طرق تنظيم الوقت
اعداد : ا. أحمد محمود
الخميس 1-11-2007
إن الناس على اختلاف ظروفهم " الغني و الفقير ، الفاشل و المتفوق، الكبير و الصغير" يمتلك كل منهم 168 ساعة اسبوعية للعمل و النشاط. و يتوقف الفرق هنا بين هولاء الناس على استراتيجية كل منهم على إدارته لهذه الساعات ...
هل سأل أحدنا نفسه كم هي عددfالساعات التي نهدرها بدون فائدة كل اسبوع...؟
و منه فالطالب نفسه لديه يومياً16 ساعة للنشاط الفعلي ، و هنا يتوقف الأمر على قدرة كل طالب على إدارته لهذه الساعات ، و التي يلزمها هدف و مخطط حتى تستثمر ، و إلا ستذهب في مهب الريح و ستذهب ساعات أخرى غيرها أيضاً ، وفي حال عدم الانتباه إلى هدر الوقت من قبل الطالب نفسه أو من قبل الأسرة.
و فيما يلي مخطط نوضح فيه توزع الوقت إلى ساعات ، و من خلاله يستطيع الطالب أن يحول كل خلية في المخطط إلى ساعة عمل يخصصها لأداء واجب مدرسي أو اجتماعي أو ديني..الخ.
المهم هنا أن ينجز الطالب خلال الساعة المحددة واجباً دراسياً أو عملاً آخر مهما كان ذو نفع و فائدة عليه.
و تنطبق إدارة ساعات اليوم الواحد ، على إدارة ساعات الأسبوع ، و التي يكون مجموع الساعات لدى الطالب 112 ساعة اسبوعية للنشاط و ذلك كما هو موضح في الجدول التالي:
و لقد أثبتت طريقة إدارة الوقت بالأرقام فعاليتها في إيصال العديد من الناس سواء طلاب أو باحثين أو علماء إلى دفة النجاح و التفوق ، من ثم الشهرة و قد عبر العالم "أوتو شميدث" و هو عالم جيوفيزيائي عن تجربته مع إدارة الوقت بالأرقام و يذكر العالم الجليل أنه كان يملئ كل خلايا اليوم أنها لا تكفي لتحقيق حلمه المستقبلي مما اضطره الحال إلى تقليص عدد ساعات نومه إلى 5-6 ساعات يومياً أي أنه فعلياً كسب 2 ساعة في اليوم الواحد و 14 ساعة اسبوعياً للعمل ، و من خلال العمل الدؤوب و إدارة الوقت بدقة ، و أصبح " أوتو شميدث: عالماً كبيراً وصل إلى العديد من الاكتشافات العلمية الهامة و ينصح "أوتو شميدث " طلاب العلم و هو في ريعان الشباب ، أن يقضوا أيام شبابهم بالنوم دون مبرر فالانسان عموماً يقضي ثلث حياته بالنوم .
و في النهاية يستطيع الطالب أيضاً أن يحدد الفعاليات و الانشطة التي عليه أن يقوم بها خلال اليوم الواحد و تحديد الزمن المخصص لكل فعالية من خلال جدول بسيط يمكنه أيضاً من ضبط عملية هدر الوقت و الجدول موضح فيما يلي :
جدول تنظيم الوقت:
يعد جدول تنظيم الوقت من أهم الطرق المستخدمة في تنظيم الوقت و أكثرها فاعلية و هو يبين النشاطات و الفعاليات المختلفة و المدة الزمنية لتحقيق كل منها و ذلك على مدار 42 ساعة يومية أو 861 ساعة اسبوعية.
و على الرغم من صعوبة تطبيق جدول تنظيم الوقت إلا أن التمرس على استخدامه يؤدي إلى خلق فاعلية الضبط الذاتي للوقت لدى الطالب .
و ينصح في البداية أن يتم استخدام جدول تنظيم الوقت بشكل تدريجي حيث يقوم الطالب بتخصيص ثلاثة أيام اسبوعية و اعتبارها أيام نموذجية يستخدم فيها جدول تنظيم الوقت . و من أهم الميزات هذه الطريقة:
يستطيع الطالب من خلالها حساب مقدار الوقت المهدور لديه ، سواء على مدار اليوم أو الاسبوع و تشكل هذه الميزة نقطة مهمة لاعتبارها أساس للتقويم الذاتي يقوم به الطالب بشكل دوري لتصحيح خطة استثماره لوقته .
تدريب الطالب على مسألة التنظيم الذاتي، الذي يحتاج إليه في رحلته الدراسية أكثر من أي شيء أخر.
