|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
هل يلزم من قيام الحجة فهمها ؟؟؟
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2011-10-28, 05:25 | رقم المشاركة : 1 | ||||||
|
هل يلزم من قيام الحجة فهمها ؟؟؟
https://www.djelfa.info/vb/showthread...45#post7703145 اقتباس:
لا...ليس الأمر كما ادَّعيتَ أخي!! لا أدري هل هذا تَسَاءُلٌ منكَ مع نفسك، أم سُؤالٌ طرحتَهُ على غيرك فلئِنْ كُنتَ حَسَنَ الظنِّ كما هو الظنُّ بكَ؛ فأجعل بينكَ وبين هذا القولِ الـمُستَفْهَم مفاوِز والسؤال الحتميُّ الذي اضطررتني إليه هو : هل عدم أخذي - أو غيري –بقول فضلاء وعلماء الدعوة – في مسألة ما – إتباعاً لشيخ الإسلام أو تلميذه الهُمام أو غيرهما من علماء السنة، يُعدُّ حساسيةً منهم ؟؟؟ إنَّ هذا لشيءٌ كُبَّار أم نُسمِّيهَا دعوة للتقليد بثوب جديد ؟ وأُذكِّرُكَ بقول الإمام أحمد - رحمه الله –: ( لا تحمل الناس على مذهبك ) اقتباس:
اختصارًا حتى لا نطيل، ودفعا للاستطراد الـمَلِيل، أقول: ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) وسيأتيكَ تحقيق المسألة بما تقَّرُ به عينكَ بإذن الله
|
||||||
2011-10-28, 05:32 | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
اقتباس:
تذكر قول البَارِي جلَّ في عُلَاه ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38))[المدثر] ولا تنسَ قوله سبحانه (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38)وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى(39)) [النجم] وكن على علم بقوله عزَّ وجلَّ- حكاية عن الصديق يوسف- عليه السلام-: ( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَاعِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ(79))[يوسف] اقتباس:
وسيأتي تحقيقه إن شاء الله وقد قلتُ لكَ سابقًا أخي "أبا زيد"- إنْ كنتَ تذكر- : ( أنَا لاَ أُنكِرُ عليكَ، وإنما أُنكِرُ عليكَ استنكَاركَ عليَّ ) ونقطة البحث – هنا- في قول من قالوا: أنَّ الحجة تقوم على الشخص ببلوغها إياه وإن لم يفهمها !! يقال: من سَلَفُهُم في ذلك، من الصحابة والتابعين أو من الأئمة المتبوعين ؟ - فالحجة لا يمكن أن تقوم على شخص إلاَّ بعد فهمه لها، لدلالة كثير من النصوص الشرعية على العذر بعدم الفهم في أحكام الشرع، فكيف لا يعذر في أهم وأخطر مسألة ألا وهي مسألة التكفير، ومن الأدلة على ذلك: والآن حان موعد آذان : الفجر بمدينة حاسي مسعود فتأهبوا للصلاة يرحمكم الله . يتبع إن شاء الله |
|||||
2011-10-28, 08:41 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
بارك الله فيك اخي الفاضل |
|||
2011-10-28, 20:10 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد الجميل
وفيكِ بارك الله وجعلكِ اللهُ إسماً على مسمى ولا أخفيكِ سراً إنْ قلتُ : أن توقيعكِ الذي يحمل درراً من ثراث الإمام العلامة ابن عثيمين -رحمه الله - يَدُلُّ عَلَى حُسْنِ الإنتِقَاء
وَأَنَّهُ اختِيَارٌ مُوَفَّق |
|||
2011-10-29, 11:28 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
بداية سرد الأدلة
أولاً - قوله تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ...)الآية فأخبر الله تعالى أنه لا يكلف أحداً من هذه الأمة إلاَّ وسعه، ثم حكى دعاءها إياه بألاّ يؤاخذها بالنسيان والخطأ وما ذكر من الدعاء في الآية وثبت هذا في صحيح مسلم أن الله تعالى قال: (قد فعلت) وقد دلت الآية والحديث على عذر الله لهذه الأمَّة بعدم الفهم من ثلاثة أوجه: الوجه الأول: أنه أخبر أنه لا يكلف نفسا إلاَّ وسعها، وعدم الفهم إذا لم يصاحبه الإعراض ليس من وسع الإنسان، والتكليف به تكليف بما ليس في الوسع، وهذا قد نفاه الله الوجه الثاني: أن الله عذر من علم ثم نسي - وإذا كان الفهم هو العلم بالشيء – فمن لم يفهم أصلاً أولى بالعذر من الناسي الوجه الثالث: أن عدم الفهم نوع من الخطأ –كما يقال: (أخطأ فلان فهم المسألة)، وقد دلت الآية على العذر بالخطأ ثانياً – قال تعالى:(وَ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا) [الأنبياء 78-79] فدلت الآية على عذر الله لداود بعدم الفهم في هذه المسألة الخاصة، مع وصفه له بالعلم والحكمة على وجه العموم،
فمن باب أولى عذر أهل الجهل بعدم الفهم |
|||
2011-10-29, 11:35 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
. ثالثاً – مما يدل على أن الحجة لا تقوم إلاَّ بفهمها، وعذر الله لمن لم يفهم الحجة في ذلك حديث الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَرْبَعَةٌ [يحتجون] يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَصَمُّ لا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ فَأَمَّا الأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَأَمَّا الأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الإِسْلامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلامًا) وفي رواية (فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلامًا وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا يُسْحَبُ إِلَيْهَا ) رواه الإمام أحمد وابن حبان وصححه عبد الحق الأشبيلي وابن القيم وصححه الألباني : "صحيح الجامع" (881) فهؤلاء الأربعة قد عذرهم الله تعالى، أما الذي لا يسمع، ومن مات في الفترة، فقد عذرهم لعدم وصول الحجة إليهم، لفقد الأول الحاسة الموصلة لذلك، وأمَّا الآخر فلعدم وجود الحجة في زمنه أصلاً، وأمَّا الأحمق والهرم فواضح أنها بلغتهما الحجة، وإنما عذرهم لعدم فهمها، ولهذا احتجوا بما يدل على عدم فهمهم وتمييزهم. رابعاً – أنَّ عدم الفهم للخطاب إما أن يكون بعدم إدراك المقصود منه كلياً، أو فهمه على غير المقصود، وقد دلت النصوص على العذر بالنوعين:
|
|||
2011-10-29, 11:40 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
أما العذر بالنوع الأول: فدل عليه عذر الله للثلاثة الوارد ذكرهم في حديث عائشة، عن النَّبِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: ((رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثلاث: عن الصَّبِى حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ)). صححه ابن حبان (1496 موارد)، وقال الحاكم (2/59): صحيح على شرط مسلم, ووافقه الذهبى والشيخ أحمد شاكر وصححه الألباني: انظر الإرواء (2/4 - 7). فهؤلاء إنما رُفع عنهم القلم لعدم تمييزهم وفهمهم قال محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله –:( أما اشتراط العقل في التكليف فلا خلاف فيه بين العلماء إذ لا معنى لتكليف من لا يفهم الخطاب). مذكرة الأصول (ص 30) أما العذر بالنوع الثاني: فدل عليه حديث عدي بن حاتم - رضي اللّه عنه-: ( لما نزلت[حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ] عَمَدْتُ إلى عِقَال أسودَ والى عقال أبيضَ، فجعلتهما تحت وِسَادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يَسْتَبِين، فَغَدَوْتُ على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فقال: "إنماذلك سواد الليل وبياض النهارَ" رواه البخاري ومسلم. و من ذلك –أيضاً-: حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب: (( لا يُصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال: لا نصلي حتى نأتيهم، وقال بعضهم: بل نصلّي لم يُرد منا ذلك فذُكر ذلك للنبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فلم يعنِّف واحداً منهم)) [متفقٌ عليه، واللفظ للبخاري] فقد عذر النبي - صلى الله عليه وسلم- في هذين الحديثين مَنْ أخطأ في فهم النص على غير مراده،
أما عدي بن حاتم فخطأه في فهم الحديث واضح، أما انقسام الصحابة في فهم قوله: (( لا يُصلين أحد العصر إلا في بني قريظة)) فما من شك أن أحد الفريقين أخطأ في الفهم لأن الحق واحد لا يتعدد، فكون النبي - صلى الله عليه وسلم- لم يعنف أحداً من الفريقين دليل على عذره مَنْ أخطأ في فهم النص. |
|||
2011-10-29, 11:46 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
خامساً – أن الخلق يُعذَرون بعدم الفهم، فلو طلب إنسان من آخر طلبا أو أمره بأمر؛ فقال له (لم أفهم مرادك) فإنه يعذره ولا يعنفه، وإذا ثبت عذر الخلق بعضهم لبعض بعدم الفهم، فالله أولى بذلك من وجهين: - الوجه الأول: ( من جهة العموم ) فإنه ما من شك أن عذر الناس والعفو عنهم صفة كمال ومدح، وإذا ثبت ذلك فما من صفة كمال ومدح ثابتة للمخلوق إلاَّ كان الخالق أولى بها، دل عليه قوله تعالى: (وللهِ المثَلُ الأَعلَى). - الوجه الثاني: : ( من جهة الخصوص ) فقد روى البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( لا أحد أحبَّ إليه العذر من الله ، من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين ). سادساً – أنَّ الاستدلال بقوله تعالى: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾[سورة الفرقان: 44] وبما جاء في هذا المعنى من الآيات، على أن الكفار لم يفهموا مع قيام الحجة عليهم، محل نظر .
فإن الآية وما جاء في معناها، لا تدل على أنهم لم يفهموا الحجة والخطاب، بل هي دالة على فهمهم ثم إعراضهم، ولو لم يفهموا خطاب الله لهم لعذرهم وما ذمَّهم – كما سبق تقريره- |
|||
2011-10-29, 11:53 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
أخي الكريم -بارك الله فيك- حتى نتفق من البداية لا بد أن تعلم حقيقة قولي حتى نحرر محل النزاع و لذلك أقول : |
|||
2011-10-29, 12:09 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
قال الشوكاني -رحمه الله - في تفسير الآية: " أي ما هم في الانتفاع بما يسمعونه إلا كالأنعام التي هي مسلوبة الفهم والعقل فلا تطمع فيهم، فإن فائدة السمع والعقل مفقودة، وإن كانوا يسمعون ما يقال لهم ويعقلون ما يتلى عليهم، ولكنهم لـمـّا لم ينتفعوا بذلك كانوا كالفاقد له"فتح القدير(4/78) فدل على أنهم يسمعون ويعقلون؛ لكنهم لما لم ينتفعوا بذلك بسبب إعراضهم، كانوا كالأنعام. ومما يدل على أن وصف الله تعالى لبعض الكفار والمنافقين بهذه الأوصاف لا يدل على أنهم لم يفهموا خطابه، أن الله تعالى شهد لأهل الكتاب بعلم الكتاب ومعرفته كما يعرفون أبناءهم قال تعالى )الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبنَاءَهُم وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(146)([البقرة] وقال سبحانه في وصف اليهود:) وَ لَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)( [البقرة] ثم إنه وصف أهل الكتاب في بعض الآيات بأنهم لا يعقلون، كقوله تعالى)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57)وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ(58)( [المائدة] وشبه الله اليهود في عدم فهمهم للتوراة و الاستفادة منها بالحمير، حيث قال تعالى: )مَثَلُ الّذِينَ حُمّلُواْ التّوْرَاةَ ثُمّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الّذِينَ كَذّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ(5)([الجمعة] قال ميمون بن مهران:"الحمار لا يدري أسفر على ظهره أم زبل، فهكذا اليهود" فتح القدير (5/225)
|
|||
2011-10-29, 12:23 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
وكذلك مشركو العرب أخبر الله تعالى عنهم بما يدل على فهمهم الحجة والرسالة، قال تعالى: )وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إنَّ هَذَا لَشَيءٌ عُجَابٌ(5)([سورة: ص]. فهذه الكلمة لا تخرج إلاّ ممن عرف حقيقة رسالة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-تمام المعرفة؛ إذ عرفوا أن معنى (لا إله إلا الله) هو نبذ كل الألهة الباطلة من الأصنام والأشجار وإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، لكنهم أعرضوا عن قبولها. فلما أعرض هؤلاء عن حجة الله، كما أعرض مَنْ قبلهم؛ وصفهم بما وصف به كل معرض عن حجته، بأنهم لا يسمعون ولا يعقلون، وشبههم بسبب إعراضهم بالأنعام لعدم انتفاعهم بعلمهم فقال سبحانه وتعالى: )أَمْ تَحْسَبُ أنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُون إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44)([الفرقان]. وما ذلك إلا لإعراضهم عن حجة الله بعد فهمها. وقد أخبر الله عن ذلك كله في موضع واحد من كتابه، فقال: )حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ(4)([فصلت]. فوصفهم أولاً بأنهم (قَوْم يَعْلَمُون) أي: يعلمون معاني الكتاب
|
|||
2011-10-29, 12:31 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
قال الزمخشري في معنى (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ): " أي لقوم عرب يعلمون ما نُزِّل عليهم من الآيات المفصلة المبينة، بلسانهم العربي المبين لا يلتبس عليهم شيء منه" الكشاف (3/441) وقال الشوكاني:" أي يعلمون معانيه ويفهمونها، وهم أهل اللسان العربي" فتح القدير (4/505) ثم إنه أخبر عن إعراضهم بعد العلم، فقال:( فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ )، ثم رتّب وصفهم بعدم السمع على إعراضهم بعد العلم. ومن ذلك وصفه تعالى للمنافقين (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون) بسبب إعراضهم عن كلامه، فقال: )وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون(127)([التوبة].. فظهر بذلك أن وصف الله للمشركين بعدم السمع والفقه، وتشبيههم بالأنعام لا يدل على عدم فهمهم لحجة الله تعالى، بل لإعراضهم عن الحجة بعد فهمها. وزيادة على ما ورد من الأدلة، فإن أهل العلم المتلقين عن الكتاب والسُنّة، والمعتمد بأقوالهم في الأمة، جاءت مقررة لهذه المسألة، وهي أن الحجة لا تقوم إلا بفهمها. قال ابن العربي المالكي-رحمه الله-:((فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل من الشرك والكفر ما يكون صاحبه مشركا أو كافرا، فإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التي يكفر تاركها بيانا واضحا ، ما يلتبس على مثله وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جليا قطعيا يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل))
نقلاً عن "محاسن التأويل" للقاسمي(5/1307) |
|||
2011-10-29, 12:35 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
وقال ابن قدامة المقدسي-رحمه الله -: ((ومن اعتقد حل شيء أجمع على تحريمه ، وظهر حكمه بين المسلمين وزالت الشبهة فيه للنصوص الواردة فيه ، كلحم الخنزير ، والزنا ، وأشباه هذا ، مما لا خلاف فيه ، كفر ، وإن استحل قتل المعصومين ، وأخذ أموالهم بغير شبهة ولا تأويل فكذلك وإن كان بتأويل كالخوارج فقد ذكرنا أن أكثر الفقهاء لم يحكموا بكفر ابن ملجم مع قتله أفضل الخلق في زمنه ، متقربا بذلك ، وكذلك يخرج في كل محرم استحل بتأويل مثل هذا ، وقد روي أن قدامة بن مظعون شرب الخمر مستحلا لها ، فأقام عمر عليه الحد ، ولم يكفره ، وكذلك أبو جندل بن سهيل ، وجماعة معه ، شربوا الخمر بالشام مستحلين لها ، مستدلين بقول الله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا) [المائدة: 93] فلم يكفروا ، وعرفوا تحريمها فتابوا وأقيم عليهم الحد ، فيخرج فيمن كان مثلهم حكمهم ، وكذلك كل جاهل بشيء يمكن أن يجهله لا يحكم بكفره حتى يعرف ذلك، وتزول عنه الشبهة ويستحله بعد ذلك)). "المغني" (12/277)
|
|||
2011-10-29, 23:40 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- :
(( فلا يشهد لمعين من أهل القبلة بالنار ؛ لجواز أن لا يلحقه الوعيد لفوات شرط ، أو ثبوت مانع . فقد لا يكون التحريم بلغه ، وقد يتوب من فعل المحرم ، وقد تكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة ذلك المحرم ، وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه ، وقد يشفع فيه شفيع مطاع . وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها ؛ قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق ، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده ، أو لم يتمكن من فهمها ، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله تعالى بها . فَمَنْ كان من المؤمنين مجتهدًا في طلب الحق وأخطأ، فإن الله يغفر له خطأه كائناً ما كان ، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية . هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجماهير أئمة الإسلام ...)) إلى أن قال - رحمه الله -: (( وقد ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم : - حديث – (( الذى قال لأهله : إذا أنا مت فأحرقوني ، ثم اسحقوني ، ثم ذروني في اليم ؛ فو الله لئن قدر الله عليَّ ليعذِّبنِّى الله عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين ، فأمر الله البر بردِّ ما أخذ منه ، والبحر بردِّ ما أخذ منه ، وقال : ما حملك على ما صنعت ؟ ، قال : خشيتك يا رب ! ؛ فغفر الله له )) . فهذا شك فى قدرة الله ، وفي المعاد ؛ بل ظن أنه لا يعود ، وأنه لا يقدر الله عليه، إذا فعل ذلك وغفر الله له! وهذه المسائل مبسوطة فى غير هذا الموضع . ولكن .. المقصود هنا أن مذاهب الأئمة مبنية على هذا التفصيل ؛ بين النوع والعين ولهذا حكى طائفة عنهم الخلاف فى ذلك ولم يفهموا غور قولهم)). مجموع الفتاوى(23/345-349) |
|||
2011-10-30, 00:11 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
وقال -رحمه الله- : ((يبين حقيقة الحال في هذا أن الله يقول : ((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِيْنَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)). والحجة على العباد إنما تقوم بشيئين : -بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله -والقدرة على العمل به . فأما العاجز عن العلم؛ كالمجنون، أو العاجز عن العمل؛ فلا أمر عليه ولا نهي . وإذا انقطع العلم ببعض الدين، أو حصل العجز عن بعضه، كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله؛ كمن انقطع عن العلم بجميع الدين، أو عجز عن جميعه ؛ كالمجنون مثلاً ، وهذه أوقات الفترات . فإذا حصل من يقوم بالدين ؛ من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما ؛ كان بيانه لما جاء به الرسول)) مجموع الفتاوى (20/59). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- (( والتكفير هو من الوعيد فإنه وإن كان القول تكذيبا لما قاله الرسول؛ لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً . وكنت دائما أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال : إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في اليم ، فو الله لإن قدر الله عليَّ ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا من العالمين ففعلوا به ذلك فقال الله له ما حملك على ما فعلت قال خشيتك فغفر له . فهذا رجل شك في قدرة الله وفى إعادته إذا ذرى بل اعتقد أنه لا يعاد وهذا كفر باتفاق المسلمين . لكن .. كان جاهلاً ، لا يعلم ذلك وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول أولى بالمغفرة من مثل هذا)). مجموع الفتاوى(3/231)
|
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحدث, يلزم, فهمها, قيام |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc