· من إعداد:
· قيراط. و
تحت اشراف الأستاذ
السنة الدراسية:
المقدمة:-----------------------------------------
تاريخ السلم:-----------------------------------------
--الجميع في أنحاء العالم كلهم يعلم أن رمز السلام هو ( حمامة تحمل غصن زيتون) و لكن اغلب أو أكثر الناس لا يعلم سبب اختيار هذين الرمزين أو هذا الطائر و هذا الغصن بالذات للسلام ...
·
سر الرمزين –غصن الزيتون و الحمامة:---------------------
- في القدم و على عهد نبينا نوح عليه السلام يقال أنه كان في السفينة هو و من معه من المؤمنين و من الحيوانات و كانت الأرض مملؤة بالمياه فكان عليه السلام يرسل الحمامة لكي تستكشف أن كانت الأرض جفت أم لم تجف و في كل مرة ترجع الحمامة للسفينة و هي خالية ( و هذا دليل على عدم هبوط مستوى الماء و على عدم جفافه)، و في إحدى المرات أرسل عليه السلام الحمامة و عندما عادت و غذ معها غصن زيتون ( وهذا دليل على أن مستوى الماء نزل و قربت الأرض تظهر ) ،
·
تعريف السلم:--------------------------------------
- السلم كلمة واضحة المعنى، تعبر عن ميل فطري في أعماق كل إنسان، و تشكل غاية و هدفا نبيلا لجميع الأمم و الشعوب و السلم من السلام و أصله السلامة أي البراءة و العافية و النجاة من العيوب و الآفات و الأخطار، و السلم جسر للسلامة والتصافح و الصلح.
العرض : --------------------------------------------
1. السلم مبدأ و مسلك و غاية في الاسلام :-----------------------
- الاسلام دين السلم و شعاره السلام فبعد أن كان عرب الجاهلية يشعلون الحروب لعقود من الزمن من أجل ناقة أو نيل ثأر و يهدرون في ذلك الدماء . جاء الاسلام و أخذ يدعوهم إلى السلم و الوئام و نبذ الحروب و الشحناء التي لا تولد سوى الدمار و الفساد. ولذلك فان القرآن جعل غاية أن يدخل الناس ف ي السلم جميعا، فنادى المؤمنين بأن يتخذوه غاية عامة ، قال الله- عز وجل- مخاطبا أهل الإيمان بل إن من صفات المؤمنين أنهم يردون على جهالات الآخرين بالسلم، فيكون السلم هنا مسلكا لرد عدوان الجاهلين ، ذلك أن مسلك السلم لا يستوي و مسلك العنف ، ومسلك العفو لا يستوي و مسلك الانتقام ، و مسلك اللين لا يستوي و مسلك الشدة والغلظة ، و لذا كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم يدعو و يوصي أصحابه دائما بالدفع بالتي هي أحسن، و الإحسان إلى المسيئين ، مصدقا لما قل تعالى موصيا سيد الخلق أجمعين – صلى الله عليه مسلم - : (... ولا تستوي الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم) كما أنهم دعوا إلى الجنوح للسلم ، وشجع القرآن المسلمين على التزام السلم و كذلك وقت الحروب و طالبهم بتلمس السلم إن وجدوا ردا ايجابيا من طرف الآخر.
2. لا إكراه في الدين: سلم دون تلفيق :---------------------
الإسلام رسالته واضحة، و النبي – صلى الله عليه و السلم – كان واضحا وسيبقى دينه واضحا للعالمين، بأن هناك فرقا بين احترام حرية الآخرين في اختيار ما يعتقدون، و بين التلفيق بين الأديان، أو قبول أديان الضلالة.
- فالإسلام متناسق و واضح و منسجم مع منطقه الداخلي و مع الحقيقة الموضوعية، و لذلك فإنه لا يقبل التلفيق بين الأديان، فالإسلام هو الحقيقة المطلقة، و لا يقبل بحال من الأحوال قبول العقائد الأخرى في منطق الإسلام، كما أن التأكيد على التمايز بين الحق و الضلال واضح في منهجه - صلى الله عليه وسلم – و ذلك في صورة الكافرون حيث يقول تعالى : ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون- و لا أنتم عابدون ما أعبد- و لآ أنا عابد ما عبدتم - و أنتم عابدون ما أعبد- لكم دينكم ولي دين ) ، و ذلك في الوقت نفسه لا يصح بحال من الأحوال إجبار إكراه الآخرين على قبوله، و لذلك بين القرآن الكريم أن ( لا إكراه في الدين ) لأنه ( تبين الرشد من الغي).
