من فضلكم بحث حول الأنتروبولوجيا العضوية

[alaa_barcelone]

من فضلكم بحث حول الأنتروبولوجيا العضوية في اقرب اجل ممكن

بارك لله فيكم و شكرا

[Nardjes]

علم الأنثروبولوجيا Anthropology


1- حول مفهوم الأنثروبولوجيا:

- الأنثروبولوجيا من أحدث الدراسات في العلوم الإنسانية.
- كلمة انثروبولوجيا مشتقة من كلمتين يونانيتين هما: انثرو بوس (Anthvo pos)، ومعنا الإنسان ولوغوس (Logos) ومعناها الكلمة أو الموضوع أو الدراسة وبهذا يكون معنا انثروبولوجيا هو دراسة الإنسان، أو علم الإنسان.

- رواخ (Rouch) عالم نفس ألماني أول من استخدم مصطلح أنثروبولوجيا anthropology عام 1841م، كمفهوم فلسفي يتصل بدراسة النفس الإنسانية، ثم نقل هذا المصطلح في التركيز على دراسة السلالات البشرية، وقد أعطاه المعنى التالي:
هو: دراسة المؤثرات الخارجية التي يخضع لها، العقل الإنساني، والتغيرات التي تتم بمقتضى تلك المؤشرات.

- ويرى العالم الأمريكي فرانز بوأس بأنه علم يدرس الإنسان باعتباره كائناً اجتماعيا حيث يتم دراسة ظواهر الحياة الاجتماعية والإنسانية دون تحديد زماني أو مكاني.

- يتضح من ذلك أن موضوع هذا العلم هو الإنسان، فالإنسان هو المحور الأساسي وهو الذي يحدد موضوعات هذا العلم بصرف النظر عن الزمان والمكان.

- كان في بدايته يركز على دراسة الإنسان وأسلافه الأوائل وأصوله منذ أقدم فترات التاريخ بلد وما قبل التاريخ وفي كل بقاع العالم وذلك من خلال الحفريات والآثار.

- في البداية اهتم هذا العلم بدراسة المجتمعات البدائية، حيث يرى بعض الأنثروبولوجيين أن ما يميز هذا العلم عن العلوم الأخرى، كعلم الأجتماع والأقتصاد و السياسة والتاريخ وعلم النفس والجغرافيا هو تركيزه على المجتمعات البشرية البدائية. غير أن هذا الرأي لم يعد مقبولاً في الوقت الراهن حيث شمل المجتمعات غير البدائية، كالقروية والبدو الرحل، والمجتمعات المتمدنين كالمجتمع الأمريكي والروسي والصين...، وشمل كذلك دراسة عمليات الشرائح و الاندماج بين الحضارات...إلخ.
- برغم أن الإنسان يدرس من قبل علوم أخرى كعلم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ وعلم التشريح والجغرافيا البشرية والسياسية وعلم الاقتصاد، وعلم الأديان، إلا أن علم الأنثروبولوجيا ينفرد بخصائص منهجية في دراسة الإنسان، يتحدد من خلالها سمات هذا العلم، عن بقية العلوم الأخرى ومن أهم هذه الخصائص ما يلي:

1- علم الأنثروبولوجيا يدرس المجتمع ككل دون التركيز على جانب محدد بذاته. وبذلك فهو يستخدم المنهج الكلي في الدراسة (holistic mithod) فهو يدرس المجتمع من عقائده، وشعائره، واقتصاده، وسياسته...إلخ.

2- يستخدم علم الأنثروبولويا المنهج المقارن في دراسة الأنسان (Compaarative Mithod) فهو أنسب الطرق في دراسة الأنثروبولوجيا. حيث تتم دراسة مقارنة لمجتمعات متعددة في أبنيتها الأجتماعية وثقافاتها حتى يمكن التوصل إلى تعميمات علمية مجردة تحد وخصائص تلك المجتمعات.

3- تعتمد الأنثروبولوجيا الثقافية أو الأجتماعية المعاصرة على ما يسمى بالبحث الحقلي (field Research) أو المعانية الميدانية للنموذج المختار للدراسة. حيث انتهى عهد الأنثروبولوجيا النظرية وأصبحت الدراسة الميدانية هي الحقل التجريبي لعلم الأنثروبولوجيا، تماماً كبقية العلوم الأخرى التي تعتمد على التجارب المخبرية.

4- من أهم الخصائص التي تميز الأنثروبولوجيا عن غيرها من العلوم الأنسانية هو اختياره لنوعية معينة من النماذج المجتمعية التي تدرسها. وقد كان النموذج المختار للدراسة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر هو المجتمع الذي يوصف بأنه بدائي (Primitive society) لأنه مجتمع صغير نسبياً ومحدود الكثافة تسهل دراسته دراسة كلية شاملة.

5- يدرس هذا العلم الأنسان من جانبه الفردي والأجتماعي الثقافي معاً. وقد ظهرت مفاهيم علمية تميز هذا النوع من الدراسة فيها:

أ‌. الأنثروبولوجيا الطبيعية المادية (physical Anthropology)
يدرس جسم الإنسان سواء من حيث صفاته ومقاييسه أو من حيث أسلافه وأجداده الأوائل وكيفية انتشاره.
ب‌. الأنثروبولوجيا الاجتماعية (social Anthropology) وهو دراسة الإنسان والنظم الاجتماعية في علاقاتها وترابطها مع بعضها البعض في شبكة العلاقات الاجتماعية والثقافية. والأمر هنا يتعلق بالعلاقات الاجتماعية والثقافية. والأمر هنا يتعلق بالعلاقات الاجتماعية وأنماطها الثقافية (cultural Anthropology).
• هناك مصطلحات ثلاثة متداخله فيما بينها، ويجب فهما والتفريق في دلالاتها:

أ‌. الأنثروبولوجيا: Ethnology

دراسة الشعوب والسلالات العرقية دراسة تاريخية مقارنة تتم عبر الزمان، وتبحث في الأصول الأولى للنوع الإنساني العاقل، وتطوره حتى العصر الحالي. ولهذا فهي تهتم بالمقارنة والتحليل من خلال نظره تاريخية. ويدخل في إطار الأنثروبولوجيا دراسة أصول الحضارات والمناطق الثقافية وهجرة الثقافة وانتشارها من منطقة إلى أخرى والسمات النوعية لكل هذه الثقافات.

ب‌. الأنتونجرافيا Ethnography:

فهي تعني وصف الشعوب أو مصف الثقافات أو أنها الدراسة الوصفية للثقافات المختلفة التي تتعلق بالشعوب البدائية بصورة خاصة، فهي تسجيل وصفي للثقافات أو دراسة الثقافات دراسة غير تفسيريه في المقام الأول. وقد نشأت هذا النوع من الدراسة من خلال كتابات الرحالة القدامى الذين كانوا يسجلون كل ما يشاهدونه عن الجماعات المختلفة حضارياً.

ج. الأنثروبولوجيا الاجتماعية والانثولوجيا:

كل الفرعين يعتمد في دراسته وتحليله وتعميماته على المعلومات الأثنوجرافيه لمجتمع أو ظاهرة ما من ظواهره ولكن بينما تنهج الأثنولوجيا منهجاً تاريخياً انتشارياً في تحليلاتها عن طريق تتبع الطاهرة إلى أصولها التاريخية الأولى وكيفية انتشارها فأن الأنثروبولوجيا الاجتماعية لا تهتم بهذا النهج التاريخي، وإنما تهتم بدراسة الظاهرة دراسة بنائيةً وظيفية هنا الآن أي في مكان وزمان معينين بغض النظر عن التسلسل التاريخي للظاهرة، فهو تاريخ فرضي تخميني لا يعتد به.

