السلام عليكم خاوتي انا أعتبر كارثة في الفلسفة و قد بدأت مؤخرا أحفظ المقالات و قد قمت بكتابة هذه المقالة بعد حفظها فارجو تقييمها و إمدادي بأي إضافات , او اخطاء قد وقعت فيها
دافع بالبرهان الأطروحة القائلة أن الرياضيات هي المعرفة المعبرة عن اليقين و الدقة
المعروف أن نظرية النسبية قد أقلبت الكثير من مفاهيم العلوم المعاصرة و جعلتها تنظر إل نتائجها و دراساتها من زاوية الحقائق النسبية و هذه القاعدة نراها قد ظهرت بجلاء في ميدان الرياضيات المعاصرة و التي تعبر عنها أنساقها الأكسيومية و التي تقوم على أساس إفتراضات يضعها العالم الرياضي وفق إنسجام معين مما دفع الكثير للتشكيك في قيمة الرياضيات و محدوديتها لكن الكثير يعتقد أن هذا الرأي لاينسجم مع روح الرياضيات كمعرفة تملك أدق المفاهيم و لغة اليقين و المطلق التي أبدعها العقل فكيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة ان الرياضيات المعرفة التي تعبر عن اليقين و المطلق
الرياضيات هي لغة المفاهيم و الصور العقلية الجردة وهي تعبر عن الدقة وتتصف باليقين و المطلق و هي تحتل النموذج الأرقى التي تسعى إليه كل العلوم الإخرى
و تقوم هذه الأطروحة على أساس المسلمة القائلة أن الرياضيات هي المفاهيم الأكثر وضوحا و بساطة و ثابتة و مترابطة فيما بينها و مطلقة لا شك فيها و قد أثبت هذا الكثير من الفلاسفة و العلماء فقد اعتقد كانط أن الرياضيات حقائق المطلقة و المعرفة التي تنفرد بإمتلاكها التعريفات التي لا تخطىء فالمربع مثلا كمفهوم ذهني مجرد موجود في أذهاننا بسيط و واضح و ليس فيه غموض و لايرتبط بغيره إلا بعلاقة كمية و في نفس الوقت حقيقة مطلقة وثابتة كما ان الرياضي عندما يستدل ينطلق من أوليات و مبادىء عامة و واضحة بذاتها معروفة الخصائص و الصفات و يستنتج قضايا مرتبطة و منسجمة مع مبادئها منطقيا و قد صرح بوريل بأن الرياضي يعرف ما يصنع و يبدع على أساس الملائمة و اليقين و وفاء تفكيره لمنطلقاته و عدم تناقضه معها و هذا ما يعني اليقين في المعاني و العلاقات الرياضية و لعل هذا ما جعل ديكارت يضع الرياضيات قمة في البداهة و الوضوح.
و لكن خصوم الأطروحة يرون أن الرياضيات مجرد انساق إفتراضية من الصعب تحديدها و الحكم عليها لانها إختيارات يضعها العالم وفق إنسجام منطقي معين فهي ممكنات إفتراضية و هذا ما يعبر عنه منهج الأكسيوماتيك فقد قال بوليغان إن إن كثرة الأنظمة في الهندسة دليل على أن الرياضات ليس فيها حقائق مطلقة و قد سخر من هدا رسل قائلا الرياضيات هي العلم الذي يعلم عما يتحدث و لا إذا كان ما يتحدث عنه صحيحا
و لكن رأي هؤلاء يعني أن الرياضايت ضرب من العبث و مجرد تجريد لا فائدة منه رغم أن كل الدلاءل تثبت أن الرياضيات تمسك بادق المفاهيم و لغة كل العلوم كذلك فإن راسل قد وضع الرياضيات محل الإرتياب و الشك مع أن العالم الرياضي في كل عملياته يضع نسقه و يشرطه بعدم التناقض و يلتزم بمسلماته إلى نهاية الإستدلال مما يعطي للرياضات يقينها و دقتها و وضوحها و هذا ما يدفعنا غلى تدعيم الأطروحة بحجج جديدة
إن الرجوع إلى الواقع و ملاحظة واقع العلوم المعاصرة يثبت أن الرياضيات لغة اليقين و الدقة فالفيزياء الرياضية لم تنشأ إلا يوم فكر غاليلي و نيوتن و كيبلر بإستخدام الأعداد في معرفة الكون فقد قال بيكار و كذلك بملاحظة لغة الإعلام الآلي و المعلوماتية المعاصرة و دقتها دليل عل دقة الراضيات و لعل أفلاطون قد إكتشف هذه الحقيقة المعبرة عن اليقين الرياضي فجعل دراسة الوجود المعقول و بلوغ الحقائق العقلية ينطلق من إستخدام التفكير الرياضي لهدا رفع شعار أكادميته المشهور من لم يكن رياضيا لا يطرق بابنا
نستنتج أن المعرفة الرياضية تمثل ميدان المعقول المجرد المتحرر من كل المواد الحسية و انها النموذج الأرقى في الدقة اليقين و المطلق و لهذا اصبحت لغتها ضرورة يتطلع لإكتسابها كل تفكير علمي و من هنا نحكم بصحة هذه الأطروحة و مشروعية الدفاع عنها و تبنيها