الإعداد الجيد و المدروس للواجبات المدرسية:
إدارة و تنظيم الوقت:
مهارة إدارة و تنظيم الوقت:
مهارة إدارة و تنظيم الوقت ، هي قدرة الطالب الذاتية أو مساعدة الآخرين " الأهل ، المربين "على الرسم مخطط زمني ينتظم منه أداء الطالب الدراسي و نشاطه الاجتماعي و الترفيهي ، سواء كان التخطيط من أجل يوم أو اسبوع أو شهر أو حتى لعام دراسي كامل.
و حتى تكون إدارة الوقت و تنظيمه فاعلة و منتجة و تنعكس بشكل إيجابي على مستقبل الطالب ، فيجب أن يكون لهذه الإدارة نقطة تركيز بعيدة المدى تسعى لتحقيقها و تتمثل نقطة التركيز بعيدة المدى بأساسيات نجاحو إدارةf الوقت و تنظيمه.
أساسيات نجاح إدارة الوقت و تنظيمه:
حدد هدفك في الحياة:
غالباً ما تلجأ بعض الأسر إلى صياغة هدف لأبنائها ، على الرغم من عدم رغبة الأبناء بهذا الهدف ، لذلك تأتي النتائج المدرسية مخيبة لآمال الأسرة و الأبناء على حد سواء ، لذلك لا بد أن يتبلور في ذهن الطالب بشكل ذاتي ، و من المراحل الأولى هدفه في الحياة و يسأل نفسه الأسئلة التالية:
ماذا أريد أن أحقق من خلال دراستي ..؟ ماذا أريد أن أكون في المستقبل..؟
ماهي الخطوات العملية التي علي أن أقوم بها لتحقيق مستقبلي..؟
مجموعة هذه الـأسئلة و أسئلة غيرها ، إلى جانب تشجيع و مساعدة الأهل في صياغة الهدف شريطة أن تأتي المساعدة على منوال حاجات و رغبات و قدرات و تطلعات الطالب ، وهي من الأمور المهمة لتفعيل و تنمية مهارة إدارة الوقت و تنظيمه ، فالطالب يعرف أنه كلما انتظم لديه الوقت و أنجز واجباته المدرسية على النحو المطلوب كلما اقترب من تحقيق هدفه الذي يحلم به.
و لقد بينت دراسة تربوية حديثة ، أن الإنسان الذي لديه هدف واضح في حياته تزداد إمكاناته المعنوية بشكل كبير ، و يستيقظ عقله .و تتحرك دافعيته ، و تتو لد لديه أفكار ، و التي من شأنها أن توصله لتحقيق هدفه.
و قد أصبح الهدف في حياة الإنسان أساس نجاحه ، فالطالب و طول مسيرة حياته الدراسية يحتاج إلى مرجعية " هدف " يعود إليه عندما تتقاذفه مجريات الحياة و متغيراتها ، بحيث تمنحه هذه المرجعية قوة الدفع الذاتية ، و التي تحافظ على توازن الطالب و تعطيه الدافعية نحو الإنجاز و الاستمرارية لبلوغ الهدف.
و يعطي الأديب الروسي " ديمتري ليماشيف" توصيفاً لأثر تحديد الأهداف بقوله : " إن الكثير مما أنجزه الفرد في حياته ، و الوضع الذي تبوأه و ما قدمه للآخرين و ما اكتسبه لنفسه يعتمد كثيراً على الفرد نفسه إن الناجح لا يأتي صدفه ، فهو يعتمد على هدفه في الحياة ، و بعيداً عن الأهداف الوقتية الصغيرة ، فان كل فرد ينبغي أن يكون له هدف فوق شخصي خارج إطار ذاته ، و من ثم فإن خطر الفشل سوف يختزل إلى الحد الأدنى".
لذلك كثيراً ما يحذر أصحاب الحكمة و العلم طلبتهم بالقول : إما أن تضعوا هدفاً لحياتكم و تسيروا بكل ثقة ، ودراية ، أو ستصنعه لكم الظروف ، و بالتأكيد فإما تضع لنفسك هدفاً أو تفشل...
،و برهاناً على ما سبق ذكره ، فقد أجريت دراسة تتبعية على مجموعتين من الطلاب ، كان الطلاب في المجموعة الأولى قد حدد كل منهم هدفه في الحياة ، أما المجموعة الثانية فلم تحدد هدفها المستقبلي ، و بعد عشرين عاماً من الدراسة ثبت أن 59% من الطلاب الذين حددوا هدفهم قد حققوا ما حلموا به في بدايه حياتهم ، أما المجموعة الثانية فلم يحقق هولاء الطلبة إنجازات مهمة على صعيد حياتهم الشخصية و المهنية .
عن كتاب مهارات التفوق الدراسي