المشكلة أساسا ليست في قلقه الدائم وإنما في وازعه الديني. ان كان بعيدا عن الدين والصلاة فلا يمكن بأي حال من الأحول التحكم في نفسه القلقة الهائجة. نفس المسلم لا يلجمها ويسعدها الا الخوف من الله والخضوع لأوامره وأهم من هذا كله الرضا بقضاء الله وقدره.. من أفضل ما يمكنك فعله لهذا الشخص هو الدعاء له و محاولة تبيان خطورة قلقه على حياته صحته ومستقبله. عندما يغيب اليقين بالله وبقضائه وقدره يحل مكانه القلق والاضطراب. أنصحك بتعليمه الأدعية المزيلة للقلق والباعثة على الطمأنينة في النفس كما غليه تغيير نمط حياته وكسر الروتين الذي يعيش فيه. من الأدعية النبوية في هذا الباب وهي منقولة : 1. عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضَلَع الدين وغلبة الرجال " .
رواه البخاري ( 6008 ) .
ضَلع الدَّين : غلبته وثقله .
2. عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أصاب أحداً قط همٌّ ولا حزنٌ فقال : اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي : إلا أذهب الله همَّه وحزنه ، وأبدله مكانه فرجاً .
قال : فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها .
رواه أحمد ( 3704 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 199 ) .
3. عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له .
رواه الترمذي ( 3505 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 3383 )