم أنه مصر على تلك الفاحشة ، فليس للوالدة أن تبقى على العيش مع مثل هذا ، بل تسعى للانفصال عنه

إما بطلاق ، وإما بخلع ؛ ولعله إن رأى ذلك أن يهتم لأمر بيته الذي يهدم وأن يقلع عما هو فيه ؛ فإن لم يقلع ولم يتغير ، فهذا أدعى لفراق والدتكم إياه ؛ وأما أنتم فواصلوه ، وأحسنوا إليه بما استطعتم .

وينظر جواب السؤال القادم

ونسأل الله أن يهدي والدك لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق ، وأن يجعل ذلك عاجلاً لا آجلاً .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 18:21   رقم المشاركة : 140
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تزعم أن زوجها ملتزم وقد اعترف لها بأنه يزني ! فماذا تفعل؟

السؤال

أنا سيدة متزوجة منذ 16 سنة ، ولدي 3 أطفال ، زوجي يصلي الصلاة في أوقاتها ، ويقوم لصلاة الفجر ، ويقرأ القرآن ، ويصوم التطوع ، باختصار : تصرفاته تبين لي أنه رجل ملتزم

وأنا أثق فيه ثقة عمياء ، نكوِّن بيتاً يضرب به المثل في التفاهم والتعاون ، وفجأة تأتيني صاعقة ، وهو أنه زاني من الدرجة الأولى ! وأنه حاول عدة مرات مع الخادمة عندنا في البيت

ولكنها كانت ترفض ، وحاول مع صديقات أختي عندما نذهب إلى بيت الوالدين ، وكانت له علاقة مع سيدة متزوجة ، وزوجها بأرض المهجر ، وكل هذه الأخبار صحيحة لأنه اعترف . أنا لا أعرف كيف أتصرف

ولكني أصبحت أكرهه ، ولا أتصور أنني سأقدر على العيش معه ، أفكر كثيراً في الطلاق ، ولكن أولادي ، ماذا أفعل ؟ . ملحوظة : أنا مالكة البيت ، والسيارة ، ولي راتب شهري لا بأس به

ملتزمة أكثر منه ، لا أستمع للموسيقى ، وكنت أمنعه كذلك ، ومتحجبة ، وأوقظ أولادي - 14 و 11 سنة - لصلاة الفجر ، ولله الحمد ، ولا نتفرج إلا على القنوات الإسلامية ، والحمد لله ، ونحن بيت ملتزم على قدر المستطاع

وما فعلته هو أني طردته من المنزل ، وأخذت السيارة ، وأريد أن أعرف التصرف الذي يرضي الله عز وجل في هذا الموقف ، لقد سبق لي أن أرسلت سؤالاً ، ولم أتوصل بالجواب

وهو يتعلق بمنزلي لأنني اشتريته بقرض ربوي ، ولم أكن وقتها على علم بحرمته ، فالمدة المتبقية لاستكمال القرض هي 7 سنوات ، هل يجب أن أبيعه وأكتفي بكراء منزل آخر ، أو ماذا ، خصوصا وأنا في هذه الظروف ؟ .


الجواب

الحمد لله

أولاً :

فتنة النساء هي أضر فتنة على الرجال ، وهي أول فتنة كانت لبني إسرائيل ، لذا فإن الشريعة المطهرة قد جاءت أحكامها واضحة وصريحة في تحريم الخلوة بالنساء الأجنبيات ، وتحريم النظر إليهن

وتحريم مصافحتهن ، والاختلاط بهنَّ ، وغير ذلك من الخطوات التي تؤدي بالمسلم للوقوع في فاحشة الزنا

ومن تجرأ على شرع الله فأطلق لنفسه العنان في أن تفعل ما تشتهي وتهوى وقع على أم رأسه ، وقادته الخطوة إلى أختها ، حتى تصل به إلى الهاوية .

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ ) . رواه البخاري ( 4808 ) ومسلم ( 2740 ) .

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ

مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ) رواه مسلم ( 2742 ) .

وعلى الزوجة التي تعلم من زوجها وقوعه فيما حرَّم الله مع النساء الأجنبيات أن تسارع إلى تذكيره بتقوى الله ، وأن تخوفه من أليم عذابه ، وأن تقطع الطريق على الشيطان أن يقوده إلى الرذائل والفواحش

وأن تبحث عن الأسباب التي أدَّت به إلى الوقوع في هذه المحرمات فتعالجها ، فلا تبق خادمة في بيتها ، ولا تمكنه من النظر إلى صاحباتها ، أو الخلوة بهن

أو الحديث معهن ، كما عليها أن تبحث في نفسها فقد تكون مقصرة في حقه في الفراش ، ولا تشبع رغبته بسبب عملها ، أو انشغالها ، وهذا كله لا يعني أنه يحل له ما فعله

إن ثبت عنه – فالزنا من كبائر الذنوب ، وهو متزوج ، وعقوبته الرجم حتى الموت ، وإنما نريد علاج واقع أمامنا ، وليس هناك من يعين الأمة على حفظ أعراضها من قوانين وأنظمة وأحوال

بل كل ما في الدنيا يصب في تأجيج الشهوة ، وإطلاق العنان لأهلها لتفريغها حيث شاءوا ، ونظرة إلى الفضائيات ، وعامة وسائل الإعلام تعرِّف الجاهل صدق قولنا .

ثالثاً :

اتخاذ خادمات في البيوت له مفاسد لم تعد تخفى على أحد ، وكم تسبب وجود الخادمات في كثير من المشكلات في بيوت المسلمين ، ووقع كثيرون في المعاصي الصغيرة والكبيرة بسبب ذلك .

ويرجى النظر في جواب السؤال رقم ( 26282 ) ففيه زيادة بيان حول مفاسد إحضار الخادمات ، وشروط جواز ذلك .
رابعاً :

الذي ننصحك به تجاه زوجك بعد أن اعترف لك أنه وقع في الزنا :

1. أن تعظيه ، وتخوفيه بالله تعالى أن يتوب ويستغفر ويندم على ما فات من فعاله القبيحة .

2. فإن لم يستجب لهذا ، ولم يكف عن ملاحقة النساء ، ويترك الزنا : فاطلبي الطلاق منه

فإن لم يرض به : فارفعي أمرك للقضاء ليتم تطليقك منه ، فإن لم يتم هذا الفراق إلا بالخلع : فخالعيه ، وادفعي ما يطلبه للفكاك منه ، وتخليص نفسك من سوئه وشرِّه .

واعلمي أن خطر الزوج الزاني لا يلتصق به وحده ، بل يتعداه إلى أولاده

وإليك أنتِ ! إلى أولاده بسكوته عما يفعلونه من محرمات ومنكرات ، وقد يكون بإشراكهم في أفعاله القبيحة ، ويتعداه إليكِ أنتِ بما يمكن أن يؤثر زناه على حالك .

فقد يتلاعب الشيطان بالمرأة ويزين لها أن تقع في الحرام هي الأخرى مغايظةً لزوجها ، ومقابلة له على فعله .
فإن هي استجابت للشيطان في ذلك فقد خسرت خسراناً مبيناً .

وانظري كلاماً لشيخ الإسلام رحمه الله في ذلك في "مجموع الفتاوى" (32/120، 121) .

وخلاصة القول : إما أن يتوب توبة صادقة ، وإما أن تسعي لمفارقته ، بطلاق ، أو خلع .

واستعيني بالله تعالى دعاءً ، وتضرعاً لهدايته أو التخلص منه ، واستعيني بعقلاء أقاربك لتخليصك منه إن لم يتب من ذنبه ، وإياكِ أن تجعلي أولادكِ مانعاً من فراقه ، فبفراقه تحافظين عليهم

وتحمينهم من سوئه وشرِّه ، وبفراقه تستطيعين تربيتهم بعيداً عن مكامن الشر ودواعي الفتنة .

خامساً :

وأما بخصوص بيتك الذي اشتريتيه بقرضٍ ربوي : فكلما تعجلت في سداد هذا القرض والتخلص منه فهو الأولى ، ولكن لا يجب عليك ذلك ، فلا يلزمك بيع الشقة لتعجيل سداد القرض

وتكفيك التوبة والندم على ما فات والعزم على عدم العودة إلى ذلك .

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 18:26   رقم المشاركة : 141
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يطلق زوجته التي تكثر الذهاب إلى بيت أهلها وتقصر في حق بيتها ، وترهقه بطلباتها؟

السؤال


أنا شاب متزوج من قبل 3 سنين ، ولدي طفلان ، وزوجتي مقصرة في حق البيت من تنظيف ، وتعبت من طلباتها ، وهي كثيرة الذهاب إلى بيت أهلها : فأي عطله تأتي تريد الذهاب إلى بيت هلها بحجة أن أخواتها متجمعات

وأنا يا شيخ أتمنى أن تكون معي هي وأبنائي في العطلة ، ولكنها لا تنصاع بل تريد الذهاب ، وأنا أستطيع أن أجبرها ولكن لدي قاعدة : " إكرام النفس هواها " .

وأنا أفكر الآن بالطلاق ، لأن هذه ليست حياة ، يا شيخ في أي عطلة تريد الذهاب إلى بيت أهلها حتى في عطلة رأس السنة وهي عطلة الأعياد

بل وصل الأمر أن إحدى أخواتها سافر زوجها فتريد زوجتي الجلوس مع أختها في بيتها ، ما هو الحل ؟

أفيدونا مأجورين ، تعبت والله يا شيخ ، وليس لدي مشكلة من الزواج من ثانية ، ولكن بدون أن تكون هذه موجودة ، حيث أنني مقتدر مادياً ، ولا تقل لي : انصحها ، فاني والله نصحتها ولا فائدة .


الجواب

الحمد لله


ينبغي ألا تتسرع في أمر الطلاق ، وأن تأخذ بالأسباب والوسائل المشروعة لإصلاح الزوجة وحل المشاكل التي بينكما ، ومن ذلك ما أرشد الله إليه من الوعظ ثم الهجر ثم الضرب غير المبرح

ثم الاستعانة بالحكمين من أهلك وأهلها

قال تعالى : (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا

مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ) النساء/ 33 -34

ويمكن الاستعانة في وعظها ببعض الأشرطة ، أو توجيهها لسؤال أهل العلم عن سلوكها وموقفها

أو اصطحابها إلى محاضرة ، تتناول الحياة الأسرية والعلاقة الزوجية وينبغي أن تقف على أسباب نفورها من البيت ورغبتها في الذهاب إلى أهلها ، فقد يكون منك قسوة في معاملتها

أو تقصير في حقوقها ، وعلاج ذلك يكون بالمصارحة والسعي الصادق لإزالة الخلاف ، فإذا بذلت الأسباب والوسائل للعلاج ، ولم تنجح في إصلاحها

ولم تر الصبر عليها ، فلا حرج عليك في طلاقها حينئذ ، وتطلقها طلقة واحدة رجعية ، لعل ذلك يردها إلى صوابها ، ويدعوها إلى الاهتمام بزوجها وبيتها .

وإليك بعض ما أوصى به أهل العلم في هذا المجال :

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ) أي: "ارتفاعهن عن طاعة أزواجهن بأن تعصيه بالقول أو الفعل

فإنه يؤدبها بالأسهل فالأسهل، (فَعِظُوهُنَّ) أي: ببيان حكم الله في طاعة الزوج ومعصيته والترغيب في الطاعة، والترهيب من معصيته، فإن انتهت فذلك المطلوب

وإلا فيهجرها الزوج في المضجع، بأن لا يضاجعها، ولا يجامعها بمقدار ما يحصل به المقصود، وإلا ضربها ضربًا غير مبرح، فإن حصل المقصود بواحد من هذه الأمور وأطعنكم (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)

أي: فقد حصل لكم ما تحبون فاتركوا معاتبتها على الأمور الماضية، والتنقيب عن العيوب التي يضر ذكرها ويحدث بسببه الشر" انتهى.

وسئل علماء "اللجنة الدائمة" (19/225):

عندي زوجة لها خمسة أطفال، منهم الرضيع، ومنهم الماشي، وحيث إن والدتهم زوجتي لم تقم بواجباتي المنزلية والزوجية، وكذلك عدم نظافة أولادها، وعدم اهتمامها بي، وعدم تقبل مني أي توجيه..

فأجابوا: " إذا كان الواقع كما ذكرت، فانصحها وبين لها حقوق الزوج على زوجته..، واستعمل معها السياسة والملاطفة في توجيهها لأداء واجبها..

فإن استقامت فالحمد لله، وإن أبت فاهجرها في المضجع، فإن لم يفد ذلك، فاضربها ضرب تأديب لا انتقام، فإن أطاعت فأحسن إليها

عاشرها بالمعروف، وإن أبت ولم يمكن الصلح بينكما فليس إلا الصبر أو الفراق

قال الله تعالى: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي

الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ).." انتهى باختصار .

وقال الشيخ ابن عثيمين: " فإن تعذر الصبر فإننا نحاول الإصلاح

كما قال الله تعالى: ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ) [النساء:35] هذا إذا كان الشقاق بين الطرفين "

انتهى من "فتاوى نور على الدرب"

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 18:32   رقم المشاركة : 142
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

تكلم عن فتاة حتى أفسد عليها خطبتها ثم تاب ، فماذا عسى أن يفعل ؟

السؤال


أنا شاب كنت أحب فتاة صديقة لي في الجامعة ، والله عالم بصدق نيتي اتجاها وأني كنت صادقا في علاقتي معها وأردتها زوجة لي

وكنت كثير النصح لها فيما يرضي الله ، واكتشفت لاحقا أنها قد أخطأت بعلاقات محرمة من أحاديث مع شباب آخرين ، وأنها كانت تكذب علي وقد خانتني

وبعد ذلك بفترة أحببت أن أكون قريبا منها لكي أذكرها بربها وأقربها من الله وأبعدها عن الطريق الخطأ الذي كانت به .

