باب قول الله تعالى
{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
عن المسيب بن حزن قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أمية بن المغيرة فقال: ( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه, ويعيدانه بتلك المقالة, حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب, وأبى أن يقول لا إله إلا الله.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك. فأنزل الله { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ } ).
أخرجه البخاري برقم 4772 ومسلم برقم 24.
قال ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل 141:
أفضل ما يقدر الله لعبده, وأجل ما يقسمه له الهدى, وأعظم ما يبتليه به ويقدره عليه الضلال, وكل نعمة دون نعمة الهدى, وكل مصيبة دون مصيبة الضلال. اهـ
باب قول الله تعالى { إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ }
وقول الله تعالى { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} وقوله تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }وقوله تعالى { وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
وبهذا تعرف أن الديمقراطية التي هي حكم الشعب نفسه بنفسه كفر بالله رب العالمين, وأنه لا يجوز التحاكم إلى القوانين الوضعية والأعراف القبلية ونحو ذلك, ولا يكون الحكم إلا بشريعة الله رب العالمين ولا التحاكم إلا إليها.
من كتاب زبدة التوحيد