عشاق اليوفي في ايطاليا كانوا دوما يفتخرون ويتباهون عندما يصفون ناديهم بالسيدة العجوز نسبة لعراقة النادي وتاريخه الحافل وانجازاته عبر التاريخ محليا وأوروبيا ودوليا، ولكن الذي حدث الموسم الماضي وتكرر هذا العام قد يصيب المحبين للنادي باليأس من رؤية فريقهم في القريب العاجل منافسا للميلان والانتر على لقب الدوري الايطالي، ولعمالقة الكرة الأوربية على دوري الأبطال والدوري الأوروبي.
المركز السابع الذي يحتله اليوفي في نهاية الموسم وغيابه عن المنافسات الأوروبية الموسم المقبل وعدم قدرته على استقطاب النجوم أو حتى الحفاظ على لاعبيه هو أمر يثير الشفقة بالسيدة العجوز ويعكس التوجه الجديد للكرة الأوربية الحديثة التي لم يعد فيها أي مجال للصدفة والحظ والمشاعر والعواطف والارتجال، وكل شيء فيها مخطط ومنظم ومنطقي وواقعي.
اليوفي لا يزال يرتكز على دل بييرو وعمرة 37 عاما، واليوفي لم يعد قادراً على انتداب مدرب كبير ونجوم كبار، واليوفي لم يعد قادراً على رفع التحدي والاستجابة لتطلعات الأنصار خاصة وأنه لم يحقق انتصارا واحدا في التسع مباريات الأخيرة من الدوري الايطالي، وجماهيره هجرت مدرجات ملعب تورينو منذ مدة، ووصلت إلى حد التظاهر ضد المسيرين واللاعبين أمام مقر النادي ومقر المجلس البلدي، ووصل الأمر إلى التظاهر أمام مقرات سكن اللاعبين للتعبير عن عدم رضاهم.
الوضع الذي وصل إليه نادي يوفنتوس في الموسمين الماضيين حرك مشاعر ألفيفا الذي كتب على موقعه هذا الأسبوع بأن الثورة فشلت في تورينو للموسم الثاني على التوالي، وراحت تتحسر على أيام زمان، وتعدد الهفوات التي وقع فيها المسيرون في تقدير الأمور وتصحيح الأخطاء التي ارتكبت في انتدابات المدربين واختيارات اللاعبين.
مجريات الأمور توحي بأن الوضع سيستمر على غير العادة، خاصة مع عودة روما ولاتسيو ونابولي إلى الواجهة ومزاحمتهم للميلان والانتر، إضافة إلى عدم قدرة النادي على انتداب لاعبين جدد من الوزن الثقيل، وحتى الصغير جيوفينكو الذي أعاره النادي لبارما يرفض العودة إلى الفريق الموسم المقبل.