نقاش خاص حول المعايير الجمالية للأخلاق و التعاطف الإنتقائي !

[المانجيكيو]

تحية طيبة لأوفياء منتديات الجلفة و رمضانكم طيب مبارك .. و بعد :

أحمل معي موضوعا خاصا و مهما جدا لمن أراد أن ننتناقش و نتباحث فيه خاصة و أنه موضوع وثيق الصلة بسمعة الإنسانية التي هي في انحدار و نزول بعد ما جرى من أحداث مزرية في حق إخوتنا بقطاع غزة التي ندعو الله أن يفك كربتها و أن ينصرها و يحررها من أيادي المغتصب الجبان عدو الإنسانية الذي يلبس لباس الضحية و البراءة بينما هو أكثر كيان وحشي خبيث على وجه الأرض و لذا ندعو الله أن يخلصها من جميع من لا يستحقها من فاسدين و منافقين و خونة و عملاء .. و من كل من لا يحمل قلب صادق محب مؤمن بعدالة القضية ..

فالموضوع بصراحة هو ذو طابع يتعلق بطبيعة و سلوك الناس في التعاطف مع بعضهم بعضا و قد رأيت و سمعت مؤخرا مصطلحا أثار اهتمامي و هو مصطلح ( التعاطف الانتقائي ) و وجدت بأنه مصطلح دقيق و يصف بدقة ما قاله الفيلسوف الألماني في مثل مشهور و شائع يقول ( إذا قتلت صرصورًا فأنت بطل، وإذا قتلت فراشة فأنت شرير. الأخلاق لها معايير جمالية ) ، و المعنى واضح و هو أن كثير من الناس يمارسون تعاطفا إنتقائيا و ينحازون حتى في مشاعرهم و ذلك يظهر في ملامحهم و أقوالهم و أفعالهم و سلوكياتهم بشكل أو بآخر بحيث لا يشعرون بالألم و التعاطف ناحية شخص يبدو من وجهة نظرهم قبيحا و غير مستحسن لديهم و هو ما عبر عنه الفيلسوف بكلمة الصرصور بينما يشعرون بالألم ناحية شخص جميل و محبب إليهم و هو الفراشة .. و هذا التحيز في التعاطف حقيقي مجرب و ملموس في الطبائع البشرية و ليس من وحي خيال قائله ، و لا نعرف بعد لماذا نحن البشر نتحيز شعوريا و تعاطفيا ناحية ما يثير استحساننا فقط بينما لا نتأثر بالذي لا نشعر نحوه بأي شعور حتى لو لم يرتكب في حقنا بشكل متعمد ما يجعله مستقبح عندنا ، هو فقط انحياز شعوري صادر منا يجعلنا نمارس تعاطفا ذاتيا غير موضوعي بينما لا نبالي كثيرا بالذين لا يلبون حاجتنا إلى رؤية الجمال و الحسن و نذهب إلى نوع من التظاهر الزائف بأننا متعاطفون مع الجميع إلا أن ذلك مجرد قناع زائف تكشف زيفه كثير من المحطات و المواقف .. و الأمر ملاحظ و مجرب ..

و هذه الحقيقة الشعورية التي اكتشفها الفيلسوف نيتشه لا تجعل الفيلسوف نفسه منزه عن الوقوع في نفس ما قام بإدانته في مقولته الشهيرة تلك ، و هذا يفتح تساؤلا عميقا :

لما نحن البشر نتهم و ندعس الصرصور القبيح البريء و نجرمه لقباحته
بينما نبرئ الفراشة الجميلة المذنبة و نتعاطف معها لجمالها ؟ أين الخلل برأيكم ؟
و لما الأخلاق و الحظوظ و المكافآت و العقوبات تحمل صبغة جمالية عندنا كما قال الفيلسوف ؟
و ما ذنب أولئك الذين لا جمال لهم ؟ و كيف يصبحون أبرياء بدون الجمال ؟

[المانجيكيو]

صباح النور على الجمع المستيقظ ..
تذكير و دعوة لنقاش موضوع مطروح ..

[*آية*]

السلام عليكم
صراحة موضوعك ذكرني بحادثة من سنوات لشاب امريكي قام بقتل امراة وابنتها بحادث سيارة .. فتعاطف معه العالم الغربي لجماله وثرائه غير آبهين بما فعل واطلق عليه بعض الناشطين مصطلح (القاتل الوسيم)..
حبيت نقول ان الاجانب في بينهم يفتقرون للمساواة (العنصرية ضد السود /مكانة المرأة عندهم /العنصرية ضد العرق الآسيوي وما الى ذلك ) وذلك لافتقارهم لمبادئ الاخلاق و الدين ولذلك نجد العلمانيين يفصلون الدين و الاخلاق عن تعاملاتهم اليومية فما بالك لتعاملاتهم مع العرب .
الله المستعان

[المانجيكيو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *آية*

السلام عليكم صراحة موضوعك ذكرني بحادثة من سنوات لشاب امريكي قام بقتل امراة وابنتها بحادث سيارة .. فتعاطف معه العالم الغربي لجماله وثرائه غير آبهين بما فعل واطلق عليه بعض الناشطين مصطلح (القاتل الوسيم)..حبيت نقول ان الاجانب في بينهم يفتقرون للمساواة (العنصرية ضد السود /مكانة المرأة عندهم /العنصرية ضد العرق الآسيوي وما الى ذلك ) وذلك لافتقارهم لمبادئ الاخلاق و الدين ولذلك نجد العلمانيين يفصلون الدين و الاخلاق عن تعاملاتهم اليومية فما بالك لتعاملاتهم مع العرب .الله المستعان

و عليكم السلام و رحمة الله و شكرا على الإفادة و على مثال القصة المعبر وثيقة الصلة بموضوع المعايير الجمالية للأخلاق و التعاطف الإنتقائي دعيني أخبرك أختي آية أن مثل هذه القصص تتكرر في كثير من الناس و في عدة بقع و أمكنة من هذا العالم البشري الكثيف بغض النظر عن دولهم و جنسياتهم .. و إنني أخمن و أعتقد أن تربيتهم و عقدهم النفسية و ضعف الوعي و العقل لديهم قد لعبوا دورا كبيرا في ظهور تلك العنصرية البائسة و الساذجة التي تجعلهم يبررون للمفاسد و الأخطاء الشنيعة بجمال الشكل و المظهر للشخص المذنب ..

أما بالنسبة للتعاطف الإنتقائي هو يقترب من مفهوم العصبية أو ما يسمى بالإنحياز و التستر على الذات و هو الكيل بمكيالين ..
مثلا : تتعاطف مع فئة بينما لا تتعاطف مع فئة أخرى بالرغم من أن كلاهما يعانيان نفس المحنة و بالرغم من أن كلا الفئتين لديهما براءتهما و إنسانيتهما !!
فما الذي يجعلنا كبشر ننحاز في تعاطفنا لفئة دون فئة أخرى رغم أن كلاهما لهما نفس القيمة المعنوية و نفس الظروف ؟

و كإشكالية أخرى من الأسرة عن التعاطف المنحاز :
ما الذي يدفع الأم أو الأب إلى تفضيل إبن على إبن آخر ؟
أو التعاطف مع الإبن ضد البنت أو العكس ؟

أعتقد في رأيي أنه عيب أخلاقي سيء جدا و قاتل و لا غرابة في أنه يزرع في نفس الإبن المظلوم الشعور بالحقد و انعدام العدالة
بحيث ينبغي البحث في أسباب هذه التحيزات بموضوعية و عمق التي تنطلق جذورها الأولى من الوالدين بالضبط ..

في الأخير نسأل الله أن يرزقنا السواء و الرقي الأخلاقي في تعاملاتنا و في كلامنا مع أبنائنا و مع من حولنا و من رزق بقوة الأخلاق و سلامتها فقد رزق بخير عظيم

[*آية*]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المانجيكيو

و عليكم السلام و رحمة الله و شكرا على الإفادة و على مثال القصة المعبر وثيقة الصلة بموضوع المعايير الجمالية للأخلاق و التعاطف الإنتقائي دعيني أخبرك أختي آية أن مثل هذه القصص تتكرر في كثير من الناس و في عدة بقع و أمكنة من هذا العالم البشري الكثيف بغض النظر عن دولهم و جنسياتهم .. و إنني أخمن و أعتقد أن تربيتهم و عقدهم النفسية و ضعف الوعي و العقل لديهم قد لعبوا دورا كبيرا في ظهور تلك العنصرية البائسة و الساذجة التي تجعلهم يبررون للمفاسد و الأخطاء الشنيعة بجمال الشكل و المظهر للشخص المذنب ..

أما بالنسبة للتعاطف الإنتقائي هو يقترب من مفهوم العصبية أو ما يسمى بالإنحياز و التستر على الذات و هو الكيل بمكيالين ..
مثلا : تتعاطف مع فئة بينما لا تتعاطف مع فئة أخرى بالرغم من أن كلاهما يعانيان نفس المحنة و بالرغم من أن كلا الفئتين لديهما براءتهما و إنسانيتهما !!
فما الذي يجعلنا كبشر ننحاز في تعاطفنا لفئة دون فئة أخرى رغم أن كلاهما لهما نفس القيمة المعنوية و نفس الظروف ؟

و كإشكالية أخرى من الأسرة عن التعاطف المنحاز :
ما الذي يدفع الأم أو الأب إلى تفضيل إبن على إبن آخر ؟
أو التعاطف مع الإبن ضد البنت أو العكس ؟

أعتقد في رأيي أنه عيب أخلاقي سيء جدا و قاتل و لا غرابة في أنه يزرع في نفس الإبن المظلوم الشعور بالحقد و انعدام العدالة
بحيث ينبغي البحث في أسباب هذه التحيزات بموضوعية و عمق التي تنطلق جذورها الأولى من الوالدين بالضبط ..

في الأخير نسأل الله أن يرزقنا السواء و الرقي الأخلاقي في تعاملاتنا و في كلامنا مع أبنائنا و مع من حولنا و من رزق بقوة الأخلاق و سلامتها فقد رزق بخير عظيم

انا بالعكس نشوف ان ديننا هو دين الاخلاق ودين العدالة و للمساواة بمعنى ان هذه الصفة لانجدها بكثرة في مجتمعنا المسلم رغم الابتعاد عن الدين وو
يعني لو اتبعنا ديننا بحذافيره واتبعنا اخلاق سيد الخلق و الصحابة رضوان الله عليهم لن نجد مثل هذه الأمثلة فمعيار الفرق بيننا كمسلمين هو التقوى ولا ننحاز لطرف لجماله الشكلي بل ننصر المظلوم ونعدل بين الناس .