تجهيز الإبتدائيات بأدراج لتخفيف ثقل المحفظة سيشجع التلاميذ على الكسل ويحيلهم على الأمية
كشفت النقابة الوطنية لعمال التربية أن معظم تلاميذ الطور الإبتدائي يعانون من اعوجاج في العمود الفقري بسبب الجلوس لمدة طويلة، حسبما أكد عليه أطباء الصحة المدرسية، معلنة أن المشروع المتعلق بإنشاء أدراج الإبتدائيات لتخفيف ثقل المحفظة يعدّ خطأ جد فادح لأنه سيشجع التلاميذ على الكسل.
وأوضح عبد الكريم بوجناح الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية، في تصريح لـ''النهار''، أن أغلب تلاميذ الطور الإبتدائي يعانون من مرض ''السكوليوز'' الذي يؤدي مع مرور الوقت إلى اعوجاج في العمود الفقري -حسبما صرّح به أطباء الصحة المدرسية، بسبب الجلوس لمدة طويلة، والتي تفوق 3 ساعات ونصف، حيث يلتحقون بمقاعد الدراسة على الساعة الثامنة صباحا ويبقون بها إلى غاية الساعة الحادية عشرة و30 دقيقة، وكذلك بسبب ثقل وزن المحفظة -يضيف محدثنا.
من جهة أخرى، أكد المسؤول الأول عن النقابة أن المشروع المتعلق بتجهيز الإبتدائيات بأدراج محكمة الغلق الذي أطلقه وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد شهر مارس 2008 بغية تخليص التلميذ من ثقل المحفظة التي تزن في غالب الأحيان 9 كيلوغرامات، هو قرار خاطئ، باعتبار هذا المشروع لن يساهم على الإطلاق في التخفيف من ثقل المحفظة بقدر ما سيساهم في تشجيع التلاميذ على الكسل، الأمية وعدم المثابرة والإجتهاد في الدراسة، مضيفا أن هناك البعض من التلاميذ لا يكلّفون أنفسهم حتى عناء المراجعة وحل فروضهم في المنزل، فما بالك إذا ترك التلاميذ كتبهم وكراريسهم في أدراج المدرسة فسوف يتكاسلون حتما.
وأشار بوجناح إلى أن الأدراج لن تحل مشكل ثقل المحفظة، مؤكدا في ذات السياق أن الطريقة المثلى لحل المشكل بصفة نهائية هو إعادة النظر في المناهج، الزيادة في سنوات الدراسة، وذلك بالعودة إلى نظام التدريس القديم وهو ست سنوات دراسة بدل 5 سنوات، بالإضافة إلى تقسيم الكتب المدرسية إلى أجزاء، وكذلك عدم مطالبة التلاميذ بإحضار كراريس من 280 و300 صفحة، والإكتفاء فقط بجلب كراريس من 120 صفحة.
وبخصوص القرار المتعلق بانتقال كافة تلاميذ السنة أولى ابتدائي بطريقة آلية إلى السنة ثانية، دعا الأمين العام للنقابة إلى ضرورة إعادة النظر في هذا القرار، مؤكدا أن التلميذ الذي لا يحصل على نتائج مرضية وإيجابية بالسنة أولى من الطور الإبتدائي، عليه بإعادة السنة لكي يتمكن - حين يعيد السنة- من استيعاب كافة الدروس وفي مختلف المواد بشكل جيد، باعتبار أن الطور الإبتدائي يعدّ القاعدة الأساسية للتعليم بصفة عامة.