ربِّ في ولدك دائمًا حب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، واعلم أن هذه المحبة من أعظم ما يحمل الولد على طاعة الله ورسوله، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ﴾، وربهم أيضًا على تعظيم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأعلم أن هذا التعظيم من أجلّ ما يردعه عن ارتكاب المحرمات، قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾.
ومن أمثلة ذلك: أن تعلمه أن كل جميل ونافع هو من عند الله تعالى: فالقمر، والمطر، والحديقة، وطعامه، وكساءه، وخلقته كلها من خلق الله تعالى ورزقه، وتعلمه أن كل حق وخير هو من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالكرم، والصدق، والشجاعة، والقيادة، والوفاء، كلها من أخلاق النبي الكريم.
ومن هنا يتضح خطأ كثير من الآباء حين يوجهون أبنائهم دائمًا بقولهم: هذا غلط، هذا عيب، مضر، أو يقول له: يع، ونحو ذلك من كلمات أو إشارات، بل قل له: هذا حلال يحبه الله، وهذا حرام يبغضه الله، وهذا من أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهذا خلقٌ من أخلاق المخالفين للأنبياء كاليهود والنصارى، وهكذا.