- بل إن القرآن نفسه به آيات كثيرة تدعوا إلى احترام عقائد الآخرين حتى ولو كانت فاسدة و غير صحيحة، و ذلك لسماحة الاسلام حتى في مقابل أصحاب العقائد الضالة التي لا قداسة لها في نظر الاسلام . فأمرنا الله تعالى بعدم إيذاء غير المسلمين و إثارتهم و إهانة دينهم أو أديانهم عبر السب ، بل دعا إلى م سلك آخر أكثر ايجابية و مبدئية، و هو منهج الإحسان و الدعوة بالحسنى بدل السب والشتم و الشحناء، لأنه مناقض لمنهج الاسلام و غايته في تحقيق السلم،
·
صفح من أجل السلم :------------------------------------
- من أجل تحقيق رسالته في السلم فإن النبي صلى الله عليه و سلم- يعلمنا مسلكا مهما آخر لتحقيق السلم، و ذلك من خلال حثنا على الصفح و غض النظر عن إساءة الآخرين. ووضع القرآن الكريم لذلك آيات بينات تعد دستورا لقوله عز وجل –
( و إن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل ) " الحجر:85" . و هذا بالإضافة إلى الآيات التي تدل على الغفران و الغض عن السيئة و المحبة و الإحسان و ما أشبه. و لقد كان النبي- صلى الله عليه و سلم – نموذجا و قدوة في الص فح و العفو من اجل السلم مبدأ و غاية، لقد كانت المرحلة المكية من الدعوة النبوية فترة عصيبة أُوذي فيها النبي – صلى الله عليه وسلم - في شخصه الكريم، و في أهل بيته و في صحابته، و لكنه لم يكن يرد الإيذاء، بل كان يرد ردا جميلا، فحين كان أبو لهب يرميه بالحجارة، و أم جميل تلقي في طريقه الأشواك، و بعض الكفار يلقوا سلى الشاة على رأسه و هو قائم يصلي عند الكعبة، و بعضهم يبصق في و جهه الطاهر الشريف ، و أبو جهل يشج رأسه و غيرها، كان – صلى الله عليه و سلم – يقول " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" ثم انه لما إنتصر على قوى الكفر و الطاغوت و رجع إلى مكة فاتحا كان ارحم بأهلها من الأم بولدها، و حقق السلم المطلق فلم تُرق قطرة دم في فتح مكة، و لما قال بعض أصحابه " اليوم يوم الملحمة " قال : " بل اليوم يوم مرحمة" ، و خاطب أهل مكة قائلا:
" ما تظنون أني فاعل بكم"، و قد أقدره الله عليهم، قالوا: " أخ كريم وابن أخ كريم "، فقال: " اذهبوا فانتم طلقاء "، و كان يوما سجله التاريخ في تحقيق الفتح بالسلم، فهل هناك سلم مثل سلم محمد – صلى الله عليه و سلم -.
·
صفح من أجل السلم :------------------------------------
لقد شغل السلم حيزا كبيرا في التشريع الإسلامي مستمدا من القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة و قد لا يعبر عنه بكلمة سلم لكنه يأتي أحيانا بها أو ببعض مرادفاتها في ذات المعنى الذي هو عكس العنف.
- و قد جعل الله سبحانه و تعالى السلم اسما من اسمائه المباركة ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام...) ، و يضاف إلى ذلك التحية الإسلامية التي تسبغ جمال السلام على المسلمين الذين يتبادلونه كتحية والفة و قول الله عز وجل ( تحيتكم فيها سلام...) . و مع ذلك فان الاسلام الحقيقي بتشريعاته قائم على اعتبار العلاقات الاجتماعية هي علاقات إنسانية في المحبة في التواصل و العدالة كل ذلك بأسلوب السلم و السلام و المرونة بل إن الرحمة المتبادلة تطغى في السلوك و تعلو على القوة و السلاح.
·
فرضيات بعض العلماء --------------------------------
- يقول الإمام الشيرازي إن الحرب و استعمال القوة حالة تخرج عن القاعدة ذلك لأن السلم هو المهادنة و الحوار و السلم و إذ كان ثمة حاجة لاستعمال العنف إن هدف القاعدة هو السلم الحقيقي أي أنها ليست العنف و التدمير.
