من هو أول المخلوقات
السؤال
كيف يمكن الجمع بين الأحاديث الآتية : ( كان الله ولم يك شيء قبله ,
وكان عرشه على الماء وكتب بيده كل شيء ثم خلق السموات والأرض ).
وحديث : ( أول ما خلق الله القلم). فظاهر هذه الأحاديث متعارض في أي المخلوقات أسبق في الخلق
وكذلك ما جاء أن أول المخلوقات هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟.
الجواب
الحمد لله
هذه الأحاديث متفقة مؤتلفة وليست بمختلفة ,
فأول ما خلق الله من الأشياء المعلومة لنا هو العرش واستوى عليه بعد خلق السموات ,
كما قال - تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) هود/7.
وأما بالنسبة للقلم فليس في الحديث دليل على أن القلم أول شيء خلق ,
بل معنى الحديث أنه في حين خلق القلم أمره الله بالكتابة فكتب مقادير كل شيء .
وأما محمد صلى الله عليه وسلم فهو كغيره من البشر ,
خلق من ماء أبيه عبد الله بن عبد المطلب ولم يتميز على البشر من حيث الخلقة ,
كما قال عن نفسه :
(إنما أنا بشر أنسى كما تنسون) .
فهو عليه الصلاة والسلام يجزع ,
ويعطش ويبرد ويصيبه الحر, ويمرض ويموت فكل شيء يعتري البشرية من حيث الطبيعة البشرية فإنه يعتريه ,
لكنه يتميز بأنه يوحى إليه وأنه أهل للرسالة
كما قال تعالى : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) الأنعام/124
المصدر: مجموع فتاوى ورسائل
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج/1 ص 62-63
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عودة
باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء