صح فطور الجميع هذه خاطرة عابرة للتسلية.
موعد مع الندابات .
ما ان سلم الامام معلنا نهاية التراويح حتى بدأ النداب يملأ الارجاء و الأسماع فتلك تندب بما أستطاعت من قوة النعيق لتطلب الصدقة على يتامى لها كما تزعم قاطعة طريق المارة و كأنها تريد أخذ الصدقة بالقوة و أخرى و قد تربعت المخرج المباشر للمسجد و هي بذلك قد تموقعت أحسن تموقع لتلقف الصدقات ممن قلوبهم مرهفة أو لهم فيض من المال و هي تتوسل بأنين برنة البكاء قتغلبك يدك الى جيبك لتلقي ما فضل فيه من نقود و أخرى توسطت بوابة الساحة مفترشة طفلة صغيرة بالية الثياب حاملة بيدها رضيع و قد ألصقته الى صدرها في مشهد مريع و هي تندب حظها المشؤوم و تنعق طالبة معونة الأكل و الكراء فلم يتمالك صديقي نفسه قائلا هذه بلاد الندابات ثم أكملنا المسير لنرتشف قهوة فجلس بجانبنا مجمع راحوا يتنادبون في أمور السياسة و هم لمبادئها جاهلون ثم جلس مجمع اخر بجانبنا و راحوا هم كذلك يتعاركون لكن في أمور الرياضة بسياستها و كواليسها رافعين أصواتهم يتهجم أحدهم على الأخر بوحشية تتقاطر منها الاحقاد فقلت لصديقي لا مكان للثقافة و السمر ههنا أنهض فقد صدقت هذه بلاد الندابات.