- و الصوت الشيرازي كان و لا يزال صوتا دؤوبا للتثقيف على هذا المبدأ في النطاق المجتمعي و السياسي و الانفتاحي على الساحة العالمية منطلقا بأن الاسلام لم يتحدد يوما في رقعة جغرافية إنما هو دين عالمي يشمل الشعوب كافة دون استثناء، و النظرة هذه هي النظرة الحقيقية في التعامل مع الآخر المختلف مهما ابتعد جغرافيا أو فكريا فالسلم في التعاطي و التفاعل و حل الإشكاليات يعد مقياسا إسلاميا ، و المعارك التي خاضها البشر ضد بعضهم البعض و لم تحل المعضلات إنما كانت على الدوام تزيد من إضافة إشكاليات أكثر تعقيدا و ترتكس بالبشر إلى درجات أدنى مما كانوا عليه بكونها تستهدف الانسان و تركيز معاناته و حرمانه من الحيات بعد ان تتسيد القوة
الغاشمة على مصائر الشعوب و تتصادر العدالة و الحريات و يحل القمع و الإرهاب و الاقصاء في أوقاتنا المعاصرة تنامت القوة بحيث تماهت مع الثقافة الاجتماعية و أصبحت مرضا سلوكيا في التعامل اليومي بين افراد المجتمع و ينعكس ذلك في الطبع مع المؤسسات التي تتصدى للعمليات الإدارية و الأمنية .
- لغة الكراهية المسبقة مع الآخر المختلف و هذه اللغة تعمم الكراهية لأي مجتمع بناء على موقفها من النظام السياسي أو السلطوي في ذلك البلد فنحن نقوا الغرب العدو و نطلق عليه أسماء أخرى ولا نفرق و لا نعبر عن أن العداء لا يخص تلك الشعوب التي يفترض أن بيننا و بينها تواصل إنساني و ان تلك الشعوب في اقل تقدير تحتوي مسلمين بنسب كبيرة جدا.
- و أن من كبير الأخطاء ان يظن المسلمون بأن الإسلام عائد بالولد إلى رقعتهم الجغرافية و أنهم أولى به كمتياز أو كمربع إسلامي خالص ليس به اشكال أو ما يخالف الرسالة الإسلامية و هذا الخطأ حادث فعلا بسبب القراءة الغلوطة للمجتمعات الاسلامية لان قراءة المجتمعات الاسل امية الواقعية يمكن من خلالها و من خلال قراءة نظمها السلطوية أن نستشف بأن الدول التي تندرج ضمن العنوان الإسلامي لا تحوز حتى على نسبة المقبول الذي يمكن معالجته ، لكننا نجد بان البنية الثقافية في اروبا مثلا يمكن ان تكون في مستوى التجانس بين النظر الإسلامي و بين المستو الثقافي المتقدم الذي يشبه درجات كبيرة الجانب الأخلاقي الإسلامي في السلوك و الحقوق و العلاقات الاجتماعية .
- أن العداء المسبق و الكراهية المعلنة بقالب التعميم و استثناءا و كرسالة يجب سماعها من الآخر من وجهة نظره فكثير من المؤلفات الغربية تحدثت عن الاسلام و كتبت عنه وجادلت فيه بحيث ان تلك المؤلفات الغربية عدت مراجع محترمة في البحوث الاسلامية و هذا من كون الكتاب الذين كتبوا عن الاسلام كانوا معنيين بهذه الرسالة.
أهمية السلم :----------------------------------------
· فرض النظام و الامن و الاستقرار.
· ضمان الحقوق المدنية و السياسية للمواطنين.
· التمتع بممارسة الديمقراطية و حرية التعبير.
· تحقيق المساواة أمام القانون بين الجميع على اختلاف الألوان و الأجناس.
·
الخاتمة :-------------------------------------------
-بعد مرور الزمان و اختلاف المكان فهناك دمار و تسلح و عداوة ، وهناك أشياء تجعلنا نبدوا و كأننا في اختلاف و بدون لقاء، منها اللغة ، الدين ، التاريخ ، الوطن، على الرغم من هذه الأشياء التي قد تباعد ما بيننا إلا ان هناك عاملا مشتركا بين كل الأجناس برغم هذه الاختلافات و هو الإنسانية الذي يدل على السلم و السلام، فكلنا بلا شك ننتمي إلى هذا العامل كطريق واحد مع لغة نفهمها جميعا ، دلالة على أن هذا العامل هو الأمل الواحد من اجل عالم واحد يسوده الأمن و الوئام.
v &n bsp; الفهرس:
v المقدمة. .................................................. .....02
v تاريخ السلم............................................. .....02
v سر الرمزين........................................... ......02
v تعريف السلم............................................. ....02
v العرض .................................................. ......03
v السلم مبدأ و مسلك و غاية في الاسلام . .........................03
v لا إكراه في الدين: سلم دون تلفيق ..............................03
v صفح من أجل السلم ............................................04
v صفح من أجل السلم ............................................05
v فرضيات بعض العلماء .........................................05
v أهمية السلم .................................................. ...07
v الخاتمة : ..... .................................................. .07
",
_____
المصدر
اعداد معرض حول السلم