كيف يكون البرلمان الأوروبي عنصري وانتقائي ومزدوج المعايير لما يتعلق الأمر بقضايا حقوق الإنسان في البطحة علي بلجاج نموذجا

[سندباد علي بابا]

كيف يكون البرلمان الأوروبي عنصري وانتقائي ومزدوج المعايير لما يتعلق الأمر بقضايا حقوق الإنسان في البطحة علي بلجاج وسجناء التسعينيات أنموذجاً؟




بقلم: مارشال أحمد قايد صالح

البرلمان الأوروبي هو هيئة استشارية في الاتحاد الأوروبي قراراتها غير ملزمة للحكومات الأوروبية ينتخب أعضاءها من شعوب أوروبا، تتكون من أطياف أهمها: اليسار واليسار المتطرف واليمين واليمين المتطرف والخضر وغيرهم من أحزاب وتيارات نسب تمثيلها من أعضاء كل حزب وتيار فيه يختلف، كما أنه خليط من الإيديوجيات ولكن في النهاية يتفقون على مصالح أوروبا والغرب.


شُبهات حول البرلمان الأوروبي؟

الحقيقة الأولى التي لا يمكن إخفاؤها أن البرلمان مُسيّس ومصلحي ونفعي.


الحقيقة الثانية أنه مُتهم بشبهات فساد تورط فيها المغرب وقطر و روسيا فقد قيل أن هذه البلدان قدمت رشاوى لنواب من هذا البرلمان لتلميع صفحات حُكام هذه الدول أو للمرافعة عن قضايا خلافية لهذه الدول أو التغطية عن انتهاكات لحقوق الإنسان في هذه الدول.

وقد حُوكمت نائبة رئيس البرلمان وأقيلت من منصبها عندما وجدت الشرطة أموالاً مشبوهةً في بيتها قيل أنها رشاوى قُدمت لها طيلة سنوات من تلك الدول للأسباب التي ذكرناها سالفاً.


كيف هي علاقة البرلمان الأوروبي مع البطحة؟


تجمع البرلمان والبطحة علاقة مركبة فالبرلمان مع النظام في قضايا اقتصادية وأمنية متعلقة بالهجرة وضده في قضايا متعلقة بما يسمى بحقوق الإنسان وهي في نفس الوقت مع معارضة البطحة من البربريست والدفاع عنهم وحمايتهم وتشجيعهم على نشر الديمقراطية وثقافة أوروبا في البطحة وفي المنطقة.


فعندما تتوفر مصالح البرلمان الأوروبي للقارة العجوز يسكت على ما يُسمى انتهاكات حقوق الإنسان في البطحة ويظل يحمي في طابوره الخامس من البربريست وعندما يكون على خلاف مع النظام يحرض مُعارضة البربريست لإنتقاد النظام وخلال المعارك بينهما يستغل البرلمان الأوروبي الفرصة لمفاوضة النظام ودفعه للتنازل على الكثير من القضايا لصالحه على حساب مصالح البطحة.


هل البرلمان الأوروبي واحد أم مجزأ في حديثه عن موضوع حقوق الإنسان في البطحة؟


الحقيقة أن البرلمان الأوروبي انتقائي وعُنصري ومزدوج المعايير فيما يتعلق بموضوع حقوق الإنسان في البطحة [وفي المنطقة وفي العالم].


فهو مُدافعٌ قويٌ شرسٌ عن حقوق الإنسان فيما يتعلق بالبربريست وهو تحدث عن:


القاضي


وبن جامع


وسُجناء البربريست من المُعتقلين بعد أحداث 2019 ولكنه لم يتطرق قط


لأي مُعارض إسلامي أو وطني من المسجونين منذ التسعينيات والّذين سُجنوا بعد ذلك بعد أحداث 2019


والنماذج كثيرة منها: علي بلحاج الذي فُرضت عليه الرقابة القضائية وعدم الخروج من الحي الذي يقطنه ومنعه من أداء حُقوقه المدنية والدينية.


وكذلك ما تعلق بسُجناء التسعينات ومفقُودي المأساة الوطنية.


وهذا ليس غريباً لأن موضوع حقوق الإنسان عند البرلمان الأوروبي اتخذ بعداً اِيديولوجياً صرفاً مما جعله في نهاية المطاف اِنتقائي ومنافق وعُنصري ومزدوج المعايير فهو من يُقرر ويُحدد من يستحق أن يخرج من السجن والمتابعة الأمنية ومن لا يستحق ذلك في لوائحه التي يصدرها بين الفينة والأخرى.


فاليمين المتطرف يقف مع جُزء من البربريست


واليسار والخضر يقفون مع جُزء آخر من البربريست لأن أوروبا ترفض وصول اسلاميين أو وطنيين خُلص إلى الحكم ولو ديمقراطيا في البطحة وفي منطقة شمال إفريقيا لذلك فهي غير معنية بالدفاع عن الإنسان أينما كان ولكن بالدفاع عن الإنسان الذي فيه مصلحة لأوروبا والعالم الغربي.


حقيقة أن البربريستي إحسان القاضي مسجون


والبربريستي بن جامع مسجون


وعدد من نشطاء البربريست مسجُونين


ولكن الحقيقة الأخرى أن هُناك مساجين مُنذ تسعينات القرن الماضي مسجُونين وهُناك مفقُودي المأساة الوطنية وسُجناء من غير التيار البربريستي سُجناء بعد 2019 ، فلماذا يتحدث البرلمان الأوروبي ويرافع عن الفئة الأولى ويسكُت زهاء ربع قرن وبضع سنين من انطلاق الحراك عن الفئة الثانية؟


ماهي الأسباب الأخرى من وراء تحرك البرلمان الأوروبي في موضوع حقوق الإنسان في البطحة؟


هُناك عدة أسباب اقتصادية وعسكرية وأمنية وثقافية وجيوسياسية للضغط على حُكومة البطحة من بوابة موضوع حقوق الإنسان أهممها:


- السير على خُطة تقسيم البطحة لغوياً وثقافياً وجغرافيا [السماح بتبني النّظام الفدرالي] بحُجة الشُّعوب الأصلية واللغة الأم والدليل اِقرار ملك المغرب ليوم "ناير" عيد وطني مدفوع الأجر.


- الضغط باتجاه اِعادة العلاقات مع اسبانيا واِعادة فتح أُنبوب الغاز الذي ينطلق من البطحة نحو المغرب وصولاً إلى اِسبانيا وأوروبا


- الضغط باِتجاه ضخ مزيداً من الغاز وفتح الإستثمار للشركات الأوروبية في اِطار خاسر – رابح وتمكينهم من التنقيب عن أبار جديدة.


- الضغط باِتجاه عدم المساس بمجموعة البربريست النافذة في السُّلطة والنّظام والّتي تشتغل منذ مدة على موضوع الهوية والاِنتماء والثقافة والسماح لها بمواصلة عملها دون إزعاج أو تعطيل.


- الضغط باِتجاه منع الهجرة غير شرعية نحو أوروبا


- الضغط باتجاه توطين المُهاجرين الأفارقة في البطحة


- الضغط باِتجاه رفع يد حكومة البطحة في التدخل في الشأن التونسي والليبي [تقديم يد المساعدة للأشقاء].


- الضغط باِتجاه خُروج الجيش لدول الساحل لحماية أمن أوروبا بمكافحة الإرهاب والهجرة والجريمة المنظمة وكالةً عن حلف الناتو وجيوش أوروبا


- الضغط باِتجاه فك الإرتباط بين البطحة والصين


- الضغط باِتجاه ابعاد البطحة عن روسيا وضرورة إدانة البطحة للعملية العسكرية الروسية ومنع التعامل التجاري والدبلوماسي معها


- الضغط على البطحة باِتجاه رفع يدها على موضوع القضية الفلسطينية وتقليل التقارب بينها وبين العالم العربي والإسلامي إيران مثلاً، والليونة في موضوع التطبيع واِتفاقيات سلام أبراهام.


ماهو موقف البرلمان الأوروبي الأخير؟


صوّت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة حول إدانة البطحة في موضوع حُقوق الإنسان كما ودعا لإطلاق سراح نُشطاء البربريست على وجه التحديد؟!


قيمة ما قام به البرلمان الأوروبي؟


البرلمان الأوروبي هيئة اِستشارية وقراراتها غير مُلزمة للحكومات الأوروبية ولكن ما خرج به معنوي يُسيء لسمعة البطحة ويضر بها من حيث استقدام المستثمرين ومن حيث انتخابها في هيئات دولية ...


ماهو موقف البطحة من القرار؟


قالت أنّه تدخّل سافر في الشؤون الداخلية للبطحة وأنَّ البرلمان الأوروبي يسير بسياسة الكيل بمكيالين وأنّه لا يتوقف عن إطلاق مواقف مُزدوجة المعايير وأن ما قاله نواب البرلمان يجافي الحقيقة.


ماذا يمكن أن يحصل في المستقبل؟

رُبما إطلاق سراح نُشطاء السياسيين من البربريست واِبتعاد البطحة أكثر فأكثر عن روسيا وسيطرة أقوى وواسعة لمجموعة البربريست في السلطة وخارج السلطة على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والانقضاض عليها والاستمرار في مشروع " الاستبدال الكبير" اِستبدال شعب بشعب كما جرى في فلسطين اِستبدال شعب فلسطين بالصهاينة.