مرت الأيام الطويلة وكانت قد تعرفت على شاب من غير علمي وابتعدت عني رويدا رويدا حتى علمت أن الشاب قد تقدم لخطبتها ، وهي كانت فرحة به وتخلت عني وعن كل شيء بسببه

وأنها كانت تكذب علي بحبها لي ، فلم أتمالك نفسي وكان الشيطان قد سيطر على غضبي واستغل ضعفي ليجعلني أتكلم عما مضى من أمرها أمام هذا الشاب لكي أنتقم منها وأبعدها عنه

وقد بعد عنها ولم تتم الخطبة ، والآن أنا أحس بذنب فظيع لأني تكلمت عنها بما مضى من أمرها ، ولم أزد في حديثي شيئا ، إنما تكلمت عن شيء فعلته فعلا .

وأنا الآن أسأل الله أن يتوب علي ، وأن يغفر لي ما قد أخطأته بحقها ؛ وأدعو لها دائما في صلاتي ، فهل يتقبل الله توبتي ؟

وماذا علي أن أفعله ؟ أفيدوني ، جزاكم الله خيرا .


الجواب

الحمد لله

أولا :

علاقة الشاب بالفتاة الأجنبية عنه علاقة محرمة ، وإن زعم أنه كان صادقا معها ، أو كان يريدها زوجة له ، أو كان يدعوها بزعمه إلى الالتزام وينصحها به ، وليس له عليها أدنى ولاية ولا أي حق .

روى أبو نعيم في "الحلية" (4/84)عن ميمون بن مهران قال : " ثلاث لا تبلون نفسك بهن

: لا تدخل على السلطان وإن قلت آمره بطاعة الله ، ولا تدخل على امرأة وإن قلت أعلمها كتاب الله ، ولا تصغين بسمعك لذي هوى ، فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه " .

وقال شيخ الإسلام رحمه الله :

" عشق الأجنبية فيه من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد ، وهو من الأمراض التي تفسد دين صاحبها ، ثم قد تفسد عقله ، ثم جسمه "

انتهى . "مجموع الفتاوى " (10/132)

ونحمد الله تعالى أن تاب عليك من هذه البلية العظيمة والخصلة المشئومة.

ثانيا :

لا شك أن غضبك لنفسك ، ورغبتك في الانتقام من هذه الفتاة ، ثم كشفك سرها ، وسعيك لإفساد خطبتها ، ولو كان بالتحدث بما كان فعلا من أمرها ، لا شك أنك بذلك قد وقعت في أخطاء

بل محرمات عديدة ، فقد هتكت ستر الفتاة ، وقد أمر الله بالستر على المؤمنين ، وحذر من فضحهم وهتك سرتهم ، وكشف عورتهم . واغتبتها

حتى وإن ذكرت ما فيها ، فهذه هي حيقيقة الغيبة ، وقد نهاك الله عن ذلك . ثم سعيت في إفساد أمرها ، وقد فعلت ؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله .

وقد عرّف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغِيبَة فقَالَ : ( ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ) فقِيلَ له : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : ( إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ ) رواه مسلم (2589)

قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله :

" نَقَلَ الْقُرْطُبِيُّ وَغَيْرُهُ الْإِجْمَاعَ عَلَى أَنَّ الْغِيبَة مِنْ الْكَبَائِرِ " انتهى .

"الزواجر" (2 /240)

ثالثا :

إذا كنت قد تبت فعلا وصدقت في توبتك ، فالرجاء في الله جل جلاله أن يتقبل منك ، وأن يمن عليك بتوبة نصوح ، وأن يقيل عثرتك فيما مضى ، ويصلح شأنك فيما بقي .

وقد أحسنت صنعا إذ اعترفت بذنبك ، وأقررت أنك قد أخطأت بحقها

وهذا أول طريق التوبة . والواجب عليك فعل كل ما يمكنك فعله في سبيل إصلاح ما أفسدت ، وأول ذلك الاستغفار لها وسؤال الله أن يتوب عليها وأن يصلح حالها .

رابعاً :

عليك أن تجتهد في الثناء عليها في المجالس التي كنت تجلس فيها وتسيء إليها فيها

قدر طاقتك ذلك ، وبالقدر الذي يتناسب مع ذكر امرأة أجنبية عنك ، ولو كان ذلك بإكذاب نفسك فيما كنت تحكيه عنها قبل ذلك ، أو بيان أن غضبك هو الذي حملك على ما قلت .

خامساً :

عليك التحلل منها بطلب المسامحة والعفو ، مع الاعتراف لها بالخطأ

وأنك تسعى جديا في تصحيح خطئك ؛ لأن من شروط صحة التوبة أنها إذا تعلقت بحق آدمي فلا بد من التحلل منه

هذا إذا كانت مصارحتها تنفع في ذلك ، وإلا فيكفيك الاستغفار لها والعمل على إصلاح ما أفسدت كما تقدم بيانه .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:39   رقم المشاركة : 143
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



أخو زوجها يرتكب اللواط وهي ترفض دخوله بيتها وتخشى على ابنها منه


السؤال

لدي بنت في الثالثة وولدين أحدهما في التاسعة والآخر في الثانية من العمر ، وأمرّ هذه الأيام بظرف سيء مع زوجي ، فقد اقترح أن يُحضر أخاه الشاذ جنسيّاً والبالغ من العمر خمسين عاماً للمكوث عندنا ! .

لقد رفضتُ ذلك رفضاً قاطعاً ، فلا أريد أن يدخل بيتي رجل لوطي ، أخاف أن تنزل بنا صاعقة أو يحلّ علينا غضب من الله ، كما أني أخاف على ولدي ابن التسع سنين من أن يتأثر بهذا الرجل بشكل من الأشكال .

ويريد مني أيضاً ( زوجي ) أن أظهر الاحترام لأخيه وأن أترفق به في الحديث ... الخ ، كيف يتوقع مني كل هذا لرجل هذا شأنه ؟!

هل من نصيحة ؟

أرجو منكم المساعدة في حل هذه المعضلة .


الجواب

الحمد لله

إذا كان ثابتاً على أخي زوجك ما تصفينه به من أنه شاذ وأنه يعمل عمل قوم لوط : فلا يحل لزوجك أن يُدخله – والحال هذه – بيته فضلاً أن يمكِّنه من الالتقاء بأبنائه ، كما لا يحل له الطلب منكِ بإظهار الاحترام له

إذ ليس هو من أهل الاحترام والتقدير ، بل هو أهل للزجر والهجر وإظهار البغضة لحاله ، والتأفف منه ، وعدم الاحترام له ، لما هو عليه من عظيم الشر والفسوق والعصيان ، وكبيرته التي يفعلها –

إن كانت ثابتة عليه – هي من أقبح الكبائر وأكثرها شناعة ، ولذلك استحق فاعلوها أشد العذاب من الخسف والرجم والإغراق بما لم تعاقب به أمة من أمم الكفر قبلها أو بعدها .

