إن خيانة فلسطين وعاصمة السلام أورشاليم القدس الشريف وبالتالي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى المبارك الذي أسرى إليه الرسول الكريم ومنه عرح الى السماء وإلى سدرة المنتهى.
ليست وليدة اليوم وانما متجذرة في دهاليز العرش العلوي بالمغرب، فكان العاهل الحسن الثاني هو المسهل للقاءات السرية التي جمعت أركان حكم رئيس مصر أنور السادات وإدارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني ميناحيم بيغن، والتي توجت بابرام معاهدة كمب ديفيد للسلام (مخيم داود كما يحلو للقذافي تسميتها).
والمغرب كان محل عدة زيارات من مسؤولين اسرائليين، وتوجت بزيارة علانية وفي وضح النهار من رئيس وزراء اسرائيل العمالي شمعون بيريز سنة 1986 وأستضافه الحسن الثاني وهو رئيس لجنة تحرير القدس بقصره الصيفي بإيفران وجمعته به عدة لقاءات.
كما حافظ المغرب بعلاقات متينة باليهود المغاربة اللذين يعيشون بداخل اسرائيل ومنحهم حتى الجنسية المغربية، كما تعيش بالمغرب جالية يهودية تحظى بالرعاية الملكية، وهؤلاء يتمتعون بحرية دخول الكيانين أي الهيوني والمخزني متى شاءوا.
فكان رئيس وزراء اسرائيل ايهود براك (الذي تعرض لمحاولة اغتيال من يهودي متطرف)من قادة الدول اللذين حضروا جنازة صديق اسرائيل الحسن الثاني (وقد صافحه رئيسنا الراحل عبد العزيز بوتفليقة وجمعته معه دردشة مطلبة قصيرة بصحن القصر الملكي).
والأكثر من هذا فكان العاهل الحسن الثاني من المنبهرين بالعقل اليهودي فقد دعى جهارا نهارا الى التزاوج بين المال العربي والعقل اليهودي، وأدار ديوانه الملكي بمجموعة من مستشارين يهود.
ومقابل هذه العلاقات الودية بين الكيانين فكانت اسرائيل تزود المغرب بأسلحة استعملها في حربه بالبوليزاريو، وتستعمل نفوذها لدى البيت الأبيض والكنغراس الأمريكيين لصالح المواقف المغربية.
وعندما اعتلى العرش ابنه محمد السادس المتشبع بأفكار والده، عمل على ربط علاقات مباشرة بالكيان الصهيوني بإقامة ممثليات دبلوماسية بكلا الكيانين من جهة، ومن جهة أخرى تراجع عن مسلسل التفاوض الذي باشره والده مع البوليزاريو الذي كان يهدف الى تنظيم استفتاء تقرير مصير الصحراويين.
وفي الفترة الأخيرة انخرط المخزن في لعبة ترامب الرامية الى تطبيع العرب لعلاقاتهم باسرائيل واستغلها محمد السادس أيامى استغلال وتم ابرم اتفاق ثلاثى مع اسرائيل وامريكا في اطار معاهدة ابراهام يهدف الى التطبيع الكامل مع اسرائيل مقابل اعتراف امريكا بمغربية الصحراء الغربية (وحرص المخزن على بند اعادة العلاقات الدبلوماسية لا الى اقامة علاقات دبلوماسية لأنها كانت موجودة من قبل).
وبقطع الجزائر لعلاقاتها بالمغرب وما تابعها من حرب باردة وقصف اعلامي، انبطح المخزن في أحضان اسرائيل بفتح الأراضي المغربية على مصراعيها أمام الكيان الصهيوني.
ويالها من خيانة العرش العلوي.
الأستاذ/ محند زكريني