إن الخطوات التي إتخذتها بلدان أمريكا اللاتينية تبعا ضد إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية والمحرقة التي لا مثيلا لها في التاريخ، التي إرتكبتها في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.
هذه الخطوات التي تتمثل في قطع بوليفيا لعلاقاتها الدبلوماسية بدولة الإحتلال الإسرائيلي.
واستدعاء كولومبيا لسفيرها بإسرائيل، وتهديد رئيسها بأنه إن لم يتوقف إطلاق النار، فإن لاباز ستقطع علاقاتها بإسرائيل.
كما أن التشيلي إستدعت أيضا سفيرها بإسرائيل للتشاور، في إنتظار خطوات أخرى.
أما الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا، فطلب من إسرائيل الوقف الفوري لحربها على غزة، وأن محرقتها غير مبررة.
ما قامت به هذه البلدان بقدر ما أفرحتنا كثيرا نحن الشعوب الإسلامية.
إلا أنها أحزنتنا لأن هناك من البلدان العربية والإسلامية من يقيم علاقات دبلوماسية بإسرائيل.
إن أمريكا اللاتينية التي أنجبت سيمون بوليفار، تشي غفارا، فيدال كاسترو، كارلوس، أليندي وهوغو شافيز (الذي زار صدام حسين ببغداد في أوج الحصار الجائر المفروض على العراق، غير أبها بتهديدات امريكا، ولا زعيم عربي أو مسلم فعلها)، هؤلاء الرجال الذين كفحوا الظلم والقهر والجور والإستعمار في أنحاء المعمورة من أجل الحرية والإنسانية لا يبالون بغضب الأخرين، ومن الذين يؤثرون المباديء على المصالح.
هذه البلدان، ليست بتلك الأنظمة العربية والإسلامية المنبطحة في أحضان الولايات الإرهابية الأمريكية، والحارسة على مصالحها، والتي تخاف من غضبها.
نقول شكرا للشعوب أمريكا اللاتينية.
ونرجو أن تحذوا بلدان التطبيع العربي والإسلامي حذو بلدان أمريكا اللاتينية.
بقلم الأستاذ محند زكريني