الانثروبولوجيا وعلاقتها بالعلوم الأخرى:

العلوم التي لها علاقة بعلم الأنثروبولوجيا هي:
أ‌. العلوم الاجتماعية، وهي علوم ذات علاقة مباشرة بالانثروبولجيا.
ب‌. العلوم غير الاجتماعية، كعلوم اللغة والأدب والطب والطبيعة.
ومعيار بناء هذه العلاقة مبنية على معيارين هما:
أ‌. نوعية العلاقة، إذا كانت مباشرة أم غير مباشرة.
ب‌. مضمون هذه العلاقة وماذا يتضمن كل علم من الناحية المعرفية.
بناءً على هذين المعيارين يمكن جمع العلوم في علاقتها بالأنثروبولوجيا في مجموعتين.

الأولى: ذات علاقة مباشرة:

وأهم العلوم في ذلك:

1- علم الاجتماع:

- علم الاجتماع يدرس الحضارة المعقدة وتركيبها وخصائصها، والأنثروبولوجيا تدرس الشعوب البدائية البسيطة والمنعزله، في بداية الأمر.

- المنهج المستخدم في كلا العلمين مختلف: الأنثروبولوجي يعتمد على المنهج البسيط في الحصول على المعلومة، يعتمد على الوصف والتوثيق، في حين يعتمد على الاجتماع على التحليل وكشف العوامل المؤدية إلى وجود المشكلة.
- ولكن يتطور المعرفة، وتطور علم الأنثروبولوجيا، بالذات في الوقت الراهن تخطى هذا العلم حدود دراسة الشعوب البدائية البسيطة، وأصبح يدرس الأنسان في مجتمعه المتطور، وبذلك اقترب هذا العلم من علم الأجتماع في موضوعه، وطرقه المنهجيه، وأدواته القياسية، كطريقة دراسة الحالة، و الطريقة التجريبية، والطريقة التاريخية، وطريقة تحليل المضمون... واستخدام الأدوات القياسية، كالأستمارة أو الأستبانه، والمقابلة الشخصية، والملاحظة...، وبذلك أصبح هذا لعلمان متقاربان إلى درجة التشابه، فمثلاُ موضوع الثقافة أصبح يستخدم بشكل كبير في علم الأجتماع، (علم الأجتماع الثقافي) وهذا الموضوع (الثقافة) هو من محاور علم الأنثروبولوجيا.
فالأنثروبولجيا علم يدرس الأنسان في المجتمع المتطور من ضمن البناء الأجتماعي كعاداته وتقاليده، وأمثاله الشعبية وسلوكه الأجتماعية المحدد.
وعلم الأجتماع يدرس الأنسان في مجتمعه المتطور على أنه سلوك اجتماعي وعلاقات اجتماعية وبنية اجتماعية وطبقية.

2- علاقة الانثروبولوجيا بعلم النفس:

- يدرس علم النفس الأنسان في إطار مشكلة سلوكية واهتمام كبير بالسلوك الفردي.
- وأن علم الأنثروبولوجيا يميل إلى وضع تقييمات جماعية على أسس ثقافية. ولكن العلاقة بين علم النفس وعلم الانثروبولوجيا لم تكن لتتضح إلا بعد أن بدأ علماء الانثروبولوجيا يركزون اهتمامهم على موضوع العلاقة بين الثقافة والفرد. فقد أخذ الأنثروبولوجيون يهتمون بموضوعات ومصطلحات ومفاهيم التحليل النفسي والطب النفسي.

3- علاقة الأنثروبولوجيا بعلم السكان:

يدرس علم السكان:
1- التركيب النوعي للسكان... شعوباً وقبائل.
2- التركيب العمري (فئات الأعمار).
3- التركيب الحركي (الهجرة والولادات والوفيات).
- وهنا يأتي الباحث الأنثروبولوجي ليستفيد من علم السكان، لأنه باحث يريد معرفة البنية، السكانية للمجتمع المدروس، ومعرفة تركيبه العمري والنوعي.

ثانياً: علوم ذات علاقة غير مباشرة:

أهم العلوم في ذلك:

1- علاقة الأنثروبولوجيا بعلم التاريخ:

علم التاريخ يدرس الإنسان من خلال أحداث تاريخية ومراحل زمنية تبحث في الحضارة والثقافة والعادات والتقاليد، وعلم الأنثروبولوجيا يبحث ذات الموضوعات، وكلن يدرس وصفاً وتحليلاً من خلال المراحل الزمنية للحضارة الإنسانية.

2- علاقة الانثروبولوجيا بعلم الآثار:

هناك ارتباط وثيق بين العلمين إذ أن علم الآثار يعتمد على الدراسات التتبعية، بتتبع من خلالها المجتمعات والثقافات القديمة من خلال دراسة مخلفاتها وآثارها، ويعيد بعد ذلك رسم صورة الأشكال الثقافية الماضية، وذلك بتتبع نموها وتطورها عبر الزمان. وما يعثر عليه الباحث التاريخي من آثار، يستفيد منه الباحث الانثروبولوجي في وصف الثقافة القديمة وربطها بالبيئة الطبيعية التي وجدت فيها، ومن ثم معرفة حضارة الإنسان الكلية عبر هذه المواد التي يجدها عالم الآثار.

3- علاقة الأنثروبولوجيا بعلم اللغويات:

اللغة هي الوسيلة التي يعبر بها الأنسان عن ذاته، وذلك يعبر الأنسان عن سلوكه الأجتماعي باللغة ويرمز بها لعناصر حضارته.

- وعلم اللغويات تدرس جميع لغات البشر، والحية منها أم المندثرة االمتطورة أم البدائية، حيث يتركز البحث على أصول اللغات وتطورها وبناءها.

- من جملة المتخصصين في دراسة اللغات هم فقهاء اللغة وهم يبحثون في اللغة على اعتبار أنها وسيلة لفهم التراث الأدبي لأي شعب ومن هذا المدخل يرتبط علم الأنثروبولوجيا بالدرسات اللغوية: حيث من خلال اللغة يفهم الأنثروبولوجي، العادات والتقاليد والثقافة. وكذلك معرفة مكانة شعب من الشعوب بمكانة لغته وثقافته مثل:
- الرموز اللغوية المستخدمة في الشعائر والمناسبات الدينية.

4- علاقة الانثروبولوجيا بعلم التشريح والأعضاء والوراثة:

تقدم هذا العلوم مضوعات عن الأنسان من الناحية البيولوجية أو العضوية. وهذا هو موضوع الأرتباط بين العلمين حيث استبد الأنثروبولوجيا على الأصول الأولى للأنسان وخصائصه العضوية وشكله...

5- علاقة الانثروبولوجيا بعلم الجيولوجيا:

الجيولوجيا تتعلق بعلم الحفريات القديمة وهي مصدر رئيس لعلم الأنثروبولوجيا. إذ من خلال هذا العلم يمكن تحديد عمر البقايا العظمية لأنسان ما قبل التاريخ مثلاُ، ودراسة حضارته وثقافته، وهي مادة علمية للأنثروبولوجيا.

6 - علاقة الأنثروبولوجيا بعلم التربية:

التربية علم يدرس عموماً التنشئة الاجتماعية النمو المتكامل للشخصية الفردية، فعلم التربية يدرس ما يلي:
- مراحل نمو الفرد في المجتمع والمشكلات التربوية التي تواجه كل مرحلة من هذه المراحل.
- كيف يتكيف الفرد مع المجتمع عبر عملية التنشئة الاجتماعية.
وتلك الموضوعات هي من أهم مجالات علم الأنثروبولوجيا، في المجتمعات البدائية، حيث كانت الأسرة والعشيرة والقبيلة هي المؤسسة الاجتماعية التي تقوم على عملية تربية الطفل وتنشئته وهي من أهم دراسات علم الإنسان.

................

الدكتورعلي الحاجي

[Nardjes]

الأنثروبولوجيا: {علم الإنسان}
بحث مترجم من Wikipedia ويكيبيديا

نحتت كلمة الأنثروبولوجيا (من الكلمة اليونانية άνθρωπος والتي تعني "الإنسان" أو "الشخص") تتألف من دراسة البشرية (انظر جينيس هومو {الجنس البشري}). وهي بمفهومين: إنها تعني كل البشر في كل زمان وكل الأبعاد الإنسانية. والميزة الرئيسية التي تميز عادة الأنثروبولوجيا عن المعرفة أو الدراسات الإنسانية الأخرى هي التأكيد على النسبية الثقافية {النسبية: الوجود يعتمد فقط على العلاقة بعقل مفكر (فلسفة)}، والدراسة المتعمقة للنصوص، والمقارنة بين الثقافات.

فروع الأنثروبولوجيا

تنقسم عادة "الأنثروبولوجيا" في شمال أميركا إلى أربعة معارف أو دراسات-فرعيه:
• الأنثروبولوجيا الفيزيقية: {علم الإنسان الفيزيقي: فرع من علم الإنسان الذي يبحث في علم الإحياء الإنساني التطوري والتباين العرقي والتصنيف}، أو الأنثروبولوجيا الحيوية: {الذي يدرس سلوك الحيوانات الثديية الرئيسة التي تشمل الإنسان والقرد والتي تضم شبيهات الإنسان المتميزة بتطور ونمو الأيدي والأرجل وبأنف قصير ودماغ كبير}، وهيومن إفالوشن {تطور البشرية}، والإستيالوجي {علم العظام التشريحي}، وفيرنسكس {الطب الشرعي}، بابيليشن جيناتيكس، {الجينات الوراثية للسكان}؛
• تدعى الأنثروبولوجيا الثقافية (بالأنثروبولوجيا الاجتماعية في المملكة المتحدة وهي غالبا ما تعرف بالأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية سوشيو-كالتشر أنثروبولوجيا). وتشمل المجالات التي درسها علماء الأنثروبولوجيا الثقافية: الشبكات الاجتماعية، والانتشار، والسلوك الاجتماعي، وأنماط القرابة، والقانون، والسياسة، و الإديالوجي {الفكر}، والدين، والمعتقدات، وأنماط الإنتاج والاستهلاك، والنقد، والعلاقات الاجتماعية، وجنس الفرد (ذكراً أو أنثى)، وغيرها من أشكال الثقافة مع التركيز الشديد على أهمية العمل الميداني أو المراقبة- بالمشاركة (وبمعنى آخر العيش بين الفئة الاجتماعية قيد الدرس لمده طويلة من الزمن)؛
• الأنثروبولوجيا اللغوية، والتي تدرس مدى تغير اللغة عبر الزمان والمكان، واستخدام اللغة الاجتماعي، والعلاقة بين اللغة والثقافة؛ و
• الأركيالجي (علم الآثار) الذي لا يزال يدرس رفات المجتمعات البشرية، وعادة ما يعامل علم الآثار نفسه كمجال مستقل (ولكن متصل) في بقية أنحاء العالم، مع أن الصلة الوثيقة بحقول الأنثروبولوجيا للنشاط الفكري، والفني، والأعمال التي تنتجها الحضارة المعتمدة على المنطق وليس الشكل (فلسفة)، التي تتناول المواضيع المادية الناجمة أو التي تستخدم في الأحياء أو المجموعات السالفة كوسط لفهم قيمها الثقافية.

بدأت في الآونة الأخيرة، بعض برامج الأنثروبولوجيا في تقسيم المجال إلى قسمين، واحد يؤكد على الدراسات الإنسانية هومانتيس: {دراسة الفلسفة، والأدب، والفنون، المتعلقة بالإنسان وحضارته، كفرع متميز عن العلوم النظامية، بما تتضمنه من دراسة للثقافتين اليونانية، واللاتينية، باعتبارهما أساس وفجر الثقافة الإنسانية} والنظريات الهامة، والقسم الثاني يؤكد على العلوم الطبيعية: {تشمل علم الأحياء، والجيولوجيا، وعلم المعادن، والفيزياء، والكيمياء، وتبحث في أشياء وظواهر وقوانين الطبيعة} ونتائج الخبرات العملية امبيركل ابزيرفيشن {امبيركل {تجريبي: قائم على الخبرة العملية عوضا عن النظريات خاصة في الطب}.

نص التاريخ والمبادئ

المقال الرئيس : تاريخ الأنثروبولوجيا

تميزت الأنثروبولوجيا {علم الإنسان} لأن "أغلب الدراسات العلمية تدور في فلك الدراسات الإنسانية، وأكثر الدراسات الإنسانية تعوم في بحر العلوم". ففهم كيفية تطور الأنثروبولوجيا يساعد في فهم كيف يصب علم الإنسان في الدراسات الأكاديمية الأخرى.

دعا علماء الأنثروبولوجيا المعاصرة عددا من المفكرين وأسلافهم كما تضمنت مجموعة الدراسات العديد من المصادر. لكن، الأنثروبولوجيا أفضل ما يمكن أن يفهم علي أنه ثمرة عصر التنوير. وخلال هذه الفترة كان الأوروبيون يحاولون دراسة منهجية السلوك البشري بتصنيف علمي {سيستماتيكلي: تصنيف المتعضيات (الكائنات الحية العضوية): التصنيف العلمي للمتعضيات وعلاقتها النشوئية، ( أحياء)}.
تحولت تقاليد الفقه {جورزبرودنس: فلسفة التشريع وعلم القانون (قانون)} والتاريخ {هيستري: سجل زمني بالأحداث كتطور الناس والظواهر الطبيعية وعادةً ما يضاف توضيح أو تعليق حول الأحداث} وفقه اللغة {فيلولوجيا: (١) فقه اللغة، (٢) الدراسة الأدبية أو الثقافية الكلاسيكية، (٣) دراسة التغيرات اللغوية على مر الأزمان في لغة معينة أو عائلة لغوية} وعلم الاجتماع {سوشيال ساينس: {(١) دراسة المجتمع الإنساني والعلاقات الفردية في المجتمع، (٢) العلم الاجتماعي: مجموعة المعارف والدراسات التي تشمل: علم الاجتماع، وعلم النفس، وعلم الإنسان، والاقتصاد، والسياسة والتاريخ} تحولت إلى شيء أقرب شبهاً بالمشهد المعاصر لهذه المجالات في هذه الأثناء وشكلتْ تطوير العلوم الاجتماعية والتي كانت الأنثروبولوجيا جزءً منها. في الوقت ذاته، برزت الحركة الرومانسية كرد فعل على التنوير أنتجت مفكرين مثل هيردر ثم فيلهلم ديلثي الذي شكل عمله أساس مفهوم الثقافة والتي هي محور هذا النظام.
بزغ علم الإنسان المؤسسي من التاريخ الطبيعي (الذي طرحه كتـّاب مثل بوفون). وكانت هذه دراسة للبشر الذين - عادة يعيشون في مستعمرات أوروبية. ولهذا فدراسة اللغة، والثقافة، وعلم الآثار، لهذه المستعمرات الأوروبية يعادل نوعا ما دراسة النباتات والحيوانات في تلك الأماكن.

ولهذا السبب، مثلا، استطاع لويس هنري مورغان أن يكتب مقالا عن كلٍّ من الاتحاد والتهيئة الأميركية والقندس وأعماله. وهذا أيضا هو سبب الثقافة المادية للشعوب 'المتحضرة' مثل الصين التي برزت تاريخيا في الفنون الجميلة والمتاحف إلى جانب أوروبا بينما عرض الفن وآثار شعوب أفريقيا وأميركا الشمالية في متاحف التاريخ الطبيعي مع عظام الديناصور وصور الطبيعة.

ومع ذلك، فإن الممارسة في المتاحف تغيرت جذريا في السنوات الأخيرة، ومن الخطأ أن نري علم الإنسان مجرد امتداد السيطرة الاستعمارية الأوروبية والتعصب {المفرط للقومية أو الوطنية}، إذ إن علاقتها بالإمبريالية {الاستعمار} كانت ولا زالت معقدة.

تتزايد الأنثروبولوجيا بوتيرة متميزة عن التاريخ الطبيعي ففي نهاية القرن التاسع عشر بدأت تتبلور المعرفة في شكلها الحديث ففي عام ١٩٣٥ مثلا، كان بإمكان تي كيه بينيمان كتابه تاريخ للدراسات بعنوان مئة عام للأنثروبولوجيا. وقد طغى على بداية الأنثروبولوجيا أسلوب المقارنة . افترض أن كل مجتمع مر عبر عملية تطوريه واحده من أكثر بدائية إلى أكثرها تطورا. لهذا ترى المجتمعات غير الأوروبيات بأنها متطورة مما يعتبرها حقلاً للحفريات الحية التي يمكن دراستها وفهم ماضي المجتمعات الأوروبية.

يقول علماء عصور ما قبل التاريخ أن الهجرات السالفة، لها قيمه مفيدة في بعض الأحيان ولكن في أحوال كثيرة خيالية. خلال ذلك الزمان تتبع بدقه الأوروبيين لأول مرة هجرة شعب البولينيزيا عبر المحيط الهادئ على سبيل المثال، رغم أن البعض منهم يعتقد أنهم نشؤوا في مصر. وأخيرا، فإن مفهوم العرق درس بفعالية كطريقه لتصنيف - وترتيب - الكائنات البشرية تقوم على الاختلافات البيولوجية المتأصلة.

بدأت في القرن العشرون الدراسات الأكاديمية بالانتظام في محيط ثلاثة مجالات رئيسه. "العلوم" وتسعى للحصول على قوانين الطبيعة من خلال تجارب فالسيفيابلي: {احتمالية: إمكانية حدوث حدث ولكنه غير مخطط له} والاستنساخ. وتمثل "الآداب" محاوله لدراسة مختلف التقاليد الوطنية وشكل التاريخ والفنون، ومحاولة تزويد سكان ولايات الدولة الناشئة بإحساس التماسك. وظهرت "العلوم الاجتماعية" في هذا الوقت في محاولة تطوير أساليب علمية لمعالجه الظواهر الاجتماعية، في محاولة لتوفير أساس عالمي للمعرفة الاجتماعية. لا تلائم الأنثروبولوجيا بسهوله إحدى هاتين الفئتين، وتعتمد مختلف فروع علم الإنسان على واحد أو أكثر من هذه المجالات.

بالاعتماد على أساليب العلوم الطبيعية وكذلك تطوير تقنيات جديدة لا تنطوي فقط على المقابلات المنظمة ولكن "المشاركة في المراقبة" الغير منظمة - والاعتماد على نظرية التطور الجديدة عن طريق الانتخاب الطبيعي، واقترحت دراسة علمية للجسم الجديد: "البشري، تصوره برمته.

ولذا فمفهوم "الثقافة" شديد الأهمية لهذه الدراسة والتي عرفها علماء دراسة الإنسان كقدره ونزعه اجتماعية شاملة: {لجميع أعضاء طبقة أو مجموعة من البشر (منطق)} للتعلم، والتفكير، والعمل (الذي يعتبرونه نتاج تطور البشرية وشيء يميز الجنس البشري - ولعل كل سلالة الجنس البشري - من السلالات الأخرى، وخاصة التكيف مع الظروف المحلية التي تأخذ شكلاً شديد التنوع من المعتقدات والممارسات.

وبالتالي، فإن "الثقافة" لا تتجاوز التعارض بين الطبيعة والتنشئة أو التربية: {مجموعة التأثيرات والظروف البيئية المؤثرة على متعض (كائن حي عضوي) أحياء}. وهي تتجاوز نسبه الفرق في أوروبا بشكل غريب بين السياسة، والدين، والقرابة، والاقتصاد كمجالات مستقلة.

وهكذا تتجاوز الأنثروبولوجيا الانقسامات بين العلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية، والإنسانية ، لدراسة البيولوجية، واللغوية، والمادية، والأبعاد الرمزية للبشرية في جميع أشكالها.

“فرانز البواء، وهو من رواد الأنثروبولوجيا الحديثة، غالبا ما يطلق عليها "الأب الشرعي للأنثروبولوجيا الأمريكية”

علم الإنسان في الولايات المتحدة

اكتشف الأنثروبولوجيا في الولايات المتحدة موظفي مكتب الشؤون الهندية ومكتب مؤسسه سميثونيان لدراسة الأعراق الأميركية، مثل جون ويسلي باول و فرانك هاميلتون كوشينغ.

أنشأ الأنثروبولوجيا الأكاديمية فرانز البواء والذي أستغل مركزه في جامعه كولومبيا الأميركية ومتحف التاريخ الطبيعي في تدريب وإعداد أجيال عديدة من الطلاب. وكانت حركة بواسيان الأنثروبولوجية نشطة سياسياً وتدعو للشك بالأبحاث التي تفرضها حكومة الولايات الغنية أو الرعاة. كما شككت في دقه العملية والتعميم المفرط ومحاولات إنشاء قوانين عالمية. درس البواء الأطفال المهاجرين لكي يثبت أن البيولوجيا البشرية لم تتغير وان سلوك الإنسان وتصرفاته هي نتيجة التنشئة بدلاً من الطبيعة.

في مخطوطته بلغته الألمانية الأم، قال إن العالم مليء بتمايز الحضارات بدلاً من المجتمعات التي يمكن أن يقاس تطورها بكثرة أو قلة 'الحضارة' التي نالوها. يري البواء أن كل ثقافة يجب أن تدرس بدقة مع الاهتمام بالتفاصيل: {وخاصة عند الوصف}، وقال إن جمع عموم الثقافات مثل تلك التي في العلوم الطبيعية غير ممكن. وبذلك حارب البواء التمييز ضد المهاجرين، والأفارقة الأمريكيين، والمواطنين الأمريكيين الشماليين. واعتمد العديد من علماء الأنثروبولوجيا الأميركية على خطة البواء للإصلاح الاجتماعي، واستمر رواج نظريات العرق والسلالات كأهداف لعلماء الأنثروبولوجيا اليوم.

تضمن أول جيل من طلبة البواء الفريد كرويبر، وروبرت لويي، و إدوارد سابير، وروث باندكت. كل هؤلاء العلماء أنتجوا بغزارة الدراسات التفصيلية التي تصف مواطني أمريكا الشمالية.

وبذلك وفرت ثروة من التفاصيل استخدمت لمناظرة نظرية التطور الفردي. وركز كرويبر وسابير علي اللغات الهندية كما ساعدا على تأسيس علم اللغويات كعلم عام حقيقي وحرروه من التركيز التاريخي على اللغات الهندية الأوروبية.

نشر الفريد كرويبر في كتاب مِيزَة الأنثروبولوجيا نقطة تحول في الأنثروبولوجيا لأمريكية. حيث تناما تكدس المواد على مدى ثلاثة عقود وحثه على تعميم هذه الدراسات. وكان هذا واضحاً كثيراً في دراسات الثقافة والشخصية التي قامت بهما الشابتان البواسيانستان مثل مارغريت ميد وروث باندكت. تأثرتا بعلماء النفس والتحليل النفسي مثل سيجموند فرويد وكارل يونغ ، ويسعى الكتاب إلى فهم الطريقة التي تشكلت بها الشخصيات المميزة التي تحدد نطاق أوسع للثقافة والقوي الاجتماعية التي نشأت.

بينما لا تزال شعبية هذه الأعمال مثل القدوم من عصر الساموا والأقحوان والسيف لدى الرأي العام الأميركي، لم يكن تأثير ميد وباندكت علي معرفة الأنثروبولوجيا هو ذلك التأثير الذي توقعه البعض.

خطط البواء لروث باندكت أن تخلفه في رئاسة قسم الأنثروبولوجيا في كولومبيا، ولكن العمل الذي قام به رالف لينتون وميد حددوا لها العمل في مكاتب في {المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي}.

الأنثروبولوجيا في بريطانيا

في الوقت الذي يشتت البواء لحمة خصومه من خلال الاهتمام بالتفاصيل، تشكلت في بريطانيا الأنثروبولوجيا الحديثة برفضها إعادة التركيب التاريخي في سبيل العلوم الاجتماعية التي تركز على تحليل كيفية تماسك المجتمعات في الوقت الحاضر.

واهم اسمين في هذا التراث كان الفريد ريجنالد رادكليف-براون و برونسلاف مالينوفسكي، كلاهما مصدر أعمال مؤثرة في عام ١٩٢٢. كان ميدان عمل رادكليف-بروان الأولي في جزر أندامان نفذ بالأسلوب القديم، ولكن بعد قراءته لعمل إميلي دركهايم نشر تقارير عن البحث (بعنوان مجرد جزر أندامان) والتي تعتمد بشكل كبير على علم الاجتماع الفرنسي.

بمرور الوقت طور النهج المعروف المنفعة-الهيكلية التي ركزت علي كيف تعمل المؤسسات في المجتمعات على توازن أو خلق توازن في النظام الاجتماعي لإبقائه على أداء منسجم. من جهة أخرى، دعا مالينوفسكي إلى منفعة غير موصولة بحيث تدرس كيفية عمل المجتمع لمواجهة الاحتياجات الفردية.

ذاع صيت مالينوفسكي ليس لنظرياته، وإنما لدراسته الاثنوغرافي: {المجتمعات البدائية ودراسة ووصف الثقافات} المفصلة والتطورات في المنهجية {الميثادولجي}. وآزر عمله الكلاسيكي أرجوان المحيط الهادئ الغربي الاستحواذ على وجهه نظر الأمة وعلى نهج العمل الميداني الذي أصبح المعيار في هذا المجال.

نبع نجاح مالينوفسكي ورادكليف-براون من حقيقة أنهم من أتباع البواء، فبرعوا بتدريب الطلاب بنشاط وبقوة شيدوا المؤسسات التي عجلت طموحاتهم المبرمجة. هذا هو الحال مع رادكليف-براون، الذي نشر خطته لـالأنثروبولوجيا الاجتماعية بالتدريس في الجامعات عبر الكومنولث: {رابطة مجموعة الدول المستقلة} . من أواخر الثلاثينيات حتى بعد انتهاء فترة الحرب ظهرت سلسله من المجلدات وإعداد الدراسات التي عززت النموذج البريطاني للأنثروبولوجيا الاجتماعية. وتشمل أشهر اثنوغرافي مخطوطة النوير لإدوارد إيفان إيفانز-بريتشارد، والديناميكيات العشائرية بين شعب التالينسي لماير فورتيس، كما بذل الوقت والجهد في عمل مجلدات منقحة معروفة تشمل الأنظمة الأفريقية للقرابة والزواج والأنظمة السياسية.

الأنثروبولوجيا في فرنسا

الأنثروبولوجيا في فرنسا أقل وضوحاً في علم الأنساب من التراث البريطاني والأميركي. ومعظم المعلقين يعتبرون مارسيل ماوس هو مؤسس الأنثروبولوجيا الفرنسية الموروثة: {مجموعة من العادات والأعراف ينظر إليها كسوابق تشكل الجزء الأساسي المؤثر على الحاضر}. كان ماوس عضوا في فريق دركهايم آن سوسيولوغيكي، وبينما درس دركهايم وآخرين حالة المجتمعات الحديثة، استند ماوس ومعاونيه (مثل هنري هوبير وروبرت هيرتز) إلى الأنثروبولوجيا وفقه اللغة لتحليل المجتمعات التي لم تكن متميزة كشعوب دول أوروبا. ولاسيما، في مقاله عن الهبة يثبت صلته الدائمة بدراسات الأنثروبولوجيا للتبادل والمعاملة بالمثل.

طوال سنوات ما بين الحربين: { الإنتروار: الفترة الواقعة بين نهاية الحرب العالمية الأولى وبداية الحرب العالمية الثانية، بالتحديد من نوفمبر ١٩١٨ إلى ١ سبتمبر ١٩٣٩}، تتوافق الاهتمامات الفرنسية في أحيان كثيرة مع أوسع حركات الأنثروبولوجيا الثقافية مثل السريالية والبدائية أو الفطرية التي تستند إلى الأنثروبولوجيا للإلهام. مارسيل غرياولي و ميشال ليريس أمثله على الناس الذين جمعوا الأنثروبولوجيا مع الرواد الفرنسيين: {الرواد، الطليعيون: جماعة نشطة في الاختراعات وتطبيق تقنيات جديدة في حقل معين خاصة في الفنون}. وخلال هذه الفترة اقتصر أكثر ما يعرف بالأنثروبولوجيا الثقافية على متاحف الأنثروبولوجيا، وكانت على علاقة وثيقة مع دراسات الفنون الشعبية {الفلكلور}.

قبل كل شيء، ومن ناحية أخرى، كان كلود ليفي-شتراوس هو من ساعد على إعطاء صفة المؤسساتية للأنثروبولوجيا في فرنسا. فضلا عن التأثير الهائل لطريقة التحليل البنيوية التي تطلبت مجهوداً في معارف عديدة، ورسخ ليفي-شتراوس الروابط مع علماء الأنثروبولوجيا الأميركيين والبريطانيين.

وفي الوقت نفسه أنشأ مراكز ومختبرات في فرنسا لتوفير إطار مؤسسي ضمن الأنثروبولوجيا بينما يتم تدريب الطلاب المؤثرين مثل موريس غوديلير وفرنسوا هريتير من اللذين أثروا في عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي. كثير من الطابع المتميز للأنثروبولوجيا الفرنسية اليوم بسبب كون معظم الأنثروبولوجيا في مختبرات البحث يتم تمويلها وطنيا بدلا من الأقسام الأكاديمية في الجامعات.

علم الإنسان بعد الحرب العالمية الثانية

قبل الحرب العالمية الثانية كانت الأنثروبولوجيا الاجتماعية البريطانية والأنثروبولوجيا الثقافية الأميركية لا تزال تراث أو تقليد مختلف. وبعد الحرب حدث تمازج بينهما لتتشكل الأنثروبولوجيا الإجتماعثقافي.

اتجهت الأنثروبولوجيا في الخمسينيات ومنتصف الستينيات بشكل متزايد لبناء نفسها بعد العلوم الطبيعية. بعضهم، مثل لويد فالرز و كليفورد غيرتز، اللذان ركزا على عمليات التحديث التي يمكن أن تطورها الدول المستقلة حديثا. آخرون، مثل جوليان ستيوارت وليسلي وايت ركزا على كيفية تطور المجتمعات وتناسب البيئة الملائمة-وهي الطريقة التي صورها مارفن هاريس.

كما تأثرت الأنثروبولوجيا ألاقتصاديه بكارل بولانياي ومارسها مارشال ساهلينس وجورج دالتون تركز على الاقتصاد التقليدي متجاهلةً العوامل الثقافية والاجتماعية. وبدأ يتفتت في إنكلترا نموذج الأنثروبولوجيا الاجتماعية: {الإطار الخاص بالمفاهيم الذي يسمح بالشرح والتقصي لظواهر أو مواضيع دراسة أو تساؤلات حول حقل معين} بعد تجربة ماكس غلوكمان وبيتر وورسلي الماركسية كما جرب ثلة من الأدباء مثل رودني نيدام و أدموند ليتش إدراج طريقة التحليل البنيوية لشتراوس في عملهم.

أثرت أيضا طريقة التحليل البنيوية في عدد من التطورات في الستينيات والسبعينيات، منها الأنثروبولوجيا المعرفية: {لها أساس في المعرفة التجريبية الواقعية} وتحليل المكونات: {أي من المواد المتطلبة لتحديد مركب كيميائي يدخل في جميع أطوار النظام الكيميائي}.

أما المؤلفين أمثال ديفيد شنايدر و كليفورد غيرتز، ومارشال ساهلينس طوروا مفهوم للثقافة أكثر من جميع النواحي إلى نسيج المعني أو المغزى الذي أثبت شعبية كبيرة داخل وخارج هذا العلم. وتمشيا مع الزمن، أصبحت معظم الأنثروبولوجيا سياسية من خلال حرب الاستقلال الجزائرية ومناهضة حرب فيتنام. وأصبحت الماركسية أكثر نهج نظري شعبية في هذا المجال. وبحلول السبعينيات قلق معدي المجلدات مثل تجديد الأنثروبولوجيا إزاء أهمية الأنثروبولوجيا.

ركز علم الإنسان في الثمانينيات على دراسة قضايا الطاقة، مثل دراسة أريك وولف أوروبا والشعب الذي ليس له تاريخ. وتتأمل كتب مثل الأنثروبولوجيا والاستعمار بحث الأنثروبولوجيا في العلاقات الاستعمارية الظالمة.

بينما ساعدت الشعبية الكبيرة للمنظرين من أمثال أنطونيو غرامشي و ميشال فوكاولت على نقل قضايا السلطة والهيمنة إلى الضوء.

وأصبح موضوع المرأة والجنس قضية شعبية، كما فعلت العلاقة بين التاريخ والأنثروبولوجيا، متأثرة بساهلينس مارشال (مرة ثانية) الذي استند على طريقة ليفي-شتراوس وفرناند براودل لدراسة العلاقة بين البنية الاجتماعية والوكالة الفردية.

بحث مؤلفين في أواخر الثمانينيات والتسعينيات مثل جورج ماركوس وجيمس كليفورد سلطة الاثنية، خصوصا كيف ولماذا المعرفة الأنثروبولوجيا ميسرة: {قادرة على الحدوث أو الوجود أو التحقق دون التناقض مع الحقائق أو القوانين أو الظروف} ويعتمد عليها. وأصبحت الإيثنوغرافيس تنعكس بوضوح لدى تناول المؤلفين المنهجية الفكرية والمواقع الثقافية، وتأثيرها على تحليلهم الاثني. كان ذلك جزء من الاتجاه العام المتنامي لحركة ما بعد الحداثة بوستمودرينيزم: {حركة متعلقة بالفن أو الأدب أو فن العمارة الذي يعاكس المبادئ العصرية باستعمال الأساليب التقليدية والكلاسيكية أو الممارسات والأساليب العصرية المتطرفة} وذلك بالتزامن مع شعبيتها. حالياً بدا علماء الأنثروبولوجيا بالاهتمام بالعولمة، وعلم الطب، والتكنولوجيا الحيوية، وحقوق السكان الأصليين، و أنثروبولوجيا المجتمعات الصناعية.

الأنثروبولوجيا السياسية

انخرطت مساهمة الأنثروبولوجيا التقليدية مع الثقافات غير الغربية في الحياة السياسية بطرق مختلفة.

تنشا بعض المشاكل السياسية لمجرد أن علماء الأنثروبولوجيا عادةً أكثر سلطه من الشعوب التي يدرسونها. وقد ذهب البعض إلى أن الدراسات هي شكل من أشكال سرقه الاستعمار التي تكسب علماء الأنثروبولوجيا السلطة على حساب العباد. وفي رأيهم، أن عالم الأنثروبولوجيا يكتسب المزيد من القوه من خلال استغلال معارف وفنون الشعب الذي يدرسه بينما لا يجني الشعب موضوع الدراسات شيء، بل يخسر، عند المقايضة.

مثال على ذلك استغلال العلاقة التي يمكن مشاهدتها في التعاون في أفريقيا قبل الحرب العالمية الثانية لعلماء الأنثروبولوجيا البريطانيين (مثل فورتيس) والقوى الاستعمارية.

تم الكشف مؤخراً، بالتتابع عن مجال اهتمام يتمحور في البايوبروسبكتنق: {جمع واختبار عينات البايولوجيكال {(1) الأشجار، الحيوانات، والمتعضيات المتناهية الصغر/المكرويه، (٢) ومعارف الشعوب الأصلين للمساعدة في دراسة المصادر الجينية والبيوكيميائية، إحياء) فضلا عن النضال من أجل تمثيل الذات للشعوب الأصليين وإعادة من بقي من الشعوب الأصلية وثقافتها المادية إلى الوطن.

تأتي الخلافات السياسية الأخرى من اهتمام الأنثروبولوجيا الأميركية الموجه نحو نظرية الثقافة النسبية: {الريلتفيزم: {المذهب النسبي: نظرية تنص على أن مفاهيم قيم الحقيقة والأخلاق ليست مطلقة بل نسبية لأشخاص أو مجموعات معينة (فلسفة)} وإلى كرهها الموغل في القدم لمفهوم العرق. في أواخر الستينيات عارض تطوير السوسيو بيولوجي: {علم الأحياء الاجتماعي: دراسة العوامل البيولوجية المحددة للسلوك الاجتماعي المبني على نظرية تقول إن مثل هذا السلوك عادة ما ينتقل وراثياً ويكون عرضة لعمليات التطور} علماء الأنثروبولوجيا الثقافية مثل مارشال ساهلينس، الذي يرى أن هذه المواقف تبسيطية: {متعلقة بالمحاولة أو الميل إلى تفسير الظواهر والأبنية المعقدة بمبادئ وقوانين بسيطة}.

بينما واصل الكتاب مثل جون راندال بيكر تطوير المفهوم البيولوجي للجنس البشري في السبعينيات، وبظهور علم الوراثة أثبت بأنه أساس التطورات في هذا الاتجاه. أخيرا، انتقد كيفن ب ماكدونالد نظرية بواسيان الأنثروبولوجيا كجزء من "الإستراتيجية اليهودية لتسهيل الهجرة الجماعية والى إضعاف الغرب" (ثقافة النقد، ٢٠٠٢).

كما تقدم علم الوراثة بوصفه علماً، استمر بعض علماء الأنثروبولوجيا مثل لوكا كافالي-سفورزا في تحويل وتعزيز مفاهيم الجنس البشري من خلال استخدام التطورات الأخيرة في علم الوراثة، مثل اقتفاء ماضي هجرات الشعوب عن طريق مايتوكندريال: {متقدراتهم: {حبيبات خيطية لها دي إن أيه خاص بها، تضمن الصفات الوراثية التي يرثها الأشخاص من أمهاتهم} والكروموسوم-واي للحمض الخلوي الصبغي {دي إن أيه}، والوسم الوراثي لمعلومات سلسلة النسب أو الأسلاف.

وأخيرا، لعلم الإنسان تاريخ من التشابك مع وكالات الاستخبارات الحكومية والسياسيين مناهضي الحرب. فقد اعترض البواء علنا على مشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى وعلى بعض علماء الأنثروبولوجيا المتعاونون مع الاستخبارات الأميركية. في المقابل، فإن العديد من أتباع مذهب البواء الأنثروبولوجي المعاصرين ينشطون في المجهود الحربي بشكل أو بآخر، بما في ذلك العشرات ممن عمل في مكتب الخدمات ألاستراتيجيه ومكتب حرب المعلومات.

في الخمسينيات، قدمت جمعية الأنثروبولوجيا الأميركية لوكالة الاستخبارات المركزية معلومات عن مجال تخصص أعضاءها، وساهم عدد من علماء الأنثروبولوجيا في عملية الحكومة الأمريكية المعروفة بكاميلوت أثناء حرب فيتنام. وفي الوقت نفسه، فإن العديد من علماء الأنثروبولوجيا كانوا ينشطون في الحركة المناهضة للحرب، ومرّروا مشروع القرار لجمعية الأنثروبولوجيا الأميركية الذي يدين تدخل الأنثروبولوجيا في عمليات سريه. كما عبروا لفظياً عن معارضتهم للحرب في العراق، على الرغم من عدم وجود توافق بين العاملين في هذا الفرع من المعرفة.

وغالباً ما تعترض الهيئات الأنثروبولوجية المهنية على استخدام الأنثروبولوجيا لصالح الدولة. وقد حرمت مدونات سلوك أو أقوال علماء الأنثروبولوجيا من اطلاعهم على البيانات الموجزة السرية. كما وصفة الجمعية البريطانية للأنثروبولوجيا الاجتماعية بعض المعارف: {الناتجة عن دراسة أو بحث في حقل معين} بأنها خطيرة أخلاقياً.

مثلاً، أدانت جمعية الأنثروبولوجيا الاجتماعية البريطانية بات روبرتس من وكالة المخابرات المركزية على برنامج علماء الاستخبارات، الذي يجهز طلاب الأنثروبولوجيا من الجامعات الأميركية لتحضيرهم للتجسس لصالح الحكومة الأمريكية. وقد وضح البيان الحالي لجمعية الأنثروبولوجيا الأميركية بيان المسؤولية المهنية الذي ورد فيه "باسم العلاقة مع حكومتنا والحكومات المضيفة... لا ينبغي الاتفاق أو إعطاء أي بحوث أو تقارير سريه، أو معلومات من أي نوع."

الأنثروبولوجيا دراسة التنوع البشري -- تنوع الجسد والسلوك، في الماضي والحاضر. تتألف الأنثروبولوجيا الأميركية من أربعة حقول أو دراسات-فرعيه:

الأنثروبولوجيا الفيزيقية، {علم الإنسان الفيزيقي}

تدرس تنوع جسم الإنسان في الماضي والحاضر. وتشمل كيفية اكتسابنا لهيكل هيئتنا مع مرور الزمن، أي التطور الإنساني، فضلا عن الاختلافات والعلاقات بين الشعوب اليوم وتكيفهم مع بيئتهم المحلية. كما يتضمن بعض الأحيان تطور وتنوع أقرب سلالة للبشر، من غير الجنس البشري مثل (القرود، وقرد إنسان الغاب: {أي من الحيوانات الرئيسة الكبيرة وعديمة الذيل من العالم القديم المتضمنة الشمبانزي والغوريلا والأورانغوتان: إنسان الغاب} ولكن نلاحظ أن البشر يصنفون أيضا من القرود).

الأنثروبولوجيا الثقافية

تبحث التنوع في السلوك البشري في الحاضر. وهذا هو ما يفعله معظم علماء الأنثروبولوجيا أكثر شيء يراه الجمهور عند البحث في مجلة الجغرافية الوطنية أو مشاهدة قناة الاكتشافات التلفزيونية. عادة، ما يسافر علماء الأنثروبولوجيا الثقافية، إلى المجتمعات الأجنبية والعيش بين الناس لدراستهم وتأمل ثقافتهم. لان علماء الأنثروبولوجيا حاولوا تبديد الفكرة السابقة البدائية والشعوب الدخيلة التي ابتدعت من قبل العلماء السابقين؛ فيدرس اليوم علماء الأنثروبولوجيا الثقافية مجتمعاتهم والثقافات الأخرى. مع أن الأنثروبولوجيا في أرض الوطن موجودة منذ زمن بعيد، ولكنها لم تكن مرئية في الماضي وليست بأهمية دراسة الأنثروبولوجيا التي تبحث الشعوب الأجنبية والدخيلة.

علم الآثار القديمة

تدرس تنوع سلوكيات الإنسان في الماضي. ومنذ ذلك الحين وهي تدرس كيف يعيش الناس في الماضي، حيث أن هؤلاء الناس لا تتوفر زيارتهم أو الحديث معهم أو على الأقل ليسوا الأشخاص الذين يعيشون حاليا بنفس الطريقة التي عاشوها أجدادهم في الماضي.

لذلك يجب أن يعتمد علماء الآثار على المعالم التاريخية والمعالم التي أنتجها الشعب في الماضي ومحاولة إعادة بناء أسلوب حياتهم من بقايا ثقافتهم.

الأنثروبولوجيا اللغوية

دراسة تنوع اللغات البشرية في الماضي والحاضر. واللغة بالطبع جزء من الثقافة، وهي موضوع ضخم جعل الأنتروبولوجيون يفصلونها إلى مجالاتها الاختصاصية للدراسة. ويهتم علماء الأنثروبولوجيا اللغوية بتنمية لغة من اللغات، وكيف تتغير على مر الزمن. وهم مهتمون أيضا بكيفية اختلاف اللغات المعاصرة اليوم، وكيف تتصل وكيف يمكننا معرفة أمور مثل الهجرة والانتشار من تلك البيانات. كما تساءلوا كيف تتصل اللغة وتنعكس على الجوانب الأخرى من الثقافة. أيضا، تدرس العلوم الأخرى الجنس البشري، بالطبع. كما يمكن لعلوم التاريخ، والاقتصاد، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الأحياء والكيمياء، دراسة الإنسان.

كيف تتنوع الأنثروبولوجيا؟ الإجابة هي وجهة نظر انثروبولوجيه، وهي الطريقة التي تتناول موضوع علم الإنسان والدراسات أو التفكير في البشر وسلوكهم. ولمنظور الأنثروبولوجيا ثلاثة عناصر:

1. المقارنة بين الثقافات: تبحث الأنثروبولوجيا الجنس البشري في كل الأشكال التي يتخذونها. ويهمنا أن نري جميع أنواع أطياف البشر والسلوك، في محاولة لمعرفة صنف الإنسانية -- جميع السبل التي تجعلنا بشريين. بمشاهدة البشرية في كل مظاهرها، ومقارنة هذه الظواهر بعضها البعض، يمكننا أن نتساءل عما يتيسر للإنسان وما هو الضروري له.

2. الشمولية: تحاول الأنثروبولوجيا ربط كل جزء من كل ثقافة إلى كل جزء. وتدرك أن مختلف أجزاء الثقافة تتصل ببعضها البعض وان بعض المجموعات قد تحدث أو لا تحدث (على سبيل المثال، لا تعيش مجتمعات الصيد وجمع الطعام البري: {كالزعرور، والجذور، والحبوب} عادةً في المدن... فهذا مستحيل!). ونحن مهتمون أيضا كيف ترتبط ثقافة الناس ببيئتهم (لا لسنا "نحن" ولكن الكثير "منا" في الحقيقة يجد هذه الفكرة مجرد حتمية بيئية)؛ مرة أخرى، بدون التكنولوجيا المتفوقة، فإنك لن ترى الزراعة أو مدن في وسط الصحراء أو في القطب الشمالي.
3. النسبية: هذا هو أعمق جزء من اختلاف وجهة النظر الأنثروبولوجية. وتعني النسبية أن القواعد والقيم والثقافة نسبية إلى تلك الثقافة المعينة. وبعبارة أخرى، يمكن القول إن الزواج بامرأة واحدة عادي أو مفضل في ثقافة ما، ولكن تعدد الزوجات قد يكون عادي أو مفضل في بلد آخر. والعنصر المميز هنا، هو أن الثقافات المختلفة تعتقد بأشياء أو قيم مختلفة، أو أشياء مختلفة بل تعني أشياء مختلفة ربما تكون النظرة-متطابقة بين الأشياء أو السلوك.

عندما تذهب إلى ثقافة أخرى، أو حتى مجرد التعامل مع ثقافة أخرى (مثلا، عندما تزاول التجارة الدولية)، لا يمكنك أن تفترض أن الآخرين يفهمون الأمور بنفس الطريقة التي تفهمها.

وفي الواقع، عليك أن تفترض أنهم لن يفهموها بطريقتك! وقد وضعت الأنثروبولجيا خطة عمل ضد التسرع في الأحكام في الثقافة الجديدة: وهي الصور التي قد يجدها زوار الدول الغربية غريبة أو مكروهه، يمكن فهمها عندما تقع ضمن تاريخ هذه الحضارة وضمن الدراسة الفيزيقية الفلكية للتاريخ والبيئة والأجسام المتحركة في الكون (فهم العالم). وسيكون هناك منطقية للظاهرة؛ أو ربما تكن ذات ''أساس منطقي"، وفقاً لمنطق الثقافة التي تتعارض مع الفهم الغربي.

تعتبر كتابات مالينوفسكي غير المنشورة أول من سعى إلى تفهم "وجهه نظر المواطن" أساسية في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية اليوم. ولكن تم التشكيك في فكرة انفراد أو تجانس وجهه نظر المواطن. والواقع أن فكرة "المواطنة" في المقام الأول تم مناقشتها من علماء الأنثروبولوجيا مثل: ليلا أبو لوغود وشريكتها كيرين نارايان، اللتان تريان أن استخدام مصطلح "المواطنة" يقلل الاختلافات بين "المواطنون" وتآلفهم على العموم "مع الآخرين". في الوقت نفسه، فإن مصطلح "المواطنة" يتجاهل تداخل الهويّات وتغيير المجتمعات التي يعيش فيها معظم السكان

النقطة المهمة هي، أنه إذا أردنا أن نفهم سائر الناس بشكل صحيح، يجب أن نرى ماذا يعني سلوكهم أو كلماتهم أو مفاهيمهم بالنسبة لهم، وليس ما يمكن أن يعني لنا (آخذين في الاعتبار، طبعا، نقاش "وجهه نظر المواطن،" بعض هذه الأنشطة ورد ذكرها أعلاه). فالمعنى نسبي للثقافة التي أوجدت ذلك المعنى. وهذا لا يعني أن جميع الأشياء حقيقية أو حتى كلها جيدة فالنسبية الثقافية لا تعني بالضرورة النسبية الأخلاقية.

والواقع، أن جمعية الأنثروبولوجيا الأميركية اشترطت للدعم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام (١٩٤٨؛ ١٩٩٧)، فضلا عن أن عمل سالي انجل ميري، أظهر هذه أخيرا بأنها لا تمثل وجهه نظر انثروبولوجيه.

كيف تدرس الأنثروبولوجيا الثقافة؟

طريقة أخرى تثبت أن الأنثروبولوجيا فريدة بين العلوم التي تدرس الإنسان هو التركيز على "العمل الميداني" (ربما امتدت لتصبح فتشيه: {انحراف}). لا يمكنك التعرف على ثقافة أخرى فقط عن طريق القراءة أو مشاهده أفلام عنها. في أحسن الأحوال، قد يمكنك معرفة ما الذي اكتشفه أناس آخرين، ولكنك لن تتعلم شيءً جديداً (وهذا موضع جدال، انظر تحليل الخطاب وتحليل المحتوى). لذا يتطلب علم الإنسان في الواقع الولوج داخل ذلك المجتمع والتعايش مع ثقافته قدر الإمكان (وهذا ليس شرطا في حد ذاته). ويدعى المراقبة-بالمشاركة. هذا يتوقف بشكل حاسم على إيجاد (صديق مفضل) يقدم معلومات لغوية للدراسة العلمية من داخل المجتمع، وهو الذي سيعلمك قواعد ثقافة السلوك الاجتماعي، ويدمجك في أنشطتهم. ومن ثم قدر المستطاع، فإنك ستحاول الأكل من غذائهم، والتحدث بلغتهم، وعيش حياتهم، وغالبا ما يقيمون فعلا مع الأسر في ذلك المجتمع. وهذا ليس من السهل عمله، وهو ليس دائما ممتع، ولكن ليس هناك طريقه أفضل للتعلم (باستثناء الطرق الأخرى الموجودة - فالمراقبة بالمشاركة وسيلة، وهذا أمر جيد بالنسبة لبعض الحالات وسيء بالنسبة للحالات الأخرى).

ومع هذا، فالعمل الميداني ليس هو كل شيء ونهاية كل شيء للأنتروبولوجيا الحديثة، وإن كان من المؤكد أنه جزءً كبيراً منها. وقد أثر كتاب أريك وولف: أوروبا والشعب الذي ليس له تاريخ، تأثيراً كبير في الدراسات الأخرى، على الرغم من كونها "مجرد" استنادا إلى البحث التاريخي، ولعلها أبرز مثال على الحجج على أهمية العمل الميداني في علم الإنسان.

حقول وأقسام مجالات الأنثروبولوجيا

Biological anthropology (also Physical anthropology)
1- علم الأجناس البشرية الحيوية (أيضا علم الأجناس البشرية الفيزيقية)
2- الأنثروبولوجيا البيولوجية (علم الإنسان البيولوجي) (أيضا علم الإنسان الفيزيقي)

Forensic anthropology
1- علم الأجناس البشرية القضائية (الشرعية)
2- الطب الشرعي

Paleoethnobotany
1- علم أصول الإنسان القديم وتطوره
2- إثنولوجيا الحضارات القديمة

Paleopathology
1- علم أمراض الأحياء البائدة
2- باثولوجية الحفريات

Medical anthropology
1- علم أجناس بشرية طبي
2- الطب الشرعي

Primatology
1- فرع من فروع علم الحيوان الذي يبحث في دراسة رتبة الرئيسيات التي تشمل الإنسان والقرد
2- بريماتولوجي: علم الحيوانات الراقية

Paleoanthropology
1- علم السلالات التي يبحث في إنسان ما قبل التاريخ
2- باليوانتروبولوجي

Osteology
1- علم العظام التشريحي
2- أستيولوجي

Linguistic anthropology
1- علم أجناس بشرية لغوي
2- الأنثروبولوجيا اللغوية

Synchronic linguistics) or De,,,,,,ive linguistics)
1- علم اللغة التطوري (أو علم اللغة الوصفي)
2- سينكرونيك علم اللغة (أو اللغات الوصفية)

Diachronic linguistics) or Historical linguistics)
1-علم اللغة التطوري (أو علم اللغة التاريخي)
2- مرتبط بالزمن علم اللغة (أو اللغات التاريخية)

Ethnolinguistics
1- علم اللغة التحليلي
2- ايثنو لنغويس تكس

Sociolinguistics
1- علم اللغة الاجتماعي
2- سوسيو لينغويس تكس

Archaeology
1- علم آثار
2- الآثار

Zooarchaeology
1- علم آثار حيوانات
2- زو اركيالوجي م.ن