وقد نقل ابن القيم – في " زاد المعاد " ( 5 / 40 ) - عن شيخه ابن تيمية – رحمهما الله - إجماع الصحابة على قتل من يعمل عمل قوم لوط ، وأنهم إنما اختلفوا في كيفية قتله .

وانظري – في عظم فاحشة اللواط وعقوبة فاعله – أجوبة الأسئلة الثلاثة القادمه

ولذا فنحن نوافقك على موقفك من دخوله البيت ، ونوافقك أيضا على نوع المعاملة التي يستحقها ، فلا تترددي في منعه من دخول البيت أصلا

والبقاء فيه من باب أولى ، والواجب على زوجكِ أن يتخذ القرار نفسه بل كان ينبغي أن يكون سابقاً لكِ في اتخاذه ، وقد حمَّله الشرع مسئولية العناية بأسرته ورعايتها والنصح لها

وإذنه لأخيه الشاذ بدخول بيته والالتقاء بابنه والطلب من زوجته أن تُظهر له الاحترام : كل ذلك يضاد الواجب الذي أوجبه الله عليه في حماية أسرته والعناية بها ، وهو من الغش المحرَّم لرعيته التي ولاه الله تعالى مسئوليتها .

فإذا ما قدر أن هذا الشاذ قد تاب توبة نصوحا ، قبل أن يدخل بيتكم ، أو يحل فيه ، وظهر لكم صحة هذه التوبة ، واستقامة حاله ؛ فلا حرج ـ حينئذ

في أن يدخل البيت ، مع التزام الزوجة بعدم الظهور عليه والاختلاط به ، والخلوة معه من باب أولى

لأن هذه محرمات في الأصل حتى لو كان تقيّاً ، فهو " الحمو " الذي حذَّرت منه الشريعة كما بينَّاه في أكثر من جواب لخطورته وانتشار شرِّه وتساهل الناس به ، والواجب فيمن كانت هذه حاله

أن يتم التعامل معه ، حتى بعد توبته ، بمزيد احتياط ، وغلق لكل أبواب الفساد والفتنة .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:41   رقم المشاركة : 144
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موقف المسلمين من فاحشة اللواط

السؤال

أنا حاليا أبحث مسألة اضطهاد اللوطية في قارة آسيا وخاصة في ماليزيا.

أرجو منك التكرم بالإجابة على بعض أسئلتي.

1- كيف يعامل اللوطية (من المسلمين وغير المسلمين) في ماليزيا ؟

2- ما مدى قسوة العقوبة عليهم ؟

3- ما مدى تفهم المجتمع للوطية ؟

4- هل اللواط قانوني (مسموح به قانونا) ؟


الجواب

الحمد لله

ليس لدينا خبرة بوضع الشّذوذ في بلاد ماليزيا ولكنّ المفترض في المسلمين من ذلك الشّعب أن تكون لديهم الكراهية التامّة لهذا الفعل القذر

لأنّ الإسلام الذي يدينون به يحرّم هذا الفعل تحريما شديدا ويجعل عقوبته عظيمة أليمة في الدّنيا والآخرة .

كيف لا وقد قال نبي الإسلام عليه السّلام : " مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ . " أي إذا كان راضيا

. والحديث رواه الترمذي في سننه 1376

وقال علماء الإسلام كمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَقَ أنّه يُقام عليه حدّ الرجم أحصن أو لم يُحصن .

والذي يخالف فطرة الله ، ويفعل ما يؤدي إلى اكتفاء الرّجال بالرّجال والنّساء بالنّساء ، وفساد الأُسر ، والتأثير على الإنجاب ، ونشر الانحلال في المجتمع

وحدوث الأمراض الفتّاكة ، والإضرار بالأبرياء ، وسريان الأذيّة إلى الأطفال اغتصابا ونقلا للأمراض ، والفساد في الأرض عموما لا شكّ أنّه آفة يجب أن تُستأصل .

ولعلّ ما تقوم به أيّها الباحث من العمل يقودك إلى التعرّف عن كثب على هذا الدّين وعظمة شرائعه ودقّة أحكامه ، وحكمة من أنزله ، أسأل الله لك التوفيق والنّجاح والله الهادي إلى سواء السّبيل .

: الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:45   رقم المشاركة : 145
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقعت في المحرم مع أخي زوجها

السؤال

زوجي يسافر كثيراً في أعمال له وهو يغيب لأوقات طويلة وفي أول حياتنا الزوجية عاملني بطريقة سيئة تجاهلني وأساء إلي نفسياً وجنسياً ولقد أحضر أخاه ( 19 عاماً ) ليعيش معنا

رغم اعتراضي وقد صار أن كنت أنا وأخوه بمفردنا في البيت وحدث بيننا شيء يسير لكنني تبت منه فهل يحمل زوجي وزراً في هذا لأنه هو الذي تسبب في هذا الموقف ؟ ثم حدث أن اكتشف زوجي ما حدث

عن طريق الضغط البدني والنفسي وبرر لي محاولاته للمعرفة بأن له الحق في أن يكتشف خيانتي له

. كل ما أريد أن أعرفه هو هل له الحق في التفتيش في ماض ذهب وليس لديه ما يثير شكوكه أو اعتقاده أن هذه العلاقة ما زالت مستمرة أجيبوني جزاكم الله خيرا .


الجواب

الحمد لله

إنا لله وإنا إليه راجعون ...

لقد وقع زوجك فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حيث حذر من دخول الرجال على النساء فقيل له : أفرأيت الحمو قال : " الحمو الموت " ، والحمو هو أخو الزوج وأقاربه كابن عمه

ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحمو الموت ) أن الخوف منه أكثر من غيره لأنه يتمكن من الوصول إلى المرأة والخلوة بها من غير أن يُنكر عليه أحد ، لأن دخوله البيت أمر لا يستغربه الناس

وكم سمعنا من المآسي التي وقعت بسبب دخول إخوان الزوج على زوجة أخيهم بل إنه حصل الزنا والحمل من أخي الزوج ، والله المستعان .

ولا يجوز لزوجك أن يبحث عن الماضي وسوئه ، بل يجب عليه أن يستر كما ستر الله ، خاصة بعد التوبة عن مثل هذا ، لأن قلبه من بعدها لن يصفو ، وسيفسر كل عمل يراه منكِ بعد ذلك على أنه من هذا القبيل .

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها فمن ألَمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله فإنه من يُبد لنا صفحته نُقم عليه كتاب الله تعالى عز وجل " .

رواه الحاكم في " المستدرك على الصحيحين " ( 4 / 425 ) والبيهقي ( 8 / 330 ) . وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 149 )

والقاذورات : يعني المعاصي .

وعن أبي هريرة قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الناس وهو في المسجد فناداه : يا رسول الله إني زنيتُ - يريد نفسه - فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قِبَلَه

فقال : يا رسول الله إني زنيت فأعرض عنه فجاء لشق وجه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أعرض عنه ، فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

أبك جنون ؟ قال : لا يا رسول الله ، فقال : فهل أحصنتَ ؟ قال : نعم يا رسول الله

قال : اذهبوا به فارجموه . رواه البخاري ( 6430 ) ومسلم ( 1691 ) .

وقد جاء في بعض الروايات أن رجلاً من أسلم أتى أبا بكر فقال له : إن الآخر قد زنى يعني نفسه فقال : فتب إلى الله واستتر بستر الله ثم أتى عمر كذلك ...

انظر فتح الباري ( 12/125 )

قال الحافظ ابن حجر :

ويؤخذ من قضيته : أنه يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلى الله تعالى ويستر نفسه ولا يذكر ذلك لأحد كما أشار به أبو بكر وعمر على ماعز .

وأن مَن اطلع على ذلك يستر عليه بما ذكرنا ، ولا يفضحه ، ولا يرفعه إلى الإمام كما قال صلى الله عليه وسلم في هذه القصة " لو سترته بثوبك لكان خيراً لك " ، وبهذا جزم الشافعي رضي الله عنه

فقال : أُحبُّ لمَن أصاب ذنباً فستره الله عليه أن يستره على نفسه ويتوب واحتج بقصة ماعز مع أبي بكر وعمر .

وفيه : أنه يستحب لمن وقع في معصية وندم أن يبادر إلى التوبة منها ، ولا يخبر بها أحداً ويستتر بستر الله ، وإن اتفق أنه أخبر أحداً : فيستحب أن يأمره بالتوبة وستر ذلك عن الناس كما جرى لماعز مع أبي بكر ثم عمر .

" فتح الباري " ( 12 / 124 ، 125 ) .

وعليه :

فليس للرجل حق في البحث عن الماضي الذي قد تابت عنه زوجته لما قدمنا ، ولا ينبغي للمرأة أن تصارح زوجها بما قد حصل في الماضي وتابت منه ، ولتستتر بستر الله .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:47   رقم المشاركة : 146
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لماذا حرم الإسلام السحاق واللواط

السؤال

لماذا يعتبر اللواط والسحاق حراماً في الإسلام؟

أعرف أنها حرام لكن لماذا؟ وما هو المذكور عنها في القرآن والسنة؟.


الجواب

الحمد لله

1. لا ينبغي أن يشك المسلم ولو للحظة في أن شرع الله حكيم

وينبغي أن يعلم أن ما أمر الله به وما نهى عنه فيه الحكمة البالغة ، والطريق القويم ، والسبيل الوحيد لأن يعيش الإنسان آمناً مطمئنّاً ، ويحفظ عرضه وعقله وصحته ، ويوافق الفطرة التي فطر الله الناس عليها .

وقد حاول بعض الملحدين الطعن في الإسلام وأحكامه ، فأنكروا الطلاق وتعدد الزوجات وأباحوا الخمور ، ومن نظر في أحوال مجتمعاتهم عرف الحال المزري الذي وصلت إليه تلك المجتمعات .

فلما أنكروا الطلاق : حصل القتل بدلاً منه ، ولما أنكروا التعدد : حصل اتخاذ العشيقات بدلا منه ، ولما أباحوا الخمور : انتشرت الرذائل والفواحش بجميع ألوانها وأشكالها .

وهما مخالفان لفطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها – بل البهائم كذلك – من ميل الذكر للأنثى والعكس ، ومن خالف في هذا خالف الفطرة .

وانتشارهما سبَّب أمراضاً كثيرة لا يستطيع الشرق والغرب أن ينكر وجودها بسببهما ، ولو لم يكن من نتائج هذا الشذوذ إلا مرض " الأيدز " – الذي يقضي على جهاز المناعة في الإنسان – لكفى .

وسبَّب – كذلك - تفكك الأسَر وانحلالها ، وترك الأعمال والدراسة والانشغال بمثل هذه الشذوذات .

ولا ينتظر المسلم – وقد جاءه التحريم من ربه تعالى

أن يُثبت الطب حصول الضرر على مرتكب ما نهى الله عنه ، بل لا بدَّ أن يجزم أن الله تعالى لا يشرع إلا ما فيه خير الناس ، ولا تزيده هذه الاكتشافات الحديثة إلا يقيناً وطمأنينة بعظيم حكمة الله تعالى .

قال ابن القيم :

وفى كل منهما – أي : الزنى واللواط - فساد يناقض حكمة الله في خلقه وأمره ؛ فإن في اللواط من المفاسد ما يفوت الحصر والتعداد

ولَأَن يقتل المفعول به خيرٌ له من أن يُؤتى فإنه يَفسد فساداً لا يرجى له بعده صلاح أبداً ، ويَذهب خيرُه كله ، وتمص الأرضُ ماء الحياء من وجهه فلا يستحي بعد ذلك لا من الله ولا من خلقه

وتعمل في قلبه وروحه نطفة الفاعل ما يعمل السم في البدن ، وقد اختلفَ الناس هل يدخل الجنة مفعول به ؟ على قولين سمعت شيخ الإسلام رحمه الله يحكيهما .

" الجواب الكافي " ( ص 115 ) .

2. السحاق والمساحقة لغةً واصطلاحاً : أن تفعل المرأة بالمرأة مثل صورة ما يفعل بها الرجل .

واللواط لغةً : إتيان الذكور في الدبر ، وهو عمل الملعونين قوم نبي الله لوط عليه السلام . يقال : لاط الرجل لواطا ولاوط ، أي عمل عمل قوم لوط .

واصطلاحا : إدخال الحشفة في دبر ذكر .

ومما ذُكر عنهما في القرآن والسنَّة :

أ‌.قال تعالى : ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين . إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون الأعراف/80 ، 81 .

ب‌. إنا أرسلنا عليهم حاصباً إلا آل لوط نجيناهم بسحر القمر/34 . الحاصب : الريح ترمي بالحجارة .

ت‌. ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين الأعراف/80 .

وقال تعالى : ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين العنكبوت/28 .

ث‌. ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين الأنبياء/74 .

ج‌. ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون . أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون . فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون

. فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين . وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين النمل/ 54 – 58.

هذا من حيث العقوبة التي وقعت على قوم لوط ، أما من حيث ما جاء في أحكامهم :

ح‌.قال تعالى : واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان تواباً رحيماً النساء / 16.

قال ابن كثير :

وقوله تعالى واللذان يأتيانها منكم فآذوهما أي : واللذان يفعلان الفاحشة فآذوهما ، قال ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير وغيرهما : أي : بالشتم والتعيير والضرب بالنعال

وكان الحكم كذلك حتى نسخه الله بالجلد أو الرجم ، وقال عكرمة وعطاء والحسن وعبد الله بن كثير

: نزلت في الرجل والمرأة إذا زنيا ، وقال السدي : نزلت في الفتيان من قبل أن يتزوجوا ، وقال مجاهد : نزلت في الرجلين إذا فعلا لا يكنى ( أي يصرح ولا يستعمل الكناية ) - وكأنه يريد اللواط - ، والله أعلم .

" تفسير ابن كثير " ( 1 / 463 ) .

خ‌.عن جابر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط " . ‌

رواه الترمذي ( 1457 ) وابن ماجه ( 2563 ) .

والحديث : قال صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع " رقم : ( 1552 ) .‌

د‌.‌عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ... ملعون من وقع على بهيمة ، ملعون من عمل بعمل قوم لوط " . ‌ رواه أحمد ( 1878 ) .

والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " رقم : ( 5891 ) .‌

ذ‌.عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به " .

رواه الترمذي ( 1456 ) وأبو داود ( 4462 ) وابن ماجه ( 2561 ) .

والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " رقم : ( 6589 ) .‌

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:52   رقم المشاركة : 147
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ننصحه بالتزوج من زميلته في الدراسة مع وجود معوقات ؟

السؤال

أنا شاب في السادسة والعشرين ، من أصل باكستاني ، ولكني مقيم في " بريطانيا " حيث أدرس لنيل شهادة الدكتوراة في " الهندسة الميكانيكية "

. إني أحاول التمسك بديني قدر المستطاع ، وأحاول دعوة كل من حولي سواءً كانوا مسلمين أم غير مسلمين بمن في ذلك زملائي الذين في المعمل ، ومن ضمن هؤلاء الزملاء فتاة مسلمة تعرفت

عليها منذ ثلاث سنوات وليست بذاك القدر من الالتزام ، ولا ألومها على ذلك ، فليست إلا مجرد نتاج لبيئة صاخبة يصعب معها التمسك بمبدأ أو خُلق ، إلا أني أؤمل أن اُحدث تغييراً .

ومن خلال دعوتي لها بالطرق الشرعية الصحيحة اتضح لي أنها كانت ملتزمة في الماضي ، وأن حياتها تغيرت عندما انتقلت وعاشت في مكان آخر فتأثرت بتلك البيئة والرفقاء الجدد ، وأن والدها أيضاً رجل

غير ملتزم وأن والدتها توفيت عندما كانت صغيرة لذا فوالدها هو من تولى تربيتها ، وقد قالت إنها تسعى جاهدة للعودة إلى ما كانت عليه من تدين والتزام

وقالت أيضا إنها هي من يعتني بأبيها الآن ، وإنها تحاول أن تأخذ بيده إلى المسار الصحيح . وأتذكر أني سألتها في إحدى المرات ما إذا كانت تفكر بالزواج فقالت " نعم "

ولكنها لم تجد الشخص المناسب حتى الآن ، ومن ضمن الشروط أن يكون من نفس خلفيتها الثقافية والمحلية .

هذا الأمر جعلني أفكر بالزواج بها رغم اختلال شرط الخلفية الثقافية والمحلية ، ولكني أحب فقط أن أكون سبباً في عونها ومساعدتها إلى العودة إلى التمسك بدينها .

في الحقيقة لم أتعرف عليها بعمق حتى يتسنى لي أخذ قرار صحيح

فكل ما في الأمر أنها مجرد فكرة خطرت ببالي فأحببت استشارتكم ، ولم أظهر لها مطلقاً أني أسعى لأمر كهذا حتى وإن أقدمتُ عليه فلن يكون قبل أن أنتهي من دراستي .

بالنظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( تُنكح المرأة لأربع لمالها ونسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) إذا ما أتيتُ لإنزال هذه الصفات عليها وجدت نفسي غير قادر على معرفة ذلك بالتفصيل

فالدين - كما أشرت سابقاً - ليس بتلك الصلابة ، ولكنه هو الأمر الذي دفعني للتفكير بالزواج بها أساساً ، حتى الجمال لا أستطيع البتّ فيه لأني أتجنب النظر إلى وجهها وأحاول غض بصري باستمرار

إذن فكيف أتوصل إلى القرار الصحيح ؟ حتى والدتي لا أظن أنها ستتفاعل مع زواج كهذا ؛ فهي تريد فتاة " باكستانية " تشاطرنا لغتنا وعاداتنا وتقاليدنا ... الخ

فماذا لو تخطيت والدتي وخالفت رغبتها أتظنون أن الأمر من النُبل بحيث يبيح لي مثل ذلك ؟

فبماذا تشيرون عليَّ إجمالاً ؟

أرجو منكم النصح والتوجيه .


الجواب

الحمد لله

الذي نراه أن هناك معوقات كثيرة أمامك حتى تقدم على الزواج من تلك الفتاة ، وأول تلك المعوقات : عدم اقتناعك بصلاحيتها زوجةً لك ! وهذا واضح من تعابير ألفاظك

وليس شيئاً نستنتجه بصعوبة ، فهي – عندك – ليست متدينة بالقدر الكافي ، وليس بذات جمال يلفت انتباهك إليها – وإن كنتَ تقول إنك لم تدقق النظر فيها - ، وثاني المعوقات

: رفض والدتك للزواج من خارج بيئتكم الأصلية ، وثالثها : أنك لن تتزوج الآن بل قد يطول بك الأمر ، ولو حصل الزواج فيما بعد ، فقد يصعب عليك الرجوع بها إلى بلدك ، إما رفضاً من أهلك أو رفضاً منها هي نفسها .

والذي يبدو لنا أنك مررت بلحظة عاطفية مشوبة بشفقة على تلك الفتاة

فخطر لك أنك قد تكون الزوج الذي يحفظ لها دينها ويعيدها إلى سالف عهدها ، ولذا لم تكن جازماً برغبتك في الزواج منها

وقد ذكرت من المعوقات ما يجعل المشورة بالانصراف عن ذلك الزواج أقرب ، وربما كنت تريد أن تسمع ذلك منا ، في حقيقة الأمر !!

والواقع أن هذا هو ما نميل إليه فعلا ـ الآن على الأقل ـ في ضوء ما شرحت لنا من ملابسات ، لا سيما والتجارب المتكاثرة تشجع على اعتبار أمر وحدة البيئة والثقافة في اختيار الزوجين ؛

فكلما كان الزوجان من بيئة ثقافية واحدة ، أو متقاربة على أقل تقدير ، كان ذلك أدعى إلى نجاح الزواج واستمراره .
لكن إذا كنت تلمس منها صدقا في الاستقامة على أمر دينها ، وإقبالا على الطاعة

ورغبة فيها ، وأمكنك إقناع والدتك بقبولها ، وغلب على ظنك أن بإمكانكما تجاوز الفروق الثقافية والبيئية بينكما : فلا مانع من التفكير الجدي في الزواج بها .

ومع كل ما ذكرناه لك فلا يفوتنا أن ننبهك إلى حرمة البقاء على علاقة بتلك الفتاة ؛ لأنها أجنبية عنك ، فلا يحل لك محادثتها ولا مراسلتها ولا مقابلتها ، فإن تمَّ عقد الزواج الشرعي بينكما بشروطه وأركانه حلَّ لك ذلك كله .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:55   رقم المشاركة : 148
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تفكر بعدم الإنجاب لتعمل وتوفر المال تأمينا لمستقبلها ومستقبل أولادها !

السؤال

زوجي أكبر مني بكثير ما يعني أنه ربما سيموت قبلي. هي فقط مجرد افتراضات على اعتبار أني من أسرة معمّره، أي أن أفراد أسرتي في العادة يعيشون عمراً طويلاً

وهذا ما جعلني أفترض هذا الافتراض بالنظر الى الفارق العمري بيني وبينه.

رغم أن موت الزوج يُعد كارثة بحد ذاتها إلا أني أفكّر في أمر آخر وهو ما الذي سيحل بي إذا مات وأين سأسكن..! فالبيت الذي نسكن فيه الآن بيت صغير ومع هذا فإنه عرضة للقسمة بين جميع أقربائه .

صحيح أنه يعتني بي الآن غاية العناية ويرعاني، لكن إذا مات فإن الربع الذي من المفترض أن يكون للزوجة بعد وفاة زوجها من تركته

لن يكفي لشراء بيت، حتى المال الذي أعطاني كمهر عند الزواج لن يكفي إلا لأيام معدودة. كما أني لا أستطيع أن ارث من عائلتي لأنهم كلهم غير مسلمين.

لقد بدأت أفكر بشكل جاد بالتوقف عن فكرة الإنجاب (ليس لدي منه أولاد حتى الآن) لفترة عشر أو خمس عشرة سنة إلى الأمام، أذهب فيها للعمل وجمع المال لأشتري بيتاً خاصاً بي،

فإذا ما أنجبت وكتب لزوجي الموت كان هناك مأوىً يلم شتاتي وشتات أبنائي، خير من أن نعيش في الشارع أو عالة على الآخرين. لكن هنا تظهر مشكلة أخرى وهي أني لو فعلت ذلك فمعنى هذا

أن زوجي ربما يتعدى مرحلة التخصيب والإنجاب.

فما رأيكم؟


الجواب

الحمد لله


اعلمي يا أمة الله أن الآجال مكتوبة والأرزاق محسوبة

ولن يموت أحد حتى يستوفي رزقه وأجله ، والله تعالى أرحم بعبده من أمه ، بل هو أرحم به من نفسه ، ولو خُلّي بين العبد وبين نفسه ، فأعمَلَ ما يدور بفكره

وما يترجح لديه بحساباته تارة وظنونه وأوهامه تارة أخرى ، ما استطاع واحد منا أن يسعد في حياته ولا أن يدبر أمره على الوجه الذي كان يؤمّل فيه ويسعي لتحقيقه .

ألم تسمعي يا أمة الله إلى قول الله تعالى : ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) الذاريات/22

ألم تعلمي يا أمة الله أن رزقك إنما هو على رب العالمين ، وليس على زوجك

قال الله تعالى : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) هود/6

وقال تعالى : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) العنكبوت/60 .

ألم تسمعي إلى حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ: ( إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ

فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ...

) رواه البخاري (7454) ومسلم (2643) .

إنك لا تحتاجين إلا إلى شيء واحد ، تحتاجين إلى إحسان الظن بالله جل جلاله ، والتوكل عليه ، وإنزال حاجتك به ، والثقة بما عنده سبحانه ، والرضا باختياره لك .

قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/2-3.

وأما ما يتعلق بنصيبك من بيت زوجك ، فإن الأمر على خلاف ما تظنين .

نعم ، إذا مات الزوج ولم يكن له أولاد كان لك الربع – لكن ألا تعلمين أنه إذا كان له ولد ذكر ، كان لك الثمن وكان للولد بقية التركة !! لأن الولد الذكر يحجب إخوان الميت وأخواته وأعمامه وسائر عصباته إلا الجد .

وإذا كان الولد أنثى ، فإنك تأخذين الثمن وتأخذ البنت النصف، وهذا يعني أن المولود مهما كان له نصيب عظيم من البيت ، وإذا انضم إلى نصيبك ازداد عظماً ، فمم تخافين يا أمة الله ؟ !

والله تعالى أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:58   رقم المشاركة : 149
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أولياء فتاة يطلبون النصح هل يوافقون على تزويجها من أوربي أسلم حديثاً ؟

السؤال

إن ابنتي جامعية في السنة السابعة طب ، تبلغ من العمر 25 سنة ، لها صديقة متزوجة بجزائري في ألمانيا ، وكلهم جزائريون , التقى هذان الزوجان برجل أعمال ألماني يقول إنه قد أسلم

, يبلغ من العمر 51 سنة , مطلِّق وله ولدان , ويبحث عن مسلمة ملتزمة , فاستشار الزوجين في مساعدته , فدلته صديقة ابنتي على ابنتي ، فاتصل بها عبر الانترنت

وأغراها بتوفير كل ما تطلبه بما فيها استكمال دراستها التخصصية بالخارج ، فانبهرت ابنتي بهذه الفكرة ، وسارعت بطرحها على العائلة ، وبعد دراستنا – نحن عائلتها - الموضوع :

وجدنا المشاكل التالية : • لا نعرف عن حقيقة إسلامه شيئا . • لا نعرف عن حقيقة خلقه شيئا . • لا نعرف عن حقيقة أصوله شيئا . • لا نعرف عن حقيقة أهدافه شيئا .

• عدم التكافؤ في السن . • عدم التكافؤ في المحيط الاجتماعي . • قطع النسل العربي من البنت . • إمكانية حصوله على رغبته في ألمانيا . هـــــــــذا من جهته هو , أما من جهة البنت فقد استخلصنا ما يلي :

• أن مستقبل البنت لا يبعث على القلق باعتبارها طبيبة . • البديل من بلدها ووطنها متوفر في شباب الجزائر . • المحافظة على القيم العربية الإسلامية واجب ديني .

لهذا ارتأت عائلتنا أن تقحمكم لإعطائها الموقف الشرعي في الموضوع لعلنا أغفلنا جانباً شرعيّا في القضية . وفي الأخير تقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير ، متمنين منكم الرد السريع على هذا الاستفسار ، وشكراً .


الجواب


الحمد لله

نحن وإن كنا نشكر لابنتك إطلاع أهلها على عرض ذلك الرجل وما وعدها به ، إلا أننا ننكر عليها قبولها بمراسلة أجنبي عنها ومحاورته

وإذا كانت هي عاقلة متزنة ـ بحمد الله ـ فإن كثيرات سواها قد وقعن ضحايا لمثل تلك المراسلات .

وبعد التأمل فيما ذكرتموه عن ابنتكم وعن ذلك الرجل الألماني : فإننا نوصي بشدة بعدم قبوله زوجاً لابنتكم ، وما ذكرتموه من اعتبارات كافٍ لمثل هذا الحكم

وتشريع ركنية الولي في عقود الزواج غاية في الحكمة ، لئلا تنساق الفتاة وراء هواها فتقبل بكل معسول الكلام

منمق الألفاظ الباني للأحلام في الهواء ! وها هو الدليل على ذلك أنكم لم تكتفوا بما وقع في قلوبكم من حكم على ذلك الرجل حتى سارعتم لطلب المشورة من موقعنا هذا

وهذا يدل – إن شاء الله – على أنكم أهل لتحمل الأمانة ، وأنكم المؤتمنون الناصحون على أعراضكم .

والنبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الأولياء ونصح لهم بالنافع الصالح لتزوج مولياتهم وهم المرضيون من أهل الدين والخلُق

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) رواه الترمذي ( 1084 ) ، وابن ماجه ( 1967 ) ، وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي " .

وقال رجل للحسن : " إن لي بنية فمن ترى أن أزوجها ؟ فقال : " زوِّجها ممن يتقي الله تعالى ، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها " .

وأنَّى لكم معرفة ذلك في الرجل الراغب بتزوج ابنتكم ؟! ونحن هنا ننبه إلى أنه قد يكون مسلماً حقيقة ، وقد يكون صادقاً في رغبته ، لكنَّ ذلك كله لا تعرفونه عنه ولا شيئاً منه

ولو فرض أنه قد تأكد لكم أنه من المسلمين الصادقين في استقامتهم ، فإن ما ذكرتموه بعد أمر إسلامه من الأسباب – أيضاً – كافٍ للحكم بعدم صلاحيته لتزوج ابنتكم ، ويكفي من ذلك أنها ستقيم في ديار الكفر

وستدرس وتعمل في بيئاتهم وبلادهم ، الأمر الذي يخشى منه على دينها وخلقها ، كما أن من عادة اختلاف البيئات واللغات والطبائع أن تكون مؤثرة سلباً غاية التأثير ، مما يحدث بسببه فشل في الزواج في كثير من الحالات .

ولذا فإننا معكم تماما في رفض هذا الزواج ، وننصح ابنتكم أن تصرف نظرها عن قبول ذلك الرجل زوجاً لها

ولتعلم أن رأي أهلها ومن هو أعلم منها بحال الرجال والبيئات مقدم على رأيها بلا أدنى شك

ولتسأل ربها تعالى أن يختار لها الأحسن من الرجال الصالحين ليكون زوجاً لها ، تقيم وإياه بيتاً مؤسساً على طاعة الرحمن ليكون منه – إن شاء الله - النبتة الصالحة من الذرية الطيبة .

ونسأل الله تعالى أن يهديها لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق ، وأن يرزقها زوجا صالحاً وذرية طيبة .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 15:02   رقم المشاركة : 150
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تقول " أكره والدي كثيراً فهو السبب في تعاستي فهل ألام على كرهي له ؟ "

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 30 سنة ، ما أعاني منه أني أكره والدي بشدة ولا أطيق أن أسمع حتى أخباره , أبي قد أجرم في حقي وحق والدتي وإخوتي

تركني وأنا صغيرة في عمر الثامنة ورحل إلى بلد آخر وتزوج من أخرى ونسي أنه لديه ابنتين صغيرتين ، أنا وأختي كنا في حاجة لوجوده معنا لكن لم يهتم لذلك فكل ما يهمه نفسه ,

تركنا أنا وأمي وأختي عند إخواني المتزوجين ، زوجاتهم كانوا قساة القلوب علينا ، يختلقون المشاكل ، وإخواني يصدقونهم ، وحتى وصل الأمر إلى طردنا أنا وأمي وأختي لنعيش فترة في بيت أختي المتزوجة

وكثير من المصاعب مرت علينا ، ألوم والدي ؛ لأنه لم يفكر بنا ولم يوفر لنا العيش الهانئ

تتقاذفنا الأقدار بكل قسوة وظلم ، بعدها هاجرنا مع والدتي إلى نفس البلد الذي فيه والدي ، وكان قد أنجب أولاداً من الأخرى ، لم يعدل بيننا ، عشنا ظروفاً قاسية ، لم يصرف علينا

حتى أمي المسكينة كانت تبيع ملابسنا المستعملة لتوفير الأكل لنا ، وكبرنا وما زلتُ لا أرى من أبي أي اهتمام ، أكرهه بشدة ، فهو لا يستحق حتى كلمة " أب " ؛ لم يوفِّر العيش الكريم لي ولأختي

ولم يهتم بمستقبلنا من ناحية الزواج والاستقرار , أصبحتُ قاسية بسبب الظروف الصعبة التي مررت بها ، والآن قد باع بيتا له وأعطى الأموال كلها لزوجته الأخرى وأولادها ونحن لم يذكرنا بشيء أبداً ,

أكرهه جدّاً ، فهل أُلام على كرهي له ؟

وما هو حكم الشرع في ذلك ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً:

نسأل الله تعالى أن يجبر مصابكم وأن يزيل آلامكم وأن يكتب لكم الأجر ، كما نسأله تعالى أن يهدي والدكم فقد أساء غاية الإساءة بذلك الإهمال المتعمد لأسرته التي

أوجب الله تعالى عليه رعايتها والعناية بها ، وخاصة أن من فرَّط فيهم من أسرته هم الضعفاء منهم

كما أن أباكم قد وقع في ظلم أمكم فلم يعطها حقها من النفقة ولم يعدل بينها وبين زوجته الأخرى ، كما أنه وقع في الظلم في العطية حيث أعطى أولاده من زوجته الأخرى دون أولاده من الزوجة الأولى

وكل ما فعله أبوكم هو معاصٍ واضحة بيِّنة وتفريط فيما أوجب الله تعالى عليه ، وهو مستحق للوعيد إلا أن يتوب لربه ويرجع عن غيِّه ويقيم العدل في أسرتيه ويصلح ما أفسده ، فإن فعل ذلك وجد ربَّه توَّاباً رحيماً .

ثانياً:

مع كل ما فعله والدكم فإنَّ حقَّه في البرِّ والطاعة في المعروف محفوظان بنص الشرع ، وإذا كان الله تعالى قد ذكر حق الوالد المشرك – بل والداعي لأولاده لأن يشركوا بربهم عز وجل

بالبر والصحبة بالمعروف فلأن يكون ما دونه في السوء أولى وأحرى بذاك البر وتلك المصاحبة بالمعروف

قال تعالى : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/ 15

فإذا استحق الأب الوعيد على معاصيه وتفريطه في الواجبات الشرعية ، فإن الأولاد العاقين وغير البارين بوالديهم متوعدون – كذلك - على أفعالهم ، وليس من الجائز مقابلة العقوق بعقوق ولا مقابلة الظلم بظلم .

ثالثاً:

أما البغض القلبي للوالد العاصي أو الكافر فإن الأولاد لا يلامون عليه ، ولا يتنافى هذا مع برِّه وطاعته بالمعروف ، لكن عليك أن تمسكي لسانك عن الإساءة إليه ، وأن تمسكي يدك أيضا عن الإساءة إليه .

وبما أن الأمر قد وقع من والدكم ، وقد تحملتم من الآلام ما تحملتم

فإننا نوصيكم باحتساب ما جرى معكم عند الله ، ونوصيكم بالدعاء لوالدكم بالهداية والتوبة وإصلاح ما أفسد ؛ فهو أحوج ما يكون لرحمة الله تعالى والمن عليه بالتوبة .

وانظري جواب السؤال القادم

والله أعلم









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc