في طليعة الحقوق التي ضمنها الإسلام للإنسان حق الحياة، فهذا الحق مصان ومكفول لكل إنسان، بغض النظر عن لون أو جنس أو لسان، فالإعتداء على هذا الحق جرم شنيع، وتصرف مريع وسلوك جد فظيع، ويكفي للدلالة على شناعته وفظاعته أن قتل نفس واحدة هو كقتل الناس جميعا، يقول الله تعالى: (أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا).
لذلك حرم الإسلام الاعتداء على حق حياة الآخرين، بل حرم الاعتداء على النفس، فقاتل نفسه خسر دنياه وأخراه وذلك هو الخسران المبين، لقد خسر دنياه لأنه حرمها حق الحياة، وخسر أخراه لأن الله حرم عليه الجنة، وجعل النار مثواه ومأواه، يقول -صلى الله عليه وسلم- (كان فيمن قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يديه، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة))، ويقول الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).