سلسلة علماء صوفيون - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سلسلة علماء صوفيون

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-10-26, 20:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي سلسلة علماء صوفيون

سأخصص هذه السلسلة بحول الله لتعريفكم بعلمائنا الصوفيين
- الامام الجيلاني
نسب سلطان الأولياء والعارفين الباز الأشهب
ســيدي الـشــيخ عـبد الـقـادر الـجـيلانـي



هو سيدي الباز الأشهب الشيخ الكامل والجهبذ الواصل خزينة المعارف ومرجع كل قطب وعارف ذو المقامات العالية والقدم الراسخة والتمكن التام علم الشرق أبو صالح السيد محي الدين عبد القادر الكيلاني بن السيد أبي صالح موسى بن السيد عبد الله بن السيد يحيى الزاهد بن السيد محمد بن السيد داود بن السيد موسى بن السيد عبد الله أبي المكارم بن السيد موسى الجون بن السيد عبدالله الكامل المحض بن السيد الحسن المثنى بن السيد الإمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين سيدنا ومولانا علي بن أبي طالب زوج السيدة البتول فاطمة الزهراء بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهما فبينه وبين بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم احد عشر أبا .

وذكر هذا النسب السخاوي في نتيجة التحقيق والحافظ شمس الدين الذهبي في تاريخه الكبير الجامع للأعيان وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ونور الدين الشطنوبي في بهجته والعسقلاني في غبطته وغيرهم من الأعيان .

أما نسبه من جهة أمه فيرجع لسيدنا الحسين بن علي فأمه هي السيدة الشريفة والدرة المنيفة الحسينية أم الخير أمة الجبار فاطمة رضي الله عنها بنت السيد عبد الله الصومعي الزاهد ابن السيد أبي جمال الدين محمد ابن السيد محمود ابن السيد أبي العطا عبد الله ابن السيد كمال الدين عيسى ابن السيد الغمام أبي علاء الدين محمد الجواد ابن الإمام علي الرضا ابن الغمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الغمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الغمام الهمام سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين ابن الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين

هذا ويتصل نسبه رضي الله عنه وأرضاه بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه كما وذلك أن والده السيد أبي صالح موسى هو ابن السيدة أم سلمة كريمة الإمام محمد بن الإمام طلحة ابن الإمام عبد الله ابن الإمام عبد الرحمن ابن أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين

هذا هو نسب سيدنا سلطان الأولياء والعارفين رضي الله عنه وأرضاه وهو نسب عظيم بين الأنساب طاهر ومطهر متصل بخير البرية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

نسبٌ كأن عليه من شمس الضحى *** نوراً ومن فلق الصباح عمودا

نسـبٌ له في وجـــه آدم لمعةٌ *** منحت ملائـكة السماء سجودا

نسـبٌ كتاب الله أوفى حـــجةٍ *** في مدحه من ذا يروم جحودا









 


قديم 2008-10-26, 21:01   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ولادة ونشأة الإمام الجيلاني

في جيلان وجيلان أو كيلان ويقال أيضا بلاد الديلم . ولاية من القسم الشمالي الغربي من بلاد فارس يحدها شمالا ناحية تاليس الروسية , ومن الجنوب الغربي سلسلة جبال الرز الفاصلة بينهما وبين أذربيجان وعراق العجم , ومن الجنوب الشرقي مازندران ومن الشمال الشرقي بحر قزوين , وهي تعد من أجمل ولايات فارس ( دائرة المعارف للبستاني ) وكانت ولادته رضي الله عنه في التاسع من شهر ربيع الثاني من سنة 470 هجري على اصح الأقوال ونشأ وترعرع فيها وكان أخر أولاد أبيه لأنه عاش يتيماً فقد توفي أبوه بعد ولادته بقليل فعاش في كنف جده لأمه السيد عبد الله الصومعي وكان أخر أولاد امة لأنها حملت به في سن متأخرة في سن اليأس . حتى قيل أنها حملت به وهي في الستين من عمرها وذلك معروف عن القرشيات . أنهن يحملن في هذه السن كما ذكر ذلك التاذفي في قلائد الجواهر .وورد أنه كان له أخ واحد وقد قسمت أمة المال بينه وبين أخيه عندما خر ج إلى بغداد . ويقول ابن العماد الحنبلي في ( شذرات الذهب ) 4/199إن أخاه كان اسمه عبد الله وكان أصغر منه وكان رجلا صالحا عاش في جيلان وتوفي فيها وهو شاب ولكن الراجح أن أخاه كان اكبر منه .

نشأ الشيخ عبد القادر في ظل رعاية امة وكانت صالحة تقية سليلة أئمة أطهار ورجال أبرار وكان جده عبد الله الصومعي رجلا صالحاً زاهداً عابداً حتى لقب بالصومعي وكان أبوه صالحاً فنالته بركته وتربى في كنف أمة التقية وجدة الصالح فربي على التقوى ونشا عليها فكان منذ صغر سنة زاهداً في الدنيا مقبلا على الآخرة طموحاً إلى معرفة الشريعة وفروعها ومداخلها ومخارجها .فظهرت علية علامات الولاية منذ الصغر بل في أيام رضاعة فقد ذكر صاحب قلائد الجواهر وغيرة انه كان لا يرضع في أيام رمضان حتى غروب الشمس فخافت علية أمة فحملته إلى والدها السيد عبد الله الصومعي فقال لها لا تخافي إن ابنك هذا سيكون له شأن عظيم في الولاية وعاش طفولته في جيلان ولكنة لم يجد ما يري طموحة في هذه البلدة ولا ما يروي ظمأه من العلوم والمعارف .فأخذت نفسه تحدثه بالسفر إلى بغداد حاضرة الدنيا في ذلك العصر . وكان أهل جيلان يدينون بالمذهب الحنبلي .وذكر صاحب قلائد الجواهر أنة كان يسير ويركض وراء بقرة فالتفت وكلمته وقالت لم تخلق لهذا يا عبد القادر فرجع باكيا إلى أمه وهنا بدأ يحث امة على السماح له بالسفر إلى بغداد .وعندما رأت الأم الصالحة أم الخير إصرار ابنها الشاب على السفر .وكم يعز عليها فراقه . أخذت تجهز ابنها وهي تكفكف دموعها وتدفع لوعة قلبها .وهي تعلم أنها لن تراه وقد ناهزت السبعين أو أكثر لكنها تأمل أن تجتمع وإياه تحت لواء جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فجهزته وأعطته أربعين دينار وخبأتها في ثيابه وأوصته قائلة : يا بني إياك أن تكذب فإن المؤمن لا يكذب .يا بني كن صادقاً ابدأ .يا بني كن صادقاً أبداً كما ربيتك فهذا هو أملي فيك . وسارت القافلة متوجهة من جيلان إلى بغداد وفي الطريق اعترضهم قطاع طرق فنهبوا القافلة وفتشوها فرداً فرداً فلما وصلوا للشيخ عبد القادر رأوه يرتدي ثياباً بسيطة لا يظهر علية أثر الغنى فقال احدهم هل معك شيء يا غلام فقال نعم فتعجب الرجل وأعاد السؤال مرة أخرى فقال نعم فأعاد الثالثة فقال نعم معي أربعين ديناراً فأخرجها لهم فقال له لماذا اعترفت وكنت قادراً على إخفائها .فقال لقد سألتني عن المال وإن أمي أوصتني أن لا اكذب فتحرك الإيمان في قلب رئيس الجماعة وبكى .وبكى أصحابه تأثراً بهذا الموقف فكان صدق الشيخ عبد القادر سببا لتوبة قطاع الطريق عن معصيتهم .وكان هذا أول امتحان للشيخ رضي الله عنة ونجح في هذا الامتحان .وكان امتحان لشخصيته وتقواه وتغلبه على هواه .وثبوت إيمانه وكان نجاحه كبير وبدت ملامح مستقبل الفتى الجيلي تلوح بالأفق مشرقة .










قديم 2008-10-26, 21:02   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دخول الإمام الجيلاني بغداد وطلبة للعلم

دخل بغداد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة بقصد طلب العلم ، وكان له من العمر ثماني عشرة سنة , وكانت بغداد في أوج عظمتها واتساعها وغناها , وابتلى الشيخ رضي الله عنه في أول حياته في بغداد ، وامتحن امتحانا قاسيا وتعرض للفتن والفقر والجوع والحرمان ، حتى كان يقتات من حواشي الأنهار ويمشي على الشوك حافياً ، وينام في البراري والخرب ، ولبس المرقع والرخيص من الثياب حتى لقب بالمجنون .

وطالما حدثته نفسه بترك بغداد ويرجع إلى أهله لكن الله ثبته وتابع طريقه الصعب الذي ملئ بالأهوال والصعاب ، ولكن عزيمته وهمته ساعدته لبلوغ مقصده فأخذ رضي الله عنه علم الظاهر بسائر فنونه على جماعة من الأعيان وبرع في جميع العلوم حتى كاد يعد للمناظرة في ثلاثة عشر فناً , وتأثر كثيراً بحجة الإسلام الإمام الغزالي رضي الله عنه وتقفا منهجه وزاد عليه وسمع رضي الله عنه الحديث على أيدي كثير من مشاهير عصره من الحفاظ وقرأ الفقه والأدب واللغة وألم بعلوم الشريعة من كل نواحيها وفاق جميع علماء عصره وصارت إليه الفتوى وخضع له كل علماء عصره واعترفوا بفضلة عليهم . وذاع صيته في البلاد , ثم صحب بعد ذلك جماعة من أرباب القلوب وأكابر أهلة الحقيقة فأخذ عنهم علم الطريقة وكان عمدته الشيخ أبو حماد الدباس لازمة نيفا وعشرين سنة وتربى على يديه وتأدب إلى أن صار من المحبوبين وتكلم ولا يبالي ولما تمكن وتهذب في العرفان . وكذلك أخذ عن قاضي القضاة أبو سعيد المبارك المخرمي . وأخذ طريق التصوف بجد وعزم وأقبل على المجاهدات والرياضات والخلوات بدون هوادة ، حتى صار من اكبر أرباب الأحوال . وصار من كبار الأولياء والتف حوله المريدين والتلاميذ حتى لقب بسلطان الأولياء والعارفين وخضع له المتصوفة وأرباب السلوك واعترفوا بفضلة عليهم وصار مرجعا لكل المتصوفة في زمانه لأنه غير منهج التصوف تغييراً كبيرا واستطاع أن يخضع التصوف للكتاب والسنة .ورسم منهجاً جديداً للتصوف مبنياً على الكتاب والسنة المطهرة ومع كل هذا كان زاهداً في الدنيا وشهواتها مقبلا على الآخرة ونعيمها . واستمرت فترة التحصيل العلمي للشيخ ثلاثا وثلاثين سنة قضاها على قدم وساق يحصل العلم والعمل والتصوف والسلوك وبدأ مرحلة جديدة من حياته وهي مرحلة تصدره للوعظ والتربية والتدريس وصارت مدرسته من أشهر وأكبر المدارس في البلاد الإسلامية بدون منافس وهنا بدأت مرحلة جديدة من حياة الشيخ .












قديم 2008-10-26, 21:04   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



مؤلفات الشيخ عبد القادر

صنف الشيخ مصنفات كثيرة في الأصول والفروع وفي أهل الأحوال والحقائق منها ما هو مطبوع ومنها مخطوط ومنها مصور ونذكر منها التي عرفت :

1. إغاثة العارفين وغاية منى الواصلين : ( المستدرك على معجم المؤلفين / ص 401عمر كحالة )

2. أوراد الجيلاني : ( المستدرك على معجم المؤلفين / ص 401عمر كحالة

3. آداب السلوك والتوصل إلى منازل السلوك : ( معجم المؤلفين /ج 5/ ص 307عمر كحالة )

4. تحفة المتقين وسبيل العارفين : ( إيضاح المكنون ج 1/ ص257 مير سليم

5. جلاء الخاطر في الباطن والظاهر : وهو عبارة عن مجموعة مجالس للشيخ في الوعظ ( كشف الظنون ص 592 )

6. حزب الرجاء والانتهاء للشيخ عبد القادر الجيلاني : ( كشف الظنون ص 663)

7. الحزب الكبير : ( المستدرك على معجم المؤلفين / ص 401 عمر كحالة )

8. دعاء البسملة : ( المستدرك على معجم المؤلفين / ص 401 عمر كحالة )

9. الرسالة الغوثية : موجود منها نسخة في مكتبة الأوقاف ببغداد ( صاحب كشف الظنون ص 879)

10. رسالة في الأسماء العظيمة للطريق إلى الله : ( المستدرك على معجم المؤلفين /ص 401 عمر كحالة )

11. الغُنية لطالبي طريق الحق : وهو من أشهر كتب الشيخ ف بالتصوف والأخلاق والآداب الإسلامية وهو جزءان

12. الفتح الرباني والفيض الرحماني : وهو من كتب الشيخ المشهورة وهو عبارة عن مجالس للشيوخ في الوعظ والإرشاد

13. فتوح العيب : وهو عبارة عن مقالات للشيخ في العقائد والتصوف والإرشاد ويتألف 78مقالة

14. الفيوضات الربانية : وهكذا الكتاب ليس للشيخ ولكنة يحتوي الكثير من أوراد وأدعية وأحزاب لشيخ رضي الله عنه

15. معراج لطيف المعاني : ( كشف الظنون ج 2/ ص 1738)

16. يواقيت الحكم : ( كشف الظنون ج 2ب/ ص 2053)

17. سر الأسرار في التصوف : وهو كتاب معروف وتوجد نسخة منه في المكتبة القادرية ببغداد وفي مكتبة جامعة اسطنبول

18. الطريق إلى الله : كتاب عن الخلوة والبيعة والأسماء السبعة ( المستدرك على معجم المؤلفين / ص 401 عمر كحالة )

19. رسائل الشيخ عبد القادر : 15 رسالة بالفارسية يوجد نسخة في مكتبة جامعة اسطنبول ( كتاب محمد العيني ص 246 )

20. المواهب الرحمانية : ذكره صاحب روضات الجنات ( كتاب محمد العيني ص 245 )

21. حزب عبد القادر الجيلاني : مخطوط توجد نسخة منه في مكتبة الأوقاف ببغداد

22. تنبيه الغبي إلى رؤية النبي : نسخة مخطوطة بمكتبة الفاتيكان بروما ( كتاب الشيخ عبد القادر ليونس السامرائي ص 15 )

23. الرد على الرافضة : نسخة مخطوطة في المكتبة القادرية ببغداد ( كتاب الشيخ عبد القادر ليونس السامرائي ص 16 )

24. وصايا الشيخ عبد القادر : موجود في مكتبة فيض الله الشيخ مراد تحت رقم 251 ( كتاب محمد العيني ص 245)

25. بهجة الأسرار : مواعظ للشيخ جمعها الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن يوسف اللقمي ( كتاب محمد العيني ص 246)

26. تفسير القران الكريم : في مكتبة الشيخ رشيد كرامي في طرابلس الشام ( كتاب الشيخ عبد القادر ليونس السامرائي ص 15)

27. الدلائل القادرية

28. الحديقة المصطفوية: مطبوعة بالفارسية والأردية

29. الحجة البيضاء

30. عمدة الصالحين في ترجمة غنية الصالحين- بالتركية

31. بشائر الخيرات

32. ورد الشيخ عبد القادر الجيلاني

33. كيمياء السعادة لمن أراد الحسنى وزيادة

34. المختصر في علم الدين - نسخة مصورة بالفوتوغراف

35. مجموعة خطب

36. تفسير القرآن بخط يده : كشف الظنون

37. تحفة المتقين وسبيل العارفين : كشف الظنون

38. الكبريت الاحمر في الصلاة على النبي : كشف الظنون

39. مراتب الوجود : كشف الظنون

40. مواقيت الحكم : كشف الظنون










قديم 2008-10-26, 21:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



تصدره للوعظ والإرشاد وتضلعه بالكتاب والسنة

وجلس للوعظ في شوال سنة 521هجري في مدرسة أبي سعيد المبارك المخرمي قاضي القضاة بباب الأزج وظهر له صيت كبير في الزهد , فوضت إليه مدرسة شيخه المخرمي رضي الله عنه , وأقام فيها يدرس ويعظ الناس إلى أن ضاقت بالناس , الذين قُدِر عددهم بسبعين ألف إنسان ,

أظهر الله الحكمة من قلبه على لسانه , حتى صار أحد أشهر الأولياء الذين وقع الإجماع على ولايتهم عند جميع أفراد الأمة المحمدية تتلمذ على يديه عدد كبير من الفقهاء والعلماء والمحدثين وأرباب الأحوال أمثال : شيخ العراق الزاهد الحسن بن مسلم الفارسي العراقي . وأمثال قاضي الديار المصرية عبد الملك بن عيسى المارانَّي الكردي الشافعي . وسيدي شعيب أبو مدين , وأبو عبد الله محمد بن أبي المعالي , الإمام الحافظ الأثري أبو محمد عبد الغني المقدسي الحنبلي والشيخ بن قدامه المقدسي الحنبلي , وغيرهم الكثير رضي الله عنهم أجمعين , تصدر للتدريس والفتوى والتربية والوعظ وسلم إلية قلم الفتوى في زمانه . وبسند صاحب البهجة إلى أبي قاسم البزار أنه قال : كانت الفتوى تأتي الشيخ عبد القادر وما رأيته يبيت عنده فتوى ليطالع عليها بل يكتب عليها عقب قراءتها وكان يفتي على مذهب الإمام احمد والشافعي وتعرض فتواه على علماء العراق فما كان تعجبهم من صوابه اشد تعجبهم من سرعة جوابه ومما اشتهر عن الشيخ عبد القادر رحمه الله مما يدل على فقهه وثبات قدمه في العلم ما حكاه عنه ابنه موسى كما قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله : ( سمعت والدي يقول : خرجت في بعض سياحتي إلى البرية ومكثت أياماً لا أجد ماء فاشتد بي العطش فأظلَّتني سحابة نزل على منها شي يشبه الندى , فترويت منه , ثم رأيت نوراً أضاء به الأفق وبدت لي صورة , ونوديت منها : يا عبد القادر أنا ربك وقد أحللت لك المحرمات , أو قال :ما حرمت على غيرك , فقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم اخسأ يا لعين , فإذا ذلك النور ظلام , وتلك الصورة دخان ، ثم خاطبني وقال : يا عبد القادر نجوت مني بعلمك بحكم ربك وفقهك في أحوال منازلاتك , ولقد أضللت مثل هذا الواقعة سبعين من أهل الطريق فقلت : لربي لفضل والمنَّة , قال : فقيل له : كيف علمت أنَّه شيطان ؟ قال بقوله : وقد أحللت لك المحرمات ) .

ومما يدل على تمكنه في الفقه وبراعته فيه ماحكاه عنه ابنه عبد الرزاق قال : جاءت فتوى من العجم إلى علماء بغداد لم يتضح لأحد فيها جواب شافي وصورتها : ما يقول السادة العلماء في رجل حلف بالطرق الثلاث . أنَّه لابد أن يعبد الله عز وجل عبادة ينفرد بها دون جميع الناس في وقت تلبسه بها فما يفعل من العبادات ؟ قال : فأتي بها إلى والدي فكتب عليها على الفور : يأتي مكة , ويخلي له المطاف , ويطوف أسبوعأ وحده وتنحل يمينه , قال : فما بات المستفتي ببغداد .

هكذا كانت حياته العلمية ووعظه وإرشاده كان علما وعالما وعاملا وقدوة وداعياً . واعترف بفضله القاصي والداني والعرب والعجم وانتشر فضله حتى عمَّ جميع البقاع وقصده الوافدون من كل البلاد والتف حوله الفقراء والمساكين . فكان بغية كل الطالبين في جميع العلوم وكان بغية الناس فيما يحتاجون فكان نوراً يشع على دولة الإسلام فرضي الله عنة ونفعنا ببركته .

قال شيخ الإسلام الشيخ محي الدين النووي رحمه الله : : ما علمنا فيما بلغنا من التفات الناقلين وكرامات الأولياء أكثر مما وصل إلينا من كرامات القطب شيخ بغداد محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه , كان شيخ السادة الشافعية والسادة الحنابلة ببغداد وانتهت إليه رياسة العلم في وقته , وتخرج بصحبته غير واحد من الأكابر وانتهى إليه أكثر أعيان مشايخ العراق وتتلمذ له خلق لا يحصون عدداً من أرباب المقامات الرفيعة , وانعقد علية إجماع المشايخ والعلماء رضي الله عنهم بالتبجيل والإعظام , والرجوع إلى قولة والمصير إلى حكمه ,وأُهرع إليه أهل السلوك من كل فج عميق وكان جميل الصفات شريف الأخلاق . كامل الأدب والمروءة كثير التواضع دائم البشر وافر العلم والعقل شديد الاقتفاء لكلام الشرع وأحكامه معظما لأهل العلم مُكرِّماً لأرباب الدين والسنة , مبغضاً لأهل البدع والأهواء محبا لمريدي الحق مع دوام المجاهد ولزوم المراقبة إلى الموت وكان له كلام عال في علوم المعارف شديد الغضب إذا انتهكت محارم الله سبحانه وتعالى سخي الكف كريم النفس على أجمل طريقة وبالجملة لم يكن في زمنه مثله رضي الله عنه . قلائد الجواهر ص 137 نقلا عن بستان العارفين

وذكره الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه رجال الفكر والدعوة فقال : ولم يمنعه اشتغاله بالوعظ والإرشاد وتربية النفوس من الاشتغال بالتدريس , ونشر العلم ونصر السنة والعقيدة الصحيحة , ومحاربة البدع , وقد كان في العقيدة والفروع متبعا للإمام أحمد والمحدثين والسلف . قال ابن رجب : كان متمسكاً في مسائل الصفات والقدر ونحوهما بالسنة , مبالغاً في الرد على من خالفها . وقد كان قوي الاشتغال بالتدريس , عالما مثقفاً , قالوا : كان يتكلم في ثلاثة عشر علماً وكانوا يقرءون عليه في مدرسته درساً من التفسير , ودرساً من الحديث , و درساً من المذهب , و الخلاف وكانوا يقرءون عليه طرفي النهار التفسير وعلوم الحديث , والمذهب والخلاف , والأصول , والنحو .

كان رضي الله عنه يقرأ القران بالقراءات بعد الظهر , وكان يفتي على مذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهما , وكانت فتواه تعرض على العلماء بالعراق , فتعجبهم أشد الإعجاب .

ويتابع الشيخ أبو الحسن قائلا : عني الشيخ عبد القادر بعدما أتم دراسته العلمية والروحية بالإصلاح وإرشاد الخلق إلى الحق , وجمع بين الرئاسة الدينية والرئاسة العلمية , وكان أبو سعيد قد بني مدرسة لطيفة بباب الأزج ففوضت إليه وتكلم مع الناس بلسان الوعظ وظهر له صيت , فضاقت مدرسته بالناس من ازدحامهم على مجلسه : فجلس للناس عند السور أياماً , ثم وسعت بما أضيف إليها من المنازل والأمكنة التي حولها , وبذل الأغنياء في عمارتها أموالهم ,وعمل الفقراء فيها بأنفسهم , واكتملت المدرسة في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة , وصارت منسوبة إليه ,وتصدر بها للتدريس والفتوى والوعظ مع الاجتهاد في العلم والعمل ,وجمع الله قلوب عباده على حبه , والهج ألسنتهم بالثناء عليه , وانتهت إليه رئاسة العلم والتربية والإصلاح والإرشاد والدعوة إلى الله بالعراق وقصده الناس من الأفاق , ورزقه الله من الوجاهة والقبول ما أزرى بوجاهة الملوك والسلاطين , وهابه الخلفاء والملوك والوزراء فمن دونهم ,

قال الشيخ موفق ابن قدامه صاحب المغني : لم أر أحداً يعظم من أجلْ الدين أكثر منه " وكان يحضر مجالسه في بعض الأحيان الخليفة والملوك والوزراء فيجلسون متأدبين خاشعين . أما العلماء والفقهاء فلا يأتي عليهم حصر , وقد عد في بعض مجالسه أربعمائة محبرة.

ويقول : وكان لمجالسه تأثير عظيم ونفع كثير .

قال الشيخ عمر الكيساني : لم تكن مجالس سيدنا الشيخ عبد القادر رضي الله عنه تخلو ممن يسّْلمْ من اليهود والنصارى , ولا من يتوب من قطاع الطريق , وقاتلي النفس , وغير ذلك من الفساق ولا ممن يرجع عن معتقد سيء, وقد كان يشعر بذلك ويحمد الله عليه , ويفضله على ما كان يهواه من الخلوة بالله والانقطاع عن الخلق والاشتغال بالعبادات .

قال الجبائي : قال لي سيدنا الشيخ أتمنى أن أكون في الصحاري والبراري كما كنت في الأول ,لا أرى الخلق ولا يرونني , ثم قال أراد الله عز وجل منِّي منفعة الخلق فأنه قد أسلم على يدي أكثر من خمسة آلاف من اليهود والنصارى , وتاب على يدي من العيارين والمسالحة , أكثر من مائة ألف وهذا خير كثير .

هكذا كانت سيرة الشيخ عبد القادر الجيلاني , عاش حياته للناس كالمطر للأرض وكالقمر يضئ لهم طريقهم إلى الله به يهتدون ومعه يسيرون .فرضي الله تعالى عنه وأمدنا بمدده ونفَّعنا بعلمه وأفاض علينا من بركته وسلك بنا مسلكه .

وكان الشيخ عبد القادر في طليعة الداعين إلى التوسع في الفهم القران الكريم والأحاديث النبوية والتفهم على استنباط الدلائل المتعلقة بالعقائد والأحكام الفقهية منها ولذا كان على جانب كبير من المعرفة في علوم القران وعلوم الحديث حتى انه فاق علماء عصره في هذه العلوم الشريفة .

ومما يدل على سعة معرفة الشيخ بالكتاب الكريم ، ما اخبره به الشيخ يوسف بن الإمام أبي الفرج الجوزي العلامة البغدادي الشهير فقال :

قال لي الحافظ احمد البندلجي حضرت ووالدك رحمه الله تعالى يوما مجلس عبد القادر، فقرأ القارئ آية ، فذكر الشيخ في تفسيرها وجها فقلت لوالدك أتعلم هذا الوجه ؟
قال : نعم ، ثم ذكر الشيخ وجها آخر . فقلت : لوالدك أتعلم هذا الوجه ؟
قال : نعم ، فذكر الشيخ فيها احد عشر وجها ، وأنا أقول لوالدك أتعلم هذا الوجه ؟
وهو يقول : نعم . ثم ذكر الشيخ وجها آخر . فقلت لوالدك أتعلم هذا الوجه ؟
قال : لا حتى ذكر فيها كمال أربعين وجها يعزو كل وجه إلى قائله ووالدك .
يقول : لا اعرف هذا الوجه واشتد تعجبه من سعة علم الشيخ .
وكان الشيخ عبد القادر لا يروي في كتبه وخطبه غير الأحاديث الصحيحة وكان له باع طويل في نقد الحديث وكان يشرح الحديث في معناه اللغوي ، ثم ينتقل إلى شرح مغزاه ، ثم ينتقل إلى استنباط المعاني الروحية منه ، وهكذا كان قد جمع بين ظاهرية المحدثين وروحاني الصوفية . وكان الشيخ عبد القادر لا يشجع طلابه على دراسة الفلسفة أو علم الكلام ، لأنه لا يرى أنهما ليسا من العلوم الموصلة إلى الله تعالى ثم انه يخشى أن ينصرف طلابه إليهما فيقعوا في مهاوي الآراء الفلسفية أو الكلامية البعيدة عن العقيدة الشرعية .

قال الشيخ منصور بن المبارك الواسطي الواعظ دخلت وأنا شاب على الشيخ عبد القادر عنه ومعي كتاب يشتمل على شيئ من الفلسفة وعلوم الروحانيات . فقال لي : من دون الجماعة وقبل أن ينظر إلى كتاب أو يسألني عنه ، يا منصور بئس الرفيق كتابك قم فاغسله وناولني بدله كتاب فضائل القرآن لمحمد بن العريس .
ولقد روى ابن تيمية عن الشيخ احمد الفاروقي انه سمع الشيخ شهاب الدين عمر السهرودي . يقول : كنت قد عزمـت أن اقــرأ شيئاً من عـلـم الكــلام وأنا مـتردد هل اقرأ كتاب الإرشاد لإمام الحرمين أو نهايــة الإقدام للـشهـرستاني أو كتاب آخر، فذهـبت مع خالي أبي لنجــيب وكان يصــلي بجنب الشيخ عبد القـادر فالتفت إلي الشيخ عبد القادر . وقال : يا عمر ما هو من زاد القبر ? فعلمت انه يشير إلى دراسة علم الكلام فرجعت عنه










قديم 2008-10-26, 21:07   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



أقوال العلماء في الشيخ عبد القادر الجيلاني

من خلال ما مرَّ معنا تبين لنا أنَّ شخصية الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه كانت شخصية عظيمة بل وفريدة من نوعها جمع كافة العلوم وأتقن كافة الفنون وكان بحراً لا سواحل له حتى دان له العلماء وخضع له الأولياء واجمع على علمه وولياته العلماء ,وثنا عليه الكثير من علماء الأمة الصالحون والعارفون والَّفت فيه المئات من الكتب والرسائل والتصانيف وقيل فيه العديد من القصائد والأشعار ,وإليك بعض ما قيل في حق هذا الرجل القدوة العارف بالله العظيم :

قال شيخ الإسلام الشيخ محي الدين النووي رحمه الله : : ما علمنا فيما بلغنا من التفات الناقلين وكرامات الأولياء أكثر مما وصل إلينا من كرامات القطب شيخ بغداد محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه , كان شيخ السادة الشافعية والسادة الحنابلة ببغداد وانتهت إليه رياسة العلم في وقته , وتخرج بصحبته غير واحد من الأكابر وانتهى إليه أكثر أعيان مشايخ العراق وتتلمذ له خلق لا يحصون عدداً من أرباب المقامات الرفيعة , وانعقد علية إجماع المشايخ والعلماء رضي الله عنهم بالتبجيل والإعظام , والرجوع إلى قولة والمصير إلى حكمه ,وأُهرع إليه أهل السلوك من كل فج عميق وكان جميل الصفات شريف الأخلاق . كامل الأدب والمروءة كثير التواضع دائم البشر وافر العلم والعقل شديد الاقتفاء لكلام الشرع وأحكامه معظما لأهل العلم مُكرِّماً لأرباب الدين والسنة , مبغضاً لأهل البدع والأهواء محبا لمريدي الحق مع دوام المجاهد ولزوم المراقبة إلى الموت وكان له كلام عال في علوم المعارف شديد الغضب إذا انتهكت محارم الله سبحانه وتعالى سخي الكف كريم النفس على أجمل طريقة وبالجملة لم يكن في زمنه مثله رضي الله عنه . قلائد الجواهر ص 137 نقلا عن بستان العرافين

قال شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام رحمة الله : إنه لم تتواتر كرامات أحد من المشايخ إلا الشيخ عبد القادر فإن كراماته نقلت بالتواتر . كتاب الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجل 134 _ سير أعلام النبلاء للذهبي ج 20 ص 443

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمته : الشيخ عبد القادر الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست الجيلي الحنبلي شيخ بغداد .

