اشكرك جزيل الشكر على هذا المو ضوع واحبب فيك نظرتك الاجتماعية
اما بعد :
ليس هناك تشابه بين الكلمتين( النفاق والمجاملة ) فالاولى مذمومة والثانية محمودة
فالنفاق هو الكذب في الكلام وهو من ايات المنافق, اما المجاملة فهي اختيار احسن
الكلمات واعذب العبارات التي تؤلف القلوب وتشرح الصدور, ; وتتبع الحسنات وغض
الطرف عن السيئات.
يقول:
الدكتور محمد أحمد عويضة استاذ الطب النفسي جامعة الازهر أن الانسان هو الكائن الوحيد الذي تؤثر فيه الكلمات, وكلمة واحدة تسعده, وكلمة أخري قد تسبب له الشقاء, وهذه الكلمة تؤتي آثارها في الجسم كله بالسلب أو الايجاب, فالكلمات الحلوة المشجعة تعطيه نشاطا زائدا والكلمات الجارحة أو التي تقلل من قدره وتذكر عيوبه تجعله قعيدا في الفراش وقد حلت عليه كل أمراض الدنيا, والكلمات الحلوة الجميلة لها تأثير السحر ليس علي المستوي النفسي والمعنوي فقط, إنما علي المستوي الصحي والجسمي.
ولاعجب أن الكلمة الطيبة تؤثر علي الروح المعنوية للانسان فتجعله منشرح الصدر فرحا سمحا مبتهجا قادرا علي مصالحة نفسه ومصالحة الاخرين بل ومصالحة اعدائه.
ولكي تتم الدعوة و يسود الكلام الطيب في حياتنا, فمن الضروري أن نتعود أن نصف من امامنا بصفاته الحسنة حتي لوكانت قليلة ونتوقف عن ذكر سلبياته, وقد علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن الكلمة الطيبة صدقة, فلا يصح في لحظات الحديث عن الصفات الحميدة لبعض الاشخاص تذكر سلبياتهم ممايفسد الحديث عنهم, وليس من الضروري أن نواجه الآخرين بعيوبهم, إلا اذا طلبوا منا أن نقول رأينا بصراحة, ويراعي أن يكون ذلك بمعزل عن الآخرين, وتكون الرسالة الانتقادية بعد سرد الايجابيات, وأن يحمل الانتقاد في طياته التشجيع, وعلي سبيل المثال اذا كان مستوي عمل أو ادآء شخص مالايعجبك, فيمكنك ذكر أن الاعمال التي سبقته كانت افضل ولم يكن هذا العمل علي مستوي الذي سبقوه وانك بانتظار اعماله التي من المؤكد أنها ستكون رائعة.. وهكذا!!
ما أحلى أن تكون الكلمات الجميلة نابعة من قلوبنا وليست مجرد مجاملة, أو كلمات جوفاء وذلك بان ننظر إلي مناطق الجمال في كل شيء حولنا, ولانركز علي نقاط الضعف أو القبح, فتنطبع الاشياء في وجداننا جمالا حقيقيا, وهو مايسمي بالادراك الانتقائي, وعلي الانسان أن يختار مايريد أن يتأثر به, فاذا كان يريد أن يري الوجود جميلا فله ذلك, علي أن يحول مشاعره إلي كلمات رائعة, ومن اراد غير ذلك فلن يصله إلا مايرغب, وستكون كلماته بغيضة غير محببة للنفس مؤذية لمشاعر الآخرين, وله في النهاية أن يختار... ولكن النصيحة التي نقدمها: أنه لاينبغي البحث عن الرتوش القبيحة في اللوحات النادرة, ولايصح أن نبحث عن بعض الاوراق اليابسة في الافرع اليانعة الخضراء.