الدعاء والتضرع إلى الله: فالدعاء سلاح المؤمن، ومفتاح الفَرَجِ، وسبيل تحقيق المطلوب، فالمتوكل يدعو ربه ويتضرع إليه، ويسأله من فضله، ويستعين به في كل أمره.
حسن الظن بالله: فالمتوكل يُحسِن الظن بربه، ويَثِقُ بأنه لن يخذله، وأنه سيختار له الخير، ويقدِّر له الأصلح.
قطع العلائق بغير الله: فالمتوكل لا يتعلق بغير الله، ولا يرجو سواه، ولا يخشى إلا الله، فهو يعلم أن النفع والضر بيد الله وحده.
التوكل في مواجهة التحديات:
نحن نعيش في عالم مليء بالتحديات والصِّعاب، والمؤمن المتوكل هو الأقدر على مواجهة هذه التحديات، والتغلب على هذه الصعاب؛ لأنه يملِكُ سلاحًا قويًّا، وعُدَّة متينة؛ وهي التوكل على الله.
فعندما يواجه المؤمن مشكلة أو أزمة، فإنه يلجأ إلى الله، ويتوكل عليه، ويسأله العون والمدد، ويستعين به في إيجاد الحلول، ويُوقِن بأن الله معه، ولن يخذله، وعندما يُصاب بمرض أو بلاء، فإنه يصبر ويحتسب، ويتوكل على الله في الشفاء، ويُوقن بأن الله أرحم به من نفسه، وأنه سيشفيه ويعافيه، وعندما يتعرض لظلمٍ أو عدوان، فإنه يفوض أمره إلى الله، ويتوكل عليه في رد الظلم، ودفع العدوان، ويُوقن بأن الله سينصره ويؤيده.
التوكل في الحياة اليومية:
التوكل ليس قاصرًا على الأمور الكبيرة والمهمة، بل هو مطلوب في كل شؤون الحياة، صغيرها وكبيرها؛ فالمؤمن يتوكل على الله في طعامه وشرابه، وفي نومه ويقظته، وفي عمله وكسبه، وفي زواجه وتربيته لأولاده، وفي كل حركة وسكنة من حركات وسكنات حياته.
فإذا خرج من بيته، توكل على الله وقال: ((بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله))، وإذا بدأ عمله، توكل على الله وسأله التوفيق والبركة، وإذا واجه صعوبة، توكل على الله واستعان به في تجاوزها، وإذا أصابه خير، شَكَرَ الله وتوكل عليه في حفظه وزيادته.
التوكل واليقين:
التوكل واليقين صِنوان متلازمان، لا ينفصلان، فكلما قَوِيَ اليقين في القلب، قَوِيَ التوكل على الله، واليقين هو الإيمان الجازم بالله، وبأسمائه وصفاته، وأفعاله، وبوعده ووعيده، وبأنه لا إله إلا هو، ولا رب سواه.
فالمؤمن الْمُوقِنُ يعلم أن الله هو الخالق الرازق، المحيي المميت، النافع الضار، المعطي المانع، وأنه بيده ملكوت كل شيء، وأنه على كل شيء قدير، ويعلم أن الله أرحم به من أمه وأبيه، وأنه ألطف به من نفسه، وأنه لا يريد به إلا الخير، وأنه لا يقضي له إلا ما هو أصلح له، ويعلم أن الله لا يُخلِف الميعاد، وأنه سينصره ويؤيده، ويحفظه ويرعاه، ويكفيه ويُغنيه، ويشفيه ويُعافيه.
فإذا رسَخ هذا اليقين في القلب، اطمأنَّ القلب وسكن، وزال عنه القلق والاضطراب، والخوف والوجَل، وحلَّ محله الأمن والسَّكِينة، والطمأنينة والرضا، وأصبح صاحبه من المتوكلين حقًّا.
التوكل والتفاؤل:
التوكل يُورِث التفاؤل، ويبعث الأمل في النفس، ويشرح الصدر، وينير القلب؛ فالمتوكل على الله لا ييأس ولا يقنَط، ولا يستسلم للصعاب، بل يظل متفائلًا، واثقًا بنصر الله، مؤمِّلًا في فَرَجِهِ، راجيًا رحمته.
وذلك لأن التوكل يعكس حسن الظن بالله، والثقة به، والاعتماد عليه، والمتوكل يعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وأنه مع الصابرين، وأنه ينصر المظلومين، وأنه يفرِّج عن المكروبين، وأنه يُرزَق من حيث لا يحتسب.
منقول من منتدى الألوكة