هكذا هم الآباء
كل أب يتمنى أن يكون ابنه أفضل منه؟
يفرح كل أب إذا قيل له : إن ابنك خير منك أكثر من فرحه إذا قيل لابنه إن أباك خير منك .
هذه عاطفة الأب الجياشة ، التي تتدفق حبا جما لأبنائه
ذكورهم و إناثهم . يخاف عليهم من نسمات الشر، و من سبل الفساد ، و لعلهم يرون في بعض توجيهاته و ارشاداته نوعا من الشدة ، فليعلم الأبناء أن الآباء إذا تكلموا كانت الكلمات بنات شفاه ، لا بنات قلب ، فقلوب الآباء أصفى من الماء الزلال و أنقى من العسل الشهي ، وأجمل من زهور الربيع.
كيف لا و أبناؤهم أكبادهم التي تمشي على الأرض ، لو طلب
من كل اب أن يكون سلما يرتقي عليه أبناؤه إلى أعلى المراتب لقبل ذلك دون تردد ، و لو طلب منه أن تكون عيناه ثمنا لمستقبل أبنائه ما تأخر طرفة عين .
هكذا هم الآباء ،
يذوبون في حب أبنائهم ، فلا يسبقهم أحد في ذلك، تدمع عيونهم إذا أصابهم أذى، و تبدو على وجوهم إشراقة المسرة
إذا فرحوا .
فقلوبهم و وجوهم ترجمان لسلوكات أبنائهم و أحاسيسهم .
فكونوا على ثقة أن آباءكم هم السند وقت الشدة ، و هم كتاب لصفحات معاملاتكم و تصرفاتكم يرجع إليه غيركم
و يقولون هؤلاء أبناء فلان ...
فعَوّدوا ألسنتكم على الأسلوب الحسن و أقلامكم على الخط الجميل لتبقى
هذه الصفحات ناصعة، و لتكونوا أفضل سفراء لآبائكم
فأنتم عنوان من لا يعرفهم إذا فقدتموهم و هم مفاتيح الجنة
إذا غلقت ، واحذروا دعواتهم فإنها لا ترد .
ستكبرون و تتزوجون و تنجبون و ستتعبون و تحسون بما كانوا يحسون.
دعواتي لكم أن تكونوا بررة بهم ، فبرهم سعادة في الحياة
و صلاح في الذرية و سعة في الرزق ، و رضوان من الله
و رسوله في الآخرة.