انتقلت المواجهات بين قوات التحالف الدولي في أفغانستان وحركة طالبان المسلحة من ميادين القتال إلى ساحة الفضاء الإلكتروني، حيث تصاعدت، حدة النزال بين الجانبين المتناحرين، خلال الأشهر القليلة الماضية، على موقع "تويتر" للتواصل الإجتماعي.
وتقاتل قوات حلف شمال الأطلسي، ناتو، الحركة المتشددة منذ غزو أفغانستان في أواخر عام 2001.
وعلى مدار الأشهر الأخيرة، شهد موقع التواصل الاجتماعي مواجهات كلامية بين كلا المستخدمين: "إيساف ميديا" - المكتب الصحفي الخاص بقوة المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" التابعة للناتو؛ و"أبالكى" نيابة عن طالبان.
وبلغت "المواجهات" بين الطرفين مؤخراً أوجها، إلى حد تبادل الاتهامات الشخصية، الخميس على ضوء مزاعم بأن "الناتو" يستأجر مرتزقة أفغان يعملون لحسابه مما أدى إلى تراشق لفظى بين الطرفين.
@إيسافميديا: أنظر لا أحد يأخذكم على محمل الجد.. كل ما تطبعه خطأ، عليك التوقف.
فرد "أبالكي" (طالبان): "لهذا تم اختيارك لأداء هذه الوظيفة، فلو لم أكن موجوداً هناك، فلن تكون لديك وظيفة."
ويشار إلى cnn حاولت الحصول على تعقيب من الجانبين بشأن الحرب الإلكترونية بينهما، إلا أن الجانبين رفضا الحديث أمام الكاميرا والكشف عن هوية "الناطقين الإلكترونين" عنهما.
ويذكر أن الحرب الإلكترونية تدخل في سياق حرب معلومات متنامية تشهدها أفغانستان في الآونة الأخيرة، فالحلف الأطلسي ينظر إلى الحرب الأفغانية التي تدخل عامها العاشر، باعتبارها حرب مفاهيم، لذلك لجأ ومنذ فترة طويلة إلى وسائل الإعلام التقليدية لإيصال رسالته، ويبدو مصمما على أن تكون له يد العليا في وسائل التواصل الإجتماعي كذلك.
وتراشق الجانبان سيلاً من المراسلات إثر توارد تقارير باعتقال الناطق باسم طالبان، وقالت الحركة في توتر: لماذا تعتقلون المدنيين؟
فرد إيسافميديا: "هل تريد القول بإنه ليس عضوا في طالبان؟ هل هذا ما تريد أن يعتقده الجميع؟
ووضع "أبالكي" حداً للمراسلات المتبادلة بقوله: هل تعلم.. ليس أي أحد هناك يتم الدفع له ليجلس في طاولة طيلة اليوم للاستخدام تويتر، فلك منا حياته الخاصة."
وانتقد البعض الحرب الكلامية بين الجانبي، من بينهم لطف الله نجافيزادا، من قناة "تولو تي في"، أكبر شركات التلفزة في أفغانستان: "بعضها مضحك وأنا أتساءل عن أسباب رد إيساف.. يجب عليها التوقف إذ قد لا تضع طالبان قيد الاعتبار قواعد التخاطب، من الأفضل لهم الابتعاد عن مثل هذه الاتصالات فقد تكون غير مجدية لهم."
المصدر: سي إن إن العربية