جدي
ذكرى وفاة جدي اليوم 11 من شهر ديسمبر من عام 2019
بعد ان كنت اسبوعا كاملا في بيتك اشتم ريحك اينما حللت وانت في المستشفى
اتذكر وقت كان ابي واعمامي معك اسبوعا كاملا بالمشفى ونراك فقط بالصور
ذهبت في ذلك اليوم للمدرسة بعد غيابات مستمرة
كنت ابتسم لكن قلبي يرفض بسمتي عدت للبيت فإذا بأبي يتصل توفي جدكم يا ابنائي وصرت يتيم الاب
انهيار تملكنا ذاك يبكي في الزاوية وذاك يمسح دمعه الى بيتك اسرعنا وابي غير موجود فلجأنا الى جارنا يومها والحنون جارنا بسيارته اخذنا
دخلت بيتك جدي وكل خطوة تدفعني للسقوط لكن اتماسك واكمل وصلت غرفتك ولم اسلم على احد عانقت صورتك وبدأت ابكي واتمتم :رحلت يا غالي وململم الأهل ويا جامع الشمل اتى يوم رحيلك يا غالي ...... لم اكن وحدي كانت معي اختي بمجرد رؤيتنا لدموع بعضنا تعانقنا وانهرنا بالصوت الباكي ...رحل الدفئ عن غرفتك يا جدي بمجرد رحيلك صارت باردة برودة الثلج تعلقنا بك يا جدي وكنت الحنون ولا تزال احن من عرفه قلبي على قلبي ...
احضرو نعشك وكان يجب ان اراك كوني حفيدتك لكنهم تزاحمو ولم يتركوني اراك يا جدي وهو ما زاد حرقتي لأودعك الوداع الاخير صرخت ابي ابي اريد رؤية جدي فلم يسمعني واخذو نعشك الى المقبرة... كان الرجال مصطفين والنساء تتزاحم صرخت اين تريدون الخروج انه جدي انا وانتم الى اين تذهبون انا من يجب ان اراه لا انتم انا من يجب ان اودعه لا انتم وسقطت بعد هذا الصراخ باكية لم يهتم لأمري احد يا جدي حينها فلقد رحل الاهتمام برحيلك وعدت ادراجي الى غرفتك لاشم ريحك في ملابسك وبين طيات جدرانك وسريرك ...صورتك التي كنت احملها نزعوها لي واستمريت بالبكاء وحدي
بعد ان دفنوك يا جدي لملمت شتات نفسي وخرجت الى تلك الباحة الفارغة التي تعودت ان تجلس فيها معي وتسرد لي قصصك ,رحت هناك لكن هذه المرة لوحدي وبقيت ساعات ادعو لك يا جدي بالرحمة والمغفرة كنت اكلمك لوحدي وابكي ..ابكي لأن قلبي لم يصدق رحيل كل ذلك الدفئ رغم ان عقلي فهم اللعبة ان الحياة موت لكن القلب لا يفهم الفارق يا جدي
رحمك الله وتغمدك برحمته الواسعة كنت لنا الأب والدفئ وكنت لنا جامع الشمل فبعدك تشتتنا يا جدي اليك آتون نحن ولن يطول بنا الزمن ونموت
انا لله وانا اليه راجعون