ويقول شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية رحمة الله تعالى: وأما أئمة الصوفية والمشايخ المشهورين من القدماء مثل الجنيد بن محمد وأتباعه ومثل الشيخ عبد القادر وأمثاله فهؤلاء من أعظم الناس لزوماً للأمر والنهي وتوصية بإتباع ذلك وتحذيرا من المشي مع القدر كما مشى أصحابهم أولئك. مؤلفات الشيخ

قال أبو اسعد عبد الكريم السمعاني : كان عبد القادر أبو محمد من أهل جيلان إمام الحنابلة وشيخهم في عصره فقيه صالح دين خير كثير الذكر دائم الفكر سريع الدمعة تفقه على المخرمي وصحب الشيخ حماداً الدباس وكان يسكن باب الأزج في مدرسة بنيت له مضينا لزيارته فخرج وقعد بين أصحابه وختموا القرءان فألقى درساً ما فهمت منة شيئا وأعجب من ذا أن أصحابه قاموا وعادوا الدرس فلعلهم فهموا لإلفهم بكلماته وعبارته وقال : هو إمام الحنابلة وشيخهم في عصره فقيه صالح كثير الذكر دائم الفكر ,وهو شديد الخشية , مجاب الدعوة اقرب الناس للحق ولا يرد سائلا ولو بأحد ثوبيه .

وقال شيخ الإسلام شهب الدين احمد بن حجر العسقلاني رحمة الله تعلى : كان الشيخ عبد القادر متمسكاً بقوانين الشريعة , يدعو إليها وينفر عن مخالفتها ويشغل الناس فيها مع تمسكه بالعبادة والمجاهدة ومزج ذلك بمخالطة الشاغل عنها غالبا كالأزواج والأولاد , ومن كان هذا سبيله كان أكمل من غيره لأنها صفة صاحب الشريعة صلى الله علية وسلم . قلائد الجواهر ص 23

وقال موفق الدين بن قدامة المقدسي رحمة اله تعالى : دخلنا بغداد سنة إحدى وستين وخمسمائة فإذا الشيخ عبد القادر بها انتهت إليه بها علما وعملا وحالا واستفتاء , وكان يكفي طالب العلم عن قصد غيره من كثرة ما اجتمع فيه من العلوم والصبر على المشتغلين وسعة الصدر كان ملئ العين وجمع الله فيه أوصافاً جميلة وأحوالاً عزيزة ,وما رأيت بعده مثله ولم اسمع عن احد يحكي من الكرامات أكثر مما يحكى عنه , ولا رأيت احداً يعظمه الناس من أجل الدين أكثر منه . قلائد الجواهر ص 6 و7

وقال الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي الاشبيلي : عبد القادر الجيلاني فقيه الحنابلة والشافعية ببغداد وشيخ جماعتها , له القبول التام عند الفقهاء والفقراء والعوام , وهو احد أركان الإسلام انتفع به الخاص والعام كان مجاب الدعوة سريع الدمعة دائم الذكر كثير الفكر رقيق القلب دائم البشر كريم النفس سخي اليد غزير العلم شريف الأخلاق طيب الأعراف مع قدم راسخ في العبادة والاجتهاد . قلائد الجواهر ص7

وقال مفتي العراق ,محي الدين أبو عبد الله محمد بن حامد البغدادي : في وصف السيد عبد القادر الجيلاني بأنة سريع الدمعة شديد الخشية كثير الهيبة مجاب الدعوة كريم الأخلاق طيب الأعراق ابعد الناس عن الفحش اقرب الناس إلى الحق شديد البأس إذا انتهكت محارم الله وكان التوفيق رأيه والتأييد صناعته والذكر وزيره والفكر سميره وآداب الشريعة ظاهره وأوصاف الحقيقة سرائره ,

وقال : كان ابعد الناس عن الفحش اقرب الناس إلى الحق شديد البأس إذا انتهكت محارم الله عز وجل لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لغير ربه .

وقال محب الدين عبد الله بن النجار في تاريخه : عبد القادر الجيلاني بن أبي صالح جنكي دوست من أهل جيلان احد الأئمة الأعلام , صاحب الكرامات الظاهرة ,كان من الأولياء المجتهدين , والمشايخ المرجوع إليهم في أمور الدين واحد أئمة الإسلام العالمين العاملين . تكملة إكمال الإكمال في الأنساب والألقاب تحت رقم 337

وقال بن رجب الحنبلي رحمة الله تعلى : عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ثم البغدادي ,الزاهد شيخ العصر وقدوة العارفين وسلطان المشايخ وسيد أهل الطريقة , محيي الدين ظهر للناس , ظهر للناس ,وحصل له القبول التام , وانتصر أهل السنة الشريفة بظهوره ,وانخذل أهل البدع والأهواء , واشتهرت أحواله وأقواله وكراماته ومكاشفاته ,وجاءته الفتاوى من سائر الأقطار , وهابه الخلفاء والوزراء والملوك فمن دونهم . الطبقات لأبن رجب الحنبلي

وقال الحافظ بن كثير رحمة الله : الشيخ عبد القادر الجيلي بن أبي صالح أبو محمد الجيلي ولد سنة سبعين وأربعمائة ودخل بغداد فسمع الحديث وتفقه على أبي سيعد المخرمي الحنبلي وقد كان بنا مدرسة ففوضها إلى الشيخ عبد القادر فكان يتكلم على الناس بها ويعظهم وانتفع به الناس انتفاعاً كثيراً وكان له سمت حسن وصمت ، غير الأمر بالمروف والنهي عن المنكر وكان فيه تزهد كثير وله أحوال صالحة ومكاشفات ولأتباعه وأصحابه فيه مقالات ويذكرون عنة أقوالا وأفعالا ومكاشفات أكثرها مغالاة وقد كان صالحا ورعا . البداية والنهاية لأبن كثير



وقال الإمام العلامة اليافعي اليمني المكي الشافعي رحمة الله تعالى : قطب الأولياء الكرام , شيخ المسلين والإسلام ركن الشرعة وعلم الطريقة , شيخ الشيوخ ,قدوة الأولياء العارفين الأكابر أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي قدس سره ونور ضريحه , تحلى رضي الله عنه بحلي العلوم الشرعية وتجمل بتيجان الفنون الدينية ,وتزود بأحسن الآداب واشرف الأخلاق , قام بنص بالكتاب والسنة خطيبا على الأشهاد ,ودعا الخلق إلى الله سبحانه وتعالى فأسرعوا إلى الانقياد , وابرز جواهر التوحيد من بحار علوم تلاطمت أمواجها ,وابرأ النفوس من أسقامها وشفى الخواطر من أوهامها وكم رد إلى الله عاصياً , تتلمذ له خلق كثير من الفقهاء . قلائد الجواهر ص 136

قال عنة الإمام الشعراني رضي الله عنه : طريقته التوحيد وصفاً وحكما وحالا وتحقيقه الشرع ظاهرا وباطناً . الطبقات الكبرى الشعراني 1/129

قال عنه الشيخ عدي بن مسافر رحمة الله تعالى : طريقته الذبول تحت مجاري الأقدار موافقة القلب والروح وإتحاد الباطن والظاهر وانسلاخه من صفات النفس . الطبقات الكبرى 1/127

وقال الشيخ حسن قضيب البان شيخ الموصل رحمة الله : الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى قائد ركب المحبين وقدوة السالكين , وإمام الصديقين .وحجة العارفين , وصدر المقربين , في هذا الوقت . قلائد الجواهر ص 22

وقال سيدي أبو العباس القطب الكبير الشيخ احمد الرفاعي رضي الله عنه : الشيخ عبد القادر من يستطيع وصف مناقبه , ومن يبلغ مبلغة , ذاك رجل بحر الشريعة عن يمينه ,وبحر الحقيقة عن يساره من أيهما شاء اقترف ,لا ثاني له في وقتنا هذا . طبقات الأولياء لابن الملقن ص 10 وقلائد الجواهر ص 66

وقال عنه الشيخ بقا بن بطو رحمه الله تعالى : كانت قوة الشيخ عبد القادر الجيلاني في طريقته إلى ربة كقوى جميع أهل الطريق شدة ولزوما وكانت طريقته التوحيد وصفا وحكما وحالاً . الطبقات الكبرى 1/127

ويقول عنه الشيخ علي بن الهيتي رحمه الله تعالى : كان قدمه التفويض والموافقة مع التبرؤ من الحول والقوة وكانت طريقته تجريد التوحيد وتوحيد التفريد مع الحضور في موقف العبودية لا بشيء ولا لشيئ . الطبقــات الكبرى 1/128










قديم 2008-10-26, 21:08   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



طريقة ومنهج الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه في التربية والسلوك



جاء الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره إلى بغداد في سنة (488) هـ لطلب العلم وتعلم الفقه وبدأ بطلب العلم وشمر عن ساعد الجد عندما علم أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة فاجتهد بهذا الطريق وكان يدرس اثنا عشر علما حتى قال :

درست العلم حتى صرت قطباً ونلت السعد من مولى الموالي

وصار سلطان العلماء ويفتي على المذهبين الحنبلي والشافعي وتصدر للتدريس في مدرسة شيخه أبو سعيد المخزومي في باب الأزج حتى ضاقت المدرسة بالوافدين فخرج من بغداد إلى أطرافها ليتسع للناس حيث وصل عدد الذين يجلسون في مجلسه إلى سبعين ألف طالب وعالم ومتصوف وروى عنه أيضا انه قضى عدة سنوات على ضفاف دجلة يتعبد ويعتكف لعبادة الله تعالى وتوجه إلى علم التصوف والسلوك والتربية فأخذ هذا العلم عن قاضي القضاة أبو سعيد المخزومي وعن الشيخ حماد الدباس وعن الشيخ عبد الله الصومعي حتى شهد الكل له بالصلاح والولاية وذاع صيته في بغداد واستطاع رضي الله عنه أن يجمع بين الفقه والعلم والتصوف والسلوك والتربية وعندما رأى ضلال بعض الفرق الصوفية وخروجها عن الكتاب والسنة راح يحاربها ويبين زيفها وزيغها وبدعها وسعى جاهدا ليخضع الطريقة للشريعة لكي لا تضل ولا تزيغ بل قدم الشريعة على الطريقة لأنها الأصل الذي تبنى عليه الطريقة وكان يكثر من قوله : (اتبعوا ولا تبتدعوا ) وكان يقول: (تفقه ثم اعتزل وكل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة) . وخضع له كل العلماء والأولياء في زمنه لما رأوا فضله عليهم وبذلك أعاد ربط السلوك والتصوف بالفقه والشرع كما كان الزهد والتعبد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان للشيخ عبد القادر رضي الله عنه باعاً طويلاً بالتأليف والتصنيف وخاصة بالتصوف والسلوك مثل كتاب : (الفتح الرباني – فتوح الغيب – الغنية – سر الأسرار – الطريق إلى الله – آداب السلوك) وكل هذا من أجل أن يضع لطريقته منهاجاً قويماً قائم على الكتاب والسنة من أجل ينير الدرب لمريديه من بعده حتى لا يضلوا وينغمسوا في البدع والضلال وهكذا كان منهج سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وهكذا استطاع أن يوفق بين الفقه والتصوف وآخى بين الفقهاء والمتصوفة واخضع الحقيقة للشريعة وصفى التصوف من البدع والضلالات التي دخلت عليه فدان له العلماء ووقف ببابه الأولياء حتى قال عنه الشيخ عقيل المنبجي رحمه الله : هذا هو الباز الأشهب هذا هو سلطان الأولياء والعارفين

وقد وضح طريقته رضي الله عنه فقال: (لا يرى غير مولاه ولا يسمع ولا يعقل . بنعمته تنعم . وبقربه أُسعد وتزين وتشرف.وبوعده طاب وسكن وبه اطمئن .وبحديثه أنس وعن غيره استوحش ونفر وإلى ذكره التجأ وركن. وبه عز وجل وثق. وعليه توكل وبنور معرفته اهتدى وتقمص وتسربل ) .

وقال عنه الإمام الشعراني رضي الله عنه : طريقته التوحيد وصفاً وحكماً وحالاً وتحقيقه الشرع ظاهراً وباطناً . الطبقات الكبرى 1/129

وقال عنه الشيخ عدي بن مسافر رحمه الله تعالى : طريقته الذبول تحت مجاري الأقدار بموافقة القلب والروح واتحاد الباطن والظاهر وانسلاخه من صفات النفس 0 الطبقات الكبرى 1/127

وقال عنه الشيخ بقا بن بطو رحمه الله تعالى :كانت قوة الشيخ عبد القادر الجيلاني في طريقته إلى ربه كقوى جميع أهل الطريق شدة ولزوماً وكانت طريقته التوحيد وصفاً وحكماً وحالاً . الطبقات الكبرى 1/ 127

ويقول عنه الشيخ علي بن الهيتي رحمه الله تعالى : كان قدمه التفويض والموافقة مع التبرىء من الحول والقوة وكانت طريقته تجريد التوحيد وتوحيد التفريد مع الحضور في موقف العبودية لا بشيء ولا لشيء . الطبقات الكبرى1/128

هكذا كانت طريقة ومسيرة سيدي الباز الأشهب والغوث العظم الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وعلى سار في منهج التربية مع تلاميذه وكان معروفاً بين المشايخ بشدته وحزمه في التربية ولا يتهاون في الشريعة وحدودها وكان يعتمد في تربية المريدين أولاً على الحلم بهم ومن ثم العلم والفقه والحديث ثم على الزهد والتقشف والرياضات والخلوات والمجاهدات وعلى الأذكار والأدعية فقام رضي الله عنه بوضع الأوراد وقسمها على الأيام والليالي والأوقات فكانت خبرته في التربية ليس له مثيل في عصره حتى انتهت إليه رئاسة العلم والتربية في زمنه فلذلك اشتهر بين العوام والخواص وشهدت له كل الملل والنحل حتى أن اليهود والنصارى كانوا يحضرون مجالسه ولم يطعن أحد بسيرته ومنهجه بل شهد بفضله كبار علماء الأمة وصالحيها ممن عاصروه وممن جاءوا من بعده فمن العلماء كالعز ابن عبد السلام والإمام النووي وابن كثير والذهبي وابن تيمية وابن القيم والسيوطي وابن حجر رحمهم الله ومن الصالحين كالإمام الرفاعي والشيخ عقيل المنبجي والسهروردي ومحي الدين العربي وعدي ابن مسافر والشيخ رسلان الدمشقي وحياة ابن قيس الحراني وأبو مدين وأبو الحسن الشاذلي والشعراني رحمهم الله أجمعين .

أخي السالك:

هكذا كان منهج الشيخ الجليل الذي عاش قدوة للناس ومنارة لمن جاء من بعده وهاهي طريقته القادرية العلية ثمان قرون ونيف والناس تقتدي به وتثني عليه و تتبع منهجه القويم فإذا أردت أن تكون من أتباع الطريقة القادرية بحق فلن يستقيم لك ذلك إلا بإتباع منهجه وطريقته على أصلها الصحيح الذي اقتبسه رضي الله عنه من بحر الشريعة ومن نور النبوة المحمدي وتحذي حذوه دون مخالفة ودون شطط عن منهجه وطريقته واجعل الكتاب عن يمينك والسنة عن شمالك واجعلهما جناحيك تطير بهما إلى الله جل وعلا . وتقرب بهما إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . فرضي الله عن سيدي الشيخ عبد القادر ونفعنا ببركته آمين .آمين .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين .










قديم 2008-10-26, 21:14   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



وصية الغوث الأعــظم سلطان الأولياء والعارفين الباز الأشهب

زبدة العارفين ومرشد الطالبين القطب الرباني والغوث الصمداني

سيدي الشيخ محي الدين عبد القادر الجيلاني قدس سره العالي



أخي السالك:

هذه وصية سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه لكل المريدين والسالكين في طريق القوم وفي طريق التصوف وخاصة الفقراء القادرية وهي وصية عظيمة تعد بمثابة العقيدة والدستور والمنهج لكل سالك يف طريق القوم السادة الصوفية فينبغي أن تكون محفوظة لدى كل مريد قادري ومنسوخة في عقله ومخه ودماغه فهي كالمشعل يضيء لك الطريق في ظلمة الليل الحالك فاحفظها واعمل بها وهذه هي الوصية :

1. أوصيك بتقوى الله ، وحفظ طاعته ، ولزوم ظاهر الشرع ، وحفظ حدوده

2. وإن طريقتنا هذه مبنية على : سلامة الصدر، وسماحة النفس ، وبشاشة الوجه ، وبذل الندى ، وكف الأذى ، والصفح عن عثرات الإخوان

3. وأوصيك بالفقر وهو : حفظ حرمات المشايخ ، وحسن العشرة مع الإخوان ، والنصيحة للأصاغر ، والشفقة على الأكابر ، وترك الخصومة مع الناس ، وملازمة الإيثار ، ومجانبة الادخار وترك الصحبة مع من ليس منهم ومن طبقتهم ، والمعاونة في أمر الدين والدنيا وحقيقة الفقر أن لا تفتقر إلى من هو مثلك وحقيقة الغنى أن تستغني عمن هو مثلك

4. وأن التصوف ما هو مأخوذ عن القيل والقال ، بل هو مأخوذ من ترك الدنيا وأهلها ، وقطع المألوفات والمستحبات ، ومخالفة النفس والهوى ، وترك الاختيارات والإرادات والشهوات ، ومقاسات الجوع والسهر ، وملازمة الخلوة والعزلة

5. وأوصيك إذا رأيت الفقير أن لا تبتدئه بالعلم بل ابتدئه بالحلم والرفق فإن العلم يوحشه والرفق يؤنسه
6. وأن التصوف مبني خصال : أهمها:

· الخصلة الأولـــى : السخاء وهي لإبراهيم عليه السلام

· الخصلة الثانيــــة : الرضـا وهي لإسحاق عليه السلام

· الخصلة الثالثــــة : الصـبر وهي لأيـــوب عليه السلام

·
·
·
7. وأوصيك أن لا تصحب الأغنياء إلا بالتعزز ، ولا الفقراء إلا بالتذلل . وعليك بالإخلاص وهو : نسيان رؤية الخلق ودوام رؤية الخالق ولا تتهم الله عز وجل في الأمور واسكن إليه في كل حال ولا تضيع حقوق أخيك اتكالاً لما بينك وبينه من المودة والصداقة فإن الله عز وجل فرض لكل مؤمن حقوقاً عليك فأقل الحال ها هنا الدعاء لهم وخدمة الفقراء لازمة على الطالب بالنفس والمال

8. والزم نفسك بثلاثة أشياء : بالتواضع لله سبحانه وتعالى وبحسن الأدب مع الخلق كلهم وبسخاء النفس

9. وأمت نفسك حتى تحيا ، وإن أقرب الخلق إلى الله أوسعهم صدراً وأحسنهم خلقاً وإن أفضل الأعمال مخالفة النفس والهوى ودوام التوجه إلى الله سبحانه وتعالى والإعراض عما سواه

10. وحسبك في الدنيا شيئان : أولاً : صحبة فقير عارف ثانياً : خدمة ولي كامل

11. واعلم أن الفقير هو الذي لا يستفتي بشيء من دون الله تعالى وطريقه جد كله فلا يخالطه بشيء من الهزل

12. وجانب أهل البدع . فلا تنظر إليهم جملة وإن كنت قادرا عليهم فامنعهم عنها وازجرهم

13. وعليك بترك الاختيار وملازمة التسليم وتفويض الأمر إلى الله

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين










قديم 2008-10-26, 21:15   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



الرد على من يطعن بعقيدة الإمام الجيلاني مستدلا بالإمام الذهبي




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ورضي الله عن سيدي وقرة عيني الشيخ عبد القادر الجيلاني وبعد :

فقد طرح أحد الإخوة هذا الإشكال حول ما ذكره الإمام الذهبي من عقيدة سيدن عبد القادر الجيلاني

قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام عبد القادر الجيلاني:

قال شيخنا الحافظ أبو الحسين علي بن محمد: سمعت الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام الفقيه الشافعي يقول: ما نقلت إلينا كرامات أحد بالتواتر إلا الشيخ عبد القادر، فقيل له: هذا مع اعتقاده، فكيف هذا ؟ فقال: لازم المذهب ليس بمذهب.
قلت : أي الإمام الذهبي : يشير إلى إثباته صفة العلو ونحو ذلك، ومذهب الحنابلة في ذلك معلوم ، يمشون خلف ما ثبت عن إمامهم رحمه الله إلا من يشذم منهم، وتوسع في العبارة .

وقد صوغ البعض لأنفسهم الطعن في عقيدة الإمام الجيلاني رضي الله عنه متخذا من هذا الكلام دليلا على مراده وغايته

فكان لابد من الرد على هذا الكلام العظيم فأقول وبالله التوفيق :

إن من العجيب كل العجيب كيف نجد من يطعن بعقيدة الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ونفعنا ببركته الذي اجمع على ولايته العلماء والعارفين وكل من له قدم في العلم والولاية ولم يطعن فيه إلا أبو فرج الجوزية صاحب كتاب تلبيس إبليس والعجيب أني وجدت في كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي مدحاً وثناء على الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه فقد ذكر في ترجمته ما يلي (الشيخ عبد القادر، الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست الجيلي الحنبلي شيخ بغداد) فهو في كلامه هذا يعترف بعلمه وإمامته ويقول عنه شيخ الإسلام وبأنه علم الأولياء وانه شيخ بغداد فكيف يتفق كلامه هذا مع الكلام الذي ذكر في الموضوع الذي يدور النقاش حوله . فلابد أن في المسألة نظر فلو أن عقيدته فيها شيء من الذي ذكر لما صح أن يصفه بهذه الأوصاف



ولبيان عقيدة الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ننقل لكم هذا الكلام الذي يبين فيه عقيدته الصحيحة فقد ذكر رضي الله عنه في الفتح الرباني المجلس العاشر ما يلي(عـلـيـكـم بالإتباع مـن غـيـر ابـتـداع ، عـلـيـكـم بـمـذهـب الـســلـف الـصـالـح . امـشــوا فـي الـجـادة الـمـســتـقـيـمـة ، لا تـشــبـيـه و لا تـعـطـيـل ، بـل اتـبـاعـاً لـســنـة رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم ، مـن غـيـر تـكـلـّـف و لا تـطـبّـع و لا تـشــدّد و لا تـمـشـدق و لا تـمـعـقـل ، يـســعـكـم مـا وســع مـن كـان قـبـلـكـم .)



وهذا بيان صريح لعقيدة الشيخ وجاء أيضاً في كتاب الغنية الجزء الثاني في الصفحة 187 تحت عنوان : باب فيما يجب على المريد في هذه الطريقة أولاً (فـالـذي يـجـب عـلـى الـمـبـتـدىء فـي هـذه الـطـريـقـة الاعـتـقـاد الـصـحـيـح الـذي هـو الأســاس فـيـكـون عـلـى عـقـيـدة الـســلـف الـصـالـح أهـل الـســنـة الـقـديـمـة ســنـة الأنـبـيـاء و الـمـرســلـيـن و الـصـحـابـة و الـتـابـعـيـن و الأولياء و الـصـديـقـيـن عـلـى مـا تـقـدم ذكـره و شــرحـه فـي أثـنـاء الـكـتـاب فـعـلـيـه بـالـتـمـســك بـالـكـتـاب و الـســنـة و الـعـمـل بـهـمـا أمــورا و نـهـيـا أصـلا و فـرعـا فـيـجـعـلـهـمـا جـنـاحـيـه يـطـيـر بـهـمـا فـي الـطـريـق الـواصـل إلى الله عـزَّ و جـلَّ)

وفي هذا أيضاً دلالة على عقيدة الشيخ وأمره للمريد بها أيضاً وفي هذين النقلين كفاية لبيان عقيدة الشيخ ومن أراد المزيد فليرجع إلى الفتح الرباني الذي يمتلىء ببيان عقيدة الشيخ رضي الله عنه وليرجع إلى كتاب فتوح الغيب فقد بين فيه عقيدته الكاملة رضي الله عنه وهي مشهورة موجودة في كتب الشيخ وهناك رسالة كاملة للشيخ تسمى عقيدة الشيخ عبد القادر وإنشاء الله سأنقلها لكم قريبا زيادة في الحجة والبرهان



وغير هذا كله فسيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني هو بحر من بحور الولاية والعلم وقد اجمع على ذلك الكثير من كبار علماء الأمة الذين يرجح ويقدم كلام كل واحد منهم على الإمام الذهبي إذا ثبت قوله في وطعنه بالشيخ

ومنهم شيخ الإمام الذهبي الشيخ بن تيمية رحمه الله فله كلام عظيم حول الشيخ رضي الله عنه وهناك شرح لكتاب فتوح الغيب لابن تيمية رحمه الله تعالى وما ذكر الشيخ إلا ويقول قدس الله روحه . فهل يقدم كلام الذهبي على شيخه ابن تيمية . لا لا يقدم

وإليك قول ابن تيمية في الشيخ عبد القادر رضي الله عنه (أما أئمة الصو فية و المشايخ المشهورون من القدماء مثل الجنيد بن محمد و أتباعه و مثل الشيخ عبد القادر و أمثاله فهؤلاء من أعظم الناس لزوما للأمر و النهي و توصية بإتباع ذلك و تحذيرا من المشي مع القدر كما مشى أصاحبهم أولئك و هذا هو الفرق الثاني الذي تلكلم فيه الجنيد مع أصحابه و الشيخ عبد القادر كلامه كله يدو ر على إتباع المأمور و ترك المحظو ر و الصبر على المقدور ولا يثبت طريقا تخالف ذلك أصلا لا هو و لا عامة المشايخ المقبولين عند المسلمين و يحذر عن ملاحظة القدر المحض بدون إتباع الأمر و النهي كما أصاب أولئك الصوفية الذين شهدوا القدر و توحيد الربوبية و غابوا عن الفرق الإلهي الديني الشرعي المحمدي الذي يفرق بين محبو ب الحق و مكروهة و يثبت أنه لا إله إلا هو و هذا من أعظم ما تجب رعايته على أهل الإرادة و السلوك فإن كثيرا من المتأخرين زاغ عنه فضل سواء السبيل و إنما يعرف هذا من توجه بقلبه و انكشفت له حقائق الأمور و صار يشهد الربوبية العامة و القيومية الشاملة فإن لم يكن معه نور الإيمان و القرآن الذي يحصل به الفرقان حتى يشهد الإلهية التى تميز بين أهل التوحيد و الشرك و بين ما يحبه الله و ما يبغضه .



وكذلك الإمام النووي رحمه الله تعالى يثني ثناء عظيما على الشيخ عبد القادر رضي الله عنه في كتابه بستان العارفين واسمع لقوله ماذا يقول ( ما علمنا فيما بلغنا من الثقات الناقلين كرامات الأولياء أكثر ما وصل إلينا من كرامات القطب شيخ بغداد محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه . كان شيخ السادة الشافعية والسادة الحنابلة ببغداد وانتهت إليه رياسة العلم في وقته وتخرج بصحبته غير واحد من الأكابر وانتهى إليه أكثر أعيان مشايخ العراق وتتلمذ له خلق لا يحصون عددا من أرباب المقامات الرفيعة وانعقد عليه إجماع المشايخ والعلماء رضي الله عنهم بالتبجيل والإعظام والرجوع إلى قوله والمصير إلى حكمه... ويتابع حتى يقول : شديد الاقتفاء لكلام الشرع وأحكامه.. مبغضاً لأهل البدع والأهواء ) ويتابع في الثناء عليه بكلام طويل وعظيم

واعتقد أن في كلام إمامين عظيمين كالنووي وابن تيمية رحمهما الله براءة لسيدي الشيخ عبد القادر مما نسب إليه . وكلاهما يقدم على الذهبي في مسألة الرجال وعلم الجرح والتعديل

ولو أردت سرد أقوال أهل العلم في الشيخ عبد القادر لما وسعتني صفحات لكن اكتفي بذكر ما سبق ومن العلماء الذين أثنوا على الشيخ (ابن حجر العسقلاني . ابن قدامة المقدسي . ابن رجب الحنبلي . العز بن عبد السلام . الإمام اليافعي. الحافظ بن كثير)

واعتقد انه فيما ذكر دلالة واضحة وحجة دامغة لتبرئة الشيخ مما نسب إليه من الباطل . وفي الحقيقة فالشيخ رضي الله عنه لا يحتاج لمثلي حتى يبرئه . فهو علم الشق وعلم بغداد وقد أجمع عليه أهل العلم وأهل الصلاح وهذا يكفيه فهو انتقل إلى بارئه منذ تسعة قرون ومازال ذكره ومنهجه باقي إلى يوم القيامة لا يؤثر عليه ناقد

والله اعلم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ورضي الله عن سيدي ومولاي وقرة عيني وشيخي وجدي وحبيبي الباز الأشهب سلطان الأولياء والعارفين الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره العالي وأمدني بمدده ونفعني ببركته وأفاض علي من نوره والحمد لله رب العالمين










قديم 2008-10-26, 21:23   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
علي النموشي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية علي النموشي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما شاء الله . موفقة ان شاء الله بمواضيعك المميزة والهادفة . الى الامام نحن معك .










قديم 2008-10-26, 22:02   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي النموشي مشاهدة المشاركة
ما شاء الله . موفقة ان شاء الله بمواضيعك المميزة والهادفة . الى الامام نحن معك .

شكرا لك أخي الفاضل

تحياتي واحتراماتي









قديم 2008-10-27, 08:44   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
abh3
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هؤلاء هم سلف الامة الصالح
بارك الله فيك اختي الكريمة ووفقك الى كل خير










قديم 2008-10-27, 09:01   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abh3 مشاهدة المشاركة
هؤلاء هم سلف الامة الصالح
بارك الله فيك اختي الكريمة ووفقك الى كل خير
.................................................. .....................................
السلام عليكم
إذا أنت لست من سلف الأمة

الشيخ عبد القادر الجلانى قدس الله روحه يشهد أن الله فوق السماء. وأنت تقول فى الأرض
قلت : أي الإمام الذهبي : يشير إلى إثباته صفة العلو ونحو ذلك، ومذهب الحنابلة في ذلك معلوم ، يمشون خلف ما ثبت عن إمامهم رحمه الله إلا من يشذم منهم،

قول الشيخ الإمام العارف قدوة العارفين الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله روحه

قال في كتابه تحفة المتقين وسبيل العارفين في باب اختلاف المذاهب في صفات الله عز وجل وفي ذكر اختلاف الناس في الوقف عند قوله {وما يعلم تأويله إلا الله} قال إسحاق في العلم إلى أن قال: والله تعالى بذاته على العرش علمه محيط بكل مكان والوقف عند أهل الحق على قوله إلا الله وقد روى ذلك عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الوقف حسن لمن اعتقد أن الله بذاته على العرش ويعلم ما في السموات والأرض إلى أن قال ووقف جماعة من منكري استواء الرب عز وجل على قوله: {الرحمن على العرش استوى} وابتدأوا بقوله استوى له ما في السموات وما في الأرض يريدون بذلك نفي الاستواء الذي وصف به نفسه وهذا خطأ منهم لأن الله تعالى استوى على العرش بذاته وقال في كتابه الغنية أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار فهو أن تعرف وتتيقن أن الله واحد أحد إلى أن قال وهو بجهة العلو مستو على العرش محتو على الملك محيط علمه بالأشياء إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان بل يقال أنه في السماء على العرش استوى قال الله تعالى الرحمن على العرش استوى وساق آيات وأحاديث ثم قال وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وأنه استواء الذات على العرش ثم قال وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف . هذا نص كلامه في الغنية
من كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم 1/175









قديم 2008-10-27, 09:25   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم.
قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَونِى وَاتَّبَعُوا مَنْ لِّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً(21) وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً(22) وَقَالُواْ لا َتَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدَّاً ولاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً(23) وَقَدْ أَضَلَّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ الظَّـلِمِينَ إِلاَّ ضَلَـلاً (24) مِّمَّا خَطِئتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً(25)
أنظر تفسير بن كثير










قديم 2008-10-27, 09:30   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
نصر الهدى
عضو جديد
 
الصورة الرمزية نصر الهدى
 

 

 
إحصائية العضو










M001

سيدي الكريم جزاك الله كل خير و الله انا عبد ربه من محبي و من متتبعي سلسلة الشيوخ الصوفية
ارجو المزيد










 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc